العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
#للوصول إلى الفهرس اضغط#
هنا
# ولتحميل الكتاب كاملا اضغط #
هنا
تم الفراغ من شرح الكتاب كاملا بتاريخ 30-1-2012


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد...
فقد بدأت أكتب شرحا ميسرا في علم المنطق على متن إيساغوجي للشيخ أثير الدين الأبهري رحمه الله.
وسأضع ما أكتبه على شكل فقرات صغيرة بحسب ما يتيسر لي كتابته ثم يكون المجال مفتوحا للمناقشة والمباحثة بعد كل فقرة.
فإذا فرغت من الدرس الأول جمعته في ملف وأضفت عليه المخططات وهكذا أفعل إلى النهاية.
راجيا من الإخوة أن يساعدوني على تذليل هذا العلم بمناقشاتهم وإضافاتهم.
والله أسأل أن يعيننا على الإتمام على خير إنه هو السميع العليم.

( الفقرة الأولى )

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة

المنطق: مسائل يبحث فيها عن أحوال التعريف والدليل.
وفائدته: صون الذهن عن الخطأ في أثناء صياغة التعريف أو الدليل.

بمعنى أن التعريف والدليل لا غنى عنهما للإنسان إذْ هما الطريق للكشف عن أي مجهول ذلك أنه تارة يجهل الإنسان معنى شيء من الأشياء فيطلب العلم به وذلك بتعريفه كأن يجهل ما هو الغاز أو الماس أو الفيزياء أو الفقه أو المتواتر أو المنطق فيقال له هو كذا وكذا فهذا الجواب يسمى تعريفا لأنه يعَرِّفك بالشيء الذي تجهله. وتارة لا يجهل معنى شيء من الأشياء ولكن يريد أن يعرف أهو صحيح أو لا كأن يجهل هل أن الابتعاد عن الدين سبب لنهوض الأمة أو هل أن الفاعل مرفوع أو هل أن الله واحد أو هل أن لمس المرأة ينقض الوضوء فيطلب ما يثبت له صحة تلك القضايا وهذا هو الدليل وسمي دليلا لأنه يدلك ويرشدك إلى المطلوب. فعلم أنه تارة يواجه الإنسان مفردا يجهل معناه وتارة تواجهه قضية لا يعرف صحتها. فالمجهول الأول يرتفع بالتعريف والثاني يرتفع بالدليل. ثم إن التعريف والدليل كثيرا ما يتطرق إليهما الخطأ فلا يحصل معهما الإنسان على العلم فاحتيج إلى علم يبحث عن كيفية صياغة التعريف والدليل بشكل صحيح وتبيين الشروط اللازمة لذلك كي يتجنب الوقوع في الزلل فلذا وضعوا علم المنطق.

مثال: حينما تدرس المنطق فستعلم أن من مسائله هي: ( أن التعريف الصحيح للشيء لا بد أن يكون مانعا من دخول غير المعرّف في التعريف ). فإذا قيل لك ما الصلاة ؟ فقلت هي: عبادة ذات وضوء، فقد صار التعريف قاصرا وغير مانع لأن الطواف بالبيت الحرام عبادة ذات وضوء أيضا مع أنها ليست من الصلاة فحصل الخلل وهو دخول غير المعرف في التعريف أي دخول الطواف في تعريف الصلاة مما يسبب للمخاطب الخطأ وهو أنه سيفهم أن الطواف صلاة مع أنها ليست كذلك لأن القصد من التعريف هو جعله علامة على المعرّف يعرف به ما يدخل في التعريف وما لا يدخل.


مثال آخر: حينما تدرس المنطق فستعلم أن من مسائله هي: ( أنه يشترط في الدليل أن لا ينتقض ) أي لا توجد صورة ومثال يوجد فيها الدليل ولا يوجد معها المدلول.
فإذا قال النصراني: إن عيسى إله والدليل عليه هو أنه خُلق من غير أب فدل على أنه ليس مثل البشر. قلنا فيلزم على دليلك هذا أن يكون آدم إلها أيضا لأنه خلق من غير أب بل ومن غير أم ولا قائل بإلوهيته فدل على أن خلق الإنسان من غير أب لا يدل على إلوهيته. فهنا أبطلنا الدليل ببيان تخلفه وهو المسمى بالنقض.

وهنا نصل إلى نقطة مهمة وهي ما حاجتنا لدراسة المنطق؟
والجواب: إن الحاجة تكمن في وضع ضوابط علمية للتعريف والدليل تمنع الزلل فيهما.

فإن قيل: فإذا كانت حاجته بهذه الأهمية فلم استغن عنه السلف؟
والجواب: لاستقامة عقولهم وصحة فطرهم وهذا بخلاف من جاء بعدهم فقد زاغت كثير من العقول عن النهج السليم في التفكير، وذلك نظير النحو فقد استغنى الصحابة عن تدوينه لاستقامة ألسنتهم فلمّا تطرق الخلل للنطق وضِع علم النحو.

فإن قيل: فلم ذمه كثير من السلف؟ قلنا: لاختلاطه في بدايته بمسائل فلسفية مبنية على عقائد اليونان التي تخالف عقيدة المسلمين.

فإن قيل: ولكنه أيضا بعد أن صفاه المسلمون واجه نقدا قويا من قبل بعض العلماء وألفوا كتبا في الرد على المنطق؟
قلنا: لم نجد عالما طعن في المنطق إلا وهو يعترف بأن بعض مباحثه ومسائله هي حق وإنما انتقد بعض أبحاثه ورأى أنها مجانبة للصواب فحينئذ نقول لهم: لا بأس ارفعوا المبحث الفلاني من المنطق وضعوا بدله المبحث الذي ترونه صوابا فكان ماذا!!.

والخلاصة هي أننا مع نقد المنطق اليوناني ولكننا لسنا مع هدمه من أساسه بل مع منطق إسلامي لا يستطيع أن ينقده حتى الكارهين له لاستقامة أبحاثه وتوافقها التام مع النقل والعقل.

فإن قيل: لا يوجد منطق إسلامي ومنطق يوناني المنطق هو المنطق وهو ضلال.
قلنا: قد عرفت في المقدمة أن أبحاث هذا العلم تدور حول تصحيح الفكر في التعريف والدليل فهل يخالف واع حاجتنا إلى مثل هذه الأبحاث وهل يستغني عنها أحد وهل تجد علما من العلوم يستغني عن التعاريف والأدلة كل ما في الأمر أن بعض الأبحاث غير مستقيمة عندك فارفعها وضع بدلا عنها مبحثا مستقيما. فإذا تم هذا فحينئذ سيكون المنطق خادم العلوم كلها على وجه الحقيقة فتأمل يرحمك الله.

( مباحثات )

1- في ضوء ما قرأت أين تكمن أهمية المنطق؟
2- في ضوء ما مر عليك هل ترى أن الصواب في ترك دراسة هذا العلم؟وهل ترى أن المناقشة المذكورة مقنعة؟
3- اذكر بعض التعاريف البديلة للمنطق وناقشها إذا أمكن؟
 

سالم سعيد سعد

:: متفاعل ::
إنضم
5 مايو 2011
المشاركات
368
الكنية
أبو أنس
التخصص
شريعه
المدينة
الشقيق
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

الدرس بهذا الحجم مناسب ولم اجد فيه صعوبة فشكر الله لكم وجزاكم الله خير الجزاء
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.


جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
الدرس ماتع وسهل والحمد لله
لكن آخر فقرة في الحديث عن السور للكلية والجزئية
هل يمكن توضيحه أكثر، لأنه أشكل علي
أل الاستغراق في سور الكلية الموجبة
ومثال: الإنسان كاتب
دخلت ال الاستغراق هنا
أم القصد أن تدخل على جمع
فهذا لم أستطع التبيّن منه، أيضا لو مثال على كل من أنواع السور إن أمكن ذلك شيخنا
نفع الله بكم وفتح عليكم وبسط لكم في الرزق
اللهم آمين
جزاك الله خيرا.
1- فسور الكلية الموجبة ( كل- جميع- أل الاستغراقية- كل لفظ يدل على العموم لكل الأفراد)
كل إنسان حيوان- جميع الناس سيموتون- أل الاستغراقية مثل قد أفلح المؤمنون أي أفلح كل المؤمنين ( وسأقوم بحذفها من النسخة المنقحة إن شاء الله لأنها تحتاج إلى معرفة مسبقة بالنحو)- ومثل كافة نقول كافة الحيوانات تحتاج للماء.
وسور الكلية السالبة ( لا شيء من- لا أحد- النكرة في سياق النفي والنهي- كل لفظ يدل على عموم النفي لكل الأفراد )
لا شيء من الإنسان بحجر- لا أحد في الدار- ما جاء رجل أي لم يجيء أي رجل .
وسور الجزئية الموجبة ( بعض- فريق- قليل- كثير- طائفة- كل لفظ يدل على أن الحكم على البعض )
بعض الحيوان إنسان- فريق من الناس مؤمنين- كثير من الناس كافرون- طائفة من الناس فاسقون- ومثل قسم من الناس أذكياء ونحوذلك.
وسور الجزئية السالبة ( بعض وليس- ليس كل- كل لفظ يدل على أن نفي الحكم عن بعض الأفراد ).
بعض الحيوان ليس بإنسان- ليس كل البشر أذكياء- ومثل ليس جميع الخلق مؤمنين.
وأما الإنسان كاتب فأل هذه يراد بها الجنس ( وكما قلت سأحذف أل الاستغراقية كي لا أدخل الطالب بمباحث لم يطلع عليها ).
مع التقدير.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

سأقوم بحل التمارين ولينظر فيها الإخوة ليعرفوا ما أصابوا فيه وما أخطئوا.
1- محمد رسول الله ( شخصية موجبة ).
2- الله ربنا ( شخصية موجبة ).
3- كل بدعة ضلالة ( كلية موجبة ).
4- بغداد عاصمة العراق ( شخصية موجبة ).
5- كل نفس ذائقة الموت ( كلية موجبة ).
6- لا تأخذه سنة ولا نوم (شخصية سالبة ).
7- ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا ( جزئية موجبة ).
8- وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ( جزئية سالبة )
9- ما أنت بتابع قبلتهم ( شخصية سالبة ).
10- كل من عليها فان ( كلية موجبة ).
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( الفقرة الرابعة والعشرون )

( أقسام القضية الشرطية )

قد علمتَ أن القضية حملية وشرطية، وأن الشرطية هي: ما حكم فيها بوجود الرابطة بين قضية وأخرى أو عدم وجود الرابطة بينهما.
ثم إن القضية الشرطية قسمان:
1- متصلة.
2- منفصلة.

فالمتصلة هي: ما حكم فيها بالتلازم بين قضيتين، أو عدم التلازم بينهما.
مثال المتصلة الموجبة: كلما طلعت الشمس فالنهار موجود.
فهنا حكمنا بأنه متى تحققت القضية الأولى ( طلعت الشمس ) تحققت القضية الثانية ( النهار موجود) فهما متلازمان في الوجود والتحقق.

مثال آخر: إذا طلع الفجر فتجب صلاة الصبح.
فهنا حكمنا بالتلازم بين طلوع الفجر ووجوب الصبح فهي قضية شرطية متصلة موجبة.

مثال آخر: لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها.
فهنا حكم الله سبحانه بالتلازم بين انتفاء الإلهية عن أصنام الكفار ودخول جهنم ، فدخولها لجهنم دليل على أنها ليست آلهة فهي قضية شرطية متصلة موجبة.

مثال المتصلة السالبة: ليس إذا طلعت الشمس وجد الليل.
بل بالعكس إذا طلعت الشمس وجد النهار، فقد حكمنا بعدم التلازم بين طلوع الشمس ووجود الليل فهي شرطية متصلة سالبة.

مثال آخر: ليس كلما جاء الصيف جفت الأنهار.
فقد حكمنا بعدم التلازم الدائمي بين مجيء الصيف وجفاف الأنهار، فقد يجيء الصيف ولا تجف الأنهار فهي شرطية متصلة سالبة.

والمنفصلة: ما حكم فيها بالتنافي بين قضيتين، أو عدم التنافي بينهما.
مثال: إما أن يكون العدد زوجا أو فردا.
فهنا حكمنا بالتنافي والتنافر بين قضيتين الأول ( العدد زوج ) والثانية ( العدد فرد ) فلا يمكن أن يجتمع في العدد الزوجية والفردية فهذه شرطية منفصلة موجبة.
فهي عكس المتصلة لأن المتصلة فيها اجتماع وتلازم، والمنفصلة فيها عدم اجتماع وتنافر بين القضيتين.

مثال: إما أن يكون الشيء موجودا وإما أن يكون معدوما.
فهنا حكمنا بالتنافي بين وجود الشيء وعدمه واستحالة اجتماعهما فهي قضية شرطية منفصلة موجبة.

مثال: الكلي إما أن يكون ذاتيا أو يكون عرضيا.
فهنا حكمنا بالتنافي بين كون الشيء ذاتيا وكونه عرضيا فهي قضية شرطية منفصلة موجبة.

مثال: ليس إما أن يكون الإنسان كاتبا أو شاعرا.
فهنا حكمنا بعدم تنافي اجتماع القضيتين الأولى ( الإنسان كاتب ) والثانية ( الإنسان شاعر ) فما المانع من أن يكون الإنسان كاتبا وشاعرا في نفس الوقت فلا يوجد تناف ولا مانع من الاجتماع كما يمتنع أن يكون العدد زوجا وفردا معا فهي قضية شرطية منفصلة سالبة.

ولو أردنا أن نستخلص الفروق بين الشرطية المتصلة والشرطية المنفصلة لحصلنا على الآتي:
1- المتصلة بين طرفيها ( القضيتين ) تلازم واجتماع.
والمنفصلة بين طرفيها تنافي وعدم اجتماع لأنها مبنية على الترديد بين الاحتمالات فنقول إما أن يكون الشيء كذا أو كذا.

2- عادة ما يستخدم للمنفصلة ( إما ) لأنها تدل على الانفصال.
بينما لا تستعمل إنما في المتصلة بل يستعمل إن وإذا وكلما ولو ونحوها
.

بقي أن نبين أن أجزاء القضية الشرطية سواء أكانت متصلة أو منفصلة لا تسمى بالموضوع والمحمول بل لها أسماء جديدة لأن طرفيها قضيتان وليسا مفردين.
وأجزائها هي:

1- المقدَّم وهو القضية الأولى.
2- التالي وهو القضية الثانية.
3- النسبة وهي الارتباط بين المقدم والتالي.

مثال: إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود.
الشمس طالعة ( مقدم )
النهار موجود ( تالي )
والارتباط بينهما هو النسبة.

مثال: إما أن يكون العدد زوجا أو فردا.
العدد زوج ( مقدم )
العدد فرد ( تالي )
والارتباط بينهما بأن ينقسم العدد إلى الزوجية والفردية هو النسبة.
تنبيهان:
الأول: قد عرّفنا القضية الشرطية من قبلُ بأنها: ما حكم فيها بالارتباط بين قضية وأخرى أو عدم الارتباط بينهما، وظهر هنا من تقسيم الشرطية إلى متصلة ومنفصلة أن ذلك الارتباط إما أن يكون على سبيل الاتصال أو الانفصال، فالعلاقة بين المقدم والتالي لا تخلو من أحدهما.

الثاني: قد تكون المنفصلة ذوات أجزاء أي لها أكثر من طرفين.
مثال: الكلمة إما أن تكون اسما أو فعلا أو حرفا.
فهنا جعلنا الاحتمالات ثلاثة والتنافر حصل هنا بين ثلاثة أجزاء.
والأكثر أن يكون بين طرفين مثل إما أن يكون الشيء موجودا أو معدوما.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين المتصلة والمنفصلة؟
2- ما هي أجزاء الشرطية؟
3- ما الفرق بين الموجبة والسالبة في كل من المتصلة والمنفصلة؟

( تمارين )

عين المتصلة والمنفصلة فيما يأتي:
( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) (الفعل إما أن يكون ماضيا أو مضارعا أو أمرا ) ( مهما تأتنا من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ) ( ليس إذا غابت الشمس تجب صلاة العصر ) ( القضية إما موجبة أو سالبة ) ( الحكم التكليفي إما أن يكون واجبا أو مستحبا أو مباحا أو مكروها أو محرما ).
 
إنضم
16 أبريل 2010
المشاركات
187
التخصص
إنجليزية
المدينة
تلمسان
المذهب الفقهي
مالكي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

بارك الله فيكم
دروس جد مفيدة تعصم الفكر من الوقوع في التناقض
من خلال تأملي لبعض المصطلحات وتعريفها أدركت ان كثيرا من هذه القضايا يمكن اكتسابها من خلال الفكر السليم الذي يستند على بديهيات وتسلسل فكري تفرضه امور مترابطة
وإنك لترى البعض يخبط خبط عشواء في مسائل فقهية لأن تصوره جد محدود ومن هنا تأتي أهمية المنطق
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

[FONT=&quot][/FONT]
( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين المتصلة والمنفصلة؟
المتصلة فيها اجتماع وتلازم أو عدمه، بينما المنفصلة فيها اجتماع مع تنافي أو عدمه
أيضا المنفصلة غالبا يُستخدم أداة الشرط إما بينما يستخدم غيرها في المتصلة

2- ما هي أجزاء الشرطية؟
أجزاؤها: المقدم/ التالي/ النسبة بينهما

3- ما الفرق بين الموجبة والسالبة في كل من المتصلة والمنفصلة؟
الموجبة في المتصلة هي التلازم، أما السالبة فهي عدم التلازم
أما المنفصلة فتكون موجبة في حال التنافي بين القضيتين، وسالبة حال عدم التنافي.


( تمارين )

عين المتصلة والمنفصلة فيما يأتي:
( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا)
منفصلة موجبة

(الفعل إما أن يكون ماضيا أو مضارعا أو أمرا )
منفصلة موجبة

( مهما تأتنا من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين )
متصلة موجبة

( ليس إذا غابت الشمس تجب صلاة العصر )
متصلة سالبة

( القضية إما موجبة أو سالبة )
منفصلة موجبة

( الحكم التكليفي إما أن يكون واجبا أو مستحبا أو مباحا أو مكروها أو محرما ).

منفصلة موجبة
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

جزاكِ الله خيرا يا أم عبد الله.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( الفقرة الخامسة والعشرون )

( أقسام الشرطية المتصلة )

قد علمتَ أن الشرطية قسمان: متصلة ومنفصلة، والمتصلة هي: ما حكم فيها بالتلازم بين قضيتين أو عدم التلازم بينهما.
ثم إن المتصلة نوعان:
1- لزومية.
2- اتفاقية.

فاللزومية هي: ما كان الحكم فيها لعلاقة توجبه.
أي أن الحكم بين المقدم والتالي واجب لوجود علاقة تقتضي ذلك الحكم كعلاقة العلية والسببية.
مثال: إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود.
فالمقدم هنا وهو ( الشمس طالعة ) علة وسبب لحصول التالي وهو ( النهار موجود )
فهذه قضية لزومية لوجود العلاقة.

مثال: إذا سخُن الحديد فإنه يتمدد.
فهنا سخونة الحديد علة لتمدده فالتلازم والربط بين المقدم والتالي لعلاقة العلية فهي متصلة لزومية موجبة

مثال: كلما زالت الشمس عند الظهيرة وجبت صلاة الظهر.
فهنا زوال الشمس علة وسبب شرعي لوجوب صلاة الظهر فهي قضية شرطية متصلة لزومية موجبة.
فهذه أمثلة اللزومية الموجبة.

ومثال اللزومية السالبة: ليس متى طلعت الشمس، فالليل موجودٌ.
فهنا نفينا التلازم والاقتران بين ( طلوع الشمس ) و (وجود الليل ) ونفي الاقتران هنا حصل بسبب علة أوجبت ذلك وهي طلوع الشمس لأنها علة لعدم وجود الليل، فإنه متى طلعت الشمس انتفى وجود الليل فالمقدم سبب لعدم التالي فهذه شرطية متصلة لزومية سالبة.

مثال آخر: ليس إذا سخن الماء فإنه يجمد.
فهنا نفينا التلازم بين سخونة الماء وتجمده، لأن سخونة الماء علة لعدم تجمده، فهذه لزومية سالبة.

مثال آخر: ليس إذا جاء شهر شوال فالصيام واجب.
فهنا نفينا التلازم بين مجيء شهر شوال ووجوب الصيام لأن علة وجوب الصيام هو مجيء شهر رمضان فإذا انتفى هذا الشهر وجاء غيره لم يجب الصوم فهنالك علاقة بين كون الشهر غير رمضان كشوال وبين عدم وجوب الصيام فهي شرطية متصلة لزومية سالبة.

فتلخص أنه في اللزومية الموجبة يوجد اقتران بين المقدم والتالي نشأ بسبب علاقة بينهما.
وفي اللزومية السالبة يوجد افتراق بين المقدم والتالي نشأ أيضا بسبب علاقة بينهما.


والاتفاقية هي: ما كان الحكم فيها من غير علاقة توجبه.
مثال الاتفاقية الموجبة: كلما كان الإنسان ناطقا كان الفرس صاهلا.
فأي علاقة بين القضيتين ( الإنسان ناطق ) و ( الفرس صاهل ) وإنما اتفقا في الواقع أن وجدا سوية بتلك الأوصاف من غير أن تؤثر ناطقية الإنسان على صاهلية الفرس أو بالعكس.

مثال: إذا كان أبو بكر زوّج ابنته للنبي فعلي تزوج ابنت النبي.
فلا علاقة بين المقدم ( أبو بكر زوّج ابنته للنبي ) والتالي ( علي تزوج ابنت النبي ) صلى الله عليه وسلم وإنما توافقا في الواقع كذلك من غير علية ولا علاقة فهذه قضية شرطية متصلة اتفاقية موجبة.

مثال: إذا كانت الصلاة فيها تكبيرة الإحرام فالحج فيه طواف بالبيت الحرام.
فلا علاقة بين المقدم والتالي فهي اتفاقية موجبة.

ومن أمثلة الاتفاقية ما لو اقترن شيئان في الواقع كثيرا فيحسب الناظر أن بينهما علاقة وليس سوى الاتفاق من غير مناسبة بينهما.
مثال: لو أن زيدا كلما خرج من بيته رأى سيارة تمر من أمامه واتفق هذا دائما فيقال حينئذ:
كلما خرج زيد من بيته مرت السيارة من أمامه.
فهذه قضية شرطية متصلة اتفاقية موجبة.

ومثال الاتفاقية السالبة: ليس إذا كان الإنسان ناطقا يكون الفرس ناهقا .
فهنا نفينا الاقتران بين المقدم ( الإنسان ناطق ) والتالي ( الفرس ناهق ) ولا شك أن الفرس غير ناهق في الواقع وانتفاء الناهقية عنه لم ينتج من ناطقية الإنسان، بخلاف انتفاء الليل فهو ناتج من طلوع الشمس كما تقدم فتكون اتفاقية سالبة.

مثال آخر: ليس إذا كان الحج واجبا يكون الربا حلالا.
فهنا نريد أن ننفي الاقتران بينهما ونريد أن نقول إن وجوب الحج لا ينتج منه حلية الربا ولا علاقة بين وجوب الحج وانتفاء الحلية عن الربا فهي قضية شرطية متصلة اتفاقية سالبة.

مثال آخر: لو توهم شخص أنه إذا خرج إلى العمل وقد سمع نعيق الغراب فستحصل مصيبة ( التطيّر ) فيقول له الموحدُّ المتوكلُّ على ربه:
ليس إذا سمعتَ نعيقَ الغرابِ فستحصلُ مصيبةً.
فهنا نريد أن ننفي الاقتران بين المقدم ( سماع نعيق الغراب ) وبين التالي ( حصول المصيبة ) ولا علاقة بين انتفاء حصول المصيبة وسماع صوت الغراب، فهذه شرطية متصلة اتفاقية سالبة.

فتلخص أنه في الشرطية الموجبة يحصل اقتران بين المقدم والتالي في اللزومية والاتفاقية معا ولكن الاقتران بينهما في اللزومية لعلاقة وفي الاتفاقية لغير علاقة.
وفي الشرطية السالبة يحصل افتراق بين المقدم والتالي في اللزومية والاتفاقية معا ولكن الافتراق بينهما في اللزومية لعلاقة وفي الاتفاقية لغير علاقة.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين اللزومية والاتفاقية؟
2- ما هي العلاقة بين المقدم والتالي في اللزومية؟
3- هل حصل وأن توهمتَ أنت أو توهم أحد تعرفه في قضية أنها لزومية فبان أنها اتفاقية اذكر مثال ذلك؟


( تمارين )

بيّن اللزومية والاتفاقية الموجبة والسالبة فيما يأتي:
( إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبدا ) ( ليس إذا نزل المطر فإنه تموت الأرض ) ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) ( ليس إذا كان الزنا حراما كان الزواج حراما ) ( إذا كان الشافعي فقيها فامرؤ القيس شاعر ).
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين اللزومية والاتفاقية؟
اللزومية سواء موجبة أو سالبة ففيها علاقة سببية أو علية بين المقدم والتالي تجمعهما في الموجبة وتفرقهما في السالبة، بينما في الاتفاقية لا توجد تلك العلاقة بين المقدم والتالي سواء جمعتهما أو فرقتهما.
2- ما هي العلاقة بين المقدم والتالي في اللزومية؟
العلاقة هي العلّية أو السببية
3- هل حصل وأن توهمتَ أنت أو توهم أحد تعرفه في قضية أنها لزومية فبان أنها اتفاقية اذكر مثال ذلك؟
نعم رفة العين وفأل الشر فنقول: يا لطيف يا لطيف وغير هذه الأقوال لمنع الشر، أو مثلا انكسر أمر ما فنقول انكسر الشر وانتهى،
ثم بان لي مع تعلم العلم الشرعي أن كل هذا من الطيرة ولا يجوز، وليس فيه أي دليل شرعي والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات



( تمارين )

بيّن اللزومية والاتفاقية الموجبة والسالبة فيما يأتي:
( إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبدا )
اتفاقية موجبة
( ليس إذا نزل المطر فإنه تموت الأرض )
لزومية سالبة
( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )
لزومية موجبة
( ليس إذا كان الزنا حراما كان الزواج حراما )
اتفاقية سالبة
( إذا كان الشافعي فقيها فامرؤ القيس شاعر )
اتفاقية موجبة
.

جزاكِ الله خيرا يا أم عبد الله.
وإياكم شيخنا الفاضل ورفع الله قدركم وأثابكم عنا كل خير
اللهم آمين
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( الفقرة السادسة والعشرون )

( أقسام الشرطية المنفصلة )

قد علمتَ أن الشرطية متصلة، ومنفصلة، وأن المنفصلة هي: ما حكم فيها بالتنافي بين قضيتين أو عدم التنافي بينهما.
ثم إن المنفصلة ثلاثة أقسام:
1- مانعة جمع وخلو.
2- مانعة جمع فقط.
3- مانعة خلو فقط.

فمانعة الجمع والخلو هي: ما يمتنع فيها اجتماع طرفيها وارتفاعهما معا، أو يمكن ذلك.
فقولنا (ما يمتنع فيها اجتماع طرفيها وارتفاعهما معا ) هذا تعريف مانعة الجمع والخلو الموجبة.
وقولنا ( أو يمكن ذلك ) أي يجوز أن يجتمعا ويجوز أن يرتفعا وهذا تعريف مانعة الجمع والخلو السالبة فمفهوم السالبة بالضد من مفهوم الموجبة.

مثال مانعة الجمع والخلو الموجبة: إما أن يكون العدد زوجا أو فردا.
فطرفاها هما المقدم ( العدد زوج ) والتالي وهو ( العدد فرد )، وهما لا يجتمعان فيستحيل أن يكون العدد الواحد زوجا وفردا معا، ولا يرتفعان أي لا يخلو العدد منهما فيستحيل أن يوجد عدد وهو ليس بزوج أو فرد.

مثال آخر: إما أن يكون الشيء موجودا أو معدوما.
فيستحيل أن يتصف الشيء بالوجود والعدم معا، ويستحيل أن يخلو الشيء من الوجود والعدم بل الشيء إما أن يتصف بالوجود فقط، أو بالعدم فقط.
فهي قضية شرطية منفصلة مانعة جمع وخلو موجبة.

