العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
ففي أحايين يشاهد الغبار بريح شديدة تأتي أمثال الجبال العالية مترادفة بعضها فوق بعض... أو عواصف رملية وغبار كثيف.
ويصدف أن يكون هناك مرضى, وأناس يتضررون من الغبار (العجاج)
مع ان الحال الذي وصفت ؛ لا يخرج الناس معه من بيوتهم...
ولقد اختلف الناس في ذلك بين مجيز... ومانع ؛ لأنه أبرأ للذمة.
فهل هو بذاته مشقة وتنزل الحاجة العامة منزلة الضرورة. فيكون الحكم مستندا للأدلة التبعية أو ما يلحق بها.
أو يلحق بالمطر والريح الشديدة؟ وهل لذلك ضوابط معينة؟
(مع ان الزلق والطين قد لا يوجد في بعض المدن مع الأرصفة والاسفلت) والغبار ضرره قد يكون أكثر من ضرر ذلك.
وكيف تكون الصلاة وهل تنوى مع الأولى ؟
وماذا يقول المؤذّن عند الريح الشديدة أو المطر الغزير أو الغبار !... ومتى؟ وهل يقول الحيعلتين... ؟
أرجو التفاعل بوركتم أجمعين
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

اللهم إنا نسألك خيرها وخير ما أُرسلت به ونعوذ بك من شرها وشرّ ما أرسلت به
اللهم وأبدلها مطرا وسقيا رحمة وخيرا عميماً يارب العالمين آمين
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,141
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

ويصدف أن يكون هناك مرضى, وأناس يتضررون من الغبار (العجاج)
بارك الله فيكم.
الذي يظهر لي أنه ينبغي أن يكون للحديث مساران:
الأول: من به مرض الربو أو حساسية في الشعب الهوائية أو يعاني من ضيق في التنفس ومن في حكمهم.
الآخر: من يتأذى به فقط، وينزعج منه دونما آثار صحيَّة.
وثمة صورة أخرى حبذا أن تستصحب في التصور، وهي ما يجري في الأماكن الساحلية مما يسمى السافي، ومن سار أيام الصيف على خط تهامة والساحل حتى جازان عرف مدى تأثيره البالغ على الناس حتى ممن لا يعاني المرض! بخلاف الغبار في الأفق أو المتدني.
وأشد على يديك في تناول هذا البحث للخروج بخلاصة مؤصلة.
نفعك الله ونفع بك.
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

إذا حصلت المشقة الحقيقية جاز الجمع في حق الأفراد، "والصُّنّاع والفلاحون إذا كان في الوقت الخاص مشقة عليهم، مثل: أن يكون الماء بعيداً في فعل صلاةٍ، وإذا ذهبوا إليه وتطهروا تعطل بعض العمل الذي يحتاجون إليه، فلهم أن يصلوا في الوقت المشترك فيجمعوا بين الصلاتين" أهـ من "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية.

وأما الجمع في المساجد فلا يكون إلا لمشقة تَعُمُّ، كريح شديدة تدفع الناس عن المضي للصلاة أو تسبب مرضاً لا يمكن اتقاؤه كريح باردة مؤذية أو خوف أو مطر غير معتاد أو وحل يؤذي، أو جليد غير معتاد.

في الشرح الممتع على زاد المستقنع: فإن قال قائل: إذا اشتد البرد دون الريح هل يباح الجمع؟ قلنا: لا لأن شدة البرد بدون الريح يمكن أن يتوقاه الإِنسان بكثرة الثياب، لكن إذا كان هناك ريح مع شدة البرد فإنها تدخل في الثياب، ولو كان هناك ريح شديدة بدون برد فلا جمع؛ لأن الرياح الشديدة بدون برد ليس فيها مشقة، لكن لو فرض أن هذه الرياح الشديدة تحمل تراباً يتأثر به الإِنسان ويشق عليه، فإنها تدخل في القاعدة العامة، وهي المشقة، وحينئذٍ يجوز الجمع. أهـ الغرض منه

 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

لا أعلم أحدا قال بجواز الجمع من أجل الغبار إلا الحنابلة قياسا
ولم يجوز الجمعَ المذاهبُ الأخرى، بل قال بالشافعية بالصلاة في البيت استدلالا بحديث ألا صلوا في رحالكم، وفي رواية: في بيوتكم
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

الأصل في الأحكام تعميمها لتستغرق المكلفين بخلاف الفتوى..و المستند : أنّ الشرع أقام المظنة مقام المئنة ضبطا للقوانين الشرعية ؛ فعلق الأحكام بالأوصاف لانضباطها ، و عدلّ عن الحكم لخفائها في الغالب..
و ترجمة ذلك : في تعليق الرخص بالسفر دون المشقة ، و الإحالة على الصيغ دون الرضا ، و إناطة الإدانة بما ظهر..و اشترط في العدول عن هذا القانون جملة من القرائن و بساط الحال..
و عليه : فإنّ المسألة التي سيقت نازلة ، تقتضي محاكمة وفق ما تقرر حتى تنسجم مع القواعد المقصودة .
بيان ذلك : أن الخوض في هذه النازلة يقتضي مايلي :
ـ تكريس صفة الحكم فيها : و من مقتضيات ذلك انتخاب وصف يورث التعميم حتى تستوعب كل من وقع فيه..و من لوازم ذلك : استبعاد تخصيص الجواز بأصحاب الأمراض المزمنة فقط / مع احترامي الشديد لفقيه الملتقى الشيخ عبد الحميد /
ـ سدّ باب التخريج الفقهي في المسألة : لأنّ لا تشابه بين الجزئيات ، و حمل الأحكام على مقتضى الشبه ضعيف المدرك..و إلا فما أكثر اجتهادات الفقهاء في هذا الباب ؛ فالمالكية مثلا أجازت الجمع في المطر..
و إنّما أرى التعلق بالمنهج الذي انتخبه الفقه في الترخيص لما طرأ من نوازل..
ـ و الحاصل ـ في تصور الخاطئ ـ ربط حكم الجواز بوصف الغبار فقط ؛ لأن به تنضبط الأحكام ، و لا يحتاج النظر إلى استعراض جملة من القيود ، و استثناء طائفة من أهل التكليف...و الله أعلم
 
إنضم
21 فبراير 2010
المشاركات
456
الإقامة
الإمارات العربية المتحدة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو حاتم
التخصص
أصول الفقه ومقاصد الشريعة
الدولة
الإمارات العربية المتحدة
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

الأصل في الأحكام تعميمها لتستغرق المكلفين بخلاف الفتوى..و المستند : أنّ الشرع أقام المظنة مقام المئنة ضبطا للقوانين الشرعية ؛ فعلق الأحكام بالأوصاف لانضباطها ، و عدلّ عن الحكم لخفائها في الغالب..
و ترجمة ذلك : في تعليق الرخص بالسفر دون المشقة ، و الإحالة على الصيغ دون الرضا ، و إناطة الإدانة بما ظهر..و اشترط في العدول عن هذا القانون جملة من القرائن و بساط الحال..
و عليه : فإنّ المسألة التي سيقت نازلة ، تقتضي محاكمة وفق ما تقرر حتى تنسجم مع القواعد المقصودة .
بيان ذلك : أن الخوض في هذه النازلة يقتضي مايلي :
ـ تكريس صفة الحكم فيها : و من مقتضيات ذلك انتخاب وصف يورث التعميم حتى تستوعب كل من وقع فيه..و من لوازم ذلك : استبعاد تخصيص الجواز بأصحاب الأمراض المزمنة فقط / مع احترامي الشديد لفقيه الملتقى الشيخ عبد الحميد /
ـ سدّ باب التخريج الفقهي في المسألة : لأنّ لا تشابه بين الجزئيات ، و حمل الأحكام على مقتضى الشبه ضعيف المدرك..و إلا فما أكثر اجتهادات الفقهاء في هذا الباب ؛ فالمالكية مثلا أجازت الجمع في المطر..
و إنّما أرى التعلق بالمنهج الذي انتخبه الفقه في الترخيص لما طرأ من نوازل..
ـ و الحاصل ـ في تصور الخاطئ ـ ربط حكم الجواز بوصف الغبار فقط ؛ لأن به تنضبط الأحكام ، و لا يحتاج النظر إلى استعراض جملة من القيود ، و استثناء طائفة من أهل التكليف...و الله أعلم
الله أكبر ولله الحمد.
أحسن الله إليكم دكتورنا الكريم، مسلك بديع في تحقيق المناطات، واتزان في بناء النسق الفقهي للقضية.
هل إلى التواصل معكم سيدي من سبيل يرحمكم الله؟
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

لا أعلم أحدا قال بجواز الجمع من أجل الغبار إلا الحنابلة قياسا

ولم يجوز الجمعَ المذاهبُ الأخرى، بل قال بالشافعية بالصلاة في البيت استدلالا بحديث ألا صلوا في رحالكم، وفي رواية: في بيوتكم

وقول الحنابلة أوفق للأصول الشرعية، وأما ترك الجمع في المساجد وأداء الصلاة في البيوت فأمر شنع عليه ابن تيمية -رحمه الله- إذ يقول في مجموع الفتاوى: بَلْ تَرْكُ الْجَمْعِ مَعَ الصَّلَاةِ فِي الْبُيُوتِ بِدْعَةٌ مُخَالِفَةٌ لِلسُّنَّةِ؛ إذْ السُّنَّةُ أَنْ تُصَلَّى الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ فِي الْمَسَاجِدِ جَمَاعَةً وَذَلِكَ أَوْلَى مِنْ الصَّلَاةِ فِي الْبُيُوتِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ. وَالصَّلَاةُ جَمْعًا فِي الْمَسَاجِدِ أَوْلَى مِنْ الصَّلَاةِ فِي الْبُيُوتِ مُفَرَّقَةً بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ يُجَوِّزُونَ الْجَمْعَ: كَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد. وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

الأصل في الأحكام تعميمها لتستغرق المكلفين بخلاف الفتوى..و المستند : أنّ الشرع أقام المظنة مقام المئنة ضبطا للقوانين الشرعية ؛ فعلق الأحكام بالأوصاف لانضباطها ، و عدلّ عن الحكم لخفائها في الغالب..
و ترجمة ذلك : في تعليق الرخص بالسفر دون المشقة ، و الإحالة على الصيغ دون الرضا ، و إناطة الإدانة بما ظهر..و اشترط في العدول عن هذا القانون جملة من القرائن و بساط الحال..
و عليه : فإنّ المسألة التي سيقت نازلة ، تقتضي محاكمة وفق ما تقرر حتى تنسجم مع القواعد المقصودة .

أحسنتم، لكن: هل هذا يمنع أن يقال: الغبار الذي وصفه كيت وكيت هو الذي يبيح الجمع؟

فالحنابلة مثلاً يجيزون الجمع بين العشاءين فقط لمطر يبل الثياب.
وهذا تقييد بكونه يبل الثياب، وكونه في الليل دون النهار. بانتظار إفادتكم، وجزاكم الله خيراً
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

سلام الله على إخواني من أهل التحقيق :
أولا : أحسن الله إليكم شيخنا الدكتور أبا حاتم : التواصل معكم غاية نتشوف إليها ، و ما سيق من استدلال إنما هو جزء من فضول كلامكم العلمي الموفق ..
ُثانيا : خطاب خاص إلى شيخنا أبي بكر حفظه الله ... أنا مع ما ذكرتم قلبا و قالبا.. و لا حرج في تقييد الغبار بما ينضبط عند العامي ، نحوه توجه تقييدات الحنابلة و غيرهم...فالإشارة إلى ما يبل الثياب لا يطعن في الاكتفاء بوصف الغبار ؛ لأن سوق المقيّدات يوجه إلى العامة....و هذا صنيع معروف عند الفقهاء في حدّ الماء الجاري عندما قالوا : حدّه ما عدّ في العرف جاريا ، و ضبطوا ذلك للعوام بقولهم : الجاري ما يذهب بتبنة...و كذلك فعلوا في الماء الكثير..
و عليه : فإني أرى ـ و الخطأ يلازمني ـ أنّ وصف الغبار كاف لتعليق الأحكام عند العلماء و طلبة العلم ، و غير كاف بالنسبة للعوام ؛ فيضبط بالقيود التي سيقت..و الله أعلم
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,141
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

تكريس صفة الحكم فيها : و من مقتضيات ذلك انتخاب وصف يورث التعميم حتى تستوعب كل من وقع فيه..و من لوازم ذلك : استبعاد تخصيص الجواز بأصحاب الأمراض المزمنة فقط / مع احترامي الشديد لفقيه الملتقى الشيخ عبد الحميد /
حياكم الله شيخنا المكرم.
وأنا وأمثالي عيالٌ عليكم؛ فجد على عيالك بما آتاك الله! لينفق ذو سعة من سعته!
ولعلها لم تسعفني العبارة!
فتقييدي بالمؤثر؛ لأجل الصلاة في الرحل، كما أورده الشيخ الفاضل محمد:
لا أعلم أحدا قال بجواز الجمع من أجل الغبار إلا الحنابلة قياسا
ولم يجوز الجمعَ المذاهبُ الأخرى، بل قال بالشافعية بالصلاة في البيت استدلالا بحديث ألا صلوا في رحالكم، وفي رواية: في منازلكم
وما عداهم فالجمع!
ثم قد نأخذ من تأثر المريض ضابطاً لجمع من عداه!
والله أعلم.

وقول الحنابلة أوفق للأصول الشرعية، وأما ترك الجمع في المساجد وأداء الصلاة في البيوت فأمر شنع عليه ابن تيمية -رحمه الله- إذ يقول في مجموع الفتاوى: بَلْ تَرْكُ الْجَمْعِ مَعَ الصَّلَاةِ فِي الْبُيُوتِ بِدْعَةٌ مُخَالِفَةٌ لِلسُّنَّةِ؛ إذْ السُّنَّةُ أَنْ تُصَلَّى الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ فِي الْمَسَاجِدِ جَمَاعَةً وَذَلِكَ أَوْلَى مِنْ الصَّلَاةِ فِي الْبُيُوتِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ. وَالصَّلَاةُ جَمْعًا فِي الْمَسَاجِدِ أَوْلَى مِنْ الصَّلَاةِ فِي الْبُيُوتِ مُفَرَّقَةً بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ يُجَوِّزُونَ الْجَمْعَ: كَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد. وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

شيخنا عبد الحميد //" نحن العيال على موائد علومكم..." ماشاء الله..توجيه مفحم ؛ من حيث الاستدلال على الجواز بالمرض..هذا هو الفقه المنشود و الدليل المعضود..
جزاكم الله خيرا..
و قد أزيد فائدة مستقاة من تحقيق شيخنا أبي بكر : ضبط وصف المطر بما يبل الثوب ، تقييد لأقل مراتب الترخيص ، و في الزيادة أولوية..
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

وأشد على يديك في تناول هذا البحث للخروج بخلاصة مؤصلة.
نفعك الله ونفع بك.
جزاكم الله خيرا
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

مرحبا بالعقول الخيِّرة والفهوم النيّرة...
شيخناد. الأخضر
مشايخنا الكرام/ عبد الحميد
ابوبكر بن سالم
محمدبن عبدالله
ابوحاتم
ومع الشكر الجزيل.. ارتبط النظم... من الأخوة الأفاضل...
وهذه محاولة لجمع الموضوع وتوضيح معناه...

فتكون المسألة في الجمع في المسجد... لا تخلّف الأفراد وأهل الأعذار .

– وللأعذار أسباب كونية, وأسباب تتعلق بالمكلف (شخصية)- (تصلح موضوع)؟

والغبار سبب كوني - لا وهمي -!

وعليه فإن له حالات:

1- قد يكون الغبار – مطبق - لا يُرى من خلاله فتخرج المسألة للضرورة. كالظلمة الشديدة والغازات المؤذية.

2- وقد يكون معه رياح شديدة فيغلب جانب الرياح الشديدة ولا تكون كمسألتنا, إلا بالتبعية .

3- وأحيانا ينزل الغبار نزولاً بلا هواء, أو بهواء أرضي غير مرتفع:

- كالرذاذ أي نزولا تدريجياً بلا رياح وهذا له له تأثير على البعض - كمرضى الصدر وضيق التنفّس ونقص الاوكسجين - أجارنا الله وإيكم - فهؤلاء من أهل الأعذار الفرادى؛بسبب المرض, وقد يُلبس ساتر للرأس من خُمرة أو غترة أو شماغ أو واقي طبي. حتى يصل للمسجد (المجدّر). وتغطية الفم والأنف لها مجال آخر؟

- أو يكون هواء على مستوى سطح الأرض لا يتجاوز نصف قامة الرجل تقريبا وهو ما يسمى (السافي) الذي أشار له الشيخ عبد الحميد... ويحجزه عن المصلّي أي حاجز (ذرا) كالجدران وما هو في حكمها.
وعليه فقد لا يختلف في المدن... عن الصحراء والأماكن المكشوفة؛ بسبب أن المدن تحجزه الجدران ونحوها, وفي الأماكن المكشوفة يصطنعون مصدّ ثم هذه حياتهم؛ فلا يتأثرون أو يتكيفون معها... وقد وردفي السنة حر الشمس وأثر التراب على وجه المصلي (بملامسة لا تؤثّر)!

منتظراردودكم بوركتم

ملحوظة: هذا الوصف للمتغيرات الجوية قد لا يكون دائما فننفّر الناس من أرض العرب وموطن الرسالة بل قد يكون في أوقات معينة من السنة.

-كهذا الشهر في بلادنا حفظها الله وبلاد المسلمين- (ابتسامه)

وفقكم الله أجمعين لرضاه والجنة آمين.
 

سما

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
26 أبريل 2011
المشاركات
31
التخصص
لغة عربية
المدينة
المدينة
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

جزاك الله خيرا الشيخ المحترم/ ملفي العنزي
والموضوع يحتاجونه كثير من الناس هل يجمعون او لا؟ وبالرياض قبل اسابيع جمع ناس في بعض الاحياء ولم يجمع في مساجد ,, وبحسب ما ذكرت من التقسيم كان الغبار برياح قوية فهل يعني الغبار بدون رياح لا يجمع له ,,
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

شيخنا الدكتور الأخضري.. شكر الله لكم جليل أدبكم وحسن خلقكم، وبارك في علمكم.
 
إنضم
5 أغسطس 2010
المشاركات
837
الكنية
أبو عبد الرحمن
التخصص
أصول الفقه
المدينة
عين تموشنت
المذهب الفقهي
مالكي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

آمين...شيخنا أبا بكر : لا يناهض أدب وصفتموه أدبا تحملوه ، و لا علم زكيتموه علما ترجمتموه ...إني أحبكم في الله
 

فاطمة الجزائر

:: مشارك ::
إنضم
18 مايو 2011
المشاركات
204
الكنية
فاطمة الجزائر
التخصص
فقه وأصوله. فقه المالكي وأصوله
المدينة
وهران
المذهب الفقهي
المذهب المالكي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

بارك الله فيكم.
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وهو في صحيح البخاري وصحيح مسلم وغيرهما، وقد جمع ابن الأثير في جامع الأصول هذا الحديث وما في معناه فقال:
[(خ م ط د س) ابن عمر -رضي الله عنه-: «أنه نادى للصلاة في ليلة ذات بَرْد وريح ومطر، وقال في آخر ندائه: ألا صلُّوا في رحالكم، ألا صلُّوا في الرِّحال، ثم قال : إن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر المؤذِّنَ إذا كانت ليلة بارد أو ذاتُ مطر في السَّفر أن يقول : ألا صلُّوا في رحالكم».
وفي رواية أذَّن ابنُ عمر في ليلة بارد، ونحن ضَجْنَان، ثم قال: « ألا صلُّوا في رِحالكم، وأخبر أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر مؤذِّنا يؤذِّن، ثم يقول على إثره: ألا صلُّوا في الرِّحال، في الليلة الباردة، أو المطيرة في السفر». أخرجه البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود.
ولأبي داود أيضا: «أن ابن عمر نزل ضَجْنَانَ في ليلة باردة، فأمر المنادي، فنادى: إن الصلاة في الرِّحال».
وحدَّث نافع عن ابن عمر: «أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان إذا كانت ليلة باردة أو مطيرة، أمر المنادي فنادى: إن الصلاة في الرِّحال».
وله في أخرى: قال: «نادى منادي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بذلك في المدينة في الليلة المطيرة، والغداةِ القارَّة».
وفي رواية النسائى: «أن ابنَ عمر أذَّن بالصلاة في ليلة ذات بردِ وريح ، فقال: ألا صلُّوا في الرِّحال، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر المؤذِّن إذا كانت ليلة باردة ذاتُ مطر يقول: ألا صلُّوا في الرِّحال».
(س) رجل من ثقيف «أنه سمع مناديَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: حيَّ على الصلاة، حيَّ علي الصلاة، صلُّوا في رحالكم» أخرجه النسائي.
(م ت د) جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما-: قال: «خرَجنَا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في سفَر فمطِرْنا، فقال: ليُصَلِّ من شاءَ منكم في رَحْلِهِ» أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود.
(س) أبو المليح بن أسامة: عن أبيه قال: «كنا معَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بحُنين، فأصابنا مطَر، فنادى منادي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- : أن صَلُّوا في رِحالكمْ» أخرجه النسائي] انتهى المراد مما في جامع الأصول، على أنه لم يستقص جميع روايات هذه الأحاديث، بل جمع ما اشترطه كما هو معروف من منهجه.

بعد النظر في ألفاظ الأحاديث نتوقف عند أمرين:
الأمر الأول:
الأحاديث دالة على السفر، كقوله أولاً: (رِحالكم، الرحال)، ورحال جمع رحل، وهو كل ما يُعَدُّ للرحيل.
وكقوله في بعض الروايات: (في السفَر) كما في صحيح البخاري ومسلم.
وكقوله: (ضَجْنَان)، وهو جبل بين مكة والمدينة، وقوله: (حُنين).
فدلت الأحاديث على أن هذه الحادثة في السفر، والسفر يجوز فيه الجمع باعتبار سفرهم، لا بسبب الريح.
أما الرواية التي نُصَّ فيها على أنها في المدينة فقد اقترنت بكونها ممطرة.
فاجتمع في هذه الرويات إما السفر والريح، وإما المطر والريح، وكلٌّ من السفر والمطر مبيحٌ للجمع، لا أن العلة هي الريح.

الأمر الثاني:
لم أَرَ في هذهِ الأحاديثِ ذِكْرَ الجَمْعِ!، وكل ما رأيته أو فهمته منها إنما هو جواز الصلاة في الرحل أو البيت، لا جمع الصلاتين.
بل نص العلماء أنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم جَمَعَ بسبب الريح.
أما مسألة الغبار فجواز الجمع لأجلها بعيدٌ جدا؛ لعدم ثبوت الجمع للريح أصلا.

والذي أراه أنّ الفقهاء بنوا هذه الأبواب على ما ورد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم على أن الحاجة تقدر بقدرها، فمن هنا:
رأوا أن شدة الحر وقت الظهر لا تُسقِط الجماعة، ولا تُجوِّز الجمع، بل إِن صار للحيطان ظل قضي على المشكلة، ورقم فتق الحاجة، فلذلك سنوا الإبراد بفعلها، والانتظار إلى أن يصير للحيطان ظل.
ورأوا أن القادم إلى الصلاة وقت المطر تتأذى هيئته، وأن المطرَ غالبًا لا يزول وقت حضور أختها؛ فلذلك جوزوا الجمع بينهما، ولم يجوزوا ترك الجماعة؛ لأن حضور المسجد لا يؤدي إلى ضررٍ في ذاتِ المصلي، بل في ملابسه وهيئته.
ولأنّ الريح والبرد الشديدين يُلحِقان الضررَ في المصلي ذاته: جوّزوا له الصلاة في الرحل والبيت، ولم يجوزوا الجمع، ولذلك يقال للمصلين إن كانوا سفرا: (ألا صلوا في رحالكم)، وإن كانوا حضّرا -كما في حديث ابن عباس-: (ألا صلوا في بيوتكم)، وربما زال هذه الضرر وقت الصلاة الثانية؛ فلذا لم يجوزوا الجمع؛ بخلاف المطر؛ فإن الأرضَ لا تَجِفُّ غالبا، فالعلة شبه باقية.

وإن قلت: إن الغبار إذا كان مما يتأذى منه الإنسان في ذاته فلا يبعد قياسه على الريح، وأن يؤمر بالصلاة في بيته أو رحله فهو أمر محتمل، لا أن يجمع الصلاتين
 

محمد بن عبدالله بن محمد

:: قيم الملتقى الشافعي ::
إنضم
15 مايو 2008
المشاركات
1,245
الإقامة
المملكة العربية السعودية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو منذر
التخصص
اللغة العربية
الدولة
المملكة العربية السعودية
المدينة
الشرقية
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: نازلة تحتاج نظركم... الجمع بين الصلاتين للمشقة الحاصلىة بسبب الغبار الكثيف والعواصف الرملية.

وقول الحنابلة أوفق للأصول الشرعية، وأما ترك الجمع في المساجد وأداء الصلاة في البيوت فأمر شنع عليه ابن تيمية -رحمه الله-
وكذلك الصلاة في غير وقتها أمرٌ شَنّع عليه الأئمة الأعلام
وقد بان لك من الأحاديث النبوية أَمْرُه عليه الصلاة والسلام بالصلاة في البيت والرحل، ولا يلزم من ذلك عدم الجماعة
وبذلك تعلم أن القول بالصلاة في البيت أو الرحل هو الأوفق بأصول الشريعة، وهو الموافق للنصوص النبوية، وللأدلة والأقيسة الفقهية
ثم قد نأخذ من تأثر المريض ضابطاً لجمع من عداه!
المريض واقع في المرض، فهو محتاج للجمع
أما المتعرض للغبار فمرضه متوَقَّع، فالأصل حمايته منه، قياس ذلك عدم دخول البلد وفيها الطاعون، فالأصل إن كانت الصلاة في البيت أو الرحل -بسبب الغبار والريح- تحمي صاحبها من التعرض للمرض أن يصلي فيهما؛ لأن ذهابه للمسجد كدخول البلد المطعون في تعرضه للمرض

 
أعلى