متولى أمين حلوة
:: مشارك ::
- إنضم
- 31 مايو 2010
- المشاركات
- 248
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- طب الأطفال
- الدولة
- saudia
- المدينة
- الأحساء - الهفوف
- المذهب الفقهي
- غير متمذهب
[FONT="] فلا يخفى عظمُ شأنِ النصيحةِ، فهي أساسُ الدِّينِ وعمادُه، والدينُ كما يقعُ على القولِ يقعُ على العملِ؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم سمَّى النصيحةَ دِينًا، لكونها قِوَامَهُ، إذ تَشْمَل الإسلامَ والإيمانَ والإحسانَ، وكلُّها من الدِّينِ كما ثبتَ في حديثِ جبريلَ عليه السلامُ قولُه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ[/FONT] [FONT="] يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهمْ[/FONT][FONT="]»[/FONT](١- أخرجه البخاري كتاب «الإيمان»، باب سؤال جبريل النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم الساعة: (1/ 19)، ومسلم كتاب «الإيمان»: (1/ 25)، رقم: (5)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه)[FONT="]، لذلك كان على حديث: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قلنا: «لمن؟»، قال: «للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»[/FONT](٢- أخرجه مسلم كتاب «الإيمان»: (1/ 44)، رقم: (95)، من حديث تميم الداري رضي الله عنه)[FONT="] مدارُ الإسلام، فقد جمعَ الشريعةَ أصلاً وفرعًا وعملاً واعتقادًا.[/FONT]
والنصيحةُ من حيث ذاتُها فرضُ كفاية –في الجملة– يُجْزَى فيه من قام به ويسقط عن الآخرين، غير أنَّ النصح في الإسلام ينبغي أن يكون محتواه لصيقًا بالعلم بالحقِّ ومصطبغًا بالعدلِ، سواء كان مضمونُ النصيحةِ واجبًا أو مندوبًا أو دائرًا في جوازهِ بين الندبِ والأحرويةِ.
هذا، وبغضِّ النظرِ عن مذهب الناصح وتوَجُّهِه العقدِي فلا يُعَدُّ من قبيلِ النصيحةِ –أصلاً– تلكَ المضامينُ المفرغةُ من العلم أو ما ينافي شرعَ الإسلام ومبادئَه وأحكامَه؛ أو كانت عُشًّا للباطلِ؛ أو حملت حُكمًا مردودًا بالنصوصِ الشرعية أو معارضًا بإجماعِ الأمَّة أو بالقياس الجلي؛ أو أظهرت تلك المضامينُ حكمًا منسوخًا أو مرجوحًا ونحو ذلك.
فصار -والحالُ هذِه– واضحًا لكلِّ ذي لبٍّ أن قَبُولَ النصيحةِ والعملَ بمقتضاها يختلفُ باختلافِ حكمِ محتواها ومضمونها، ولا يجحدُ هذِه الحقيقةَ إلاَّ مُسْتَعْلٍ مغمورٌ قلبُه بالجهلِ أو بالحقدِ والحسدِ.