رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟
الأخ الكريم عبد الحفيظ:
مهما أشكل الخنثى فلابد أن يكون إما ذكراً أو أنثى .. فالخنثى هو من أشكل جنسه و ليس جنس ثالث... و مع تطور الطب فالمسألة قد حُسمت وعن طريق علم الوراثة و الصبغة/البصمة الوراثية يمكن تقرير إذا ما كان أنثى أو ذكر.. و بعدها يكون للطب الجراحي و التجميلي
عمله في إجراء العمليات التجميلية لإزالة التشوهات و الزوائد الخلقية .. و بحسب ما أرى فإن هذه المسألة من الإشكالات الفقهية التي حسمها الطب الحديث.. و الله أعلم
المبحث الثالث: الخنثى (INTERSEX ) كسبب دافع لتغيير الجنس:
المطلب الأول: الخنثى في اللغة و الإصطلاح و الطب:
أولاً: الخنثى في اللغة:
والمصدر الإنخناث بمعنى: التثني والتكسر، وخَنِثَ الرجلُ خَنَثاً فهو خَنِثٌ وتَخَنَّثَ وانْخَنَثَ تَثَنَّى وتَكَسَّرَ والمُخَنَّثُ من ذلك للِينهِ وتَكَسُّره والجمع خناثي، وخُنَاث ، وفي حديث عائشة أَنها ذَكَرَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ووفاتَه قالت:" فانْخَنَثَ في حِجْري فما شَعَرْتُ حتى قُبِضَ " ، أَي فانْثَنى لاسترخاء أَعضائه صلى الله عليه وسلم عند الموت وانْخَنَثَتْ عُنُقُه وأَصلُ الاخْتِناثِ التَّكَسُّرُ والتَّثَنِّي ومنه سميت المرأَة خُنْثَى تقول إِنها لَيِّنة تَتَثَنَّى .قال الشاعر:
لَعَمْرُكَ ما الخِناثُ بنو قُشَيْرٍ بنِسْوانٍ يَلِدْنَ ولا رِجالِ .
[1]
ثانياً: الخنثى إصطلاحاً:
الخنثى مفرد خناثى كحبالى ، من الخنث : اللين ، وهو من له آلة الذكر و الأنثى معاً ، أو هو من ليس له آلة الذكر و لا آلة الأنثى و يبول من ثقب
[2] ، أو هو الذي في قبله فرجان : ذكر رجل وفرج امرأة
[3] ، أو هو شخص له آلتا الرجال والنساء أو ليس له شيء منهما أصلا،
[4] والجمع خناثي، وخُنَاث.
[5]
هو الذي خُلِقَ له فَرْجُ الرّجُلِ وفَرْجُ المَرْأَةِ: هو مَنْ لَهُ ما لَهُمَان أَو مَنْ عَدِمَ الفَرْجَيْنِ معاً فإِنّهُمْ قالُوا : إِنّه خُنْثَى وبعضُهُم قال الخُنْثَى حَقِيقَةً مَن له فَرْجَانِ ومَنْ لا فَرْجَ له بالكُلِّيَّةِ أُلْحِقَ بالخُنْثَى في أَحكامِه فهو خُنْثَى مجازاً.
[6]
ثانياً الخنثى في الطب :
هو وجود علّة او مشكلة لدى الشخص في الاعضاء التناسلية، حيث يوجد تناقض بين الاعضاء التناسلية الخارجية كالخصية والقضيب عند الرجل، والبظر والشفة الصغرى والدنيا عند المرأة)، وبين الاعضاء التناسلية الداخلية (عند المرأة المبيضين) بمعنى ان تكون الاعضاء الداخلية مثلا امرأة والخارجية رجل او العكس.( باللغة العربية الخنثى) ويطلق على هذا المرض (Hermaphrodite)
[7] واصل هذه الكلمة اغريقي تحولت بالانكليزية الى (Intersex)
[8].
وقد ذهبت جمعية مرضى الخنث (الإنترسكس) في أمريكا الشمالية (The Intersex Society of North America) -ISNA-إلى عدم إستخدام مصطلح إنترسكس في المجال الطبي و استبداله بمصطلح (disorders of sex development) و يختصر بــ(DSD) أي: اضطراب النمو الجنسي
[9].
المطلب الثاني : أنواع الخنثى عند الفقهاء و الأطباء:
أولاً: أنواع الخنثى عند فقهاء الشريعة:
1- الخنثى غير المشكل (الواضح): هو الذي تتضح فيه علامات الذكورة والأنوثة فيعرف أنه رجل أو امرأة وهذا النوع إما أن يكون رجل فيه خلقة زائدة، أو امرأة فيها خلقة زائدة ولذلك حكمه يكون على ما ظهرت عليه من علامات الذكورة أو الأنوثة.[SUP]
[10][/SUP]
2- الخنثى المشكل: هو الذي لا تتضح فيه علامات الذكورة أو الأنوثة ولا يعرف أنه رجل أو امرأة أو هو الذي تعارضت فيه العلامات وهو ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
أ ) نوع ليس له مخرج ذكر ولا فرج أنثى ولكن له لحمة ناتئة يبول منها.
ب) نوع له مخرج واحد فقط ينزل منه البول والغائط.
ج) نوع ليس له مخرج نهائياً لا قبل ولا دبر وإنما يتقياً ما يأكله.[SUP]
[11][/SUP]
ثانياً: أنواع الخنثى لدى الأطباء:
1- الخنثى الحقيقي(True hermaphroditism): هو الشخص الذي يجمع جهازي الذكورة والأنوثة في آن واحد أي يوجد لديه مبيض وخصية وقد تكون الأعضاء التناسلية الظاهـرة لأنثى أو لذكر أو لكليهما معاً. وهذا النوع نادر جداً.[SUP]
[12][/SUP]
2- الخنثى الكاذبة(Pseudo-hermaphroditism): هي حالة تكون فهيا الأعضاء التناسلية الظاهرة على عكس التكوين الغددي والصبغي، أو تكون الأعضاء غامضة وغير واضحة[SUP]
[13][/SUP]
والخنثى الكاذبة تنقسم إلى نوعين:
Ø
خنثى كاذبة أصلها أنثى وظاهرها ذكر:
وهذه الحالة تكون في الأصل أنثى بناءاً على مستوى الصبغيات أي (XX) وعلى مستوى الغدة التناسلية (أي مبيض) ولكن الأعضاء التناسلية الظاهرة تشبه أعضاء الذكر وذلك بنمو البظر نمواً كبيراً حتى أنه يشبه القضيب ويلتحم الشفران الكبيران مما يجعلهما يشبهان كيس الصفن وتحدث هذه الحالة نتيجة إفراز هرمون الذكورة من الغدد الكظرية (فوق الكلية) لذلك يتجه خط سير الأعضاء التناسلية نحو الذكورة وكذلك تحدث نتيجة لأخذ الأم لهرمون الذكورة أو البروجسترون لأي سبب من الأسباب.
[14]
Ø
خنثى كاذبة أصلها ذكر وظاهرها أنثى:
وهذه الحالة تكون في الأصل ذكر بناءاً على مستوى الصبغيات أي (XY) وعلى مستوى الغدة التناسلية (خصية) ولكن الأعضاء التناسلية الظاهرة على شكل أعضاء الأنثى، وتحدث هذه الحالة نتيجة لعدة أسباب:
1- أن الأعضاء رغم وجود الخصية لديها مناعة لهرمون الذكورة التسترون وبالتالي لا تتأثر لفعله فتظهر الأعضاء على شكل أعضاء أنثى.
2- حدوث نشاط هرموني في الغدة الكظرية وينتج هذا عن ورم نادر وخبيث في الغالب في الغدة الكظرية وتفرز فيه الغدة الكظرية زيادة في هرمون الأنوثة الأوستروجين.
3- أخذ الأم لهرمونات الأنوثة خاصة في أول ثلاثة أشهر من الحمل.[SUP]
[15][/SUP]
النوع الثالث: حالات ترنر وكلينفلتر:
وهذه الحالات لا تدخل مباشرة في مشكلة الخنثى وتحدث نتيجة خلل في الكروموسومات.[SUP]
[16] [/SUP]
( أ )
حالات ترنر:
وهذه الحالة تكون حاملة لكروموسوم واحد فقط هو (X) بينما الشخص الطبيعي يكون حاملاً لكروموسومين إما (XX) للأنثى أو (XY) للذكر ويرمز لهذه الحالة بـ (XO) وتتجه الأعضاء التناسلية فيها سواء الباطنة أو الظاهرة إلى الأنثى لكنها لا يمكن أن تحيض أو تحمل بسبب ضمور الغدة الجنسية (المبيض).[SUP]
[17] [/SUP]
(ب)
حالات كلينفلتر:
وهذه الحالة تكون حاملة لثلاثة كروموسومات بدلاً من اثنين وهما كروموسومي الأنوثة (XX) بالإضافة إلى كروموسوم الذكورة (Y) ويتجه في هذه الحالة تكوين الأعضاء التناسلية إلى الذكورة بسبب وجود كروموسوم الذكورة وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الذكر يكون بارد الهمة ضعيف الباءة عنيناً له أثداء كبيرة وقضيب صغير وله خصية ضامرة وتفرز هرمونات الذكورة بشكل ضعيف ونادر ولا يمكنه الإنجاب.[SUP]
[18][/SUP]
أساليب علاج مرض الإنترسكس (الخنث):
إن أسلوب علاج الخنث هو إجراء عملية يتم من خلالها إزالة الزوائد الخلقية و تجميل التشوهات النتائجة عن ذلك .
[1] لسان العرب ، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ، دار صادر – بيروت الطبعة الأولى ، 2\145. القاموس المحيط ،محمد بن يعقوب الفيروزآبادي 1\216.و انظر: تاج العروس: 3/206، وما بعدها (خنث). العين ص 269، نقلاً عن كتاب جراحات الذكورة والأنوثة في ضوء الطب والفقه الإسلامي ، محمد شافعي بوشيه، دار الفلاح ، ص 450.
[2] معجم لغة الفقهاء ، ص 201.
[3] المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني : للإمام عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد ،دار الفكر – بيروت ،الطبعة الأولى ، 1405هـ. 7/619.
[4] التعريفات ، للجرجاني ، تحقيق: ابراهيم الابياري ، دار الكتاب العربي، بيروت ، ط1 ، 1405هـ ،ص137
[5] تاج العروس: 3/206، وما بعدها (خنث). العين ص 269، نقلاً عن كتاب جراحات الذكورة والأنوثة في ضوء الطب والفقه الإسلامي ، محمد شافعي بوشيه، دار الفلاح ، ص 450.
[6] تاج العروس: 3/206، وما بعدها (خنث). العين ص 269، نقلاً عن المرجع السابق.
[7] Hermaphrodite: Having both male and female organs/Hermaphrodite: person, animal or plant having both male and female reproductive organs, combining both sexes/Intersexuality is the state of a living thing whose sex chromosomes, genitalia, and or secondary sex characteristics are determined to be neither exclusively male nor female/An intersex organism may have biological characteristics of both the male and female sexes.
للمزيد يراجع: http://en.wikipedia.org/wiki/Intersexuality
[8] جريد القبس الكويتية الثلاثاء 6 جمادى الآخرة 1429 ه – 10 يونيو 2008 – السنة 37 – العدد 12583. ص31
[9] Intersex Society of North America (May 24, 2006). Why is ISNA using "DSD"?
Retrieved June 4 2006. (http://www.isna.org/node/1066).
[10] جراحات الذكور والأنوثة في ضوء الطب والفقه الإسلامي، ص 452.
[11]المرجع السابق، ص 452.
[12]خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص 455، د. محمد على البار، ط: الدار السعودية.
[13] جراحات الذكور والأنوثة في ضوء الطب والفقه الإسلامي، ص 455.
[14] خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص 460، 461.
[15] خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص 462، 463 ، د. محمد على البار، ط: الدار السعودية، الطبيب ادبه وفقه، ص 316، د. محمد على البار، ود. زهير السباعي، ط: دار القلم والدار الشامية.
[16] خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص 463.
[17] الطبيب ادبه وفقه، ص 316.
[18] الطبيب ادبه وفقه، ص 318، 319.