صلاح بن خميس الغامدي
قاضي بوزارة العدل السعودية
- إنضم
- 27 أبريل 2008
- المشاركات
- 103
- الإقامة
- الدمام - المنطقة الشرقية
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو أحمد
- التخصص
- الفقه
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- الدمام حرسها الله
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
المنطوق وأقسامه
الحمد لله وحده وبعد ..
فهذا شرح مبسّط في بعض مسائل الأصول ، اختصرت الكلام فيه مع توضيح ذلك بالأمثلة .
والكلام في هذه المسألة في عدد من النقاط .
أولا: تعريف المنطوق ، لغة واصطلاحاً ، مع أمثلة.
ثانياً: أقسام المنطوق وتعريف كل قسم ، مع الأمثلة .
أـ النص ، تعريفه ، أمثلة .
ب ـ الظاهر ، تعريفه ، أمثلة .
ثالثاً:الدلالة ، تعريفها وأقسامها .
أـ دلالة لفظية ، وهي ثلاثة أنواع .
ب ـ دلالة غير لفظية ، وهي ثلاثة أنواع .
رابعاً:الدلالة اللفظية الوضعية ، وأقسامها .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أولاً:المنطوق .
** تعريفه
* لغة : مصدر نطق الناطق ينطق نطقاً : تكلم ، والمنطق الكلام ، وتناطق الرجلان : تقاولا ، ناطق كل واحد منهما صاحبه : قاوله(1).
* اصطلاحاً : له عدة تعريفات .
فعرفه بعض الأصوليين بأنه : ما فهم من دلالة اللفظ قطعاً في محل النطق(2).
وقال آخرون : ما فهم من اللفظ في محل النطق (3) ، وهو الأرجح .
ولا يخفى أن المنطوق مقدمٌ على المفهوم ؛ لأنه أقوى دلالةً على الحكم من المفهوم (4).
* أمثلة
فَهْم وجوب الزكاة في السائمة من حديث :" في صدقة الغنم ، في سائمتها الزكاة"(5) ، وكذلك تحريم التأفيف(6) قوله جل وعلا :" فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما "الآية(7).
ثانياً:أقسام المنطوق ( النص ، الظاهر ) .
أـ النص ، تعريفه .
في اللغة : مأخوذ من نص الحديث إليه : أي دفعه ، ومنه مِنصة العروس بالكسر وهي ما ترفع عليه(8).
ومنه ما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير العنق / فإذا وجد فجوة نصَّ "(9).
اصطلاحاً :
هناك اختلافٌ في حد النص بين الأصوليين ، فمثلاً الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ يسميه الظاهر (10)، وهو منطبق على اللغة .
أما الرازي فقال : " هو كلام تظهر إفادته لمعناه ، ولا يتناول أكثر منه "(11).
وعرفه الغزالي بقوله :" هو الذي لا يحتمل التأويل "(12)
والذي يظهر لي أن تعريف ابن قدامة هو الأرجح فقد عرفه بقوله :" هو ما يفيد بنفسه من غير احتمال "(13).
*أمثلة للنص .
لفظ : " الفرس " لا يحتمل غيره ، فلا يحتمل الحمار ولا غيره ، فدلالة النص دلالة قطعية .
ومن ذلك قوله تعالى : " تلك عشرة كاملة "(14) فهذا نص في العشرة فليس هناك احتمال أنها تسعة ولا إحدى عشرة .
أـ الظاهر ، تعريفه .
في اللغة : الواضح المنكشف ، وهو خلاف الباطن (15) .
اصطلاحاً :
كعادة الأصوليين فقد اختلفوا في حدّه على أقوال كثيرة(16) ، واختصر وأذكر ما رجحه ابن قدامه حيث قال : الظاهر:" هو ما يسبق إلى الفهم منه عند الإطلاق معنى مع تجويز غيره " .
أو " ما احتمل معنيين هو في أحدهما أظهر "(17)
* أمثلة للظاهر .
في قوله تعالى :" فانكحوا ما طاب لكم من النساء " الآية(18) فظاهر هذه الآية تجويز نكاح ما يستطيبه المرء من النساء ، وهذه وأمثالها ظاهر يوقف على المراد منه بتدقيق الصيغة ، والنظر في مقاصد الشريعة(19) .
ثالثاً: الدلالة ، تعريفها وأقسامها .
* لغة : الدليل ما يستدل به ، وقد دلّله على الطريق يدله دَلالة ودِلالة ، والدلالة ما جعلته للدليل أو الدلاّل(20).
والدلالة يوصف بها الشخص المستدل ، والشيء الدال ، فالنور الأحمر يدلك على الخطر فهو دالٌ ، وأنت مستدل منه على ذلك الخطر .
* اصطلاحاً .
تعريفها كصفة للمستدل هي :" فَهْمُ أمرٍ من أمر : ومثاله كما سبق وهو فهمك الخطر من النور الأحمر(21).
وتعريفها كصفة للشيء الدال هي :" كون الشيء بحاله يلزم من العلم به العلم بشيء آخر " والشيء الأول دال والثاني المدلول(22).
* أقسام الدلالة ( لفظية ، غير لفظية )(23) .
أـ دلالة لفظية ، ولها ثلاثة أنواع .
الأول : دلالة لفظية وضعية .
مثال : دلالة جميع الألفاظ على معانيها ( كل لفظ على معناه ).
الثاني : دلالة لفظية طبيعية .
مثال : الأنين يدل على المرض .
الثالث : دلالة لفظية عقلية .
مثال : اللفظ يدل على حياة صاحبه .
ب ـ دلالة غير لفظية ، ولها ثلاثة أنواع .
الأول : دلالة غير لفظية وضعية .
مثال : المحراب يدل على القبلة وتظهر دلالته الغير لفظية.
الثاني : دلالة غير لفظية طبيعية .
مثال : صفرة الوجه تدل على الوجل .
الثالث : دلالة غير لفظية عقلية .
مثال : دلالة الأثر على المؤثر .
رابعاً: أقسام الدلالة اللفظية الوضعية .
القسم الأول : ( دلالة المطابقة ) وهي حينما يدل اللفظ على تمام ما وضع له(24) .
مثل : دلالة لفظ البيت على معنى البيت .
القسم الثاني : دلالة التضمن ، كما في دلالة لفظ البيت على السقف دلالة تضمن ، وهو ما يدل على جزء مسماه .
القسم الثالث : دلالة الالتزام ، وهو ما كان خارجاً عن مسماه ، كدلالة الأسد على الشجاعة(25) .
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى في شرح المفهوم وبيان أقسامه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
(1) لسان العرب (14/188)
(2) ينظر الإحكام للآمدي ( 3/74)
(3) يراجع المدخل لابن بدران ص ( 271)
(4) ينظر المحصول للرازي (5/579)
(5) الحديث أخرجه البخاري في الجامع الصحيح في باب زكاة الغنم (2/527)
(6) ينظر الإحكام للآمدي ( 3/74) وكذلك المدخل لابن بدران ص ( 270.271 )
(7) آية رقم (23) من سورة الإسراء .
(8) القاموس المحيط ص ( 816)
(9) الحديث أخرجه البخاري في الجامع الصحيح في باب السير إذا دفع من عرفة (2/600) ومسلم في صحيحه في باب الإفاضة إلى مزدلفة ( 2/936) .
(10) المستصفى ص ( 196)
(11) المحصول (3/228)
(12) المستصفى ص ( 196)
(13) روضة الناظر (2/177)
(14) آية رقم ( 196) من سورة البقرة .
(15)لسان العرب ( 8/276)
(16) انظر في ذلك التعريفات للجرجاني (2/185) ، البرهان للجويني ( 1/279.280) ، العدة لأبي يعلى الفراء ( 1/140) .
(17) الروضة (2/178)
(18) آية رقم (3) من سورة النساء
(19) انظر للأمثلة الفصول للجصاص ( 2/176) ، وأصول السرخسي ( 1/164)
(20) ينظر لسان العرب ( 4/394)
(21) ينظر شرح السلم في المنطق لعبدالرحيم الجندي ص ( 8 )
(22) ينظر التعريفات للجرجاني (2/139)
(23) لمزيد تفصيل ينظر كتاب شرح السلم في المنطق لعبدالرحيم الجندي ص ( 8 ) ، وكتاب تجديد علم المنطق في شرح الخبيصي على التهذيب لعبد المتعال الصعيدي ص (21)
(24) ينظر الإبهاج للسبكي ( 1/205) والتعريفات للجرجاني (2/140)
(25) ينظر المستصفى ص ( 25) ، الروضة ( 2/14) ، الإحكام ( 1/36.37) ، الإبهاج ( 1/208)