العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التعريف بالمذهب المالكي

طيبة الوردي

:: متابع ::
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
66
الكنية
أم كريمة
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
المذهب المالكي


الحديث عن المذهب المالكي يدور حول المحاور التالية:
1 - صاحب المذهب الامام مالك بن أنس
2 - تكوين المذهب، وموطنه، وانتشاره
3 - أصول المذهب ومنهجه
4 - أهم تلاميذ الإمام مالك الذين تفقهوا عليه
5 - مصادر المذهب المالكي

أولاً: صاحب المذهب الامام مالك بن أنس:
‏هو مالك بن أنس بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان - بالغين المعجمة، والياء المثناة تحت - ابن خُثيل - بالخاء المعجمة المضمومة، وفتح الثاء المثلثة - ابن عمرو بن الحارث - والحارث هذا هو ذو أصبح - الأصبحي المدني، كنيته : أبو عبد الله، وقد اختلف في نسب ذي أصبح اختلافا كثيرا .

شيوخه ومن روى عنه.
شيوخه
‏أخذ القراءة عرضا عن : نافع بن أبي نعيم، ومحمد بن المبارك، وأبي بكر محمد ابن مسلمة، ومحمد بن المنكدر، وابن شهاب الزهري، ويحيي بن سعيد الأنصاري، وخلق كثير من التابعين يطول ذكرهم .
‏وأخذ العلم عن ربيعة الرأى، ثم أفتى معه عند السلطان .
‏وفي "الدرة الوسطي في السلك المنظوم في رجال الموطأ" للشيخ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الحضرمي : وليس لمالك تابعي أدرك بدريا غير نافع وحده، فإنه روى عن أبي لبابة بشير بن عبد المنذر، وهو بدري، وقد سمع من الربيع بنت معوذ، وكانت قد أدركت النبي، صلي الله عليه وسلم، وسمعت منه . وأدرك ابن عباس، وعائشة، ولم تأت له رواية عن واحد منهما في الموطأ.
‏قال الإمام أبو القاسم الدولعي - في كتاب "الرسالة المصنفة في بيان السنة المشرفة" - : أخذ مالك عن تسعمائة شيخ : ثلاثمائة من التابعين، وستمائة من تابعيهم ممن اختاره، وارتضى دينه، وفقهه، وقيامه بحق الرواية وشروطها، وحصلت الثقة به، وترك الرواية عن أهل دين وصلاح لا يعرفون الرواية.
‏روى عنه خلق كثير، منهم جماعة من الشيوخ الذين روى عنهم .
‏قال أبو محمد الضراب وغيره : منهم : يحيي بن سعيد الأنصاري، وأبو الأسود بن نوفل، وزياد بن سعد، وابن شهاب، وهشام بن عروة، وربيعة . . . إلي آخرين سواهم .
قال - رضي الله عنه - : قَلَّ رجُلٌ كنت أتعلم منه، وما مات حتى يجيئني ويستفتيني.

من روى عنه
وأما من روى عنه من أقرانه ممن مات قبله أو بعده، فكثير: كابن جريج، وابن عجلان، والدراوردي، والليث، ونافع القارئ، وعبد العزيز بن الماجشون، والزنجي، وأبي حنيفة، وصاحبيه، ووكيع، وشعبة، والأوزاعي، وغيرهم.
قال بعضهم : ففي رواية هؤلاء وغيرهم من المشيخة وأمثالهم عن مالك دليل علي عظم شأنه .
‏قال جعفر الفريابي : لا أعلم أحدا روى عنه الأئمة والجلة ممن مات قبله بدهر طويل إلا مالكا. فإن يحيي بن سعيد مات قبله بخمس وثلاثين سنة، وابن جريج بثلاثين، والأوزاعي بعشرين، والثوري بثماني عشرة، وشعبة بسبع عشرة .
‏قال أبو الحسن الدارقطني : لا أعلم أحدا - تقدم أو تأخر - اجتمع له ما اجتمع لمالك، وذلك أنه روى عنه رجلان حديثا واحدا بين وفاتيهما نحو من مائة وثلاثين سنة : محمد بن شهاب الزهري شيخه، توفي سنة خمس وعشرين ومائة، وأبو حذافة السهمي، توفي بعد الخمسين ومائتين، رويا عنه حديث الفريعة بنت مالك في سكنى المعتدة .
‏قال القاضي عياض : كنا قديما جمعنا الرواة عن مالك علي حروف المعجم، فاجتمع لنا منهم نيف على ألف اسم وثلاثمائة اسم .
‏وروى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود، وسليمان بن الأشعث السجستاني، وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وأبو عبد الله بن ماجه القزويني، وغيرهم من الأئمة .
‏وجلس للناس ابن سبع عشرة سنة. وشهد له السلف الصالح وأهل العلم بالإمامة في العلم بالكتاب والسنة، والتقدم في الفقه، والصدق في الرواية .

ثناء العلماء عليه
‏وروي بإسناد صحيح أن رسول الله، صلي الله عليه وسلم، قال : يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم، فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة، رواه أبو عيسى الترمذي من حديث أبي الزبير عن أبي صالح، عن أبي هريرة يرفعه، وقال : حديث حسن . قال الترمذي : قال ابن عيينة، وعبد الرزاق : هو مالك .

‏قال له ابن شهاب : أنت من أوعية العلم، وإنك لتعلم مستودع العلم .
‏قال الشافعي : إذا جاءك الأثر عن مالك فشد به يديك،
وقال : إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، ولم يبلغ أحد في العلم مبلغ مالك، بحفظه واتقانه وصيانته.
وقال : مالك بن أنس معلمي، وعنه أخذنا العلم، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله .
‏وقال يحيى بن سعيد القطان : مالك إمام الناس في الحديث،
وقال أيضا : مالك أمير المؤمنين في الحديث .
‏وقال علي بن المديني : قال الحافظ أبو علي الحسن بن محمد البكري - في كتابه "التبيين بذكر من يسمى بـأمير المؤمنين" - : أول من سمى هذا الاسم - فيما علمته وشاهدته ورويته - وسمى بـ "الإمام" أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، وبعده إمام دار الهجرة مالك بن أنس، ثم محمد بن إسحاق صاحب "المغازي"، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، والواقدي، واسحاق بن راهويه، وعبد الله بن المبارك، والدارقطني.
‏وقال يحيى بن معين : مالك نبيل الرأي، ونبيل العلم، أخذ المتقدمون عن مالك ووثقوه، وكان صحيح الرواية.
قال : وكان من حجج الله على خلقه،
وقال : مالك نجم أهل الحديث، المتوقف عن الضعفاء، الناقل عن أولاد الأنصار والمهاجرين .
‏وقال البخاري : أصح الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر.
‏قال مطرف : كان مالك إذا سُئل عن مسألة نزلت، فكأنما نبي نطق على لسانه، وكان إذا أراد أن يجلس للحديث يغتسل ويتبخر ويتطيب، فإن رفع أحد صوته في مجلسه قال : قال الله تعالي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) -الحجرات 2-، فمن رفع صوته عند حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وكان لا يركب في المدينة مع ضعفه وكبر سنه، ويقول : لا أركب في المدينة فيها جثة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مدفونة .

‏وكان مالك كثيرا ما يتمثل :
‏وخير أمور الدين ما كان سنة ***** وشر الأمور المحدثات البدائع

قال أحمل بن حنبل : إذا رأيت الرجل يبغض مالكا، فاعلم أنه مبتدع،
وقال: قال مالك : ما جالست سفيها قط، وهذا أمر لم يسلم منه غيره.
قال أحمد : ليس في فضائل العلماء أجل من هذا.

تصانيفه:
‏ولمالك - رضي الله عنه - تواليف شريفة مروية عنه أكثرها بأسانيد صحيحة في غير فن من العلم، ذكرها القاضي عياض في "مداركه" . وسائر تواليف مالك إنما رواها عنه من كَتَب بها إليه، أو سأله إياها، أو آحاد من أصحابه، ولم يروها الكافة، فمن ذلك :
- الموطأ : اعتنى الناس به واهتموا به، ولم يعتن بكتاب من كتب الحديث والعلم اعتناء الناس بـ الموطأ. ورواه عن مالك خلق كثير: كعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن وهب، وأبى مصعب الزهرى، ومحمد بن إدريس الشافعى، ومحمد بن الحسن - صاحب أبى حنيفة - ويحيى بن مالك بن أنس، وفاطمة بنت مالك. ورواه أبو يوسف عن رجل عنه .
- رسالته إلى ابن وهب فى القدر والرد على القدرية.
- كتاب فى النجوم وحساب دوران الزمان ومنازل القمر، وهو كتاب جيد مفيد جدّا، قد اعتمد الناس عليه في هذا الباب، وجعلوه أصلاً، وعليه اعتمد أبو محمد عبد الله بن مسرور الفقيه القروى فى تواليفه فى هذا الباب.
- كتاب فى "التفسير لغريب القرآن" .
-
- وذكر الخطيب أبوبكر فى "تاريخه" : عن أبى العباس السراج النيسابورى، أنه قال: هذه سبعون ألف مسألة لمالك، وأشار إلى كتب منضدة عنده كتبها . قال صاحب "المدارك" : هى جواباته فى أسمعة أصحابه التي عند العراقيين.
- رسالة في الأقضية، كتبها لبعض القضاة، عشرة أجزاء.
- رسالته إلى أبى غسان محمد بن مطرف، في الفتوى.
- رسالته إلى هارون الرشيد،في الآداب والوعظ، أشار إليها الشيخ أبو عمر بن الحاجب في "باب المسح على الخفين"، وقد أسند هذه الرسالة القاضي أبو الفضل من بعض الطرق، ثم قال: وقد أنكرها بعض مشايخنا : إسماعيل القاضي، والأبهري، وأبو محمد بن أبى زيد، وقالوا : إنها لا تصح ولا تعرف، قال الأبهرى : فيها أحاديث لو سمع مالك من يحدث بها لأدبه، وأحاديث طريقها لمالك ضعيفة، وفيها أحاديث منكرة . وقد أنكرها أصبغ بن الفرج أيضا ، وحلف: ما هي من وضع مالك.

وقد نسب لمالك - أيضا - كتاب يسمى: "كتاب السر"، من رواية ابن القاسم عنه، أسنده القاضي.
‏- رسالة إلى الليث بن سعد، في إجماع أهل المدينة، وسنورد نصها عند حديثنا عن أصول المذهب المالكي .

مولده ووفاته:
‏ولد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة، في خلافة سليمان بن عبد الملك، على الأشهر من الخلاف، وهو قول يحيى بن بكير، قاله القاضي. قال: وأما وفاته، فالصحيح ما عليه الجمهور من أصحابه، ومن بعدهم من الحفاظ، وأهل علم الأثر ممن لا يعد كثرة - أنه توفى سنة تسع وسبعين ومائة. والأكثرون: أنه توفى في ربيع الأول.

‏ولا خلاف أنه دفن بـالبقع، وأن وفاته كانت بـالمدينة في خلافة هارون .
‏وصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن على بن العباس، والى المدينة يومئذ .


(جمع وترتيب: طيبة بنت الوردي)



------------------------------


الفصل التالي: تكوين المذهب، وموطنه، وانتشاره
 

طيبة الوردي

:: متابع ::
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
66
الكنية
أم كريمة
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

ثانيا : تكوين المذهب، وموطنه، وانتشاره:

‏نشأ المذهب المالكي في المدينة، التي كانت مصدر الإشعاع العلمي، إذ هي المقر الأصلي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته من المهاجرين والأنصار، فمن الطبيعي جداً - إذن - أن تكون هي المقر الأصلي لمدرسة الحديث، لأنها موطنه الحقيق، ولأن بها الكثير من حفظة الحديث، كان فيها عمر بن الخطاب المتشدد في الأخذ بالحديث، وكان فيها عثمان بن عفان، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعائشة أم المؤمنين، رضي الله عنهم، وغيرهم ممن لم يميلوا إلى الأخذ بالرأي .

وبعد هؤلاء جاء سعيد بن المسيب الذي كان على رأس هذه المدرسة، ومن بعده ابن شهاب الزهري، ونافع مولى عبد الله بن عمر، حتى جاء مالك الذي نشأ بالمدينة ‏فحمل لواء هذه المدرسة، بل إن مدرسة المدينة كلها تركزت فيه .

ولكن هذا لا يعنى أنه لم يأخذ بالرأي، فإنه قد أخذ به وتوسع فيه، مما جعل ابن قتيبة يضعه ضمن أصحاب الرأي( ‏ ‏
1)، فقد جمع مالك إلى جانب كونه محدثا، إماما في الحديث، الإمامة في الفقه .

يقول أحد الباحثين الحداثى : "ولم يتهيأ لأحد أن يجمع بين الإمامتين - إمامة الحديث وإمامة الفقه - بالمقدر الذي تهيأ للإمام مالك، رحمه الله تعالى" .

فقد كان في الحديث المرجع الثقة لكل من جمع الحديث وكتبه، والأصل الأول لجميع أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد، كان المحدث الفاحص للرجال، الناقد الممحص للمرويات، يعمل على التوفيق بينها، وبين كتاب الله وسائر أصول الشريعة .

وكان في الفقه الإمام الذي يرجع إليه، ‏ويهتدي بهديه، وتوزن الآراء على رأيه، فكان ذا بصيرة نافذة بالفتيا، واستنباط الأحكام، وقياس الأشباه بأشباهها، ومعرفة مصالح الناس ( ‏ ‏ ‏
2) .

ولكن الإمام مالك - في غالبه - كان يدور في إطار المأثور من فتاوى السلف الصالح وأقضيتهم، ولذلك هو أقرب رحْماً من مدرسة الحديث التي تزعمها كما قلنا سابقا .

نشأ مذهب مالك - على هذا - في المدينة، وانتشر في بلاد كثيرة، فقد أنتشر في الحجاز ولكنه بتوالي الأيام اختلفت أحواله، فكان تارة يعلو شأنه، وتارة أخرى يخمل، حتى إنهم ذكروا أنه خمل بالمدينة زمنا طويلا، حتى تولى قضاءها ابنُ فوحرن عام 793هـ، فأظهره بعد خمول ( ‏ ‏
3) .

قال ابن خلدون : قد اختص بمذهب مالك أهل المغرب وإفريقيا، وذلك لأن رحلتهم كانت إلى الحجاز غالبا، فأخذوا العلم عن أهل المدينة التي كانت - يومئذ - دار العلم، فاقتصروا على علم إمام دار الهجرة، وشيخها : مالك بن أنس، فرجعوا إليه، وقلدوه، دون غيره، لأن البداوة كانت غالبة عليهم، ولم يكونوا يعانون الحضارة كأهل العراق وفارس، فكانوا أميل إلى أهل الحجاز لمناسبة البداوة التي كانت لهم، ولم يزل مذهب مالك غضًّا عندهم إلى الآن، ولم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها كما وقع في غيره من المذاهب .

وجاء المذهب المالكي إلى مصر في حياة الإمام مالك، نقله تلاميذه إليها، ونقله طلبة العلم عنهم، وقد غلب في مصر حتى جاء المذهب الشافعي، فنازعه السلطان، حتى صارا كَفَرَسَيْ رِهَان ( ‏ ‏
4) .

ومن مصر انتقل إلى تونس، حتى أقصاه أسدُ بن الفرات الذي اعتنق المذهب الحنفي، بعدما كان مالكيًا، فَسَادَ المذهبُ الحنفي إلى أن جاء المعز بن باديس، فحمل أهل تونس وما والاها من بلاد المغرب على المذهب المالكي وما زال مسيطرا إلى الآن ( ‏
5).

وفى الأندلس ‏كانت للمذهب المالكي السيادةُ، دفع ذلك ابن حزم الظاهري إلى أن يقول: مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرياسة والسلطان : الحنفي بالمشرق، والمالكي بالأندلس وكان للمذهب المالكي في المغرب مثل ذلك ( ‏
6).

وهكذا نرى المذهب المالكي انتشر في الغرب دون الشرق، فقد كان انتشاره في العراق وما وراءها قليلا، نظرا لسيطرة المذهب الحنفي في تلك الجهات .

‏والمذهب المالكي يلي المذهبين : الحنفي والشافعي، من حيث انتشارهما (
7).
إذ توغل المذهب الحنفي والشافعي في كثير من البلدان، حتى إنهما زلزلا الأرض من تحت أقدام المذهب المالكي في كثير من الأحيان.


--------------------------------------------

(
1) د/ محمد سلام مدكور: "الفقه الإسلامي" ص (125). والشيخ محمد أبو زهرة: "تاريخ المذاهب الإسلامية" ص (432)
(
2) د/ محمد فاتى زقلام: "الأصول التي اشتهر افنراد إمام دار الهجرة بها" (كلية الدعوة الإسلامية، الطبعة الأولى، 1996م) ص 72.
(
3-4-5-6) الشيخ محمد أبو زهرة: "تاريخ المذاهب الإسلامية" ص (432-433).
(
7) ‏د/ صوفى أبو طالب: "تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد العربية" ص (177)

(جمع وترتيب: طيبة بنت الوردي)
------------------------------
الفصل التالي: أصول المذهب ومنهجه
 

طيبة الوردي

:: متابع ::
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
66
الكنية
أم كريمة
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

ثالثا : أصول المذهب:

إن مالك بن أنس - رحمه الله - كان له منهج في الاستنباط الفقهي لم يدونه، ولكنه صرح بكلام يستفاد منه بعض أصول هذا المنهج الذي أرسى دعائمه تلامذته من بعده، الذين دونوا منهاجه، وهى الأصول التي قام عليها المذهب (1).

