العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

العلماء المنتقلون من مذهب إلى مذهب

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
العلماء المنتقلون من مذهب إلى مذهب

نقل المناوي في فيض القدير عن الإسنوي وغيره ما يلي:
وقد انتقل جماعة من المذاهب الأربعة من مذهبه لغيره منهم:
عبد العزيز بن عمران: كان مالكيا فلما قدم الإمام الشافعي رحمه الله تعالى مصر تفقه عليه.
وأبو ثور: من مذهب الحنفي إلى مذهب الشافعي.
وابن عبد الحكم: من مذهب مالك إلى الشافعي.
ثم عاد وأبو جعفر بن نصر: من الحنبلي إلى الشافعي
والطحاوي: من الشافعي إلى الحنفي.
والإمام السمعاني: من الحنفي إلى الشافعي.
والخطيب البغدادي والآمدي وابن برهان: من الحنبلي إلى الشافعي.
وابن فارس صاحب المجمل: من الشافعي إلى المالكي
وابن الدهان: من الحنبلي إلى الحنفي ثم تحول شافعياً.
وابن دقيق العيد: من المالكي إلى الشافعي.
وأبو حيان: من الظاهري للشافعي.

 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
ملاحظة:
أليس أبو حيان هو من قال إن من علق بقلبه شيء من أهل الظاهر فمحالٌ أن يرجع عنه، فماله تحول شافعياً، وترك دارة أهل الظاهر؟؟
 

محمد محمود أمين

:: مشارك ::
إنضم
4 ديسمبر 2008
المشاركات
242
التخصص
..
المدينة
الدقهلية
المذهب الفقهي
شافعي المذهب
السؤال: ما الدواعي لهذه التحولات، ونحن نعتبرها في هذا الزمان من الوسوسة ، أو خطأ في المنهجية العلمية لدى الطالب....(هل من الطبيعي أن يتغير الإنسان في كل شيء)
 
إنضم
16 نوفمبر 2008
المشاركات
142
التخصص
هندسة كهرباء
المدينة
غريان
المذهب الفقهي
مالكي
ابن عبدالبر :

يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر وكان أولا أثريا ظاهريا فيما قيل ، ثم تحول مالكيا مع ميل بين إلى فقه الشافعي في مسائل .
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
جزاك الله خيرا
كثير من الظاهرية انتقلوا إلى مذهب أهل الظاهر عن طريق مدرسة الشافعي
أشهرهم مؤسسا المذهب:
المؤسس الأول: دادود بن علي.
المؤسس الثاني: ابن حزم الأندلسي.
على أن ابن حزم وقع تردد في انتسابه إلى المذهب المالكي في بداية تعلمه إذ بدأ بدراسة "الموطأ"، والمعتاد أن الطالب ينخرط في مذهب أهل بلده.
 
إنضم
18 ديسمبر 2009
المشاركات
45
التخصص
السياسة الشرعية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة حنبلية ... و التطبيق نبوي
الحمد لله و بعد :
المتتبع لكتب ابن دقيق العيد و اشهرها كتاب احكام الاحكام يجد أنه لم يكن شافعيا بل كان مجتهدا اجتهادا مطلقا فتراه يرجح اقوالا غير اقوال الائمة الاربعة من امثلة ذلك كان يرى أنه لا يجوز التعزير باكثر من عشرة اسواط امتثالا لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم عند البخاري ثم قال (وعلى من أجازه الاجابة عن هذا الحديث) فجعله تحت مذهب الشافعية أمر ليس بصحيح .. نعم قد يكون قد بدأ في التفقه على الذهب المالكي ثم المذهب الشافعي لكنه في النهاية صار مجتهدا مطلقا شأنه شأن شيخ الاسلام رحمه الله فقد بدأ حنبليا ثم انفرد بمذهب مستقل .
أما أبو ثور فأظنه كان من اصحاب الشافعي في العراق على مذهبه القديم ثم تفرد ابو ثور بمذهب مختص به.
والله أعلم
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الحمد لله و بعد :​



المتتبع لكتب ابن دقيق العيد و اشهرها كتاب احكام الاحكام يجد أنه لم يكن شافعيا بل كان مجتهدا اجتهادا مطلقا فتراه يرجح اقوالا غير اقوال الائمة الاربعة من امثلة ذلك كان يرى أنه لا يجوز التعزير باكثر من عشرة اسواط امتثالا لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم عند البخاري ثم قال (وعلى من أجازه الاجابة عن هذا الحديث) فجعله تحت مذهب الشافعية أمر ليس بصحيح .. نعم قد يكون قد بدأ في التفقه على الذهب المالكي ثم المذهب الشافعي لكنه في النهاية صار مجتهدا مطلقا شأنه شأن شيخ الاسلام رحمه الله فقد بدأ حنبليا ثم انفرد بمذهب مستقل .
أما أبو ثور فأظنه كان من اصحاب الشافعي في العراق على مذهبه القديم ثم تفرد ابو ثور بمذهب مختص به.
والله أعلم


أخي الكريم ابن دقيق العيد شافعي وابن تييمة حنبلي، هذه بشهادتهم هم، وبشهادة أصحابهم، وبشهادة كتبهم، وبشهادة بعض مصنفاتهم الخاصة بالمذهب فابن دقيق العيد شرح "متن أبي شجاع" بكتاب "تحفة اللبيب"، ولم يرجح البتة، والتزم شرح الكتاب بقوانين المذهب الشافعي من أول الكتاب إلى آخره.
وابن تيمية شرح كتاب "العمدة" لابن قدامة واستغرق فيه في ذكر خلاف أصحابه الحنابلة وتفاريعهم، وروايات أحمد ومحاولة العمل بأصولها.

وخروج هؤلاء الأئمة الكبار عن المذهب في جملة من المسائل أو وصولهم إلى مرتبة الاجتهاد المطلق لا تنافي انتسابهم للمذهب، ثم إن الانتساب إلى المذهب لا يعني التقليد.

ولعلك تطالع مشاركة الإخوة الكرام لاسيما "طالب هدى" في موضوع "مالكية ابن عبد البر" فقد عرض لبعض الإخوة نفس الإشكال الذي عرض لكم.
https://feqhweb.com/vb/threads/3361
 
التعديل الأخير:

صلاح الدين

:: متخصص ::
إنضم
6 ديسمبر 2008
المشاركات
713
الإقامة
القاهرة
الجنس
ذكر
الكنية
الدكتور. سيد عنتر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
الحمد لله وبعد
المشايخ الأفاضل
بارك الله فيكم..
وابن عبد الحكم: من مذهب مالك إلى الشافعي.

ما أذكره ان الشيخ محمد ابو زهرة
قال في كتابه الشافعي أن ابن الحكم كان شافعيا .
ولما مات الشافعي ولم يوصي له بأن يخلفه في التدريس في حلقته تغير قلبه من الشافعي وإنتقل إلى المالكية
هل هذه القصة صحيحة
راجي التصويب...
 

صلاح الدين

:: متخصص ::
إنضم
6 ديسمبر 2008
المشاركات
713
الإقامة
القاهرة
الجنس
ذكر
الكنية
الدكتور. سيد عنتر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
إبن عبد الحكم
 
إنضم
16 نوفمبر 2008
المشاركات
142
التخصص
هندسة كهرباء
المدينة
غريان
المذهب الفقهي
مالكي
ما أذكره ان الشيخ محمد ابو زهرة
قال في كتابه الشافعي أن ابن الحكم كان شافعيا .
ولما مات الشافعي ولم يوصي له بأن يخلفه في التدريس في حلقته تغير قلبه من الشافعي وإنتقل إلى المالكية
هل هذه القصة صحيحة
راجي التصويب...

أخي بارك الله فيك هل تتهم ابن عبدالحكم في دينه .

لأنك كيف تفسر كلامك وكأن ابن عبدالحكم كان يطلب الشهرة لا العلم .
 

صلاح الدين

:: متخصص ::
إنضم
6 ديسمبر 2008
المشاركات
713
الإقامة
القاهرة
الجنس
ذكر
الكنية
الدكتور. سيد عنتر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
أخي بارك الله فيك هل تتهم ابن عبدالحكم في دينه .

لأنك كيف تفسر كلامك وكأن ابن عبدالحكم كان يطلب الشهرة لا العلم .

