العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

فقه الخلع

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
فـقــه الخــلـــع


قُـدِّم هـذا الـبحث لاستكمال متطلبات الحصـول علـى درجــة البكالوريوس في تخصص الدراسات الإسلامية

إعــــداد الدارس
محمــد بـن علــي بـن جـمـيــل المـطــري


إشراف الدكتور
عبــد الغـنــي حـيـــدر


العام الجامعي: 2011/ 2012م
 

المرفقات

  • فقه الخلع.doc
    781.5 KB · المشاهدات: 0

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: فقه الخلع

الـمـقـدمـــة

الحمد لله جل جلاله، وتقدست أسماؤه، وتعالت صفاته، وأشهد أن لا إله غيره، وأن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله، ورضي عن أصحابه، ووفقنا لاتباعهم بإحسان إلى يوم لقائه.
أما بعد:
فإن التفقه في الدين من أجل الأعمال, ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين, وأهم علم يحتاج إليه الناس علم الفقه, فكل ما يصدر من المكلفين من قول أو فعل له حكم في هذه الشريعة الربانية الكاملة الشاملة التي رضيها الله لعباده, والعلماء هم الذين يبينون للناس أحكام تصرفاتهم في عباداتهم ومعاملاتهم في دينهم ودنياهم, وقد ألف العلماء المؤلفات الكثيرة في بيان الأحكام الفقهية والمسائل الشرعية التي استنبطوها من القرآن الكريم والسنة النبوية, فجزاهم الله خير الجزاء، ونفعنا بآثارهم المباركة.
وقد ضعفت همم أكثر الناس عن الاطلاع على كتب العلماء النافعة, وذلك بسبب طولها أو لعدم اعتيادهم على أسلوب العلماء المتقدمين, ففاتهم خير كبير وعلم - لو يعلمون- عظيم, وما لا يدرك كله لا يترك جله, فمن حق هؤلاء على المشتغلين بالعلم أن يقربوه لهم ويسهلوه عليهم, وذلك من النصح لهم, والدين النصيحة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
أهمية البحث وسبب اختياره:
إن من أهم الأبواب الفقهية الطلاق والخلع, فما أكثر الفتاوى التي تتعلق بهذين البابين العظيمين, والفتوى فيهما عظيمة الخطر, كبيرة الأثر؛ ولذا نجد بعض العلماء يتوقف عن الفتوى في بعض مسائل هذين البابين, ويود أنه لم يُسأل وأنه كُفِي بغيره, ولكن هيهات هيهات, فالعامة يهرعون إلى أهل العلم زرافات ووحدانا يسألونهم عن كثير من مسائل هذين البابين مما يقع لهم, وقد أمر الله العامة أن يسألوا أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون, وأمر العلماء أن يبينوا لهم الحق ولا يكتمونه, فحري بكل طالب علم أن يُفرِّغ وسعه في تحقيق مسائل هذين البابين المهمين, لشدة حاجة الناس إليهما, لا سيما أن الناس قد لا يجدون من يفتيهم إلا طالب علم, فإن كان جاهلا بهذين البابين فسيفتيهم بغير علم، فيُضلهم ويوقعهم في الحرج, ويحل لهم الحرام ويحرم عليهم الحلال, وإن كان محققا لمسائل هذين البابين فإنه سيبين لهم الحكم الشرعي فيما هم فيه متحيرون, ويهديهم بأمر الله لما يصلحهم وينفعهم, فإن هذه الشريعة الربانية الحكيمة تحقق المصالح للعباد وتكملها لهم, وتدفع عنهم المفاسد وتقللها ما أمكن.
ولأجل هذا اخترت أن يكون بحث تخرجي من الجامعة (البكالوريوس) في أحكام الخلع، وفي النية - إن شاء الله - أن يكون بحث (الماجستير) في أحكام الطلاق لتكتمل الفائدة لي ولمن شاء الله من المسلمين.
أهـــداف البحـــــث:
· هدفي من هذا البحث معرفة أحكام هذا الباب المهم بأدلته.
· معرفة الراجح من أقوال العلماء فيما اختلفوا فيه عسى أن يهديني ربي للصواب.