فقد ذكر القاضي عياض في كتابه "ترتيب المدارك"(
‏ولعل أوضح النصوص التي تشير إلى أصول مذهب مالك ما قاله القاضي عياض، ‏وابن رشد، وابن حمدون ‏في هذا الشأن.2)، وابن رشد في كتابه "البهجة" وابن حمدون في "حاشيته على ميارة"(3)، منهاج مالك في الاستنباط الفقهي، وخلاصة ما ذكروه : أن منهاج إمام دار الهجرة، أنه : يأخذ بكتاب الله أولا، فإن لم يجد نصا من كتاب الله لجأ إلى السنة، ويدخل في السنة عنده - أقوال الصحابة، وأقضيتهم، وعمل أهل المدينة، ثم بعد ذلك يجيء القياس، والإجماع، والاستحسان، وسد الذرائع، والمصالح المرسلة، ومراعاة الخلاف أحيانا، وأحيانا العرف والعادة.
والذي يستفاد من كلام القرافي أنها تبلغ أربعة عشر أصلا، وهي :
‏1 - الكتاب .
2 - السنة .
3 - إجماع الأ‏مّة .
4 - إجماع أهل المدينة .
5 - القياس .
6 - قول الصحابي .
7 - المصلحة المرسلة .
8 - الاستصحاب .
9 - البراءة الأصلية .
10 - العوائد .
11 - ‏الاستقراء .
12 - سد الذرائع .
13 - الاستدلال .
14 - الاستحسان(4).
ولم يتعرض لذكر "مراعاة الخلاف"، وعذره أن مالكا لم يلتزم مراعاة الخلاف في كل الأحوال .
وقد زاد أحدهم أصلا أخر وهو : "شرع من قبلنا، شرع لنا"، وقد صحح هذا الأصل ابن العربي في كتابه "أحكام القرآن"(5). وبهذا يكون مجموع الأصول : ستة عشر أصلا، وهذا هو ما ذكره المالكية عن أصول إمامهم، رحمه الله تعالى .

وهذه الأصول منها:
(أ‌) ما اشترك فيه الإمام مالك مع غيره من الأئمة، وهو أحد عشر أصلاً‏.
(ب‌) ومنها ما اشتهر به عنهم، حتى قيل : إنه انفرد بها، وهي خمسة :
1 - عمل أهل المدينة،
2 - المصالح المرسلة،
3 - سد الذرائع،
4 - مراعاة الخلاف،
5 - مراعاة العرف .


------------------------------
(1) الشيخ محمد أبو زهرة : "تاريخ المذاهب الإسلامية" ص (432).
د/ محمد فاتح زقلام : "الأصول التي اشتهر انفراد إمام دار الهجرة بها" ص (77)، وما بعدها.
(
2) "ترتيب المدارك" (93/1)
(
3) "حاشية ابن حمدون" (2/1)
(
4) "تنقيح الفصول" ص (445)
(
5) "أحكام القرآن" (1/ 23-24)

(سنخص كل أصل من الأصول بكلمة موجزة يتضح من خلالها معناه.)

(جمع وترتيب: طيبة بنت الوردي)
------------------------------
الفصل التالي: أهم تلاميذ الإمام مالك الذين تفقهوا عليه
 

طيبة الوردي

:: متابع ::
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
66
الكنية
أم كريمة
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

أهم تلاميذ الإمام مالك الذين تفقهوا عليه (1)

الحجازيون :
- أبو حازم سلمة بن دينار (ت 185هـ)،
- أبو محمد عبد العزيز بن محمد الدراوردي (ت 186هـ)،
- ابن نافع، عبد الله بن نانع الصائغ (ت 186هـ)،
- المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي (ت 188هـ)،
- القزاز، معن بن عيسى (ت 198هـ)،
- الأعمش، عبد الحميد بن أبي أويس (ت 202هـ)،
- أبن سلمة، محمد بن سلمة بن هشام (ت 206هـ)،
- الأصغر ابن نافع، عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير (ت 216هـ)،
- أبو مصعب مطرف بن عبد الله بن مطرف المدني (ت 220هـ)،
- القعنبي، عبد الله بن سلمة (ت 221هـ)،
- أبو مصعب راوي الموطأ : أحمد بن القاسم ( ت 242هـ)، وغيرهم .

العراقيون :

- سليمان بن بلال القاضي (ت 176هـ)،
- ابن المبارك، شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك (ت 181هـ)،
- ابن مهدى، عبد الرحمن بن مهدى (ت 198هـ)،
- الوليد بن مسلم راوي الموطأ (ت 199هـ)،
- يحيى بن يحيى النيسابوري (ت 226هـ)، (وهو غير راوي المرطأ يحيى بن يحيى الأندلسي صاحب الرواية المشهورة ) .

المصريون :

- ابن القاسم عبد الرحمن بن القاسم العتقي، أثبت الناس في مالك، لازمه عشرين سنة، (ت 191هـ)،
- ابن وهب عبد الله بن وهب القرشي أثبت الناس في مالك صحبه عشرين سنة أيضا (ت 197هـ)،
- أشهب بن عبد العزيز بن داود (ت 204هـ)،
- ابن عبد الحكم، عبد الله بن عبد الحكم بن أعين (ت 214هـ).

الأفريقيون :

- شقران بن علي القيرواني (ت 186 هـ)،
- ابن فروخ، عبد الله بن فروخ القيرواني (ت 176 هـ)،
- ابن زياد، على بن زياد التونسي (ت 183هـ)،
- البهلول بن راشد القيرواني (ت 183 هـ)،
- ابن غانم الرعيني، عبد الله بن عمر بن غانم القيرواني (ت 172 هـ)،
- أسد بن الفرات (ت 213هـ).

الأنذلسيون :

- شبطون زياد بن عبد الرحمن القرطبي (ت 193هـ)،
- الغازي بن قيس القرطبي (ت 195هـ)،
- يحى بن يحى القرطبي راوي الموطأ، وروايته أشهر الروايات، (234هـ)،
- عيسى بن دينار القرطبي ( ت 212هـ)،
وبهذين الأخيرين انتشر المذهب في الأندلس .
‏وصار لمذهب الإمام من العلماء، في هذه الأمصار يقومون بحفطه وخدمته، فكان منهم من يجتهد في المذهب بالتخريج والترجيح، وحفظ الروايات، ومنهم المفتي الحافظ لأقوال المذهب.

‏وكان من العلماء المالكيين في مصر أمثال . الحارث بن مسكين، وابن رشيق، وابن شاس .

‏وكان في العراق أمثال : القاضي إسماعيل، وابن خويز منداد، وابن اللبان، والقاضي أبى بكر الأبهري، والقاضي أبي الحسن بن القصار، والقاضي عبد الوهاب أبن نصر.

‏وكان في الأندلس : عبد الملك بن حبيب، وتلميذه العتبي، وغيرهما .

وكان في القيروان : سحنون بن سعيد .
‏وقد قام هؤلاء وأمثالهم بنشر المذهب، ونصرته، وتدوينه، وجمعه من موطأ الإمام، ومما أملاه على أصحابه، ومن تخريج العلماء على أصول الإمام التي تتسع لحوادث الأزمان المتجددة .

-----------------------------
(1) د/ علي جمعة محمد: "المدخل إلى دراسات المذاهب الفقهية"

(طيبة بنت الوردي)
------------------------------
الفصل التالي : أهم مصادر المذهب المالكي
 

طيبة الوردي

:: متابع ::
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
66
الكنية
أم كريمة
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

خامسا: أهم مصادر مذهب مالك.
‏دُوّنَت كتب متعددة في المذهب المالكي، أشهرها :
1 – "المدونة الكبرى" ‏للإمام مالك بن أنس، مؤسس المذهب، برواية سحنون بن سعيد التنوخي عن الإمام عبد الرحمن بن القاسم عنه.
‏وتعدُّ "المدونة" أصل المذهب المالكي وعمدته، وبتعبير الحطاب : أشرف ما ألف في الفقه من الدواوين، وهي أصل المذهب وعمدته، وعلل ذلك بقوله : "وذلك أنه تداولها أربعة من المجتهدين : مالك، وابن القاسم، وأسد، وسحنون"،
‏والمشهور أن مالكا لم يدونها، بل هو الذي رواها، وتلقاها عنه تلميذه : عبد الرحمن بن القاسم الذي سمعها منه أسد بن الفرات، فعبْد الرحمن هو أول من عملها ورواها .
قال سحنون: عليكم بـ "المدونة": فإنها كلام رجل صالح ورأيه .
وكان يقول: إنما "المدونة" من العلم بمنزلة أم القرآن من القرآن، تجزئ في الصلاة عن غيرها، ولا يجزئ غيرها عنها، أفرغ الرجال فيها عقولهم، وشرحوها وبينوها، فما اعتكف أحد علي "المدونة" ودِراستها إلا عرف ذلك في ورعه وزهده، وما عداها أحد إلى غيرها إلا عرف ذلك فيه .

2 – "الواضحة" لعبد الملك بن سليمان بن حبيب (ت 238هـ)، وهى من أجل الكتب الفقهية في المذهب.
3 – "المستخرجة العتبية على الموطأ" ويطلق عليها "العتبية" لمحمد العتبي بن أحمد القرطبي (ت 255هـ).
4 – "الموازية" لمحمد بن إبراهيم الإسكندري، ابن المواز (ت 269هـ).
5 – "الرسالة" ويطلق عليها : (باكورة السعد) . لابن أبى زيد القيرواني (ت 386هـ).
6 – "نوادر ابن أبي زيد" جمع فيه ابن أبي زيد بين الأمهات : فجاء كتابا ضخمًا.
7 – "التفريعات" لابن الجلاب .
8 – "الذخيرة" للقرافي .
9 – "المختصر" : "مختصر خليل" في الفقه المالكي للشيخ أبي الضياء خليل بن إسحاق (ت 776هـ).
وقد اختصره من جامع الأمهات لابن الحاجب

ومن أهم الشروح لـ "مختصر خليل":
- "مواهب الجليل لشرح مختصر خليل" ‏لأبي عبد الله محمد المعروف بـ "الحطاب" (ت 953هـ). وهو من أجل وأعظم شروح المختصر
– "شرح الزرقاني على مختصر خليل". وهو من الشروح التي لاقت القبول عند متأخري المالكية.
– "فتح الجليل على مختصر خليل" لأبي عبد الله محمد الخرشي (ت 1101هـ).
– "حاشية الرهوني على شرح الزرقاني لمختصر خليل" .
– "حاشية الدسوقي على الشرح الكبير" للعلامة شمس الدين محمد بن عرفة الدسوقي (ت 1230هـ).
– "الإكليل شرح مختصر خليل" للشيخ محمد الأمير (ت 1232هـ)
- "شرح منح الجليل على مختصر العلامة خليل" للشيخ محمد عليش.

‏هذه هي أهم مصادر الفقه المالكي التي يستقى منها المذهب .
وهناك كتب كثيرة في الفقه المالكي لا يمكن أن أذكرها كلها في هذا المدخل للمذهب المالكي.

(جمع وترتيب: طيبة بنت الوردي)

------------------------------
للتحميل:
http://www.mediafire.com/?cg859y01iya0y1w

 
إنضم
10 أبريل 2010
المشاركات
172
الكنية
أبو أنس
التخصص
الشريعة
المدينة
الدار البيضاء - أكادير
المذهب الفقهي
مالكي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

أحسنتم بارك الله فيكم.
 

طيبة الوردي

:: متابع ::
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
66
الكنية
أم كريمة
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
 
إنضم
18 ديسمبر 2010
المشاركات
266
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
المذهب المالكي
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

أحسن الله إليكم ووفقكم الباري في سلوك هذا المهيع المبارك
 

طيبة الوردي

:: متابع ::
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
66
الكنية
أم كريمة
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
المذهب الشافعي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

أحسن الله إليكم جميعا

(يتبع)
 
إنضم
1 أكتوبر 2009
المشاركات
64
الجنس
ذكر
الكنية
أبو البراء
التخصص
اصول الدين
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

بارك الله فيك أختي الكريمة على هذا الجهد الطيب المبارك إن شاء الله، لي بعض الملاحظات:
1-
وقد نسب لمالك - أيضا - كتاب يسمى: "كتاب السر"، من رواية ابن القاسم عنه، أسنده القاضي
الأصل عند السادة المالكية أن القاضي إذا أطلق فهو القاضي عبد الوهاب (422هـ)، بينما القاضي الذي أسند ذلك هو القاضي عياض (544هـ) حيث قال: «وقد نسب إلى مالك أيضاً كتاب يسمى كتاب السر من رواية ابن القاسم عنه حدثنا به بالإجازة أبو محمد بن عتاب عن أبي عمر بن الحذاء عن أبيه أبو عبد الله عن أبي القاسم الحسين بن عبد الله بن أحمد العثماني عن محمد بن عبد العزيز بن الوزير بن ضافي الحراني يعرف بالجروي عن الحارث بن مسكين عن ابن القاسم عن مالك» [ترتيب المدارك: 2/94]

2-
"التعريفات" لابن الجلاب
أبو القاسم عبيد الله بن الحسن المعروف بابن الجلاب (378هـ)، وكتابه المشهور في المذهب هو التفريع.
وممن وهم أيضاً الدكتور إسماعيل سالم عبد العال في كتابه البحث الفقهي، حيث قال: «التعريفات لابن الجلاب (أبي بكر محمد بن عبد الله التميمي الصقلي المتوفى سنة 451هـ)»!! كذا قال. قلت: أبو بكر هذا هو ابن يونس الصقلي. فوهم رحمه الله في الكتاب وفي المؤلف.
هذا ما أردت التنبيه عليه في هذه العجالة، وإن بدا لي ما يحتاج التنبيه فيما بعد فعلت إن شاء الله، والصدر متسع لقبول أي تنبيه على أي خطأ أو وهم من الجميع.
 

سيدي محمد ولد محمد المصطفى ولد أحمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
2 أكتوبر 2010
المشاركات
2,243
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
كرو
المذهب الفقهي
مالكي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي


الأصل عند السادة المالكية أن القاضي إذا أطلق فهو القاضي عبد الوهاب (422هـ)

هذا صحيح ولكنهم قد يطلقونه على غير عبد الوهاب حيث نقل في شرح الكفاف عن كنون أن القاضي في عرف الفقهاء هو ابن القصار
وإطلاقه على عبد الوهاب خاصة من المتأخرين هو العرف عندهم كما في الرهوني
وإذا قيد القاضي بأبي بكر لم يعرف هل هو ابن العربي أو الأبهري أوغيرهما ولكن ابن العربي بذلك أشهر وإذا أطلقه في الجواهر فابن العربي
ولذلك قال شارح الكفاف في قول الناظم :
والقاض قد صحح أن لا يجبُ == تعليم أهل الجهل حتى يطلبوا
قال : فلعل المراد به هنا غيرهما
والله أعلم
 
إنضم
1 أكتوبر 2009
المشاركات
64
الجنس
ذكر
الكنية
أبو البراء
التخصص
اصول الدين
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: التعريف بالمذهب المالكي

أحسن الله إليك سيدي محمد، وأزيدك أن بهرام الدَّميري (805هـ) في شرحه على خليل ربما عنى بالقاضي عياضاً (544هـ)، ولكن ما ذكرتُه هو الأعم الأغلب، والقاضيان عند السادة المالكية: عبد الوهاب (422هـ)، وابن القصار (398هـ) وهو شيخ عبد الوهاب.
فلم يخرج الأمر عن التلميذ وشيخه :)
 
إنضم
27 يناير 2010
المشاركات
14
التخصص
الفقه والحديث
المدينة
العرائيش
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: التعريف بالمذهب المالكي

بسم الله الرحمان الرحيم .
أولا شكرا للجميع على المشاركة والتصحيح والتدقيق .وأقول للأخت الفاضلة بنت الوردي بارك الله فيك أختي ولكن أود منك أن تنزلي لنا البحث على شكل وورد .ولكم منا جزيل الشكر.
 

راية المجد

:: متابع ::
إنضم
21 مارس 2012
المشاركات
76
التخصص
الفقه و أصوله
المدينة
دبي
المذهب الفقهي
أهل السنة و الجماعة
رد: التعريف بالمذهب المالكي

بارك الله فيكِ أختي الفاضلة
ووفقكِ الله لما يحبه ويرضاهـ
 

سمية

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
22 سبتمبر 2008
المشاركات
508
التخصص
فقه وأصوله
المدينة
00000
المذهب الفقهي
00000
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

3 – "المستخرجة العتبية على الموطأ" ويطلق عليها "العتبية" لمحمد العتبي بن أحمد القرطبي (ت 255هـ).

الصحيح: المستخرجة من الأسمعة، المعروفة بالعتبية نسبة لجامعها: محمد العتبي.
 
إنضم
19 أكتوبر 2014
المشاركات
12
الكنية
أبو سليمان
التخصص
الاتصال والإعلام
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

جزاك الله خير ، ونفع الله بك
 
إنضم
15 أغسطس 2016
المشاركات
119
الإقامة
مكناس - المغرب
الجنس
ذكر
الكنية
امصنصف
التخصص
الدراسات الإسلامية
الدولة
المغرب
المدينة
مكناس
المذهب الفقهي
مالكي
رد: التعريف بالمذهب المالكي

التعريف بالامام مالك وبمذهبه:
مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني، إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأعلام ومؤسس المذهب المالكي. عربي الأصل، من التابعين.ولد مالك بن أنس بالمدينة المنورة ( 93 هـ /712 م ) وعاش كل حياته بها في مهبط الوحي ومقر التشريع وموطن جمهرة الصحابة ومحط رحال العلماء والفقهاء. ولم يرحل من المدينة إلا إلى مكة حاجًا. مات في المدينة ودفن بالبقيع (179 هـ /795 م ).تلقى مالك علومه على علماء المدينة وأخذ القراءة عن نافع وأخذ الحديث عن ابن شهاب الزهري، وشيخه في الفقه ربيعة بن عبد الرحمن ـ المعروف بربيعة الرأي - وظل يأخذ وينهل من العلم حتى سن السابعة عشرة، وقام بالتدريس بعد أن شهد له شيوخه بالحديث والفقه. وقد قال مالك: ما جلست للفتوى حتى شهد لي سبعون شيخًا أني أهل لذلك.
ويعتبر مالك إمام أهل الحجاز في عصره وإليه ينتهي فقه المدينة، وقد أجمع العلماء على أمانته ودينه وورعه، قال الشافعي: مالك حجة الله على خلقه. وقال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت أحدًا أتم عقلاً ولا أشد تقوى من مالك. شهد له جميع الأئمة بالفضل حتى قالوا: لا يفتَى ومالك في المدينة. وقد قصده العلماء وطلاب العلم من كل قطر ليأخذوا عنه؛ لذا انتشر مذهبه في كثير من الأقطار على أيدي تلاميذه الذين أخذوا عنه. وللإمام مالك كتاب الموطأ ظل يحرره أربعين عامًا جمع فيه عشرة آلاف حديث. ويعد كتاب الموطأ من أكبر آثار مالك التي نقلت عنه. صنّفت الأحاديث فيه على الموضوعات الفقهية. روى الموطأ عن مالك كثير من العلماء وطبع بروايتين إحداهما رواية محمد بن الحسن الشيباني من أصحاب أبي حنيفة، والثانية رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي. وبجانب الموطأ فللإمام مالك المدونة وقد صنفها سحنون التنوخي وراجعها علي بن القاسم. واحتوت على جميع آراء مالك المخرجة على أصوله، وكذا آراء أصحابه. وهي من أهم الكتب التي حفظت مذهب الإمام مالك.وقد تعرض مالك لبعض المحن نتيجة بعض الفتاوى التي تغضب الحكام، حيث أفتى بعدم لزوم طلاق المكره، وكانوا يكرهون الناس على الحلف بالطلاق عند البيعة، فرأى الخليفة والحكام أن الفتوى تنقض البيعة التي يبايعها من حلف بالطلاق. وبسبب ذلك ضرب بالسياط وانفكت ذراعه بسبب الضرب الذي أوقعه عليه جعفر بن سليمان والي المدينة.وقد بنى مالك مذهبه على أصول هي: 1- كتاب الله. 2- سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . 3- الإجماع. 4- القياس أو عمل أهل المدينة، إذا ما رأى المصلحة في أحدهما قدمه على الآخر، ثم خبر الواحد إذا لم يخالف عمل أهل المدينة، ثم المصالح المرسلة والعرف والإستصحاب وسد الذرائع.ويعتبر مالك صاحب مذهب فردي مستقل جاء نتيجة اجتهاده هو بنفسه وليس لأصحابه إلا القليل من الأحكام التي استنبطوها بناء على أصول إمامهم، وكان لمالك تلاميذ كثيرون منهم عليّ بن القاسم وسحنون وأسد بن الفرات. وقد ذاع صيت مذهب مالك في جميع الأقطار، فرحل الناس إليه من كل مكان وظل يعلم ويفتي قرابة سبعين عامًا؛ فكثر تلاميذه في الحجاز واليمن وخراسان والشام ومصر والمغرب والأندلس.وبسبب هذا فقد انتشر هذا المذهب في مصر والمغرب الأقصى والجزائر وتونس وطرابلس، وهو الغالب في السودان وبعض دول إفريقيا والأندلس والبصرة والكويت وقطر والبحرين، وقل شيوعه في بغداد بالعراق والأحساء من المملكة العربية السعودية.
إن مذهب مالك وسط بين من وقفوا جامدين مع ظواهر النصوص ولم يفسحوا المجال للأصول المعتمدة على النظر والإجتهاد كالقياس وغيره من الأصول، وبين من أغرقوا في القياس والنظر وحكموها في أكثر النصوص فابتعدوا عن السنة وقصد الشارع من حيث لا يشعرون. إذ أن مذهب مالك يعتمد على مجموعة من الأصول ينفرد بها عن بعض المذاهب التي لا تأخذ بها، كالإستحسان بالنسبة لغير الحنفية، وبعض أقسام عمل أهل المدينة، وكالمصالح والذرائع الأخذ بها في مذهب مالك أكثر توسعا من غيره من المذاهب ... إلخ. وهناك أصول أخرى لكنها لا تخرج عما ذكرنا بل هي داخلة فيه نوعا من الدخول، إذ زاد بعضهم العوائد ( العرف ) والأخذ بالأحوط وشرع من قبلنا شرع لنا، فشرع من قبلنا مثلا داخل في النص، لأنه إما وارد في القرآن أو في السنة الصحيحة، وقياس العكس وقياس الدلالة داخلان في عموم القياس، والإحتياط الشرعي داخل في سد الذرائع وهكذا دواليك. لأن الأصول كلما تنوعت وتعددت مع التوسع في استعمال كل نوع منها كلما حصل بذلك أكبر قدر من المرونة والتوسيع على الناس ورفع الحرج عنهم، وأصول مذهب مالك كذلك في توسعها وتنوعها ومقدارها بالنسبة لأصول غيره من المذاهب، مما جعل المذهب المالكي أكثر مرونة وأقرب إلى مصالح الناس وأكثر تلبية لحاجاتهم وأغراضهم الحيوية. وفي هذا الصدد كلام قيم لابن تيمية الحنبلي قال « إن من تدبر أصول الإسلام وقواعد الشريعة وجد أن أصول مالك وأهل المدينة أصح الأصول والقواعد . ذكر ذلك الشافعي وأحمد وغيرهما »، وقال « بل أقر به من يكثر مخالفة المالكية كأبي يوسف الحنفي حين مناظرته لمالك بالمدينة » و « محمد بن الحسن الشيباني – الحنفي – حينما ناظر الشافعي »*. هذا ولم ينص مالك رحمه الله نصا صريحا على جميع الأصول والقواعد التي بنى عليها مذهبه، وإنما نص عليها أعلام المتقدمين والمتأخرين من علماء مذهبه استقراء من صنيعه، فهي مبثوثة في كتب علم أصول الفقه التي ألفها المالكية أو في شروح الموطأ وفي كتب الأحكام وترتيب الخلاف وفي الشروح والتعليقات على أمهات كتب الفقه المالكي وفي كتب تراجم أعلام المالكية.
القاضي عياض السبتي في ترتيب المدارك ذكر من أصول مالك أربعة فقط ، وذكر أبو الفضل راشد الوليدي (ت 765 هـ) في كتابه الحلال والحرام عن شيخه أبي محمد صالح (ت 631 هـ) أن الأصول التي بنى عليها مالك مذهبه ستة عشر أصلا، وهي:« نص الكتاب وظاهره وهو العموم، ودليله وهو مفهوم المخالفة، ومفهومه ومفهوم الموافقة، وتنبيهه وهو التنبيه على العلة، فهذه خمسة، ومن السنة مثلها فتلك عشرة، ويلي العشرة الإجماع والقياس وعمل أهل المدينة وقول الصحابي والإستحسان وسد الذرائع وهو تمام ستة عشرة. واختلف في السابعة عشرة وهو مراعاة الخلاف، فطورا يراعيه وطورا لا يراعيه ». (نقلا عن الفكر السامي للحجوي الفاسي). وقال أبو الحسن - التسولي في البهجة شرح التحفة لابن عاصم – « ومن ذلك الإستصحاب ». والإمام القرافي في شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول في الأصول ذكر أنها تسعة عشر بالإستقراء، واختار منها الشيخ محمد أبو زهرة أحد عشر أصلا في كتابه مالك حياته وعصره أراؤه وفقهه وهي: « القرآن والسنة وإجماع أهل المدينة والقياس وقول الصحابي والمصلحة المرسلة والعرف والعادات وسد الذرائع والإستصحاب والإستحسان ». وهو من العلماء المعاصرين غير المالكية. ولقد نظم الإمام الفقيه سيدي أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي كف المحجوبي منظومة جمع فيها أصول مذهب مالك بالعد لا بالحد، وجعلها ستة عشر أصلا، كما ذكر بعدها خمس قواعد جامعة. وعدد أبيات هذه المنظومة ثلاثون بيتا فقط. ولقد كان سباقا إلى نظم أصول مالك مفردة في تأليف مستقل. ورغم أن كثيرا من أهل العلم كما ذكرنا سابقا تناولوا بيان قواعد المذهب المالكي إلا أن أكثرهم لم يجمعها كلها**. و قد يضيف إليها بعضهم ما لا يرقى إلى مرتبة القواعد الكلية.***أما نظم الإمام أبو العباس بن أبي كف رحمه الله لم يزد عليها ما ليس منها كما فعل أولئك الأعلام. وهو بذلك يقترب بل يكاد يتفق مع الإحصاء المشهور الوارد في البهجة المنسوب لأبي محمد صالح. لكن يلاحظ من وقف عليهما اختلافا بينا في الشكل والمضمون، إذ أن ابن أبي كف كان عده أكثر استيعابا وأدق تفصيلا من إحصاء أبي محمد بن صالح، بل أشمل ممن تقدم ذكرهم جميعا، وإن كان قد تفرد بعد أوجه دلالة نصوص الوحيين على أنها قواعد مستقلة.
----------------------------
* نقلا عن مجموع فتاوي ابن تيمية ج 20 بالتصرف.
** لم يذكر أبو محمد صالح الإستصحاب ضمن أصول مالك وقد ذكره ابن أبي كف.
*** ذكر القرافي في شرح التنقيح إجماع العثرة والعصمة اللتين لا يقول بهما إلا بعض فرق الشيعة.
 

كريم أمينة

:: متابع ::
إنضم
14 ديسمبر 2016
المشاركات
12
الكنية
أم محسن
التخصص
العلوم الشرعية في المغرب الأقصى و الأندلس
المدينة
بني ملال
المذهب الفقهي
المالكي
رد: التعريف بالمذهب المالكي

جزاكِ الله خير الجزاء
 

كريم أمينة

:: متابع ::
إنضم
14 ديسمبر 2016
المشاركات
12
الكنية
أم محسن
التخصص
العلوم الشرعية في المغرب الأقصى و الأندلس
المدينة
بني ملال
المذهب الفقهي
المالكي
رد: التعريف بالمذهب الملكي

رد: التعريف بالمذهب الملكي

موضوع قيم ومفيد. شكر الله لكِ.
 
أعلى