العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إشكاليات في صحيح البخاري، دعوى للمشاركة، وحاولة الوصول لحلها

عبد الرحمن بكر محمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
373
الإقامة
مصر المحروسة - مكة المكرمة شرفها الله
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أنس
التخصص
الشريعة والقانوزن
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكي
إخواني وأخواتي عندي إشكاليات في صحيح البخاري، وأنا أطرحها اليوم على الأفاضل الكرام رواد الملتقى رجالًا ونساءً بغية حلها، وإزالة إشكالها:
منها: في حديث سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ، فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) رَجُلاً، هُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَىَّ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّى لأرَاهُ مُؤْمِنًا، قَالَ: تمت أَوْ مُسْلِمًا -، فَسَكَتُّ قَلِيلاً، ثُمَّ غَلَبَنِى مَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَقُلْتُ ذَلِكَ ثلاثًا، وعاد (صلى الله عليه وسلم) ، ثُمَّ قَالَ: تمت يَا سَعْدُ إِنِّى لأعْطِى الرَّجُلَ، وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْهُ، خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ فِى النَّار.
والسؤال: هل قطع النبي بذلك أنه ليس بمؤمن؟ أم يؤخذ من ذلك أنه نهى صلى الله عليه وسلم عن القطع بحال الرجل، كما قال النووي: وفي حديث عائشة توفي صبي من الأنصار فقالت طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه قال أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة لأنه ليس مكلفا وتوقف فيه بعض من لا يعتد به لحديث عائشة هذا وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله أعطه إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما الحديث ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة فلما علم قال ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم مامن مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم وغير ذلك من الأحاديث والله أعلم . انظر: شرح النووي على مسلم (16/ 207).
ومنها: ادعى شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله في الفتح (3/ 505) أن الجمهور على أن فسخ الحج إلى العمرة منسوخ، فهل وقفتم على مثل هذا القول؟
ومنها: قول الحافظ في الفتح
(3/ 434) قوله (وأتينا النساء): المراد به غير المتكلم لأن بن عباس لم يكن إذ ذاك بالغا.
ما تحقيق القول في كون ابن عباس كان قد بلغ الحلم وقتها؟ حتى أنه في صحيح البخاري البغا (1/ 41) في حديث مروره بين يدي المصلي قال: أقبلت راكبا على حمار أتان وأنا يؤمئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بمنى إلى غير جدار فمررت بين يدي بعض الصف وأرسلت الأتان ترتع فدخلت في الصف فلم ينكر ذلك علي.
فمن كان عنده فضل علم فيعد به على من لا علم له، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له، زادنا الله وإياكم العلم النافع، وزاننا وإياكم بالعلمل الصالح.
 

عبد الرحمن بكر محمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
373
الإقامة
مصر المحروسة - مكة المكرمة شرفها الله
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أنس
التخصص
الشريعة والقانوزن
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: إشكاليات في صحيح البخاري، دعوى للمشاركة، وحاولة الوصول لحلها

رجح ابن بطال كون النبي صلى الله عليه وسلم نهى سعدًا أن يقطع بالإيمان لرجل، فقال: وفيه رد العالم على المتعلم أن يستثبت ولا يقطع على ما لا يعلم، لأنه لا يعلم سرائر الناس ولا يطلع عليها، وهى من مغيبات الأمور التى لا يجوز القطع فى مثلها، ألا ترى أن الرسول رد على امرأة الأنصارى، وقال: تمت والله ما أدرى وأنا رسول الله ما يُفعل بى -، فلا نشهد لأحد بالجنة إلا لمن شهد له الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، لأنه لا ينطق عن الهوى. قال المؤلف: وقوله: تمت خشية أن يكبه الله فى النار -، يريد من تعاصى على الإسلام ولم يدخل فيه إلا فى العطاء، فإن مُنِعَ أبى عن الإسلام، كالمؤلفة قلوبهم: عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس وأصحابه. ا هـ. انظر: شرح صحيح البخارى لابن بطال (1/ 81).
ويؤيده ما سبق نقله عن النووي، حيث قال: وفي حديث عائشة توفي صبي من الأنصار فقالت طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه قال أو غير ذلك يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة لأنه ليس مكلفا وتوقف فيه بعض من لا يعتد به لحديث عائشة هذا وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله أعطه إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما الحديث ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة فلما علم قال ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم مامن مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم وغير ذلك من الأحاديث والله أعلم . انظر: شرح النووي على مسلم (16/ 207).
وحكى ابن رجب الخلاف في هذا والأقوال في المسألة، ثم قطع بكونه صلى الله عليه وسلم نهى سعدًا عن القطع، فقال: فهذا الحديث محمول عند البخاري على أن هذا الرجل كان منافقا، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى عنه الإيمان وأثبت له الاستسلام دون الإسلام الحقيقي، وهو أيضا قول محمد بن نصر المروزي. وهذا غاية البعد، وآخر الحديث يرد على ذلك، وهو: قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه "فإن هذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وكله إلى إيمانه كما كان يعطي المؤلفة قلوبهم ويمنع المهاجرين والأنصار.وزعم علي بن المديني في كتاب " العلل " له أن هذا باب المزاح من النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه كان يمزح ولا يقول إلا حقا، فأوهم سعدا أنه ليس بمؤمن؛ بل مسلم وهما بمعنى واحد كما يقول لرجل يمازحه وهو يدعى أنه أخ لرجل فيقول: إنما أنت ابن أبيه أو ابن أمه، وما أشبه ذلك مما يوهم الفرق والمعنى واحد. وهذا تعسف شديد.
لأن الإيمان باطن في القلب لا اطلاع للعبد عليه، فالشهادة به شهادة على ظن فلا ينبغي الجزم بذلك كما قال: " إن كنت مادحا لا محالة فقل: أحسب فلانا كذا ولا أزكي على الله أحدا " (1) ، وأمره أن يشهد بالإسلام لأنه أمر مطلع عليه كما في " المسند " عن أنس مرفوعا: " الإسلام علانية، والإيمان في القلب ".والظاهر - والله أعلم - أن النبي صلى الله عليه وسلم زجر سعدا عن الشهادة بالإيمان؛
ولهذا كره أكثر السلف أن يطلق الإنسان على نفسه أنه مؤمن، وقالوا: هو صفة مدح، وتزكية للنفس بما غاب من أعمالها؛ وإنما يشهد لنفسه بالإسلام لظهوره، فأما حديث: " إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان ": فقد خرجه أحمد، والترمذي، وابن ماجه من حديث دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد مرفوعا (3) . وقال أحمد: هو حديث منكر، ودراج له مناكير (4) ، والله أعلم.انظر: فتح الباري لابن رجب (1/ 131).
وقال العيني: فيه النهي عن القطع بالإيمان لأنه باطن لا يعلمه إلا الله، والإسلام معلوم بالظاهر. وقال بعضهم: مناسبة الحديث للترجمة من حيث إن المسلم يطلق على من أظهر الإسلام، وإن لم يعلم باطنه. قلت: ليست المناسبة إلا ما ذكرناه، فإن موضوع الباب ليس على إطلاق المسلم على من يظهر الإسلام على ما لا يخفى. انظر: عمدة القاري شرح صحيح البخاري (1/ 192)فهل من تفصيل لدى الإخوة والأخوات حول المسألتين الأخيرتين؟
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: إشكاليات في صحيح البخاري، دعوى للمشاركة، وحاولة الوصول لحلها

القطع بتمام الإيمان والجنة وعلو التقوى، لم يكن إلا لعشرة من كبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
هذا غير صحيح،،
الرسول عليه السلام بشر كثيراً من الصحابة غير العشرة بالجنة وعلى سبيل القطع وفي أحاديث معروفة
منهم على سبيل المثال لا الحصر:


  • آل ياسر
  • بلال بن رباح
  • الحسن والحسين
  • جعفر بن أبي طالب
  • الأصيرم عمرو بن ثابت
  • عكاشة بن محصن الأسدي
  • وثابت بن قيس ،
  • والحسن والحسين
  • وأم حرام .
  • وكذلك أهل بدر الذين قال لهم الله تعالى على لسان نبيه
    sallah.gif
    : "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ".
  • وأيضاً الذين بايعوا تحت الشجرة وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة‏‏ وهم أهل بيعة الرضوان،قال صلى الله عليه وسلم :" ‏لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة‏" صحيح مسلم‏‏.‏
 
التعديل الأخير:
إنضم
23 يوليو 2012
المشاركات
156
التخصص
?
المدينة
؟
المذهب الفقهي
سلفي
رد: إشكاليات في صحيح البخاري، دعوى للمشاركة، وحاولة الوصول لحلها

طرح قيم للنقاش بارك الله فيك
 
إنضم
19 نوفمبر 2012
المشاركات
45
الكنية
أبو محمد
التخصص
الحديث الشريف وعلومه
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
شافعي
رد: إشكاليات في صحيح البخاري، دعوى للمشاركة، وحاولة الوصول لحلها

أخي الفاضل صاحب الموضوع!!
لوتكرمت بتلخيص موضوعك في نقاط محددة أو أسئلة معينة؛ لكان أيسر على إخوانك في مطالعة الموضوع والإدلاء فيه بدلوهم.
 

عبد الرحمن بكر محمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
373
الإقامة
مصر المحروسة - مكة المكرمة شرفها الله
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أنس
التخصص
الشريعة والقانوزن
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: إشكاليات في صحيح البخاري، دعوى للمشاركة، وحاولة الوصول لحلها

إخي الحبيب محمود الجيزي: حددت أسئلتي في ثلاث:
كان الأول: هل يؤخذ من حديث سعد رضي الله عنه أن النبي قطع لهذا الرجل بالإسلام لا الإيمان، أم أن غاية ما يؤخذ من الحديث النهي عن القطع -لغير النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- لأحد بجنة أو نار أو إيمان أو إسلام.
وقد نقلت أقوال شارحي البخاري أن القول المعتمد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه أن يقطع لأحد بشيء، وخلصت إلى هذا بعد طرح الأقوال الأخرى.
أما الأسئلة الأخرى فكانت:
1- ادعى شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله في الفتح (3/ 505) أن الجمهور على أن فسخ الحج إلى العمرة منسوخ، فهل وقفتم على مثل هذا القول؟
2- قول الحافظ في الفتح
(3/ 434) قوله (وأتينا النساء): المراد به غير المتكلم لأن بن عباس لم يكن إذ ذاك بالغا.
ما تحقيق القول في كون ابن عباس كان قد بلغ الحلم وقتها؟
 

مراد محمود حيدر

:: متابع ::
إنضم
17 يوليو 2012
المشاركات
21
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه مقارن
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
مقارن
رد: إشكاليات في صحيح البخاري، دعوى للمشاركة، وحاولة الوصول لحلها

النهي في الأحاديث المتقدمة توجيه للعقل البشري القاصر بعدم القطع بظواهر الأشياء .. وترك الأمور الي من يعلم السر وأخفي ..وهذا توجيه سديد من النبي صلي الله عليه وسلم لأمته والله أعلم
 

عبد الرحمن بكر محمد

:: قيم الملتقى المالكي ::
إنضم
13 يونيو 2011
المشاركات
373
الإقامة
مصر المحروسة - مكة المكرمة شرفها الله
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أنس
التخصص
الشريعة والقانوزن
الدولة
مصر
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: إشكاليات في صحيح البخاري، دعوى للمشاركة، وحاولة الوصول لحلها

لا زالت بقية الإشكاليات قائمة وهي:
1- ادعى شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله في الفتح (3/ 505) أن الجمهور على أن فسخ الحج إلى العمرة منسوخ، فهل وقفتم على مثل هذا القول؟
2- قول الحافظ في الفتح
(3/ 434) قوله (وأتينا النساء): المراد به غير المتكلم لأن بن عباس لم يكن إذ ذاك بالغا.
ما تحقيق القول في كون ابن عباس كان قد بلغ الحلم وقتها؟
 
أعلى