العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية:

[أو بتعبير الحنفية: "المخارق غير الأصلية"]

· الجراح [الجائفة - المأمومة].


· الإبر.


· غسيل الكلى.


· بعض أجهزة المنظار.

 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الوصف: هو استقرار العين في الجوف المعتبر (الأنبوب الممتد مما وراء الحلق إلى الأمعاء)

ويتحقق الاستقرار بمجرد دخول العين فإن كانت جامدة لا يستصلح بها البدن فيشترط تغيبها في الجوف.

ووصف الغذاء مهمل، وهذا موافق لقول أكثر أهل العلم.

لكن يبقى أن وصف الغذاء وصف كمال إذا تحقق فبها ونعمت
فلا يعني إهمالنا لهذا الوصف في تحديد المناط، عدم الالتفات إليه
بل نقول: العين المستقرة الواصلة إلى الجوف أو ما في حكمه يقع بها الإفطار ولو لم تكن مغذية

لكن إن كانت مغذية فهو أمر زائد وهو وصف كمال يدل على تحقق الوصف وتمامه
والمقصود بالمغذية هي التغذية التي تقوم مقام الأكل والشرب
وليست مجرد تغذية الجسم كتغذية الجلد بالمراهم أو الجرح الظاهر بالعلاج


وقد تقول لي: لكن قد تكون مغذية ولكن لا تصل إلى الجوف كالحقن المغذية.
وأقول: تقع المنازعة هنا في حصول هذه الصورة فالحقن المغذية تمد الجسم كله بشكل مباشر ومنه الجوف المعتبر

وعلى فرض حصول هذه الصورة فيكون الواصل هو في حكم الواصل إلى الجوف معنى، وهو ما سبق أن ذكرناه باتساع الجوف.
-----
بالمناسبة لست ملولا - بحمد الله - من الإشكالات والمداخلات على أقل تقدير إلى هذه الساعة
وأشعر أن كل مداخلة تزيد من تحرير البحث وتنقيته
 
التعديل الأخير:

عاطف محمود أحمد

:: متابع ::
إنضم
9 ديسمبر 2008
المشاركات
43
الكنية
أبو محمد
التخصص
الشريعة والتربية
المدينة
درعا
المذهب الفقهي
الشافعي
أحسن الله تعالى إليكم جميعاً على هذه الفوائد الماتعة .
 
إنضم
23 أغسطس 2009
المشاركات
31
التخصص
فقه
المدينة
كوالالمبور
المذهب الفقهي
شافعي
إثراء

إثراء

جزيت خيرا شيخ فؤاد على هذا البسط وجزى الله الإخوان جميعا على هذا الإثراء والبسط وسعة الصدر في نقاش علمي هادف ماتع ..سددكم الله جميعا
 
إنضم
22 مارس 2008
المشاركات
392
الكنية
أبو صهيب
التخصص
الفقه
المدينة
طيبة
المذهب الفقهي
حنبلي
شكر الله لك وأثابك ونفع بك
وما أجمل الدرس الفقهي التخصصي الدقيق عندما يكون حلقة نقاشية ومجالا للحوار
فلله درك
 

أمل الأمة

:: متابع ::
إنضم
4 سبتمبر 2009
المشاركات
7
التخصص
.
المدينة
عنيزة
المذهب الفقهي
-
أسأل الله ان يجزيكم بخير الجزاء ويرفع قدركم ويزيدكم من فضله ,
عفواً هل للبحث بقية ؟
نفع الله بعلمكم شيخنا الكريم
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
جزاك الله خيرا على دعائك، أسأله سبحانه أن يجعله خالصاً لوجهه .
بالنسبة لللدورة فقد انتهت بحمد الله.
والمأمول إن شاء الله أن يكون الكتاب مطبوعاً قبل شهر رمضان من العام القادم، أسأل الله عز وجل أن ييسر وأن يعين، والموضوع مكتمل من ناحية المادة لكن يبقى الكلام في التنسيق ووزن البحث، لأني قد أطلت الكلام في بعض المسائل وأجملت في بعضها.
---------------------
إذا انتهيت من تفريغ الدورة على ملفات وورد فليتك تجعلين كل درس في ملف لوحده حتى نستطيع أن نضيفه في برنامج خاص كبرنامج المكتبة الشاملة أو أي برنامج كتاب الكتروني، ويكون فيه جميع دروس الدورة.
 

أمل الأمة

:: متابع ::
إنضم
4 سبتمبر 2009
المشاركات
7
التخصص
.
المدينة
عنيزة
المذهب الفقهي
-
جزاك الله خيرا على دعائك، أسأله سبحانه أن يجعله خالصاً لوجهه .

اللهم آمين ولكم كذلك أحسن الله إليكم ,

بالنسبة لللدورة فقد انتهت بحمد الله.
والمأمول إن شاء الله أن يكون الكتاب مطبوعاً قبل شهر رمضان من العام القادم، أسأل الله عز وجل أن ييسر وأن يعين، والموضوع مكتمل من ناحية المادة لكن يبقى الكلام في التنسيق ووزن البحث، لأني قد أطلت الكلام في بعض المسائل وأجملت في بعضها.

الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ..
نسأل الله لكم تمام هذا العمل و طباعته في وقت قياسي بحوله الله وقوته ,

إذا انتهيت من تفريغ الدورة على ملفات وورد فليتك تجعلين كل درس في ملف لوحده حتى نستطيع أن نضيفه في برنامج خاص كبرنامج المكتبة الشاملة أو أي برنامج كتاب الكتروني، ويكون فيه جميع دروس الدورة

بإذن الله تعالى ..
وقد بدأت فعلاً بتفريغ بعضها ,وسأوافيكم بها حين الانتهاء إن شاء الله تعالى ,

وفقكما لله ,
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

ما أخبار ملف الدورة؟

مداخلة: ذكرتم أن القائلين بتعبدية الإمساك لم يسبَقوا إلى هذا القول.. ألا ترون أن ابن رشد في "بداية المجتهد" قد أشار إلى هذا المسلك؟!
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]


طلباً لتعليق الشيخ أبي فراس
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

ما أخبار ملف الدورة؟

مداخلة: ذكرتم أن القائلين بتعبدية الإمساك لم يسبَقوا إلى هذا القول.. ألا ترون أن ابن رشد في "بداية المجتهد" قد أشار إلى هذا المسلك؟!

شكر الله لكم حرصكم...
بالنسبة لملف الدورة فهو يحتاج إلى مراجعة، ولم أفعل إلى الساعة بسبب الانشغال، ولم أنشط له بسبب أني اشتغلت بالملفات الأصلية للبحث، وأعدت ترتيب كثير منها، فإعداد ملف الدورة يتطلب الرجوع إلى ملفات البحث الأصلية، وهذا يحتاج كلفة أنا غير جاهز لها الآن.
لكن أول ما أنتهي من ملفات البحث إن شاء الله تعالى، سأعود إلى ملف الدورة لتحريره.
ولعل من أراد أن يستفيد من الدورة أن ينظر في الدروس الموجودة في الملتقى، وأرحب بجميع الأسئلة والاستفسارات والاستدراكات والملاحظات.
---
بالنسبة لرأي ابن رشد، فلستُ جاهزاً علمياً لمناقشته، فصاحبك حفظه ليس بذاك، وهو بحاجة إلى مراجعة ما قاله أولاً.
لكن ليتك تدرج مقالة ابن رشد بنصها لعلي أستذكر شيئاً من الماضي!
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

اللهم آمين ولكم كذلك أحسن الله إليكم ,



الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ..
نسأل الله لكم تمام هذا العمل و طباعته في وقت قياسي بحوله الله وقوته ,



بإذن الله تعالى ..
وقد بدأت فعلاً بتفريغ بعضها ,وسأوافيكم بها حين الانتهاء إن شاء الله تعالى ,

وفقكما لله ,

شكر الله لك حرصك وعملك المبارك، فإعداد ملفات الدورة لا شك أنها أخذت من وقتكم الثمين ما أخذت، ولذا فسأعتني بها إن شاء الله تعالى، ومع أن الكتاب سيخرج ككتاب ورقي إن شاء الله تعالى، إلا أني عقدت العزم على تحرير ملفات الدروة بشكل منفصل حتى يعم النفع بها إن شاء الله تعالى، وتقديرا لجهدكم الكريم.
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

هل ثمة اضطراب بين القول بالفطر بالإبر الوريدية وبين القول بعدم الفطر بالداخل عن طريق الدبر
إذ ذكرتم أن الثاني يمتص عبر شبكة من الأوردة، وأن ذلك ملحق بالداخل عن طريق المسام!

