محمود حلمي علي
:: مطـًـلع ::
- إنضم
- 4 يونيو 2013
- المشاركات
- 158
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عبد الرحمن
- التخصص
- فقه شافعي
- الدولة
- مصر
- المدينة
- العاشر من رمضان
- المذهب الفقهي
- الشافعي
هذه نصائح ذهبية ودرر نفيسة غالية ، نصحني بها وأهدانيها :
شيخي الحبيب ، فضيلة الشيخ تقي الدين أحمد بن إسماعيل الشافعي حفظه الله تعالى.
وذلك في مقتبل دراستي لمرحلة العالمية "الدكتوراه".
فأحببت أن أقيدها في هذا الملتقى، ليعم النفع بها إن شاء الله تعالى.
قال لي شيخي حفظه الله تعالى:
أولا : لا تنشغل بالتأليف والكتابة في بداية مرحلة إعداد الرسالة ؛ فإن ذلك يشتت ذهنك ويسبب لك توفقا كثيرا في مراعاة تقديم وتأخير وحسن ترتيب وتبويب، لمسائل لم تحكمها ولم تهضمها بعد، فيتضاعف عليك الجهد الذي تبذله في محاولة الكتابة في بداية الرسالة، وتجد ذلك من أكبر الهموم المعيقة لك عن إكمال رسالتك.
في حين أنك لو قدمت على ذلك جمع المادة العلمية، وتمييزها، وتقسيمها تقسيما إجماليا، وأحسنت دراستها وفهمها، وتلبست بالفكرة وعشت معها...
فإنك لا تزال تنسج من أفكارها خيوطا ذهبية تصل بها مسائل الرسالة ومباحثها وفصولها وأبوابها بعضها ببعض، ثم لا تزال تتفنن في تقديم وتأخير، وتجويد وحسن ترتيب، مستمتعا بتناسق الأفكار وتكاملها، متلذذا بتناسبها وتجاملها.
ويشهد لهذه المنهجية من كلام الأئمة: تمييزهم بين التصنيف والتأليف، كما قال الإمام ابن حجر الهيتمي : ( التصنيف: هو جعل الشيء أصنافا متميزة. وأخص منه التأليف؛ لاستدعائه زيادة هي إيقاع الألفة بين الأنواع المتميزة ) تحفة المحتاج (1/ 33).
فتنشغل أولا بجمع المادة العلمية ودراستها، ثم تمييزها وتصنيفها إلى أصناف متمايزة، ثم تعتني بإيقاع الألفة بين تلك الأصناف المتمايزة.
تنبيه : هذا الأمر يختلف بالنسبة لطالب مرحلة التخصص "الماجستير" إذا كان يحقق مخطوطا على ما هو المعتاد في الأزهر عندنا؛ إذ إن مادته العلمية موجودة ومؤلفة بالفعل، وهي الكتاب محل التحقيق، فيبدأ مباشرة في نسخة وتحقيقه ودراسته، وأما في مرحلة العالمية "الدكتوراه" فإن الباحث يؤلف موضوعا الأصل أن يكون مبتكرا، فلا بد من أن يراعي في مرحلة العالمية ما ذكر.
ولأجل هذا الفرق بين هاتين المرحلتين، ولأجل أن هذه النصائح الغالية أهديت لي في مقتبل مرحلة العالمية، عنونت هذه الفوائد بعنوان : "النصيحة الذهبية لطالب العالمية".
ثانيا: المطلوب في هذه المرحلة هو أن تتأهل للدخول إلى بداية رتبة "العالمية"، هذا هو عنوان المرحلة، وهذا هو هدفها وغايتها، فليست الغاية أن تكتب رسالة تسلمها للجامعة لتوضع بجوار مئات الرسائل التي تراكمت عليها الأتربة، ولا أن تنال شهادة يكتب فيها أنها شهادة العالمية وأنت في الحقيقة لست كذلك.
فانتبه لهذا الأمر، فلا تكن العالمية هي تلك الرسالة المودعة في مكتبة الجامعة أو في رفوف مكتبتك، بل العالمية هي ما حصل بداخلك من العلوم والمعارف مما يفتح الله به عليك بواسطة جهدك واجتهادك وتعبك في تحصيل العلم وتصنيفه وتأليفه وخدمته.
بحيث تكون هذه الرسالة هي زكاة علمك عن تلك المرحلة، فتخرج زكاة علمك في تلك الرسالة ويبقى بداخلك نصاب العلم تستثمره وتنميه وتنفق وتتصدق منه وتزكيه بقية عمرك إن شاء الله تعالى.
هذا بعض ما أفاضه علي شيخي الحبيب من العلم، فجزاه الله عني خير الجزاء....
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
شيخي الحبيب ، فضيلة الشيخ تقي الدين أحمد بن إسماعيل الشافعي حفظه الله تعالى.
وذلك في مقتبل دراستي لمرحلة العالمية "الدكتوراه".
فأحببت أن أقيدها في هذا الملتقى، ليعم النفع بها إن شاء الله تعالى.
قال لي شيخي حفظه الله تعالى:
أولا : لا تنشغل بالتأليف والكتابة في بداية مرحلة إعداد الرسالة ؛ فإن ذلك يشتت ذهنك ويسبب لك توفقا كثيرا في مراعاة تقديم وتأخير وحسن ترتيب وتبويب، لمسائل لم تحكمها ولم تهضمها بعد، فيتضاعف عليك الجهد الذي تبذله في محاولة الكتابة في بداية الرسالة، وتجد ذلك من أكبر الهموم المعيقة لك عن إكمال رسالتك.
في حين أنك لو قدمت على ذلك جمع المادة العلمية، وتمييزها، وتقسيمها تقسيما إجماليا، وأحسنت دراستها وفهمها، وتلبست بالفكرة وعشت معها...
فإنك لا تزال تنسج من أفكارها خيوطا ذهبية تصل بها مسائل الرسالة ومباحثها وفصولها وأبوابها بعضها ببعض، ثم لا تزال تتفنن في تقديم وتأخير، وتجويد وحسن ترتيب، مستمتعا بتناسق الأفكار وتكاملها، متلذذا بتناسبها وتجاملها.
ويشهد لهذه المنهجية من كلام الأئمة: تمييزهم بين التصنيف والتأليف، كما قال الإمام ابن حجر الهيتمي : ( التصنيف: هو جعل الشيء أصنافا متميزة. وأخص منه التأليف؛ لاستدعائه زيادة هي إيقاع الألفة بين الأنواع المتميزة ) تحفة المحتاج (1/ 33).
فتنشغل أولا بجمع المادة العلمية ودراستها، ثم تمييزها وتصنيفها إلى أصناف متمايزة، ثم تعتني بإيقاع الألفة بين تلك الأصناف المتمايزة.
تنبيه : هذا الأمر يختلف بالنسبة لطالب مرحلة التخصص "الماجستير" إذا كان يحقق مخطوطا على ما هو المعتاد في الأزهر عندنا؛ إذ إن مادته العلمية موجودة ومؤلفة بالفعل، وهي الكتاب محل التحقيق، فيبدأ مباشرة في نسخة وتحقيقه ودراسته، وأما في مرحلة العالمية "الدكتوراه" فإن الباحث يؤلف موضوعا الأصل أن يكون مبتكرا، فلا بد من أن يراعي في مرحلة العالمية ما ذكر.
ولأجل هذا الفرق بين هاتين المرحلتين، ولأجل أن هذه النصائح الغالية أهديت لي في مقتبل مرحلة العالمية، عنونت هذه الفوائد بعنوان : "النصيحة الذهبية لطالب العالمية".
ثانيا: المطلوب في هذه المرحلة هو أن تتأهل للدخول إلى بداية رتبة "العالمية"، هذا هو عنوان المرحلة، وهذا هو هدفها وغايتها، فليست الغاية أن تكتب رسالة تسلمها للجامعة لتوضع بجوار مئات الرسائل التي تراكمت عليها الأتربة، ولا أن تنال شهادة يكتب فيها أنها شهادة العالمية وأنت في الحقيقة لست كذلك.
فانتبه لهذا الأمر، فلا تكن العالمية هي تلك الرسالة المودعة في مكتبة الجامعة أو في رفوف مكتبتك، بل العالمية هي ما حصل بداخلك من العلوم والمعارف مما يفتح الله به عليك بواسطة جهدك واجتهادك وتعبك في تحصيل العلم وتصنيفه وتأليفه وخدمته.
بحيث تكون هذه الرسالة هي زكاة علمك عن تلك المرحلة، فتخرج زكاة علمك في تلك الرسالة ويبقى بداخلك نصاب العلم تستثمره وتنميه وتنفق وتتصدق منه وتزكيه بقية عمرك إن شاء الله تعالى.
هذا بعض ما أفاضه علي شيخي الحبيب من العلم، فجزاه الله عني خير الجزاء....
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.