الدورة الثانية مرحلة الإعداد لتسجيل البحث: الدرس الثالث
الدورة الثانية مرحلة الإعداد لتسجيل البحث: الدرس الثالث
الدورة الثانية
مرحلة الإعداد لتسجيل البحث
الدرس الثالث
شروط صياغة عنوان الرسالة الجامعية
تعد مرحلة صياغة العنوان، أهم مرحلة في البحث، وقد يتوه فيها الطالب بين موضوعات كثيرة، أو يعجز عن اختيار موضوع؛ لقصر باعه في هذا العلم، وقعوده عن المطالعة والدراسة، ومتابعة حلقات النقاش، ومطالعة مصادر المعلومات، ومخالطة البيئات العلمية.
ولا شك أن أهم ما في الرسالة عنوانها؛ لأنه يحدد موضوعها، فهو محورها الذي تدور عليه. وبناء عليه تحدد مشكلة البحث، وأسبابها وعلاجها، والمنهج المستخدم، وفي ضوئه تقوَّم جهود الباحث، ويحكم على عمله.
وتختلف صياغة العنوان في الكتب والمقالات عنها في الرسائل والأبحاث. فمن خلال صياغة العنوان، لا يتحدد الموضوع فقط، ولكن يحدد التخصص، والمنهج المتبع في البحث كما قدمنا، وخطته، ومراجعه، وأدواته.
وهناك شروط لصياغة عنوان الرسالة العلمية هي:
1. الدقة: يصاغ بحيث يفهم منه موضوع الرسالة، وأبعادها وحدودها، ومشكلتها الرئيسية وتخصصها. بلا تعبيرات عاطفية- ولا عبارات إنشائية.
2. الإيجاز والاختصار في الكلمات، والتكثيف والوضوح في المعاني، بلا تكرار، ولا حشو، ولا غموض. وتقديم المستعمل من الألفاظ، لا الشاذ، ولا الغريب.
3. التحديد والتطابق مع مضمون الرسالة، بأن يكون جامعًا مانعًا، لا يزيد، ولا ينقص. وكل رسالة لها حدودها، سواء في الزمان، أو المكان، أو الموضوع، أو المنهج. ويمكن إضافة عنوان فرعي لمزيد من التحديد، بما يمكن من الحكم على الرسالة بتحقيق أهدافها. بلا سعة مفرطة، ولا ضيق محرج. بل تطابق العنوان والمضمون.
4. الصياغة الأكاديمية (الجامعية) المتخصصة، التي تستخدم مصطلحات العلم، لا الألفاظ العامة، ولا التعبيرات الصحفية.
5. السلامة اللغوية والاصطلاحية: فلا يسمح في بحث علمي، مهما كان تخصصه، بمخالفة قواعد النحو، أو الصرف، أو اللغة. فلا يتعدد المضاف مثلا. كما يجب الوقوف عند مصطلحات العلم المدروس (فقه- أصول مثلا).
6. موافقة الاتجاهات السائدة في المحيط الأكاديمي والذوق العام، فليس من ذوق العصر تعمد السجع مثلا.
وجدير بالذكر، أن مسئولية صياغة العنوان، تقع على الطالب والمشرف معًا. لا يستقل بها الطالب، بل يراجع أستاذه، ويأخذ بتوجيهه فيها.
كما أن العنوان يخضع للمراجعة المستمرة من الطالب وأستاذه، ويمكن تغيير العنوان طبقًا لتطور البحث بالضيق والسعة. فإن اكتشف الطالب أنه غير قادر على إتمام بحثه، فعليه أن يبحث عن موضوع آخر بالاتفاق مع مشرفه. ولكن لا يكثر التنقل والتردد، حتى لا يضيع منه سنوات قبل الحصول على الدرجة العلمية.
خطوات لصياغة عنوان الرسالة
هذه خطوات مقترحة في محاولة وضع صياغة صحيحة لعنوان الرسالة هي:
1. تعريف المشكلة محل البحث، وصياغتها على شكل أسئلة يمكن الإجابة عليها بدقة.
2. تحديد جوانب المشكلة وأبعادها تحديدًا دقيقًا، مع حذف الجوانب البعيدة التي لن تتناولها الدراسة.
3. تعريف المصطلحات الفنية المزمع استخدامها في الدراسة، بحيث يختفي كل لبس وغموض وتعارض في الدراسة.
4. تحديد الأدوات البحثية المزمع استخدامها في الدراسة تحديدًا دقيقًا، يتناسب مع المنهج الذي سيتبعه الباحث.
أمثلة صياغة عنوان الرسالة
إذا كان البحث خاصًا بظاهرة مثل:
"ظاهرة النكاح السري"
فالصياغة الصحيحة إضافة عنوان فرعي مثل:
"الوقائع والأسباب والحكم الشرعي"
وكذلك يجب تخصيصها جغرافيًا أو زمانيًا، فتدرس هذه الظاهرة مثلا في مصر.
ويجب إضافة عنوان فرعي، يحدد منهجية الدراسة في مثل:
"تقنين الأحوال الشخصية في دول مجلس التعاون الخليجي- دراسة مقارنة.
أخطاء في صياغة عنوان الرسالة
- خطأ في التركيب اللفظي، أو في الصياغة.
- خطأ في النحو أو اللغة، أو الصرف.
- خطأ في الاصطلاح.
- التكرار.
- تكرار لفظ بعينه.
- الطول المفرط.
- القصر المفرط.
- الغموض.
ومن الأخطاء الشائعة في عناوين الرسائل، استخدام أدوات العطف دون حاجة، ومخالفةً لقواعد اللغة مثل: "ابن تيمية والفقه المقاصدي". فهو عنوان يشير إلى موضوعين منفصلين هما: "ابن تيمية"، و"الفقه المقاصدي".
وهذه الصياغة تلزم الباحث بدراسة كل منهما على حدة، ولا تعبر عن الهدف من الدراسة. وإن الصياغة الصحيحة تكون بالجمع بينهما، بما يوضح هدف البحث. فتكون مثلا: "الفقه المقاصدي عند ابن تيمية". وربما يريد الباحث إعطاء تحديد أكثر لموضوعه، فيضيف عنوانًا فرعيًا هو: "من خلال كتابه مجموع الفتاوى".
وكذلك عنوان: "ابن تيمية وقوانين الأحوال الشخصية"، لا يحدد المطلوب. فهذان موضوعان منفصلان، كل منهما متسع: "ابن تيمية"، و"قوانين الأحوال الشخصية". والصواب أن يصاغ هكذا: "أثر ابن تيمية في قوانين الأحوال الشخصية". وهذا موضوع قد يكون متسعًا أيضًا، يجب حصره في مصر مثلا، أو الكويت.