العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
كيف السبيل إلى
موضوع رسالتي؟؟


عناصر المقالة:
1- مقدمة هزلية في معاناة الباحث اليوم في العثور على موضوع لرسالته.
2- ضرورة التصنيف.
3- خطأ إنكار التصنيف على المتأخرين.
4- خطورة القصور في هذا الباب: وجه الخطورة، سبب القصور، طريقة العلاج.
5- الدور المنوط بالأقسام الشرعية.
6- قيمة الرسالة هو ما تحمله من إضافة علمية.
7- الحكم بالفشل هو أحد الأسباب المانعة من الفشل، وإن تمرير هذه الأعمال الفاشلة لهو إقرار للفشل.
8- الإضافة العلمية يجب أن تكون متسقة في التراكم العلمي.
9- الإضافة العلمية إنما تأتي حين الشعور بوجود مشكلة.
10- لإدراك المشكلة طريقان:
من طريق الباحث نفسه، وهذا هو الأمر المفترض.
والطريق الثاني: عن طريق استشارة الغير، وهذا فيه عقبات.
11- الطريقة المقترحة تتلخص في أمرين:
أ*- أن تتحدد له المشكلة بشكل محدد
ب*- أن يحدد الباحث المجال الذي يريد البحث فيه ثم يواصل القراءة فيه.
12- وسائل تحديد الموضوع من حيث الإطار ومن حيث العمق.
13- صياغة العنوان.

14- نماذج تطبيقية في تحليل الموضوعات باستعمال معايير الإضافة العلمية.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

الحلقة الثامنة
الجدة والابتكار


ما سبق كان جل الحديث منصباً على أصل طريقة البحث عن الموضوع، وهنا سنحاول بإذن الله التعرُّف على السبل التي تعين على تحديد الموضوع المناسب، وبشكل دقيق ومحدد.

فنقول وبالله التوفيق: اختيار الموضوع العلمي الدقيق إنما يأت بعد طول دراسة وتأمل وتدقيق في مسارات ضيقة يتضح من خلالها بعض المشكلات التي تحتاج إلى حل، وربما تكون بعض الحلول متوهمة، فيستدعي ذلك إعادة النظر في كونها حلا، ومن ثَم يتم استئناف فرض الحلول مجدداً.

الموضوع المناسب هو الذي يشتمل على الأمور التالية:
  1. أن يشتمل على إضافة علميه، وهذا سبق تناوله بإسهاب.
  2. أن يكون فيه شيء من الجدة والابتكار:
فلا يكون مكرورا ولا رتيبا على غرار الأبحاث التقليدية، فالمسألة الفقهية إذا وقع بين أهل العلم نزاع في حكمها ، فإنه لا جديد إذا عمل الباحث على إعادة حكايتها، لكن تظهر الجدة لو استطاع أن يبين محل المسألة المفترض في بناء المدرسة العلمية، أو أن يعيد المسألة إلى أصول الفريقين، أو أنه استطاع أن ينتزع أسباب الخلاف بين الفريقين، أو أن يستنبط قواسم مشتركة بين الفريقين في تناول المسألة، أو أن يحقق قدرا من الاتفاق في زاوية من زوايا المسألة ثم يحاكم بقية أطرافها على وفقها، أو أن يعيد كيل المسألة بمعايير إضافية، فقد لا يكون مأخذ الافتراق في المسألة مرتباً على صحة الأثر لأن الفريق الآخر يديم قوله حتى على فرض عدم ثبوت الأثر، وإذا كانت المسألة محكية في الخلاف عن طريق الأقوال في المسألة، فمن الممكن أن يعيد صياغتها بحسب المذهب كل مذهب على حدة، اتفقوا أو اختلفوا، أو أن يعيد صياغتها بحسب الدليل كأن يجعل القول الأول المتمسك بالأصل، والثاني المتمسك بالناقل، والثالث المستصحب للإجماع.

أو أن يعود على الأقوال المحكية في المسألة باتجاهات تقاطعية كأن يبين الاتجاهات التي تسير فيها أصول الفريقين مقارنة باتجاهات هذه المسألة المعينة. ثم يسير بهذه المسألة بمسارات أفقية بذكر النظائر والأشباه، ثم يدلي من هذه المسارات العرضية الأساسية: بعض المسارات العمودية القصيرة التي تعود إلى الاستثناء ومخالفة القاعدة، ويبين مقدار صحة هذه الاستثناءات في عدم خرق القاعدة الأصلية.

ومن جملة المناطق الإبداعية في البحث العصري: أن ينسج الباحث لحمة من المستجدات المعاصرة ضمن سدتها في الأصول الشرعية والقواعد الفقهية.

فإن هذه الطرق وأشباهها تفتح للباحث آفاقا جديدة، وتستخرج من بين أسنة أقلامه معانٍ بديعة، فتتحرك مياه كانت راكدة، وتثور أسئلة كانت جامدة.

وقد لا نحتاج اليوم إلى الموضوعات الجديدة بقدر حاجتنا إلى الدقة والعمق والتحليل وإعادة القراءة ومحاولة الخروج بنتائج بينة واضحة.

يقول الدكتور يحيى الجبوري:
الجدة: أن يكون البحث جديدا كله أو بعضه فيه ابتكار، ويدلل على وجهة نظر، ويحسن ألا يكون مطروقا مكررا، وأن يكون رفيع الغاية، يضيف إلى المعرفة فائدة بعيدا عن الموضوعات المبتذلة التي تلتمس من الجوانب السلبية والشاذة الهدامة في الحياة، إن تناول الموضوعات الإنسانية المفيدة البناءة التي تستحق بذل الجهد والتعب والصبر والعناء يكون لها ثمارها وأثرها فيما بعد في الدراسات التالية وفي آثار الآخرين. وقد يكون الموضوع قديما جديدا أي أن يكون قد بحث من قبل وأن يتصدى له باحث فيتناوله تناولا جديدا ، يأتي بنتائج جديدة، أو يضيف أفكارا، ويكتشف حقائق لم يسبق إليها، وطرق الموضوعات القديمة المبحوثة إذا أريد الوصول إلى حقائق جديدة أكثر صعوبة من ارتياد الموضوعات الجديدة([1]).
([1]) منهج البحث وتحقيق النصوص ص30.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

الحلقة التاسعة
يشترط في التصنيف عموما أن يكون نافعا مجديا.
ومن الأهمية بمكان أن يكون هذا النفع بالنظر الأول للباحث نفسه، فإن الرسالة العلمية هي إحدى المنعطفات المهمة والأساسية في حياة الباحث، فربما بقي عمره كله في مجال بحثه يكتب ويبدع ولا يحوله عنه إلا اخترام المنية.
يحكي الدكتور أحمد شلبي: أن رسالته للدكتوراه عن تاريخ التربية الإسلامية قد فتحت أمامه آفاقا أخرى لأبحاث واسعة عن الحضارة الإسلامية قال: فكتبت مجموعة من الكتب عن السياسة والاقتصاد في التفكير الإسلامي[1])
ويقول الدكتور عبد العظيم الديب في تقدمة تحقيقه لكتاب نهاية المطلب:

  • صحبتي لإمام الحرمين:
هذا الكتاب ثمرة صحبة طويلة لإمام الحرمين، أربت هذه الصحبة على الأربعين عاما، وهذه الصحبة لم تكن على اختيار مني أو تدبير، بل العكس هو الصحيح، فقد كنت أقدِّر لدراساتي وحياتي طريقا آخر غير هذا الطريق، وميدانا غير هذا الميدان، وفعلا قدرتُ ودبرتُ، واخترت موضوع رسالتي للماجستير.
وبينا أنا في منزل أستاذي الدكتور مصطفى زيد أعرض عليه خطة الموضوع، وكان به مرحِّبا، إذ دق جرس الهاتف وأخذ أستاذي الدكتور مصطفى في محادثة طويلة، عرفتُ منها أن الذي على الطرف الآخر هو أستاذ أستاذي الشيخ محمد أبو زهرة، ولما طالت المحادثة، ووجد أستاذي أنه قد شغل عن ضيفه كثيرا، أراد أن يجاملني، فقال للشيخ أبو زهرة: عندي فلان، وهو يقرئك السلام، ثم أردف: هنئه، غدا سنعرض موضوعَ رسالته على القسم، فسأل الشيخ أبو زهرة عن الموضوع، وما إن أجابه الدكتور مصطفى حتى احتدَّ الشيخ أبو زهرة، وفهمت أنه يرفض الموضوع([2])، والدكتور مصطفى يدافع، ويقول: اطمئن يا أستاذنا، عبد العظيم من أولادنا، لا تخف، أنا أضمنه، إنه من المتحنثين [وكنت أسمع هذه الجملة أول مرة تجري في حديث بين شخصين، وعهدي بها أنها من ألفاظ الكتب والمعاجم].
ثم انتهت المكالمة، وراح الدكتور مصطفى في صمت، ولم يقبل على ما كنا فيه من مراجعة خطة الموضوع، ولما رأى في عيني التساؤل، قال: انتهى الأمر، نبحث عن موضوع آخر، وأسقط في يدي، وظهر علي الضيق والألم، بل والغضب المتمرد، فقال الدكتور مصطفى مجيبا عن كل التساؤلات التي تمور بداخلي: أنا لا أستطيع أن أخالف أمر الشيخ أبو زهرة.
ثم أجاب عن عدة أسئلة لم أتفوَّه بها: هو رئيس قسم، وأنا رئيس قسم صحيح لكنه أستاذي، هو في كلية وأنا في كلية أخرى ولكنه أستاذي، هو لا يملك أن يمنعني من التصرف ولكنه أستاذي.
ثم قال مجاملا: والله يا عبد العظيم أنا أكثر ألما منك، ثم تمتم: ليتني ما ذكرت له الموضوع، وفعلا هزتني هذه الكلمات، وبدأ الغضب الثائر في داخلي ينزاح ويترك مكانه هدوءا وبردا وأمنا.
وهنا التمع وجه الدكتور مصطفى قائلا: اسمع يا عبد العظيم لعل الله أراد بهذا لك خيرا. ...تذكر كتاب "البرهان في أصول الفقه" تذكره لا شك. أنت نسخت لي منه صفحات منذ مدة بعيدة. ما رأيك أن تكون رسالتك تحقيق البرهان؟.....
هكذا كانت صلتي بإمام الحرمين بغير تقدير مني أو تدبير مني.....
كانت هذه هي المرحلة الأولى من تلك الصحبة المباركة مع شيخي وإمامي، إمام الحرمين، استمرت هذه المرحلة سبع سنوات مباركات، وكان من ثمرتها:

  1. دراسة طبعت وحدها بعنوان (إمام الحرمين – حياته وعصره – آثاره وفكره).
  2. تحقيق وتقديم كتاب (البرهان في أصول الفقه.
ثم ذكر الشيخ تفاصيل قصته في تحقيق نهاية المطلب، وفي ذلك يقول:
مضت السنون وتطاولت الأعوام وطال العمل واستطال وأنا صابر جلد ، غير ضجر ولا ملول ، بل مستمتع مسرور ، ومن حولي يعجبون ، وعن الكتاب يتساءلون : كل هاتيك الأعوام في كتاب واحد ؟؟ {وأنى لهم التناوش من مكان بعيد}"لا يعرف الشوق إلا من يكابده" .
تجاوزت الأعوام الخمس والعشرين عدّا وأنا في صحبة إمام الحرمين، أعطيه ويعطيني: أعطيه وقتي وجهدي ، وصبري واتئادي وتأملي وأناتي وحبي وعشقي وشغفي وهيامي.
ويعطيني كل يوم جديدا ، يمنحني فرائد من الفقه ، ودقائق من الأصول ، وأوابد من النحو ، ونوادر من اللغة ، وشوارد من الحديث ، ويطوف بي مرابع ومجالس ومدارس أسمع فيها في أعلام أمتي وأئمتها...
وقال أيضاً:
انقطعت لهذا الكتاب عن دنيا الناس ، ووهبت له وقتي ، وجهدي ، وسري ، وعلانيتي، وبفضل من الله وعون انتصرت على نفسي ، ورددتها عما كانت تجاذبني نحوه ، وتدفعني إليه :
من المشاركة في المؤتمرات والندوات وفيها الذكر والصيت ولقاء الأعلام ووراءها ما وراءها وناهيك عن الأضواء والفلاشات
وكذلك المشاركة في التلفزة بعد أن أخذت من ذلك بنصيب وكنت مندفعا في تياره إلا أنني أمسكت وتماسكت سريعا ثم أحجمت وامتنعت امتناعا جازما .
أما الصحف والمجلات فلم يكن لنا فيها إلا أنة المكلوم ونفثة المصدور([3]).


([1]) نقلا من كتاب البحث الفقهي للدكتور إسماعيل عبد العال ص 21.

([2]) كان الموضوع عن الربا وصوره في بعض المعاملات المعاصرة، وكان المد الاشتراكي في عنفوانه، فخشي الشيخ أبو زهرة من الوقوع تحت ضغط الواقع وتبريره، وكان ذلك شائعا، وكل يحاول إلباس التأميم والمصادرة عمامة الإسلام، فمن هنا جاء رفض الشيخ رحمه الله وبرَّد مضجعه.

([3]) مقدمة كتاب نهاية المطلب في دراية المذهب 19-24
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

[FONT=&quot]الحلقة العاشرة[/FONT]
[FONT=&quot]استتماماً لما تقدم في الحلقة التاسعة من اعتبار أن يكون البحث نافعا مجديا، فنواصل الحديث عن ذلك، فنقول وبالله التوفيق:[/FONT]

[FONT=&quot]من الصور التي يظهر فيها انتفاع الباحث ببحثه ما لو تتطلب بحثه مثلاً: استعراض فتح الباري كاملا لاستخراج القواعد الفقهية، أو الإشكالات العلمية، أو النقولات من الكتب المفقودة، وأشباه ذلك، وكذلك يقال فيما لو استدعى بحثه قراءة الرسائل الفقهية لابن تيمية، أو أن يديم النظر في المسائل الأصولية لابن دقيق العيد، أو أن يبحث في المسائل المعللة للشافعي، أو جمع ودراسة التفريع الفقهي من كتاب شرح مختصر الروضة للفحل الأصولي نجم الدين الطوفي، أو أن يستقرئ المؤلفات المعاصرة في باب المقاصد.[/FONT]

[FONT=&quot]وكثيراً ما يظهر بجلاء أثر "العَلَم المعين" الذي اشتغل الباحث بدراسة نتاجه العلمي، فإن طول صحبته معه، وتتبعه لسيرته، ووقوفه على أصوله، وإشرافه على نوادره، كل ذلك يكون له مردود إيجابي على شخصية الباحث، بل وعلى لغته، وعلى تفكيره، ففي شاطئه ترسو نفسه، وفي إطاره ترسم شخصيته، ولهذا ينبغي [/FONT][FONT=&quot]–[/FONT][FONT=&quot] كعمل احترازي- أن يكون الباحث على دراية حسنة بالمؤاخذات المعروفة على بعض الأعلام حتى لا تنتقل العدوى إليه.[/FONT]
[FONT=&quot]لكن لا إلى درجة المبالغة![/FONT]
[FONT=&quot]لأني وجدت بعض الأصوليين يكاد يفسر كل قضية أصولية ببعض الخلافات العقدية، وهذا من شدة تصويب النظر إلى الأثر الكلامي على علم الأصول.[/FONT]
[FONT=&quot]وإذا وفق الباحث إلى مثل هذه الموضوعات الخصبة فالغالب أن يكون قد حجز من خلاله عدة موضوعات مثيرة لرسائله المقبلة، وربما تكون أطروحته للدكتوراه امتداداً مباركاً لرسالة الماجستير، وقد تعظم البركة، فيكون مشروعه الصغير خطة مفصلة لمشاريع كبرى.[/FONT]
[FONT=&quot]إن الباحث في مستهل أبحاثه بحاجة إلى مثل هذه الموضوعات فهو إلى انتفاعه ببحثه أحوج من غيره، أما المجتمع العلمي فسيستفيد منه مستقبلاً بسبب ما حصل له من تأهل مناسب، فهو تأهيل ذاتي مؤقت وترحيل للنفع المتعدي إلى أجل. [/FONT]
[FONT=&quot]أفلا يكون من الحكمة والعقل أن يشير الأساتذة على تلامذتهم إلى مثل هذه الموضوعات التي تصقل مواهبهم وتنضج أفكارهم، وتورث الوعي في سلوكهم.[/FONT]
[FONT=&quot]ولو لم يكن من هذه الأبحاث إلا أن تخرج لنا فقيها ألمعيا، أو محللا نصيا أو ناقدا بصير لكان ذلك لوحده إضافة دسمة إلى المشروع الثقافي الكبير.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد قيل لأبي حنيفة لمَ لمٍْ تؤلف؟ قال: ألفتُ أبا يوسف، ومحمد بن الحسن.[/FONT]
[FONT=&quot]وإذا كان يطلب من البحث أن يكون نافعا ومجديا بالنسبة إلى الباحث فلأن يكون الأمر كذلك في البحث لهو أولى وأحرى.[/FONT]
[FONT=&quot]بل إن هذا هو المقصود من البحث بالأساس، وإنما ذكرنا الأمر الأول إتماما للفائدة ولأن القصور الواقع في كثير من الباحثين يتطلب ذلك.[/FONT]
[FONT=&quot]ويكون البحث مجديا ومفيدا إذا حصلت فيه الإضافة العلمية السابق ذكرها، ولا حاجة إلى إعادتها.[/FONT]
[FONT=&quot]ولكن من الأهمية بمكان التنبيه على بعض بنيات الطريق، وعلى طائفة من المسالك الوعرة من ارتكاب الأخطاء التي قد تكون في بعض الأحيان فادحة، في اختيار الموضوعات والتي لا يعول من خلالها نفعا ولا جدوى بل إنه يترتب على بعضها من الإثم ما يربو على ما يرجو من نفعها.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد أحسَّ بها أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي (ت790هـ.) حينما في مطلع كتابه الموفقات:[/FONT]
[FONT=&quot]"وكل مسألة مرسومة في أصول الفقه لا ينبني عليها فرع فقهي ولا سلوك أدبي فإدخالها في أصول الفقه عارية".[/FONT]
[FONT=&quot]وإليك هذه القصة، تنبيك أصحابها عن بعض ما نحن فيه: [/FONT]
[FONT=&quot]ذكر الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده إلى سعيد بن عمرو البرذعي، أنه قال: كنا عند أبي زرعة فاختلف رجلان من أصحابنا في أمر داود الأصبهاني ....[/FONT]
[FONT=&quot]فأقبل عليهما أبو زرعة يوبخهما، وقال لهما: ما واحد منهما لكما بصاحب...[/FONT]
[FONT=&quot]ثم قال: من كان عنده علم فلم يصنه ولم يقتصر عليه والتجأ إلى الكلام فما في أيديكما منه شيء، [/FONT]
[FONT=&quot]ثم قال: إن الشافعي لا أعلم تكلم في كتبه بشيء من هذا الفضول الذي قد أحدثوه [/FONT]
[FONT=&quot]ولا أرى امتنع من ذلك إلا ديانة وصانه الله لما أراد أن ينفذ حكمته. [/FONT]
[FONT=&quot]ثم قال: هؤلاء المتكلمون لا تكونوا منهم بسبيل فان آخر أمرهم يرجع إلى شيء مكشوف ينكشفون عنه وإنما يكتموه أمرهم سنة سنتين ثم ينكشف فلا أرى لأحد أن يناضل عن أحد من هؤلاء فإنهم إن تهتكوا يوما قيل لهذا المناضل أنت من أصحابه وإن طلب يوما طلب هذا به لا ينبغي لمن يعقل أن يمدح هؤلاء ثم قال لي:[/FONT]
[FONT=&quot]ترى داود هذا لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت انه يكمد أهل البدع بما عنده من البيان والآلة ولكنه تعدى([FONT=&quot][1][/FONT]) [/FONT]
[FONT=&quot]وبالمناسبة أجدني مضطراً هنا لوضع بعض الأسئلة:[/FONT]
[FONT=&quot]ما الفائدة وراء التنقيب الدقيق عن عقائد أئمة المسلمين، واستخراج غلطاتهم وتلفيق عقائدهم، والحكم عليهم بالبراءة تارة وبحكم أهل الأعراف تارة أو أن نقف بهم في موقف الواقفة فهم في حكم أهل السنة في ما وافق فيه أهل السنة وفي حكم أهل البدعة في ما وافق فيه أهل البدعة؟[/FONT]
[FONT=&quot]هل هؤلاء الطلاب الأكاديميون في مستهل حياتهم العلمية أهلٌ لكيل ووزن هؤلاء الأعلام بمنظار عقدي دقيق لا يكاد يرى بالعين المجردة؟[/FONT]
[FONT=&quot]ثم ما الفائدة من الاستغراق في مناقشة بعض البدع البائدة؟ ثم تجد الباحث يعتذر عن عزلته عن بدع العصر، بأن أصول الضلالات المعاصرة ترجع إلى قواعدها القديمة![/FONT]
[FONT=&quot]وما الفائدة: [/FONT][FONT=&quot]في الجمع والحشد العشوائي لفقه الأعلام من غير الخروج بأي نتائج مفصلة؟[/FONT]
[FONT=&quot]وما الفائدة أيضاً:[/FONT][FONT=&quot] من بعض الاستخراجات والمقارنات الشكلية للفوائد، إن الحاسب اليوم قد غطى كثيرا من الجوانب بحيث صارت بعض الرسائل المجهدة والمنهكة هي في حكم الماضي. [/FONT]
[FONT=&quot]ولا أجدني بحاجة لأقول[/FONT][FONT=&quot]: وما الفائدة من تحقيق المحقق، ومن تسمين وحشو المصغر، ومن إعادة حرق المسائل المحترقة وقتل المسائل المقتولة، والسلسلة لا تنتهي....[/FONT]
[FONT=&quot]هذه أمثلة سريعة من غير أي بحث أو تكلف، والسعيد من وعظ بغيره، وانج سعد، فقد هلك سعيد!.[/FONT]


http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] تاريخ بغداد (9/347)،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,134
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

فتح الله عليك ... ووفقك للمزيد من المفيد ...
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

اللهم آمين، بالمناسبة يا شيخ عبد الحميد، الموضوع تاريخ كتابته 2008م!! ونحن الآن في مطلع 2012م. رحم الله ابن تيمية كان يؤلف المصنف في "قعدة" بين الظهر والعصر!
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

[FONT=&quot]الحلقة الحادية عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]توفر المصادر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]من المعايير المهمة لاختيار الموضوع، أن تكون هناك مصادر كافية لكتابة الموضوع، فقد يكون الموضوع مبتكرا، وفيه عمق، لكن لم يكتب في متعلقاته ما يكفي للباحث أن يلملم أطراف الموضوع.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد يقال[/FONT][FONT=&quot]: هناك فرق بين باحث وباحث، فالموضوع قليل المصادر قد يكون لباحث ورطة، وقد يكون لآخر مجالا خصبا لأن يعمل فيه طاقته الإبداعية، فيجمع المادة العلمية من متفرقات الكتب، ويقتنصها من شوارد المظان، وما لم يجد فإنه يعمل فيه آلة التحرير والتحقيق.[/FONT]
[FONT=&quot]إذن هذا الشرط شرط اعتباري، لكن الأصل أن يجتنب الباحث هذا النوع من البحوث، وقد تكون الحاجة وقدرات الباحث تسمح له بأن يخوض في لججه.[/FONT]
[FONT=&quot]ولعل المناسب في هذا الموضع[/FONT][FONT=&quot]: أن أحكي قصة ظريفة جرت لي إبان اختيار موضوعي في مرحلة الماجستير: "الإلزام دراسة نظرية وتطبيقية من خلال إلزامات ابن حزم للفقهاء"، فلما تم قبول الموضوع شرعت في جمع المصادر، لكن عزت علي مجموعة كبيرة من الكتب ولم أستطع تحصيل بعضها إلى الآن، فكتب المدرسة الظاهرية ليست بذاك الرواج، فراسلت مكتبة النيل والفرات الإلكترونية في بيروت لشراء بعض ما وجدته عندهم، وكنت في خوف وتردد إضافة إلى تكلفة الشحن الباهضة لكن بعد [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] اللتي واللتيا[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]، توكلت على الله وأرسلت لهم المبلغ، وبينا أنا أنتظر موعد تسليم الكتب، كانت المفاجأة، الحرب! وقعت حرب لبنان وإسرائيل في تموز 2006، فكنت أدخل صفحة الموقع الإلكتروني لمكتبة النيل والفرت فإذا هم قد خطوا على موقعهم بالنبط العريض: المكتبة متوقفة بسبب الحرب، فكان الناس في هم الحرب، وشرط إطلاق الأسيرين! وكنت معهم، ولكن لي هم آخر وهو الإفراج عن كتبي الأسيرة! [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

[FONT=&quot]الحلقة الثانية عشرة[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]

[FONT=&quot]يذكر المعتنون بمسائل البحث جملة من المعايير لاختيار الموضوع، ومما ذكروا:[/FONT]
[FONT=&quot]1- [/FONT][FONT=&quot]مناسبته للمرحلة الدراسية ماجستير أو دكتوراه أو أنه لا يستحق أن يكون رسالة علمية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2- [/FONT][FONT=&quot]أن يبحث ويستقصي في هذا الموضوع ويكون ذلك بالرجوع إلى فهارس المكتبات العامة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]1- [/FONT][FONT=&quot]الاطلاع فهارس البحوث العلمية تسمى قواعد البحث العلمي من خلال اسم المؤلف أو الدرجة التي حصل عليها .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2- [/FONT][FONT=&quot]الرجوع للموسوعات: سواء الموسوعات المتخصصة مثل موسوعة وزارة الأوقاف المصرية والكويتية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3- [/FONT][FONT=&quot]الرجوع إلى الكتب المتخصصة بفهرسة الكتب مثل :[/FONT]
[FONT=&quot]4- [/FONT][FONT=&quot]كتاب الفهرس لابن النديم .[/FONT]
[FONT=&quot]5- [/FONT][FONT=&quot]كتاب مفتاح السعادة .[/FONT]
[FONT=&quot]6- [/FONT][FONT=&quot]كتاب كشف الظنون .[/FONT]
[FONT=&quot]7- [/FONT][FONT=&quot]معجم المطبوعات العربية .[/FONT]
[FONT=&quot]8- [/FONT][FONT=&quot]معجم المؤلفين .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وهذه جملة من العناصر المهمة، لخصتها من كتاب الدكتور يحيى الجبوري "منهج البحث وتحقيق النصوص":[/FONT]
[FONT=&quot]1- [/FONT][FONT=&quot]بعض الموضوعات نالت عناية من الباحثين الأجانب وكتب عنها في لغاتهم، ولا بد لمن يتصدى لمثل هذه الموضوعات أن يكون ملما باللغات الأجنبية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2- [/FONT][FONT=&quot]يحسن أن يختار الطالب موضوعا يحبه ويقبل عليه لتكون الرغبة حافزا على الصبر والجلد والجودة على أن لا يغلب هذا الحب بحيث يصبح تعصبا فأخطر ما يهدد الموضوعات الأدبية والتاريخية خاصة هو العصبية للموضوع أو عليه، وعلى الطالب أن يتخلى من الأفكار المسبقة التي يريد إثباتها أو الدفاع عنها....و مع الأسف الشديد أننا لا نجد فيما صدر من أبحاث طيلة العقود الماضية إلا القلة القليلة التي استطاعت أن تنجو من هذا العيب وتبرأ من عاهة العصبية....[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3- [/FONT][FONT=&quot]الدقة والوضوح.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]4- [/FONT][FONT=&quot]على الطالب أن يختار أكثر من موضوع فقد يكون الموضوع الذي اختاره يكتشف بعد حين أنه بحث ..أو أن الموضوع لا يلقى القبول من الأستاذ المشرف أو القسم المختص...وليكن في الحسبان أنك قد تختار موضوعا وتراه جيدا وتمضي فيه شوطا أو أشواطا ، ثم تضطر إلى التعديل والتوسيع أو التضييق ، أو قد تضطر إلى تركه جملة حين تكتشف أن المادة المجموعة لا تقيم موضوعا جيدا، أو أنك لا تستطيع أن تضيف جديدا أو تخرج بنتائج مفيدة ويجدر ألا يكون رفض الموضوع سببا في الخيبة أو الإحباط، ولا بد أن يكون الطالب مسلحا بالصبر متوقعا للصدمات، فالحياة ليس يسرا دائما والحظ لا يبتسم أبدا، وعلينا أن نستقبل ساعات البوس بصبر وجلد، وربما بابتسام لمن يستطيع.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]5- [/FONT][FONT=&quot]تحديد دائرة البحث: يجب أن يكون الموضوع محددا في مجال ضيق غير متشعب.....ومن الخطر على الباحث الناشئ التصدي للموضوعات الكبيرة الشاملة..[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]6- [/FONT][FONT=&quot]مناسبة الموضوع للوقت: لا بد للباحث أن يرسم لنفسه منهجا بحيث ينهي بحثه في أقل من المدة المقررة تحسبا للعوائق من ناحية، ولأن الطالب يصيبه الإجهاد في المراحل الأخيرة قلا ينجز ما كان ينجزه في أيامه الأولى ([FONT=&quot][1][/FONT]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]


http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) منهج البحث وتحقيق النصوص ص 29-32[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

[FONT=&quot]الحلقة الثالثة عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]مناسبة مادة البحث لتكوين الباحث[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذه الحلقة تابعة للحلقة السابقة، وإنما أفردتها لأهميتها الخاصة، والتي قد تفوت على الباحث عن موضوع لرسالته:[/FONT]
[FONT=&quot]أولاً: التكوين الذهني:[/FONT]
[FONT=&quot]قد يكون الباحث ناقدا من الدرجة الأولى، فهو يحسن إبداء الملاحظات وتسجيل الفروق، ولا تجده إلا ملاحظا ومراقبا وناقدا، لكن ليس هو في ذاك المستوى إذا أراد أن يرتجل البحث، وهو يشبه المأموم الذي لا يفوِّت غلطة لقراءة إمامه إلا ونبهه فإذا صلى بالناس أكثر من الخطأ![/FONT]
[FONT=&quot]هذا النوع من الباحثين يناسبه الأبحاث التي تنتهج المنهج التقويمي النقدي، كأن يختار موضوعاً في المآخذ على طريقة الأصوليين في تناول مباحث السنة، أو دراسة تقويمية لتعقبات الصنعاني على ابن دقيق العيد في العدة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]وتجد شخصيات أخرى من الباحثين مبدعين إلى الغاية في وصف الموضوع، فتجدهم ينظرون إلى الموضوع من جميع جوانبه، في تشخيص حي لصورة البحث ومادته، ويقع التفاني في استكمال الصورة على الوجه المطلوب، بل تجد أحدهم يتحسس فيما نأى عن بصره ليتخيل معنى قريبا إلى الحقيقة. [/FONT]
[FONT=&quot]فهذا النوع من الباحثين يناسبه الأبحاث الوصفية التشخيصية.[/FONT]
[FONT=&quot]وقد تجد باحثاً آخر، اشتغاله دوماً بتفكيك النصوص المشكلة وإعادة تركيبها بما يتسق مع موضوعية البحث، وهو مبدع في تحليل القضايا الكلية إلى قضايا صغرة محددة العناصر، وهو في نفس الوقت على درجة كبيرة من المهارة في إرجاع هذه الأجزاء المفككة إلى أجناسها الأصلية من غير أي خلط أو ارتباك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فهذا النوع من الباحثين يناسبه الأبحاث التي تنتهج المنهج التحليلي، كأن يختار موضوعا في شخصية ابن حجر الفقهية، أو قراءة في نصوص الشافعي المفيدة لترتيب [/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot]العقد[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] على ظاهره.[/FONT]
[FONT=&quot]هذا من جانب التكوين الذهني.[/FONT]
[FONT=&quot]أما التكوين العلمي:[/FONT]
[FONT=&quot]ولك أن تقول المعلوماتي، فهل يعتبر في اختيار الموضوع أن يكون الباحث ملما في الجملة بالبحث معلوماتيا؟[/FONT]
[FONT=&quot]الجواب:[/FONT][FONT=&quot] لا، لكن الموضوعات الدقيقة يجب أن يكون الباحث على قدر حسن بحذق قواعد الباب، ومعرفة زواياه، وإلا وقع في مشكلة متكررة في الأبحاث الأكاديمية المعاصرة!
هذه المشكلة، هي أن الباحث يدخل الموضوع فيواجه بعض المسائل التي فيها عدة أقوال، وهي لا تتعلق مباشرة بموضوعه، فتجده يستغرق في بحثها، وفي المقارنة بين هذه الأقوال، وهو يريد الوصول إلى الحقيقة، وهذا بدوه يستهلك منه جهدا كبيرا، والغالب أن يكون ذلك في بداية بحثه، ويأخذ أيضاً حجما أكثر من المفترض من رسالته، وكان المطلوب أن يحكي الخلاف في الجملة، ثم يوظف القدر المطلوب فيما استدعاه بحثه.[/FONT]
[FONT=&quot]وهنا يأتي دور المشرف، والواقع يحكي غيابا ملحوظاً لدور حقيقي للمشرف في صناعة البحث، وفي مرة من المرات أعجبني بحث في جامعة أم القرى بتحقيق إحدى الأخوات فرجعت إلى المشرف فوجده الدكتور محمد أبو الأجفان رحمه الله، فعرفت سبب الإبداع! ولكن أين مثل أبي الأجفان؟[/FONT]
[FONT=&quot]الخلاصة:[/FONT][FONT=&quot] أن الأبحاث الأكاديمية المعاصرة تواجه تخمة سببها انشغال الباحثين بحل جملة كبيرة من المشكلات التي تعترضهم، وليس بالضرورة أن تكون مرتبطة بصلب موضوع البحث.[/FONT]
[FONT=&quot]الأمر الثالث: التكوين النفسي للباحث:[/FONT]
[FONT=&quot]كثير من الأبحاث فسدت نتائجها فسادا عريضاً نتيجة وقوعها في مناخ صحراوي: جاف، حار صيفا، بارد قاسي شتاء، إنها درجات حادة في نفسية الباحث تقترب من درجة الغليان، فتجده يحسم الموضوع من الجولة الأولى وفي ثلاث دقائق![/FONT]
[FONT=&quot]تقرأ المقدمة، وكأنها تقرأ النتائج في نهاية الكتاب! تقلب الصفحة فإذا هي موعظة جمعة، أو خطبة حرب حمي فيها الوطيس يقول صاحبها: صبحكم!! مساكم!![/FONT]
[FONT=&quot]فلماذا البحث؟ ولماذا الجهد والتعب؟[/FONT]
[FONT=&quot]رأيت بعضهم يتناول مسألة فقهية اختلف فيها المعاصرون على قولين، فإذا به يسوق قول المخالف على أساس الشبهة والجواب عنها!![/FONT]
[FONT=&quot]وهناك مسائل كبرى فيها اتجاهات مختلفة للمعاصرين، فتجد بعضهم يبحث الموضوع على أساس اتجاه واحد مستقيم افترض أنه هو الصواب![/FONT]
[FONT=&quot]ورأيت بعضهم تناول مسألة "المقاصد" التي اشتهر بحثها عند المعاصرين، فتناولها الأول من جهة تكييفها في التيسير، وتناولها الآخر من جهة اعتبارها ضمن النصوص، فكانت النتيجة هي ضعف الكتابين، لأن النتيجة المتحصلة = صفر، ولم نستفد من "المقاصد شيئا" فالأول الأمر عنده على اليسر والترخيص، والآخر على "حروف النصوص"، وكانت "المقاصد" لغوا عندهما، وما يقع بينهما إنما هو عملية شد الحبال، فالكل يدعيها شكلا واعتباطا وإن كان وجودها وعدمها سيان.[/FONT]
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

[FONT=&quot]الحلقة الرابعة عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]المهارة في استعمال الأدوات العلمية[/FONT]
[FONT=&quot]من الهم جدا أن يكون الباحث ماهرا في استعمال سائر الأدوات العلمية في تناول مادة البحث ومن ذلك:[/FONT]
[FONT=&quot]الأول[/FONT][FONT=&quot]: تحديد أنواع الأدلة التي سيعتمدها الباحث.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الثاني:[/FONT][FONT=&quot] وضع القواعد والمعايير التي يتم بموجبها التحليل من الفرز والتصنيف والترتيب.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الثالث[/FONT][FONT=&quot]: دقة الملاحظة والانتباه للفروق ونقاط الاجتماع والتفطن لأي ثغرة في البحث.[/FONT]
[FONT=&quot]الرابع:[/FONT][FONT=&quot] التفسير: والمقصود به تفسير المعاني المشكلة بما يتفق مع النص المعين ومع الأصول والأطر العامة لهذا النص، وهذا يكثر تناوله في الكتب المقدسة التي لا مجال لتجاوزها، أو في تناول المقلدين لنصوص أئمتهم، أو في الجمع بين الأحرف المشكلة.[/FONT]
[FONT=&quot]الخامس:[/FONT][FONT=&quot] الاستنتاج: سواء كان ذلك في الجزء المعين من البحث أو بالنظر في مجموع أبحاثه.[/FONT]
[FONT=&quot]السادس:[/FONT][FONT=&quot] الاستقراء: بنوعيه الحسي والذهني، فهو عملية تدليلية لإثبات قضية ما أو نفيها بالنظر في كافة النظائر، وهو مفيد كثيرا في الوصول إلى كثير من الحقائق سواء كان في النوع التام منه أو الناقص.[/FONT]
[FONT=&quot]السابع:[/FONT][FONT=&quot] إثبات درجة المعرفة أو الحقيقة المعينة من البحث أو الشاملة لقضاياه من جهة درجة المصداقية، وذلك في المصداقية الظاهرة وفي مصداقية المضمون مصداقية التكوين، وفي المصداقية الداخلية، وفي المصداقية الخارجية ومصداقية التنبؤ.[/FONT]
[FONT=&quot]الثامن:[/FONT][FONT=&quot] وهناك بعض المعايير المختلفة، ومن ذلك: طريقة تقدير نقطة، طريقة تقدير مجال، طرق قياس الثقة، طرق درجة الثقة، درجة الانسجام، قياس نسبة الخطأ ونسبة الصواب، ودرجة التفصيل والعمق، ودرجة الغزارة ودرجة التعقيد.[/FONT]
[FONT=&quot]التاسع[/FONT][FONT=&quot]: الاهتمام بإجراء علميات الحصر والتصنيف والترتيب والتنظيم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]العاشر:[/FONT][FONT=&quot] تحديد طريقة التحكم في المتغيرات الدخيلة التي يراد استبعادها [SUP]([SUP][FONT=&quot][1][/FONT][/SUP])[/SUP].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]


http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) قواعد أساسية في البحث العلمي الدكتور سعيد إسماعيل الصيني ص81، 180.[/FONT]
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

[FONT=&quot]الحلقة الخامسة عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]صياغة العنوان[/FONT]
[FONT=&quot]يقول الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]العنوان هو مطلع البحث، وهو أول ما يصافح نظر القارئ، فينبغي أن يكون جديدا مبتكرا لائقا بالموضوع، مطابقا للأفكار بعده، فهو الذي يعطي الانتباه الأول في عبارة موجزة تدل بمضمونها على الدراسة المقصودة بها، العنوان الجيد هو الذي يراعي الأمور التالية:[/FONT]
[FONT=&quot]أولاً:[/FONT][FONT=&quot] أن يكون مفصحا عن موضوعه.[/FONT]
[FONT=&quot]ثانياً:[/FONT][FONT=&quot] أن تتبين منه حدود الموضوع، وأبعاده.[/FONT]
[FONT=&quot]ثالثاً:[/FONT][FONT=&quot] أن لا يتضمن ما ليس داخلا في موضوعه.[/FONT]
[FONT=&quot]رابعاً[/FONT][FONT=&quot]: إيحاؤه بالأفكار الرئيسة بصورة ذكية.[/FONT]
[FONT=&quot]الدراسة العلمية المنهجية تقضي بأن يحمل العنوان الطابع العلمي، الهادئ، الرصين، بعيدا عن العبارات الدعائية المثيرة، التي هي أنسب، وألصق بالإعلانات التجارية منها إلى الأعمال العلمية، كما يستبعد الباحث العناوين الوصفية المسجعة المتكلفة، التي لا تتناسب وأسلوب العصر الحديث.[/FONT]
[FONT=&quot]يفضل في اختيار العنوان أن يكون مرنا، ذا طابع شمولي، بحيث لو استدعت الدراسة التعرض لتفريعاته، وأقسامه لما اعتبر هذا خروجا عن موضوعه، كما أنه لو اكتشف الباحث سعته سعة يضيق معها الزمن المحدد له لأمكن التصرف فيه بالاختصار ، مثال ذلك:[/FONT]
[FONT=&quot]لو اختير موضوع بعنوان (العقوبات في الإسلام) فإنه يدخل تحت هذا العنوان العقوبات البدنية والمالية، ولا اعتراض في بحثهما، أما لو اكتشف طول البحث وحاجته إلى فترة أطول من الزمن المقرر للباحث فإنه بالإمكان أن يتحكم فيه بالتضييق فيقصره على (العقوبات المالية) أو (العقوبات التعزيرية).[/FONT]
[FONT=&quot]ومن العكس على هذا لو كان مضغوطا ، ضيق الآفاق والحدود من البداية فإن أي خروج عن مداره يعد خطأ في المنهج، وابتعادا عن الموضوعية.[/FONT]
[FONT=&quot]من الضروري استشارة الأساتذة الأكفاء لإبداء آرائهم، ومقترحاتهم حول عنوان البحث لمناقشة مدلولاته، والتعرف على أبعاده، فإن هذا يزيد من اطمئنان الباحث في الوقوف على اختلاف وجهات النظر، وستبدى له من خلال ذلك بعض الجوانب التي كانت واضحة في نظره. في حين أنها غامضة على غيره، فمن ثم يتم تعديل العنوان قبل اتخاذ إجراءات تسجيله، واعتماده من قبل مجلس القسم.[/FONT]
[FONT=&quot]لوضوح العنوان، ولدلالته على موضوع الدراسة بعد آخر، ذلك أنه بعد استكمال البحث، وطباعته ، فإنه سيصنف ضمن قوائم المكتبات، ويفهرس ضمن مجموعاتها حسب العنوان، فلا بد من التأكد من تميز كلماته، بحيث تكون مفتاحا لمضمونه دالا على موضوعه، تساعد على تصنيفه، وفهرسته بشكل صحيح ([FONT=&quot][1][/FONT]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]


http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) كتابة البحث العلمي صياغة جديدة ص 53،54[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

[FONT=&quot]الحلقة السادسة عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]مسؤولية الموضوع القاصر![/FONT]
[FONT=&quot]يتقاسم هذا القصور بحسب وقوعه في كل دائرة: الباحث والمشرف والقسم بأعضائه، أما الباحث فإنه العنصر المهم بل والرئيس في المشروع العلمي، وأي خلل في تكوين هذا الباحث لهو عائد بالقصور على جوهر البحث من غير شك أو مين، وإن المشرف الذي رضي بإشرافه على الموضوع الخديج له من القصور نصيب، وإن أعضاء القسم الذين أقروا البحث ومرروه على ما هو عليه لهم محاسبون، وإن المناقشين الذين أجازوا البحث لهم محاسبون على ما أجازوا، ف[/FONT][FONT=&quot]إن تمرير هذه الأعمال الفاشلة لهو تجسيد للفشل[/FONT][FONT=&quot]، كمكون جاثم على صدر المجتمع العلمي، كما هو حاصل الآن. [/FONT]
[FONT=&quot]وتتعجب عن سبب تعثر الموضوعات الأكاديمية مع مرورها بكل هذه الممحصات! وما كانت لتمر لولا الضعف العلمي والسلوكي.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]​
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

[FONT=&quot]الحلقة السابعة عشرة[/FONT]
[FONT=&quot]شروط عامة لتحديد المشكلة:[/FONT]
[FONT=&quot]1- [/FONT][FONT=&quot]أن تكون جميع فقرات تحديد المشكلة مربوطة بفكرة محورية أو جوهرية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]2- [/FONT][FONT=&quot]أن تكون الفكرة المحورية امتداد لنتائج الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع البحث، وتربط فقرات الدراسات السابقة بشكل متسق ومنطقي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]3- [/FONT][FONT=&quot]أن تكون الفكرة المحورية للفرضية مبنية على الدراسات السابقة ومتسقة معها أو مع اتجاهها العام ([FONT=&quot][1][/FONT]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]


http://www.feqhweb.com/vb/#_ftnref1[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot]) قواعد أساسية في البحث العلمي ص143[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

الحلقة الثامنة عشرة
أنموذج تطبيقي في تحليل الموضوع المقترح بمعيار الإضافة العلمية:
"المسائل الفقهية المتعلقة بالأنف"
أخي الكريم حياك الله وبياك، وهنيئا لك على هذه الروح الوثابة، والنفس الطموحة، والله ينعم عليك ويزيد من فضله.
بالتأمل في الموضوع الذي اخترته، وفي المسائل والنماذج التي انتخبتها، فإنا نحاول هنا أن نكايل قيمتها في ميزان الإضافة العلمية.
فإن قيمة كل بحث هو ما يقدمه من الإضافة وإلا كان جهده وبحثه وتعبه مكرورا ومأسوفا.
وبالنظر في الإضافة التي يقدمها البحث المذكور، وما فيه من المسائل المنتخبة فإنه يبدو أن الإضافة تنحصر في معنيين اثنين:
الأول: جمع مادة البحوث المتعلقة بالأنف.
الثاني: تحرير أعيان هذه المسائل، كل مسألة على حدة.
أما المعنى الأول: وهو الجمع فهو وإن كان مفيدا من ناحية كونه مظنة للمسائل المتعلقة بالأنف فإنه لا يبدو أي تشابك جوهري في المسائل المتعلقة بالأنف، فلكل مسألة منزعها الخاص بها وأصولها المختصة كما يفيده النماذج المنتخبة.
ولذا فإنه يعسر الخروج بنتائج مهمة ، كان من المفترض أن يوجبها هذا التنظير.
أما المعنى الثاني: وهو تحرير هذه المسائل المعينة ، كل مسألة على حدة فهو في الحقيقة معنىً ليس بذاك:
أولا: لأن هذه المسائل مثارة في مظانها الأخرى.
والثاني: هو المعنى السابق من تعسر الخروج بنتائج مفيدة من مجموع هذه المسائل لاختلاف مآخذها.
ويؤكد هذا : أني أتوقع أن الطالب في نهاية بحثه حين كتابة النتائج سيغلب عليه كتابة نتائج مفصلة في أحكام هذه المسائل، وسبق أن هذا المعنى وإن كان شريفا في نفسه لكن له مظانه المختصة به، وليس في هذا الموضع ما يفسر اجتماعها.
وإذا تقرر هذا فإن الفائدة والإضافة التي سيقدمها هذا البحث لا تشفع له في ميزان الإضافة العلمية.
وأخيراً؛ أجدني أتفق مع ما ذكره أستاذنا الدكتور النجيري، ويبقى لك نظرك واختيارك وهو محل احترام وتقدير.
والله يوفقك ويسدد خطاك ويختار لك ما هو أصلح لك ولأمتك.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,489
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

أستاذنا الفاضل فؤاد
جزاكم الله خيرا على هذا الإبداع
أسأل الله أن يفتح عليكم،، ويزيدكم من فضله
وأستأذنكم في ربط كل عنصر من عناصر المقدمة بالمشاركة التي تتحدث عنها حتى يسهل على المطلع الوصول إلى الفقرة الذي يريد قراءتها بسهولة وتكون بمثابة الفهرس
ولكن لاحظت بأنكم ذكرتم في المقدمة 12 عنصراً فقط، في حين بلغت الحلقات 18 حلقة
فهل ستزيدون من عناصر المقدمة بسبب زيادة حلقات الموضوع وتغيرون في التقسيم الأساسي؟
أم أن هناك بعض العناصر احتاجت عددا من الحلقات؟
-----------------
وما رأيكم بوضع عناوين للحلقات الأولى
وأخيرا أقترح عند الانتهاء من كتابتها جميعا أن تجمع في ملف واحد تنشر في الموقع ،،،
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

جزاك الله خيرا
نعم، سأعمل إن شاء الله تعالى على إعادة ترتيب بعض الحلقات، ثم كتابة عناصر المقدمة بما يتوافق مع الحلقات.
 

فاطمة الحمادي

:: متابع ::
إنضم
12 يناير 2012
المشاركات
16
الكنية
أم عبد الله
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
عجمان
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟



"إنَّ الله وملائكته وأهل السَّماوات والأرض، حتَّى النَّملة في جحرها، وحتَّى الحوت ليصلُّون على معلم النَّاس الخير"


زادك الله فضلًا وعلمًا
 

راية المجد

:: متابع ::
إنضم
21 مارس 2012
المشاركات
76
التخصص
الفقه و أصوله
المدينة
دبي
المذهب الفقهي
أهل السنة و الجماعة
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

فتح الله عليكم ،، وبارك الله فيكم
 
إنضم
18 سبتمبر 2012
المشاركات
22
الكنية
ابو يوسف
التخصص
الفقه
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

وفقكم الله واسعدكم في الدارين
 
إنضم
4 يوليو 2015
المشاركات
1
الكنية
موحى
التخصص
نظم المعلومات
المدينة
الرباط
المذهب الفقهي
المالكي
رد: كيف السبيل إلى "موضوع رسالتي"؟؟

بارك الله فيكم
 
أعلى