مثال آخر: الإنسان إما مؤمن أو كافر.
فيستحيل أن يجتمعا فيكون الإنسان مؤمنا وكافرا معا، ويستحيل أن يرتفعا فيكون الإنسان لا مؤمنا ولا كافرا.
فهي قضية شرطية منفصلة مانعة جمع وخلو موجبة.

ومثال مانعة الجمع والخلو السالبة: ليس إما أن يكون العدد زوجا أو منقسما بمتساويين.
فالعدد الواحد يمكن أن يجتمع فيه الزوجية والانقسام بمتساويين لأنه في الحقيقة الانقسام بمتساويين صفة العدد الزوجي، ويمكن أن يرتفع العدد عنهما بأن يكون فردا.

مثال: ليس إما أن يكون الإنسان مؤمنا أو صائما.
فيجتمعان في المؤمن الصائم، ويرتفعان في الكافر غير الصائم.
فهي قضية شرطية منفصلة مانعة جمع وخلو سالبة.

ومانعة الجمع فقط هي: ما يمتنع فيها اجتماع طرفيها ويجوز ارتفاعهما، أو يمكن العكس.
ومعنى ( يمكن العكس ) أي يجوز اجتماع طرفيها ويمتنع ارتفاعهما وذلك في السالبة لأنها بالضد من الموجبة.

مثال مانعة الجمع الموجبة: إما أن يكون الجسم أبيض أو أسود.
فيستحيل اجتماعهما بأن يكون الجسم أبيض وأسود معا، ويجوز ارتفاعهما كأن يكون أحمر.

مثال آخر: إما أن يكون هذا الشيء شجرا أو حجرا.
فيستحيل اجتماعهما بأن يكون شجرا وحجرا معا، ويجوز ارتفاعهما كأن يكون حيوانا.

مثال آخر: الصلاة إما أن تكون واجبة أو مستحبة.
فيستحيل اجتماعهما بأن تكون الصلاة واجبة ومستحبة معا، ويجوز ارتفاعهما كأن تكون الصلاة محرمة كما في أوقات النهي.

ومثال مانعة الجمع السالبة: ليس إما أن يكون الجسم غير أبيض أو غير أسود.
فهنا طرفان ( غير الأبيض ) و ( غير الأسود ) وهما يجتمعان معا كما في الأحمر فإنه غير أبيض وغير أسود ولكن يستحيل أن يرتفعا معا؛ لأن عبارة غير الأبيض تشمل كل الألوان عدا الأبيض، فإذا ارتفع فمعناه ارتفاع كل الألوان عدا الأبيض، وعبارة غير الأسود تشمل كل الألوان عدا الأسود، فإذا ارتفع فمعناه ارتفاع كل الألوان عدا الأسود، فإذا جوزنا ارتفاعهما معا فقد جوزنا ارتفاع كل الألوان ويكون الجسم غير متلون بأي لون وهذا محال.

مثال آخر: ليس إما أن تكون الصلاة غير واجبة أو غير مستحبة.
فيجوز اجتماعهما كما في الصلاة المحرمة فإنها غير واجبة وغير مستحبة، ويستحيل ارتفاعهما معا؛ لأن عبارة غير واجبة تشمل كل الأحكام عدا الوجوب، وعبارة غير مستحبة تشمل كل الأحكام عدا الاستحباب فإذا رفعناهما معا فمعناه خلو الصلاة من أي حكم شرعي وهذا مستحيل في الشرع.

ومانعة الخلو فقط هي: ما يمتنع فيها ارتفاع طرفيها ويجوز اجتماعهما، أو يمكن العكس.
ومعنى ( يمكن العكس ) أي يجوز ارتفاع طرفيها ويمتنع اجتماعهما وذلك في السالبة لأنها بالضد من الموجبة.

مثال مانعة الخلو الموجبة: الجسم إما أن يكون غير أبيض أو غير أسود.
فيجوز اجتماعهما كما في الأحمر ويمتنع ارتفاعهما كما بيناه قبل قليل في مانعة الجمع السالبة.

مثال آخر: إما أن يكون هذا الشيء لا شجرا أو لا حجرا.
فيجوز اجتماعهما كأن يكون هذا الشيء حيوانا، ويمتنع ارتفاعهما؛ لأن عبارة ( لا شجر ) تشمل كل شيء عدا الشجر، وعبارة ( لا حجر ) تشمل كل شيء عدا الحجر فإذا جوزنا ارتفاعهما فمعناه أن يخلو هذا الشيء من أي شيء يمكن أن يسمى به فلا هو شجر ولا حجر ولا حيوان ولا جماد ولا أي شيء وهذا محال.

مثال: المؤمن إما أن يجد جزاء طاعته في الدنيا أو يجدها في الآخرة.
فيجوز أن يجتمعا فيجد جزاء طاعته في الدنيا وفي الآخرة، ولكن يمتنع في الشرع أن لا يجد جزاء طاعته لا في الدنيا ولا في الآخرة.

ومثال مانعة الخلو السالبة: ليس إما أن يكون الجسم أبيض أو أسود.
فيستحيل اجتماعهما بأن يكون الجسم أبيض وأسود معا، ويجوز ارتفاعهما كأن يكون أحمر.

مثال آخر: ليست الصلاة إما أن تكون واجبة أو مستحبة.
فيستحيل اجتماعهما بأن تكون الصلاة واجبة ومستحبة معا، ويجوز ارتفاعهما كأن تكون محرمة.

فتلخص أن حالات المنفصلة ست:
1- ( لا يجتمعان ولا يرتفعان ) مانعة جمع وخلو موجبة.
2- ( يجتمعان ويرتفعان ) مانعة جمع وخلو سالبة.
3- ( لا يجتمعان ويرتفعان ) مانعة جمع موجبة.
4- ( يجتمعان ولا يرتفعان ) مانعة جمع سالبة.
5- ( يجتمعان ولا يرتفعان ) مانعة خلو موجبة.
6- ( لا يجتمعان ويرتفعان ) مانعة خلو سالبة.

تنبيهان:
الأول: ظهر مما سبق أن الفرق بين الحالة الثالثة ( مانعة الجمع الموجبة ) والحالة السادسة ( مانعة الخلو السالبة ) هو في الإيجاب والسلب ولذا فيمكن التمثيل بنفس المثال في الحالتين الأول لا يحوي ليس والثاني فيه ليس.
مثل الجسم إما أبيض أو أسود لمانعة الجمع الموجبة، وليس إما أن يكون الجسم أبيض أو أسود لمانعة الخلو السالبة.
وكذا ظهر أن الفرق بين الحالة الرابعة ( مانعة الجمع السالبة ) والحالة الخامسة ( مانعة الخلو الموجبة ) هو في الإيجاب والسلب ولذا يمكن التمثيل بنفس المثال في الحالتين الأول يحوي ليس والثاني خال منها.
مثل ليس إما أن يكون الجسم غير أبيض أو غير أسود، والجسم إما أن يكون غير أبيض أو غير أسود. تأمل.

الثاني: ظهر أيضا أن مناسبة التسمية تظهر في الموجبة فقط فمانعة الجمع والخلو الموجبة يتحقق فيها منع الجمع والخلو، بينما مانعة الجمع والخلو السالبة بالعكس لا يوجد فيها منع جمع ولا منع خلو ولو أردنا أن نسميها باسم يناسبها لقلنا مجيزة الجمع والخلو وكذا قل في البقية.
وهذا أيضا ينطبق على غير هذا الموضع مثل تسمية القضية بالحملية أي يحمل فيها شيء على شيء كما في زيد قائم، ولكن السالبة يوجد فيها سلب الحمل لا الحمل كما في زيد ليس بقائم.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين مانعة الجمع والخلو ومانعة الجمع ومانعة الخلو؟
2- كيف تفرق بين الموجبة والسالبة من كل قسم من أقسام المنفصلة الثلاثة؟
3- إذا كانت مانعة الجمع والخلو السالبة يجوز فيها الجمع والخلو معا فلم سميت بذلك؟

( تمارين )

بيّن نوع المنفصلة فيما يأتي:
( القرآن إما حجة لك أو حجة عليك ) ( ليس الطعام إما أن يكون حلوا أو حامضا ) ( التجارة إما ربح أو خسارة ) ( ليس الاسم إما مرفوع أو منصوب ) ( ليس الاسم إما غير مرفوع أو غير منصوب ) ( مثل الجليس الصالح كحامل المسك: إما أن يُحذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ).
يحذيك= يمنحك من مسكه، تبتاع منه= تشتري منه.
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم كيف تفرق بين مانعة الجمع والخلو ومانعة الجمع ومانعة الخلو؟
مانعة الجمع والخلو: تمنع الاجتماع بين طرفيها وتمنع الارتفاع وهذا في الموجبة، أما السالبة فيجوز الاثنين
مانعة الجمع: تمنع الجمع وتجيز الارتفاع بين طرفيها في الموجبة والعكس أنها تجيز الجمع وتمنع الارتفاع في السالبة
أما مانعة الخلو فعلى عكس مانعة الجمع: فهي تمنع الارتفاع وتجيز الجمع في الموجبة، والعكس أنها تمنع الجمع وتجيز الارتفاع في السالبة

2- كيف تفرق بين الموجبة والسالبة من كل قسم من أقسام المنفصلة الثلاثة؟
الموجبة في مانعة الجمع والخلو على اسمها تمنع الاثنين وفي السالبة العكس
الموجبة في مانعة الجمع على اسمها تمنع الجمع فقط وتجيز الارتفاع وفي السالبة العكس أنها تجيز الجمع وتمنع الارتفاع
الموجبة في مانعة الخلو على اسمها تمنع الارتفاع فقط وتجيز الجمع وفي السالبة العكس أنها تمنع الجمع وتجيز الارتفاع

3- إذا كانت مانعة الجمع والخلو السالبة يجوز فيها الجمع والخلو معا فلم سميت بذلك؟
لأن مناسبة التسمية للموجبة، مانعة الجمع والخلو: اسمها للموجبة فقط والسالبة على عكس تلك التسمية


( تمارين )

بيّن نوع المنفصلة فيما يأتي:
( القرآن إما حجة لك أو حجة عليك )
لا يمكن أن يجتمعا ولا يمكن أن يرتفعا
مانعة جمع وخلو موجبة


( ليس الطعام إما أن يكون حلوا أو حامضا )
يمكن أن يجتمعا فيكون حلوا حامضا ويمكن أن يرتفعا فيبقى المر وغيره
مانعة جمع وخلو سالبة

( التجارة إما ربح أو خسارة )
لا يمكن أن يجتمعا ولا يمكن أن يرتفعا
جامعة منع وخلو موجبة
( ليس الاسم إما مرفوع أو منصوب )
لا يمكن أن يجتمعا ويمكن أن يرتفعا فيبقى المجرور
مانعة خلو سالبة
( ليس الاسم إما غير مرفوع أو غير منصوب )
يمكن أن يجتمعا فيكون المجرور ولا يمكن أن يرتفعا
مانعة جمع سالبة

( مثل الجليس الصالح كحامل المسك: إما أن يُحذِيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة ).
يحذيك= يمنحك من مسكه، تبتاع منه= تشتري منه.
يمكن أن تجتمع تلك الأطراف الثلاث ولا يمكن أن ترتفع كلها فلا يكون أي شيء منها
مانعة خلو موجبة

والله أعلم
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

جزاك الله خيرا.
جواب موفق.
ولكن قولنا التجارة إما ربح وإما خسارة يمكن أن يرتفعا فيرجع التاجر من تجارته برأس ماله من غير أن يربح شيئا أو يخسر شيئا.
تكون مانعة جمع موجبة.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

الدرس الرابع في المرفقات.
وسنتوقف قليلا كي يراجع الإخوة الدرس.
 

المرفقات

  • الدرس الرابع من شرح إيساغوجي.pdf
    133.7 KB · المشاهدات: 0

سالم سعيد سعد

:: متفاعل ::
إنضم
5 مايو 2011
المشاركات
368
الكنية
أبو أنس
التخصص
شريعه
المدينة
الشقيق
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

جزاكم الله خيرا وغفر لكم هل من الممكن ان يكون الحكم على الشرطيه اللزوميه والاتفاقيها مختلف من شخص الى اخر ومثاله اذا سمع نعيق الغراب فستحصل مصيبه فهذه تعتبر في نظر من يعتقد هذا انها لزوميه وفي نظر الموحد انها اتفاقيه فيكون الحكم هنا نسبي اسكنكم الله الجنة
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

جزاكم الله خيرا وغفر لكم هل من الممكن ان يكون الحكم على الشرطيه اللزوميه والاتفاقيها مختلف من شخص الى اخر ومثاله اذا سمع نعيق الغراب فستحصل مصيبه فهذه تعتبر في نظر من يعتقد هذا انها لزوميه وفي نظر الموحد انها اتفاقيه فيكون الحكم هنا نسبي اسكنكم الله الجنة
آمين.
قد صرحوا بأن اللزومية مبنية على علاقة واقعية ولذا أخذوا في تحديد هذه العلاقة وذكروا أربع علاقات تعرضنا للعلية فقط.
فبالتالي تكون اللزومية هي ذات العلاقة الواقعية.
فمن اعتقد في قضية أنها لزومية وهي في الواقع اتفاقية فهذا قد وقع في الجهل المركب وبالإمكان مطالبته ببيان نوع العلاقة التي يدعي أنها موجودة بين قضيتين.
لا أن يقال هي بالنسبة لفلان لزومية وبالنسبة لفلان اتفاقية ويكون المنطق قد أقر الجميع.
بل ينظر إلى الواقع فإن كان يوجد دليل على تلك العلاقة فهي لزومية وإلا فتكون اتفاقية.
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( الفقرة السابعة والعشرون )

( التناقض )


قد علمتَ أن القضية قول يحتمل الصدق والكذب، وأنها إما أن تكون حملية وإما أن تكون شرطية وللحملية أقسام وللشرطية أقسام قد سبق بيانها فهذا ما يتعلق بأقسام القضية.
وأما أحكام القضية فأولها التناقض.

والتناقض هو: اختلاف قضيتين بالإيجاب والسلب بحيث يقتضي صدق أحدهما وكذب الأخرى.
أي أن التناقض يكون بين قضيتين إحداهما موجبة، والأخرى سالبة، وبين معنى القضيتين غاية التنافي بحيث إذا صدقت إحداهما، فلا بد أن تكون الثانية كاذبة، وإذا كذبت إحداهما فلا بد أن تكون الثانية صادقة.

مثال: زيد قائم.
هذه قضية موجبة، فإذا أردنا أن نذكر نقيضها نقول: زيد ليس بقائم، وهذه قضية سالبة.
ونجد أنه إذا صدقت القضية الأولى بأن كان زيد قائما في الواقع، فستكذب القضية الثانية، وإذا صدقت القضية الثانية بأن كان زيد ليس بقائم في الواقع، فستكذب القضية الأولى، فهذا هو التناقض.

فالقضيتان المتناقضتان ( لا يجتمعان ولا يرتفعان ).
ومعنى لا يجتمعان = معنى لا يصدقان معا، أي إذا صدقت إحداهما، كذبت الأخرى.
ومعنى لا يرتفعان= معنى لا يكذبان، أي إذا كذبت إحداهما فلا بد أن تصدق الثانية، ولا يمكن أن يكذبان معا ويخلو الموضوع عنهما فلا يتصف لا بمحمول القضية الأولى ولا بمحمول القضية الثانية.

مثال: الله ربنا.
هذه قضية موجبة يؤمن بها كل الخلق إلا من شذ، وأما الملحدون فيقولون الله ليس ربنا وهذه قضية سالبة فلا يمكن أن يجتمعا بأن يكون الله ربا وليس ربا، ولا يمكن أن يرتفعا بأن لا يتصف الله سبحانه بالربوبية ولا بعدمها معا فتكون القضيتان السابقتان متناقضتين.

مثال: محمد رسول الله.
هذه قضية موجبة يؤمن بها المسلمون، وأما الكفار فيقولون محمد ليس برسول الله، وهذه قضية سالبة فإما أن تكون الأولى هي الصادقة في الواقع، وإما أن تكون الثانية.
وبما أنه قد ثبت بالبرهان صدق الأولى، فتكون الثانية كاذبة قطعا.

فتلخص من ذلك أن التناقض هو نوع تلازم بين قضيتين، ولكنه تلازم تعاندي فإذا صدقت إحداهما لا بد أن تكذب الثانية، وإذا كذبت إحداهما فلا بد أن تصدق الثانية فهما لا يجتمعان ولا يرتفعان.

ومعرفة التناقض تعين على الاستدلال السليم.
بيانه:
إذا أردت أن تستدل على صحة قضية ما فسيكون عندك خياران:
الأول: أن تثبت صحة القضية التي تؤمن بها بالدليل.
الثاني: أن تثبت بطلان القضية المناقضة للقضية التي تؤمن بها بالدليل.

مثال: إذا جرت بينك وبين أحد الملاحدة مناظرة حول إثبات وجود الله سبحانه فلك طريقان:
الأول: أن تثبت بالدليل أن ( الله موجود ) فيبطل مباشرة القضية التي يؤمن بها الملحد وهي ( الله ليس بموجود ) لأنهما قضيتان متناقضتان وبما أنك أثبت صدق الأولى فيثبت بشكل تلقائي كذب الثانية لأنهما لا يجتمعان.

الثاني: أن تثبت بالدليل بطلان أن ( الله ليس بموجود ) كما يعتقد الملحد، فيثبت مباشرة صحة القضية التي تؤمن بها وهي أن ( الله موجود ) لأنهما قضيتان متناقضتان وبما أنك أثبت كذب الثانية فيثبت بشكل تلقائي صدق الأولى لأنهما لا يرتفعان.
أي أنك لا تحتاج أن تستدل مرتين مرة في الإثبات ومرة في النفي.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم كيف تعرف أنه يوجد تناقض بين قضيتين ؟
2- ما معنى قولهم إن النقيضين لا يصدقان ولا يكذبان؟
3- ما هي فائدة معرفة التناقض؟
 

صفاء الدين العراقي

::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
إنضم
8 يونيو 2009
المشاركات
1,647
الجنس
ذكر
التخصص
.....
الدولة
العراق
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( الفقرة الثامنة والعشرون )

( شروط التناقض )

قد علمتَ أن التناقض هو: اختلاف قضيتين بالإيجاب والسلب بحيث يقتضي صدق أحدهما وكذب الأخرى.
ثم إن للتناقض ثمانية شروط هي:
1- الاتحاد في الموضوع.
فلو اختلفت القضيتان في الموضوع لم تتناقضا.
مثال: زيد قائم، عمرو ليس بقائم.
فلا تناقض لاختلاف الموضوع في القضيتين لأن موضوع القضية الأولى زيد، وموضوع الثانية عمرو.

2- الاتحاد في المحمول.
فلو اختلفت القضيتان في المحمول لم تتناقضا.
مثال: زيد قائم، زيد ليس بنائم.
فلا تناقض لاختلاف المحمول في القضيتين لأن محمول القضية الأولى قائم، ومحمول الثانية نائم.

3- الاتحاد في الزمان.
فلو اختلفت القضيتان في الزمان لم تتناقضا.
مثال: زيد قائم الآن، زيد ليس بقائم قبل ساعة.
فلا تناقض لاختلاف الزمان في القضيتين لأن زمان القضية الأولى الآن، وزمان الثانية قبل ساعة.

4- الاتحاد في المكان.
فلو اختلفت القضيتان في المكان لم تتناقضا.
مثال: زيد قائم في الشارع، زيد ليس بقائم في البيت.
فلا تناقض لاختلاف القضيتين في المكان لأن مكان القضية الأولى هو الشارع، ومكان الثانية هو البيت.

5- الاتحاد في الإضافة.
فلو اختلفت القضيتان في الإضافة لم تتناقضا.
مثال: زيد أكبر من عمرو، زيد ليس بأكبر من سعيد.
فلا تناقض لاختلاف القضيتين في الإضافة لأن المقصود هو زيد أكبر سنا بالإضافة إلى عمرو، ولكنه ليس أكبر سنا بالإضافة والقياس إلى سعيد.

6- الاتحاد في القوة والفعل.
فلو اختلفت القضيتان في القوة والفعل لم تتناقضا.
وقد مرّ عليك أن المقصود بالقوة هو القابلية والجاهزية للتحقق، بينما المراد من الفعل هو التحقق الحالي.
فالبذرة شجرة بالقوة فمتى زرعت وسقيت وتوفرت الظروف المناسبة صارت شجرة، بينما الشجرة التي هي أمامك شجرة بالفعل فهي شجرة الآن لا أنها ستصير شجرة بالمستقبل.
مثال: زيد فقيه بالقوة، زيد ليس بفقيه بالفعل.
فلا تناقض لاختلاف القضيتين بالقوة والفعل لأن المراد في القضية الأولى هو القوة، وفي الثانية هو الفعل.

7- الاتحاد في الجزء والكل.
فلو اختلفت القضيتان في الجزء والكل لم تتناقضا.
مثال: زيد أبيض بعضه، زيد ليس بأبيض كله.
فلا تناقض لاختلاف القضيتين بالجزء والكل لأن المقصود أن بعض زبد أبيض كأسنانه وباطن كفه وأما كله فليس بأبيض كشعره الأسود وقد تكون بشرته سوداء.

8- الاتحاد في الشرط.
فلو اختلفت القضيتان في الشرط لم تتناقضا.
مثال: زيد ناجح إن اجتهد، زيد ليس ناجح إن لم يجتهد.
فلا تناقض لاختلاف القضيتين بالشرط لأن الشرط في القضية الأولى هو الاجتهاد وفي الثانية عدم الاجتهاد.

فهذه هي شروط التناقض ويمكن أن نختصرها ( باتحاد الموضوع والمحمول والقيود في القضيتين ).
فلكي يتحقق التناقض لا بد أن يحصل الاتحاد في كل ما سبق ويكون الاختلاف في الإيجاب والسلب.

ثم إن فائدة معرفة هذه الوحدات الثماني التي هي شروط التناقض تكمن في رفع التعارض الظاهري بين القضايا، وكثيرا ما يتوهم الناظر وجود التعارض والتناقض بين النصوص الشرعية فيأتي العالِمُ فيرفع التناقض بذكر تخلف شرط من شروط التناقض فيندفع الإشكال.

مثال: قال الله تعالى: ( وما رميتَ إذْ رميتَ ولكنّ اللهَ رمى ).
فقوله تعالى ( وما رميت ) نفي للرمي عنه.
وقوله ( إذْ رميتَ ) إثبات للرمي له.
فالأولى= ما رميت يا رسول الله.
والثانية= قد رميت يا رسول الله.
وهذا تناقض - في الظاهر- فكيف السبيل؟

والجواب: هو أنه قد جاء في الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم في معركة بدر أخذ حفنة من تراب ثم رماها على المشركين فلم يبق أحد منهم إلا ووقع عليه التراب.
ولا شك أن الرمي والإلقاء حصل من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن التسديد والإصابة كان من الله سبحانه وإلا كيف لذلك التراب القليل أن يصل إلى ذلك العدد الغفير من المشركين فهي معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم.
فتكون النتيجة هكذا:
ما رميت يا رسول الله أي أوصلت وأصبت.
قد رميت يا رسول الله أي ألقيت.
أي أن المحمول في القضيتين مختلف من حيث المعنى فلا تناقض.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم ما هي شروط التناقض؟
2- عبّر بعبارة مختصرة عن تلك الشروط؟
3- ما هي فائدة معرفة شروط التناقض؟

( تمارين )

بيّن سبب عدم التناقض بين القضايا الآتية:
1- ( محمد رسول الله- مسيلمة ليس برسول الله ).
2- ( القرآن هدى للمتقين- القرآن ليس هدى للكافرين ).
3- ( بنو إسرائيل أفضل العالمين في زمانهم- بنو إسرائيل ليسوا بأفضل العالمين بعد البعثة ).
4- ( إن الله أباح الزواج بأكثر من امرأة إن عدل بينهن- إن الله لم يبح الزواج بأكثر من امرأة إن لم يعدل بينهن).
5- ( أبو عبيدة خليفة بالقوة- أبو عبيدة ليس بخليفة بالفعل ).
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

أستاذنا الفاضل
على الرغم من انقطاعي عن الحل في الفترة الماضية إلا أنني سأحاول حل أسئلة هذا الدرس
أسأل الله التيسير

بيّن سبب عدم التناقض بين القضايا الآتية:
1- ( محمد رسول الله- مسيلمة ليس برسول الله ).
لا تناقض لاختلاف الموضوع في القضيتين لأن موضوع القضية الأولى محمد صلى الله عليه وسلم، وموضوع الثانية مسيلمة عدو الله
2- ( القرآن هدى للمتقين- القرآن ليس هدى للكافرين ).
لا تناقض لاختلاف المحمول في القضيتين لأن محمول القضية الأولى المتقون، ومحمول الثانية الكافرون
3- ( بنو إسرائيل أفضل العالمين في زمانهم- بنو إسرائيل ليسوا بأفضل العالمين بعد البعثة ).
لا تناقض لاختلاف الزمان في القضيتين لأن زمان القضية الأولى زمان بني إسرائيل، وزمان الثانية بعد البعثة
4- ( إن الله أباح الزواج بأكثر من امرأة إن عدل بينهن- إن الله لم يبح الزواج بأكثر من امرأة إن لم يعدل بينهن).
لا تناقض لاختلاف القضيتين بالشرط لأن الشرط في القضية الأولى هو العدل بينهن وفي الثانية عدم العدل بينهن
5- ( أبو عبيدة خليفة بالقوة- أبو عبيدة ليس بخليفة بالفعل ).
لا تناقض لاختلاف القضيتين بالقوة والفعل لأن المراد في القضية الأولى هو القوة، وفي الثانية هو الفعل
 

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

( مناقشات )

1- في ضوء ما تقدم كيف تعرف أنه يوجد تناقض بين قضيتين ؟
يظهر ذلك من خلال تنافي القضيتين سلبا وإيجابا، فإحداهما صادقة والأخرى كاذبة تبعا لذلك.

2- ما معنى قولهم إن النقيضين لا يصدقان ولا يكذبان؟
أي لا يجتمعان معا في كونهما قضيتان صادقتان فلا بد أن تكون قضية واحدة صادقة ولا يرتفعان معا في كونهما كاذبان فلا بد من واحدة فقط كاذبة

3- ما هي فائدة معرفة التناقض؟

الفائدة من ذلك أو الثمرة في معرفة الاستدلال السليم لصحة قضية ما أو بطلانها، فيتم إثبات صحة القضية الأولى وهذا يقتضي كذب الاخرى المناقضة أو العكس يتم إثبات بطلان الثانية فيتم تبعا لذلك إثبات صحة الأولى

والله أعلم
 
التعديل الأخير:

أم عبد الله السرطاوي

:: نائبة فريق طالبات العلم ::
إنضم
13 يونيو 2010
المشاركات
2,308
التخصص
شريعة/ هندسة
المدينة
***
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: دروس في شرح المنطق سهلة وواضحة.

مثال: قال الله تعالى: ( وما رميتَ إذْ رميتَ ولكنّ اللهَ رمى ).
فقوله تعالى ( وما رميت ) نفي للرمي عنه.
وقوله ( إذْ رميتَ ) إثبات للرمي له.
فالأولى= ما رميت يا رسول الله.
والثانية= قد رميت يا رسول الله.
وهذا تناقض - في الظاهر- فكيف السبيل؟

والجواب: هو أنه قد جاء في الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم في معركة بدر أخذ حفنة من تراب ثم رماها على المشركين فلم يبق أحد منهم إلا ووقع عليه التراب.
ولا شك أن الرمي والإلقاء حصل من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن التسديد والإصابة كان من الله سبحانه وإلا كيف لذلك التراب القليل أن يصل إلى ذلك العدد الغفير من المشركين فهي معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم.
فتكون النتيجة هكذا:
ما رميت يا رسول الله أي أوصلت وأصبت.
قد رميت يا رسول الله أي ألقيت.
أي أن المحمول في القضيتين مختلف من حيث المعنى فلا تناقض.

ما شاء الله اللهم بارك
نفع الله بكم شيخنا ونفعنا بعلمكم
مثال رائع وقد استفدت كثيرا ..
أسأل الله أن ترفلوا بالصحة والعافية أنتم وأهلكم وذريتكم ومن كل نعيم من الدنيا والآخرة
اللهم آمين
 
أعلى