متولى أمين حلوة
:: مشارك ::
- إنضم
- 31 مايو 2010
- المشاركات
- 248
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- طب الأطفال
- الدولة
- saudia
- المدينة
- الأحساء - الهفوف
- المذهب الفقهي
- غير متمذهب
سورة الكوثر، ما أجلها من سورة! وأغزر فوائدها -على اختصارها- وحقيقة معناها تُعلم من آخرها،
فإنه -سبحانه وتعالى- بتر شانئ رسوله من كل خير،
فيبتر ذكره وأهله وماله فيخسر ذلك في الآخرة،
ويبتر حياته فلا ينتفع بها، ولا يتزود فيها صالحًا لمعاده،
ويبتر قلبه فلا يَعِي الخير، ولا يؤهله لمعرفته ومحبته، والإيمان برسله.
ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة، ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصرًا، ولا عونًا.
ويبتره من جميع القُرب والأعمال الصالحة، فلا يذوق لها طعمًا، ولا يجد لها حلاوة -وإن باشرها بظاهره- فقلبه شارد عنها.
وهذا جزاء من شنأ بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ، ورده لأجل هواه، أو متبوعه، أو شيخه، أو أميره، أو كبيره.
كمن شنأ آيات الصفات وأحاديث الصفات وتأولها على غير مراد الله ورسوله منها، أو حملها على ما يوافق مذهبه، ومذهب طائفته، أو تمني ألا تكون آيات الصفات أنزلت، ولا أحاديث الصفات قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم.
ومن أقوى علامات شناءته لها، وكراهته لها، أنه إذا سمعها حين يستدل بها أهل السنة على ما دلت عليه من الحق اشمأز من ذلك،
وحاد ونفر عن ذلك؛
لما في قلبه من البغض لها، والنفرة عنها.
فأي شانئ للرسول أعظم من هذا؟
وكذلك أهل السماع الذين يرقصون على سماع الغنا والقصائد والدفوف والشَّبَّابات،
إذا سمعوا القرآن يتلي ويقرأ في مجالسهم استطالوا ذلك واستثقلوه، فأي شنآن أعظم من هذا؟ وقس على هذا سائر الطوائف في هذا الباب.
[mark=#66FFAD]وكذا من آثر كلام الناس وعلومهم على القرآن والسنة[/mark]،
فلولا أنه شانئ لما جاء به الرسول ما فعل ذلك،
حتى إن بعضهم لينسي القرآن بعد أن حفظه،
ويشتغل بقول فلان وفلان،
ولكن أعظم من شنأه ورده: من كفر به وجحده وجعله أساطير الأولين وسحرًا يؤثر، فهذا أعظم وأطم انبتارًا.
و كل من شنأه له نصيب من الانبتار، على قدر شناءته له.
فهؤلاء لما شنؤوه وعادوه، جازاهم الله بأن جعل الخير كله معاديًا لهم، فبترهم منه،
وخص نبيه صلى الله عليه و سلم بضد ذلك، وهو أنه أعطاه الكوثر،
وهو من الخير الكثير الذي آتاه الله في الدنيا والآخرة،
[mark=#75FF59]فمما أعطاه في الدنيا:[/mark] الهدي والنصر والتأييد وقرة العين والنفس وشرح الصدر، ونعم قلبه بذكره وحبه بحيث لا يشبه نعيمَه نعيم في الدنيا البتة،
[mark=#7BFF61]وأعطاه في الآخرة :[/mark] الوسيلة والمقام المحمود، وجعله أول من يفتح له ولأمته باب الجنة، وأعطاه في الآخرة لواء الحمد، والحوض العظيم في موقف القيامة إلى غير ذلك.
وجعل المؤمنين كلهم أولاده وهو أب لهم، وهذا ضد حال الأبتر الذي يشنؤه ويشنأ ما جاء به.
وقوله: { إِنَّ شَانِئَكَ }، أي: مبغضك. والأبتر: المقطوع النسل، الذي لا يولد له خير ولا عمل صالح، فلا يتولد عنه خير، ولا عمل صالح.
قيل لأبي بكر بن عياش: إن بالمسجد قومًا يجلسون ويجلس إليهم،
فقال: [mark=#809DFF]من جلس للناس، جلس الناس إليه.[/mark]
ولكن أهل السنة يموتون، ويحيي ذكرهم،
وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم؛
لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله: { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } ، وأهل البدعة شنؤوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ، فكان لهم نصيب من قوله: { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ } .
فالحذَرَ الحذر أيها الرجل، من أن تكره شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم
، أو ترده لأجل هواك،
أو انتصارًا لمذهبك،
أو لشيخك،
أو لأجل اشتغالك بالشهوات،
أو بالدنيا،
فإن الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله، والأخذ بما جاء به،
بحيث لو خالف العبد جميع الخلق،
واتبع الرسول ما سأله الله عن مخالفة أحد،
فإن من يطيع أو يطاع، إنما يطاع تبعًا للرسول،
و إلا لو أمر بخلاف ما أمر به الرسول، ما أطيع.
فاعلم ذلك واسمع، وأطع واتبع، ولا تبتدع، تكن أبتر مردودًا عليك عملك،
بل لا خير في عمل أبتر من الاتباع، ولا خير في عامله. والله أعلم.
انتهى الكلام من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
-------------
و كم في كلامه من أنوار تنير القلوب المتبعة الراضية بكل ما جاء به الرسول التى لا تجعل شريعة محمد صلى الله عليه و سلم و أحاديثه خاصة بأزمنة معينة و أمكنة معينة لا تصلح لحالنا و زماننا و واقعنا و إنما الذي يناسبنا الآن ليس فقه محمد صلى الله عليه و سلم
بل هو فقه آخر مخالف اسمه فقه الواقع
و ما علموا أن فقه الواقع يفتقر لدين الله لا العكس
فالواقع حله و علاجه عند سنة و شريعة و طريقة هذا النبي الأمى صلوات ربي و سلامه عليه
الذي إذا أمر أطيع و إذا تكلم سكت كل الخلق و إذا نهى انتهى البشر جميعاً لا نقول إلا سمعنا و أطعنا
لسنا كغيرنا نلوى أعناق النصوص و نلبسها حلل الهوى و ألبسة الشهرة و دموع الحشود ،
كلا
سنة الرسول بيضاء نقية صافية سهلة قريبة ميسورة
فيها كل المصالح ناهية عن كل المفاسد
فيها الأمن
فيها الأمان
في الدنيا و الآخرة
فيها العز و الكرامة
فيها نصرة رب العالمين
فيها حقن الدماء
فيها التمكين بعد الابتلاء و لو طال الزمن
فيها النقاء و الصفاء
لا حب الشهرة و الرياء و التصدر
سنة محمد صلى الله عليه و سلم فيها العبادة السليمة ، فيها القلوب المخبتة ،
فيها صلاح الدول ، فيها العفو ، فيها الرحمة فيها الرفق
فيها صيانة الأعراض و حرمة الدماء
فيها تكريم المرأة و إعزازها عن التعرض للسفاهة و الخلاعة
لا الزج بها في أوساط الحشود
فيها الغيرة على المحارم فيها النخوة فيها الرجولة
فيها الصدق في الأفعال و الأقوال و الأحوال
سنة النبي صلى الله عليه و سلم
فيها الاتحاد لا التحزب
فيها القوة لا الضعف
فيها التعاون لا التشتت و التفرق
فهل نعرض عن كل هذه المعانى لأجل قول فلان و فلان ؟؟
الحذر الحذر بارك الله فيكم..
فإنه -سبحانه وتعالى- بتر شانئ رسوله من كل خير،
فيبتر ذكره وأهله وماله فيخسر ذلك في الآخرة،
ويبتر حياته فلا ينتفع بها، ولا يتزود فيها صالحًا لمعاده،
ويبتر قلبه فلا يَعِي الخير، ولا يؤهله لمعرفته ومحبته، والإيمان برسله.
ويبتر أعماله فلا يستعمله في طاعة، ويبتره من الأنصار فلا يجد له ناصرًا، ولا عونًا.
ويبتره من جميع القُرب والأعمال الصالحة، فلا يذوق لها طعمًا، ولا يجد لها حلاوة -وإن باشرها بظاهره- فقلبه شارد عنها.
وهذا جزاء من شنأ بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ، ورده لأجل هواه، أو متبوعه، أو شيخه، أو أميره، أو كبيره.
كمن شنأ آيات الصفات وأحاديث الصفات وتأولها على غير مراد الله ورسوله منها، أو حملها على ما يوافق مذهبه، ومذهب طائفته، أو تمني ألا تكون آيات الصفات أنزلت، ولا أحاديث الصفات قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم.
ومن أقوى علامات شناءته لها، وكراهته لها، أنه إذا سمعها حين يستدل بها أهل السنة على ما دلت عليه من الحق اشمأز من ذلك،
وحاد ونفر عن ذلك؛
لما في قلبه من البغض لها، والنفرة عنها.
فأي شانئ للرسول أعظم من هذا؟
وكذلك أهل السماع الذين يرقصون على سماع الغنا والقصائد والدفوف والشَّبَّابات،
إذا سمعوا القرآن يتلي ويقرأ في مجالسهم استطالوا ذلك واستثقلوه، فأي شنآن أعظم من هذا؟ وقس على هذا سائر الطوائف في هذا الباب.
[mark=#66FFAD]وكذا من آثر كلام الناس وعلومهم على القرآن والسنة[/mark]،
فلولا أنه شانئ لما جاء به الرسول ما فعل ذلك،
حتى إن بعضهم لينسي القرآن بعد أن حفظه،
ويشتغل بقول فلان وفلان،
ولكن أعظم من شنأه ورده: من كفر به وجحده وجعله أساطير الأولين وسحرًا يؤثر، فهذا أعظم وأطم انبتارًا.
و كل من شنأه له نصيب من الانبتار، على قدر شناءته له.
فهؤلاء لما شنؤوه وعادوه، جازاهم الله بأن جعل الخير كله معاديًا لهم، فبترهم منه،
وخص نبيه صلى الله عليه و سلم بضد ذلك، وهو أنه أعطاه الكوثر،
وهو من الخير الكثير الذي آتاه الله في الدنيا والآخرة،
[mark=#75FF59]فمما أعطاه في الدنيا:[/mark] الهدي والنصر والتأييد وقرة العين والنفس وشرح الصدر، ونعم قلبه بذكره وحبه بحيث لا يشبه نعيمَه نعيم في الدنيا البتة،
[mark=#7BFF61]وأعطاه في الآخرة :[/mark] الوسيلة والمقام المحمود، وجعله أول من يفتح له ولأمته باب الجنة، وأعطاه في الآخرة لواء الحمد، والحوض العظيم في موقف القيامة إلى غير ذلك.
وجعل المؤمنين كلهم أولاده وهو أب لهم، وهذا ضد حال الأبتر الذي يشنؤه ويشنأ ما جاء به.
وقوله: { إِنَّ شَانِئَكَ }، أي: مبغضك. والأبتر: المقطوع النسل، الذي لا يولد له خير ولا عمل صالح، فلا يتولد عنه خير، ولا عمل صالح.
قيل لأبي بكر بن عياش: إن بالمسجد قومًا يجلسون ويجلس إليهم،
فقال: [mark=#809DFF]من جلس للناس، جلس الناس إليه.[/mark]
ولكن أهل السنة يموتون، ويحيي ذكرهم،
وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم؛
لأن أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم فكان لهم نصيب من قوله: { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } ، وأهل البدعة شنؤوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم ، فكان لهم نصيب من قوله: { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ } .
فالحذَرَ الحذر أيها الرجل، من أن تكره شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم
، أو ترده لأجل هواك،
أو انتصارًا لمذهبك،
أو لشيخك،
أو لأجل اشتغالك بالشهوات،
أو بالدنيا،
فإن الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله، والأخذ بما جاء به،
بحيث لو خالف العبد جميع الخلق،
واتبع الرسول ما سأله الله عن مخالفة أحد،
فإن من يطيع أو يطاع، إنما يطاع تبعًا للرسول،
و إلا لو أمر بخلاف ما أمر به الرسول، ما أطيع.
فاعلم ذلك واسمع، وأطع واتبع، ولا تبتدع، تكن أبتر مردودًا عليك عملك،
بل لا خير في عمل أبتر من الاتباع، ولا خير في عامله. والله أعلم.
انتهى الكلام من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
-------------
و كم في كلامه من أنوار تنير القلوب المتبعة الراضية بكل ما جاء به الرسول التى لا تجعل شريعة محمد صلى الله عليه و سلم و أحاديثه خاصة بأزمنة معينة و أمكنة معينة لا تصلح لحالنا و زماننا و واقعنا و إنما الذي يناسبنا الآن ليس فقه محمد صلى الله عليه و سلم
بل هو فقه آخر مخالف اسمه فقه الواقع
و ما علموا أن فقه الواقع يفتقر لدين الله لا العكس
فالواقع حله و علاجه عند سنة و شريعة و طريقة هذا النبي الأمى صلوات ربي و سلامه عليه
الذي إذا أمر أطيع و إذا تكلم سكت كل الخلق و إذا نهى انتهى البشر جميعاً لا نقول إلا سمعنا و أطعنا
لسنا كغيرنا نلوى أعناق النصوص و نلبسها حلل الهوى و ألبسة الشهرة و دموع الحشود ،
كلا
سنة الرسول بيضاء نقية صافية سهلة قريبة ميسورة
فيها كل المصالح ناهية عن كل المفاسد
فيها الأمن
فيها الأمان
في الدنيا و الآخرة
فيها العز و الكرامة
فيها نصرة رب العالمين
فيها حقن الدماء
فيها التمكين بعد الابتلاء و لو طال الزمن
فيها النقاء و الصفاء
لا حب الشهرة و الرياء و التصدر
سنة محمد صلى الله عليه و سلم فيها العبادة السليمة ، فيها القلوب المخبتة ،
فيها صلاح الدول ، فيها العفو ، فيها الرحمة فيها الرفق
فيها صيانة الأعراض و حرمة الدماء
فيها تكريم المرأة و إعزازها عن التعرض للسفاهة و الخلاعة
لا الزج بها في أوساط الحشود
فيها الغيرة على المحارم فيها النخوة فيها الرجولة
فيها الصدق في الأفعال و الأقوال و الأحوال
سنة النبي صلى الله عليه و سلم
فيها الاتحاد لا التحزب
فيها القوة لا الضعف
فيها التعاون لا التشتت و التفرق
فهل نعرض عن كل هذه المعانى لأجل قول فلان و فلان ؟؟
الحذر الحذر بارك الله فيكم..