د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
زين الدين ابن رجب
وثناؤه الحافل
على الإمام المبجَّل
أحمد بن حنبل
وثناؤه الحافل
على الإمام المبجَّل
أحمد بن حنبل
لابن رجب رحمه الله رسالة بعنوان "الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة"، وقد تدارسنا والحمد لله موضوعها الرئيس على هذا الرابط:
http://www.mmf-4.com/vb/showthread.php?t=402
وقد بقيت جملة من الفوائد قد تجاوزناها نتيجة التزامنا البقاء في موضوع الرسالة الأصلي، ومن ذلك ثناؤه على الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه.
وأسوقها الآن بتمامها ، ثم أتبعها بكلمة لابن رجب و جهها لمن قبل بنصيحته.
قال ابن رجب رحمه الله وهو يجيب عن بعض الإشكالات الواردة عن قوله الذي تبناه في هذا الرسالة:
"فإن قيل :
فما تقولون في نهي الإمام أحمد وغيره من الأئمة عن تقليدهم وكتابة كلامهم ، وقول الإمام أحمد : لا تكتب كلامي ولا كلام فلان وفلان ، وتعلم كما تعلم كما تعلمنا .
وهذا كثير موجود في كلامهم .
قيل :
لا ريب أن الإمام أحمد- رضي الله عنه- كان ينهى عن آراء الفقهاء والاشتغال بها حفظاً وفهماً وكتابة ودراسة ، وبكتاب آثار الصحابة والتابعين دون كلام من بعدهم ومعرفة صحة ذلك من سقمه والمأخوذ منه والقول الشاذ المطرح منه .
ولا ريب أن هذا مما يتعين الاهتمام به والاشتغال بتعلمه أولاً قبل غيره .
فمن عرف ذلك وبلغ النهاية من معرفته كما أشار إليه الإمام أحمد ، فقد صار علمه قريباً من علم أحمد .
فهذا لا حجر عليه ولا يتوجه الكلام فيه ، إنما الكلام في منع من لم يبلغ هذه الغاية ولا ارتقى إلى هذه النهاية ولا فهم من هذا إلا النزر اليسير ، كما هو حال أهل هذا الزمان . بل هو حال أكثر الناس منذ أزمان ، مع دعوى كثير منهم الوصول إلى الغايات والانتهاء إلى النهايات وأكثرهم لم يرتقوا عن درجة البدايات . وإذا أردت معرفة ذلك وتحقيقه ، فانظر إلى النهايات وأكثرهم لم يرتقوا عن درجة البدايات .
وإذا أردت معرفة ذلك وتحقيقه ، فانظر إلى علم الإمام أحمد - رضي الله عنه – بالكتاب والسنة .
أما علمه بالكتاب :
فإنه – رضي الله عنه – كان شديد العناية بالقرآن وفهمه وعلومه ،
وكان يقول لأصحابه : قد ترك الناس فهم القرآن . على وجه الذم لهم وقد جمع في القرآن من الكتب ، من ذلك كتاب الناسخ والمنسوخ ، والمقدم والمؤخر / وجمع التفسير الكبير ، وهو محتوٍ على كلام الصحابة والتابعين.
واختص عن أقرانه من ذلك بأمور متعددة :
منها: سعة الحفظ وكثرته ، وقد قيل : إنه كان يحفظ ثلاث مائه ألف حديث .
ومنها : معرفة صحيحه من سقيمه : وذلك تارة بمعرفة الثقات من المجروحين ، وإليه كانت نهاية في ذلك .
وهذا وإن شاركه كثير منن الحفاظ في معرفة علل الحديث المرفوعة ، فلم يصل أحد منهم إلى معرفته بعلل الآثار الموقوفة .
ومن تأمل كلامه في ذلك : رأي العجب ، وجزم بأنه قل من وصل إلى فهمه في هذا العلم – رضي الله عنه .
ومنها : معرفة فقه الحديث وفهمه وحلاله وحرامه ومعانيه ، وكان أعلم أقرانه بذلك كما شهد به الأئمة من أقرانه : كإسحاق ، وأبي عبيد ، وغيرهما .
ومن تأمل كلامه في الفقه وفهم مأخذه ومداركه فيه:
علم قوة فهمه واستنباطه . ولدقة كلامه في ذلك ن وربما صعب فهمه على كثير من أئمة أهل التصانيف ممن هو على مذهبه ، فيعدلون عن مآخذه الدقيقة إلى مآخذ أخر ضعيفة يتلقونها عن غير أهل مذهبه ، ويقع بسبب ذلك خلل كثير في فهم كلامه وحمله على غير محامله . ولا يحتاج الطالب لمذهبه إلا إلى إمعان وفهم كلامه .
وقد رؤى من فهمه وعلمه م يقضي منه العجب
وكيف لا ؟
ولم يكن مسألة سبق للصحابة والتابعين ومن بعدهم فيها كلام إلا وقد علمه وأحاط علمه به وفهم مأخذ تلك المسألة وفقهها ، وكذلك كلام عامة فقهاء الأمصار وأئمة البلدان – كما يحيط به معرفته-كمالك ، والأوازاعي ، والثوري ، وغيرهم .
وقد عرض عليه عامة علم هؤلاء الأئمة وفتاويهم ، فأجاب عنها تارة بالموافقة وتارة بالمخالفة:
فإن مهنا بن يحيى الشامي عرض عليه عامة مسائل الأوزاعي وأصحابه، فأجاب عنها.
وجماعة عرضوا عليه مسائل مالك وفتاويه من الموطأ وغيره ، فأجاب عنها . وقد نقل ذلك عنه حنبل وغيره .
وإسحاق بن منصور عرض عليه عامة مسائل الثوري ، فأجاب عنها .
وكان أولاً قد كتب كتب أصحاب أبي حنيفة وفهمها وفهم مآخذهم في الفقه ومداركهم ، وكان قد ناظر الشافعي وجالسه مدة وأخذ عنه .
وشهد له الشافعي – رضي الله عنه – تلك الشهادات العظيمة في الفقه والعلم وأحمد مع هذا شاب لم يتكهل .
ومعلوم أن من فهم علم هذه العلوم كلها برع فيها ، فأسهل شيء عنده معرفة الحوادث والجوانب عنها ، على قياس تلك الأصول المضبوطة والمآخذ المعروفة .
ومن هنا قال عنه أبو ثور : كان أحمد إذا سئل عن مسألة كأن علم الدنيا لوح بين عينيه . أو كما قال .
ولا نعلم سنة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد أحاط بها علماً
وكان أشد الناس اتباعاً للسنة إذا صحت ولم يعارضها معارض قوي . وإنما ترك الأخذ بما لم يصح ، وبما عارضه معارض قوي جداً .
وكان السلف – رضي الله عنهم – لقرب عهدهم بزمن النبوة وكثرة ممارستهم كلام الصحابة والتابعين ومن بعدهم يعرفون الأحاديث الشاذة التي لم يعمل بها ، ويطرحونها ويكتفون بالعمل بما مضى عليه السلف . ويعرفون من ذلك ما لم يعرفه من بعدهم ، ممن لم تبلغه السنن إلا من كتب الحديث لطول العهد وبعده . إذا فهمت هذا وعلمته : فهذه نصيحة لك أيها الطالب لمذهب هذا الإمام أؤديها إليك خالصة لوجه الله تعالى ؛ فإنه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .
التعديل الأخير: