ترجمة للإمام ابن دقيق العيد من جهة الديار اليمانية، ورأي للإمام الشوكاني في مصنفاته

[محمد بن فائد السعيدي]

ترجمة للإمام ابن دقيق العيد من جهة الديار اليمانية، ورأي للإمام الشوكاني في مصنفاته
ترجم الشوكاني لابن دقيق العيد، وصرح برأيه في مصنفاته، كما في الترجمة رقم (287) في ص(229-232)من كتابه"البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع"
من هو ابن دقيق العيد؟
قال الشوكاني: (حمد بن على بن وهب بن مطيع بن أبى الطاعة تقى الدين القشيرى المنفلوطى الأصل المصرى القوصى المنشأ المالكى ثم الشافعى نزيل القاهرة المعروف بابن دقيق العيد الإمام الكبير صاحب التصانيف المشهورة ..)
تاريخ ومكان مولده
قال( ولد في شعبان سنة 625 خمس وعشرين وستمائة بناحية ينبع في البحر..)​

رحلته ومشايخه
(وسمع بمصر من جماعة ورحل إلى دمشق فسمع من أحمد بن عبد الدائم والزين خالد وغيرهما وأخذ أيضا عن الرشيد العطار والزكى والمنذرى وابن عبد السلام وتبحر في جميع العلوم الشرعية وفاق الأقران ​

مصنفات ابن دقيق العيد ورأي الشوكاني فيها
قال: (وصنف التصانيف الفائقة فمنها الإلمام في أحاديث الأحكام وشرع في شرحه فخرج منه أحاديث يسيرة في مجلدين أتى فيها كما قال الحافظ بن حجر بالعجائب الدالة على سعة دائرته في العلوم خصوصا في الاستنباط وجمع كتاب الإمام في عشرين مجلدا قال ابن حجر عدم أكثره بعده، وصنف الاقتراح في علوم الحديث ومن مصنفاته شرح العمدة المشهور، وشرح مقدمة المطرزى في أصول الفقه وشرح بعض مختصر ابن الحاجب في الفقه..)​

الشوكاني ينقل رأي الذهبي وغيره من النقاد والحفاظ في ابن دقيق العيد ومصنفاته
ونقل الشوكاني أيضاً رأي الذهبي فيه، قال: ( قال الذهبى كان إماما متفننا مدققا أصوليا مدركا أديبا نحويا ذكيا غواصا على المعانى وافر العقل كثير السكينة تام الورع مديم السنن مكبا على المطالعة والجمع سمحا جوادا ذكى النفس نزر الكلام عديم الدعوى له اليد الطولى في الفروع والأصول بصيرا بعلم المنقول والمعقول، وغلب عليه الوسواس في المياه والنجاسة وله في ذلك أخبار قال واشتهر اسمه في حياة مشايخه وشاع ذكره وتخرج به أئمة وكان لا يسلك المراء في بحثه بل يتكلم بكلمات يسيرة ولا يراجع حتى حكى عنه أنه قال لكاتب الشمال سنين لم يكتب على شيئا وقال قطب الدين الحلبى كان ممن فاق بالعلم والزهد عارفا بالمذهبين إماما في الأصلين حافظا في الحديث وعلومه يضرب به المثل في ذلك وكان آية في الاتقان والتحرى شديد الخوف دائم الذكر لا ينام من الليل إلا قليلا يقطعه مطالعة وذكرا وتهجدا وكانت أوقاته كلها معمورة وكان شفوقا على المشتغلين وكثير البر لهم قال أتيته بجزء سمعه من ابن رواح والطبقة بخطه فقال حتى أنظر فيه ثم عدت إليه فقال هو خطى لكن ما أحقق سماعه ولا أذكره ولم يحدث به وكذلك لم يحدث عن ابن المنير مع صحة سماعه منه قال الذهبى بلغنى أن السلطان لاجين لما طلع إليه الشيخ قام له وخطا من مرتبته وقال البرزالى مجمع على غزارة علمه وجودة ذهنه وتفننه في العلوم واشتغاله بنفسه وقلة مخالطته مع الدين المتين والعقل الرصين قرأ مذهب مالك ثم مذهب الشافعى ودرس فيهما وهو خبير بصناعة الحديث عالم بالأسماء والمتون واللغات والرجال وله اليد الطولى في الأصلين والعربية والأدب نشأ بقوص وتردد إلى القاهرة وكان شيخ البلاد وعالم العصر في آخر عمره ويذكر أنه من ذرية بهر بن حكيم القشيرى وكان لا يجيز إلا بما يحدث به وقال ابن الزملكانى امام الأئمة في فنه وعلامة العلماء في عصره بل ولم يكن من قبله سنين مثله في العلم والدين والزهد والورع تفرد في علوم كثيرة وكان يعرف التفسير والحديث ويحقق المذهبين تحقيقا عظيما ويعرف الأصلين والنحو واللغة وإليه المنتهى في التحقيق والتدقيق والغوص على المعانى أقر له الموافق والمخالف وعظمته الملوك وكان السلطان لاجين ينزل عن سريره ويقبل يده قال ابن سيد الناس لم أر مثله في من رأيت ولا حملت عن أجل منه فيمن رويت وكان للعلوم جامعا وفي فنونها بارعا ولم يزل حافظا للسانه مقبلا على شأنه ولو شاء العاد أن يحصر كلماته لحصرها وله تخلق وبكرامات الصالحين تحقق وعلامات العارفين تعلق وله في الأدب باع وساع وكرم طباع وحسن انطباع حتى لقد كان الشهاب محمود يقول لم تر عينى آدب منه ولو لم يدخل في القضاء لكان ثورى زمانه وأوزعي أوانه انتهى كلام ابن سيد الناس..
توليه للقضاء
قال الشوكاني"قال البرزالى وفي يوم السبت الثامن عشر من جمادى الأولى سنة 695 ولى القضاء بالديار المصرية قال ابن حجر واستمر فيه إلى أن مات في صفر سنة 702 اثنتين وسبعمائة..)
أربعين سنة لا ينام الليل إلا بعد الصبح
(قال الصاحب شمس الدين سمعت الشيخ الإمام شهاب الدين أحمد بن إدريس القرافى المالكى يقول أقام الشيخ تقى الدين أربعين سنة لا ينام الليل الا أنه إذا كان صلى الصبح اضطجع على جنبه إلى حين يضحى النهار قال زكى الدين عبد العظيم بن أبى الأصبغ صاحب البديع ذكرت للشيخ تقى الدين بن دقيق العيد وجوه المبالغة في قوله تعالى ( أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب ) الآية وهى عشرة ولم أذكر له مفصلا وغبت عنه قليلا ثم اجتمعت به فذكر لى أنه استنبط منها أربعة وعشرين وجها من المبالغة فسألته أن يكتبها لى فكتبها بخطه وسمعتها منه بقراءته واعترفت له بالفضل في ذلك انتهى. وقد عاش تقى الدين بعد ابن الأصبغ زيادة على أربعين سنة قال ابن حجر قرأت بخط محمد بن عبد الرحيم العثمانى قاضى صفد أخبرنى الأمير سيف الدين الحسامى قال خرجت يوما إلى الصحراء فوجدت ابن دقيق العيد واقفا في الجبانة يقرأ ويدعو ويبكى فسألته فقال صاحب هذا القبر كان من أصحابى وكان يقرأ على فمات فرأيته البارحة فسألته عن حاله فقال لما وضعتمونى في القبر جاءنى كلب انقط كالسبع وجعل يروعنى فارتعت فجاء شخص لطيف في هيئة حسنة فطرده وجلس عندى يؤنسنى فقلت من أنت فقال أنا ثواب قراءتك الكهف يوم الجمعة انتهى وله اشعار حسنة محكمة قوية المعاني جيدة المبانى قد أورد منها جملة نافعة من ترجمه من الأدباء وغيرهم وبالجملة فقد اعترف له أئمة كل فن بفنهم رحمه الله تعالى.​

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

ترجمة فيها بهاء وهيبة وجلال وعظمة، إنهم أقوام عظموا الله فعظمهم الله وقذف في قلوب الناس حبهم وإجلالهم.

 

[أمجد درويش أبو موسى]

هذا الإمام هو مثل شيخ الإسلام ابن تيمية يكاد يتساويان في كل شيء
غير أن ابن دقيق العيد أعلم بالفقه الشافعي والمالكي
وابن تيمية أعلم بالفقه الحنبلي
وإن كان كل منهما يعد عالما في المذاهب الأربعة حتى قيل في كل منهما أن أصحاب المذاهب يستفيدون منه في مذهبهم

وغير أن ابن تيمية أعلم بمسائل الاعتقاد والفرق والنحل والطوائف منه

ولا يكاد المرء يفصل بالتفضيل بينهما فيما عدا ذلك من العلوم كالفقه والحديث والأصول واللغة والتفسير

فتكاد درجتهما في المعقول والمنقول أن تكون واحدة

وبالجملة لو تصدى ابن دقيق العيد للرد على الطوائف المخالفة في الاعتقاد كما صنع شيخ الإسلام
لاختلف الأمر
ولعل قلة كلامه مع دقته كانت هي المانع

رحم الله الجميع
​

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

وبالجملة لو تصدى ابن دقيق العيد للرد على الطوائف المخالفة في الاعتقاد كما صنع شيخ الإسلام

لاختلف الأمر
ولعل قلة كلامه مع دقته كانت هي المانع​

رحم الله الجميع​

بالمناسبة لما جاء ابن تيمية يستنصر على التتار فقام وخطب أمام الوالي، وكان ابن دقيق العيد حينها قاضي القضاء فتعجب منه، فقيل له: ألا ترد عليه؟ قال: هذا رجل يحب الكلام وأنا أحب السكوت.
وقال أيضاً لابن تيمية: ما ظننت أن الله بقي يخلق مثلك.
لو كان غير ابن دقيق العيد لربما حسده، فرجل منصبه قاضي القضاة ويأتي رجل من الشام ويأخذ الأضواء، لكن الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله كان أرفع منزلة.

 

[منيب العباسي]

أحسن الله إليكم..وأقول:
بل ابن تيمية أعلم منه بكثير وأدق وأجل وأحفظ وأوسع دراية بأقوال السلف وأعمق في تحقيق المسائل بل شهادة ابن دقيق العيد نفسها في ابن تيمية الذي كان يومها أصغر منه بفارق كبير ,تدل على أن ابن دقيق العيد ليس مقارباً له فضلا عن أن يكون مثله
مع شيء مهم وهو أن ابن تيمية مجدد الإسلام بعدما اندرس كثير من معالم التوحيد فيه ,
ابن دقيق العيد نعم من كبار المحققين ,كالنووي ونحوه لكن أرى أن جعله مشابها لابن تيمية فيه إجحاف لابن تيمية ومبالغة فهو يخالف المستفاد من التراجم ويكفي مثالاً:كلام الإمام الحافظ الذهبي (الشافعي ) وأما أنه يفوقه في المذهب المالكي والشافعي فلا يسلم به ,فاللإمام ابن تيمية عناية معروفة بالمذهب المالكي مثلا تمخضت عنها رسالته في ترجيح مذهب مالك, كما أن المقارنة في هذا لا تصح
لأن ابن تيمية لم يترك كتاباً مخصصاً في الفقه سوى شرح العمدة وقد ألفه وهو شاب صغير, والفتاوى
ولا يكون فيها من التحقيق ما يكون في الكتب المخصصة
ومع هذا هي من مفاخر تراثنا المجيد.
ولا تظنن-سددك الله- أن كلامي هذا مبني على قراءة التراجم فحسب , فترميني بالتعصب,
فإني أحسبك لم تقل ما قلت إلا وقصدك الإنصاف والصدق, غير أني أراه مجانباً للواقع
على أني لا أعلم رجلاً تواتر علماء عصره على قولة "لم ير مثله من أزمان" إلا هو فقال بعضهم من خمسمئة سنة كالبن الزملكاني وقيل من أربعمئة سنة كالمزي,وأطلق بعضهم القول فقال من قرون.
والشوكاني في البدر الطالع لما أراد أن يقارن ابن تيمية بأحد قارنه بابن حزم وقال لم يسمح الزمان بمثلهما, وتواتر هذا القول فسبقه العلامة عبدالباقي اليماني(ت 743هـ) حيث قال : (ولقد سبقه من قبله الإمام أبومحمد بن بن حزم فيما اتفق له حذو القذة بالقذة )وكذلك صنع ابن خلكان في الوفيات وقرن بينهما حتى في العداوة التي كيلت لهما, أما الآلوسي فقرنه بالشافعي في( غاية الأماني)
والله أعلم

 

[د. بدر بن إبراهيم المهوس]

بارك الله فيكم
ابن دقيق بحر في الفقه والحديث واللغة وغيرها بلا شك لكني لا أجد مقارنة ابن دقيق بابن تيمية صائبة فابن تيمية ابن تيمية لا يكاد يتكرر مثله ونحن من ابن تيمية إلى الآن لا نعلم من قرب من علم ابن تيمية حتى يوازيه
لا يعرف علم ابن تيمية إلا من غاص في كتبه .
ابن تيمية أمة وحده
مدرسة كاملة
لا تكاد توجد مسألة من مسائل العلم فقهاً وحديثاً وتفسيراً وعقيدة وأصولاً ولغة إلا وتكلم فيها وحققها وحررها أعجز علماء عصره من الموافقين والمخالفين حتى خضع لعلمه كبار العلماء وأقر بتحريره وقوته حتى خصومه .
رد على الفلاسفة والمناطقة والأشاعرة والرافضة والصوفية والملاحدة والنصارى
رد على مقلدة المذاهب وحرر مسائل الفقه من التقليد الأعمى والتعصب المقيت .
الكل ينهل من علم ابن تيمية ألفت عشرات الكتب والرسائل العلمية حول آراء ابن تيمية في مختلف الفنون : عقيدة وفقه وأصول وحديث وتفسير ولغة وتربية وعلم اجتماع وفلسفة .....ولا زالت المؤلفات تنهل من بحره .
رجل وفقه الله وفتح عليه من العلوم ما شاء صدق مع الله وبذل نفسه وعمره لله ولدينه فشكر الله له وكتب له القبول .

 

[منيب العباسي]

أحسنتم أخي المبجل طالب الهدى,,وما تفضلتم به كلمة إجماع عند السابق واللاحق حتى المخالف يذعن له إذا قصد الإنصاف فهذا ابن السبكي ,مع عداوته المشهورة لابن تيمية يقرر أنه لم يُر مثله من قرون حين عاتبه الحافظ الذهبي في رسالته المشهورة
وبارك الله فيكم

 

[د. بدر بن إبراهيم المهوس]

بارك الله فيكم أخي الكريم منيب ومعذرة فلم أنتبه لردكم إلا بعد إرسال المشاركة وإلا لاكتفيت بردكم

 

[منيب العباسي]

لابأس عليكم يا شيخ طالب الهدى
واستباقاً لتعقب أحد , فإني أحب التذكير بأن هذه المفاضلات بين الأئمة إجمالاً لا ينبغي أن تتحول لجدال ولا أن يصرف فيها الوقت ,فهي مظنة النزاع غير المحمود مع كونها لا ينبني عليها ثمرة مهمة..
والله أسأل أن يؤلف بين قلوب المسلمين ويرزقنا أن نكون على درب أئمتنا العظام

 

[أمجد درويش أبو موسى]

بارك الله فيكما

الأمر هين كما قلتم

ولعل ذلك لقلة ما وصلنا من كلام الإمام ابن دقيق العيد وكثرة ما وصلنا من كلام شيخ الإسلام
فكانت المقارنة منكما تميل إلى شيخ الإسلام

لكن ما ذكره المعاصرون لهما يدل على ما ذكرتُ من أوجه المساواة وأوجه المفاضلة
فكلاهما ملقب بشيخ الإسلام
وكلاهما معدود من مجددي القرن
وكلاهما قيل فيه : يستفيد منه أهل المذاهب الأخرى
وكلاهما قيل فيه : واسع الدائرة والقراءة والاطلاع
وكلاهما قيل فيه : مبرز في علم المنقول والمعقول

وثناء الذهبي تلميذ ابن دقيق وابن تيمية على ابن دقيق العيد شعر بذلك

وكما لا أشك في تفوق ابن تيمية على ابن دقيق العيد في علم العقائد والطوائف
كذلك لا أشك في تفوق ابن دقيق العيد على ابن تيمية في فقه الشافعية والمالكية
فإنه كان مفتي المذهبين بخلاف ابن تيمية
وعلى ذلك اتفق أهل المذهبين من الشافعية والمالكية وهو اتفاق من أهل الفن فيكون حجة على من خالفهم

كما لا أشك في تفوق ابن دقيق العيد في فقه الحديث والاستنباط منه على شيخ الإسلام
فإن أخباره في هذا الأمر أشهر من نار على علم
ولما وضع شرح الإمام قال شيخ الإسلام ابن تيمة عنه هذا كتاب الإسلام وعظمه جدا

ومن نظر في القطعة الموجودة من هذا الشرح علم مقدار هذا العالم
وإنما كان هم ابن دقيق العيد الكشف عما يدق من العلوم مما فات السابقين لا غير
رحمه الله

ولا يلزم من المفاضلة في جهة عدم إثبات علم الآخر بها وإتقانه لها وإنما الكلام فيمن أفضل لا في بيان الفضل
رحم الله الجميع
​

 

[د. بدر بن إبراهيم المهوس]

من لطيف ما قيل ما ذكره الصفدي بقوله : " كان الشيخ تقي الدين بن تيمية أحد الثلاثة الذين عاصرتهم ولم يكن في الزمان مثلهم بل ولا قبلهم من مائة سنة وهم : الشيخ تقي الدين بن تيمية ، والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد ، وشيخنا العلامة تقي الدين السبكي وقلت في ذلك :

ثلاثةٌ ليس لهم رابع فلا تكن من ذاك في شكِّ
وكلهم منتسب للتقى يقصر عنهم وصف من يحكي
فإن تشأ قلت ابن تيمية وابن دقيق العيد والسبكي ​

أعيان العصر ( 1 / 252 - 253 )
مما يشهد لما ذكره الأخ أمجد حول دقة استنباط ابن دقيق العيد رحمه الله أنه استنبط من حديث واحد أورده في كتاب الإلمام أربعمائة وستة وثلاثين حكماً .

ولمن اراد ترجمة وافية جميلة حول ابن دقيق العيد فليرجع إلى مقدمة تحقيق كتاب الاقتراح لابن دقيق للأستاذ الدكتور قحطان عبد الرحمن الدوري فقد ذكر ترجمة رائعة لابن دقيق العيد دبجها بالنقول والفوائد .

 

[منيب العباسي]

الحمد لله..وحده
أسجل اختلافي مع أخينا أمجد , وقد بينت الأمر بنقول أكابر أهل العلم وتواتر النقل عنهم في هذا
والملاحظ من جمهرة أقوال العلماء جيلا فجيلا أن ابن تيمية أمة وحده كما قال طالب الهدى وفقه الله ولا يقارن بابن دقيق العيد بهذه الصورة
وكما أنه لم ينقل عن ابن دقيق الكثير فكذلك لم ينقل عن ابن تيمية الكثير في موضوع المقارنة.. بل نقل عنه رفضه أن يخصص كتاباً في الفقه,
وأما كلمة شيخ الإسلام فقيلت في الكثير فمنهم الإمام الكبير ومنهم المتوسط ومن آخر من قيلت فيه بالمناسبة مصطفى صبري مفتي الدولة التركية في آخر الخلافة العثمانية , ولاشك عندي قط أن ابن تيمية يفوق ابن دقيق العيد في كل شيء نعم كل شيء ! ومعرفته بأقوال المذاهب أشهر من أن تذكر ,شهد له بذلك الصديق والعدو بحيث لا يمكن القطع على طريقة الشيخ أمجد بأن ابن دقيق العيد يفوقه في هذا, هذه مجازفة لا دليل يسندها ,مع العلم أن ابن تيمية= جل ما يكتبه من حفظه ويكون على حال من العجلة يعلمها كل ناقد بصير فهو كالسيل الجارف فكيف لو أتيح له أن يكتب بهدء نفس؟ والحاصل أني آبى أن يقارن ابن تيمية بابن دقيق لما فيه من إجحاف بالأول ومبالغة في رفع الثاني
وقد سئل الشيخ محمد رشيد رضا عن ابن تيمية والأئمة الأربعة فقال :استفاد منهم لكنه جمع مالم يجمعوا,ونقل العبارة الشيخُ العثيمين -فيما أذكر-مستحسنا لها, فتأمل
والله أعلم

 

[منيب العباسي]

أما فقه الحديث ,فلو لم يكتب إلا منهاج السنة النبوية لكفاه فخراً في بيان سبقه في هذا الميدان
والله الموفق للحق

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

أحسنتم أخي المبجل طالب الهدى,,وما تفضلتم به كلمة إجماع عند السابق واللاحق حتى المخالف يذعن له إذا قصد الإنصاف فهذا ابن السبكي ,مع عداوته المشهورة لابن تيمية يقرر أنه لم يُر مثله من قرون حين عاتبه الحافظ الذهبي في رسالته المشهورة
وبارك الله فيكم

الحمد لله..وحده
أسجل اختلافي مع أخينا أمجد , وقد بينت الأمر بنقول أكابر أهل العلم وتواتر النقل عنهم في هذا
والملاحظ من جمهرة أقوال العلماء جيلا فجيلا أن ابن تيمية أمة وحده كما قال طالب الهدى وفقه الله ولا يقارن بابن دقيق العيد بهذه الصورة
وكما أنه لم ينقل عن ابن دقيق الكثير فكذلك لم ينقل عن ابن تيمية الكثير في موضوع المقارنة.. بل نقل عنه رفضه أن يخصص كتاباً في الفقه,
وأما كلمة شيخ الإسلام فقيلت في الكثير فمنهم الإمام الكبير ومنهم المتوسط ومن آخر من قيلت فيه بالمناسبة مصطفى صبري مفتي الدولة التركية في آخر الخلافة العثمانية , ولاشك عندي قط أن ابن تيمية يفوق ابن دقيق العيد في كل شيء نعم كل شيء ! ومعرفته بأقوال المذاهب أشهر من أن تذكر ,شهد له بذلك الصديق والعدو بحيث لا يمكن القطع على طريقة الشيخ أمجد بأن ابن دقيق العيد يفوقه في هذا, هذه مجازفة لا دليل يسندها ,مع العلم أن ابن تيمية= جل ما يكتبه من حفظه ويكون على حال من العجلة يعلمها كل ناقد بصير فهو كالسيل الجارف فكيف لو أتيح له أن يكتب بهدء نفس؟ والحاصل أني آبى أن يقارن ابن تيمية بابن دقيق لما فيه من إجحاف بالأول ومبالغة في رفع الثاني
والله أعلم

ننبه الإخوة الكرام إلى إشكالية المقارنة بين الأئمة مع ما فيها من اختلال في التوازن على ما هو معروف في معايير الموازنة، وقد شعرتُ بهذا لما قارنتُ يوماً بين ابن حزم وبين ابن تيمية، وسيجد المقارن نفس الشيء إذا أراد أن يقحم المعادلة "الغزالي" و"الجويني" و"الرازي".
فمؤشرات التقييم ينبغي أن تكون متسقة مع مادة التقييم.


الأمر الثاني خاص بأخي منيب وهو في نقطتين مختصرتين:


1- دعواك الإجماع والتواتر في تفضيل ابن تيمية على ابن دقيق العيد هي مجرد دعاوى لا أقل ولا أكثر، لا تسمن ولا تغني من جوع.


2- لو كنت تعرف ابن دقيق العيد حق المعرفة لكنت تحفظت في كلماتك، وتمهلت في إطلاقاتك، ولم تهجم على دعواك أن ابن تيمية يفوق ابن دقيق العيد في كل شيء!!
وأحب أن أشير هنا إلى أني سجلت في رسالتي في إلزامات ابن حزم أن اثنين لم يكرر مثلهما: الشافعي وابن دقيق العيد، وقيدتها بقيد ليس هذا محل بيانه، وبعيداً عن هذه الدعوى التي قد تكون منتقدة شأنها شأن غيرها، فإني أضيف بجوارها دعوى أخرى أجسر عليها: وهي أن الساحة الفقهية لم تشهد رجلاً مارس القواعد الأصولية كابن دقيق العيد، حتى استجاز الأصوليون تسجيل نكاته الأصولية بدقائقها في كتبهم المختصة، مع أنه إنما سجلها من خلال إملائه لكتابيه في شروح الأحاديث: الإحكام وشرح الإلمام.

 

[منيب العباسي]

الحمد لله وحده
وبالمثل أقول في دعاوى المعارضين..فكما أنك يا شيخ فؤاد من المهتمين بتراث الإمام ابن دقيق العيد
فغيرك من المتخصصين بتراث ابن تيمية يطلقون ما أقول, فلا تجزم بخطئي بارك الله فيك
وأما التفضيل الجملي من جهة العلم دون تفصيل في فن بعينه فنعم أجسر على قول إن ابن تيمية أجل من ابن دقيق العيد وأعلم بالمنقول والمعقول منه وهذا كالإجماع لأنه مستفاد من عبارات الأئمة ,هذا ما أدين الله به ولست أول قائل به حتى يكون بدعا من القول
والحاصل أن ابن تيمية لم يخلف تراثا فقهيا مخصصا على طريقة إحكام الأحكام الذي أملاه على ابن الأثير حتى يقال بما قاله الأخ أمجد
فكان حريا أن يوجه قبلي لأن المقارنة لا تصح
والله الموفق

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

الأخ الكريم منيب العباسي رؤيتك واضحة، ونتمنى أن تكون أكثر تأنياً، فقد تميز ابن تيمية على غيره بدقة التعبير.

 

[منيب العباسي]

ثم إن قولي كلمة إجماع ..المراد منها أنه الأعلم منه إجمالاً بفارق كبير
أما في التفصيل فشيء آخر,

 

[د. فؤاد بن يحيى الهاشمي]

ثم إن قولي كلمة إجماع ..المراد منها أنه الأعلم منه إجمالاً بفارق كبير
أما في التفصيل فشيء آخر,

كأني بعريكتك قد لانت؛ أين هذه القيود من قولك: ابن تيمية يفوق ابن دقيق العيد في كل شيء، نعم في كل شيء.
ألم أكن صادقاً لما محضت لك النصيحة بالتأني؛ إذا تكلم الكبار فلنبتعد عن التورط في مزاحمتهم

 

[منيب العباسي]

شيخ فؤاد المكرم..
هذه القناعة عندي لا ألزم بها أحداً , ولا أراها من العجلة في شيء مع احترامي لشخصكم الكبير
يقول الشوكاني في ترجمته لابن تيمية وقد ترجم لابن دقيق العيد قبله بقليل :
لا أعلم بعد ابن حزم مثله وما أظن سمح الزمان بين عصري الرجلين بما يشابههما أو يقاربهما

فهذه العبارة وفقك الله ليست من عجول بل هو علامة اليمن في زمانه
فلا تثريب علي إذا أنا وافقته وقد تواتر على نفس القولة علماء كثر

 

[منيب العباسي]

لا يا شيخ..مازلت على قولي ,وأتمنى أن ينتهي النقاش في هذا فما كنت أحاذر منه وقع
قولي أعلم في كل شيء هذه قناعتي وقناعة بعض أهل العلم
أما كونه أعلم إجمالا بالمنقول والمعقول منه بفارق كبير فهذا هو الإجماع الذي أعنيه