العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

إنضم
26 ديسمبر 2011
المشاركات
919
الإقامة
البحرين
الجنس
ذكر
الكنية
أبو روان
التخصص
الفقه
الدولة
البحرين
المدينة
المحرق
المذهب الفقهي
الحنبلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من المناقشات التي اطلعت عليها في مذهب الحنفية .. مناقشة بين الإمام أبي حنيفة وتلميذه القاضي أبو يوسف -رحمهما الله - فقد كان الإمام أبو حنيفة رحمه الله يناقش تلميذه ، ويسأله عن طريقة تمييز جنس الخنثى المشكل .. فقال أبو يوسف : نتبع الحكم المبال .. أي أنه من اي فرج خرج البول أعطيناه حكمه .. فقال له أبو حنيفة : فإن بال منهما ؟ فقال أبو يوسف : ننظر أيهما أسبق .. قال أبو حنيفة : فإن بال منهما معاً في وقت واحد .. قال أبو يوسف : ننظر أيهما أكثر ! فقال أبو حنيفة : أيكال أم يوزن ؟؟ فسكت أبو يوسف .. رحم الله الجميع ..

لا أريد أن أجزم بشيء ، فلم أسأل الأطباء عن هذا الموضوع .. ولكن أظن أنه مع الأجهزة الحديثة .. يمكن القطع بجنس الإنسان وهو صغير ، ولا داعي لانتظاره حتى يبلغ لنعرف جنسه .. فإنه إذا أشكل على العلماء قديماً .. ينتظرون بلوغه .. فإن حاض فهو أنثى ، وإن أمنى من عضو الرجل فهو ذكر .. ونحو ذلك ..

فسؤالي .. إذا ولد إنسان وله عضو الذكر وعضو الأنثى .. فجزم الطب بأنه أنثى .. فهل هذا الأمر يعتبر مقبولاً وقاطعاً .. أم لابد من الانتظار كما هو في كلام الفقهاء ؟؟

بارك الله فيكم
 
إنضم
8 نوفمبر 2011
المشاركات
67
الكنية
أبو ليث
التخصص
فقه
المدينة
بعقوبة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

جزيت خيراً .. هذا جزء من بحث لي بعنوان (تغيير الجنس دراسة فقهية طبية):
· المطلب الأول: معايير التمييز بين الذكر والأنثى في الشرع
لقد ذكر فقهاء الشرع المعايير والأسس التي يستند عليها لتحديد الجنس سواء ذكر أو أنثى وذلك ببيان العلامات الخاصة للذكر والأنثى وبالتالي يمكن تقسيمها إلى نوعين:
الأول: علامات خاصة بالذكور:[SUP] [1][/SUP]
1- البول من الذكر فقـط.
2- خروج اللحية.
3- الإمناء بالذكر.
4- تمكنه من الوصول إلى المرأة أثناء الجماع.
5- كون المرأة تحمل منه.

الثاني: علامات خاصة بالإناث:[SUP] [2][/SUP]
1- البول من الفرج.
2- ظهور الثدي.
3- الحيض.
4- الولادة.
5- نزول اللبن.
ومما سبق تتضح لنا المعايير و العلامات التي يستند عليها فقهاء الشريعة الإسلامية في تحديد و غالباً ما تتضح هذه المعايير والعلامات بعد فترة البلوغ والمعيار الوحيد الذي يمكن من خلاله تحديد الجنس قبل البلوغ هو البول فإن بال من الذكر فهو ذكر وإن بال من الفرج فهو أنثى.

· المطلب الثاني: معايير التمييز بين الذكر والأنثى في الطب:
أن المعايير لدى الفقهاء قديماً لا تتعارض من المعايير الطبية بل إنما كانت معايير الفقهاء معايير ظاهرية ، ولكن بعد التقدم العلمي في مجال الطب توصل الأطباء إلى معايير خاصة من خلالها يتم تحديد جنس الشخص المشتبه في جنسه وهذه المعايير تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: المستوى الصبغي (الكروموسومي):
من خلال المستوى الصبغي يمكن تحديد الجنس فالرجل يحمل كروموسومي (XY) والمرأة تحمل كروموسومي (XX) وهو يتحدد بأمر من الله سبحانه وتعالى وذلك عندما يلقح حيوان منوي يحمل كروموسوم (Y) أو يحمل كروموسوم (X) البيضة التي تحمل كروموسوم (X). وقد نوه الله سبحانه وتعالى بذلك في قوله تعالى: { وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأنثى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى }[3]والنطفة التي تمنى هي نطفة الذكر. ويتحدد هذا المستوى من لحظة التلقيح.[SUP] [4][/SUP]

الثاني: المستوى الغددي:
ويقصد به تكَّون الغدة الجنسية ووضوح نوعها، فالرجل نوع الغدة الجنسية به خصية والمرأة مبيض ويتحدد هذا المستوى في الأسبوع السادس والسابع منذ التلقيح بإذن الله تعالى. أي لا يمكن معرفة الغدة التناسلية في الجنين قبل أن يتم الأسبوع السادس ويدخل في السابع وتكون الغدة في هذه المرحلة غير متمايزة ولا تتمايز إلا بعد نهاية الأسبوع السادس.[SUP] [5][/SUP]


الثالث: مستوى الأعضاء التناسلية:
إن الأعضاء التناسلية الظاهرة والباطنة يمكن من خلالها تحديد جنس الشخص وذلك لأن الأعضاء التناسلية الظاهرة والباطنة للذكر تختلف عن الأنثى وبالتالي يمكن التمييز بينهم، فالذكر تتكون أعضاءه التناسلية الباطنة من الحبل المنوي والحويصلة المنوية والبروستاتا وغدد كوبر، أما الأعضاء التناسلية للذكر (ما عدا الخصية) فإنها تتكون من قناتي ولف وهي قناة الكلية المتوسطة للجنين ومنها يتكون البربخ والقناة الناقلة للمني والقناة القاذفة، وتتكون الأعضاء التناسلية الباطنة للأنثى من المبيضان والرحم وقناتي الرحم والمهبل، أما الأعضاء التناسلية الباطنة للأنثى (ما عدا المبيض) فتتكون من قناتي مولر وهي قناة بجانب الكلية المتوسطة للجنين (واحدة على كل جانب) وتتحد القناتان في الوسط لتكون الرحم والمهبل.[SUP] [1][/SUP]

و عليه فلو تعذرت معايير التمييز الشرعية يصار لمعايير التمييز الطبية لأنها تحل إشكالاً كبيراً يرفق الخنثى من ولادته حتى وفاته و يؤثر حتى على أحكام المواريث له و لأهله.. فالخنثى لو أشكل تمييزه لعانى من ذلك كثيراً فمثلاً :
يقول شمس الأئمة:"يبقى الإشكال في الخنثى إذا مات قبل أن يبلغ فإن مات قبل أن يستبين أمره لم يغسله رجل ولا امرأة ولكن ييم الصعيد لأن الأصل أن النظر إلى العورة حرام وبالموت لا تنكشف هذه الحرمة إلا أن نظر هذا الجنس ..... فهو مشكلا لا يوجد له جنس أو لا يعرف جنسه أنه من الرجال أو من النساء فيعذر عليه لانعدام من يغسله وهو بمنزلة ما لو تعذر غسله لانعدام ما يغسل به فيمم الصعيد وهو نظير امرأة تموت بين رجال ليس معهم امرأة فإنها تتيمم الصعيد"انتهى بتصرف[1].


[1] المبسوط، كتاب الخنثى، 7/611-612.




[1] المرجع السابق، ص314، خلق الإنسان بين الطب والقرآن، ص458-459، د. محمد على البار، ط: الدار السعودية.




[1] www.muslimDoctor.org

[2] موقع الطبيب المسلم www.muslimDoctor.org

[3] سورة النجم، الآيتان: 45 ، 46.

[4] الطبيب أدبه وفقه، د. زهير أحمد السباعي، ود. محمد على البار، ص 313، ط: دار الفكر – دمشق، الدار الشامية، بيروت.

[5] المرجع السابق ، ص 313.
 
إنضم
8 نوفمبر 2011
المشاركات
67
الكنية
أبو ليث
التخصص
فقه
المدينة
بعقوبة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

أولاً :تحديد جنس الخنثى فقهياً[1]:
روى عبد الرزاق في مصنفه أن عامر بن الضرب العرواني كان يقضي بين الناس في الجاهلية فاختصم إليه في خنثى ذكر فلم يعلم حتى أشارت عليه جاريته راعية غنمه أن انظر من حيث بال فورثه.[2]
و روى عبد الرزاق عن الثوري عن مغيرة عن الشعبي عن علي أنه ورث خنثى ذكرا من حيث يبول[3].
و روى عن محمد بن إسماعيل البخاري قال حدثني بشر بن محمد أنا عبد الله أنا الحسن بن كثير سمع أباه قال : "شهدت عليا رضي الله عنه في خنثى قال انظروا مسيل البول فورثوه منه"[4].
و روى عن رجل من بكر بن وائل قال : "شهدت عليا رضي الله عنه سئل عن الخنثى فسأل القوم فلم يدروا فقال علي رضي الله عنه إن بال من مجرى الذكر فهو غلام وإن بال من مجرى الفرج فهو جارية".[5]
وأخرج البيهقي في سننه قال : سئل جابر بن زيد عن الخنثى كيف يورث فقال :" يقوم فيدنو من حائط ثم يبول فإن أصاب الحائط فهو غلام وإن سال بين فخذيه فهو جارية" .[6]
أما ما رُوي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن مولود ولد له قبل وذكر من أين يورث ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من حيث يبول " فقد عده ابن عدي من منكرات الكلبي[7] وهو محمد بن السائب متروك الحديث بل كذاب ، وقال البيهقي : الكلبي لا يحتج به، وأخرجه ابن عدي أيضا عن سليمان بن عمرو النخعي عن الكلبي به ثم قال : وأجمعوا على أن سليمان بن عمرو النخعي يضع الحديث انتهى . وذكره عبد الحق في " أحكامه - في الفرائض " من جهة ابن عدي وقال : إسناده من أضعف إسناد يكون انتهى . ورواه ابن الجوزي في " الموضوعات " من جهة ابن عدي وقال : البلاء فيه من الكلبي ، وقد اجتمع فيه كذابون : سليمان النخعي والكلبي وأبو صالح.[8]
قال ابن حجر العسقلاني في كلامه عن الحديث السابق بعد أن انتهى إلى عدم الأخذ بالحديث : " ويغني عن هذا الحديث الاحتجاج في هذه المسألة بالإجماع فقد نقله بن المنذر وغيره وقد روى بن أبي شيبة وعبد الرزاق هذا عن علي أنه ورث خنثى من حيث يبول إسناده صحيح"[9].
و مما سبق فإنه لم يثبت حديث صحيح مرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم في حكمه على الخنثى بشيء، فما روي عنه صلى الله عليه وسلم احاديث ضعيفة بل أتُـهم بعض رجال أسانيدها بالوضع، و يعني عن الأخذ بهذا الحديث ما رود من الآثار الصحيحة عن الصحابة رضوان الله عليهم في الحكم على الخنثى و كذلك الإجماع الذي نقله ابن المنذر .
يقول شمس الأئمة السرخسي في مبسوطه :"والخنثى إذا كان يبول من مبال الرجال فهو رجل يجوز له أن يتزوج فإن كان يبول من مبال النساء فهو امرأة".[10]
ثم يقول:"فإن ما يقع به الفصل بين الذكر والأنثى عند الولادة الآلة وذلك في الآدمى وفي سائر الحيوانات وعند انفصال الولد من الأم منفعة تلك الآلة خروج البول منها وما سوة ذلك من المنافع يحدث بعد ذلك فعرفنا ان المنفعة الأصلية في الآلة أنها المبال فإذا كان يبول من مبال الرجل عرفنا أن آلة الفصل في حقه هذا وإن الآخر زيادة خرق في البدن فإذا كان يبول من مبال النساء عرفنا أن الآلة هذا وإن هذا بمنزلة مبالين في البدن فإن كان يبول منهما جميعا فالحكم لا سبقهما خروجا للبول منه لأن الترجيح بالسبق عند المعارضة والمساواة أصل في الشرع ولأنه كما خرج البول من أحدهما فقد حكم باعتبار أنه على تلك الصفة ( ألا ترى ) أنه لو لم يخرج من المبال الآخر بعد ذلك كان ما خرج علامة تمام الفصل ، وقال أبو يوسف ومحمد رحمهما الله يورث بأكثرهما بولا لأن الترجيح عند المعارضة بزيادة القوة وذلك يكون بالكثرة كا يكون بالسبق، وأبو حنيفة أبى ذلك لوجهين أحدهما أن كثرة البول تدل على سعة المخرج ولا معتبر لذلك فمخرج بول النساء أوسع من مخرج بول الرجال والثاني أن الكثرة والقلة تظهر في البول لا في المبال والآلة الفصل المبال دون البول وباعتبار السبق يأخذ السابق اسم المبال قبل أن يأخذ الآخر ذلك الاسم وأما إذا خرج منهما جميعا فقد أخذا اسم المبال في وقت واحد على صفة واحدة لأن هذا الاسم لا يختلف بكثرة ما يخرج منه البول وقلته ثم إن أبا حنيفة رحمه الله استقبح الترجيح بالكثرة على ما يحكى عنه أن أبا يوسف رحمه الله لما قال بين يديه يورث من أكثرهما بولا قال : يا أبا يوسف وهل رأيت قاضيا يكيل البول بالأواني ؟ فقد استبعد ذلك لما فيه من القبح وتوقف في الجواب لأنه لا طريق للتمييز بالرجوع إلى المعقول ولم يجد فيه نصا فتوقف وقال لا أدري وهذا من علامة فقه الرجل وورعه أن لا يخبط في الجواب على ما حكى أن ابن عمر رضي الله عنه سئل عن مسألة فقال لا أدري ثم قال : بخ بخ لابن عمر سئل عما لا يدري فقال لا أدري وكذلك أبو يوسف ومحمد قالا إذا استويا في المقدار لا علم لنا بذلك".[11]
أما إذا أشكل الخنثى فإنه عند الفقهاء لا يبقى الإشكال بل لابد من ظهور علامة على جنسه بعد بلوغه ، و في ذلك يقول صاحب بدائع الصنائع:"وأما بيان ما يعرف به أنه ذكر أو أنثى فإنما يعرف ذلك بالعلامة وعلامة الذكورة بعد البلوغ نبات اللحية وإمكان الوصول إلى النساء وعلامة الأنوثة في الكبر نهود ثديين كثديي المرأة ونزول اللبن في ثدييه والحيض والحبل وإمكان الوصول إليه من فرجها لأن كل واحد مما ذكرنا يختص بالذكورة والأنوثة فكانت علامة صالحة للفصل بين الذكر والأنثى".[12]

أما عن كيفية معرفة بلوغ الخنثى وهذا الذي هو مشكل لا يخلو إذا بلغ هذه المعالم وإنما لا يبقى الإشكال فيه بعد البلوغ فلا بد أن يزول الإشكال بظهور علامة فيه فإنه إذا جامع بذكره أو خرجت له لحية أو احتلم كما يحتلم الرجال فهو رجل، وإن كان له ثديان مثل ثديي المرأة أو رآى حيضا كما ترى النساء أو كان يجامع المرأة أو ظهر به حبل أو نزل في ثدييه لبن فهو امرأة لأن هذه علامات الفصل للبلوغ"[13]،و يقول الموفق ابن قداكة الحنبلي في مغنيه:" وإذا وجد خروج المني من ذكر الخنثى المشكل فهو علم على بلوغه وكونه رجلا ، وإن خرج من فرجه أو حاض فهو علم على بلوغه وكونه امرأة، وقال القاضي ليس واحد منهما علما على البلوغ فإن اجتمعا فقد بلغ وهذا مذهب الشافعي لجواز أن يكون الفرج الذي خرج منه ذلك خلقه زائدة، ولنا أن خروج البول من أحد الفرجين دليل على كونه رجلا أو امرأة فخروج المني والحيض أولى ، فإذا وجد ذلك من غير معارض وجب أن يثبت حكمه ويقضي بثبوت دلالته كالحكم بكونه رجلا بخروج البول من ذكره وبكونه امرأة بخروجه من فرجها والحكم للغلام بالبلوغ بخروج المني من ذكره وللجارية بخروج الحيض من فرجها فعلى هذا إن خراجا معا لم يثبت كونه رجلا ولا امرأة لأن الدليلين تعارضا فأشبه ما لو خرج البول من الفرجين وهل يثبت البلوغ بذلك ؟ فيه وجهان أحدهما : يثبت وهو اختيار القاضي ومذهب الشافعي لأنه إن كان رجلا فقد خرج المني من ذكره وإن كان امرأة فقد حاضت والثاني : لا يثبت لأنه يجوز أن لا يكون هذا حيضا ولا منيا فلا يكون فيه دلالة وقد دل تعارضهما على ذلك فانتفت دلالتهما على البلوغ كانتفاء دلالتهما على الذكورية والأنوثية ،والله أعلم".[14]

أما عند الشيعة الإمامية فإنه يحكم على الخنثى بالمبال أيضاً ، فإن بقي الإشكال ولم تظهر أي علامة تحدد جنسه فإن الحل هو القرعة ، و مستند ذلك قاعدة ( القرعة لكل أمر مجهول) ، و أستدلوا على مشروعية القرعة و قاعدتها بالآيات: {فساهم فكان من المدحضين} ، و { إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم}، و سأسوق رواية تبين كيفية الحكم على الخنثى عند المذهب الإمامي :
عن أبي جعفر(عليه السلام) قال:" إن شريحاً القاضي بينما هو في مجلس القضاء إذ أتته امرأة فقالت: أيها القاضي اقض بيني وبين خصمي، فقال لها: ومن خصمك؟ قالت: أنت، قال: أفرجوا لها، فأفرجوا لها فدخلت، فقال لها: وما ظلامتك؟ فقالت: إن لي ما للرجال وما للنساء، قال شريح: فإن أمير المؤمنين(عليه السلام) يقضي على المبال، قالت: فإني أبول منهما جميعاً ويسكنان معاً، قال شريح: والله ما سمعت بأعجب من هذا، قالت: أخبرك بما هو أعجب من هذا، قال: وما هو؟ قالت: جامعني زوجي فولدت منه، وجامعت جاريتي فولدت مني، فضرب شريح إحدى يديه على الأخرى متعجباً، ثم جاء إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) فقص عليه قصة المرأة فسألها عن ذلك فقالت: هو كما ذكر، فقال لها: من زوجك؟ قالت: فلان، فبعث إليه فدعاه فقال: أتعرف هذه المرأة؟ قال: نعم هي زوجتي، فسأله عمّا قالت، فقال: هو كذلك. فقال عليه السلام له: لأنت أجرأ من راكب الأسد حيث تقدم عليها بهذه الحال، ثم قال: يا قنبر أدخلها بيتاً مع امرأة تعد أضلاعها، فقال زوجها: يا أمير المؤمنين لا آمن عليها رجلاً ولا ائتمن عليها امرأة، فقال علي(عليه السلام): علىّ بدينار الخصي - وكان من صالحي أهل الكوفة وكان يثق به - فقال له: يا دينار أدخلها بيتاً وعرها من ثيابها ومرها أن تشد مئزراً وعدّ أضلاعها، ففعل دينار ذلك فكان أضلاعها سبعة عشر: تسعة في اليمين وثمانية في اليسار، فألبسها علي(عليه السلام) ثياب الرجال والقلنسوة والنعلين وألقى عليه الرداء وألحقه بالرجال، فقال زوجها: يا أمير المؤمنين(عليه السلام) ابنة عمي وقد ولدت مني تلحقها بالرجال؟ فقال: إني حكمت عليها بحكم الله إن الله تبارك وتعالى خلق حواء من ضلع آدم الأيسر الأقصى وأضلاع الرجال تنقص وأضلاع النساء تمام".[15]
لكن هذه الرواية تخالف علم الطب و التشريح البشري و الذي أثبت أن عدد أضلاع الذكر هي نفس عدد أضلاع الأنثى[16] ، فهذه الرواية الشيعية يوجد مثلها نماذج كثيرة في كتب الشيعة حيث تناقض العلم و الطب ، ثم أن الله تعالى كما هو قادر على خلق حواء من ضلع آدم فهو قادر أن يبقي عدد أضلاع آدم كما هي بدون نقصان .

و من ناحية فقهية معاصرة فهل يمكن اعتبار الصبغات الوراثية (Chromosomes) أحدى الطرق التي يمكن تمييز نوع الإنسان بواسطتها هل هو ذكر أم أنثى؟
للجواب عن ذلك يقول الشيخ عبدالمحسن العبيكان عضو مجلس الشورى والمستشار القضائي :" الإنسان على نوعين: أولهما من وجدت فيه علامة قطعية ككونه يبول مع إحدى الآلتين أو تكرر منه الحيض أو وجدت الولادة منه فحينئذ لا يلتفت الى الصبغات الوراثية، ويعامل بحسب ما دلت عليه هذه العلامات القاطعة. والنوع الثاني من لم توجد فيه علامة قاطعة وإنما فيه علامات ظنية فإن الصبغات الوراثية نوع من أنواع التمييز بحيث إذا لم يوجد غيرها عمل بها، وإن وجدت علامات أخرى وضعت مقارنة بين هذه العلامات وحكم بما يترجح منها، ومن المقرر أنه لا يحتاج الى هذا الكشف إلا عندما لا نعرف حقيقة أمر الإنسان بحيث يشكل علينا هل هو ذكر أم أنثى؟ أما إذا لم يكن أمره مشكلا فيبقى على الحال التي دلت عليها العلامات الظاهرة".[17]


[1] للمزيد ارجع إلى : الأم 5/64 ، الإنصافغ في معرفة الراجح من الخلاف 8/197 ، المهذب 1/60 ، منار السبيل 2/61.

[2] مصنف عبد الرزاق ، أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي، المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الثانية ، 1403 هـ ، 10/308.

[3] مصنف عبد الرزاق ، 10/308.

[4] مصنف عبد الرزاق ، 10/309.

[5] سنن البيهقي الكبرى،أحمد بن الحسين بن على بن موسى أبو بكر البيهقي ، مكتبة دار الباز - مكة المكرمة ، 1414 – 1994، تحقيق : محمد عبد القادر عطا . 6\216

[6] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ، كتاب الفرائض - في باب ميراث الخنثى " ، 6/216.

[7] هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي الكوفي ، التاريخي النسّابة المشهور ، قال عنه ابن معين :"ليس بشيء" ، و قال ليث بن أبي سليم :" كان في الكوفة كذّابان ، الكلبي و السدّي"، و أجمع أئمة الجرح و التعديل على تركه ، فقد كان كذّاباً مشهوراً بالكذب و الوضع في الأحاديث، و كان متشيعاً مفرطاً في التشيع ، قال الجوزجاني :" كذاب ساقط" ، و قال ابن حبان :"وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه و لا يحل الإحتجاج به " ، قال يزيد بن زريع:" أشهد إن الكلبي كافر ، كان يقول –أي الكلبي- كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام النبي لحاجته ، و جلس علي فأوحى جبريل إلى علي ، و فد رأيته يضرب صدره و يقول –أي الكلبي – أنا سبئي " ، نسبة لعبد الله بن سبأ ، و السبئية صنف من غلاة الرافضة، مات بالكوفة سنة 146هـ . تهذيب التهذيب ، 5/116-118. ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، دار إحياء التراث العربي ،ط1، بيروت ،(1413ﻫ ـ1993م).

[8] نصب الراية لأحاديث الهداية ، عبدالله بن يوسف أبو محمد الحنفي الزيلعي تحقيق : محمد يوسف البنوري ، معه كتاب : حاشية بغية الألمعي في تخريج الزيلعي دار الحديث - مصر ، 1357 هـ ،4\490.

[9] تلخيص الحبير 1/128.

[10] المبسوط 4\71

[11] المبسوط كتاب الخنثى 7/611-612.

[12] بدائع الصنائع 1/390.

[13] المبسوط كتاب الخنثى 7/611-612.

[14] المغني 4/558

[15] الإرشاد ، للشيخ المفيد ،طبعة مؤسسة آل البيت، 1/ 213. و فرائد الأصول، الشيخ مرتضى الأنصاري ، ط1- مؤسسة الأعلمي، 1991م. (1/ 65-67).

[16] http://en.wikipedia.org/wiki/Human_rib_cage ، و قد أكد ذلك لي الدكتور:عبد الرحمن حكمت العزاوي ، أخصائي جراحة عظام و مفاصل في مستشفى الجامعة الوطنية بماليزيا.أكد لي بأن عدد أضلاع الذكر و الأنثى لا تختلف .

[17] العلماء والفقهاء: تصحيح الجنس له أسباب ودلائل يجب الأخذ بها ، أحمد بن علي ، جريدة عكاظ السعودية ، العدد 2237 ، 2/7/2007م
 
إنضم
26 ديسمبر 2011
المشاركات
919
الإقامة
البحرين
الجنس
ذكر
الكنية
أبو روان
التخصص
الفقه
الدولة
البحرين
المدينة
المحرق
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

الأخ الكريم رافع .. بارك الله فيك .. وزادك علماً ..
طلب لو تكرمت :
لو أمكن أن تضع البحث الخاص بهذه الجزئية في ملف word ... وترفعه في الموضوع .. أكون لك شاكراً ..

أحسن الله إليك
 
إنضم
8 نوفمبر 2011
المشاركات
67
الكنية
أبو ليث
التخصص
فقه
المدينة
بعقوبة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

الأخ الكريم رافع .. بارك الله فيك .. وزادك علماً ..
طلب لو تكرمت :
لو أمكن أن تضع البحث الخاص بهذه الجزئية في ملف word ... وترفعه في الموضوع .. أكون لك شاكراً ..

أحسن الله إليك

بإذن الله .. حين أنتهي من تبييضه
 
إنضم
26 ديسمبر 2011
المشاركات
919
الإقامة
البحرين
الجنس
ذكر
الكنية
أبو روان
التخصص
الفقه
الدولة
البحرين
المدينة
المحرق
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

جزاك الله خيراً .. وبارك فيك
 
إنضم
4 ديسمبر 2011
المشاركات
451
التخصص
الوعظ والارشاد
المدينة
المسيلة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

جزاكم الله كل خير هود ورافع رفع الله بقدركم وبدرجاتكم في اعلى عليين نرجو من سيادتك رافع الا يوجد خنثى مشكل والتي اشكل فيها الفقهاء قديماالا يوجد له عضويين انثوى ودكر ي استفسار فقط
 
إنضم
8 نوفمبر 2011
المشاركات
67
الكنية
أبو ليث
التخصص
فقه
المدينة
بعقوبة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

الأخ الكريم عبد الحفيظ:
مهما أشكل الخنثى فلابد أن يكون إما ذكراً أو أنثى .. فالخنثى هو من أشكل جنسه و ليس جنس ثالث... و مع تطور الطب فالمسألة قد حُسمت وعن طريق علم الوراثة و الصبغة/البصمة الوراثية يمكن تقرير إذا ما كان أنثى أو ذكر.. و بعدها يكون للطب الجراحي و التجميلي
عمله في إجراء العمليات التجميلية لإزالة التشوهات و الزوائد الخلقية .. و بحسب ما أرى فإن هذه المسألة من الإشكالات الفقهية التي حسمها الطب الحديث.. و الله أعلم

المبحث الثالث: الخنثى (INTERSEX ) كسبب دافع لتغيير الجنس:

المطلب الأول: الخنثى في اللغة و الإصطلاح و الطب:

أولاً: الخنثى في اللغة:
والمصدر الإنخناث بمعنى: التثني والتكسر، وخَنِثَ الرجلُ خَنَثاً فهو خَنِثٌ وتَخَنَّثَ وانْخَنَثَ تَثَنَّى وتَكَسَّرَ والمُخَنَّثُ من ذلك للِينهِ وتَكَسُّره والجمع خناثي، وخُنَاث ، وفي حديث عائشة أَنها ذَكَرَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ووفاتَه قالت:" فانْخَنَثَ في حِجْري فما شَعَرْتُ حتى قُبِضَ " ، أَي فانْثَنى لاسترخاء أَعضائه صلى الله عليه وسلم عند الموت وانْخَنَثَتْ عُنُقُه وأَصلُ الاخْتِناثِ التَّكَسُّرُ والتَّثَنِّي ومنه سميت المرأَة خُنْثَى تقول إِنها لَيِّنة تَتَثَنَّى .قال الشاعر:
لَعَمْرُكَ ما الخِناثُ بنو قُشَيْرٍ بنِسْوانٍ يَلِدْنَ ولا رِجالِ .[1]

ثانياً: الخنثى إصطلاحاً:
الخنثى مفرد خناثى كحبالى ، من الخنث : اللين ، وهو من له آلة الذكر و الأنثى معاً ، أو هو من ليس له آلة الذكر و لا آلة الأنثى و يبول من ثقب [2] ، أو هو الذي في قبله فرجان : ذكر رجل وفرج امرأة[3] ، أو هو شخص له آلتا الرجال والنساء أو ليس له شيء منهما أصلا،[4] والجمع خناثي، وخُنَاث.[5]
هو الذي خُلِقَ له فَرْجُ الرّجُلِ وفَرْجُ المَرْأَةِ: هو مَنْ لَهُ ما لَهُمَان أَو مَنْ عَدِمَ الفَرْجَيْنِ معاً فإِنّهُمْ قالُوا : إِنّه خُنْثَى وبعضُهُم قال الخُنْثَى حَقِيقَةً مَن له فَرْجَانِ ومَنْ لا فَرْجَ له بالكُلِّيَّةِ أُلْحِقَ بالخُنْثَى في أَحكامِه فهو خُنْثَى مجازاً.[6]

ثانياً الخنثى في الطب :
هو وجود علّة او مشكلة لدى الشخص في الاعضاء التناسلية، حيث يوجد تناقض بين الاعضاء التناسلية الخارجية كالخصية والقضيب عند الرجل، والبظر والشفة الصغرى والدنيا عند المرأة)، وبين الاعضاء التناسلية الداخلية (عند المرأة المبيضين) بمعنى ان تكون الاعضاء الداخلية مثلا امرأة والخارجية رجل او العكس.( باللغة العربية الخنثى) ويطلق على هذا المرض (Hermaphrodite)[7] واصل هذه الكلمة اغريقي تحولت بالانكليزية الى (Intersex)[8].
وقد ذهبت جمعية مرضى الخنث (الإنترسكس) في أمريكا الشمالية (The Intersex Society of North America) -ISNA-إلى عدم إستخدام مصطلح إنترسكس في المجال الطبي و استبداله بمصطلح (disorders of sex development) و يختصر بــ(DSD) أي: اضطراب النمو الجنسي[9].


المطلب الثاني : أنواع الخنثى عند الفقهاء و الأطباء:

أولاً: أنواع الخنثى عند فقهاء الشريعة:
1- الخنثى غير المشكل (الواضح): هو الذي تتضح فيه علامات الذكورة والأنوثة فيعرف أنه رجل أو امرأة وهذا النوع إما أن يكون رجل فيه خلقة زائدة، أو امرأة فيها خلقة زائدة ولذلك حكمه يكون على ما ظهرت عليه من علامات الذكورة أو الأنوثة.[SUP] [10][/SUP]
2- الخنثى المشكل: هو الذي لا تتضح فيه علامات الذكورة أو الأنوثة ولا يعرف أنه رجل أو امرأة أو هو الذي تعارضت فيه العلامات وهو ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
أ ) نوع ليس له مخرج ذكر ولا فرج أنثى ولكن له لحمة ناتئة يبول منها.
ب) نوع له مخرج واحد فقط ينزل منه البول والغائط.
ج) نوع ليس له مخرج نهائياً لا قبل ولا دبر وإنما يتقياً ما يأكله.[SUP] [11][/SUP]

ثانياً: أنواع الخنثى لدى الأطباء:
1- الخنثى الحقيقي(True hermaphroditism): هو الشخص الذي يجمع جهازي الذكورة والأنوثة في آن واحد أي يوجد لديه مبيض وخصية وقد تكون الأعضاء التناسلية الظاهـرة لأنثى أو لذكر أو لكليهما معاً. وهذا النوع نادر جداً.[SUP] [12][/SUP]
2- الخنثى الكاذبة(Pseudo-hermaphroditism): هي حالة تكون فهيا الأعضاء التناسلية الظاهرة على عكس التكوين الغددي والصبغي، أو تكون الأعضاء غامضة وغير واضحة[SUP] [13][/SUP]
والخنثى الكاذبة تنقسم إلى نوعين:

Ø خنثى كاذبة أصلها أنثى وظاهرها ذكر:
وهذه الحالة تكون في الأصل أنثى بناءاً على مستوى الصبغيات أي (XX) وعلى مستوى الغدة التناسلية (أي مبيض) ولكن الأعضاء التناسلية الظاهرة تشبه أعضاء الذكر وذلك بنمو البظر نمواً كبيراً حتى أنه يشبه القضيب ويلتحم الشفران الكبيران مما يجعلهما يشبهان كيس الصفن وتحدث هذه الحالة نتيجة إفراز هرمون الذكورة من الغدد الكظرية (فوق الكلية) لذلك يتجه خط سير الأعضاء التناسلية نحو الذكورة وكذلك تحدث نتيجة لأخذ الأم لهرمون الذكورة أو البروجسترون لأي سبب من الأسباب.[14]

Ø خنثى كاذبة أصلها ذكر وظاهرها أنثى:
وهذه الحالة تكون في الأصل ذكر بناءاً على مستوى الصبغيات أي (XY) وعلى مستوى الغدة التناسلية (خصية) ولكن الأعضاء التناسلية الظاهرة على شكل أعضاء الأنثى، وتحدث هذه الحالة نتيجة لعدة أسباب:
1- أن الأعضاء رغم وجود الخصية لديها مناعة لهرمون الذكورة التسترون وبالتالي لا تتأثر لفعله فتظهر الأعضاء على شكل أعضاء أنثى.
2- حدوث نشاط هرموني في الغدة الكظرية وينتج هذا عن ورم نادر وخبيث في الغالب في الغدة الكظرية وتفرز فيه الغدة الكظرية زيادة في هرمون الأنوثة الأوستروجين.
3- أخذ الأم لهرمونات الأنوثة خاصة في أول ثلاثة أشهر من الحمل.[SUP] [15][/SUP]





النوع الثالث: حالات ترنر وكلينفلتر:
وهذه الحالات لا تدخل مباشرة في مشكلة الخنثى وتحدث نتيجة خلل في الكروموسومات.[SUP] [16] [/SUP]
( أ ) حالات ترنر:
وهذه الحالة تكون حاملة لكروموسوم واحد فقط هو (X) بينما الشخص الطبيعي يكون حاملاً لكروموسومين إما (XX) للأنثى أو (XY) للذكر ويرمز لهذه الحالة بـ (XO) وتتجه الأعضاء التناسلية فيها سواء الباطنة أو الظاهرة إلى الأنثى لكنها لا يمكن أن تحيض أو تحمل بسبب ضمور الغدة الجنسية (المبيض).[SUP] [17] [/SUP]
(ب) حالات كلينفلتر:
وهذه الحالة تكون حاملة لثلاثة كروموسومات بدلاً من اثنين وهما كروموسومي الأنوثة (XX) بالإضافة إلى كروموسوم الذكورة (Y) ويتجه في هذه الحالة تكوين الأعضاء التناسلية إلى الذكورة بسبب وجود كروموسوم الذكورة وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الذكر يكون بارد الهمة ضعيف الباءة عنيناً له أثداء كبيرة وقضيب صغير وله خصية ضامرة وتفرز هرمونات الذكورة بشكل ضعيف ونادر ولا يمكنه الإنجاب.[SUP] [18][/SUP]

أساليب علاج مرض الإنترسكس (الخنث):
إن أسلوب علاج الخنث هو إجراء عملية يتم من خلالها إزالة الزوائد الخلقية و تجميل التشوهات النتائجة عن ذلك .






[1] لسان العرب ، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري ، دار صادر – بيروت الطبعة الأولى ، 2\145. القاموس المحيط ،محمد بن يعقوب الفيروزآبادي 1\216.و انظر: تاج العروس: 3/206، وما بعدها (خنث). العين ص 269، نقلاً عن كتاب جراحات الذكورة والأنوثة في ضوء الطب والفقه الإسلامي ، محمد شافعي بوشيه، دار الفلاح ، ص 450.

[2] معجم لغة الفقهاء ، ص 201.

[3] المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني : للإمام عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي أبو محمد ،دار الفكر – بيروت ،الطبعة الأولى ، 1405هـ. 7/619.

[4] التعريفات ، للجرجاني ، تحقيق: ابراهيم الابياري ، دار الكتاب العربي، بيروت ، ط1 ، 1405هـ ،ص137

[5] تاج العروس: 3/206، وما بعدها (خنث). العين ص 269، نقلاً عن كتاب جراحات الذكورة والأنوثة في ضوء الطب والفقه الإسلامي ، محمد شافعي بوشيه، دار الفلاح ، ص 450.

[6] تاج العروس: 3/206، وما بعدها (خنث). العين ص 269، نقلاً عن المرجع السابق.

[7] Hermaphrodite: Having both male and female organs/Hermaphrodite: person, animal or plant having both male and female reproductive organs, combining both sexes/Intersexuality is the state of a living thing whose sex chromosomes, genitalia, and or secondary sex characteristics are determined to be neither exclusively male nor female/An intersex organism may have biological characteristics of both the male and female sexes.
للمزيد يراجع: http://en.wikipedia.org/wiki/Intersexuality

[8] جريد القبس الكويتية الثلاثاء 6 جمادى الآخرة 1429 ه – 10 يونيو 2008 – السنة 37 – العدد 12583. ص31

[9] Intersex Society of North America (May 24, 2006). Why is ISNA using "DSD"?
Retrieved June 4 2006. (http://www.isna.org/node/1066).

[10] جراحات الذكور والأنوثة في ضوء الطب والفقه الإسلامي، ص 452.

[11]المرجع السابق، ص 452.

[12]خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص 455، د. محمد على البار، ط: الدار السعودية.

[13] جراحات الذكور والأنوثة في ضوء الطب والفقه الإسلامي، ص 455.

[14] خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص 460، 461.

[15] خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص 462، 463 ، د. محمد على البار، ط: الدار السعودية، الطبيب ادبه وفقه، ص 316، د. محمد على البار، ود. زهير السباعي، ط: دار القلم والدار الشامية.

[16] خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص 463.

[17] الطبيب ادبه وفقه، ص 316.

[18] الطبيب ادبه وفقه، ص 318، 319.
 
إنضم
8 نوفمبر 2011
المشاركات
67
الكنية
أبو ليث
التخصص
فقه
المدينة
بعقوبة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

المبحث الثالث : موقف الفقه من جراحة تثبيت الجنس للخنثى (Intersex) :

في البداية أود أن أوضح أمر مهم وهو أني أري أنه من الأصح إطلاق مصطلح تثبيت أو تحديد الجنس للخنثى ، بدل مصطلح تغيير الجنس ، فكما ناقشنا آنفاً في تعريف الخنثى أنه لا بد أن يكون إما ذكر أو أنثى إنما الإشكال نتج عن تشوه و خلل في جسمه أخفى نوع جنسه.

و لقد ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز إجراء جراحة تثبيت الجنس للخنثى.
واستدلوا على ذلك بالأدلة الآتية:
روي عن أبي هريرة "رضي الله عنه" عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: " ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء"[1] وروي عن أسامة بن شريك "رضي الله عنه" قال: " كنت عند النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم – وجاء الأعراب فقالوا: يا رسول الله أنتداوى؟ فقال نعم يا عباد الله تداووا"[2].
ووجه الدلالة: أن الحديثين السابقين أمر بالتداوي وأن مرض الإنترسكس (الخنثى) مرض من الأمراض التي يمكن علاجها بإجراء جراحة يتم فيها إزالة المرض وبالتالي شفاء المريض. إذاً يجوز إجراء جراحة تثبيت الجنس لمريض الإنترسكس.
1. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا ضرر ولا ضرار"[3].
وجه الدلالة: أن ترك مريض الإنترسكس على حالته فيه ضرر شديد عليه ويتمثل الضرر في الألم النفسي والجسدي والاجتماعي الذي يعانيه مريض الإنترسكس (الخنثى) فالألم النفسي شعوره بالنقص والألم الجسدي عدم إمكانيته من ممارسة دوره في الحياة كإنسان عادي والألم الاجتماعي هو نبذ المجتمع له ومعاملته كمخلوق غريب لا قيمة له، وبالتالي لا بد من إزالة الضرر عنه حتى يتمكن من التعايش مع مجتمعه وممارسة دوره كإنسان طبيعي.[4]
2. أنه لا يوجد في هذه الجراحة تغيير لخلق الله وإنما الذي يحدث فيها هو إزالة التشوه الخلقي عن المريض وبيان الجنس الحقيقي الذي ينتمي إليه.
3. قال: " لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ".[SUP] [5][/SUP]
وجه الدلالة: أن الفقهاء ذكورا أنه يجب على المخنث أن يزيل مظاهر الخنوثة عنه وأن يجتهد في ذلك حتى لا يدخل في ضمن الملعونين في الحديث السابق و كذلك أن تزيل المسترجلة من النساء كظاهر الإسترجال عنها.[SUP] [6][/SUP]
قال ابن حجر: وأما ذم التشبيه بالكلام والمشي فمختص بمن تعمد ذلك وأما ما كان ذلك من أصله الخلقة فإنما يؤمر بتكلف تركه والإدمان على ذلك بالتدريج.[SUP] [7][/SUP]
4. إن إجراء الجراحة لمريض الإنترسكس ليس فيه غش أو تدليس الذي نهى عنهما الشرع وإنما الهدف من إجراء الجراحة هو إعادة المريض على خلقته السوية الطبيعية لذلك جازت شرعاً.[SUP] [8][/SUP]
ما سبق ذكره من أدلة يتبين أحقية الشخص المصاب بمرض الإنترسكس في تثبيت جنسه.
و من الجدير بالذكر أن الدكتور نصر فريد واصل -مفتى الديار المصرية الأسبق- يؤكد في الوقت ذاته على أن الخنثى الذي تبين حاله لا يجوز إجراء عملية تحويل له؛ لأنه إما ذكر فلا يجوز له أن يتحول إلى أنثى، وإما أنثى فلا يجوز لها أن تتحول إلى ذكر، ولكن يجوز لهذا الشخص أن يجري عملية لإزالة المظاهر التي هي من الجنس الذي لا ينتمي إليه.[9]



[1] رواه البخاري في صحيحه، ص 1036، كتاب الطب ، باب ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء.

[2] صحيح ابن ماجة، ج 2 ، ص 252.

[3] حديث صحيح رواه أحمد وابن ماجة، كتاب غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام، ص 60، محمد ناصر الدين الألباني، ط: المكتب الإسلامي.

[4] جراحات الذكورة والأنوثة في ضوء الطب والفقه الإسلامي، ص 471.

[5] رواه البخاري في صحيحه كتاب اللباس، باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت، ص 1066.

[6] جراحات الذكورة والأنوثة في ضوء الطب والفقه الإسلامي، ص 472.

[7] فتح الباري: 10/45 نقلاً عن المرجع السابق.

[8] جراحات الذكورة والأنوثة في ضوء الطب والفقه الإسلامي، ص 472.

[9] "سالي وأخواتها" في الفقه الإسلامي ، آية فاروق ، مقالة منشورة في إسلام أون لاين.نت
 
إنضم
26 ديسمبر 2011
المشاركات
919
الإقامة
البحرين
الجنس
ذكر
الكنية
أبو روان
التخصص
الفقه
الدولة
البحرين
المدينة
المحرق
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

أثابكم الله
 
إنضم
4 ديسمبر 2011
المشاركات
451
التخصص
الوعظ والارشاد
المدينة
المسيلة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

رافع هود اثابكم الله وجزا كم الله كل خير الله يحفظكم الله يحفظكم الله يحفظكم ورفع الله منزلتكم في الجنة سؤال بسيط بالنسبة لكم اظن مادام هذا المرض الله يحفظنا واياكم منه الانترسكس هل عرف العلماء والاطباء كيف ينشا او يحدث الاتختلط الا{xوy في رحم الام اوكيف واسمحولي على هذا السؤال
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

مسألة عصرية، بدراسة مؤصلة.
 
إنضم
27 سبتمبر 2012
المشاركات
332
الكنية
أبو محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
رأس العين
المذهب الفقهي
المالكي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

لكن هذه الرواية تخالف علم الطب و التشريح البشري و الذي أثبت أن عدد أضلاع الذكر هي نفس عدد أضلاع الأنثى[16] ، فهذه الرواية الشيعية يوجد مثلها نماذج كثيرة في كتب الشيعة حيث تناقض العلم و الطب ، ثم أن الله تعالى كما هو قادر على خلق حواء من ضلع آدم فهو قادر أن يبقي عدد أضلاع آدم كما هي بدون نقصان .
قال القرطبي رحمه الله (1/339): ومن هذا الباب استدل العلماء على ميراث الخنثى المشكل إذا تساوت فيه علامات النساء والرجال من اللحية والثدي والمبال بنقص الأعضاء فإن نقصت أضلاعه عن أضلاع المرأة أعطي نصيب الرجل ـ روي ذلك عن علي رضي الله عنه ـ لخلق حواء من أحد أضلاعه. ونقل عن الناظم (5/62):( وقد مضى في شأنه الخفي ... حكم الإمام المرتضى علي )
( بأنه إن نقصت أضلاعه ... فللرجال ينبغي إتباعه ) . ومن هنا يجب أن يتم التنويه إلى التأثير الخفي لبعض روايات الشيعة عند المفسرين بما يمكن جعله بحثاً ينتدب إليه المتفرغون للعلم ليدرى ويعلم.
 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

السلام عليكم

بارك الله في الأخ "رافع ليث سعود القيسي" وجزاه خيرًا على مداخلاته المفيدة. والأمر كما قال، فالمسألة محسومة طبيًّا.

،،

عندي تعقيب فقط على هذه الجزئية:
لكن هذه الرواية تخالف علم الطب و التشريح البشري و الذي أثبت أن عدد أضلاع الذكر هي نفس عدد أضلاع الأنثى[16] ، فهذه الرواية الشيعية يوجد مثلها نماذج كثيرة في كتب الشيعة حيث تناقض العلم و الطب ، ثم أن الله تعالى كما هو قادر على خلق حواء من ضلع آدم فهو قادر أن يبقي عدد أضلاع آدم كما هي بدون نقصان .
قال القرطبي رحمه الله (1/339): ومن هذا الباب استدل العلماء على ميراث الخنثى المشكل إذا تساوت فيه علامات النساء والرجال من اللحية والثدي والمبال بنقص الأعضاء فإن نقصت أضلاعه عن أضلاع المرأة أعطي نصيب الرجل ـ روي ذلك عن علي رضي الله عنه ـ لخلق حواء من أحد أضلاعه. ونقل عن الناظم (5/62):( وقد مضى في شأنه الخفي ... حكم الإمام المرتضى علي )
( بأنه إن نقصت أضلاعه ... فللرجال ينبغي إتباعه ) . ومن هنا يجب أن يتم التنويه إلى التأثير الخفي لبعض روايات الشيعة عند المفسرين بما يمكن جعله بحثاً ينتدب إليه المتفرغون للعلم ليدرى ويعلم.
التوقف في أمره حتى يبلغ ويتبين حاله بظهور علامات الذكورة أو الأنوثة؛ هو مذهب جمهور العلماء، وهو غير دقيق أمام النظرة العلمية الحديثة، بمعنى أنه يحتاج إلى تفصيل.
أما رواية الأضلاع، فلم تُحكى عن علي رضي الله عنه فقط، وإنما حُكيت عن الحسن أيضًا، بأن تعد أضلاعه لأن أضلاع المرأة أكثر من أضلاع الرجل. وهذا مردود جملة وتفصيلًا!.
أما مسألة خلق حواء من ضلع آدم فلم يثبت فيها حديث صحيح أصلًا! .. والصواب أنها لم تُخلق من ضلعه أصلًا، ولم تخلق منه أساسًا!.

والله أعلم.
 
إنضم
28 يونيو 2014
المشاركات
11
التخصص
القانون
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

ا
أما مسألة خلق حواء من ضلع آدم فلم يثبت فيها حديث صحيح أصلًا! .. والصواب أنها لم تُخلق من ضلعه أصلًا، ولم تخلق منه أساسًا!.

والله أعلم.[/quote]


طيب اخي مما خلقت حواء ممكن نعرف للفائدة
 

أحمد عمر التاج

:: متابع ::
إنضم
22 ديسمبر 2012
المشاركات
4
الكنية
بدون كنية
التخصص
شريعة
المدينة
نابل
المذهب الفقهي
شافعي
رد: هل ما زال الخنثى مشكلاً أم أن الطبّ حل مشكلته ؟

بارك الله فيك
 
أعلى