العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الذكر المضاعف , والذكر المفرد

إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
عن جويرية - زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- - ورضي الله عنها - : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج من عندها بكرة ، حين صلى الصبح وهي في مسجدها ، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال : «ما زلت على الحالة التي فارقتك عليها؟» قالت: نعم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات ، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضى نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته».
وفي رواية قالت: «مر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين صلى الغداة - أو بعدما صلى - فذكر نحوه» غير أنه قال : «سبحان الله عدد خلقه ، سبحان الله رضى نفسه ، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته» هذه رواية مسلم.
حديث صحيح.

ومن فوائد ابن القيّم رحمه الله قال :

"... وهذا يسمى (الذكر المضاعف) وهو أعظم ثناءً من (الذكر المفرد) مثل : سبحان الله ... "
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: الذكر المضاعف , والذكر المفرد

"... وهذا يسمى (الذكر المضاعف) وهو أعظم ثناءً من (الذكر المفرد) مثل : سبحان الله ... "
وهل هي أعظم ثواباً
فنترك غيرها ونتشبث بها
 

عصام أحمد الكردي

:: متفاعل ::
إنضم
13 فبراير 2012
المشاركات
430
الإقامة
الأردن
الجنس
ذكر
الكنية
أبو يونس
التخصص
عابد لله
الدولة
الأردن
المدينة
الزرقاء
المذهب الفقهي
ملة إبرهيم حنيفا
رد: الذكر المضاعف , والذكر المفرد

وهل هي أعظم ثواباً
فنترك غيرها ونتشبث بها


شرح حديث سبحان الله و بحمده عدد خلقه للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله

ملتقى أهل الحديث >المنتدى الشرعي العام

عن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلي الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال : (( ما زلت علي الحال التي فارقتك عليها ؟ )) قالت نعم ، قال النبي صلي الله عليه وسلم : (( لقد قلت بعدك أربع كلمات وثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ]

رواه مسلم واللفظ له في كتاب الذكر: باب التسبيح أول النهار وعند النوم (17/44) , والترمذي في أبواب الدعاء (13/67) ، وأبو داود كتاب الصلاة باب التسبيح بالحصي(4/369) ، وابن ماجة في كتاب الأدب : باب فضل التسبيح ( 2/ 423 (

قال ابن القيم رحمه الله تعالى :

ومن هذا يعرف جواب المسألة الثانية وهي:
تفضيل سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته على مجرد الذكر بسبحان الله أضعافا مضاعفة فإن ما يقوم بقلب الذاكر حين يقول سبحان الله وبحمده عدد خلقه من معرفته وتنزيهه وتعظيمه بهذا القدر المذكور من العدد أعظم مما يقوم بقلب القائل سبحان الله فقط
وهذا يسمى الذكر المضاعف وهو أعظم ثناءا من الذكر المفرد فلهذا كان أفضل منه وهذا إنما يظهر في معرفة هذا الذكر وفهمه
فإن قول المسبح سبحان الله وبحمده عدد خلقه تضمن إنشاء وإخبارا:
تضمن إخبارا عما يستحقه الرب من التسبيح عدد كل مخلوق كان أو هو كائن إلى ما لا نهاية له
فتضمن الإخبار عن تنزيهه الرب وتعظيمه والثناء عليه هذا العدد العظيم الذي لا يبلغه العادون ولا يحصيه المحصون
وتضمن إنشاء العبد لتسبيح هذا شأنه لا أن ما أتى به العبد من التسبيح هذا قدره وعدده بل أخبر أن ما يستحقة الرب سبحانه وتعالى من التسبيح هو تسبيح يبلغ هذا العدد الذي لو كان في العدد ما يزيد لذكره فإن تجدد المخلوقات لا ينتهي عداده ولا يحصى لحاصر

وكذلك قوله ورضا نفسه فهو يتضمن أمرين عظيمين:

أحدهما: أن يكون المراد تسبيحا هو في العظمة والجلال مساو لرضا نفسه كما أنه في الأول مخبر عن تسبيح مساو لعدد خلقه ولا ريب أن رضا نفس الرب لا نهاية له في العظمة والوصف والتسبيح ثناء عليه سبحانه يتضمن التعظيم والتنزيه
فإذا كانت أوصاف كماله ونعوت جلاله لا نهاية لها ولا غاية بل هي أعظم من ذلك وأجل كان الثناء عليه بها كذلك إذ هو تابع لها إخبارا وإنشاء وهذا المعنى ينتظم بالمعنى الأول من غير عكس
وإذا كان إحسانه سبحانه وثوابه وبركته وخيره لا منتهى له وهو من موجبات رضاه وثمرته فكيف بصفة الرضا
وفي الأثر إذا باركت لم يكن لبركتي منتهى فكيف بالصفة التي صدرت عنها البركة
والرضا يستلزم المحبة والإحسان والجود والبر والعفو والصفح والمغفرة
والخلق يستلزم العلم والقدرة والإرادة والحياة والحكمة وكل ذلك داخل في رضا نفسه وصفة خلقه

وقوله وزنة عرشه فيه إثبات للعرش وإضافته إلى الرب سبحانه وتعالى وأنه أثقل المخلوقات على الإطلاق إذ لو كان شيء أثقل منه لوزن به التسبيح وهذا يرد على من يقول إن العرش ليس بثقيل ولا خفيف وهذا لم يعرف العرش ولا قدره حق قدره
فالتضعيف الأول للعدد والكمية
والثاني للصفة والكيفية
والثالث للعظم والثقل وليس للمقدار

وقوله ومداد كلماته هذا يعم الأقسام الثلاثة ويشملها فإن مداد كلماته سبحانه وتعالى لا نهاية لقدره ولا لصفته ولا لعدده قال تعالى (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدادا )) سور الكهف 109
وقال تعالى (( ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم)) لقمان 27
ومعنى هذا أنه لو فرض البحر مدادا وبعده سبعة أبحر تمده كلها مدادا وجميع أشجار الأرض أقلاما وهو ما قام منها على ساق من النبات والأشجار المثمرة وغير المثمرة وتستمد بذلك المداد لفنيت البحار والأقلام وكلمات الرب لا تفنى
ولا تنفد فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
فأين هذا من وصف من يصفه بأنه ما تكلم ولا يتكلم ولا يقوم به كلام أصلا
وقول من وصف كلامه بأنه معنى واحد لا ينقضي ولا يتجزأ ولا له بعض ولا كل ولا هو سور وآيات ولا حروف وكلمات

والمقصود أن في هذا التسبيح من صفات الكمال ونعوت الجلال ما يوجب أن يكون أفضل من غيره وأنه لو وزن غيره به لوزنه وزاد عليه
وهذا بعض ما في هذه الكلمات من المعرفة بالله والثناء عليه بالتنزيه والتعظيم مع اقترانه بالحمد المتضمن لثلاثة أصول:
أحدها إثبات صفات الكمال له سبحانه والثناء عليه
الثاني محبته والرضا به
الثالث فإذا انضاف هذا الحمد إلى التسبيح والتنزيه على أكمل الوجوه وأعظمها قدرا وأكثرها عددا وأجزلها وصفا واستحضر العبد ذلك عند التسبيح وقام بقلبه معناه كان له من المزية والفضل ما ليس لغيره وبالله التوفيق

المصدر المنار المنيف في الصحيح و الضعيف

صفحة 17 طبعة المجمع
صفحة 25 طبعة المعلمي بعناية السماري
 
إنضم
6 أكتوبر 2010
المشاركات
22
التخصص
الفقه السياسي المالكي بالغرب الاسلامي
المدينة
وجدة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: الذكر المضاعف , والذكر المفرد

ان السر في مضاعفة الاجر بالنسبة بالذاكر هو نص الحديث ذاته" كلمتان حبيبتان عن الرحمن...سبحان الله وبحمد سبحان الله العظيم" لكن يستوقفني اشكال حينما نقف عند ظاهر الحديث دون استحضار قلب الذاكر، فمن كان ذكره لا يتجاوز شفته فليس له من العمل الا ما جادت به لسانه، لكن التدبر في عمق الحديث يلزمنا استحضار القلب المتوجه بكليته لخالقه، المعظم لحضرة الله جل جلاله، السابح في عظمة الخالق سبحانه، انذاك يتحقق لك الوجد والانوجاد.
 
أعلى