د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
مقالة
"سنصدع بالحق" للشريف حاتم العوني
دراسة تحليلية
حتى نكون أكثر جدية في التعامل مع الواقعة، وأكثر إصلاحاً من الناحية العملية، فأجد أنه لو تم تحليل المقالة إلى ثلاث مجموعات يرتفع النزاع بإذن الله:
· نقاط إيجابية.
· نقاط جديرة بالتأمل، ويحتملها الاجتهاد.
· نقاط جديرة بالمراجعة من قبل صاحب المقالة.
وسأقتصر إجمالاً على ذكر النقاط الإيجابية وأفصل فيما يؤخذ على المقالة؛ لأنه هو المهم بنظري.
أولاً: النقاط الإيجابية:
· التنبيه على التحجر الواقع في تسويغ الخلاف.
· الصدع بالحق.
· الشجاعة في الدعوة إلى المراجعة.
· مواكبة العمل الإصلاحي للدولة بما لا يعطل برامجها.
· التنبيه على التحجر الواقع في تسويغ الخلاف.
· الصدع بالحق.
· الشجاعة في الدعوة إلى المراجعة.
· مواكبة العمل الإصلاحي للدولة بما لا يعطل برامجها.
ثانياً: يؤخذ على المقالة ما يلي:
1- اللهجة المقهورة:
فلهجة المقالة توحي بأن الشيخ كان مقهورا مغلوباً على أمره، فانتفض بهذا المقال، وأخبر الناس أنه سيصدع بالحق.
فلهجة المقالة توحي بأن الشيخ كان مقهورا مغلوباً على أمره، فانتفض بهذا المقال، وأخبر الناس أنه سيصدع بالحق.
ليت الشيخ صدع بالحق، من غير أن يثير على نفسه أو يشير إلى أنه الآن يصدع بالحق.
ليت الشيخ خالف لكن من غير أن يقل: إني أخالفكم، فإن المخالفة شيء والمنابذة شيء آخر تماماً
كنت أعتزم كتابة مقالة تصب في مقصد الشيخ ومرامه، وأسست لها عنوانا: "إذن يشدخوا رأسي!!"
تفيد أن الإنسان إذا وثق من قدراته واستكمل عدته فلا بد أن يكون طرحه مناسباً من القوة والتصميم وإلا شدخوا رأسه، وفلقوا يافوخه!.
لكن لم أفكر يوماً ما أن أدرج فيه أي صدام مع أي جهة ما ولا أن أستعدي طائفة معينة، ولا أن أدخل في متاهات التمثيل والمسائل الشائكة التي ربما أفسدت الغرض الأساس منه، كما حدث في مقال الشيخ الكريم.
2- التوقيت:
إذ جاءت المقالة بعد انتصار ليبرالي ساحق، واجتماع غير مسبوق للإسلاميين، وقد كانت مقالة الشيخ استفتاح لأول خرق داخل الصف الإسلامي، فلو تركنا ننعم قليلاً بهذه الفرحة.
إذ جاءت المقالة بعد انتصار ليبرالي ساحق، واجتماع غير مسبوق للإسلاميين، وقد كانت مقالة الشيخ استفتاح لأول خرق داخل الصف الإسلامي، فلو تركنا ننعم قليلاً بهذه الفرحة.
3- إخراج المسائل عن مسارها الفقهي إلى مسارات خطيرة وخلافات جذرية.
4- الاقتصار على علاج جزئية معينة في الهيئة وهي "مصادرة الخلاف السائغ" لا علاج المؤسسة نفسها.
5- تحميل"مصادرة الخلاف السائغ" جهة الإفتاء الرسمية مع أنها إنما تفسر تكويناتهم العلمية لا أقل ولا أكثر وهو يمثل اتجاها عريضاً، يبقى السؤال: لماذا كان هؤلاء بالذات هم أعضاء هيئةكبار العلماء، هذا السؤال لا دخل لهم به، وإنما تسأل الجهة المعينة لهم، أقول هذا من خلال دراسة مفصلة للاتجاهات الفقهية المعاصرة، وإن كنت أظن ظناً جازماً أن التكوين الجديد لهيئة كبار العلماء يحمل تغيير جذريا لتبرز أصحابه، وتعدد مذاهبهم، وهو مقصد واضح للمؤسسة الرسمية، وقد صرحوا بذلك؛ إذن الشيخ إنما يتحدث عن المكونات القديمة للهيئة.
6- مصادرة صاحب المقالة مسائل من "الخلاف السائغ" بما ينقض دعواه حرفاً بحرف.
7- قصر المشكلة بين شخصه وشخص الهيئة مما رتب على ذلك ذكر أمثلة ضعيفة الارتباط، وهناك ما هو أولى منها وأوضح.
8- تحميل المؤسسة الدينية –لوحدها- تبعة التهميش، فهو التفت إلى المهمَّش وترك المهمِّش، اقتصر في الكلام على مكونات الهيئة ، وأعرض عن الكلام عن التكوين نفسه.
9- الحيدة عن العلاج الجذري للمؤسسة نفسها، وهذا تراجع في مقدار الصدع بالحق، فإن كان يحس الظن؛ فإن أهل العلم أولى بإحسان الظن لاسيما أن كثيرا من أعضاء الإفتاء الرسمي في بلاد المملكة معروفون بالديانة وأنهم لا يصدرون إلا عن ذلك؛ فلم التفريق؟ إن من أراد أن يصدع بالحق فلا بد أن يعد للمقام عدته وإلا فالسكوت أسلم.
وخلاصة ما كتبت: لقد رام الشيخ صوابا وأخفق إفصاحا.
وما دام أن المقال لم ينشر إلا على الشبكة، وقد أتت الملاحظات من قبل من يتفق مع الشيخ في أصل فكرته، وهو في الحساسية بمكان:
فليت الشيخ يعيد النظر في صياغة مقاله بما يحقق الغرض ولا يثير البلبلة.
فليت الشيخ يعيد النظر في صياغة مقاله بما يحقق الغرض ولا يثير البلبلة.
وكتب فؤاد بن يحيى بن هاشم
4/11/1430هـ.
التعديل الأخير: