صلاح بن خميس الغامدي
قاضي بوزارة العدل السعودية
- إنضم
- 27 أبريل 2008
- المشاركات
- 103
- الإقامة
- الدمام - المنطقة الشرقية
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو أحمد
- التخصص
- الفقه
- الدولة
- السعودية
- المدينة
- الدمام حرسها الله
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
الصدق
الحمد لله وحده وبعد ..
لا أحد يستطيع أن يجادل في منزلة وفضل هذا الخلق الكبير ، وقد يستغرب البعض الكتابة في هذا الموضوع ، ولكن قد يتفق معي بعض الإخوة الأفاضل على أن هذا الخلق العظيم بدأنا نفقده حتى عند من نرجو فيهم الخير ! وإذا فقد الصدق حل محله بلا شك الكذب
أنا لا أتكلم عن الكذب في رواية الحديث أو في النقل الكاذب عن أهل العلم ، أو نحو ذلك . لا .. إنما أتكلم عن التعاملات اليومية بين الناس وما يحصل فيها من تجاوزات ، وسببها بلا شك حب الدنيا والحرص عليها ، بكل ما تعنيه هذه العبارة .
كلنا يحفظ الحديث المتفق عليه والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليَصْدُقُ؛ حتى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِبُ، حتى يكْتَبَ عند الله كذابًا) .
وضد الصدق ونقيضه الكذب ، والسؤال الذي يطرح : ما مستوى العلاقة مع الكاذب ، وما قدر الثقة به ؟
الكذب أخي الكريم كما لا يخفى عليك أمره عظيم ، وللأسف أننا نقول أن هذا الذنب العظيم قد تساهل به البعض ، تأمل أخي الكريم فيما روي عن عبد الله بن عامر -رضي الله عنه- قال: دعتني أمي يومًا -ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا- فقالت: تعالَ أعطِك، فقال لها: (ما أردتِ أن تعطيه؟). قالت: أردتُ أن أعطيه تمرًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنك لو لم تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة) رواه أبو داود ، أمر يسير جداً لا يخطر على بال ، بل قد يكون محتقرا عند البعض ، ولكن كان التعنيف والتحذير منه يدل دلالة واضحة على خطورة هذا الأمر ، حتى وإن كان شيئا محتقرا .
الكذب من صفات المنافق ( إذا حدّث كذب ) ، ومن الكذب ما رواه مسلم في صحيحه (ذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب) ، لأنه قولٌ ـ في الغالب ـ يخالف الحقيقة .
أخي المسلم
انتشر الكذب بين الناس ، فلا تكاد تثق إلا بالقليل منهم، وتوسّع البعض ـ حتى من أهل الخير ـ في التورية والمعاريض ـ والتي لا تكون إلا عند الحاجة ـ حتى ولج البعض في الكذب من حيث لا يشعر ، ومعلومٌ أن المعاريض لا تجوز إذا اقتطع بها حق مسلم أياً كان هذا الحق حتى وإن كان هذا الاقتطاع يسيراً ، ولو بإشارة يسيرة ، أو ترتب عليه أنك أخذت حق غيرك ولو بثناءٍ لا تستحقه بسبب هذه الكذبة ، لأن الله تعالى قال ( ...وإن كان مثقال حبة من خردلٍ أتينا بها ...) الآية ، فلا تستهن أخي الكريم بالكذب .
لماذا انحسر الصدق وبدأ الكذب في الانتشار ، هل هو ضعف المراقبة ؟ أم لفت الأنظار بسرعة البديهة وسرعة الرد ؟ أم ضعف الشخصية ؟ أم النهم والحرص على الدنيا ؟ أم ماذا ؟
إن الصدق في حقيقته ، هو صدق التعامل مع الله تعالى ومراقبته في الحركات والسكنات ، فالله تعالى يعلم ولا تخفى عليه أعمالك ، قل الحق وإن كان على نفسك وأنسب الخير لأهله ، ولا تنتزع بالكذب أو بالتعريض حقا ليس لك ، فالعاقبة ليست بحسنة لمن كان هذا طريقه .
الكلام في فضيلة الصدق طويل ، بذكر تعريفه وأسبابه وطرق علاجه ، والنصوص الدالة عليه ، والمحذرة من نقيضه كثيرة معلومة ، ولكني أحببت أن أتكلم عما يمس واقعنا ، ذكرت مثالا أو مثالين ، والأمثلة في واقعنا أكثر.
جنبنا الله وإياكم طرق الضلال ، وألهمنا وإياكم رشدنا .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
الحمد لله وحده وبعد ..
لا أحد يستطيع أن يجادل في منزلة وفضل هذا الخلق الكبير ، وقد يستغرب البعض الكتابة في هذا الموضوع ، ولكن قد يتفق معي بعض الإخوة الأفاضل على أن هذا الخلق العظيم بدأنا نفقده حتى عند من نرجو فيهم الخير ! وإذا فقد الصدق حل محله بلا شك الكذب
أنا لا أتكلم عن الكذب في رواية الحديث أو في النقل الكاذب عن أهل العلم ، أو نحو ذلك . لا .. إنما أتكلم عن التعاملات اليومية بين الناس وما يحصل فيها من تجاوزات ، وسببها بلا شك حب الدنيا والحرص عليها ، بكل ما تعنيه هذه العبارة .
كلنا يحفظ الحديث المتفق عليه والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليَصْدُقُ؛ حتى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِبُ، حتى يكْتَبَ عند الله كذابًا) .
وضد الصدق ونقيضه الكذب ، والسؤال الذي يطرح : ما مستوى العلاقة مع الكاذب ، وما قدر الثقة به ؟
الكذب أخي الكريم كما لا يخفى عليك أمره عظيم ، وللأسف أننا نقول أن هذا الذنب العظيم قد تساهل به البعض ، تأمل أخي الكريم فيما روي عن عبد الله بن عامر -رضي الله عنه- قال: دعتني أمي يومًا -ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا- فقالت: تعالَ أعطِك، فقال لها: (ما أردتِ أن تعطيه؟). قالت: أردتُ أن أعطيه تمرًا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنك لو لم تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة) رواه أبو داود ، أمر يسير جداً لا يخطر على بال ، بل قد يكون محتقرا عند البعض ، ولكن كان التعنيف والتحذير منه يدل دلالة واضحة على خطورة هذا الأمر ، حتى وإن كان شيئا محتقرا .
الكذب من صفات المنافق ( إذا حدّث كذب ) ، ومن الكذب ما رواه مسلم في صحيحه (ذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب) ، لأنه قولٌ ـ في الغالب ـ يخالف الحقيقة .
أخي المسلم
انتشر الكذب بين الناس ، فلا تكاد تثق إلا بالقليل منهم، وتوسّع البعض ـ حتى من أهل الخير ـ في التورية والمعاريض ـ والتي لا تكون إلا عند الحاجة ـ حتى ولج البعض في الكذب من حيث لا يشعر ، ومعلومٌ أن المعاريض لا تجوز إذا اقتطع بها حق مسلم أياً كان هذا الحق حتى وإن كان هذا الاقتطاع يسيراً ، ولو بإشارة يسيرة ، أو ترتب عليه أنك أخذت حق غيرك ولو بثناءٍ لا تستحقه بسبب هذه الكذبة ، لأن الله تعالى قال ( ...وإن كان مثقال حبة من خردلٍ أتينا بها ...) الآية ، فلا تستهن أخي الكريم بالكذب .
لماذا انحسر الصدق وبدأ الكذب في الانتشار ، هل هو ضعف المراقبة ؟ أم لفت الأنظار بسرعة البديهة وسرعة الرد ؟ أم ضعف الشخصية ؟ أم النهم والحرص على الدنيا ؟ أم ماذا ؟
إن الصدق في حقيقته ، هو صدق التعامل مع الله تعالى ومراقبته في الحركات والسكنات ، فالله تعالى يعلم ولا تخفى عليه أعمالك ، قل الحق وإن كان على نفسك وأنسب الخير لأهله ، ولا تنتزع بالكذب أو بالتعريض حقا ليس لك ، فالعاقبة ليست بحسنة لمن كان هذا طريقه .
الكلام في فضيلة الصدق طويل ، بذكر تعريفه وأسبابه وطرق علاجه ، والنصوص الدالة عليه ، والمحذرة من نقيضه كثيرة معلومة ، ولكني أحببت أن أتكلم عما يمس واقعنا ، ذكرت مثالا أو مثالين ، والأمثلة في واقعنا أكثر.
جنبنا الله وإياكم طرق الضلال ، وألهمنا وإياكم رشدنا .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين