العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

انزال الناس منازلهم:

إنضم
26 فبراير 2010
المشاركات
596
الكنية
أبو الفضل
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
الخليل
المذهب الفقهي
فقه مقارن
انزال الناس منازلهم/ أ. ضرغام جرادات

أ.ضرغام جرادات

بعض الناس لا حكمة عنده ، يخاطب الناس كلهم بلسان واحد، فإذا كان أستاذاً خاطب الجميع على أنهم تلاميذه، وإن كان شيخا خاطب الناس على أنهم أتباعه، وإن كان محاوراً خاطب محاوريره على أنهم أقارن له ، لمجرد اشتراكهم في المهنة أو الجلسة أو الصحبة "الفيسبوكية"، وهذا لا يعرف تصريحا، بل هو لازم حاله، والمرء مخبوء بلسانه.
وهذا يا إخوة فيه إهانة لنفس السالك هذا السلوك، و هو سوء أدب، وعدم معرفة بالحكمة وعدم فقه لسياسة التواصل مع الخلق ، وما أجمل ما قال المتنبي

(وَوَضعُ النَدى في مَوضِعِ السَيفِ بِالعُلا " مُضِرٌّ كَوَضعِ السَيفِ في مَوضِعِ النَدى)

هذا وبعض الناس لا ينقصه الأدب في نفسه، ولكنه لا دربة له بمسالك الأدب في الخطاب والتواصل
(وَلَكِن تَفوقُ الناسَ رَأيًا وَحِكمَةً " كَما فُقتَهُم حالًا وَنَفسًا وَمَحتِدا )

ولذلك لا بد لمن نصب نفسه داعية للخير ، أن يحسن خطاب الناس ويجعل لكل مقام مقال، ويتذكر أن لكل حرب رجال.
وتذكر : من أكرم الرجال أكرموه، ومن جانب الحكمة أهان نفسه ، وسقط من أعين الرجال .




 
التعديل الأخير:
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: انزال الناس منازلهم:

الشيخ الفاضل أبو الفضل بورك فيكم
ما ذكرتموه واقع وللأسف وفي نظري أن له أسباباً أهمها :
1 - الكبر :
فإن بعض الناس يرى نفسه أكبر من أن يخاطب الناس بمقاماتهم وألقابهم ومنازلهم التي أعطاهم الله إياها من أمور الدين والدنيا فيرى أن منزلته تنقص ومقامه يقل لو خاطبهم بذلك فتأنف نفسه عن التواضع لهم .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في ضبط الكبر : ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) رواه مسلم .
والغمط الازدراء والاحتقار والاستصغار وضبطت في بعض الروايات غمص بالصاد وهي بمعناها .

2 - الحسد :
فإن بعض الناس يرى أنه لو خاطب من يستحق الإجلال والتقدير بما يليق به فإنه يرفعه ويعلي مكانته فتعلو منزلته عليه أو يتعلق الناس به ويعظمونه فيقع في قلبه حسد أن يقعوا في تلك المنزلة في قلوب الناس وكأن عقله يقول " نجاح غيري يعني فشلي " وليس لغيره مدح وثناء إلا أن يكون ذلك يصب في مدحه هو من حيث هو سبب في ذلك .

3 - الطبع الغليظ والعنف الجبلي :
إذ بعض الناس خلق غليظاً فظَّاً إما بسبب البيئة أو التربية أو الطبع النفسي فهو لا يحسن اختيار الألفاظ في التعامل مع الخلق فلا مقدمات لطيفة ولا فن في التعامل ولا ذوق في اختيار الكلمات فقاموسه كله يدور بين الأمر والنهي الصريحين بصيغة ( افعل ) و ( لا تفعل ) مع العلو والاستعلاء وكثرة النقد والتجريح والاتهام ، وأما المدح والثناء والدعاء والألقاب الحسنة فلا مكان لها في مفردات ألفاظه وربما كانت بمفهومه من ألفاظ التملق والنفاق والكذب والميوعة !!!.

4 - المخالفة في الرأي إما عقيدة أو فقهاً أو منهجاً أو حزباً أو اختلاف البلد أو العرق أو القبيلة أو غيرها .
إذ يعز الإنصاف والعدل عند الخلق مع الاختلاف في مثل هذه الأمور فتأخذ البعض الحمية لمعتقده أو مذهبه أو حزبه أو بلده أو غير ذلك فينقص مخالفه حقه أو يتعمد انتقاصه واحتقاره ليذهب رأيه ومذهبه وهذا كله من الهوى المذموم وليس هو من صفات العلماء الربانيين الصادقين إذ الحق يعرف بدليله لا بهذه الأمور .
ولقد ضرب العلماء الربانيون أجمل الأمثلة في ذلك :
فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لا يدع الإنصاف حتى مع مخالفيه عقيدة وفقها ولم يمنعه خلافه لهم ورده عليهم من أن يذكر لهم مزاياهم ويثني عليهم بما هم متصفون به من صفات المدح فهو مع خلافه ورده على الباقلاني والجويني والغزالي والرازي والآمدي وغيرهم يذكر ما هم عليه من صفات المدح ويثني عليهم في تلك الجوانب .
فهو يقول عن الباقلاني رحمه الله : " أفضل المتكلمين المنتسبين للأشعري ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده " مجموع الفتاوى ( 5 / 98 )
ويمتدحه كثيرا في ردوده على الباطنية ومواقفه العظيمة من النصارى .
ويقول عن إمام الحرمين الجويني رحمه الله : " وأبو المعالي وأمثاله أجل من أن يتعمد الكذب لكن القول المحكي قد يسمع من قائل لم يضبطه وقد يكون القائل نفسه لم يحرر قولهم " درء تعارض العقل والنقل ( 2 / 310 ) .
ويقول عن الغزالي رحمه الله : " وكان من أعظم الناس ذكاء وطلبا للعلم وبحثا عن الأمور ولما قاله كان من أعظم الناس قصداص للحق وله من الكلام الحسن المقبول أشياء عظيمة بليغة ومن حسن التقسيم والترتيب ما هو به من أحسن المصنفين ..."
وكثيراً ما يمتدح ما يذكره الفخر الرازي في ردوده على النصارى والفلاسفة .
ويقول عن الآمدي إنه " أفضل من تكلم من أبناء جنسه في هذه الأمور وأعرفهم بالكلام والفلسفة " درء تعارض العقل والنقل ( 4 / 234 )
وقال عنه : " كان من أحسنهم إسلاماً وأمثلهم اعتقاداً " مجموع الفتاوى ( 18 / 52 ) .
وكان ابن السبكي يقول عن تعظيم ابن تيمية لوالده تقي الدين السبكي - مع خلافه المشهور له - : " كان لا يعظم أحدا من أهل العصر كتعظيمه له " طبقات الشافعية ( 10 / 194 )
وذكر ابن السبكي أيضا أن ابن تيمية لما رأى علاء الدين الباجي عظمه ولم يجر بين يديه بلفظة فأخذ الشيخ علاء الدين يقول : تكلم نبحث معك ، وابن تيمية يقول : مثلي لا يتكلم بين يديك أنا وظيفتي الاستفادة منك " طبقات الشافعية ( 10 / 342 )

وهذا ابن دقيق العيد - رحمه الله - الإمام الفذ لا يمنعه خلافه لابن تيمية أن يقول عنه : " لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلا كل العلوم بين عينيه يأخذ ما يريد ويدع ما يريد ".

ويعجبني كلام لابن القيم - رحمه الله - في كتابه النفيس بدائع الفوائد ( 3 / 132 - 134 ) أنقله بنصه لروعته يقول رحمه الله :
( فائدة :
كثير من الناس يطلب من صاحبه بعد نيله درجة الرياسة الأخلاق التي كان يعامله بها قبل الرياسة فلا يصادفها فينتقض ما بينهما من المودة وهذا من جهل الصاحب الطالب للعادة ، وهو بمنزلة من يطلب من صاحبه إذا سكر أخلاق الصاحي ، وذلك غلط ؛ فإن للرياسه سكرة كسكرة الخمر أو أشد ، ولو لم يكن للرياسة سكرة لما اختارها صاحبها على الآخرة الدائمة الباقية ، فسكرتها فوق سكرة القهوة بكثير ، ومحال أن يرى من السكران أخلاق الصاحي وطبعه ، ولهذا أمر الله تعالى أكرم خلقه عليه بمخاطبة رئيس القبط بالخطاب اللين فمخاطبة الرؤساء بالقول اللين أمر مطلوب شرعاً وعقلاً وعرفاً ولذلك تجد الناس كالمفطورين عليه وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب رؤساء العشائر والقبائل .
وتأمل امتثال موسى لما أمر به كيف قال لفرعون : "هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى " فأخرج الكلام معه مجرج السؤال والعرض لا مخرج الأمر وقال : " إلى أن تزكى " ولم يقل إلى أن أزكيك فنسب الفعل إليه هو ، وذكر لفظ التزكي دون غيره لما فيه من البركة والخير والنماء ثم قال : " وأهديك إلى ربك " أكون كالدليل بين يديك الذي يسير أمامك وقال : " إلى ربك " استدعاء لإيمانه بربه الذي خلقه ورزقه ورباه بنعمه صغيرا ويافعا وكبيرا
وكذلك قول إبراهيم الخليل لأبيه : " يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئاً " .
فابتدأ خطابه بذكر أبوته الدالة على توقيره ولم يسمه باسمه ثم أخرج الكلام معه مخرج السؤال فقال : لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا ؟ ولم يقل : لا تعبد ثم قال : يا أبتِ إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فلم يقل له : جاهل لا علم عندك بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على هذا المعنى فقال جاءني من العلم ما لم يأتك ثم قال : فاتبعني أهدك صراطا سويا ، هذا مثل قول موسى لفرعون : " وأهديك إلى ربك " ثم قال : " يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً " فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه ، وقال " يمسك " فذكر لفظ المس الذي هو ألطف من غيره ثم نكر العذاب ثم ذكر الرحمن ولم يقل الجبار ولا القهار فأي خطاب ألطف وألين من هذا
ونظير هذا خطاب صاحب يس لقومه حيث قال : " يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون "
ونظير ذلك قول نوح لقومه : " يا قوم إني لكم نذير مبين أن أعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى " .
وكذلك سائر خطاب الأنبياء لأمتهم في القرآن إذا تأملته وجدته ألين خطاب وألطفه بل خطاب الله لعباده وألطف خطاب وألينه كقوله تعالى : " يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم .." الآيات .
وقوله تعالى : " يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له " .
وقوله : " يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور " .
وتأمل ما في قوله تعالى : " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلاً " من اللطف الذي سلب العقول .
وقوله تعالى : " أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين " على أحد التأويلين أي نترككم فلا ننصحكم ولا ندعوكم ونعرض عنكم إذا أعرضتم انتم وأسرفتم ؟ .
وتأمل لطف خطاب نذر الجن لقومهم وقولهم : " يا قومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم " )
 
إنضم
4 ديسمبر 2011
المشاركات
451
التخصص
الوعظ والارشاد
المدينة
المسيلة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: انزال الناس منازلهم:

بارك الله فيكما وزادكما الله من فضله افدتمون من آدابكم وأخلاقكم الفاضلة ماأحوجنا الى هذه التوجيهات والتنبيهات وخاصة لبعض شبابنا وكثيرا منهم وصل الى درجة < شهادة> فاغتر بها واصبح ينطح شيوخه بكلام لاذع الصاحب مع صحبه لا يستطيع ان يقابله بها فما بال شيخه بارك الله فيكما شيخنا ضرغام وشيخنا بدر بن ابرهيم انتما حقيقة بدران نفتخر بكما في هذا الملتقى فنرجو منكما زيادة اكثر في النصح والتوجيه شكر الله لكما اعمالكما رزقكما الله رضاه والفردوس الاعلى
 

ام سلمة

:: متفاعل ::
إنضم
21 نوفمبر 2012
المشاركات
419
الكنية
ام سلمة
التخصص
ليس بعد
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
اهل السنة والجماعة
رد: انزال الناس منازلهم:

جزاكم الله خيرا
ورزقنا الادب مع اساتذتناورزق اساتذتنا التواضع معنا
 

محمد إبراهيم صبري

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 يوليو 2011
المشاركات
125
الكنية
ابو إبراهيم
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
القدس
المذهب الفقهي
الحنفي
رد: انزال الناس منازلهم:

بارك الله فيك اخي ضرغام ورزقنا واياك الأدب وحسن الخلق
 

باحثة شريعة

:: متابع ::
إنضم
18 مارس 2013
المشاركات
26
الكنية
ربي وفقني
التخصص
دين
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: انزال الناس منازلهم:

اللهم ارزقنا الادب وحسن التعامل والخلق الحسن
 
إنضم
6 أبريل 2013
المشاركات
10
التخصص
طبيعي
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: انزال الناس منازلهم:

بارك الله فيكم، -وأحسن الله إليكم-
 

مروة عباس فاضل

:: متابع ::
إنضم
29 نوفمبر 2011
المشاركات
14
التخصص
هندسة حاسبات
المدينة
بغداد
المذهب الفقهي
شافعي
رد: انزال الناس منازلهم:

بارك الله فيكم جميعا
 
أعلى