عبد الرحمن بن عمر آل زعتري
:: متخصص ::
- إنضم
- 25 يونيو 2008
- المشاركات
- 1,762
- الإقامة
- ألمانيا
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- أصول الفقه
- الدولة
- ألمانيا
- المدينة
- مونستر
- المذهب الفقهي
- لا مذهب بعينه
بسم الله الرحمن الرحيم
والدليل في علم الأصول هو بناء نسقي ، تنتظم تفاصيل المفهوم في هيكل نظري = لأنه من خصائص النظرية أنها منهجية منظمة .
ومن توابع هذا الرأي : أنه ليس في مستطاع كل أحد أن يجول ذهنه في هذا البناء النظري بتناسق معرفي يمكنه من إحكام براهين اختياراته ، وإن درس بعض ما يدرس اليوم في علم الأصول ؛ فليس كل من ختم المنهاج أربعة مرات بشارحه الإسنوي فقد سيطر على الفن وأساليب النظر المنهجي فيه...
لأنه من خصائص النظرية – من جديد – أنها لا تنتمي إلى الحس المشترك ، ودرجة الوعي بها يتفاوت حسب أذهان الناس : ولك أن تفسر كيف أن ابن رشد الحفيد ألف كتابه بداية المجتهد على نمط منهجي ، وبناء أصولي وهو ليس فقيها أصلا! وعشرات من الذين يسمون "فقهاء" لم يستطيعوا أكثر من التحشية على شرح متن ...
وإن تتبع المفهوم ، ودراسة تطوره التاريخي ، والنظر في مواطن ضعفه ، ثم وضعه في الموضع الملائم المستحضر للعلاقات المترابطة بين أنواع المفاهيم ، لا يكون لأي أحد .
وبهذا الاعتبار : يمكننا أن نفقه الآن سبب إبداع بعض النظار في الفقه بما لم يتيسر لغيرهم كابن دقيق العيد ، وابن رشد ، وابن حزم ، وأبي نصر البغدادي ، وابن القصار ...
ولعل أبا حامد من القلائل الذين يسر الله لهم هذه المسالك في النظر الأصولي ، ولم تتيسر لأحد بعده – ممن أفردوا الأصول بالتأليف - ما خلا الشريف التلمساني وأبي إسحاق الشاطبي .
والأثر المنهجي القوي لهؤلاء الثلاثة انعكس بعمق على تصانيفهم ، ومناهج ترتيبها ، والآراء التي أيدوها ...وهذا يحتاج دراسات متلاحقة .
ومن خلالي قرائتي وتأملي في كثير مما كتبه هؤلاء يمكنني – حسب الاستطاعة ولن أقدر على الكثير- أن أتلمس معالم منهج بناء الدليل في انسجام مع المرجعية التي يرتضيها كل واحد ، حسب الترتيب الآتي :