العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

المؤشرات الفقهية

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
المؤشرات الفقهية
للفقه منارات صريحة، وإشارات رمزية، تحدد له إطاره، وترسم له معالمه، ومع كثرة الخائضين في هذا الفن بعلم أو بغير علم يجد المرء أنه بحاجة إلى برنامج متطور لتمييز الفقيه من الدخيل، ويكون البرنامج يحمل مؤشرات قياسية تحدد ذلك ولو بشكل مجمل، وبما أن المقادير أربعة: الكيل، والوزن، والذرع، والعد، فقد حاولت مزجها بمؤشر متوسط! في ابتكار حديث!

وإليك الآن نتاج برنامج المؤشرات:

المؤشر الأول:
الوسطية: فهو لا يلتزم الإباحة ولا يستمر في التحريم، فهؤلاء تعرف آراءهم من غير أن تسألهم! وفقهاء الإسلام لم يكونوا متقوقعين في هذه الزوايا الضيقة
لما ألف القرضاوي "الحلال والحرام" تعقبه بعضهم بأنه في حقيقته "الحلال والحلال" فتعقبهم فريد الأنصاري بأن هؤلاء أصحاب "الحرام والحرام!!

المؤشر الثاني: الانتظام في مدرسة فقهية: كإحدى المدارس الفقهية المشهورة، أو أنه يمثل اتجاها فقهيا ناضجا، كما هو الحال في تلامذة ابن تيمية.

المؤشر الثالث: أن يكون في منأى عن التقليد: فالمقلد لا شأن له بمنصب الفتوى، وهو في أحسن أحواله يعلق أمره في رقبة مقلده؛ فكيف نقلد من هذا حاله، وشرط الإحالة أن تكون على ملئ.

المؤشر الرابع: ترتيب النصوص الشرعية بانتظام: فهو يذكر الأدلة، ويجعل كل دليل في محله اللائق به، ولا يتكلف التأويل والتمحل، وفي منأى عن المكابرة.

المؤشر الخامس: أن يكون في أصوله مطردا مع القواعد، ولا يبالغ إلى حد الجمود: بل يستثني عند وجود المقتضى لذلك، فهو عبقري يفري فري عمر رضي الله عنه.

المؤشر السادس: تحقيق مناط العلة: فهو يقلب نظره في الوصف الشرعي تنقيحا، ثم ينظر بمرونة إلى وصف الواقعة والتغير فيها، ومدى صحة إسقاط النص عليها.

المؤشر السابع: اعتبار قول الجمهور غالبا: لأن هذا الدين وسط وبين يدركه عامة الناس، ويستقر عليه قول جمهور العلماء، لكن قد يقع الحق أحيانا خلاف قولهم لسبب.

 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: المؤشرات الفقهية

المؤشر الثامن: اعتبار الخلاف السائغ: فهو لا يحتكر الحق في مسائل الاجتهاد والنزاع، ولا يجبن عن الإطاحة بالفلتات والغلطات، كما أن وصف "المعاصرة" ملغى لديه في اعتبار السواغ، فهو مستمر في النظر إلى السواغ وعدمه فيما استجد من المسائل، بخلاف من يتسع صدره للخلاف القديم، ثم تحملق عيونه في خلاف المعاصرين!
المؤشر التاسع: أنه ابن عصره: ...(يتبع).
 

سما الأزهر

:: متخصص ::
إنضم
1 سبتمبر 2010
المشاركات
518
التخصص
الشريعة الإسلامية
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: المؤشرات الفقهية

المؤشر الثامن: اعتبار الخلاف السائغ: فهو لا يحتكر الحق في مسائل الاجتهاد والنزاع، ولا يجبن عن الإطاحة بالفلتات والغلطات، كما أن وصف "المعاصرة" ملغى لديه في اعتبار السواغ، فهو مستمر في النظر إلى السواغ وعدمه فيما استجد من المسائل، بخلاف من يتسع صدره للخلاف القديم، ثم تحملق عيونه في خلاف المعاصرين!
بارك الله فيك فؤاد الهاشمي ، هذا المؤشر من الأهمية بمكان ؛ لأنه للأسف تعلو نبرة احتكار الحق في مسائل النزاع ، ويتسع الصدر للخلاف القديم ، وتحملق العين في خلاف المعاصرين ، وأضيف على ذلك في اعتبار الخلاف السائغ ، عدم الالتزام بأدب الخلاف إلا من رحم ربي ، وما أبدع ماسطره أهل العلم بأدبهم واحترامهم للرأي الآخر : " قولي صواب يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب " ، وما زال الشافعي بعد خلاف مالك يقول : قال الأستاذ ، ويأبى أن يخالف أبي حنيفة بالقنوت في مسجده ، أين نحن من هذا اليوم ؟ ونحن نرى ونسمع التجرأ على أهل العلم حتى من الذين لم تشم أنوفهم رائحة العلم ، والله المستعان . بارك الله فيك وزادك تنويرا .
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: المؤشرات الفقهية

المؤشر التاسع: أنه ابن عصره:
فالناس أشبه بأزمنتهم منهم بآبائهم وأمهاتهم كما يقول ابن القيم، وبهذا المؤشر، ندرك أن الذين استهلكوا أعمارهم في حل ألغاز القرن الرابع، وفض اشتباكات أصحابهم قبل 900 سنة، ثم إذا سئلوا عن مسألة من مبتكرات العصر، فإذا هو يستفسر عن صورتها، فيظل العامي يلقنه شكلها، ويكرر عليه إشكالاتها، وربما أبرز له محاسنها، فيكون جوابه على مقاس السائل!
وربما حار السائل وهو يلقن سماحة الشيخ عن صورة المسألة! فيعيد عليه ويزيد حتى إذا أوشك من بلوغ النصر المؤزر ختم على سؤاله بالفتوى الذائعة الصيت!
ثم يسأل عنها مرة أخرى! فيستفسر الشيخ عن شكلها! وأنه لا يعتني بما أحدث الناس! ولا يحفظ سؤالات العوام!
ورأيت بعض العامة يحدثون بعض المشايخ عن الأخبار السياسية ويصرون عليه ببيان موقفه الشرعي! أي موقف والشيخ لا يتابع حتى الموجز الإخباري!
تجد أحدهم يعدد لك صور العينة المحرمة، ويشنع على الشافعية إباحتهم لبعض صورها، ثم هو يختم بتوقيعه على منتج جديد من منتجات المصرف في تسويغ صورة بشعة من الحيل المشكوفة!
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: المؤشرات الفقهية

المؤشر العاشر: خاص بالمعاملات المصرفية:
ألا يكون المفتي عضواً في اللجنة الشرعية للبنك إلا إن كان من عادة المستفتي الأخذ بأقواله، وذلك لأن الترخيص للناس بالأخذ بفتاوى لجان البنوك يعني حل غالب المعاملات الربوية، لأن كل بنك أعد لفائف عريضة من تجويز كل معاملة.
وعلى العميل أن يحتاط لدينه، فيستفتي من يثق بقوله من أهل العلم الذين لهم دراية بمعاملات البنوك.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: المؤشرات الفقهية

المؤشر الحادي عشر: مؤشر ثانوي:
شيبة الفقيه:
متى ما طعن الفقيه في العمر، واشتعل الشيب في رأسه شيبا، وظل في حياته يجيب فتاوى السائلين، فإنه أقدر على الإجابة المعتدلة، لأن الغالب أن السؤال قد تكرر عليه مرارا بصور مختلفة، وأنه قد قلب فيه النظر، وأخذ منه موقفا وسطا، مع انتباهه لبعض الثغرات التي يتسلل منها بعض المتساهلين من المستفتين.
ولو تتبعت الكتب التي اعتنت بفتاوى هؤلاء فإنك تجد أجوبتهم محددة مع اختلاف وقت الأسئلة، وربما يكون بينها السنوات ذات العدد.
ولديهم من الخبرة والممارسة ما يعرفون من سؤال السائل غرضه ومقصده وما يخبيه ويدسه.
أما الفقهاء الشباب، فإنهم وإن كانوا مبرزين في العلم، فإن فتاواهم منحطة الرتبة عن درجة الكبار، وتجدهم يتراجعون عن بعض الأقوال، وقد يضيفون قيدا، وقد يفوتهم أمرا.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: المؤشرات الفقهية

المؤشر الثاني عشر: التخصص الفقهي:
المقصود أن يكون فقيها، دارسا للمسائل، عارفا بمآخذ الفقهاء، وليس المراد التخصص الأكاديمي.
وسبب ذكر هذا المؤشر: أن كثيرا من المشتغلين بالعلم الشرعي من غير الفقهاء يبتلون بأسئلة الناس عن مسائل الفقه، سواء كان ذلك في المسجد أو في الجامعة أو في الرائي أو في المحاضرات، وربما خصصوا حلقات للاستفتاء، وليس لديهم من العلم والاشتغال ما يشفع لهم بالتمادي في الإجابة، والأولى بهم أن يمسكوا إلا فيما يحسنون.
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: المؤشرات الفقهية

المؤشر الثاني عشر: التخصص الفقهي:
المقصود أن يكون فقيها، دارسا للمسائل، عارفا بمآخذ الفقهاء، وليس المراد التخصص الأكاديمي.
وسبب ذكر هذا المؤشر: أن كثيرا من المشتغلين بالعلم الشرعي من غير الفقهاء يبتلون بأسئلة الناس عن مسائل الفقه، سواء كان ذلك في المسجد أو في الجامعة أو في الرائي أو في المحاضرات، وربما خصصوا حلقات للاستفتاء، وليس لديهم من العلم والاشتغال ما يشفع لهم بالتمادي في الإجابة، والأولى بهم أن يمسكوا إلا فيما يحسنون.
بارك الله فيكم شيخنا هذا المؤشر مهم جدا وقد رأيت - على سبيل المثال فقط - خلطا كبيرا في مسائل الفتوى الفقهية عند كثير من طلبة العلم والشيوخ المتخصصين بأصول الدين وخريجي تخصصات اصول الدين والدراسات الإسلامية ، وذلك لقصور علمهم بالفقه وأصوله وقواعده .
وأما المؤشر التاسع فهو نصف العلم ونصف عمود الفتوى فالفتوى تحتاج لفقه الشرع وفقه الواقع وما أكثر ما نبه لهذا المحققون كشيخ الإسلام ابن تيمية والقرافي وابن القيم .
ويندر اجتماع هذا المؤشر مع المؤشر الحادي عشر ؛ إذ كبر السن والانشغال بقضايا كثيرة تتناسب مع العمر تشغل عن متابعة الواقع بالشكل المطلوب والموفق من وفقه الله لكن الأمر نسبي في معرفة فقه الواقع وله تفصيل واسع خلاصته أن الفقيه يجب عليه معرفة فقه واقع مايفتي به لا فقه كل الواقع ومعرفة دقائق علم السياسة مما يحتار ويختلف فيه المتخصصون بالسياسة ونحن نرى في واقعنا كثرة الخلاف في تحليل موقف سياسي لفرد أو جماعة أو دولة ويخرج عندنا من الأقوال بعدد المتكلمين لا سيما إذا صاحب ذلك تداعيات أخرى سياسية او فكرية أو عاطفية أو مصالح شخصية .
 
إنضم
26 مارس 2009
المشاركات
753
الكنية
أبو عمر
التخصص
(LL.M) Master of Laws
المدينة
القريات
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: المؤشرات الفقهية

ألا يضاف إلى ذلك شيخنا الكريم:
أن يكون ضمن مؤسسة فيها الخبير الاقتصادي والخبير السياسي والخبير الاجتماعي والنفسي وو ...الخ الذين يثق بعلمهم وتمكنهم في تخصصهم كي يشرحون له الواقعة كما هي لا سيما في النوازل المعاصرة وعلى ضوء ذلك يبني قوله في المسألة.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: المؤشرات الفقهية

أحسنت يمكن هذا إدراجه في المؤشرات الخاصة، وذلك في نطاق محدد، فمثلا المسائل العامة التي تنزل بالأمة فينبغي أن يجتمع أهل العلم وأصحاب الفتوى حتى لا يكون الأمر فوضى.
لكن لا يمكن اعتبارها مؤشرا عاماً لأن هذا سيلغي دور الفقهاء وسيعدم فاعليتهم مع عموم الناس وما يحتاجونه في شؤون حاجاتهم اليومية.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
إنضم
19 فبراير 2013
المشاركات
24
الإقامة
سطيف
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عبد الله
التخصص
الفقه المالكي والأصول
الدولة
الجزائر
المدينة
سطيف
رد: المؤشرات الفقهية

حبذا من مشايخنا الأفاضل المزيد من التفصيل و التمثيل خاصة (الأمثلة معاصرة ) حتى نرتقي بالموضوع و أن يكون الترتيب أقساما ثلاثة وسطا وطرفين .
 

محمد إبراهيم صبري

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 يوليو 2011
المشاركات
125
الكنية
ابو إبراهيم
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
القدس
المذهب الفقهي
الحنفي
رد: المؤشرات الفقهية

بارك الله في مشايخنا جميعهم وأفاد بهم.
ولا بد من التأكيد في هذا المجال على أن ظاهرة التشدد والتراخي هي في حد ذاتها موجودة منذ بدء الدعوة الإسلامية ، وكانت موجودة في عصر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، لكن الخلل الذي حدث بعدهم هو حمل الناس على ما تبناه وتعبد به المفتي أو حامل العلم وطالبه ، فإذا ما تخلصنا من هذه العقدة ، حصلنا على الوسطية المنشودة بإذن الله تعالى.
وهذا يدفعنا إلى إثارة أمر يتكرر طرحه من قبل كثير من طلبة العلم وحامليه ، وهو أن من أراد الإفتاء في مسألة أو نازلة ، فهل هو ملزم بالإفتاء بما يتعبد الله به؟ أم هو مطالب بالبحث عن أيسر الأمور لحمل الناس عليها وعدم التشديد عليهم؟! حتى وإن خالف ما يتبناه هو!!
إن من أراد التشديد أو التراخي ، فليجتهد لنفسه وليحمل نفسه على ما شاء ، فإنه أعلم بطاقته في التحمل ، لكنه لا يعلم طاقة غيره في التحمل ، وبالتالي لا تكون فتواه مربوطة بشخصه ، وإنما تكون مربوطة بمستفتيه ، شخصا كان أم مجموعة ، وبالتالي يتحقق له معنى الوسطية ، والله تعالى أعلم.
 
أعلى