رد: رسالة مقترحة: الدور الإبداعي لإبراهيم النخعي في تطوير الفقه
وهذا إذا علمته أفادك فوائد عدة في الطريقة الفاضلة في التعامل مع فقه الكوفيين - وقد كان إبراهيم رأسهم في طبقته رحمه الله
أس هذه الطريقة علمك أن فقهاء الكوفة أكثر الفقهاء اتباعًا لقول من تقدمهم من بلدهم
لا يكادون يخالفونه إلا في الشيء النادر
ولذلك ترى الشافعي ومحمد بن نصر صنفا في المسائل التي خالف فيها أبو حنيفة عليًا وابن مسعود رضي الله عنهما
وترى علماء أهل الكوفة وإن تباينت طريقتهم في العلم والحال يقل اختلافهم في اختياراتهم الفقهية
قال أبو الشيخ الأصبهاني:
(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: ثنا رُسْتَهْ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ , يَقُولُ:
«
جَامِعُ سُفْيَانَ الَّذِي تقَاتلُ النَّاس عَلَيْهِ!, مَا خَالَفَ أَبَا حَنِيفَةَ إِلَّا فِي خَمْسَ عَشْرَةَ مَسْأَلَةً!»).
[طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها (2/ 218)].
وأبو سفيان هذا: صَالِحُ بْنُ مِهْرَانَ.
وفي مسائل الكوسج (6/ 2991، وما بعدها): (قلت: سئل عن رجلين اشتركا بغير رؤوس أموال، قال كل واحد منهما: ما اشتريت فهو بيني وبينك؟
قال [القائل سفيان الثوري]: أراه جائزاً.
قال أحمد: أقول: جائز.
وأعجبه قول سفيان في هذا، وقال: خالف أبا حنيفة).
فقوله: (وقال: خالف أبا حنيفة): دلالة على أن اختيار الثوري رحمه الله يوافِقُ اختيار أبي حنيفة –كثيرا-.
وقد أفدتُ هذين النَّقلين عن بعض الفضلاء –جزاه الله خيرا-.
وهذه المتابعة وإن كانت بليغة إلا أنها ليست تامة
فإنه قد خالف إبراهيم قول ابن مسعود رضي الله عنها في مسائل
كالتطبيق في الركوع وموقف الإمام بين الرجلين وقال: إنه قد تُرك (أو نحو هذه الكلمة)