العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

المنهاج الدراسي الأصيل لتكوين الملكة الفقهية

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
المنهاج الدراسي الأصيل لتكوين الملكة الفقهية
الملكة الفقهية تحصل لطالب الفقه بوجود مقوماتها، حيث يغرسها المدرس الحاذق في نفس الطالب المستعد لذلك، وفق منهاج دراسي أصيل. ويتمثل هذا المنهاج الدراسي والذي يتلقاه المتفقه في مراحل دراسته في العلوم الأساسية التي ينبغي له أن يدرسها وهي:

أولاً: معرفة القرآن وعلومه:
القرآن الكريم هو أقوى شيء في تكوين الملكة الفقهية وبناء الأخـــلاق والنفوس. وهو الكتاب الخـالـد، الذي لم تخــلق جــدته ولم تبل نضارته، وهو المفتاح الرئيس لأقفال الحياة، كما قال الشاطبي: (إن الكتاب قد تقرر أنه كلية الشريعة، وعمدة الملكة، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، وأنه لا طريق إلى الله سواه، ولا نجاة بغيره، ولا تمسك بشيء يخــالفه. وهذا كله لا يحتاج إلى تقرير واستــدلال عليه; لأنه معــلــوم من دين الأمة. وإذا كان كذلك، لزم ضرورة لمن رام الاطلاع على كليات الشريعة وطمع في إدراك مقاصدها واللحاق بأهلها أن يتخذه سميره وأنيسه، وأن يجعله جليسه على مر الأيام والليالي نظرًا وعملاً لا اقتصارًا على أحدهما)(1).

وقد كان أكثر الصحابة الملازمين للنبي صلى الله عليه و سلم فقهاء مجتهدين; لأن طريق الفقه فهم خطاب الله وخطاب رسوله وأفعاله، وقد كانوا عارفين بذلك; لأن القرآن نزل بلغتهم وعلى أسباب عرفوها وعلى قصص كانوا فيها، فعرفوا منطوقه ومفهومه، ومنصوصه ومعقوله(2). قال الإمام الشافعي: (ليس لأحد أن يقول في شيء حـلال وحـــرام إلا من جهـــة العــلم.. وجهة العــلم ما نــص في الكتــاب أو الســنة أو الإجماع أو القياس على هذه الأصـــول)(3). وقال أيضًا: (جميع ما تقـــوله الأمــة شرح للسنة، وجميع شرح السنة شرح للقرآن)(4) ثم قال: (وجميع ما حكم النبي صلى الله عليه و سلم فهو مما فهمه من القرآن)(5).

وقال الشافعي أيضًا: (ليست تنزل بأحد في الــدين من نــازلة إلا في كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها، فإن قيل: من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة ؟ قلنا ذلك مأخوذ من كتاب الله في الحقيقة; لأن كتاب الله أوجب علينا اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم وفرض علينا الأخذ بقوله)(6).

وقد حدد الأصوليون للمجتهد أن يعرف من القرآن الكريم آيات الأحكام. وحددها الغزالي بخمسمــائة آيـــة، وحددها غيره بـأكثر من ذلك. ولم يشترطوا حفظها، بل يكتفي بمعرفة مواضعها في القرآن الكريم(7). وقد اعتبروا ذلك كحد أدنى لتيسير الاجتهاد وتحصيل رتبته.

والحقيقة أنه ينبغي على المتفقه الذي يريد تحصيل الملكة الفقهية عدم الوقوف عند آيات الأحكام، بل يتعدى ذلك إلى جميع آيات القرآن، لأنها لا تخلو من فوائد تتعلق بالأحكام الشرعية، فيشتغل المتفقه بحفظ القرآن الكريم، ويتعمق في تفسيره بالاطلاع على مطولات التفاسير: كتفسير القرآن العظيم لابن كثير، وتفسير الطبري، ومفاتيح الغيب للرازي، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي، وأحكام القرآن لابن العربي، وغيرهما; لأن المعاني المأخوذة من كتاب الله كثيرة العدد، يستخرج منها كل عالم بحسب استعداده وقدر ملكته في العلوم(8).

فالقرآن الكريم لا يخلق بكثـــرة النــظــر، وكلما نظــر الإنســان فيـــــه ازداد علـــمًا باستـــنباط أحكــام جـديـــدة. قال ابن العـــربي في آيـة: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم... ) (المائدة:6)، قال بعض العلماء: إن في هذه الآية ألف مسألة، واجتمع أصحابنا بمدينة السلام فتتبعوها، فبلغوها ثلاثمائة مسألة، ولم يقدروا على أن يبلغوها الألف، وهذا التتبع إنما يليق بمن يريد معرفة طرق استخراج العلوم من خبايا الزوايا(9). في حين أن كتب البشر العلمية والقانونية تخلق بكثرة الرد، ويمل الإنسان من كثرة النظر فيها.

وينبغي للمتفقه أن يقدم على قراءة التفاسير والاطلاع على علوم القرآن الكريم بما فيها الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول والقراءات. فمعرفة الناسخ والمنسوخ ضرورية للفقيه لئلا يثبت المنفي وينفي المثبت، وقد جمعت الآيات المنسوخة في كتب خاصة يمكن للفقيه الرجوع إليها. ومن هذه الكتب الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس، ولأبي بكر ابن العربي، ولمكي بن أبي طالب، وغيرهم.. وأما معرفة أسباب النزول فهي ضرورية لفهم آيات القرآن الكريم، قال ابن النجار الفتوحي: (واشترط معــــرفة أسباب النزول ابن حمدان من أصحابنا وغيره... ليعرف المراد من ذلك وما يتعلق بها من تخصيص أو تعميم)(10). وقال ابن القيم عن الشافعي: (إنه اشترط معرفة أسباب النزول، والذي يبدو أن معرفة أسباب النزول مهمة للمجتهد، فكم من آىة يظنها الظان عامة، فإذا عرف سبب النزول أحجم وأمسك عن فتواه)(11).. وأما القراءات فهي ضرورية لمعرفة أسباب اختلاف الفقهاء ومآخذ الأحكام.

مما سبق يتبين أن طالب الفقه يحتاج إلى دراسة المواد التالية: حفظ القرآن، وعلوم القرآن، وتفسيره، وتفسير آيات الأحكام.
--------------

المصدر:
[h=2](( تكوين الملكة الفقهية )) للدكتور محمد عثمان شبير[/h]
 

أم المجاهدين

:: متابع ::
إنضم
20 مايو 2011
المشاركات
3
الكنية
أم أحمد
التخصص
دراسات شرعية
المدينة
عدن
المذهب الفقهي
شافعي
رد: المنهاج الدراسي الأصيل لتكوين الملكة الفقهية

أم طارق لك بالغ الشكر على ما أفدت هنا
أتابع ما تجودين به زادك الله
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: المنهاج الدراسي الأصيل لتكوين الملكة الفقهية

أم طارق لك بالغ الشكر على ما أفدت هنا
أختي أم المجاهدين الشكر للدكتور محمد شبير كاتب الكتاب
ولم أقم هنا إلا بالنقل
 

راية المجد

:: متابع ::
إنضم
21 مارس 2012
المشاركات
76
التخصص
الفقه و أصوله
المدينة
دبي
المذهب الفقهي
أهل السنة و الجماعة
رد: المنهاج الدراسي الأصيل لتكوين الملكة الفقهية

جزاكِ الله خيراً أختي الفاضلة ،، كنت أبحث عن هذا الكتاب في مكتبة الكلية لكن كا مستعاراً ،، فوجدته هنا ولله الحمد ،، بارك اله فيكِ ووفقك الله لما يحبه ويرضاهـ
 
إنضم
26 أكتوبر 2011
المشاركات
18
الكنية
أبو أنس
التخصص
فقه
المدينة
خليص
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: المنهاج الدراسي الأصيل لتكوين الملكة الفقهية

جزاك الله خيرا
 
أعلى