العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

ابن دقيق العيد في مسألة للمالكية [معضلة زباء ذات وبر لا يهتدى إلى توجيهها]

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
ابن دقيق العيد في مسألة للمالكية


[معضلة زَباء ذات وبر لا يهتدى إلى توجيهها]


يقول ابن دقيق العيد رحمه الله في كتابه إحكام الأحكام في شرح عمدة الأحكام في المسألة الرابعة من مسائل حديث الرجل الذي واقع امرأته في نهار رمضان:
"المسألة الرابعة :
الحديث دليل على جريان الخصال الثلاث في كفارة الجماع، أعني : العتق ، والصوم ، والإطعام .
وقد وقع في كتاب المدونة من قول ابن القاسم " ولا يعرف مالك غير الإطعام "
فإن أخذ على ظاهره - من عدم جريان العتق والصوم في كفارة المفطر - فهي معضلة زباء ذات وبر (1) ، لا يهتدى إلى توجيهها ، مع مخالفة الحديث.
غير أن بعض المحققين من أصحابه:
حمل هذا اللفظ وتأوله على الاستحباب في تقديم الإطعام على غيره من الخصال.
وذكروا وجوها في ترجيح الطعام على غيره :
منها : أن الله تعالى قد ذكره في القرآن رخصة للقادر، ونسخ هذا الحكم لا يلزم منه نسخ الفضيلة بالذكر والتعيين للإطعام ؛ لاختيار الله تعالى له في حق المفطر .
ومنها : بقاء حكمه في حق المفطر للعذر ، كالكبر والحمل والإرضاع.
ومنها : جريان حكمه في حق من أخر قضاء رمضان ، حتى دخل رمضان ثان .
ومنها : مناسبة إيجاب الإطعام لجبر فوات الصوم الذي هو إمساك عن الطعام والشراب .
وهذه الوجوه لا تقاوم ما دل عليه الحديث من البداءة بالعتق ، ثم بالصوم ، ثم بالإطعام، فإن هذه البداءة إن لم تقتض وجوب الترتيب فلا أقل من أن تقتضي استحبابه .
وقد وافق بعض أصحاب مالك: على استحباب الترتيب على ما جاء في الحديث .
وبعضهم قال: إن الكفارة تختلف باختلاف الأوقات، ففي وقت الشدائد تكون بالإطعام .
وبعضهم فرق بين الإفطار بالجماع ، والإفطار بغيره: وجعل الإفطار بغيره : يكفر بالإطعام لا غير .
وهذا أقرب في مخالفة النص من الأول ."
=================
قال الصنعاني في حاشيته العدة:
يبعد كون مالك لم يطلع على الرواية التي فيها الخصال كلها.
================
وقال أيضا:
لفظ القاضي عياض في الإكمال:
ليس في قوله "هل تستطيع" دليل على الترتيب كما ظهر للمخالف، ولا هو ظاهر في ذلك ولا نص، وهذه الصورة في السؤال تصح في الترتيب وغير الترتيب، وإنما يقتضي ظاهر اللفظ البداية بالأولى، وهو محتمل للتخيير وبهذا نقول. انتهى.

وقرر ابن التين كلام القاضي عياض في الحاشية:

بأن شخصا لو جاء فاستفتى فقال له المفتي:
أعتق رقبة، فقال: لا أجد، فقال: صم ثلاثة أيام...إلخ. لم يكن مخالفا لحقيقة التخيير ، بل يحمل على أن إرشاده إلى العتق لكونه أقرب للتخيير في الكفارة.

قال الصنعاني:
ولا يخفى أنه تنظير بعين محل النزاع، وهل وقع النزاع إلا في مثل هذا اللفظ؟.

وقال البيضاوي:
ترتيب الثاني بالفاء على مقدار الثاني يدل على عدم التخيير ، مع كونه في معرض البيان وجواب السؤال فينزل منزلة الشرط للحكم."

العدة حاشية الأمير الصنعاني على إحكام الأحكام 3/1082

======================================================

1- علق الصنعاني في حاشية العدة على إحكام الأحكام 3/1079:
أقول: هكذا في نسخ شرح العمدة، فالمعضلة من أعضل الأمر إذا اشتد.
وقوله "زباء" بالزاي المفتوحة فموحدة في القاموس: والزباء من الدواهي الشديدة. انتهى.
وأما الوبر...فهو صوف الإبل والأرانب ونحوهما...
إلا أنه لم يظهر وجه وصف المعضلة بذلك أو الزباء فينظر، ولم أجد هذه العبارة في غير هذا الشرح، ونقلها الحافظ عن الشارح بلفظ "وهي معضلة لا يهتدي لتوجيهها" فقط ليس فيه زيادة "زباء ذات وبر".


 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
المعذرة من الإخوة هناك مشكلة في تنسيق الخط لم أستطع حلها، فأيقونة التنسيق غير مفعلة.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الحمد على توفيقه
وقفت على أصل هذه المقولة:

ساق ابن عبد البر رحمه الله في كتابه "جامع بيان العلم وفضله" في باب عقده في ما يلزم العالم إذا سئل عما لا يدري من وجوه العلم:

سئل الشعبي عن مسألة فقال: هي زباء، هلباء ذات وبر، لا أحسنها، ولو ألقيت على بعض أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأعضلت به، وإنما نحن في العُنُوق ولسنا في النوق،
فقال له أصحابه: قد استحيينا لك مما رأينا منك. فقال: لكن الملائكة المقربين لم تستحي حين قالت: {لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} [البقرة: 32]
جامع بيان العلم وفضله - مؤسسة الريان - (2 / 112)

قال المحقق:
رواه الخطيب في الفقيه 2/ 174 نحوه، والفسوي 2/ 593-594، وأبو نعيم في الحلية 4/ 319، والبيهقي في المدخل "802" ص433-434.​
 

عبد الرشيد الهلالي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
8 يناير 2008
المشاركات
17
قولهم :زباء هلباء ذات شعر أو زباء هلباء شعراء، هي أوصاف للناقة يريدون بها تكثير تلك الصفة، وأصله أن الناقة إذا كثر وبرها ازداد جموحها وشرودها وفي المثل : ( كل أزب نفور )وذلك أن شعر حاجبيها يشرف على عينيها فتخاله شخصا فلا تزال نافرة.ومناسبة المثل لها هو صعوبة لم شتات المسألة أو ردها الى أصل واحد.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.
إضافة طيبة للموضوع.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
يقال للدَّاهيةِ الصَّعْبة: زَبَّاءُ ذاتُ وَبَر.
ي
عني أَنها جَمَعَتْ بين الشَّعَر والوَبَرِ. أَراد أَنها مسأَلةٌ مُشْكِلَةٌ شبَّهها بالناقة النَّفُور لصُعُوبَتِها.

لسان العرب (1/444، 786).

وقد عَقَدَ ابنُ عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"(2/112):
باباً في ما يلزم العالم إذا سئل عما لا يدري من وجوهالعلم، ذكر فيه أن الشعبي سئل عن مسألة فقال:
هي زباء، هلباء ذات وبر، لا أحسنها، ولو ألقيت على بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعضلت به، وإنما نحن في العُنُوق ولسنا في النوق، فقال له أصحابه: قد استحيينا لك ممارأينا منك. فقال: لكن الملائكة المقربين لم تستحي حين قالت: {لا عِلْمَ لَنَاإِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا} (البقرة: 32).
 
أعلى