يا فؤادي، رحم الله الهوى** كان صرحا من خيال فهوى

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

يا فؤادي، رحم الله الهوى​

لـ
إبـــراهيم ناجي



يا فؤادي، رحم الله الهوى كان صرحا من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله وارو عني، طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً وحديثاً من أحاديث الجوى
وبساطاً من ندامى حلم هم تواروا أبداً، وهو انطوى
***

يا رياحاً، ليس يهدا عصفها نضب الزيت ومصباحي انطفا
وأنا أقتات من وهم عفا وأفي العمر لناس ما وفى
كم تقلبت على خنجره لا الهوى مال، ولا الجفن غفا
وإذا القلب - على غفرانه - كلما غار به النصل عفا
***

يا غراماً كان مني في دمي قدراً كالموت، أو في طعمه
ما قضينا ساعة في عرسه وقضينا العمر في مأتمه
ما انتزاعي دمعة من عينه واغتصابي بسمه من فمه
ليت شعري أين منه مهربي أين يمضي هارب من دمه ؟
***

لست أنساك وقد ناديتني بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي، كيد من خلال الموج مدت لغريق
آه يا قبلة أقدامي، إذا شكت الأقدام أشواك الطريق
وبريقاً يظمأ الساري له أين في عينينك ذياك البريق ؟
***

لست أنساك، وقد أغريتني بالذرى الشم،فأدمنت الطموح
أنت روح في سمائي، وأنا لك أعلو، فكأني محض روح
يا لها من قمم كنا بها نتلاقى، وبسرينا نبوح
نستشف الغيب من أبراجها ونرى الناس ظلال في السفوح
***

أنت حسن في ضحاه لم يزل وأنا عندي أحزان الطفل
وبقايا الظل من ركب رحل وخيوط النور من نجم أفل
ألمح الدنيا بعيني سئم وأرى حولي أشباح الملل
راقصات فوق أشلاء الهوى معولات فوق أجداث الأمل
***

ذهب العمر هباء، فاذهبي لم يكن وعدك إلا شبحا
صفحة قد ذهب الدهر بها أثبت الحب عليها ومحا
انظري ضحكي ورقصي فرحا وأنا أحمل قلباً ذبحا
ويراني الناس روحا طائراً والجوى يطحنني طحن الرحى
***

يا حبيباً زرت يوماً أيكه طائر الشوق، أغني ألمي
لك إبطاء الدلال المنعم وتجني القادر المحتكم
وحنيني لك يكوي أعظمي والثواني جمرات في دمي
وأنا مرتقب في موضعي مرهف السمع لوقع القدم
***

قدم تخطو، وقلبي مشبه موجة تخطو إلى شاطئها
أيها الظالم : بالله إلى كم أسفح الدمع على موطئها
رحمه أنت، فهل من رحمة لغريب الروح أو ظامئها
يا شفاء الروح، روحي تشتكي ظلم آسيها، إلى بارئها
***

أعطني حريتي واطلق يديّ إنني أعطيت ما استبقيت شيّ
آه من قيدك أدمى معصمي لم أبقيه، وما أبقى علي ؟
ما احتفاظي بعهود لم تصنها وإلام الأسر، والدنيا لدي !
ها أنا جفت دموعي فاعف عنها إنها قبلك لم تبذل لحي
***

وهب الطائر من عشك طارا جفت الغدران، والثلج أغارا
هذه الدنيا قلوب جمدت خبت الشعلة، والجمر توارى
وإذا ما قبس القلب غدا من رماد، لا تسله كيف صارا
لا تسل واذكر عذاب المصطلي وهو يذكيه فلا يقبس نارا
***

قد رأيت الكون قبراً ضيقاً -خيم اليأس عليه والسكوت

ورأت عيني أكاذيب الهوى واهيات كخيوط العنكبوت
كنت ترثي لي، وتدري ألمي لو رثى للدمع تمثال صموت
عند أقدامك دنيا تنتهي وعلى بابك آمال تموت
***

كنت تدعوني طفلا، كلما ثار حبي، وتندت مقلي
ولك الحق، لقد عاش الهوى في طفلا، ونما لم يعقل
وأرى الطعنة إذ صوبتها فمشت مجنونة للمقتل
رمت الطفل، فأدمت قلبه وأصابت كبرياء الرجل
***
يا مغني الخلد، ضيعت العمر في أناشيد تغنى للبشر
ليس في الأحياء من يسمعنا ما لنا لسنا نغني للحجر !
للجمادات التي ليست تعي والرميمات البوالي في الحفر
غنها، سوف تراها انتفضت ترحم الشادي وتبكي للوتر
***

يا نداء كلما أرسلته رد مقهوراً وبالحظ ارتطم
وهتافاً من أغاريد المنى عاد لي وهو نواح وندم
رب تمثال جمال وسنا لاح لي والعيش شجو وظلم
ارتمى اللحن عليه جاثياً ليس يدري أنه حسن أصم
***

هدأ الليل ولا قلب له أيها الساهر يدري حيرتك
أيها الشاعر خذ قيثارتك غن أشجانك واسكب دمعتك
رب لحن رقص النجم له وغزا السحب وبالنجم فتك
غنه، حتى ترى ستر الدجى طلع الفجر عليه فانهتك
***

وإذا ما زهرات ذعرت ورأيت الرعب يغشى قلبها
فترفق واتئد واعزف لها من رقيق اللحن، وامسح رعبها
ربما نامت على مهد الأسى وبكت مستصرخات ربها
أيها الشاعر، كم من زهرة عوقبت، لم تدر يوماً ذنبها !
***

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

من الأبيات المتميزة في القصيدة:

انظري ضحكي ورقصي فرحا وأنا أحمل قلباً ذبحا

ويراني الناس روحا طائراً والجوى يطحنني طحن الرحى

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

ومن الأبيات الجميلة في القصيدة:

ما قضينا ساعة في عرسه وقضينا العمر في مأتمه ​

ما انتزاعي دمعة من عينه واغتصابي بسمه من فمه
ليت شعري أين منه مهربي أين يمضي هارب من دمه ؟

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

وهذه أبيات مختارة من القصيدة السابقة:

وهذه أبيات مختارة من القصيدة السابقة:

يا فؤادي، رحم الله الهوى** كان صرحا من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله وارو عني، طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً وحديثاً من أحاديث الجوى


ما قضينا ساعة في عرسه وقضينا العمر في مأتمه
ما انتزاعي دمعة من عينه واغتصابي بسمه من فمه
ليت شعري أين منه مهربي أين يمضي هارب من دمه ؟
***

لست أنساك وقد ناديتني بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي، كيد من خلال الموج مدت لغريق
آه يا قبلة أقدامي، إذا شكت الأقدام أشواك الطريق
وبريقاً يظمأ الساري له أين في عينينك ذياك البريق ؟
***

***

أنت حسن في ضحاه لم يزل وأنا عندي أحزان الطفل
وبقايا الظل من ركب رحل وخيوط النور من نجم أفل
ألمح الدنيا بعيني سئم وأرى حولي أشباح الملل
راقصات فوق أشلاء الهوى معولات فوق أجداث الأمل
***

ذهب العمر هباء، فاذهبي لم يكن وعدك إلا شبحا
صفحة قد ذهب الدهر بها أثبت الحب عليها ومحا
انظري ضحكي ورقصي فرحا وأنا أحمل قلباً ذبحا
ويراني الناس روحا طائراً والجوى يطحنني طحن الرحى
***

 

[أبو عبدالله المقدسي]

ما أبلغ هذا الشعر .... إن من البيان لسحرا .
كنت أردت أن أقطف بعض زهرات القصيد ، فوجدتني لن أبقي زهرة .

هذه مغناة غنتها أم كلثوم ، فأفسدتها .

أما صاحب القصيدة :
قهو الشاعر إبراهيم ناجي ولد في حي شبرا بالقاهرة سنة 1898، وكان والده مثقفاً مما أثر كثيراً في تنمية موهبته وصقل ثقافته، وقد تخرج من مدرسة الطب سنة 1922، وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ثم مراقباً عاماً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.

استقى من الأدب العربي القديم ، فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما أخذ من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي..

تميز بقريحة شعرية عذبة ، جعلته يرأس رابطة الأدباء المصريين .
دخل في رابطة أبولو ، وصار وكيلا لمدرستها . وهذه الرابطة تأثرت بالمدرسة الغربية تأثرا واضحا ، . وأخرج ديوانه الأول ، وكان اسقاطا لهذه الأفكار ، فانتقده الكثير من الأدباء والشعراء وعلى اثر ذلك سافر الى لندن فدهمته سيارة ، فأدخل المستشقى هناك ، فترك الحادث أثرا غائرا في نفسه . مات سنة 1953

ومن أبرز قصائده قصيدة الأطلال التي ساقها الأخ فؤاد .

ومن الشعراء الذين عاشوا في زمنه وكانوا أكثر التزاما وابداعا : أمير الشعراء أحمد شوقي المتوفى سنة 1932 ، وحافظ ابراهيم المتوفى سنة 1932 أيضا .

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

بارك الله فيك أخي أبا عبد الله

لقد أفدتنا بما ذكرت سواء كان عن القصيدة أو عن صاحبها...

وشعرت وانا أكتب القصيدة أنها ربما تكون قد غنيت....وكان الأمر كذلك

فنحن تأثرنا بهذه القصيدة من غير صوت حسن ومن غير ألحان موزونة ومن غير آلات مطربة

فكيف لو اجتمع مع القصيدة ما ذكرت

والله إن المرء ليخاف على نفسي أحيانا من الشعر.، لاسيما وهو يبصر أمام عينيه قوله عليه الصلاة والسلام: "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من ان يمتلئ شعرا "

ولعل مقصوده عليه الصلاة والسلام - كما ذكر ابن حزم - هو ذم الامتلاء بالشعر لا مطلق الشعر- وما ذاك إلا أنه حبل من حبائل الشيطان من من سقط فيه فقد هوى....

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

بالمناسبة هذه القصيدة ضمنها د. عائض القرني كتابه "ديوان العرب"

والذي قاله عنه مؤلفه:
هذا ديوان العرب فيه أجمل الشعر وأحسن وأمتعه وأعذبه
انتقيته مثلما ينتقي الغواص أغلى الدر من قاع البحر.ثم نظمته في عقد زاه بهي فريد ، وأهديته لك في هذا الكتاب
لتطالع فيه :
أروع ما قاله شعراء العرب وأشهر ما أنشدوه
وأحلى ما نظموه ، وهي القصائد الشهيرة الذائعة الشائعة
التي بهرت من سمعها لجمال مبانيها وحسن معانيها
فهوشعر لكنه سحر
قصيد لكنه در نضيد
وقد نخلت لك الدواوين
وربما اخترت من مئة قصيدة قصيدة واحدة ."

وترتيب القصيدة في هذا الكتاب كان قبل آخر قصيدة

أما آخر قصيدة فكانت من نصيب لسان الدين ابن الخطيب ومطلعها:

جادك الغيثُ إذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلسِ
لم يكن وصلُك إلا حلما في الكرى أو خلسة المختلسٍ

 

[انبثاق]

رد: يا فؤادي، رحم الله الهوى** كان صرحا من خيال فهوى

ما أبلغ هذا الشعر .... إن من البيان لسحرا .
كنت أردت أن أقطف بعض زهرات القصيد ، فوجدتني لن أبقي زهرة .

والله إن المرء ليخاف على نفسه أحيانا من الشعر.،

صدقتم..

(التعقيب عليها ماذكره عن الأبراج وتطلع الغيب منها!!)

 

[مجتهدة]

رد: يا فؤادي، رحم الله الهوى** كان صرحا من خيال فهوى

عذب وجميل....

ويقولون: أعذب الشعر أكذبه "على ذمة القائل"

واليوم أقرأ في الجرائد والمجلات وفي مواقع"تدعي الأدب" أشعااااار ليس لها من الشعر إلا اسمه؟!!
وعلقت على احداها فقلت: كلام جميل لكنه ليس بشعر..
فغضب صاحبها!! والغالبية لامعنى ولامبنى...
وقد حذر منهم الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله منذ زمن
حذر من كتاب الصحف والمجلات ولغتهم الملحونة المكسورة...
وكان تاريخ تحذيره قديم قد يصل لعقود من الزمن ونحوها.. فكيف لو رأى الناس هذه الأيام!!خاصة على شبكات النيت!!

 

[محمد عبد الله غراب]

رد: يا فؤادي، رحم الله الهوى** كان صرحا من خيال فهوى

ابراهيم ناجى من مواليد المنصوره وليس القاهره ولايغير هذا فى الامر شيئا

وكتابتى من الذاكره حيث كنت مفتونا بالاطل ومن الفها وغناها ولحنها وذاك قبل ان يمن الله على عبده بالالتزام وهجر الغناء نسال الله الثبات حتى الممات

 

[سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد]

رد: يا فؤادي، رحم الله الهوى** كان صرحا من خيال فهوى

ابراهيم ناجى من مواليد المنصوره وليس القاهره ولايغير هذا فى الامر شيئا

وكتابتى من الذاكره حيث كنت مفتونا بالاطل ومن الفها وغناها ولحنها وذاك قبل ان يمن الله على عبده بالالتزام وهجر الغناء نسال الله الثبات حتى الممات

آمين لنا ولك ولجميع المسلمين