متولى أمين حلوة
:: مشارك ::
- إنضم
- 31 مايو 2010
- المشاركات
- 248
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- طب الأطفال
- الدولة
- saudia
- المدينة
- الأحساء - الهفوف
- المذهب الفقهي
- غير متمذهب
[align=justify]
" دين الإسلام ليس دين مساواة " فائدة من كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
قال الله تعالى فى سورة الحديد : { لَا يَسْتَوِي مِنْكُم مَن أَنْفَق مِن قَبْل الْفَتْح وَقَاتَل } ( الحديد : 10 ) .
دين الإسلام "دين العدل في العمل والجزاء " ،
انتبه ! دين العدل في العمل والجزاء .
وليس كما يقول المُحْدَثونَ الْمُحْدِثُون :
« إنه دين المساواة »، هذا غلط عظيم !!
لكن يتوصل به أهل الآراء والأفكار الفاسدة إلى مقاصد ذميمة،
حتى يقول : المرأة والرجل سَواء ، والمؤمن والفاسق سواء، والعرب والعجم سواء ،
ولا فرق، و سبحان الله ! أنَّك لن تجد في القرآن كلمة المساواة بين الناس،
بل لا بد من فرق، بل أكثر ما في القرآن نفي المساواة { قُلْ هَلْ يَسْتَوِيَ الَّذِيْنَ يَعْلَمُوْنَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُوْنَ } .
وآيات كثيرة، فاحذر ! أن تتابع فتكون كالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً،
بدل من أن تقول : ( الدين الإسلامي دين مساواة ) !
قل : ( دين العدل الذي أمر الله به، يعطي كل ذي حق حقه )،
أرأيت المرأة مع الرجل في الإرث سواء ولّا يختلفون ؟
يختلفون .
وفي الدِّية، دية النَّفس : دية المرأة نفس دية الرَّجل ؟
وفي العقيقة، وفكُّ الرِّهان : الذَّكر اثنتان والأنثى واحدة .
وفي الدين : المرأة ناقصة إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم،
وفي العقل : المرأة ناقصة .
شهادة الرجل بشهادة امرأتين، وهلمَّ جرَّا،
والذين ينطقون بكلمة مساواة إذا قرَّرنا هذا وأنه من القواعد الشرعية الإسلامية ألزمونا بالمساواة في هذه الأمور،
وإلا لصرنا متناقضين، فنقول: دين الإسلام هو دين العدل يعطي كل إنسان ما يستحق ،
حتى جاء في الحديث : « أَقِيْلُوا ذَوِي الْهَيْئَات عَثَرَاتِهِم إِلَّا الْحُدُوْد » .
يعني : إذا أخطا الإنسان الشَّريف الوجيه في غير الحدود فاحفظ عليه كرامته وأقِلّه،
هذا الذي تقيله إذا كان من الشَّرفاء، إقالتك إياه أعظم تربيةً من أن تجلده ألف جلدة،
لأنه كما قيل : الكريم إذا أكرمته ملكته، لكن لو وجد إنسان فاسق ماجن فهذا اشدد عليه العقوبة وأعزّره،
ولهذا لما كثر شرب الخمر في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ضاعف العقوبة بدل أربعين جعلها ثمانين ،
كذلك الحديث الصحيح الذي رواه أهل السنن :
« مَنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوَهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوَهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوَهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاقْتُلُوْهُ » ،
لأن لا فائدة في جلده، ثلاث مرات نعاقبه ولا فائدة إذن خيرٌ له ولغيره أن يُقتل،
وإذا قتلناه استراح من الإثم، كما قال الله عز وجل:
{ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوَا أَنَّمَا نُمْلِيْ لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِيْ لَهُمْ لِيَزْدَادُوَا إِثْمَا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِيْن }.
و الخلاصة : أن التعبير بأن دين الإسلام دين المساواة غلط وليس بصحيح،
بل هو دين العدل ولا شك، والعجب أن هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام،
يقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَىَ عَجَمِيٍّ إِلَا بِالْتَّقْوَىْ » فيتناقضون،
والحديث لم ينف مطلقاً، وإنما قال: « إِلَا بِالْتَّقْوَىْ » فهم يختلفون بالتقوى،
ثم إن هذا الحديث أظنّه لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام،
لأنه قال: « إِنَّ الْلَّهَ اصْطَفَىَ مِنَ بَنِيَّ إِسْمَاعِيْلَ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَىَ مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشا،
وَاصْطَفَىَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِيَّ هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِيُّ مِنْ بَنِيَّ هَاشِمٍ » .
ففضَّل، ولا شك أن جنس العرب أفضل من جنس غير العرب لا شك عندنا في هذا،
والدَّليل على هذا أن الله جعل في العرب أكمـل نبوة ورسالة، محمد صلى الله عليه وسلم ،
وقد قال الله تعالى: { الْلَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } فالأجناس تختلف،
وقال عليه الصلاة والسلام: « خِيَارُكُمْ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِيْ الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا » .
فاحذر أن تتابع في العبارات التي ترد من المحدِثين المحدَثين حتى تتأملها ؛
وما فيها من الإيحاءات التي تدل على مفاسد و لو على المدى البعيد،
أسأل الله أن يهدينا وإيّاكم صراطه المستقيم وأن يتولانا في الدنيا والآخرة، إنه على كل شيء قدير.
([ تفسير سورة الحديد - للإمام ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - / الشَّريط ( 1 ) الوجه الثَّاني / من الدَّقيقة 12 إلى ما بعدها / مفرّغ بتصرف يسير ])
تحميل المادَّة
للمــــزيد
[/align]
" دين الإسلام ليس دين مساواة " فائدة من كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
قال الله تعالى فى سورة الحديد : { لَا يَسْتَوِي مِنْكُم مَن أَنْفَق مِن قَبْل الْفَتْح وَقَاتَل } ( الحديد : 10 ) .
دين الإسلام "دين العدل في العمل والجزاء " ،
انتبه ! دين العدل في العمل والجزاء .
وليس كما يقول المُحْدَثونَ الْمُحْدِثُون :
« إنه دين المساواة »، هذا غلط عظيم !!
لكن يتوصل به أهل الآراء والأفكار الفاسدة إلى مقاصد ذميمة،
حتى يقول : المرأة والرجل سَواء ، والمؤمن والفاسق سواء، والعرب والعجم سواء ،
ولا فرق، و سبحان الله ! أنَّك لن تجد في القرآن كلمة المساواة بين الناس،
بل لا بد من فرق، بل أكثر ما في القرآن نفي المساواة { قُلْ هَلْ يَسْتَوِيَ الَّذِيْنَ يَعْلَمُوْنَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُوْنَ } .
وآيات كثيرة، فاحذر ! أن تتابع فتكون كالذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً ونداءً،
بدل من أن تقول : ( الدين الإسلامي دين مساواة ) !
قل : ( دين العدل الذي أمر الله به، يعطي كل ذي حق حقه )،
أرأيت المرأة مع الرجل في الإرث سواء ولّا يختلفون ؟
يختلفون .
وفي الدِّية، دية النَّفس : دية المرأة نفس دية الرَّجل ؟
وفي العقيقة، وفكُّ الرِّهان : الذَّكر اثنتان والأنثى واحدة .
وفي الدين : المرأة ناقصة إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم،
وفي العقل : المرأة ناقصة .
شهادة الرجل بشهادة امرأتين، وهلمَّ جرَّا،
والذين ينطقون بكلمة مساواة إذا قرَّرنا هذا وأنه من القواعد الشرعية الإسلامية ألزمونا بالمساواة في هذه الأمور،
وإلا لصرنا متناقضين، فنقول: دين الإسلام هو دين العدل يعطي كل إنسان ما يستحق ،
حتى جاء في الحديث : « أَقِيْلُوا ذَوِي الْهَيْئَات عَثَرَاتِهِم إِلَّا الْحُدُوْد » .
يعني : إذا أخطا الإنسان الشَّريف الوجيه في غير الحدود فاحفظ عليه كرامته وأقِلّه،
هذا الذي تقيله إذا كان من الشَّرفاء، إقالتك إياه أعظم تربيةً من أن تجلده ألف جلدة،
لأنه كما قيل : الكريم إذا أكرمته ملكته، لكن لو وجد إنسان فاسق ماجن فهذا اشدد عليه العقوبة وأعزّره،
ولهذا لما كثر شرب الخمر في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ضاعف العقوبة بدل أربعين جعلها ثمانين ،
كذلك الحديث الصحيح الذي رواه أهل السنن :
« مَنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوَهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوَهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوَهُ، ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاقْتُلُوْهُ » ،
لأن لا فائدة في جلده، ثلاث مرات نعاقبه ولا فائدة إذن خيرٌ له ولغيره أن يُقتل،
وإذا قتلناه استراح من الإثم، كما قال الله عز وجل:
{ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوَا أَنَّمَا نُمْلِيْ لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِيْ لَهُمْ لِيَزْدَادُوَا إِثْمَا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِيْن }.
و الخلاصة : أن التعبير بأن دين الإسلام دين المساواة غلط وليس بصحيح،
بل هو دين العدل ولا شك، والعجب أن هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام،
يقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَىَ عَجَمِيٍّ إِلَا بِالْتَّقْوَىْ » فيتناقضون،
والحديث لم ينف مطلقاً، وإنما قال: « إِلَا بِالْتَّقْوَىْ » فهم يختلفون بالتقوى،
ثم إن هذا الحديث أظنّه لا يصح عن النبي عليه الصلاة والسلام،
لأنه قال: « إِنَّ الْلَّهَ اصْطَفَىَ مِنَ بَنِيَّ إِسْمَاعِيْلَ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَىَ مِنْ كِنَانَةَ قُرَيْشا،
وَاصْطَفَىَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِيَّ هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِيُّ مِنْ بَنِيَّ هَاشِمٍ » .
ففضَّل، ولا شك أن جنس العرب أفضل من جنس غير العرب لا شك عندنا في هذا،
والدَّليل على هذا أن الله جعل في العرب أكمـل نبوة ورسالة، محمد صلى الله عليه وسلم ،
وقد قال الله تعالى: { الْلَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } فالأجناس تختلف،
وقال عليه الصلاة والسلام: « خِيَارُكُمْ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِيْ الْإِسْلَامِ إِذَا فَقُهُوا » .
فاحذر أن تتابع في العبارات التي ترد من المحدِثين المحدَثين حتى تتأملها ؛
وما فيها من الإيحاءات التي تدل على مفاسد و لو على المدى البعيد،
أسأل الله أن يهدينا وإيّاكم صراطه المستقيم وأن يتولانا في الدنيا والآخرة، إنه على كل شيء قدير.
([ تفسير سورة الحديد - للإمام ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - / الشَّريط ( 1 ) الوجه الثَّاني / من الدَّقيقة 12 إلى ما بعدها / مفرّغ بتصرف يسير ])
تحميل المادَّة
للمــــزيد
[/align]