العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

وماذا عن طالب الأطروحة؟

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
وماذا عن طالب الأطروحة؟




أكثرنا في "الملتقى" من نقد "منهجية الدراسات"، وعرجنا على "الأستاذ البريفسور في مهب الريح"، واستشهدنا بـ "أطنان الورق"؟ وتأسفنا على "الإملال والروتين"، وأنفنا من "مكرور" الطرح.


ولكن يبقى سؤال يطرح نفسه!


يقول هذا السؤال: وماذا عن طالب الأطروحة؟


يعني: ما شاء الله تبارك الله، أنتم مائة في المائة، وكأن الأمر محجوز عند رئيس القسم ومجلسه فلو حللتم محلهم لصلح عليه أمر الدنيا والآخرة؟


لعلكم نسيتم أو تناسيتم إن لم يكن قد تبخر من أجهزة الذاكرة لديكم:


أن طالب الأطروحة هو جوهر الرسالة.


وأن طالب الأطروحة هو الحافر الأول، وهو العامل الثاني، وهو المنتج الأخير.


كل ما تذكروه عنا وعن مجالسنا نقركم عليه، ونصدقكم في كثير منه، ولكن أنتم ما هي نواقصكم؟


أليس الباحث هو "الماكينة" المحركة للبحث؟


هب أن مشينا مع كل ما تحلمون به، فما عساكم تفعلون؟


إن المجلس برئيسه وأعضائه، إن الكلية بعميدها وعمدها، إن مرشد الخطة، ومشرف الرسالة، كل هؤلاء وضعوا من أجلك أنت، لو فرضنا أسوء الاحتمالات، لو حملناهم الشرَّ إلى أقصاه، فلا يتجاوزن كونهم عوائق، وعلائق.


إن مثل تجهيزنا للأنظمة وإعداد اللوائح، هو كمثل شق الطرق ولا سيارات مارة، ومثل بناء المطارات، ولا طائرات قارة، ومثل العشب الأخضر، فما عساه يفعل والعنز مريضة! يا حسرة!


يا سادة؛ إن أكبر مشكلة في "الأطروحة" هو الباحث نفسه! هو الطالب نفسه!


فهو من ترفع الأمة به رأساً تارة، ومن تطرحه وأطروحته جلداً تارة!


لا يمل الأساتذة المشرفون عن قص معاناتهم مع هؤلاء الباحثين، وإذا كان الباحث لا يحسن انتخاب موضوع يقضي فيه مشروع عمره، وإذا كانت مصائب الدهر تجتمع عنده من أجل صناعة خطة في عدة ورقات فما يقدر إلا على نسخ خطط السابقين مع تغيير ما يلزم من الاسم والرقم الجامعي ونحوه.


ما رأيكم في الظاهرة التي فشت فشو النار في الهشيم، وهي بناء الأطاريح على البحث النصي في المكتبة الشاملة!


فلو كان موضوعه عن أحكام "التعليق" لبحث عن كلمة "التعليق"، وما قدِّر أن تخرج له من نتائج فهي مادة رسائله بعينها وأنفها!!


إذا كان الباحث لا يحسن ترتيب المسائل بحسب الأبواب الفقهية فبأي شيء سيفلح؟


يا هذا، إنه لا يحسن ترتيب المسائل! إنه لم يدرس العلم من أصوله فعلى أي شيء يفرع؟ وإلى أي شيء يضيف؟ يا لبكر! يا لتغلب!


يحدثني أحد المشرفين: أنه أشار مرة على طالبه أن يغير العبارة لأنها ركيكة، فجاءه بالعبارة وقد جعلها هكذا: الفصل الأول: تغير العبارة لأنها ركيكة! فما كان من المشرف إلا أن خرج عن طوره وأخرجه من مكتبه! فقد أعصابه، وما عادت تستحمل.


إن المشرفين يعانون من سوء كتابة الباحثين، فهم لا يحسنون نظم الكلام المرتب، لا يعرفون كيف يكتبون.


فتغدو ملاحظات المشرف قاصرة على فك الرموز وحل الطلاسم في ترجمة المكتوب إلى ما يمكن أن يفهم وإلى ما يمكن أن يقرأ!


إن من لا يعرف أن يخرج الحديث، ولا أن يرتب الأقوال، ولا أن يستخلص النتائج كيف يجوز أن يكون خريج هذه الدرجات؟ كيف يصير هذا حمَّال أطاريح؟


إن أكبر مشكلة يعانيها البحث الأكاديمي المعاصر هو ضعف "الباحث نفسه"، وينبغي أن تكون الحلول جذرية من "تأهيل الباحثين" أولاً، ولو من خلال دورات مكثفة، ثم انتخاب "موضوعات تناسبهم" في أطرٍ محددة في زوايا معينة.


أما الواقع الآن فهو تضييع لوقت الباحث، وتحميله فوق طاقته، وتضييع لمقدرات الأمة وتبديد لطاقات رجالها.


وكنتُ أقول لو أنهم أرسلوهم إلى بعض البلاد للدعوة إلى الإسلام فربما يكون أنفع لهم ولأمتهم.


أما أن يضيفوا، فهو لغوٌ وباطلٌ.


أقترحت على بعض المدرسين في مجالس الأقسام بعض المشاريع العلمية فصرح لي بأن الباحثين لا ينشطون لها، لا من ناحية النشاط الجمسي، ولا من ناحية القدرة العلمية، فقلت: لا تعدمون في كل دفعة من باحث متمكن، فقال: قد، وقد لا يكون، فربما جاءت الدفع المتوالية، وما عندك أحد يا شيخ!!


وقد تذكرت شيئا، فمن العلامات المقلقة أن الباحث الأكاديمي صار "كسولاً" بالمرة!!


فهو لا يريد موضوعاً مقلقاً يحوجه إلى بحث وتفتيش، وإن كان يريده في نفس الوقت "فلتة العصر" فهو يريد الحسناء، على بغل، وبأرخص مهر.


ويتعلل بأن الأبحاث الأكاديمية هي مرحلة وظيفية لنيل الدرجة، وما ينبغي عليه أن يضيع زمانه في التكلف لها، وأنهم لا يستحقون أن يبذل لهم أي جهد، فهم لا يقدرون النوابغ أمثاله.


وعمره ضاع، الماجستير ثلاث أربع سنوات، والدكتوراه ضعفها، يا رجلُ، بالله عليك، كم بقي من عمرك العلمي؟


فطالب الماجستير إذا عرضت عليه موضوعاً قال: لا، هذا نجعله في الدكتوراه لأني أكون نضجت واستويت!


وإذا استوى ونضج ولم يبق إلا أن يحترق وصار قاب قوسين أو أدنى من أن يكون دكتوراً أجل "فلسفاته النظرية" إلى أبحاث الترقية؛ لأن الوقت لا يسع لفضيلته!!


وأخيرا أقول:


إن المشكلة الأساسية الجوهرية في الأطاريح العلمية تكمن في نقطتين اثنتين:


1- أن الباحثين غير مؤهلين للبحث العلمي.


2- غياب الدور المؤسسي المرتب.
 
التعديل الأخير:

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
بارك الله فيك .
المشكلة أن أمناء المكتبات في كثير من الأحيان لا يعرفون محتويات المكتبة وطريقة الفهرسة وكم وجدتُ كثيراً من الكتب قد وضعت في غير فنها في كثير من المكتبات نظراً لضعف أمين المكتبة علمياً ، والمفترض أن يتولى أمانة المكتبة أناس لهم خبرة ومعرفة بالتخصصات أو على أقل الأحوال مشاركة الأقسام العلمية في الكلية في الفهرسة فينتدب من كل قسم عضو هيئة تدريس يشارك في الفهرسة ليكون أعلم بالكتب التي تخص فنه .
إذن ، كيف يطلب منا الدكتور أن نقرأ كتاباً موجوداً في المكتبة ، دون أن يحدد لنا في أي قسم هو ، و المكتبة كبيرة جداً ، فيضيع جهد الطالب في التنقيب عن الكتاب بدل التنقيب فيه !
خللٌ بحاجة إلى " الإصلاح "!
 

فاتن حداد

:: متخصص ::
إنضم
14 يوليو 2009
المشاركات
553
الجنس
أنثى
الكنية
أصولية حنفية
التخصص
الفقه وأصوله
الدولة
الأردن
المدينة
إربد
المذهب الفقهي
المذهب الحنفي
قولوا لي بربكم ، على من يقع الحق عندما يستطرد الدكتور -في مادة مهمة جداً كأصول الفقه مثلاً - بحجة أن هذه الاستطرادات مهمة أيضاً ، و ينتهي الأمر بأن ينتهي الفصل و يبقى جزء من المادة لم يدرّس و لم يُشرح ، ويذهب من غير رجعة ؟ هل على التلميذ أن يشرح الدرس لنفسه ؟

صدقتِ يا فاضلة، لكأنما تتحدثين عما جرى معي مع أحد الأساتذة، واحتج عليه كثير من الطلبة والطالبات الراغبين في فهم المادة المقررة - على أقل تقدير - ولا حياة لمن تنادي، مدعيا أهمية هذه الاستطرادات، لقد خرجت من مادته وأنا لا أحمد له إلا القليل، ومنه البحث الي كلفني بكتابته، ولو أنني كتبت (أي كلام!) لـ (راحت علي!).

ولكنني أوافق الدكتور فؤاد بأن العبء الأكبر ملقىً على كاهل الطالب، فإنه لا يسوغ له أن يتعلل لضعفه العلمي بمستوى الأستاذ وجديته وماذا شرح، هذا ما أراه.

على المرء أن يصنع أمجاده بنفسه
ولا معين له سوى الله​
 

صالح صولا

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
21 نوفمبر 2008
المشاركات
2
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
برقة
المذهب الفقهي
المالكي
إلى الشيخ فؤاد

إلى الشيخ فؤاد

جزاك الله خيرا شيخنا
أود إرسال رسالة لكم لكن لا أستطيع بسبب عدد المشاركات فكيف أرسلها لكم فالأمر مهم بالنسبة لي
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
زود مشاركاتك عن طريق رفع الموضوعات الجيدة وستتمكن حينها من تفعيل خاصية الإرسال.
 
إنضم
26 يونيو 2008
المشاركات
57
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
000
المذهب الفقهي
مالكي
أيها الاخوة الكرام: لا شك أن الموضوع في غاية الأهمية بالنسبة لكل باحث معد لرسالة الماجستير أو الدكتوراه، وعليه فإني أرى أن الأطروحة تعد بالنسبة للباحث كالزوجة التي ينبغي أن يحسن اختيارها، وهنا عليه أن يحسن اختيار عنوان الأطروحة ومحتواها، لأنها ستكون شريكة حياته وأم معلوماته، فمن خلالها يتبين مستواه العلمي والتحصيلي، ولذلك يقع على عاتقه الحمل الأكبر والأثقل، وأما المشرف فهو لايعدو عن كونه مرشدا وناصحا، فينبغي للباحث أن يبذل كل جهده في سبك أطروحته ويخلص لله في علمه وعمله وبحثه وجهده، وسيوفق بإذن الله، فإنما الأعمال بالنيات، والله الموفق لكل خير والمعين على طاعته.
 
إنضم
28 أبريل 2010
المشاركات
7
التخصص
اصول الفقه
المدينة
الشلف
المذهب الفقهي
مالكي
شر البلية ما يضحك
نعم استاذنا الكريم هذا الذي تحدثتم عنه موجود و السبب في رايي هم الاساتذة انفسهم فاذكر وانا في مرحلة الليسانس انه طوال اربع سنوات لم نكلف الا بانجاز ثلاث بحوث واي بحث دون ارشاد الى طريقة البحث و لا كيف يكون بناء الموضوع فطيلة الاعوام الدراسية تقدم مطبوعات ضخمة تكون هي المقياس الذي يقاس به الطالب و لما شاء الله تعالى ان التحق بمرحلة الماجستير وجدت نفسي في عالم اخر المطلوب مني تقديم خطة موضوع و ليس اي موضوع ينبغي ان يكون ذا اهمية ويتميز بالجدة وليس هذا فحسب فان تم قبول الموضوع ينبغي تقديمه في شكل يرقى به الى مصاف البحوث العلمية .فمن اين لي ولغيري بكل هذا دون سابق معرفة و دون مرشد او موجه بل لما تطلب من كبار الاساتذة الارشاد يقول المواضيع شحيحة وعندما تقدم موضوعا في الاختيارات الفقهية يقال لك انه لا يقدم فائدة للمجتمع
المهم وجدت نفسي في وسط بحر و ساعتها فقط بدات اتعلم اصول الغوص وكم كان الامر شاقا فبدات خطوة بخطوة و قد استغرق ذلك مني وقتا المهم في الاخير وصلت الى مرحلة لو قال لي شخص في بداية مشواري اني ساصلها لكذبته
في رايي لايستحق ان يحمل شهادة الليسانس الا من يكون اهلا لمواصلة البحث بعد ذلك ولا يكون هذا الا بتدريبه و ارشاده- فان ابى فلا يلومن الا نفسه -لابان نفرش له الطريق وردا وبعدها نرمي به في بحر لا يحسن السباحة فيه
 

علي المجمعي

:: متابع ::
إنضم
28 فبراير 2010
المشاركات
10
التخصص
هندسة
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
حنفي
جزى الله الشيخ فؤاد على طرحه هذه المواضيع
عندي سؤالان:
1- من أوصل الطالب -الذي يكتب: الفصل الاول تغيير العبارة - الى مرحلة الدراسات العليا ؟
2- هل سمعتم يوما أن رسالة علمية رفضت، ورسب كاتبها ؟
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
جزى الله الشيخ فؤاد على طرحه هذه المواضيع
عندي سؤالان:
1- من أوصل الطالب -الذي يكتب: الفصل الاول تغيير العبارة - الى مرحلة الدراسات العليا ؟
2- هل سمعتم يوما أن رسالة علمية رفضت، ورسب كاتبها ؟

أحسنت بدأنا نضع يدنا على الجرح لعلاجه.
هناك مجاملات عريضة في قبول طلبة الدراسات العليا، فيتم الإعلان وتعقد الاختبارات وينتظر الطلاب النتائج، وكل الذين سيقبلون عدة أشخاص، نصفهم معروفون سلفاً فهو معيد في الجامعة ولا يمكن تجاوزه وذاك له علاقة بفلان وعلان.

 
أعلى