العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

درس تحفة المحتاج!!

إنضم
30 أبريل 2010
المشاركات
138
التخصص
علوم طبيعة
المدينة
........
المذهب الفقهي
الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
أنقل لكم هذا الكلام الجميل والمفيد عن أحد طلبة العلم :
أن دروس التحفة لا تقل عن ساعة كمعدل .
لان مدرس التحفة
يسترجع مع الطالب عبارات المنهاج ضبطا ً
ثم
يقف على المسائل التي ترويها عبارات المنهاج مع قطع النظر عن وجود شرح
ثم
يبدأ بقراءة نص التحفة ويحاول ان يبدأ بداية محكمة تنتهي نهاية نافعة ؛ لان مدرس التحفة اذا بدأ فقد لا يحب ان ينتهي لبركتها ولدقتها ولكثرة تحقيقاتها وتفرعات مسائها
ثم
يوضح شرح المنهاج ، واعني بالشرح العبارات الموجود في أغلب شروح المنهاج ( تحفة ، نهاية ، مغني ، النجم الوهاج ، قليوبي وعميرة على المحلي ) بحيث تراها وكأنها متشابها وكأن أحدهم أخذ من الآخر، ويبين الاقوال التي يحكيها الامام النووي ويشرحها ابن حجر
ثم
يوضح الاستدلال و محل الاستدلال ، والخلاف بين الشافعية في ذلك
ثم
يوضح المسائل التي أختلف فيها المتأخرون عند التفريع على عبارة المنهاج
التي تقدر بحسب بحث بعض أهل العلم بــ 1814 مسألة ممكن اكثر أو أقل بحسب الاعتبارات
واعني بالمتأخرين من هو المشهور بعد النووي كالقاضي زكريا والجلال المحلي والخطيب الشربيني والهيتمي والرملي وابن قاسم والقليوبي وعميرة والشبراملسي والبصري وغيرهم من المحقيقين ــ نفعنا الله بهم وببركاتهم آمين .
ثم يقف على العبارات التي هي نصوص التحفة ويعاملها معاملة تحليلية مراعياً ما تتضمنه من علوم أخرى كمسائل نحوية او صرفية او منطقية او أصولية أو مناظرة ، او مسائل علم الوضع او البان او غير ذلك ناظرا في الشيرواني وابن قاسم ، والكردي والسيد عمر والمزوري والسيويدي ورسائل المصطلحات ، وكلما كان الاستاذ ملما بمن شرح وحشَّى الكتاب ، وكلما كان الاستاذ دقيقا ، في فهم الكتاب ونظرة الامام الهيتمي الفقهية كان نفعه أكثر وفهمه للتحفة أكثر ،
فقد قرأ على يد ابن حجر التحفة من الالف الى الياء خلقٌ كثيرٌ لا يحصون ، وبالمقابل قرأ على يد الامام الرملي النهاية ما يجاوز الاربع مأة من الطلبة ، فمن المؤكد أن هذه الكتب فيها من البركة والنفع وكثرة المقبلين والنُظَّار، والمعلقين والمحشين ما جعلها معتمدة في المذهب .
ثم
يوجه فكره الى بيان الوجه الاصولي وكيفية الاستدلال وطريقة ذلك
ثم بعدها يصلي على الحبيب ويختم الدرس
ولا ينظر الى أنه متى سينتهي ، ولكن ينظر الى مدى انتفاعه عملياً ، وفقهيا ً ، وأصوليا ً وعقائديا ً ؛ فان في التحفة تحقيقات عقائدية تذكر تبعا نفيسة جداً حتى ان من يطلع عليها ويقف على تحقيقها يظن ان ابن حجر رجل علم كلام لا فقه .
ناهيك عن معاني روحية عجيبة كانها قواعد تصوف .

ملاحظة: لا يمكن لدارس التحفة ان يدرسها الا بعد ان يكمل منهجا مقررا في النحو والصرف والبلاغة والمنطق والوضع والاصول وعلم الكلام فهناك سلم دراسي من كل العلوم متدرج يسير خلاله طالب العلم لتحصيله وذكره يطول ، والتحفة حينئذٍ تقع ضمن هذا السلم وليست هي نهاية التحصيل بل بعدها حسب السلم شرح مختصر المنتهى في الاصول وكتب أخرى في المنطق وعلم الكلام .

انتهى .
 

د. محمد بن عمر الكاف

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
20 مايو 2009
المشاركات
326
التخصص
فقه
المدينة
المدينة المنورة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: درس تحفة المحتاج!!

شكرا للأخ الفاضل عبد الإله على هذا النقل.. وإن كان ينقصه التوثيق ..
لذلك تستغرق قراءة (التحفة) سنوات وسنوات .. وكم شغل المدرسون والطلبة بفك عباراتها وعود ضمائرها .. وبلغ بها الاهتمام حدا كبيرا .. لدرجة أن سمي العصر الذي بعد ابن حجر بـ(عصر التحفة) .. حيث كانت شغل الفقهاء الشاغل .. وهناك من الفقهاء من تبرم من هذا الوضع ..
يقول السَّيِّدُ عمرُ البصريُّ فيما نقله الكردي عنه في (الفوائد المدنية):
(الشيخُ ابنُ حجرٍ بالغ في اختصارِ هذا الكتابِ -يعني ((التحفةَ))- إيثاراً للحرصِ على إفادَةِ الطَّلَبَةِ بجمعِ الشوارِدِ وتكثيرِ الفوائدِ والفرائدِ ، إلا أنه بلغ من الاختصارِ إلى حالةٍ بحيثُ لا يمكِنُ الخروجُ عن عُهدَةِ مُطالَعَتِه إلا بعد تَقَدُّمِ الإحاطةِ بمنقولِ المتقدمين ومُناقشاتِ المتأخِّرين)
وقد ذكروا كان يُملي بعضَ كُتُبِه من حفظه ويكتُبها بسيلانِ ذهنِه الفقهيِّ من غيرِ مراجعةِ كتابٍ ، ويشهد لذلك أنه ألَّفَ «التحفةَ» في عشرةِ أشهر ٍ ، ابتدأ تأليفها في 12 محرّم سنة 958هـ ، وفرغ منها يوم 27 ذي القعدة من نفس السنةِ
ويقول العلامة السيد عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف في حاشيته على التحفة التي جمع فيها مسائل كثيرة تناقضت فيها عبارة ابن حجر في باب القضاء الفقط :
(وذلك أن الشيخَ مع قُوَّةِ إدراكِه ، وكثرَةِ مِراسِهِ للفِقهِ وعِراكِهِ ،
كان ضَعيفَ الحِفظِ فيما أتخيَّلُ ،
فتراهُ يذكرُ المسألةَ الواحدةَ في المواضعِ الكثيرةِ بالألوانِ المختلفةِ ،
وربما تركَ القضيَّةَ مُجمَلَةً ، وأرسلَها مُهمَلَةً ، ثم يجيءُ في موضعٍ بِقَيدٍ ..وكثيراً ما يختَلِفُ حكمُه ، ويتناقَضُ فهمُه ، كما ستعرِفُه بالاستقراءِ ، مما لا نستطيعُ له حصراً ، وهو في بابِ القضاءِ أكثَرُ وأضَرُّ ، وفي اختلافِ المُتداعِيَينِ أدهى وأمرُّ )
وهو الأمرُ الذي جعل كثيراً من الفقهاءِ يسبُرون كلامَ ابنِ حجرٍ ويُصَنِّفون في مصطلحاتِ «التحفةِ» على غرارِ ما صُنِّفَ في مصطلحاتِ «المنهاج» ، ومنهم : الكرديُّ(ت1194هـ) في رسالَتِه «عقودَ الدُّرَرِ في مصطلحاتِ تحفةِ ابنِ حجرٍ»

والكلام علي (التحفة) يطول جدا ..


 

د. محمد بن عمر الكاف

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
20 مايو 2009
المشاركات
326
التخصص
فقه
المدينة
المدينة المنورة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: درس تحفة المحتاج!!

أقصد ليتك زينت مقالتك الجميلة ببعض النقول التي تؤيد ما ذكرت .. وإلا فالكلام الذي نقلته صحيح 100% .
 
أعلى