أبوبكر بن سالم باجنيد
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 13 يوليو 2009
- المشاركات
- 2,540
- التخصص
- علوم
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
قال الإمام عَليّ بن الْعِزّ الْحَنَفِيّ رحمه الله تعالى في "الاتباع" راداً على بعض الحنفية في احتجاجهم لتقديم مذهب الإمام أبي حنيفة على مذهب غيره من الأئمة:
استدلاله على تَقْدِيمه لَهُ على غَيره بِكَوْنِهِ من خير الْقُرُون فَإِن هَذَا لَا يلْزم تَقْدِيم هَذَا الإِمَام وَحده على غَيره مِمَّن كَانَ فِي زَمَانه وَقَبله بل وَلَا على من بعده، فَإِن تَفْضِيل الْجُمْلَة على الْجُمْلَة لَا يَقْتَضِي تَفْضِيل كل فَرد على كل فَرد، بل قد يتنازع الْعلمَاء هَل فِي غير الصَّحَابَة من هُوَ خير من بَعضهم، على قَوْلَيْنِ ذكرهمَا القَاضِي عِيَاض وَغَيره، وَالْأَكْثَر على تَفْضِيل كل فَرد، وَلَكِن من بعد الصَّحَابَة لَيْسَ مثلهم، فقد كَانَ فيهم مثل الْحجَّاج بن يُوسُف، وَفضل الْأَفْرَاد إِنَّمَا هُوَ بالتقوى كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم} (الحجرات: 13)، وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (لَا فضل لعربي على عجمي وَلَا لعجمي على عَرَبِيّ وَلَا لأسود على أَبيض وَلَا لأبيض على أسود إِلَّا بالتقوى) (النَّاس كلهم بَنو آدم وآدَم من تُرَاب).
وَلَو قابله مالكي الْمَذْهَب بِمثل مثل قَوْله وَادّعى أَن الإِمَام مَالك بن أنس أولى بالاتباع من أبي حنيفَة رحمهمَا الله تَعَالَى فَإِن مذْهبه مَذْهَب أهل الْمَدِينَة الشَّرِيفَة أصح مَذَاهِب أهل الْمَدَائِن فَإِنَّهُم كَانُوا يتأسون بآثار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَكثر من سَائِر الْأَمْصَار، وَكَانَ غَيرهم من أهل الْأَمْصَار دونهم فِي الْعلم بِالسنةِ النَّبَوِيَّة واتباعها حَتَّى أَنهم يفتقرون إِلَى نوع من سياسة الْمُلُوك وآراء الْعلمَاء ومقاصد الْعباد أَكثر من افتقار أهل الْمَدِينَة، وَلِهَذَا لم يذهب أحد من عُلَمَاء الْمُسلمين إِلَى أَن إِجْمَاع أهل مَدِينَة من الْمَدَائِن حجَّة يجب اتباعها لَا فِي تِلْكَ الْأَعْصَار وَلَا بعْدهَا غير الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فَإِنَّهُ قد اخْتلفت فِي إِجْمَاع أَهلهَا إِلَّا استدلاله بذلك على تَقْدِيم مَذْهَب مَالك نَظِير اسْتِدْلَال على تَقْدِيم مَذْهَب أبي حنيفَة، وَمن مثل هَذَا الإستدلال نَشأ الإفتراق فِي هَذِه الْأمة، فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون. أهـاستدلاله على تَقْدِيمه لَهُ على غَيره بِكَوْنِهِ من خير الْقُرُون فَإِن هَذَا لَا يلْزم تَقْدِيم هَذَا الإِمَام وَحده على غَيره مِمَّن كَانَ فِي زَمَانه وَقَبله بل وَلَا على من بعده، فَإِن تَفْضِيل الْجُمْلَة على الْجُمْلَة لَا يَقْتَضِي تَفْضِيل كل فَرد على كل فَرد، بل قد يتنازع الْعلمَاء هَل فِي غير الصَّحَابَة من هُوَ خير من بَعضهم، على قَوْلَيْنِ ذكرهمَا القَاضِي عِيَاض وَغَيره، وَالْأَكْثَر على تَفْضِيل كل فَرد، وَلَكِن من بعد الصَّحَابَة لَيْسَ مثلهم، فقد كَانَ فيهم مثل الْحجَّاج بن يُوسُف، وَفضل الْأَفْرَاد إِنَّمَا هُوَ بالتقوى كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم} (الحجرات: 13)، وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (لَا فضل لعربي على عجمي وَلَا لعجمي على عَرَبِيّ وَلَا لأسود على أَبيض وَلَا لأبيض على أسود إِلَّا بالتقوى) (النَّاس كلهم بَنو آدم وآدَم من تُرَاب).