أليس في هذا إشكالاً؟
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

للرفع
 

خالد بن سالم باوزير

:: غفر الله له ولوالديه ::
إنضم
13 أغسطس 2008
المشاركات
646
الجنس
ذكر
الكنية
أبـو مـعـاذ
التخصص
الفقه
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

ومع أن الكتاب سيخرج ككتاب ورقي إن شاء الله تعالى
متى ذلك يا شيخ فؤاد فها نحن في السنة التي من المفترض أن يكون مطبوعا؟ وأنا بشوق شديد
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

متى ذلك يا شيخ فؤاد فها نحن في السنة التي من المفترض أن يكون مطبوعا؟ وأنا بشوق شديد

جزاكم الله خيرا، الحمد لله أنجزت قسماً كبيراً من الكتاب، وهناك بعض المباحث ربما أستبعدها، حتى لا تعيق إخراج البحث.
الذي حصل هو انقطاعي تماماً لتحضير رسالة الدكتوراه، أسأل الله عز وجل أن ييسر ويعين مع الانشغال بأعمال الملتقى.
احتمال أن أؤجل طبع الكتاب إلى حين التفرغ، وأقدم طبعة مختصرة في كتيب بعنوان:
"فقه حديث لقيط بن صبرة".
هل تصدق أن الانشغال بأعباء الإشراف كان سبباً مباشراً في حبس كثير من أبحاثي؟ كنت فيما سبق شغوفاً متحمساً للخروج إلى "العالم الورقي"، أما اليوم فأسأل الله عز وجل البركة في الوقت والعمل، وقد كان النبي صلى الله عليه سلم مقلاً في الكلام لو شاء العاد لأحصى كلامه، لكن ما أبرك كلامه! وما أجمل حديثه!
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

هل ثمة اضطراب بين القول بالفطر بالإبر الوريدية وبين القول بعدم الفطر بالداخل عن طريق الدبر
إذ ذكرتم أن الثاني يمتص عبر شبكة من الأوردة، وأن ذلك ملحق بالداخل عن طريق المسام!

أليس في هذا إشكالاً؟

لم يتضح لي الإشكال، فالوريد صار منفذاً معتاداً لتناول الجسم للغذاء والدواء فحكمه حكمهما تماماً.

أما إبر العضل ونحوها فهي تغذية موضعية للجسم، وهو من جنس الداخل عن طريق المسام كالماء، وأدوية الجروح، فكل هذه يتغذى الجسم منها، ولا تفطر بالإجماع، ولا أعرف من خالف فيه، ولذا من حكم بالفطر بهذه الإبر من المعاصرين وهم قليل أجد أنهم خالفوا الإجماع القديم في المسألة.

أما الدبر فليس منفذا معتاداً لتناول الجسم للطعام والغذاء...
نعم، هناك حالات قليلة يدخل فيها ما يقصد التغذية، فهذا يكون مفطراً وإن كانت قدرة الأمعاء على الامتصاص ضعيفة، لكن ما دام قصد الغذاء، وصنع الدواء بطريقة يسمح له بتغذي الجسم منه، فإنه يكون مفطرا ولو كان أقل القليل، فلا فرق في المفطرات بين القليل منها والكثير.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

الإبر المعاصرة:
تحقن الإبر في مواضع منها :
· الوريد.
· العضل.
· اللثة.
· بين المفاصل لتغذية المفصل الذي جفَّت مادته المساعدة على الحركة.
· الشرج.
وللحقن عموماً أغراض منها:
· التغذية.
· التداوي.
· التخدير.
· التشخيص بمواد ملونة.
· التقيؤ.
· تليين الخارج.
والذي يشكل منها:
هو إبر الوريد وإبر العضل لأنه عن طريقهما يتناول المريض ما يحتاجه الجسم، أما الباقي فأكثرها حقن موضعية لا تصل إلى الجوف المعتبر فلا يقع بها الفطر، أما إبر التقيؤ التي تعطى تحت الجلد فلها حكم الاستقاءة عمداً إذا حصلت الاستقاءة منها.