· تسهيل هذا الباب لمن أراد الإلمام به من طلاب العلم والعامة؛ فإن الهمم قد ضعفت عن القراءة في كتب الفقه، وخاصة المطولة منها، فأحببت أن أبحث هذا الموضوع، وأجمع مسائله المهمة من بطون كتب الفقه وأقربها للناظرين، وأحقق فيها ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وأسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
منهــج البـحـــث:
سلكت في بحثي المنهج التالي:
· الحرص على ذكر الدليل من الكتاب الكريم أو السنة النبوية بقدر المستطاع.
· حرصت على بيان الراجح في كل مسألة فيها اختلاف بين العلماء بقدر استطاعتي مستعينا بالله ومسترشدا بأقوال العلماء وأدلتهم بلا تعصب لأحد إن شاء الله.
· إذا كان الحديث في صحيح البخاري أو في صحيح مسلم أكتفي بعزوه إليهما، وأما إن كان في غيرهما فإني أذكر بعض كلام المحدثين في الحكم عليه حتى يتبين إمكانية الاحتجاج به أوعدمها.
· قسَّمت البحث إلى مقدمة وتمهيد وخمسة فصول يتضمن كل فصل مباحث وخاتمة ثم ذكرت قائمة بأهم المصادر والمراجع التي استعنت بها في بحثي ثم الفهرس، وذلك كما يلي:
الفصل الأول: تعريف الخلع وبيان مشروعيته وحكمته.
المبحث الأول: تعريف الخلع لغة وشرعا.
المبحث الثاني: أدلة مشروعية الخلع.
المبحث الثالث: الحكمة من مشروعية الخلع.
الفصل الثاني: أركان الخلع.
المبحث الأول: المخالِع (الزوج).
المبحث الثاني: المختلعة (الزوجة).
المبحث الثالث: صيغة الخلع.
المبحث الرابع: عوض الخلع.
الفصل الثالث: شروط الخلع
المبحث الأول: ما يشترط في الخلع.
المبحث الثاني: ما لا يشترط في الخلع.
الفصل الرابع: حكم الخلع.
المبحث الأول: بيان أن الخلع محظور إلا لحاجة.
المبحث الثاني: حكم طلب الخلع من قِبل الزوجة.
المبحث الثالث: حكم طلب الخلع من قِبل الزوج.
المبحث الرابع: حكم إجابة الزوج طلب زوجته بالخلع.
المبحث الخامس: حكم الوكالة في الخلع.
المبحث السادس: حكم مخالعة الأجنبي عن الزوجة.
الفصل الخامس: أحكام الخلع.
المبحث الأول: هل الخلع فسخ أو طلاق؟
المبحث الثاني: عدة المختلعة.
المبحث الثالث: جواز الخلع في الطهر والحيض.
المبحث الرابع: حكم لحوق المختلعة الطلاق.
المبحث الخامس: أثر الخلع في إسقاط الحقوق الزوجية.
المبحث السادس: الاختلاف في الخلع.
ولقد تم هذا البحث بعد جهد ليس باليسير، حيث إني توسعت في الاطلاع على أمهات الكتب الفقهية المختلفة، وكلما ازددت قراءة ازددت علما بمسائل لم أكن أعرفها من قبل، وكنت أقمّش الفوائد في المسودة، ولكن البحث محدد بصفحات أراها قليلة بالنسبة لما وجدت من تشعب الموضوع وكثرة فوائد الكتب، حيث لا يخلو كتاب من فائدة زائدة، فاقتصرت على ما كنت قد جمعت في المسودة، واكتفيت بما يسره الله لي من الغنيمة، واجتهدت في تلخيص وتهذيب وتحقيق ما جمعته، بما يحقق هدفي من البحث.
وختمت البحث بالنتائج التي توصلت إليها، ومن أهمها:
معرفة سماحة الشريعة، وأنها ليس فيها حرج بوجه من الوجوه، وأنها كاملة شاملة حكيمة، جاءت بما يصلح العباد، ويدفع عنهم الفساد، فمن مقاصدها جلب المصالح وتكميلها، ودفع المفاسد وتقليلها، ويظهر هذا في معرفة مشروعية الخلع وحكمته وأحكامه العظيمة: * ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ & [المائدة:50].
ومما توصلت إليه معرفة قدر ما كتبه علماء الإسلام والفقهاء الأعلام، فقد خلفوا لمن بعدهم علما جما، فجزاهم الله عنا خيرا، وأنه لا يستغني طالب العلم أبدا من النظر في كتب المذاهب الفقهية المختلفة، إن أراد التحقيق ولم يرض بالقليل، ففوق كل ذي علم عليم.
أسأل الله أن يبارك في هذا البحث، وأن يجعله نافعا لي وللمسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين.
وكتب / محمد بن علي بن جميل المطري
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: فقه الخلع

