العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

استنزاف العقل الفقهي!

إنضم
20 أبريل 2008
المشاركات
122
التخصص
الشريعة..
المدينة
أم القرى
المذهب الفقهي
............
"استنزاف" العقل الفقهي

العقل الفقهي المعاصر (في ظني) يعيش أصحابه؛ حالة أشبه بـ"الحرب الأهلية" التي تنخر في الجسد عادة وتعيق عن المقاومة والتطوير في أي ميدان!
المتفقه اليوم بحاجة لمجاوزة هذا الاستنزاف غير المحدود لطاقاته في قضايا هامشية يسوغ فيها الاختلاف من لدن الصحابة.
هذا الاحتراب الدائر بين المتفقه لا يعيق الذهن عن التفكير وتقديم البدائل والحلول فحسب، بل تجعله فريسة سائغة لأي فكر دخيل يريد الاستحواذ والسيطرة على العقول، وما أيسر تَفلت مثل هذه الأنفس المقلدة لا سيما حينما تغيب عن الأوصياء! نتيجة لفراغها من الحجج والبراهين، فمن اطمأن للتبعية والتقليد المطلق فُتن (بضم الفاء) وفَتن (وفتحها) "فإنها ذلة للتابع فتنة للمتبوع".
وعلى المتفقه أن يدرك أننا في زمن "القرية الواحدة"؛ مضى عهد التسليم المطلق إلى غير رجعة.. فالفقيه الشرعي خاصة الفضائي لا بد أن يزن كلامه ولا يلقي قولا مرسلا بلا بينة ولا تعليل... {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِين}[البقرة:111].
المحصل أن نظرية المحكم والقطعي، وفقه الدليل لا بد أن يتصدرا المشهد العلمي والدعوي والفكري والثقافي، وإعادة الاحتفاء بفكرة الخلاف السائغ؛ فذلك كفيل بتخفيف هذا الاستنزاف للوقت والذهن بالانشغال عن كثير من الخلافات الفرعية جدا التي يستوعبها بكثافة الفقه الشرعي المتقدم، ولكم (يا معشر الفقهاء) العودة لكتب الخلاف العالي كاختلاف العلماء للمروزي أو المصنف لابن أبي شيبة وغيرهما؛ لتقفوا على سعة الخلاف والهدوء في حكايته واعتباره، وهذا ليس التفافا على الفقه الاصطلاحي المذهبي، بل بناء قاعدة راسخة لفهمه وطبيعته والاستفادة منه أكثر، والتماس العذر للعلماء عند الوقوف على أقوالهم المخالفة للراجح عند الناظر.
 
أعلى