العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إنما كنــا نخــوض .....

صلاح بن خميس الغامدي

قاضي بوزارة العدل السعودية
إنضم
27 أبريل 2008
المشاركات
103
الإقامة
الدمام - المنطقة الشرقية
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أحمد
التخصص
الفقه
الدولة
السعودية
المدينة
الدمام حرسها الله
المذهب الفقهي
الحنبلي
نستغفر الله ونتوب إليه مما فعله السفهاء ، فو الله إنه قد آلم كل مسلم غيور ما قام به البعض من استهزاء وتنقّص لله جل وعلا ، ومن سوء أدب مع نبينا صلى الله عليه وسلم ، بدعوى حرية التعبير والفكر ، فنشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتعالى الله جل وعلا عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
هو الله سبحانه ، كما قال عن نفسه جل وعلا: (
هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم (22) هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون (23) هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم (24) .
استوقفني جرأة البعض في الكلام على المولى جل وعلا من أولئك الناس الذي غفلوا عنه واستحوذت عليهم الأوهام والشكوك ، وامتلأت قلوبهم بالشبهات والشهوات ، فسبحان الحليم.
قال سبحانه : " رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته ، هل تعلم له سميا " فنفى سبحانه أن يكون له سمي في صفاته أو أفعاله أو في أسمائه ، وقال سبحانه : " وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا " فنفى الله جل وعلا عن نفسه الولد ، ونفى عن أن يكون له شريكٌ ؛ لتفرده سبحانه بالملك ، ولم يكن له نصير بسبب ذل ، ثم قال سبحانه ( وكبره تكبيرا) لعظمته جل وعلا وجلاله.
( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) ، فمن لم يعظم الله تعالى ويقدره قدره ، أو يصمت عن سوء ، فهو ميت القلب.
ألم يقف أولئك الناس عند الآيات الدالة على عظمته سبحانه ومنها قوله جل وعلا :( وما قدروا الله حق قدره ، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة ، والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) الآية. ألم يقرأوا قوله سبحانه( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ) الآية . فقد خر الجبل من تجليه سبحانه ، ألم يسمعوا هذه الآية ؟ ( مالكم لا ترجون لله وقارا ) .
نستغفر الله ونتوب إليه .
يارب عفوك قد طغت أقلامنا
يارب معذرة من الطغيان
أما نبينا صلى الله عليه وسلم فقد قال عنه ربه جل وعلا : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ، حريص عليكم ، بالمؤمنين رءوف رحيم ) الآية ، سبحان الله ، يعزّ على نبينا صلى الله عليه وسلم ويشق عليه ما يسبب لنا المشقة ، وهو فوق ذلك حريص على المؤمنين ، وبهم رءوف رحيم.
هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم فمال بال الفئة الضالة تنال منه ! يخرج عليه السلام إلى الطائف على قدميه يدعو الناس إلى الله ، يُؤذى من أقرب الناس إليه ، فيقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ، لم يفكر يوما في الانتقام لنفسه ، إنما غضبه إذا انتهكت محارم الله تعالى ، أغلظ أحدهم له في العبارة يوما ، فقال وهو يتبسّم :( دعوه فإن لصاحب الحق مقالا) ، من حبه وخوفه على أمته أنه سأل ربه أكثر من مرة أن لا يهلك أمته بسنة عامة ، فأعطاه ربه ذلك .
قرأ صلى الله عليه وسلم يوما قوله تعالى : (إ
ن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ‏) فدعا ربه يارب أمتي ، أمتي ، وبكى ، فجاء جبريل يقول إن الله يقول لك يا محمد (إنا سنرضيك في أمتك ) الله أكبر .
لكل نبي دعوة مستجابة وقد ادّخر دعوته عليه الصلاة والسلام شفاعةً لأمته يوم القيامة عند اشتداد الكرب على الناس ، وكلٌ يقول : نفسي ، نفسي ، وهو يقول : أنا لها ، أنا لها ، فيستأذن على ربه ، فيقع ساجداً تحت العرش ، ثم يفتح الله عليه ويلهمه من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه لأحد قبله ..
ثم يُقال : يا محمد ارفعْ رأسك ، وقل يُسمع لك ، وسلْ تُعط ، واشفع تُشفَّع ..فيرفع رأسه فيقول : يا رب ، أمتي ..أمتي )
هذا هو محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف يقابل بعد ذلك بهذا الجفاء بل بهذا السوء من شرذمة قليلة .
ما ذكرته شيء يسير من فضله وتضحياته، وحبه وخوفه على أمته ، فصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
أحبتي في الله
كما هو معلوم فإن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله من أعظم الكفر ، وقد قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً (57) [الأحزاب ] .
وقد أمر الله تعالى في كتابه العزيز بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواضع كثيرة ، وفي السنة عن
حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) رواه الترمذي وحسنه ، ومن هذا المنطلق كتبت هذه الكلمات .
قال ابن راهويه: ( قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسول الله أنه.. كافر بذلك ، وإن كان مقراً بما أنزل الله) .
ثم إننا نقول إنه ومع هذا القول والبيان يجب أن يعلم ، أن إصدار الأحكام الشرعية على الأشخاص لها اعتبارات معلومة ، وهذه الأمور تكون من جهة ولي أمر البلد بواسطة من أناط بهم ذلك وهي المحكمة الشرعية ، من غير افتئات على أحد ، كما بين ذلك علماءنا في هذه البلاد .
وإننا نحمد الله تعالى ، على ما من علينا في هذه البلاد من إقامة شرع الله تعالى ، والثقة بولاة أمر هذه البلاد كبيرة في الوقوف بحزمٍ تجاه كل ما يمسُّ الدين وثوابته ؛ وهي سياسة هذه البلاد ـ ولله الحمد ـ القائمة على شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهو ما حصل ولله الحمد ، وكما هو معلوم فقد صدر في ذلك بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة المفتي العام ـ وفقه الله ـ برقم25346 قي 16/3/1433هـ يوضح هذه الحادثة والحكم الشرعي فيها ، فهم أهل الفتوى في هذه البلاد ، ومن أنيط بهم توضيح الأحكام الشرعية ، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، ونستغفر الله أولا وآخراً ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: إنما كنــا نخــوض .....

جزاك الله خيرا
 
أعلى