رد: جــرم وإجرام
أخي الغامدي حفظك الله
تنبيه: أذكر مرة أخرى أن كلامي إنما هو عن منهج عقدي أو فكر عقدي لا يلزم منه اتباع أحدها...من ذا الذي يتألى على الله..
[FONT="]الحمد لله أخونا بلختير يدندن حول أمرين.[/FONT]
[FONT="]ما سمَّاه بقواعد العقائد وهو الجانب النظري العلمي لعلم العقيدة المتمثل في المدوَّنات العقدية على مختلف مشاربها وطوائفها.[/FONT]
[FONT="]الأمر الثاني عقيدة المسلم في نفسه والذي أفهمه من كلامه أنه يعني بها مدى تحقق المسلم واعتقاده بذاك المعتقد النظري المدوَّن في الكتب. ويدخل في ذلك تزكية النفوس ومعالجة القلوب وأعمالها وأدب النفوس والرقائق و...[/FONT]
[FONT="]فأمَّا القسم الأوَّل فزعم أنَّه لن يدرك الحقّ فيه إلاَّ ثاقب الذهن النحرير .....فقال: أما قواعد العقائد فتحتاج إلى لبيب ذي فكر ثاقب حتى يفهمها...اهـ. إذن على قولك ماجاء به نبينا صلى الله عليه وسلم من العقائد لا يفهمه إلاّ الخواصّ من النّاس مع أنه كان يفهمها في زمنه صلى الله عليه وسلم العالم ومن دونه حتى الأعرابي الغير المتمكن من علوم الشريعة يفقه العقيدة الاسلامية وهذا دليل على سهولتها وأنّها في متناول فهم غير العلماء من طلبة العلم والعوام.فإن قلت: الصعوبة تكمن في كيفية عرضها من قبل العلماء. قلنا: صنِّف لنا مصنّفا تذلّل فيه الصعب وتبسط فيه عقيدة أهل السنة والجماعة وتعرضها كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يعرضها على الناس كقوله صلى الله عليه وسلم للصحابية الجارية: أين الله؟ فأجابت: في السّماء. فأقرّها سيّد ولد آدم على ما قالت ثمّ يأتي أرباب العقول فيحرفون النصوص زاعمين أن الله في كل مكان أي بذاته نعالى الله عمّا يقولون علوا كبيرا....[/FONT]
[FONT="]وأمَّا القسم الثاني فهو يقول بأنه لا سبيل إلى معرفة حقيقة عقيدة المسلم أي في نفس الأمر هل هو مؤمن حقا يقصد باطنا أم لا إذن على كلامه لا سبيل للخوض في عقيدة فلان وعلان لأننا نجهل بواطن الأمور.فقال[FONT="]: عقيدة الأشعري علمها عند الله سبحانه.. وكذلك عقيدة كل مسلم .. هو وحده العالم بما تخفي الصدور.....[/FONT][/FONT]
[FONT="]ولمَّا تأمَّلتُ محصّل كلام الأخ بلختير تعجبت أن يصدر منه مثل هذا الكلام. فنحن مطالبون شرعا بالحكم على النَّاس باعتبار ظواهرهم فمن أظهر لنا خيرا قبلناه منه وأثنينا عليه خيرا ومن أظهر شرا رددناه عليه وأثنينا عليه شرا تعويلا على حديث: أنتم شهاء الله في الأرض. وما أمرنا أن نطلع على بواطن الناس ومن شواهده حديث: أشقَقْتَ على قلبه. وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقبل من المنافقين ظواهرهم مع علمه ببواطنهم[إعلاما من الله تعالى] تشريعا للأمة أن يسلكوا مسلك اعتبار ظواهر العباد.[/FONT]
[FONT="]فنحن إذا تكلمنا على صلاح فلان أو فساده عقديا أو سلوكيا وأخلاقيا إنما نعني ظاهر الأحوال ولو كُلِّفنا التنقيب على البواطن لتعطَّل باب تزكية الشهود والرواة وجرحهم لاحتمال قيام الضدّ في الباطن.[/FONT]
[FONT="]وفي كلام الأخ بومدين أن كثيرين من الذين عُنوا بدراسة علم العقيدة تجدهم يقعون في مخالفات بوقوعهم في المعاصي مثلا فنقول هذه نماذج موجودة لا تُعمَّم ولا تُعبِّر عن منهج السلف والأخطاء واردة على البشر حتى في أزمنة السلف. وقد أوصى علماء الأمَّة طلاب العلم بمختلف طبقاتهم أن يُعنوا بتزكية النفوس بالاكثار من التعبد بأن يجعلوا العمل مقصودا بالقصد الأول والعلم مجرَّد وسيلة وليس غاية في نفسه. ولم يقل الأحبار يوما: لا تشتغلوا بعلم العقيدة النظري وأكثروا من العبادة بل تجدهم دائما يوصون بالجمع بين العلم والعمل للارتباط الوثيق بينهما فمن مستلزمات الإيمان الصحيح العلم النافع الموافق لفهم سلف الأمَّة فمن خالف منهج السلف عن عمد وعناد فهو مبتدع آثم ناقص الإيمان إن كانت بدعته غير مكفِّرة. والمسلم مُطالب بتعلم العقيدة الصحيحة. عقيدة السلف بجميع أبوابها ومن براهينه قوله تعالى[فاعلم أنَّه لا إله إلاَّ الله] فبدأ بالعلم.[/FONT]
[FONT="]فلا بدَّ للمسلم أن يتعلم العقيدة السليمة ثمَّ إذا اهتم بتزكية نفسه صح الأساس والبناء أمَّا من يهتم بتزكية النفوس وهو مخالف للسلف في عقيدتهم كمعتقد وحدة الوجود والحلول وتعطيل الصفات وتأويلها والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم و....... فهذا إن لم يكن معذورا فهو مبتدع ضال ناقص الإيمان. وصاحب العقيدة السليمة الذي زلَّت به القدم وعصى الله تعالى بكبائر وصغائر على خطر إن لم يتب لكنه خير من المبتدع لأنّ البدعة أشدّ من المعصية كما قرَّره أئمة العلم[FONT="].فقولك: رأيت من يحفظ العقيدة الواسطية والأصول الثلاثة والقواعد الأربعة .. لكنها لم تتجاوز مخيخه حتى إذا أصابه مكروه انقلب على وجهه...اهـ.[/FONT][/FONT]
[FONT="]هل كل من حفظ ما ذكرتَ أصابه ماذكرتَ أم أنَّ الآفة من الحافظ لا من المحفوظ. لم لا تقول: ياطلبة العلم احفظوا عقيدة السلف وتحققوا بها علما وعملا وجاهدوا أنفسكم وأكثروا من نوافل العبادات ليزداد إيمانكم. لماذا التزهيد من علم العقيدة بهذا الأسلوب أتريدون من شباب الأمَّة أن يصبحوا عبادا جهالا بعقيدتهم مخرفين دراويش يقولون: حدثني قلبي عن ربي. [/FONT]
[FONT="]أمَّا قولك: استعرض آيات الله عز وجل وانظر كيف عالجت عقيدة المسلم: (قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) (وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ) (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ) ([FONT="]إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[/FONT]) ([FONT="]مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ) (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) وكذلك زمن النبوة.[/FONT][/FONT]
[FONT="]فنقول: [FONT="]علماء السلف يوصون بتدبر القرآن وأخذ العقيدة منه لكن ألفوا مصنفات في العقيدة اختصارا للطريق على السالك وتبسيطا وهل كل إنسان يستطيع أخذ مباديء العقيدة من القرآن أم لا بدّ من عالم معين مرشد؟وكم من أناس ضلّوا لمّا اغترّوا بما عندهم من الفهم ففسروا القرآن بآرائهم وخالفوا اعتقاد سلف الأمة.[/FONT][/FONT]
[FONT="]وخاصة مسألة أسماء و صفات الباري جلّ وعلى لأنّها كثيرة الورود على الذهن لكثرة الآيات والأحاديث المشتملة على الأسماء والصفات وللشيطان أعاذنا الله منه مداخل واجتهاد في هذا الباب فمن اعتمد على عقله وفهمه ولم يرجع لفهم السلف ومنهجهم في هذا الباب ربّما ضلّ وأضل كثيرا.فالمسلم بحاجة إلى علماء على العقيدة السليمة يوجهونه ويأخذون بيده إلى بر الأمان.[/FONT]
[FONT="]فكأنك يا أخي بومدين تدندن حول: لا حاجة إلى مصنفات العقيدة وهذا لا يقوله عالم ولا طالب علم عرف مقاصد العلماء من تأليفهم في العقيدة. .....[/FONT]
[FONT="]ولكن هنا سؤال: متى نبحث عن عقيدة فلان أ[FONT="]و سلوكه الجواب: نبحث عن ذلك عند وجود المقتضي.مثلا تزكية الرواة أو جرحهم وكذلك الشهود و... قال الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء في شرح ألفية العراقي: وإذا كان الكلام في الرجال في أصله لا يجوز؛ لأنه ضرب من الغيبة الكلام في الرجال لا سيما بالجرح كلام فيهم فيما لا يحبون، بل بما يكرهون، وذكر لهم وهم من المسلمين بما يكرهون الأصل فيه أنه غيبة، لكن هذه الغيبة اغتفرت في جانب المصلحة العظمى، وهي إثبات ما نسب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- أو نفيه، بل أوجب أهل العلم الكلام في الرجال، وذلك حينما رجحت المصلحة أما إذا عدمت المصلحة أو كانت المصلحة مرجوحة فإنه يعود إلى الأصل، فلا يجوز الكلام في الرجال حينئذٍ؛ لأنه غيبة.اهـ.[/FONT][/FONT]
[FONT="]وهناك آفة عظيمة تسري في أذهان جماهير عريضة ممن ينتسب إلى العلم في بلدنا وغيرها من البلاد وهي الاعتماد على أصل يورث الضلال وهو: الأصل في كلّ وافد على البلاد من مذهب عقدي أو فقهي الردّ والأصل فينا معشر المغاربة التمشعر فلا محيد عن ذلك ولو ظهر الحق كالشمس لأننا سنخرق الوحدة وسنهدم عقيدة الآباء والأجداد وسنُمَيِّعُ المرجعيّة وسنُغضبُ السُّلطان.....[/FONT]
[FONT="]وبعضهم يصرّح: عقيدة على غير هدي السلف تجمعنا خير من عقيدة سلفية تفرقنا.[/FONT]
[FONT="]وبعضهم منخدع بقضية التَّأثير والتأثّر فيقول كيف نتأثّر بغيرنا ولا نؤثّر ونسي أنّ هذا الأمر دين متى ظهر الحق تبعناه.[/FONT]