العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

سبب الخلاف في اعتبار الحساب الفلكي في إثبات دخول الشهر هو ما يلي:

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
سبب الخلاف في اعتبار الحساب الفلكي

في إثبات دخول الشهر هو ما يلي


هذه بعض التعليقات التي سجلتها في أثناء قراءتي لبعض الأبحاث المتعلقة بصحة الاعتماد على الحساب الفلكي المعاصر في إثبات دخول الشهر

وكان أكثر همي أن أعرف سبب الخلاف في المسألة، فحاولت في هذا الموضوع أن أسجل أهم مواطن الخلاف بين الفريقين...

لكن لكوني أميل إلى اعتبار الحساب الفلكي كعلم يستعان به في تحديد وقت رؤية الهلال، فقد ملتُ في تضمين هذا الموضوع – كاستطراد - إلى بعض الإشارات والمناقاشات التي تدل عليه.

وآمل من الإخوة قراءة الموضوع، وتسجيل الملاحظات والاستدراكات على هذا النحو:

1- إما في ما يتعلق بأصل الموضوع وهو سبب الخلاف بين الفريقين.

2- أو في بعض المناقاشات التي أوردتها في هذا الموضوع استطراد.

والآن إليكم الموضوع، والذي أعتبره مسودة لن تكتمل إلا بتسجيل بصماتكم البيضاء، والله يهديني وإياكم إلى الصراط المستقيم .....
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
سبب الخلاف في اعتبار الحساب الفلكي في إثبات دخول الشهر هو ما يلي:


1- من أجاز اعتبار الحساب الفلكي نظر إلى أن المقصود هو تحقق دخول الشهور، وهذا المعنى يحققه الحساب الفلكي بالدقة، فهو يعين وقت ولادة الهلال، ووقت إمكان رؤية الهلال في كل بلد على وجه الدقة وبدرجات محددة.


2- من منع اعتبار الحساب الفلكي أناط الحكم الشرعي بالرؤية البصرية، وأنه لا يدخل الشهر حتى يرى بالعين البصرية فالعبرة بالرؤية لا بالولادة.


3- بالفرق السابق يتبين أن منع من الحساب الفلكي اعتبر أن رؤية الهلال أمر مقصودٌ في ذاته لإثبات دخول الشهر، ومن أجاز الحساب الفلكي نظر إلى أن الرؤية البصرية أمر غير مقصود في ذاته، وأن المقصود هو تحقق دخول الشهر بأي وسيلة كانت.


4- من منع من الحساب الفلكي احتج بالإجماع على اعتبار الرؤية البصرية في دخول الشهر، وبالإجماع أيضا على المنع من اعتبار الحساب الفلكي.


وأجابوا عن الخلاف الواقع في المسألة :


1- بأنه إما لا يثبت عن صاحبه كما هو الحال في النقل عن مطرف بن عبد الله بن الشخير.


2- أو أنه غلط على صاحبه، كما هو الحال في ما نقل عن الشافعي.


3- أو أن صاحب هذا القول من غير أهل الصنعة كما هو المنقول عن ابن قتيبة الأديب.


4- أو أنه من باب زلات العلماء كما هو المنقول عن ابن سريج والسبكي إضافة إلى أنه في حال معينة لا مطلقا، وفي الجواز لا الوجوب.


5- من أجاز اعتبار الحساب الفلكي نازع في الإجماع المنقول في هذه المسألة من عدة جهات:


الجهة الأولى: أنه هذا الإجماع إنما هو في الحساب القديم المضطرب لا في الحساب المعاصر الدقيق.


الجهة الثاني: أن هذا الإجماع يقصد في بعض إطلاقاته علم التنجيم القائم على الشعوذة لا علم الحساب القائم على العلم والتجربة.


الجهة الثالثة: أن هذا الإجماع منقوض بالنقل عن جماعة من أهل العلم: من المتقدمين والمتأخرين ومن المعاصرين، كما أن هناك أكثر من إشارة تفيد أنه كان يجيزه بعض التابعين، وجماعة من المتقدمين. (إحكام الأحكام لابن دقيق العيد، التمهيد لابن عبد البر)


6- استدل المانعون من الحساب الفلكي بما يلي:


أ*- بالنصوص التي علقت الصيام والإفطار بالرؤية.


ب*- بالنص الذي أفاد أنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب وأن الشهر إما أن يكون كاملا أو ناقصا.


ت*- وأن هذا النص يتضمن خبرا يشتمل على صفة ذاتية للأمة وهي الأمية والتي من لوازمها عدم الاعتماد على الحساب في دخول الشهر.


ث*- واستدلوا كذلك: بالاختلاف الواقع بين أهل الفلك في حساباتهم وتناقض كلامهم.


7- استدل المجيزون لاعتبار الحساب الفلكي بما يلي:


أ*- بقوله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}، وأنه متى تحقق شهود الشهر بأي وسيلة كانت وجب اعتباره.


ب*- بالنص الذي جاء فيه الأمر بالتقدير حين غيم الهلال: "فإن غم عليكم فاقدروا له".


ت*- استدلوا بالعلة الواقعة في قوله صلى الله عليه وسلم: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ...." وأن الحكم كان معلق بسبب يزول متى ما تعلمت الأمة الكتابة والحساب، وإلا فلماذا صار الحساب مذموما في هذه الأمة والكتابة ممدوحة!؟


ث*- أن الاعتبار بالرؤية إنما كان لأنه هو المتيسر في زمانهم مع اضطراب الحسابات القديمة، أما اليوم فمع تطور الحساب الفلكي فإن الدقة التي تفيدها نتائج الحساب الفلكي مقدمة على مجرد الرؤية، والقاعدة الفقهية: أن القدرة على اليقين تمنع من الشك، وما من شك أن ورود الخطأ على الرؤية البصرية أكثر بكثير من ورود الخطأ على نتائج الحسابات الفلكية.


ج*- واستدلوا كذلك بالإجماع الواقع بين المسلمين في اعتبار الحساب الفلكي في توقيت الصلوات المكتوبة في دخول وقتها وفي خروجه، وفي إفطارهم عند غروب الشمس، وفي إمساكهم عند طلوع الفجر، فـ "كيف يكون علم الفلك والحسابات الفلكية من الأمور المباحة المقبولة بالنسبة للشمس وتكون مثار ريبة وغير مقبولة، و ربما محرمة ولا يعتد بها إذا تعلق الأمر بالقمر، بل الأدهى والأمر أنها اعتبرت لدى البعض من عمل الكهنة والمنجمين؟!"



8- أجاب المانعون من الحساب الفلكي عما ا استدل به المجيزون بما يلي:


أ*- أن الحديث الذي جاء فيه الأمر بالتقدير مفسر في الروايات الأخر بأنه هو إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما.


وأجاب أولئك:


بأن هذه الرواية المفسرة تفيد إحدى صور التقدير، وهو ما كان في زمانهم، وأن التقدير لا يقف على حدود هذه الصورة من التفسير فإن هذا اللفظ يشتمل على معنىً يزيد على مجرد استكمال شعبان ثلاثين يوما، يعرف هذا كل من تدبر هذا اللفظ وتأمل في ما اشتمل عليه معناه.


ويؤكد هذا:


أن استكمال شعبان ثلاثين يوما ليس لأنه هو الواقع في نفسه فإنه يجوز حتى عند المانعين من الحساب الفلكي أن يكون الهلال مولودا ومرئيا في تلك الليلة، ولكن العجز عن تحصيل هذه الرؤية دفعنا إلى الأخذ بالحال الثانية وهي استكمال شعبان ثلاثين يوما، فإذا استطعنا أن نعرف بطريق آخر - وهو هنا الحساب الفلكي - أن الهلال مولود ومرئي في هذا الشهر لولا هذا المانع، فهل يصح أن نخالف ما نعلمه ، وأن نكمل شعبان مع علمنا بنقصانه.


ولا يقال:


إن هذا عملا بالرواية الأخرى.


لأن الرواية الأخرى جاءت في حال عدم علمنا بحال الهلال لا في حال علمنا بنقصانه.


وقد فطن لهذا المعنى ابن دقيق العيد القشيري رحمه الله فقال في شرح العمدة:


"وأما إذا دل الحساب على أن الهلال قد طلع من الأفق على وجه يرى ، لولا وجود المانع - كالغيم مثلا - فهذا يقتضي الوجوب ، لوجود السبب الشرعي، وليس حقيقة الرؤية بشرط من اللزوم ؛ لأن الاتفاق على أن المحبوس في المطمورة إذا علم بإكمال العدة ، أو بالاجتهاد بالأمارات : أن اليوم من رمضان ، وجب عليه الصوم وإن لم ير الهلال، ولا أخبره من رآه ."
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
شعرت أني لم اكن منصفا في حكاية موطن الخلاف في هذه المسألة بسبب ما أوردته من بعض المناقشات والتي تصب غالبا في صالح أحد القولين، لذا بدا لي أن أعيد حكاية مواطن الخلاف في هذه المسألة بشكل مجرد ومنصف، لذا فأقول مرة أخرى مستعينا بالله:


سبب الخلاف في اعتبار الحساب الفلكي في إثبات دخول الشهر هو ما يلي:

1- الخلاف في وقوع الإجماع على المنع من اعتبار الحساب الفلكي.

2- الخلاف في محل هذا الإجماع.

3- الخلاف في المعتبر في دخول الشهر هل هو تحقق دخول الشهر بأي وسيلة كانت أو هو تحقق الرؤية البصرية وإلا استكمال الشهر.

4- الخلاف في حكم تعلم علم الحساب وفي صحة نتائجه ودقته.

5- الخلاف في فهم دلالة حديث "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" هل هو تعليل بمعنى ذاتي للأمة لا يتغير، أو هو تعليل بوصف يمكن أن يتغير.

6- الخلاف في صحة التنظير على اعتبار الأمة وإجماعها للحساب الفلكي في أوقات الصلوات وفي الإفطار والإمساك وغيرها....

7- الخلاف في فهم دلالة قوله صلى الله عليه وسلم: "فاقدروا له" بين تفسيرها بالرواية الأخرى في استكمال شعبان ثلاثين يوما، وبين توسيع دلالتها ، وجعل هذه الرواية المفسرة هي إحدى تطبيقاتها.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يقول ابن رشد رحمه الله في بداية المجتهد بعد أن حكى الخلاف في المسألة (1 / 228):


وسبب اختلافهم:


الاجمال الذي في قوله صلى الله عليه وسلم: ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم، فاقدروا له.)


فذهب الجمهور:


إلى أن تأويله أكملوا العدة ثلاثين.


ومنهم من رأى أن معنى التقدير له:


هو عده بالحساب.


ومنهم من رأى أن معنى ذلك:


أن يصبح المرء صائما، وهو مذهب ابن عمر كما ذكرنا، وفيه بعد في اللفظ.


وإنما صار الجمهور إلى هذا التأويل:


لحديث ابن عباس الثابت أنه قال عليه الصلاة والسلام: ( فإن غم عليكم، فأكملوا العدة ثلاثين)


وذلك مجمل، وهذا مفسر، فوجب أن يحمل المجمل على المفسر.


وهي طريقة لا خلاف فيها بين الاصوليين، فإنهم ليس عندهم بين المجمل، والمفسر تعارض أصلا، فمذهب الجمهور في هذا لائح، والله أعلم.


==============


قال أبو فراس:


لا يقتصر سبب الخلاف في المسألة على ما ذكره ابن رشد رحمه الله من الإجمال، وإنما هذا الإجمال هو موطن من مواطن الخلاف، وفيه مناقشة، وقد سبق تناوله.


================


إذا الاستدراك على ابن رشد في ما ذكره من سبب الخلاف في هذه المسألة هو من جهة الاقتصار والانحصار.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
تعليق:


على أن ما ذكره ابن رشد رحمه من حصر سبب الخلاف في الإجمال الواقع في قوله عليه الصلاة والسلام: "فاقدروا له" له ما يبرره في زمانه لأن من نزع إلى جواز الاعتماد على الحساب من المتقدمين إنما نزع من دلالة هذا النص.


إضافةً :


إلى أن الاستدلال بقوله عليه الصلاة والسلام "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب...." أحسب أنه لم يكن أساسا صلبا لمن بنى قوله في الحساب على أقل تقدير إلى زمن ابن رشد.


على أن ابن تيمية رحمه الله – مع تأخره عن زمن ابن رشد بما يقرب من القرن والنصف باعتبار تاريخ ولادتهما- ناقش دلالة هذا النص في عدم إفادته للحساب مما يشير إلى أن هناك من اتكأ عليه في القول بالحساب.


ومما يبرر لابن رشد صحة حصره للخلاف في المسألة حسب ما ذكره من إجمال دلالة النص في التقدير :


هو أن الخلاف القديم لم يكن كما هو الحال بين المعاصرين من تطور هذا العلم وإفادته نتائج متقدمة مما رجح الكفة من هذه الناحية لصالح القائلين بالحساب.


وإنما كان الخلاف في هذه المسألة إلى زمن ابن رشد بل وبعده: أقل قيمة بكثير مما هو واقع بين المعاصرين


بسبب اعتماد العلم في ذاك الوقت على بعض الحسابات المتناقضة والمختلفة، ولهذا كان لابن تيمية محقا عندما قال:


"وسبب ذلك أنهم ضبطوا بالحساب ما لا يعلم بالحساب، فأخطأؤا طريق الصواب...."


لكن:
هل يمكن للقائلين من المعاصرين بعدم صحة الاعتماد على الحساب أن يطلقوا هذه القاعدة اليوم بهذا السبب المعين الذي ذكره ابن تيمية رحمه الله؟!



المقصود أنه لم يكن حجة من مال إلى اعتبار الحساب – في الغالب الكثير - إلا الاتكاء على الإجمال الواقع في قوله عليه الصلاة والسلام: "فاقدروا له" فساغ لابن رشد أن يحصر سبب الخلاف في المسألة في الإجمال الواقع في قوله عليه الصلاة والسلام: "فاقدروا له"


---------------


أمر آخر:


ترجيح ابن رشد رحمه الله لمذهب الجمهور في هذه المسألة من حمل المجمل في النص على مفسره ووصفه له بأنه لائح.


مذهب وجيه ومعتبر.


إذ إن هذا هو الظاهر الذي يبدو فيمن نظر في مجموع الروايات، مع التخبط الواقع في الحسابات الفلكية وبداءة آلياتها ....


لكن إذا أخذنا بالاعتبار التقدم الحاصل في علم الفلك ودقة نتائجه وضبط المسلمين في غالب عباداتهم على نتائجه تنكشف لنا اليوم بعض دلالات قوله عليه الصلاة والسلام: "فاقدروا له" فإنها في الزمن القديم كان المناسب في التقدير هو إكمال شعبان ثلانين يوما لعدم العلم بوضع الهلال في حال الغيم، أما اليوم فإن المناسب في التقدير هو ترتيب دخول الشهر حسب العلم بحال الهلال.


فيكون قوله عليه الصلاة والسلام: "فاقدروا له" مفيدا لإكمال شعبان ثلاثين يوما في حال عدم العلم بحال وضع الهلال فإن هذا هو التقدير المناسب له.


ويكون التقدير له بالحساب في حال الوصول به إلى نتائج دقيقة، لأن هذا هو التقدير المناسب له في هذه الحال.

ومن التزم تفسير التقدير مطلقا بإكمال شعبان ثلاثين يوما حتى في حال علمه بوضع الهلال بالحساب، فإنه لازم عليه - والحال هذه - أن يغمض عن علمه بوضع الهلال ويغترض حالا مقدرا في ذهنه أنه لا يعلم بوضع الهلال .

وهذا فيه ما فيه.

ناهيك عن أنه يقر في حال إكماله شعبان ثلاثين يوما في حال الغيم أنه من الممكن أن يكون ناقصا وإنما أتمه بناء على عدم علمه بحال الهلال.

وهذا مبرر في حال عدم العلم بحال الهلال لكن أن يكون الأمر كذلك حتى في حال علمه بالهلال، هذا أمر يحتاج إلى مراجعة.

ولا أظن للمخالف جوابا إلا الطعن في صحة ودقة نتائج الحسابات الفلكية، وأحب أن أذكِّر أنه في الأيام القريبة السابقة حددوا زمن كسوف الشمس في الإمارات بوقت محدد وأنه يكون في اثتتي عشرة دقيقة وأنه يكون في الدمام والخبر ثماني دقائق وفي الرياض دقيقتين، وأنه لن يحصل كسوف في الحجاز...
وكان الأمر كما ذكروا ، ولم نسمع أي تناقض أو اختلاف أو خطأ.

وأحسب كذلك أن نتائج حسابات الفلكيين صارت من الدقة بمكان وأن الخطأ فيها من البعد بمكان وأن نسبته كما ذكروا واحد من مائة ألف، حتى أصبحت دقة هذه النتائج مسألة مبتوتة لا أقول عند الحسابيين والفلكيين المختصين بل حتى عند عامة المسلمين والاعتماد عليها في ضبط صلواتهم وصيامهم وإفطارهم.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
كما أشير أيضاً إلى أن ابن رشد الذي رجح مذهب الجمهور بالاعتبار بالرؤية دون الحساب:


هو نفسه يرجع أحوال ثبوت دخول الشهر من الرؤية أو الشهود إلى حصول العلم بالرؤية.


فإنه لما أراد أن يذكر أحوال ثبوت دخول الشهر فرَّعها على جنس حصول العلم بالرؤية فقال:


"وأما اختلافهم في حصول العلم بالرؤية فإن له طريقين:
أحدهما: الحس [يعني الرؤية]
والآخر: الخبر [يعني الشهود]"


وهذا بدور يؤكد أن الفقهاء الذين رجحوا مذهب الجمهور في اعتبار الرؤية دون الحساب هو لأن هذه الرؤية هي المتيسرة في وقتهم والتي بها يتحقق حصول العلم بدخول الشهر بحسب المستطاع، وأن الحساب لا يفيد ذلك لأنه كما نقلنا عن ابن تيمية سابقا لا يمكن أن يضبط بالحساب ما لا يعلم بالحساب.


وهذا المعنى لاغٍ اليوم بإجماع عمل الناس على اعتبار الحساب في شؤونهم وأمورهم لدقته وضبطه.


وأنه يمكن به تحصيل العلم بإمكان الرؤية، والله أعلم وأحكم.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يرفع للفائدة
 
أعلى