و سنحصر الكلام على إبر الوريد والعضل، فنقول:
اختلف المعاصرون فيها على أربعة اتجاهات:
الاتجاه الأول: عدم الإفطار بها مطلقا.
الاتجاه الثاني: الإفطار بها مطلقاً.
الاتجاه الثالث: التفريق بين الإبر المغذية والإبر غير المغذية.
الاتجاه الرابع: التفريق بين الإبر الوريدية والإبر غير الوريدية.
-------------
الاتجاه الأول: عدم الإفطار بها مطلقا:
وحجة هؤلاء:
1- أن هذه الحقنة لا يصل منها شيء إلى الجوف من المنافذ المعتادة أصلاً.
2- على فرض الوصول فإنها إنما تصل من المسام فقط.
3- أن ما تصل إليه ليس جوفاً، ولا في حكم الجوف.
4- أن الصيام عبادة غير معقولة المعنى تعبدية خالصة.
وهذا الاتجاه في الحقيقة :
هو امتداد للطريقة الظاهرية في تناول مفطرات الصيام، وقصرها على صورة الأكل والشرب، فهو ينتظم وأصولهم في هذا الباب، مع أن الآخذين بهذا القول من المعاصرين هم من أرباب المعاني، بل والمفرطين فيه، ونرى هذا كسراً صريحاً لقانونهم.
أما القول بأن مفطرات الصيام أمور تعبدية لا يعقل معناها، فهذا لم أقف عليه إلا من كلام المعاصرين، ويبدو أن هذا إنما وقع لما أعياهم الخروج بأوصاف ظاهرة منضبطة في المفطرات، وإلا فكل الفقهاء عن بكرة أبيهم على اعتبار تعليل المفطرات، ولذا وقع نزاعهم فيما يفطر وفيما لا يفطر مما تنازعوا في وصوله إلى الجوف أو عدم وصوله.
أهل الظاهر في ظاهريتهم لم يدعو هذا، وإنما قصروا المفطرات على صورة الأكل والشرب بحسب رسومهم الظاهرية، فهو معنى واضح، وهو وصف الأكل والشرب، لكنه لا يتعدى.
ألم يشعر هؤلاء أن القول بأن المفطرات تعبدية معناه أنه لا يعقل معناها؟
ألا يعقل معنى الأكل والشرب والجماع؟
ليتهم أعطوا المفطرات حظها من النظر، أو أنهم كلفوا أنفسهم النظر في قواعد الفقهاء القدامى.
تجد كثيراً منهم يتبنى مذهب ابن تيمية في تضييق المفطرات، لكن لا يدري ما هو، وعلى أي وصفٍ بناه، يؤكده عدم تحريرهم مذهبه، مع ما نسبوه إليه من عدم الإفطار بالحقن المغذية لقوله بعدم الفطر بحقن الشرج التي كانت على شكل فتائل تستدخل في الدبر لاستفراغ ما في الأمعاء!
فأين هذه من تلك؟
وتجد آخرين ينسبون إلى ابن تيمية أن مبنى الإفطار عنده على حصول القوة والنشاط!.
ونقول في الجواب عن هذا القول:
1- إنه يلتقي تماماً مع طريقة أهل الظاهر في حصر المفطرات على الصور المنصوصة.
2- أما على الطريقة القياسية فنقول:
يكفي في رده فقه حديث لقيط بن صبرة، وأن عامة أهل العلم أفادوا منه إلغاء المنفذ المعتاد إذا تحقق الوصول إلى الجوف؛ لذا ذهب جمهور أهل العلم على وقوع الفطر بمداواة المأمومة والجائفة، وهو منفذ لا نقول: إنه غير معتاد، بل هو غير طبيعي، فالنافذ من المسام لا حكم له بشرط ألا يتحقق وصوله إلى الجوف، ثم إن الأئمة الأربعة على الإفطار بالسائل النافذ من الدبر والفرج، وأربعتهم كذلك على الإفطار بما ينفذ من الأذن، نعم قد نختلف معهم فيما يصل وفيما لا يصل، لكن كلمتهم واحدة أن ما يصل فله حكم الأكل والشرب.


الاتجاه الثاني: الإفطار بالحقن مطلقاً:
ومأخذ قولهم أمور:
1- أن الجوف هو كل مجوف.
2- أنها تؤدي وظيفة الدواء من الفم بل هي أبلغ وأسرع.
3- أن مجرد امتصاص الأوعية الأدموية سبب للفطر.
4- أنها لا تخلو من نوع غذاء.
5- أن الإفطار يحصل بها معنى لا صورة، فهي سائل دخل إلى الجوف، وقد ذكروا من جملة المفطرات السعوط وعللوه بأنه مفطر معنى لا صورة، كما ذهب الجمهور إلى الإفطار مِنْ مداواة الجائفة، وهي صورة تشبه الإبر الوريدية.
6- أن الصائم ينبغي أن يصان عن خرق دائرة الإمساك.
ونوقش هذا القول بما يلي:
1- غلط اعتبار أن الجوف كل مجوف، أو أنه ما وراء البشرة، وقد نص على هذا الغلط الشافعية، وهم أوسع المذاهب في المفطرات ا لتي بابها الأكل والشرب.
2- المنازعة بأن مجرد امتصاص الأوعية الدموية تكون سبباً للإفطار، وقد نص الفقهاء على أن مداواة الجراح في غير الجائفة والآمة لا تفطر ولو وصل إلى اللحم أو مخ الساق أو الفخذ.
3- نعم، الصائم ينبغي أن يصان عن خرق دائرة الإمساك، ولكنه ليس إمساكاً مطلقاً، وإنما له متعلق، وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع، فهو ليس إمساكا مطلقا، وإنما إمساك مقيد، وما كان مقيدا فلا ينبغي أن يستعمل مطلقا، ثم ننتقل في الكلام على ماهية الإمساك المقيد الممنوع منه الصائم، وما وصفه، وما مداه.


الاتجاه الثالث: التفريق بين الإبر المغذية والإبر غير المغذية:
فالفطر يقع بالإبر المغذية فقط؛ لأنها هي التي يحصل بها معنى الأكل والشرب؛ لاكتفاء البدن واستغنائه عن المواد المألوفة من أنواع الطعام والشراب، فهي تعطي للجسم كل وحداته الحرارية، وتحدث فيه التوازن لمتطلباته من الماء، حتى إن الإنسان إذا التهب كبده ظمأ فحقن بهذه المحلولات ذهب عطشه وروي.
وهذا قول أكثر المعاصرين.
ونوقش هذا الاتجاه بأمور منها:
1- أن الإبر غير المغذية لا تخلو أيضا من أن تمزج ولو بكمية قليلة مِنْ السائل الملحي أو السكري وهو سائل مغذي.
2- أن الشارع لم يفرق في الأكل والشرب بين الغذاء والدواء، بل إن اشتراط التغذية في وصف الأكل والشرب هو خلاف قول أكثر أهل العلم، فوصف الغذاء مهمل عندهم، وإنما المناط هو وصول العين الداخلة إلى الجوف الشرعي، لكن إن تحقق وصف التغذية فهو من تمام الوصف لكن لا أن يقصر عليه إذا تحقق أصل الوصف، وهو دخول العين المستقرة إلى الجوف.


الاتجاه الرابع: التفريق بين الإبر الوريدية والإبر غير الوريدية:
فيقع الفطر بالإبر الوريدية للأسباب التالية:
1- أنها صارت منفذا عرفا ومعتادا لإمداد الجسم بالغليكوز والصوديوم وأنواع الأحماض المختلفة، فنزِّل منزلة المنفذ الأصلي، والمنفذ الأصلي لا فرق فيه بين كون الداخل غذاء، أو دواء، أو تخديرا، وليكن كذلك ما نزِّل منزلته، فأصبح منفذاً يمدّ الجسم بالسوائل اللازمة من غذاء، أو دواء، أو ما ألحق بهما.
2- أن السائل الداخل إلى الإبر الوريدية يمد الجسم كله، ومنه الجوف الشرعي.
3- أن السوائل التي تصل إلى الأوردة والشرايين توسع مجاري الدم، وقد أمرنا بتضييقها، والقول بتناول الأغذية والمقويات عن طريق الدم يتنافى مع الحكمة من الصيام.
ولا يقع بغيرها للأسباب التالية:
1- أنها داخلٌ إلى غير جوف عند الفقهاء الأربعة، ومعهم أهل الظاهر.
2- أنها إنما تصل إلى البدن عن طريق المسام، فهو منفذ غير معتبر في الإفطار، مثله مثل من اغتسل فأحس ببرد الماء في كبده، ومثل تغذي الجسم من خارجه، بتشرب المسام للدهن ونحوه، فإنه لا يفطر إجماعا.([1])
3- أن الفقهاء قد نصوا على أن الصائم لو أنه أوصل الدواء إلى داخل لحم الساق، أو غرز فيه سكينا، أو غيرها، فوصلت مخَّه لم يفطر بلا خلاف؛ لأنه لا يعد عضوا مجوفاً، وقل مثل ذلك في التجوّف في الفخذ، أو اليد، أو الظهر، أو غير ذلك، وكل ما ليس بينه وبين البطن منفذ.
4- أن هذا السائل الداخل إلى غير جوف لا يفطر حتى لو كان المحل يتغذى به، كما لو جُرِحَ إنسان في شحمة أذنه، فأعطي دواء تتغذى الشحمة منه، وتلتئم، فإن هذا لا يفطر باتفاق الفقهاء، وهذا مثله، وإنما قال الحنفية بإفطار ما يصلح البدن بشرط الوصول إلى الجوف، واستقراره فيه وهذا ما لا يتحقق في إبر العضل، فإنها لم تصل الجوف أصلاً، أما تشرب الأوعية الدموية لها فما هو إلا كتشربها عبر المسام للدهانات، والمراهم والماء البارد، ومعالجة الجراح، وهي أمور ليست بمفطرة بالاتفاق.
ويناقش هذا القول:
بأن ما يقال في الأوردة من أنها صارت منفذا معتادا يقال في العضل، ويبقى الفرق بينهما في السرعة والبطء في إمداد الجسم.
وكلاهما أيضاً خارج الجوف الشرعي، وإنما أعطي حكمهما لأن الداخل فيها صائرٌ إليه.
الراجح:
القول بالإفطار بالداخل من إبر الوريد والعضل مطلقاً:
وذلك لأن الأوردة والعضل أصبحت منفذا معتاداً لتناول الغذاء والدواء فيقع الإفطار بالداخل فيها، وهي تصل إلى سائر الجسم، ومنه الجوف الشرعي، وإن كانت الأوردة والعضل في نفسها خارج الجوف الشرعي، ولكنها أصبحت تمده باحتياجاته المباشرة من الغذاء والدواء، والفرق بينهما هو في السرعة والبطء وأشياء لا أثر لها في تحصيل الحكم الشرعي.

([1]) الذخيرة (2 / 505).

للمناقشة....
لاسيما القول بالإفطار من إبر العضل؛ ما رأيكم؟
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

للمناسبة
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: المفطرات المتعلقة بالمنافذ غير الطبيعية[الإبر، الجراح، المناظير، غسيل الكلى...]

جزاك الله خيراً على التنبيه، كان من الضروري الإشارة إليها أولأً:
الجائفة باختصار: هي جراح البطن التي تنفذ إلى جوفه.
بوركت
وللتوضيح:
الجائفة هي التي تصل إلى باطن الجوف من بطن او ظهر أو نحر.
وإن جرح جانبا فخرق من آخر فجائفتان.
 
أعلى