صلاح بن خميس الغامدي
قاضي بوزارة العدل السعودية
- إنضم
- 27 أبريل 2008
- المشاركات
- 103
- الإقامة
- الدمام - المنطقة الشرقية
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو أحمد
- التخصص
- الفقه
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- الدمام حرسها الله
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله تعالى على نعمه العظيمة ، وآلائه الجسيمة ، وأعظم هذه النعم أن جعلنا له عبيداً ، وشرّفنا بالإسلام ديناً ، وهدانا للسنّة طريقةً ، ولمنهج سلف الأمة توفيقاً ، فله الحمدُ والمنّة ، والكرم والفضل الكبير .
لابد للواحد منا بين حين وآخر ، أن يتذكر فضل الله عليه ، بأنْ اختاره من بين خلقه ، فجعله مسلماً ، مؤمناً ، سائراً على منهج خير القرون ممن خصّهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية وهم سلف هذه الأمة ، وواجبٌ على المسلم أن ينظر إلى حال غيره ممن ضلّ الطريق ، وحُجب عنه التوفيق ، فلم يُسْلم وجهَهُ لله تعالى ، ولم يؤمن بمحمد رسولا ، وعلى ذلك لم يكن سائراً على سنته ولا لطريق السلف متبعاً .
لنقف هنا ونتأمل .... لنتذكر نعمة الله علينا ، فكم من ضالٍ لا زال في ضلاله ، وكم من مبتدع لا زال يخوض في بدعته وداعياً إليها ، وكم من محارب لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وقد زين له الشيطان عمله ، وظن أنه على الطريق الصحيح ، وكم من مبتعد عن المعين الصافي الصحيح النقي من الشوائب ، وكل واحد ممن سبق ذكره يختلف عن غيره من حيث البعد والقرب من ذاك المعين ، والدرجاتُ في الآخرة على ذلك ، والشُّرب من الحوض والطرد عنه على قدْر الأخذ بالسنة والتزامها والبعد عتها والتماس الخير في غيرها ، [ إنك لا تدري ما أحدثوا بعد ] ، [ قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ] الآية .
أخوتي الكرام : أترون أننا نظن أن الذي ينافح عن بدعة ، أو عن ضلالة ، أو عن طريقة ، أو أي منهج ، نظن في الغالب أنه مكابر ومعجبٌ برأيه ؟ أقول : قد يكون هذا.. كما أنه قد يكون خذلانا من الله تعالى ، وحرمانا من التوفيق ، وهذه الأخيرة مشكلة عظيمة وخطيرة ، نعوذ بالله من الخذلان ، وكلنا يعلم المقولة المأثورة عن ابن مسعود :" كم مريدٍ للخير لم يوفق إليه " في القصة المعروفة حيث دخل على أناس وهم جلوس في المسجد وكانوا متحلقين حلقات ويسبحون بالحصى ...الخ فقال لهم : " أما إنكم على ملة أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحو باب ضلالة ، قالوا : " يا بن مسعود والله ما أردنا إلا خيرا " فأجابهم بما سبق .
أخي الكريم : هل ضلَّ من ضلْ ، وابتعد عن المنهج الصحيح ، إلا بمثل هذه الحجة وهي [ أننا لا نريد إلا الخير ] . حتى ترَكَ البعضُ أحاديثَ وقواعدَ سنّها النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المشكلات ، لأجل هذه الحجة وهي إرادة الخير والوصول إليه بأي طريقة كانت ، وقد يكون ذلك منه عن جهل بسيط أو مركب ! ، وكان الواجب التزام السنة في معالجة المشكلات ، فلكل مشكلة ومعضلة حلٌ جاء به الشرع ، يعلم ذلك الراسخون في العلم ، ويبتغى ذلك عندهم ، ولكن قلة العلماء الراسخين وانتشار القراء والخطباء ولّد عندنا هذا الخلل الكبير في المرجعية، ومن وصايا ابن مسعود رضي الله عنه : " إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه ، قليل سؤّاله كثير معطوه ؛ العمل فيه قائد للهوى ، وسيأتي بعدكم زمان قليل فقهاؤه ، كثير خطباؤه ، كثير سؤّاله قليل معطوه ؛ الهوى فيه قائد للعمل . اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من بعض العمل " .
إن الذي ينظر في حال الكثير ممن ابتعد عن المنهج الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم ، ليجد أن النتائج التي تظهر ـ بعد مدة ليست بالقصيرة ـ يجد أنها تأتي عكسية في الغالب ، إن لم تكن ضارة ، ذلك أن من رسم المنهج هو الموحى إليه صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي حذّر من إتباع السُبُل ، ونهى عن الابتعاد عن هديه إلى هدي غيره ، لأنه مخبرٌ عن الله تعالى الذي خلق الخلق وهو أعلم بما يصلحهم ، [ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ] ، [ أرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ... ] الآية ، وقال سبحانه : [ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى ...] الآية " نوله ما تولى " قال ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيرها : أي نتركه وما اختاره لنفسه ، ونخذله ، فلا نوفقه للخير ، لكونه رأى الحق وعلمه وتركه ، فجزاؤه من الله عدلا ، أن يبقيه في ضلاله حائرا .." أ.هـ كلامه ( 1/408) .
لذا فإن إتباع منهجِ من قال عنهم المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود في الصحيحين:" خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال : ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادته " الحديث ، أقول إن إتباع منهجهم هو المرضي لهذه الأمة ، والسير على طريقتهم والفهمُ بفهمهم هو المطلوب منا حتى وإن طال الطريق ، وإنما كان لهم ذلك ؛ لقربهم من عصر النبوة ، وقد زكّاهم من جاء بهذا الدين .
لا بد أن يُعلم أنه لا بد للوصول لأي هدف شرعي أن يكون الطريق إليه صحيحا سليما من أي اعوجاج ، [ وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به ...] الآية ، فما بالنا نقتدي بغيرهم ممن هو دونهم ، ونلتمس منهجاً غير منهجهم في معالجة الأمور !!.، " لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " .
وبعد .. فلا أطيل الكلام فلعل المعنى قد اتضح ، وقد كتبت هذه الكلمات تذكيراً لنفسي وإياكم ، لخطورة الزلل في هذا الأمر .
اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام والسنة ومن توفيته منا فتوفه عليهما .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
نحمد الله تعالى على نعمه العظيمة ، وآلائه الجسيمة ، وأعظم هذه النعم أن جعلنا له عبيداً ، وشرّفنا بالإسلام ديناً ، وهدانا للسنّة طريقةً ، ولمنهج سلف الأمة توفيقاً ، فله الحمدُ والمنّة ، والكرم والفضل الكبير .
لابد للواحد منا بين حين وآخر ، أن يتذكر فضل الله عليه ، بأنْ اختاره من بين خلقه ، فجعله مسلماً ، مؤمناً ، سائراً على منهج خير القرون ممن خصّهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية وهم سلف هذه الأمة ، وواجبٌ على المسلم أن ينظر إلى حال غيره ممن ضلّ الطريق ، وحُجب عنه التوفيق ، فلم يُسْلم وجهَهُ لله تعالى ، ولم يؤمن بمحمد رسولا ، وعلى ذلك لم يكن سائراً على سنته ولا لطريق السلف متبعاً .
لنقف هنا ونتأمل .... لنتذكر نعمة الله علينا ، فكم من ضالٍ لا زال في ضلاله ، وكم من مبتدع لا زال يخوض في بدعته وداعياً إليها ، وكم من محارب لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وقد زين له الشيطان عمله ، وظن أنه على الطريق الصحيح ، وكم من مبتعد عن المعين الصافي الصحيح النقي من الشوائب ، وكل واحد ممن سبق ذكره يختلف عن غيره من حيث البعد والقرب من ذاك المعين ، والدرجاتُ في الآخرة على ذلك ، والشُّرب من الحوض والطرد عنه على قدْر الأخذ بالسنة والتزامها والبعد عتها والتماس الخير في غيرها ، [ إنك لا تدري ما أحدثوا بعد ] ، [ قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ] الآية .
أخوتي الكرام : أترون أننا نظن أن الذي ينافح عن بدعة ، أو عن ضلالة ، أو عن طريقة ، أو أي منهج ، نظن في الغالب أنه مكابر ومعجبٌ برأيه ؟ أقول : قد يكون هذا.. كما أنه قد يكون خذلانا من الله تعالى ، وحرمانا من التوفيق ، وهذه الأخيرة مشكلة عظيمة وخطيرة ، نعوذ بالله من الخذلان ، وكلنا يعلم المقولة المأثورة عن ابن مسعود :" كم مريدٍ للخير لم يوفق إليه " في القصة المعروفة حيث دخل على أناس وهم جلوس في المسجد وكانوا متحلقين حلقات ويسبحون بالحصى ...الخ فقال لهم : " أما إنكم على ملة أهدى من ملة محمد ، أو مفتتحو باب ضلالة ، قالوا : " يا بن مسعود والله ما أردنا إلا خيرا " فأجابهم بما سبق .
أخي الكريم : هل ضلَّ من ضلْ ، وابتعد عن المنهج الصحيح ، إلا بمثل هذه الحجة وهي [ أننا لا نريد إلا الخير ] . حتى ترَكَ البعضُ أحاديثَ وقواعدَ سنّها النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المشكلات ، لأجل هذه الحجة وهي إرادة الخير والوصول إليه بأي طريقة كانت ، وقد يكون ذلك منه عن جهل بسيط أو مركب ! ، وكان الواجب التزام السنة في معالجة المشكلات ، فلكل مشكلة ومعضلة حلٌ جاء به الشرع ، يعلم ذلك الراسخون في العلم ، ويبتغى ذلك عندهم ، ولكن قلة العلماء الراسخين وانتشار القراء والخطباء ولّد عندنا هذا الخلل الكبير في المرجعية، ومن وصايا ابن مسعود رضي الله عنه : " إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه ، قليل سؤّاله كثير معطوه ؛ العمل فيه قائد للهوى ، وسيأتي بعدكم زمان قليل فقهاؤه ، كثير خطباؤه ، كثير سؤّاله قليل معطوه ؛ الهوى فيه قائد للعمل . اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من بعض العمل " .
إن الذي ينظر في حال الكثير ممن ابتعد عن المنهج الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم ، ليجد أن النتائج التي تظهر ـ بعد مدة ليست بالقصيرة ـ يجد أنها تأتي عكسية في الغالب ، إن لم تكن ضارة ، ذلك أن من رسم المنهج هو الموحى إليه صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي حذّر من إتباع السُبُل ، ونهى عن الابتعاد عن هديه إلى هدي غيره ، لأنه مخبرٌ عن الله تعالى الذي خلق الخلق وهو أعلم بما يصلحهم ، [ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ] ، [ أرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ... ] الآية ، وقال سبحانه : [ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى ...] الآية " نوله ما تولى " قال ابن سعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيرها : أي نتركه وما اختاره لنفسه ، ونخذله ، فلا نوفقه للخير ، لكونه رأى الحق وعلمه وتركه ، فجزاؤه من الله عدلا ، أن يبقيه في ضلاله حائرا .." أ.هـ كلامه ( 1/408) .
لذا فإن إتباع منهجِ من قال عنهم المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود في الصحيحين:" خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال : ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادته " الحديث ، أقول إن إتباع منهجهم هو المرضي لهذه الأمة ، والسير على طريقتهم والفهمُ بفهمهم هو المطلوب منا حتى وإن طال الطريق ، وإنما كان لهم ذلك ؛ لقربهم من عصر النبوة ، وقد زكّاهم من جاء بهذا الدين .
لا بد أن يُعلم أنه لا بد للوصول لأي هدف شرعي أن يكون الطريق إليه صحيحا سليما من أي اعوجاج ، [ وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به ...] الآية ، فما بالنا نقتدي بغيرهم ممن هو دونهم ، ونلتمس منهجاً غير منهجهم في معالجة الأمور !!.، " لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " .
وبعد .. فلا أطيل الكلام فلعل المعنى قد اتضح ، وقد كتبت هذه الكلمات تذكيراً لنفسي وإياكم ، لخطورة الزلل في هذا الأمر .
اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام والسنة ومن توفيته منا فتوفه عليهما .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .