رد: ماهو الراجح في هذة المسالة
أخي عرفات بارك الله فيك على النصيحة وسأعطيك مثلها من باب النصيحة و الأخوة و أعلم قبل ذلك أني أحبك في الله و أحيي فيك محبة طلب العلم.
لا تظن أن جهابذة أي مذهب قليلي الذكاء و الفهم لهذه الدرجة حتى تمر عليهم الأدلة التي ذكرتها دون أن يغيروا رأيهم ، هذا لا يسمى تعصبا للمذهب إنما يسمى فهما للأدلة و أغلب من يظن أن أدلة المخالفين ضعيفة هو الضعيف في حد ذاته و لو فهم حق الفهم أدلتهم لما تجرأ على ذلك لذلك قال السلف العلم ثلاث أشبار من دخل في الشبر الأول تكبر ومن دخل في الشبر الثانى تواضع ومن دخل في الشبر الثالث علم أنه ما يعلم.
إذن الشبر الثالث عندما تفهم جيدا أدلة المخالف و تفهم أنك أمام خلاف عظيم بين جهابذة السلف و لست أنت الجهبذ الذكي الذي يأتي بعد أربعة عشر قرنا ليأتي بالجديد في المسألة ويرفع الخلاف أقول هذا في النصوص التي وصلت لجميع الأطراف و اختلفوا في فهمها لا في النصوص التي لم تصلهم.
لذلك لابد لطالب العلم أن يتواضع و إن رجح قولا في المسألة لا ينعت قول المخالف بالضعيف أو المتعصب بل يتهم فهمه إلى أن يفهم جيدا قول المخالف كما ينبغي وهذه مرتبة لا بد لها من سنوات و سنوات من التمرن، افهم هذه النصيحة جيدا فهي مفيدة و غفل عنها جل طلاب العلم للأسف .
بالنسبة لما ذكرته :
انت اقرا الرد السابق جيدا واجاب علية فقط
بارك الله فيك أخي الكريم ، قرأت جيدا ما كتبتَه و رددت عليه جيدا فحاول أن تعيد قراءة الرد.
نظر في حديت ام قيس فقط فهذا متفق علية
فهمنا لهذا الحديث هو غير فهمك فعد لما قلته في تعريف النضح ثم الحديث لابد له من جمع طرقه حتى تفهمه و الذي في صحيح مسلم عن أم قيس : أَنَّ ابْنَهَا ذَاكَ بَالَ فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ عَلَى بَوْلِهِ وَلَمْ يَغْسِلْهُ غَسْلًا.
فتمعن جيدا قولها يغسله غسلا ، ما فائدة زيادة غسلا إن لم يقصد بها تشديد الغسل و هو العرك ؟ إذن الحديث الذي تشير إليه دليل للمالكية و ليس العكس.
انظر لقولة صلي الله وعلية وسلم فنضحة ولم يغسلة
من مثارات الغلط أن يستعمل مصطلح له عدة معاني وهما أن الرابط باللفظ واحد, ما أخطأت فيه هو خلطك بين فهمك للغسل و فهم المالكية. إذن تمهل و افهم هذه النقطة عندما يقول المالكية غسل يقصدون به صب الماء و الدلك لا الغسل كما تفهمه أنت بمجرد صب الماء ، إن فهت هذه عرفت أن النضح عندهم هو صب الماء لا الغسل إذن قولهم في الحديث لم يغسله يعني لم يعركه و لا يعني لم يصب عليه الماء إذن يكون معنى الحديث صب عليه والماء و لم يعركه.
كيف يمكن حمل النضح علي الغسل
هو يحمل على الغسل بمفهوم اللفظ عندك لكنه عندي هو يحمل على صب الماء دون العرك. إذن عندما أقول يحمل على الغسل أقصد به صب الماء و ليس الغسل الذي يفهمه المالكية إنما استعملت لفظ الغسل لكي تفهم علي فخاطبتك بمصطلحك إذن لكي لا تختلط عليك الألفاظ سأعبر على ذلك بصب الماء.
يعني يكون غسل ولم يغسل كيف هذا
يعني صب الماء و لم يعرك. أنت قلت "يعني يكون غسل" و هنا استعملت الغسل بفهمك أنت ثم قلت " ولم يغسل كيف هذا " و هنا استعملت الغسل بفهم المالكية فأنت تسعمل لفظا بفهمين متغايرين لذلك تقع في التناقض مثال ذلك عندما أقول الهروب من الخدمة العسكرية جبن و الجبن من مشتقات الحليب !!! لا هذا خطأ فالجبن الأول ليس الجبن الثاني.
وماذكرت من قول بن حجر فقد ذكر عن ترجيح سنده
ابن حجر متساهل في التصحيح فلا يلزمنا ما قاله (هنا نتكلم عن حديث ينضح بول الغلام و يغسل بول الجارية).
وقال ورجحة البخاري وما ادرك ما البخاري
البخاري بشر و لو كان صحيحا بصحة أحاديث البخاري لخرجه في صحيحه و بما أنه لم يضعه هناك و هو حديث مهم في بابه تبين أن الحديث فيه مقال. (هنا نتكلم عن حديث ينضح بول الغلام و يغسل بول الجارية)
كنت في مرحلة التعليم الاساسي في الازهر الشريف كان الاساتذة والشيوخ يقولون لنا اصح الكتب بعد كتاب الله البخاري ومسلم
ها أنت بنفسك ترجح ضعف الحديث بهذه المقولة لأن الحديث ليس في البخاري و لو كان صحيحا لكان فيه لأنه مهم في بابه و هذا لا يعني أن كل الصحيح في الصحيح لكن يعني أن كل صحيح على شرط البخاري و مهم في بابه وجب أن يكون في صحيحه و ما لم يكن فيه على هذا الشرط كان فيه مقال (هنا نتكلم عن حديث ينضح بول الغلام و يغسل بول الجارية).
إن الترجيح لم ياتي من قبل البخاري فقط ولا بن حجر بل الدراقطني ايضا رجحة
لا ليس بحجة كلهم بشر يصيبون و يخطئون إنما الحجة في الاجماع لا في الأفراد.
ثم ان بن وهب من اصحاب مالك قال بالنضح وهو ايضا رواية لمالك رواة الوليد بن مسلم عن مالك
أولا هذه تحتاج دليلا فيجب أن تنقل أين ذكر ابن وهب ذلك و ثانيا لا يضر أن يخرج أحد أصحاب المذهب عن المذهب في بعض المسائل فابن وهب عالم يجتهد.
وغير هذا فقد قال بالنضح الامامين الشافعي واحمد بن حنبل وهما من اهل الحديث
لا اشكال في ذلك الأمر واسع كل يرجح ما تبين لديه ,هم لهم أدلتهم و لنا أدلتنا.
كيف لهم ان يرون ان جملة هذة الاحاديث باطلة ويعملون بها
لو تدري كم عمل الفقهاء بالضعيف بل الإمام أحمد من أكثر العلماء أخدا بالضعيف على شروط عنده, الفقهاء يعملون بالضعيف غير شديد الضعف و المرسل كذلك فعملهم به ليس بحجة على تصحيح الأحاديث.
علما بان احمد بن حنبل من اشد المتشديد في امر النجاسة
الإمام مالك كذلك و هذا ليس بدليل في المسألة.
حتي انة اشتراط غسل النجاسة سبعا
فهم الحديث بفهم فأفتى به.
الخلاصة : أخي الكريم أرى ضعفا أصوليا في طريقة مناقشك مما يبين أنك لا تتقن هذا العلم أقول لك ذلك من باب الأخوة و تيمنا بما ورد عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ألا تستعملني قال فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها.
مادمت لا تتقن علم الأصول - واتقان علم الأصول غير التنظير الأصولي - فلا أنصحك بالدخول في هذه المسائل الخلافية الصعبة، فهناك ما هو أولى فإن أردت نصيحتي أنصحك بدراسة علم أصول الفقه دراسة جيدا و قراءة كتاب بداية المجتهد و فهمه جيدا وأنظر في نيل الأوطار ثم حاول فهم طريقة فهم أهل المذاهب و مصطلحاتهم و أنظر في بعض المسائل الخلافية و حاول أن تفهم وجه الخلاف جيدا ، بعد كل هذا حاول النظر من جديد في هذه المسألة ، وفقك الله لمرضاته و الله أعلم.