محمد عبد الرحمان الحفظاوي
:: متابع ::
- إنضم
- 21 يوليو 2011
- المشاركات
- 69
- الكنية
- الحفظاوي
- التخصص
- الفقه وأصوله
- المدينة
- الرشيدية
- المذهب الفقهي
- مالكي
[FONT="][/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ولعل الذين كتبوا في تاريخ التشريع ساروا مع ما قاله ابن خلدون في مقدمته: "وانقسم الفقه فيهم - أي الفقهاء - إلى طريقتين ؛ طريقة أهل الرأي والقياس وهم أهل العراق، وطريقة أهل الحديث وهم أهل الحجاز، وكان الحديث قليلا في أهل العراق لما قدمناه فاستكثروا من القياس ومهروا فيه فلذلك قيل أهل الرأي ومقدم جماعتهم الذي استقر المذهب فيه وفي أصحابه أبو حنيفة، وإمام أهل الحجاز مالك بن أنس والشافعي من بعده ثم أنكر القياس طائفة من العلماء وأبطلوا العمل به وهم الظاهرية وجعلوا المدارك كلها منحصرة في النصوص والإجماع"[SUP]([FONT="][1][/FONT])[/SUP].[/FONT]
[FONT="]ليس المسألة هكذا بهذه البساطة[/FONT]-[FONT="]فيمايبدو[/FONT]-[FONT="]! بقدر ما هي مرتبطة بطبيعة المنهج الإسلامي، ومستوى التكوين العلمي للفقيه وتفاعله مع غيره، وطريقة تفاعله مع النصوص والوقائع. [/FONT] [FONT="]فالاختلاف بين مدرستي الحديث والرأي هو في الحقيقة اختلاف بين منهجين في التعامل مع النصوص الشرعية؛ منهج يتشبث بظاهر النص، ومنهج يتمسك بروح النص ومقاصده.[/FONT]
[FONT="]ولئن كان للإمام مالك منهج اجتهادي يرتكز على الحديث فقد كان يستند أيضا على الرأي بل توسع فيه، مما جعل بعض العلماء يعتبرونه من علماء الرأي، وقال عنه ابن رشد بأنه أمير المؤمنين في الرأي والقياس. [/FONT] [FONT="]يقول مصطفى الزرقا: "والمذهب المالكي ينسب إلى إمامه مالك بن أنس الأصبحي وكان عالم المدينة وإمام الحجازين... ويعتبر مذهبه وسطا معتدلا بين أهل الرأي والحديث، لكثرة استناده إلى الحديث، إذ كانت روايته قد انتشرت، ولاسيما في مدينة الرسول [/FONT]ص)[FONT="]. على أن مالكا يعد إلى جانب أهل الرأي، وأصوله إلى الرأي أقرب نسبا. وأخذ بالاستحسان والاستصلاح. وقد استفاد من مركزه في المدينة الاتصال بعلماء الآفاق كلها في موسم الحج، واجتمع بأبي حنيفة وناظره[/FONT][FONT="]"[SUP]([FONT="][2][/FONT])[/SUP].[/FONT]
[FONT="]وقال أيضا : "إن أشهر مجتهد في الحجاز هو مالك بلا ريب، وهو يعد من مدرسة أهل الرأي، على الرغم من كثرة روايته للحديث"[SUP]([FONT="][3][/FONT])[/SUP].[/FONT]
[FONT="]وهذا ما يفسر التقارب الذي حصل بين المذاهب الفقهية بعد وفاة أبي حنيفة سنة [/FONT][FONT="]150 هـ، منذ نهاية القرن الثاني الهجري، خاصة بعد تدوين الأحاديث النبوية.[/FONT] [FONT="]ومما يؤيد هذا المنحى في تفسير الاختلاف بين المناهج الفقهية؛ ظهور المنهج الفقهي لابن حنبل الذي يستند إلى الأثر أكثر منه إلى الرأي في العراق. وكون عدد من حل بالكوفة من الصحابة ثلاثمائة صحابي. [/FONT] [FONT="][/FONT]
[FONT="]إن هذا التقارب لا يفسره إلا طبيعة المنهج الإسلامي الذي يستند إلى النقل والعقل في عملية إنتاج المعرفة الفقهية الاجتهادية؛ كلما توافرت الأدوات والرصيد المعرفي اللازم لعملية الاجتهاد، وبحسب ما تقتضيه طبيعة الوقائع والنوازل.[/FONT]
[FONT="]
الإسلامي : 225-224.[/FONT]
([FONT="][1][/FONT])[FONT="]- مقدمة ابن خلدون:446.[/FONT]
[FONT="][/FONT]
([FONT="][2][/FONT])[FONT="]- الفقه الإسلامي ومدارسه لمصطفى أحمد الزرقا، طبع دار القلم دمشق، طبعة أولى :
1416هـ-1995م : 77،76.[/FONT]
([FONT="][3][/FONT])[FONT="]- الفقه الإسلامي ومدارسه لمصطفى أحمد الزرقا : 61،60..[/FONT]
[FONT="]289،288[/FONT]