سهيلة حشمت
:: مطـًـلع ::
- إنضم
- 3 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 179
- التخصص
- فقه
- المدينة
- 000000000
- المذهب الفقهي
- شافعى
درء الشكوك عن أحكام التروك
ابن حنفية العابدين بن محي الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيآت أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
"يـا أيهـا الذين آمنـوا اتقـوا اللــه حق تقاتــه ولا تموتـن إلا وأنتــم مسلمـون" .
"يـا أيهـا النـاس اتقـوا ربكـم الذي خلقكم من نفس واحـدة وخلق منـها زوجها وبث منهما رجـالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا" .
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيم"
أما بعد: فاعلم أيها المسلم أن الله تبارك وتعالى قد أنزل القرآن الكريم على عبده ورسوله محمدe، وجعله نورا يهدي به من يشاء من عباده، قال تعالى:"ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا".ثم اعلم أن الاهتداء بهذا النور متوقف على الأخذ بالسنة، التي أوحاها الله إلى نبيه أيضا، وجعلها بيانا لكتابه، قال تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون".وقد سأل سعد بن هشام بن عامر أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - عن خلق رسول الله eقالت: "ألست تقرأ القـرآن؟"، قلت: "بلى"، قالت: "فإن خلق نبي اللهeكان القرآن"، قال هشام: "فهممت أن أقوم ولا أسأل أحدا عن شيء حتى أموت[1]". فخلق النبي e فيه كمال العمل، والقرآن الكريم فيه كمال العلم، فالتقى الكمالان . قال النووي رحمه الله شارحا إياه: "معناه العمل به، والوقوف عند حدوده، والتأدب بآدابه، والاعتبار بأمثاله وقصصه، وتدبره وحسن تلاوته"[2].ومن هنا فلا سبيل إلى سلوك الصراط المستقيم الذي افترض الله تعالى علينا اتباعه، وطلب الهداية إليه في كل ركعة من صلواتنا، إلا باتباع هذا النبي الكريم، ذلك أن صراط الله واحد غير متعدد، قال تعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتـفرق بكم عن سبيله".ولأن الصراط الموصل إلى الله تعالى، إنما هــو صراط رسولهeكما قال تعالى: "وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات وما في الارض"، فمن أنكر السنة، أو شيئا منها حاز وصف من قال الله فيهم: "ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله". إن النبيeقد بين معالم الصراط، كما أوضح تفاصيل الصراط، فإنه ما ترك خيرا إلا وأرشد إليه، ولا شرا إلا حذر منه، وأسعد الناس بشريعتـه؛ من هداه الله إلى الصراط، ثم هداه في الصراط، أعني هداه إلى الإسلام في جملته وتفصيله، وقد قال النبيeلعلي رضي الله عنـه: "قل اللهم اهدني وسددني، واذكر بالهدى؛ هدايتك الطريق، وبالسداد؛ سداد السهم"[3]، والسداد إصابة القصد قولا وفعلا، قال ابن الأثير: "والمعنى إذا سألت الله الهدي فأخطر بقلبك هداية الطريق، وسل الله الاستقامة فيه، كما تتحراه في سلوك الطريق، لأن سالك الفلاة يلزم الجادة لا يفارقها خوفا من الضلال، وكذلك الرامي إذا رمى شيئا سدد السهم نحوه ليصيبه،،،"[4]. وتوحيد المتابعة للنبيe[ لا يتم إلا باتباعه في الجملة والتفصيل، لا أحد يستغني عن اتباعه في شيء، وكيفما كانت منزلته، حتى الأنبياء والرسل، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلااتباعى.