أبو حزم فيصل بن المبارك
:: عضو مؤسس ::
- إنضم
- 27 مارس 2008
- المشاركات
- 365
- التخصص
- أصول الفقه
- المدينة
- قسنطينة
- المذهب الفقهي
- حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمابعد .
هناك ناس من أتاه الله عقلا راجحا ، وبصيرة نافذة ، وفكرا ثاقبا ، وذهنا وقادا ، يدرك الحقائق ويستنبط النكت من جميع الجوانب و النواحي ، وفي مقابل هذا الطراز من الناس يوجد ناس دون ذلك عنده قصور في النظر وضبابية في الفكر و التفكير وتحجر في الذهن فلا يستطيع الإحاطة بالمدارك ولايدأب في البحث و التفتيش عن الحقيقة إلى النهاية . فمثل هذا إذا تصدر إلى إصدار الأحكام وطعن في الموجودات وجرح الناس وتعديلهم وتصنيفهم مثل هذا تختلف معه النتائج سلبيا ، بخلاف عما يصل إليه من كان من الطراز الأول .فهذا تحصل منه الفوضى ويجر الويلاة إلى الأجانب و الناس.
وفي هذا المعنى قال أحد العلماء في معنى كلامه : إنك تجد كثيرا من الناس يكون جيد التخيل دقيق التمييز سريع التصور ذكروا - بفتح الذال - فطنا صاحيا مع نفسه ومنهم من يكون بليدا بطيء الذهن أعمى القلب و البصيرة ساهي النفس فهذا أيضا بعض أسباب اختلاف العلماء في الآراء و المذاهب . فمثل هذا يجب عليه التريث و تعلم الأدب و اكتساب التقوى و الورع كي لايغلك فيهلك ويهلك .
يقول القدوة في الأصول و الفروع و الجدل و المناظرة إمام الحرمين أبي المعالي الجويني - رحمة الله عليه - {وقوم دأبهم التطفل في المناظرة ،ويستنكفون عن السؤال ، لقصورهم فيه ، ولم يبلغوا مبلغ أن يسألوا ، وربما لايفهمون أكثر ماجرى ، ينتظرون فرصة أحد الخصمين على الآخر فيأخذون في الشغب و الصياح ، إيهاما منهم لمن حضر المجلس من العوام و أهل النقض انهم من جملتهم ، وهم صفر من صناعتهم ، فهؤلاء لايعدون في جمله أهل الجدل و النظر } الكافية في الجدل ص 559.
ويقول الإمام الباجي - رحمة الله عليه - { ولايناظر من عادته التسفه في الكلام ، ولامن عادته التفظيع ، فإنه لايستفيد بكلامه فائدة } المنهاج في ترتيب الحجاج ص 10.
و إن مشأ هذه الهناة وهذه الفوضى و الأوصاف من قلة العلم وقصور في النظر و الفهم ، فيدخلون أصحاب هذا في جملة العوام الذين فرضهم التعلم وسلوك الجادة
و الله المستعان
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم
صبيحة يوم الاثنين 16 - شعبان - 1429 هجرية
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمابعد .
هناك ناس من أتاه الله عقلا راجحا ، وبصيرة نافذة ، وفكرا ثاقبا ، وذهنا وقادا ، يدرك الحقائق ويستنبط النكت من جميع الجوانب و النواحي ، وفي مقابل هذا الطراز من الناس يوجد ناس دون ذلك عنده قصور في النظر وضبابية في الفكر و التفكير وتحجر في الذهن فلا يستطيع الإحاطة بالمدارك ولايدأب في البحث و التفتيش عن الحقيقة إلى النهاية . فمثل هذا إذا تصدر إلى إصدار الأحكام وطعن في الموجودات وجرح الناس وتعديلهم وتصنيفهم مثل هذا تختلف معه النتائج سلبيا ، بخلاف عما يصل إليه من كان من الطراز الأول .فهذا تحصل منه الفوضى ويجر الويلاة إلى الأجانب و الناس.
وفي هذا المعنى قال أحد العلماء في معنى كلامه : إنك تجد كثيرا من الناس يكون جيد التخيل دقيق التمييز سريع التصور ذكروا - بفتح الذال - فطنا صاحيا مع نفسه ومنهم من يكون بليدا بطيء الذهن أعمى القلب و البصيرة ساهي النفس فهذا أيضا بعض أسباب اختلاف العلماء في الآراء و المذاهب . فمثل هذا يجب عليه التريث و تعلم الأدب و اكتساب التقوى و الورع كي لايغلك فيهلك ويهلك .
يقول القدوة في الأصول و الفروع و الجدل و المناظرة إمام الحرمين أبي المعالي الجويني - رحمة الله عليه - {وقوم دأبهم التطفل في المناظرة ،ويستنكفون عن السؤال ، لقصورهم فيه ، ولم يبلغوا مبلغ أن يسألوا ، وربما لايفهمون أكثر ماجرى ، ينتظرون فرصة أحد الخصمين على الآخر فيأخذون في الشغب و الصياح ، إيهاما منهم لمن حضر المجلس من العوام و أهل النقض انهم من جملتهم ، وهم صفر من صناعتهم ، فهؤلاء لايعدون في جمله أهل الجدل و النظر } الكافية في الجدل ص 559.
ويقول الإمام الباجي - رحمة الله عليه - { ولايناظر من عادته التسفه في الكلام ، ولامن عادته التفظيع ، فإنه لايستفيد بكلامه فائدة } المنهاج في ترتيب الحجاج ص 10.
و إن مشأ هذه الهناة وهذه الفوضى و الأوصاف من قلة العلم وقصور في النظر و الفهم ، فيدخلون أصحاب هذا في جملة العوام الذين فرضهم التعلم وسلوك الجادة
و الله المستعان
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم
صبيحة يوم الاثنين 16 - شعبان - 1429 هجرية