بسم الله الرحمان الرحيم
أولا أخي من أنا حتى أتّهم إبن عبد الحكم أو غيره من الأكابر ...
ثانيا .لقد أتيت مستفتيً لا مقررا
فقلت هل هذه القصة صحيحة
راجي التصويب...
يعني لم أقطع في مقام الإحتمال !!
ثالثا ليس أنا من قال ذلك بل هو الشيخ محمد أبو زهرة ومن أحال فقد برئ...
 

أبو محمد المهداوي

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
14 مايو 2009
المشاركات
35
التخصص
علوم شرعية
المدينة
---
المذهب الفقهي
أهل الحديث
وأبو حيان: من الظاهري للشافعي.
الشمس الراعي المالكي(في كتابه : انتصاتر الفقير السالك)غيره أيضا ، ثم إنه لا دليل على تحول الرجل إلى الشافعية ..
وكان ينبغي أن يقال : تحول من المالكية إلى الظاهرية. ودارة أهل الظاهر لا يفارقها من تشبع بأصولها بوسيلة حكيمة.
 

ابوعبدالله القزلان

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
18 سبتمبر 2008
المشاركات
6
التخصص
منتظم جامعة الامام-اصول الدين
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
الجنبلي
والطحاوي: من الشافعي إلى الحنفي.

ممكن اعرف لماذا تحول ؟
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
ودارة أهل الظاهر لا يفارقها من تشبع بأصولها بوسيلة حكيمة.


لماذا غادرها ابن عبد البر رحمه الله اذن و هو من هو في العلم !!!! هذا قول لا دليل عليه و مجرد دعوى.

 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
والطحاوي: من الشافعي إلى الحنفي.

ممكن اعرف لماذا تحول ؟


قال الذهبي: ولد بطحا قرية من صعيد مصر، ليس من نفس طحا، وإنما هو من قرية قريبة منها يقال لها: طحطوط، فكره أن يقال له: طحطوطي.
خرج إلى الشام فسمع ببيت المقدس، وغزة، وعسقلان، وتفقه بدمشق على القاضي أبي خازم، ورجع إلى مصر في سنة تسع وستين، وتقدم في العلم، وصنف التصانيف. كان أولا على مذهب الشافعي، ثم تحول إلى مذهب الحنفية؛ لكائنةٍ جرت له مع خاله المزني، ذلك أنه كان يقرأ عليه فمرت مسألة دقيقة، فلم يفهمها أبو جعفر، فبالغ المزني في تقريبها له، فلم يتفق ذلك، فغضب المزني متضجرا، فقال: والله لا جاء منك شيء. فقام أبو جعفر من عنده، وتحول إلى أبي جعفر بن أبي عمران وكان قاضي الديار المصرية بعد القاضي بكار، فتفقه عنده، ولازمه إلى أن صار منه ما صار.

قال الطحاوي: أول من كتبت عنه الحديث المزني.
قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: وبلغنا أن أبا جعفر لما صنف "مختصره" في الفقه قال: رحم الله أبا إبراهيم - يعني المزني - لو كان حيا لكفرعن يمينه، يعني الذي حلفه أنه لا يجيء منه شيء.
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
وفي الموضوع كتاب الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله
بعنوان
التحول المذهبي
 
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
112
التخصص
فقه مالكي
المدينة
اوترخت
المذهب الفقهي
مالكي
أخوه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أبو عبد الله، سمع من أبيه وابن وهب، وأشهب وابن القاسم، وشعيب ابن الليث وغيرهم، من أصحاب مالك والليث. وصحب الشافعي، وكتب كتبه، وأخذ عنه. كان أبوه ضمه إليه، وأمره أن يعول عليه، وعلى أشهب. وكان محمد أفضل الناس فهماً. ويروي عن أبي فديك، وأنس بن عياض، وشعيب بن الليث، وبشر بن بكير، وحرملة بن عبد العزيز، وإسحاق بن الفرات. وخالد بن عبد الرحمن الخراساني. وأيوب بن سويد. روى عنه أبو بكر النيسابوري، وابراهيم بن محمد الحلواني، وأبو حاتم الرازي. وابنه عبد الرحمن، وأبو بكر الأصم، وأبو إسحاق بن خزيمة. وعيسى بن مسكين. وسعيد بن إسحاق، وعمر بن يوسف الإشبيلي، وعمر بن حفص بن غالب، ومحمد بن فطيس، وعبد الله بن خالد الفارسي، وأبو جعفر الطبري. ومحمد بن الربيع الجيزي، وسعد بن معاذ.
ذكر مكانه من العلم والفضل

قال ابن حارث: كان من العلماء الفقهاء، مبرزاً من أهل النظر، والمناظرة، والحجة فيما يتكلم فيه ويتقلده من مذهبه، وإليه كانت الرحلة من المغرب في العلم والفقه من الأندلس. قال أبو عمر بن عبد البر: كان فقيهاً نبيلاً جليلاً، وجيهاً في زمانه. وحكي لابن القاسم قوله فيه: أن قيل بحر العلم. وهذا يبعد لما نذكره. قال الشيرازي: إليه انتهت الرياسة بمصر. قال ابن أبي دليم: كان فقيه مصر في عصره، على مذهب مالك، وصحب الشافعي، فرسخ في مذهبه. وربما تخير قوله عند ظهور الحجة له. وكانت له مناظرة في الفقه. قال الكندي: كان أفقه أهل زمانه، وإليه انتهت الفتيا بمصر، وناظره ابن ملول صاحب سحنون، فقال لي معه، صاحبكم أعلم من سحنون. قال سعيد بن عثمان: محمد بن عبد الحكم ثقة، فاضل عالم. رأيته بمصر يركب حماراً قصيراً حقيراً، منتوف الذنب، ويقول: فقيه الطريق. ويروح الى الجمعة بقميص مرقوع بين كتفيه. ولو شاء لبس أرفع الثياب، وركب أفره الدواب، لسعة ماله. وذكر كثيراً من فضله وتواضعه. وقال ابن أبي حاتم: هو صدوق ثقة، ونبيل، الثناء عنه، هو أطرف وأنصف من أن يكذب. قال محمد بن فطيس الأيسري: لقيت في رحلتي، نحو مائتي شيخ، ما رأيت فيهم مثل محمد بن عبد الحكم. قال أبو عمر الصدفي: ورأيت أنا أهل مصر، لا يعدلون به أحداً. ويصفونه بالفضل والعلم والتواضع. ووجدت حلقته قائمة بجامع مصر، قد جلس فيها ابن رمضان، وذكر الخطيب في تاريخ البغداديين، عن أخيه سعد بن عبد الله: كان الشافعي يأتي راكباً الى الباب، يعني باب بني عبد الحكم. فيقول ثمّ محمد؟ فيدعوه فيذهب معه الى منزله، فيقيل عنده. قال أبو بكر بن خزيمة: وهم أربعة إخوة، فسماهم. قال ولم ندرك نحن منهم إلا اثنين. يعني محمداً وسعداً. قال: ومحمد أعظم من رأيت في مذهب مالك، وأحفظهم له. وسمعته يقول: كنت أتعجب ممن يقول في المسائل، لا أدري. فأما الآثار، فلم يكن يحفظها. وكان أعبدهم، وأكثرهم اجتهاداً، وصلابة سعد. وكان محمداً من أصحاب الشافعي، وممن يتعلم منه. وله تواليف كثيرة، في فنون العلم، والرد على المخالفين. كلها حسان. ككتاب أحكام القرآن، وكتاب الوثائق والشروط، وكتاب مجالسه أربعة أجزاء وكتاب الرد على الشافعي، فيما خالف فيه الكتاب والسنة، وكتاب الرد على أهل العراق، وكتابه الذي زاد فيه على مختصر أبيه، وكتاب أدب القضاة، وكتاب الدعوات والبينات، وكتاب اختصار كتاب أشهب، وكتاب السبق والدين، وكتاب الرد على بشر المريسي، وكتاب الصوم وكتاب الكفالة، وكتاب الرجوع عن الشهادات، وكتاب المؤيدات. قال ابن حارث: وأرى أنها مولفة عليه. لأنها مسائل منثورة لم تضم لباب كالأسمعة.
ذكر أخباره​
ذكر أبو إسحاق الشيرازي محمداً في الشافعية، ولم يذكره في المالكية. ولا أدري لم فعل هذا. والتزامه لمذهب مالك، وإقامته فيه مشهورة. وتواليفه على مذهبه والرد على الشافعي وغيره معروفة، مع أن غيره من أصحاب الشافعي، يذكرون أنه كان أولاً من أصحاب الشافعي، وأنه رجع عنه آخراً. ويذكرون لذلك سبباً، فذكر أبو حامد الطوسي الغزالي في كتاب آداب الصحبة، له: أن سبب ذلك أن أصحاب الشافعي سألوا الشافعي في مرضه لمن يجتمعون إليه بعده، فتطاول بها ابن عبد الحكم، وكان من أحب الناس الى الشافعي وأخصهم به. فحضهم الشافعي على البويطي، فأنكرها ابن عبد الحكم وانحرف عند ذلك عن رأي الشافعي، ورجع الى مذهب أبيه. وهذا كله ظن منهم. وإلا فقد عرف درس ابن عبد الحكم لمذهب أبيه عليه، وعلى أصحابه أكثر من درسه لمذهب الشافعي. بل إنه صحب الشافعي واستفاد منه، واختص به وذكر أنه زار الشافعي في مرضه. فأنشد الشافعي رضي الله عنه:
مرض الحبيب فعدته ... فمرضت من حذري عليه
وأتى الحبيب يعودني ... فبرئت من نظري إليه
ذكر أبو عمر الصدفي عن محمد أن أباه قال له: الزم هذا الرجل. يعني الشافعي. فإنه كثير الحجج. فليس بينك وبين أن تقول: قال ابن القاسم فيضحك منك. إلا أن تخرج من هذا البلد الى غيره. فكان كما قال. ما هو إلا أن خرجت للعراق، فتكلمنا في مسألة. فقلت لابن أبي داؤود من يقول بقولك أنت؟ قال: أبو يوسف. وقلت إنما قال ابن القاسم. فقال لي من ابن القاسم؟ قلت: رجل يقال بقوله من مصر الى مغرب الشمس، فكأنه اهتم حيث لم يعرفه. فقال له: كاتب لابن أكتم، هو من عبادهم وفقهائهم. قال البلخي أبو عبد الله: كنت يوماً عند محمد بن عبد الحكم، إذ خرج له صبي صغير عليه حلية ذهب. فقلت ما هذا؟ فقال إنه صبي. فقلت إن لم يكن متعبداً في نفسه، فأنت متعبد فيه، بأن لا تسقيه خمراً ولا تطعمه الخنزير. فقال: إنه من عمل النساء. يعني فعلته بغير أمره. قال محمد بن عبد الحكم: قلت للشافعي: لأي شيء أخذتم أنه إذا مسح الإنسان بعض رأسه، وترك بعضه، أنه يجزيه. قال: من سبب الباء الزائدة. قال الله تعالى: فامسحوا برؤوسكم. ولم يقل رؤوسكم. قلت له: فأي شيء ترى في التيمم، إذا مسح الإنسان بعض وجهه وترك بعضاً. قال: لا يجزيه. فقلت له: لم وقد قال الله تعالى فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه. فسكت. وكان محمد يقول: التوقر في الزهد، مثل التبذل في الحفلة. قال بعضهم: أنشد محمد بن عبد الحكم:
لما عفوت ولم أحقد على أحد ... أرحت نفسي من غم العداوات
إني أجيء عدوي عند زاويته ... لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر الشر للإنسان أبغضه ... كما أملي قلبي من محبات
ولست أسلم ممن لست أعرفه ... فكيف أسلم من أهل المودات
وقد ذكر أبو بكر بن خزيمة، قال: جرت بين محمد وبين البويطي وحشة في مرض الشافعي الذي مات منه. فتنازعا مجلس الشافعي. كل واحد منهما يقول: أنا أحق بمجلسه منك. فجاء الحميدي، فقال: قال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف. يعني البويطي. فكذبه ابن عبد الحكم، فرد عليه الحميدي، فغضب ابن عبد الحكم، وترك مجلس الشافعي. وتقدم فجلس في الطاق الثالث. قال معد بن معاذ: حضرت محمد بن عبد الحكم يفتي في المشي الى مكة، بكفارة يمين. وحكى ذلك عن ابن القاسم أنه أفتى به ابنه، وذكر عنه أن قوماً استشاروه في الحج، أو الجلوس الى السماع. فأشار على بعضهم بالحج وبعضهم بالجلوس. فسأله عن ذلك، الذي أمره بالحج، فقال له: رأيت عند أصحابك فهماً، ورأيتك بخلافهم. وهذا الأمر، برهان. قال: إني ذاكرت الشافعي يوماً بحديث، وأنا غلام. فقال: من حدثك؟ قلت: أنت. فقال: في أي كتاب؟ قلت: في كتاب كذا. فقال: ما حدثتك به من شيء فهو كما حدثتك. وإياك والرواية عن الأحياء. وسئل محمد: هل للجد جزاء في الآخرة، على قدر أعمالهم؟ فقال: نعم. قال الله: " ولكلٍ درجاتٌ مما عمِلوا " . وسئل محمد بن عبد الحكم، كيف يُعزّى الرجل المسلم في أمه النصرانية؟ فقال: يقال له: الحمد لله على ما قضى. قد كنا نحب أن تموت على الإسلام، ويسرك الله بذلك. وسئل أيضاً عن مثل هذا في القريب النصراني، يموت للمسلم. كيف يعزى عنه. فقال: يقول إن الله كتب الموت، والموت حتم على الخلق كلهم.
قال القاضي عياض أبو الفضل رضي الله عنه: قد تقدم ما جرى عليهم في محنته، في خبر قال الجروي: وأما محنته في القرآن، فذكر أبو إسحق الشيرازي، أنه حمل في المحنة بالقرآن الى بغداد، الى ابن أبي دؤاد. ولم يجب الى ما طلب منه. فرد الى مصر. وقال غيره: ذكر أنه ضرب في ذلك، وأدخل الكبريت تحت ثيابه، وأوقد في جوانب ثيابه، فاحترق ثيابه، فتنحوا عنه، فهرب واستتر في دار امرأة. وقيل إنه علق ودخِّن من تحته. قال أبو عمر الكندي: لما أمر الواثق الناس بالمحنة، في القرآن. ورد كتابه الى أبي بكر الأصم، قاضي مصر. فأخذ الناس بذلك. فلم يبق فقيه ولا مؤذن ولا معلم إلا أخذ بها. فهوى كثير من الناس، ومليت السجون ممن أنكرها، وأمر القاضي أن يكتب المخلوق على أبواب المساجد. فذكر بعضهم، أنه رأى مطراً غلام الأصم، يسوق هارون الأيلي بعمامته. وهي في عنقه وطيلسانه تحت عضده. وهارون ينادي على نفيه بالمخلوق حتى أخرجه من السجن. وطاف به الطرق كلها، كذلك أتى مطر الى محمد بن عبد الحكم، فأخذ برجله، فوثب محمد، فلما همّ مطر أن يتناول قلنسوته، بادر محمد فجعلها في كمه. فأطافه مطر ينادي بالمخلوق، فمضى به على حلقة المعتزلة، فقالوا له: الحمد لله الذي هداك يا عبد الله. ففي هذا يقول الجمل المصري من قصيدة يمدح الأصم:
ومحمد الحكمي أنت أطفته ... وأخاه ينعق بالصياح الأجهر
كل ينادي بالقران وخلقه ... فشهرتهم بمقالة لم تشهر
أعطتك السنة أتتك ضيرها ... وأتتك ألسنة بما لم تضمر
ومات في ذي القعدة منتصف سنة اثنتين وثمانين ومائتين فيأتي على هذا أن سماعه من ابن القاسم، كان وهو ابن نحو تسعة أعوام. لأن وفاة ابن القاسم في صفر سنة إحدى وتسعين ومائة. ومن ابن وهب وهو ابن بضعة عشر عاماً. رحمه الله وهذا يضعف ما تقدم فيما حكى ابن القاسم قال: إن قيل محمد لعلم. إذ يبعد أن يقال ذلك لمن هو في هذا السن حمله، ولعل ابن القاسم إنما قاله لأبيه عبد الله. فقد روى عنه كثيراً ابن أخيهم عبد الحكم. والله أعلم.اهـ من ترتيب المدارك

كما ترون فان القاضي عياض انكر ان يكون محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم شافعيا.
 
إنضم
30 يونيو 2009
المشاركات
112
التخصص
فقه مالكي
المدينة
اوترخت
المذهب الفقهي
مالكي
و في الديباج المذهب:

محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أبو عبد الله

سمع من أبيه وابن وهب وأشهب وابن القاسم وغيرهم من أصحاب مالك وصحب الشافعي وأخذ عنه وكتب كتبه وكان أبوه ضمه إليه وأمره أن يقرأ عليه وعلى أشهب وكان محمد أقعد الناس بهما. وروى عن بن أبي فديك وأنس بن عياض وشعيب بن الليث وحرملة بن عبد العزيز وغيرهم. روى عنه أبو بكر النيسابوري وأبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن وأبو جعفر الطبري وجماعة غيرهم.
قال بن حارث: كان من العلماء الفقهاء مبرزاً من أهل النظر والمناظرة والحجة فيما يتكلم فيه ويتقلده من مذهبه وإليه كانت الرحلة من المغرب والأندلس في العلم والفقه. قاله أبو عمر بن عبد البر: كان فقيهاً نبيلاً جميلاً وجيهاً في زمنه وقال فيه بن القاسم: إن قبل محمد لعلماً وإليه انتهت الرياسة بمصر وقال بن أبي دليم: كان فقيه مصر في عصره على مذهب مالك وصحب الشافعي ورسخ في مذهبه وربما تخير قوله عند ظهور الحجة له.
وكان أفقه أهل زمانه وناظره بن ملول صاحب سحنون وقال لربيعة: صاحبكم أعلم من سحنون ثقة فاضل عالم متواضع صدوق. قال محمد بن فطيس: لقيت في رحلتي نحو مائتي شيخ ما رأيت فيهم مثل محمد بن عبد الحكم.
وله تآليف كثيرة في فنون العلم والرد على المخالفين كلها حسان ككتاب أحكام القرآن كبير وكتاب الوثائق والشروط وكتاب مجالسه أربعة أجزاء وكتاب الرد على الشافعي فيما خالف فيه الكتاب والسنة وكتاب الرد على أهل العراق وكتابه الذي زاد فيه على مختصر أبيه وكتاب آداب القضاة وكتاب الدعوى والبينات وكتاب السبق والرمي وكتاب اختصار كتب أشهب وكتاب الرد على بشر المريسي وكتاب النجوم وكتاب الكفالة وكتاب الرجوع عن الشهادة وكتاب المولدات.
قال بن حارث: وأراها مؤلفة عليه لأنها مسائل منشورة لم تضم لثقات كالأسمعة. وكان محمد يقول: التوفر في النزهة مثل التبذل في الحفلة.
وذكر أنه ضرب في المحنة بالقرآن وكان يفتي في المشي إلى مكة بكفارة يمين وحكى ذلك عن بن القاسم أنه أفتى به ابنه وذكر عنه أن قوماً استشاروه في الحج والجلوس للسماع فأشار على بعضهم بالجلوس فسئل عن ذلك فقال: رأيت عند الذين أمرتهم بالجلوس فهماً ورأيت عند الآخرين بخلافهم ولهذا الأمر فرسان.
وسئل كيف يعزى الرجل في أمه النصرانية؟ فقال: يقال له: الحمد لله على ما قضى قد كنا نحب أن تموت على الإسلام ويسرك الله لذلك. وسئل أيضاً عن القريب النصراني يموت للمسلم كيف يعزى؟ فقال: يقول إن الله كتب الموت على خلقه والموت حتم على الخلق كلهم. توفي رحمه الله في ذي القعدة منتصفه سنة ثمان وستين ومائتين وقيل سنة تسع. مولده منتصف ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائة.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: العلماء المنتقلون من مذهب إلى مذهب

قال ابن حجر في الفتح في نقل عبارة لأبي المظفر السمعاني في رده على الحنفية:
قال أبو المظفر بن السمعاني وكان حنفيا فتحول شافعيا
 

أحلام

:: متميز ::
إنضم
23 ديسمبر 2009
المشاركات
1,046
التخصص
أصول فقه
المدينة
........
المذهب الفقهي
.......
رد: العلماء المنتقلون من مذهب إلى مذهب

جمال الدين محمد الطائي الجياني الاندلسي ,المعروف بابن مالك , صاحب شرح التسهيل في النحو ( وهو أيضاً فقيه ) تُرجم له في طبقات الشافعية
قد كان مالكياً , وعند انتقاله إلى بلاد المشرق تحول شافعياً
وذُكر ذلك أيضاً في النفح الطيب
 
أعلى