- إنضم
- 23 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 8,140
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو أسامة
- التخصص
- فقـــه
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- مكة المكرمة
- المذهب الفقهي
- الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
(أثرت بعض المشايخ لما نقدت طريقتهم ... في تلقين المتعلمين أحكام شريعته، وكانت (في الحقّ) أسوأ الطرق في التدريس في كتب أُلِّفت على أسوأ الأساليب في التأليف: متن موجز إيجازاً مُخلاً، كأن مؤلفه بخيل كُلّف بأن يرسله في برقية إلى أستراليا يُغرَّم أجرتها من ماله!
فهو يقتصد في الكلمات لتقلّ عليه النفقات!
وانظروا جمع الجوامع والتحرير في الأصول مثلا على هذه المتون، وقابلوا أسلوبه بأسلوب الغزالي في المستصفى.
كانت أكثر الكتب التي يعكفون عليها بعيدة عن البيان بعد الأرض عن السماء، معقّدة العبارة، أعجمية السبك وإن كانت عربية الكلمات.
فيأتي من يوضح غامض المتن، فيُدخِل جملة من عنده بين كل جملتين منه، كما يرقعون اليوم الجلد المحروق من الإنسان بقطعة من جلده السليم، فينجح الرتق أو يظهر أثر الفتق، وهذا هو الشرح.
ويأتي من يضع لهذا الشرح حواشي وذيولاً، يطوله فيها فيجمله أو يقبحه ويعطله، وهذه هي الحاشية.
ويبدو ضعف الإنشاء في القرون المتأخرة حتى في مثل حاشية ابن عابدين التي هي اليوم عمدة المفتين على المذهب الحنفي.
ثم يجيء من يعلق على هذه الحاشية تعليقات، وتسمى التقريرات.
فلا الأسلوب عربي فصيح، ولا المنهج قويم صحيح.
وانظروا المبسوط مثلاً للسرخسي أو البدائع للكاساني، ثم انظروا الحاشية.
أو انظروا في مذهب الشافعية الأم ثم مغني المحتاج، إن بينهما كالذي بين أسرارا البلاغة وشروح التلخيص.
في كتب الأولين البلاغة والبيان والأسلوب العربي المنير، وفي حواشي الآخرين ... فيها ما تعرفون!).
الشيخ علي الطنطاوي –رحمه الله-
ذكريات علي الطنطاوي (5/2-6)
فهو يقتصد في الكلمات لتقلّ عليه النفقات!
وانظروا جمع الجوامع والتحرير في الأصول مثلا على هذه المتون، وقابلوا أسلوبه بأسلوب الغزالي في المستصفى.
كانت أكثر الكتب التي يعكفون عليها بعيدة عن البيان بعد الأرض عن السماء، معقّدة العبارة، أعجمية السبك وإن كانت عربية الكلمات.
فيأتي من يوضح غامض المتن، فيُدخِل جملة من عنده بين كل جملتين منه، كما يرقعون اليوم الجلد المحروق من الإنسان بقطعة من جلده السليم، فينجح الرتق أو يظهر أثر الفتق، وهذا هو الشرح.
ويأتي من يضع لهذا الشرح حواشي وذيولاً، يطوله فيها فيجمله أو يقبحه ويعطله، وهذه هي الحاشية.
ويبدو ضعف الإنشاء في القرون المتأخرة حتى في مثل حاشية ابن عابدين التي هي اليوم عمدة المفتين على المذهب الحنفي.
ثم يجيء من يعلق على هذه الحاشية تعليقات، وتسمى التقريرات.
فلا الأسلوب عربي فصيح، ولا المنهج قويم صحيح.
وانظروا المبسوط مثلاً للسرخسي أو البدائع للكاساني، ثم انظروا الحاشية.
أو انظروا في مذهب الشافعية الأم ثم مغني المحتاج، إن بينهما كالذي بين أسرارا البلاغة وشروح التلخيص.
في كتب الأولين البلاغة والبيان والأسلوب العربي المنير، وفي حواشي الآخرين ... فيها ما تعرفون!).
الشيخ علي الطنطاوي –رحمه الله-
ذكريات علي الطنطاوي (5/2-6)