سهير علي
:: متميز ::
- إنضم
- 17 يوليو 2010
- المشاركات
- 805
- الجنس
- أنثى
- الكنية
- أم معاذ
- التخصص
- شريعة
- الدولة
- بريطانيا
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلاقات الإنسانية بين سندان المصلحة، وضبابية الواقع المعاصر
نحمد الله تعالى أن جعلنا من اتباع نبيه الخاتم صلى الله عليه وسلم، والذي جعل اتباعه؛ دليل محبته تعالى، فإن الأَتباعَ كُثر، ولكن الاتِباع قليل، فاللهم اجعلنا برحمتك مؤمنين بك، عاملين بسنة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، متخلقين بخلقه الكريم، اللهم آمين.العلاقات الإنسانية بين سندان المصلحة، وضبابية الواقع المعاصر
فإذا كان خلقه القرآن الكريم؛ فأي كمال هذا الذي دعنا لنتأسى به!، وقد جاء صلى الله عليه وسلم ليتمم "صالح الأخلاق"، وفي رواية صححها الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، "مكارم الأخلاق".
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: "التقوى وحسن الخلق، ..." رواه الحاكم.
إن العلاقات الإنسانية الصحيحة والسليمة لأمة الإسلام لا تقوم إلا على أركان راسخة منها التقوى وحسن الخلق لما يشتملا من مقومات بناء المجتمع القوي، المستقر، السليم، والصحي.
ومما يندرج تحت مسمى التقوى؛ الخوف من الله تعالى، وهذا يُخرج العلاقات الإنسانية من الحيف والظلم والأذى والخيانة والكذب والمصلحة، وأكل الحقوق بالباطل ويدخلها في العدل والحق والصدق والرحمة والرضا.
وأما حسن الخلق فيُخرج العلاقات الإنسانية من الحسد وسوء الظن والحقد والبهتان والبغض بغير وجه حق، ويدخلها في حسن الظن والود والصبر والحلم والتكافل والتواصي بالحق والإيثار.
فإذا غاب أو تاه عن النفس التقوى وحسن الخلق فإنها تفعل ما تشتهي دون أي وازع يمنعها، فتجد العمل بالهوى، والنفس تُبرر وتخدر الضمير، فيأت من المرء -وهو في هذه الحالة- ما يهدم به الأمة؛ قبل هدم نفسه وبيته –فهذا سيحدث لا محالة دون أن يشعر، إلا من رحم ربي-، لأننا أمة المجتمع وليس الفرد، فما يفعله الفرد في الخفاء؛ يُرى تأثيره عليها في وضح الشمس: فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا). رواه البخاري.
قال الله تعالى: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ).
اللهم لا تجعلنا -نحن وذرياتنا، ووالدينا وأجدادنا وجداتنا وذرياتهم، وأزواجنا ووالديهما وأجدادهم وجداتهم وذرياتهم، وأهلينا، وكل من لهم حق أو فضل علينا، ومن أحببنا فيك، ومن دعى لنا بالطيبات أو تمنى لنا الخير بظهر الغيب وذرياتهم وأزواجهم وأهلهم أجمعين، وكل أمة الإسلام جميعا- منهم ولا فيهم ولا معهم، وأدخلنا في رحمتك واجعلنا في الصالحين، (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)، اللهم آمين.
وإن شاء الله تعالى للحديث بقية.
سهير علي