محمد بن حسين الأنصاري
:: متخصص ::
- إنضم
- 20 أبريل 2008
- المشاركات
- 122
- التخصص
- الشريعة..
- المدينة
- أم القرى
- المذهب الفقهي
- ............
قائل هذه العبارة غير معروف، وأول من نقلها (حسب معرفتي) هو الزركشي (ت:794هـ) في قواعده الفقهية! يقول: >كان بعض المشايخ يقول: العلوم ثلاثة:
- علم نضج وما احترق وهو علم الأصول والنحو.
- وعلم لا نضج ولا احترق وهو علم البيان والتفسير.
- وعلم نضج واحترق، وهو علم الفقه والحديث<. المنثور في القواعد الفقهية (1/72)
أولا: القائل مجهول، ونقلها ليس دليلا على صحتها كما يَزعم البعض.
ثانيا: ما المراد بـ"نضج واحترق"، هل يعني الخدمة والتأليف مطلقا؟ أم يعني خدمة الفن المعيّن بالنسبة لغيره؟ أم يريد بذلك اكتمال قواعد ذات العلم ومواده؟ أم يريد به بيان العلم ووضوحه؟
ثالثا: هل التقسيم صحيح في ذاته ومناسب وحصري تنزلا مع القائل المجهول!!
رابعا: أين الأسس التي اعتمدها هذا المجهول في هذا التقسيم، وهذه الأحكام المطلقة العائمة!!
خامسا: ما الذي جعل هذا العلم في هذا المقام وذاك في مقام آخر؛ فمثلا: لماذا لم يحكم على التفسير بالنضج والاحتراق مع أنه حكم بذلك على الحديث؟!
سادسا: هل يمكن أن يقال عن علم مبناه على الفهم والاستنباط الأبدي كالفقه مثلا أنه احترق ونضج؟!
ثامنا: لكل علم أصول وفروع، وهو لم يُفرق! لماذا قال: عن الفقه والحديث أنهما نضجا واحترقا، فذلك يشمل الأصول والفروع! لأنه لم يبين مراده! ولم يقل ذلك: عن التفسير الذي ذكر ابن تيمية في مقدمته أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يمت حتى بينه كاملا!! لماذا لم يقل عنه نضج واحترق!! ولماذا لم يقل عن الأصول أنه احترق؛ لأنه في الجملة أصول وثوابت؛ ولأن الشاطبي ذكر في موافقاته أن أصول الفقه قطعية؟! كيف لم يحترق الأصول عنده ولا التفسير، واحترق عنده الفقه والحديث؟!
تاسعا: أين العبارة الأخرى السائرة: "كم ترك الأول للآخر" فإذا كانت المسألة عبارات مرسلة بلا تعليل! فكيف نوفق بين هاتين العبارتين "نضج واحترق"و"كم ترك الأول للآخر"؟!
على كل حال عبارة متهافتة ومتناقضة، ليست مبنية لا على دليل ولا برهان ولا واقع.. بل مرسلة هكذا كغيرها من العبارات التي باتت لدينا حجة في بعض القضايا، وهي مثلها وربما أسوأ منها!!
وأخير أقول: عقولنا هي التي احترقت ونضجت فلم تعد قادرة على البناء المعرفي الفاعل، ولا على البحث العلمي المجرد؟!!
- علم نضج وما احترق وهو علم الأصول والنحو.
- وعلم لا نضج ولا احترق وهو علم البيان والتفسير.
- وعلم نضج واحترق، وهو علم الفقه والحديث<. المنثور في القواعد الفقهية (1/72)
أولا: القائل مجهول، ونقلها ليس دليلا على صحتها كما يَزعم البعض.
ثانيا: ما المراد بـ"نضج واحترق"، هل يعني الخدمة والتأليف مطلقا؟ أم يعني خدمة الفن المعيّن بالنسبة لغيره؟ أم يريد بذلك اكتمال قواعد ذات العلم ومواده؟ أم يريد به بيان العلم ووضوحه؟
ثالثا: هل التقسيم صحيح في ذاته ومناسب وحصري تنزلا مع القائل المجهول!!
رابعا: أين الأسس التي اعتمدها هذا المجهول في هذا التقسيم، وهذه الأحكام المطلقة العائمة!!
خامسا: ما الذي جعل هذا العلم في هذا المقام وذاك في مقام آخر؛ فمثلا: لماذا لم يحكم على التفسير بالنضج والاحتراق مع أنه حكم بذلك على الحديث؟!
سادسا: هل يمكن أن يقال عن علم مبناه على الفهم والاستنباط الأبدي كالفقه مثلا أنه احترق ونضج؟!
ثامنا: لكل علم أصول وفروع، وهو لم يُفرق! لماذا قال: عن الفقه والحديث أنهما نضجا واحترقا، فذلك يشمل الأصول والفروع! لأنه لم يبين مراده! ولم يقل ذلك: عن التفسير الذي ذكر ابن تيمية في مقدمته أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يمت حتى بينه كاملا!! لماذا لم يقل عنه نضج واحترق!! ولماذا لم يقل عن الأصول أنه احترق؛ لأنه في الجملة أصول وثوابت؛ ولأن الشاطبي ذكر في موافقاته أن أصول الفقه قطعية؟! كيف لم يحترق الأصول عنده ولا التفسير، واحترق عنده الفقه والحديث؟!
تاسعا: أين العبارة الأخرى السائرة: "كم ترك الأول للآخر" فإذا كانت المسألة عبارات مرسلة بلا تعليل! فكيف نوفق بين هاتين العبارتين "نضج واحترق"و"كم ترك الأول للآخر"؟!
على كل حال عبارة متهافتة ومتناقضة، ليست مبنية لا على دليل ولا برهان ولا واقع.. بل مرسلة هكذا كغيرها من العبارات التي باتت لدينا حجة في بعض القضايا، وهي مثلها وربما أسوأ منها!!
وأخير أقول: عقولنا هي التي احترقت ونضجت فلم تعد قادرة على البناء المعرفي الفاعل، ولا على البحث العلمي المجرد؟!!