العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ضابط وصول الثواب بعد الممات؟!

أسامة أمير الحمصي

:: مطـًـلع ::
إنضم
20 مارس 2010
المشاركات
103
التخصص
هندسة
المدينة
حمص
المذهب الفقهي
حنبلي
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد, ام بعد:
فلا شك ان شرعنا مبني على كتاب و سنة و على قياس صحيح و اتباع لسلف صالح خاصة في المجمع عليه, وما سوى ذلك فما هو الا هوى و ابتداع....
و من المسائل التي يكثر فيها الكلام: وصول الثواب للميت, و باذن الله في هذا الموضوع نصل الى ضابط لهذا الامر...
قال الشافعي رحمه الله: ما عدا الواجب والصدقة والدعاء والاستغفار لا يفعل عن الميت ولا يصل ثوابه إليه
فهل يجوز الصلاة بدل الميت و اهداء ثوابها للميت؟ لا اعلم من يقول ذلك ابدا!

و كذلك لا يجوز الصلاة للحي و اهداء الثواب له!
ولا يجوز الصيام عن الحي!
ولا يصل ثواب قراءة القران للحي!
و بينما يجوز الحج عنه و الاعتمار عنه و التصدق عنه و الاطعام عنه و الدعاء له!
فما لم يصل من الثواب حال الحياة فلا يصل بعد الممات....
و اما النذور فهي دين, فنقضي ديون الميت المالية او العبادية كالصيام و الحج و الذبح....
و العبادات توقيفية فلا يجوز فيها التشريع بالوجد و الاستحسان, بل لابد من أصل شرعي يُستدل به...و كل بدعة ضلالة و ان ظنها الناس حسنة, والدين قد اكتمل... و ما كان مندرجاً تحت اصل شرعي فلا يُسمى بدعة بل تلك سنة محمودة...
وعلى من يجوز قراءة القران على الميت ان يذكر لنا ضابط العبادات التي تصل للميت و العبادات التي لا تصل له, و ليجبنا لماذا منع من وصول ثواب الصلاة و لم يمنع من القراءة؟!
و ها ا الضابط بدليله:
فالضابط يتألف من ثلاثة اجزاء:
1- ما كان يصل حال الحياة من الثواب فيصل حال الممات,
2- ما جاز الانابة به حال الحياة من الواجبات فيصل ثوابه ايضاً بعض الممات
2- قضاء الدين يصل ثوابه بعد الممات...

و مثال الاول: الدعاء, و الصدقة, و اطعام الطعام
و مثال الثاني: الحج و العمرة و الذبح
و مثال الثالث: صيام النذر و حج النذر و ما شابه...

دليل الأول: عموم الامر بهذه الامور, و عدم وجود ما يُخصصها له بحال الحياة او الممات,
دليل الثاني: اباحة الانابة لم تُقيد بحال الحياة او الممات, و انما قُيدت بالعجز, و لا شك ان الميت عاجز
دليل الثالث: قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضى

و الادلة على وجه التفصيل: دليل الأول: عموم الامر بهذه الامور, و عدم وجود ما يُخصصها له بحال الحياة او الممات,
و بعض الادلة الخاصة مثل: أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فقال : يارسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها فهل ينفعها إن تصدقت بشيء عنها فقال : نعم , فقال : فإني أشهدك أن حائط المخراف صدقة عنها )) وقول الله تعالى: ( ربنا أغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) .

دليل الثاني: اباحة الانابة لم تُقيد بحال الحياة او الممات, و انما قُيدت بالعجز و الاذن, و لا شك ان الميت عاجز, ولا شك باذنه بل تمنيه ان يُعمل عنه صالحاً...و قد جاء في البخاري: إن أمي أفتتلت ( أي مات فجأة ) ولم توصي وإني أظنها لو تكلمت لتصدقت . فلها أجر إن تصدقت عنها , قال : نعم )) .
وجه الاستدلال قوله: و اني اظنها لو تكلمت لتصدقت
مع وجود أدلة مستقلة تبيح الحج و العمرة عن الميت, و لعل من ضمن المثال الثاني: صلة الأرحام و المقربين من الاموات
دليل الثالث: قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ؟ قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضى, و في صحيح البخاري: أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن أمي ماتت وعليه نذر لم تقضيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقض عنها )...
و في الحديث ايضا: أَنَّ امْرَأَةً مِنْ جُهَيْنَةَ جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أَنْ تَحُجَّ فَلَمْ تَحُجَّ حَتَّى مَاتَتْ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَةً اقْضُوا اللَّهَ فَاللَّهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ

فهذه أدلة كل عبادة و كل ضابط, فتحت أي ضابط سيُدخل من يقرأ القران على الاموت وصول الثواب؟! اللهم الا أن يصح فيها حديث (و حسب علمي لم يصح!) فان صح فكل تلك الضوابط لا عبرة بها, و يكون الحق ما جاء به الحديث... و الأظهر انها بدعة لم يصح فيها حديث و يكفي من شر بدعة القراءة على الميت ان الناس صاروا اذا سمعوا القران قالوا : (خير مين مات؟!!)
و شر كثير من البدع يكون اجتماعياً اكثر منه فردياً, و مثاله الاحتفالات بالاعياد المبتدعة فقد كان من شرها قلة اهتمام الناس باعيادهم الاسلامية... والله المستعان
 

بنت من السويس

:: مطـًـلع ::
إنضم
26 فبراير 2011
المشاركات
147
التخصص
فلسفه
المدينة
السويس
المذهب الفقهي
الدليل
رد: ضابط وصول الثواب بعد الممات؟!

احسنت يجب ان يكون الدليل هو مرجعيتنا
 

إسلام محمد جمعه

:: متابع ::
إنضم
1 مارس 2011
المشاركات
5
التخصص
فقه مقارن
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
مذهب أهل الأثر
رد: ضابط وصول الثواب بعد الممات؟!

جزاك الله خيراً أخي الكريم
 
إنضم
29 نوفمبر 2010
المشاركات
63
الجنس
ذكر
الكنية
أبوعبيد
التخصص
طو يلب علم
الدولة
الهند
المدينة
سعد
المذهب الفقهي
أهل الحديث
رد: ضابط وصول الثواب بعد الممات؟!

و مثال الاول: الدعاء, و الصدقة, و اطعام الطعام
و مثال الثاني: الحج و العمرة و الذبح
و مثال الثالث: صيام النذر و حج النذر و ما شابه...


جزا? الله خيرا أخي ال?ريم .
ل?ن فسر مراد? بالذبح .
هل تعني بذل? الهدي الذي يكون في الحج ؟ أم الأضحيات العامة؟
تفضل بالرد جزا? الله خيرا.
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: ضابط وصول الثواب بعد الممات؟!

قال الحافظ ابن حجر في "الجواب الشافي عن السؤال الخافي":

وأما السؤال الحادي عشر- وهو: هل يصل ثواب القراءة إلى الميت؟- :
فهي مسألة مشهورة،
وقد كتبتُ فيها كُرَّاسة.

والحاصل منها: أن أكثر المتقدمين من العلماء على عدم الوصول، وأكثر المتأخرين من العلماء على الوصول، وأن المختار الوقف عن الجزم بالمسألة، مع استحباب عمله والإكثار منه. أهـ

فهل لهذه الكراسة من أثر؟


وعلى من يجوز قراءة القران على الميت ان يذكر لنا ضابط العبادات التي تصل للميت و العبادات التي لا تصل له, و ليجبنا لماذا منع من وصول ثواب الصلاة و لم يمنع من القراءة؟!
و ها ا الضابط بدليله:
فالضابط يتألف من ثلاثة اجزاء:
1- ما كان يصل حال الحياة من الثواب فيصل حال الممات,
2- ما جاز الانابة به حال الحياة من الواجبات فيصل ثوابه ايضاً بعض الممات
2- قضاء الدين يصل ثوابه بعد الممات...

جزاك الله خيراً.. من واضع هذا الضابط؟
 

العلياء

:: متابع ::
إنضم
19 يناير 2012
المشاركات
6
الكنية
طويلبة علم
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
دبي
المذهب الفقهي
المذهب الحنبلي
رد: ضابط وصول الثواب بعد الممات؟!

بآرك الله فيكم
 

حمزة عدنان الشركسي

:: مطـًـلع ::
إنضم
3 يونيو 2011
المشاركات
189
التخصص
اقتصاد إسلامي
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: ضابط وصول الثواب بعد الممات؟!

الموضوع جميل ، ومشاركة أخونا الشيخ أبو بكر رائعة .
وفيما يلي نص عن الموسوعة الفقهية الكويتية ذكر فيها ضوابط إهداء القرب إلى الميت في مواطن الإجماع ومواطن الاختلاف بين المذاهب الأربعة :
(نقل ثواب القربة للغير :
تنقسم القربات إلى ثلاثة أقسام : قسم حجر الله تعالى على عباده في ثوابه ، ولم يجعل لهم نقله لغيرهم ، كالإيمان والتوحيد ، فلو أراد أحد أن يهب قريبه الكافر إيمانه ليدخل الجنة دونه لم يكن له ذلك ، وكذلك هبة ثواب ما سبق مع بقاء الأصل ، لا سبيل إليه .
وقسم اتفق الفقهاء على أن الله تعالى أذن في نقل ثوابه ، وهو القربات المالية كالصدقة والعتق .
وقسم اختلف فيه ، فذهب الحنفية والحنابلة إلى جواز نقل ثواب ما أتى به الإنسان من العبادة لغيره من الأحياء والأموات ، يقول الكاساني : من صام أو صلى أو تصدق جعل ثوابه لغيره من الأموات والأحياء جاز ، ويصل ثوابه إليهم عند أهل السنة والجماعة ، وقد ورد " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم {أنه كان إذا أراد أن يضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أملحين أقرنين موجوءين ، فيذبح أحدهما عن أمته ممن شهد بالتوحيد وشهد له بالبلاغ ، وذبح الآخر عن محمد صلى الله عليه وسلم وآل محمد
وورد عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أمي افتلتت نفسها ، وأراها لو تكلمت تصدقت ، أفأتصدق عنها ؟ قال : نعم ، تصدق عنها .
قال الكاساني : وعلى ذلك عمل المسلمين من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ، من زيارة القبور وقراءة القرآن عليها ، والتكفين والصدقات والصوم والصلاة ، وجعل ثوابها للأموات.
وقال ابن قدامة : أي قربة فعلها الإنسان وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك إن شاء الله تعالى : كالدعاء والاستغفار ، والصدقة والواجبات التي تدخلها النيابة .
وعند المالكية لا يجوز نقل ثواب الصلاة والصيام والحج وقراءة القرآن إلى الغير ، ولا يحصل شيء من ثواب ذلك للميت ، لقوله تعالى { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ، ويجوز فيما عدا ذلك كالصدقات .
ومثل ذلك عند الشافعية في الجملة ، جاء في مغني المحتاج : تنفع الميت صدقة عنه ، ووقف وبناء مسجد ، وحفر بئر ونحو ذلك ودعاء له من وارث وأجنبي ، والمشهور أنه لا ينفعه غير ذلك كالصلاة وقراءة القرآن لكن حكى النووي في شرح مسلم والأذكار وجها ، أن ثواب القراءة يصل إلى الميت ، واختاره جماعة من الأصحاب ) اهـ.
 
أعلى