الخــاتـمـــة

الحمد لله أولاً وآخراً، وبعد هذا البحث المتواضع أجمل باختصار أهم النتائج التي توصلت إليها بفضل الله وتوفيقه:
1) معرفة سماحة الشريعة الإسلامية, وأنها ليس فيها حرج بوجه من الوجوه، وأنها كاملة شاملة حكيمة، جاءت بما يصلح العباد، ويدفع عنهم الفساد، فمن مقاصدها جلب المصالح وتكميلها، ودفع المفاسد وتقليلها، ويظهر هذا في معرفة مشروعية الخلع وحكمته وأحكامه العظيمة.
2) معرفة قدر ما كتبه علماء الإسلام من الكتب الفقهية، وأنه لا يستغني طالب العلم من النظر في كتب المذاهب الفقهية المختلفة, ففوق كل ذي علم عليم.
3) الحياة الزوجية لا تقوم إلا على السكن والمودة والرحمة وحسن العشرة وأداء كل واحد من الزوجين ما عليه من حقوق، فإن حصل تقصير من أحدهما فالإسلام يوصي بالصبر وشرع من الوسائل الحكيمة ما تعالج بها المشاكل الأسرية، وشرع كل ما يدفع الفرقة، لكن إذا اشتد الشقاق بين الزوجين وتعذر الإصلاح بين الزوجين، فمن حكمة الإسلام ورحمته أن رخّص في الفراق بينهما دفعاً للضرر، فإن كانت الكراهة من جهة الزوج فبيده الطلاق وهو حق من حقوقه له أن يستعمله في حدود ما شرع الله له، وإن كانت الكراهة من جهة الزوجة فلها أن تطلب الخلع، وهو حق من حقوقها لها أن تطلبها في حدود ما شرع الله لها.
4) الخلع لغة: النزع والإزالة، وشرعاً: فراق الزوجة بعوض.
5) الخلع مشروع بالقرآن والسنة الثابتة والإجماع الصحيح.
6) الخلع دليل على واقعية الشريعة الإسلامية، فالإسلام يراعي جميع الحالات الواقعية، ويراعي مشاعر القلوب، فإذا كانت الزوجة كارهة لزوجها لا تستطيع الحياة معه فقد جعل الإسلام الخلع طريقاً لها لتخليصها من زوجها على وجه لا رجعة له عليها إلا برضاها، وهذه هي الحكمة من مشروعية الخلع.
7) أركان الخلع أربعة: المخالع، المختلعة، الصيغة، العوض.
8) يصح الخلع من الزوج البالغ العاقل المختار، ويصح من السفيه والمريض مرض الموت، ولا يصح الخلع من الصبي ولا المجنون ولا السكران ولا المكره.
9) يصح الخلع من الزوجة البالغة الرشيدة. ويصح الخلع من المعتدة من طلاق رجعي لا بائن. ويصح خلع المريضة مرض الموت. ويجوز لولي السفيهة أن يخالع عنها إذا أذنت له بذلك وكان في خلعها مصلحة ظاهرة لها، ولا يصح مخالعة الصغيرة أو السفيهة إذا كانت هي الملتزمة بعوض الخلع، ولا يصح مخالعة المجنونة ولا المكرهة.
10) ينعقد الخلع بأي لفظ يدل على التراضي ولا بد من الإيجاب والقبول، ولا يشترط لفظ معين، وتصح ترجمة الخلع بكل لغة من أهلها.
11) صيغة الخلع نوعان:
- منجزة مثل أن يقول الزوج لزوجته: خالعتك بألف درهم، فتقول: قبلت، أو تقول: اخلعني وأعطيك المهر فيقول: قبلت.
- معلقة مثل أن يقول: إن أعطيتني ألفا فقد خالعتك فتقول: قبلت أو لا تقول شيئاً ولكنها أعطته الألف فيقع الخلع عندما تعطيه وإن تراخى.
ولو خالع الرجل زوجته على أن له الرجعة فالشرط باطل والخلع واقع.
وإن خالع الرجل زوجته وعلق الخلع على مشيئة الزوجة كأن يقول: خالعتك على ألف إن شئت، فالخلع واقع إن شاءت في المجلس، أما إن قال لها: خالعتك على ألف متى شئت، وقع الخلع متى شاءت، ولا يختص بالمجلس.
12) أخذ الزوج لعوض الخلع جائز، لكن يحرم عليه أن يضار زوجته لأجل أن تطلب الخلع منه، فإن فعل فالخلع باطل والعوض مردود، وأما إن ضارها على نشوزها تأديباً لها لترجع إلى طاعته فخالعته فلا يحرم عليه أخذ عوض الخلع، وكذلك إن كان سيء الخلق ولا يريد بسوء عشرته لها أن تفتدي منه فخالعته لم يحرم عليه أخذ العوض؛ لأنه لم يعضلها ليذهب ببعض ما آتاها، ولكن عليه إثم الظلم وسوء العشرة، وإن أتت بفاحشة فعضلها لتفتدي نفسها منه ففعلت جاز له أخذ عوض الخلع.
وعوض الخلع يجوز بما اتفق عليه الزوجان سواء بمهر المثل أو أقل أو أكثر، لكن المروءة تقتضي ألا يأخذ أكثر مما أعطاها.
ويجوز أن تختلع منه بالمهر المؤجل؛ لأنه دين في ذمة الزوج، ويجوز أن تختلع منه بمال مؤجل إذا كان الأجل معلوماً.
ويصح الخلع بالعوض المجهول؛ لأن الخلع إسقاط لحق الزوج من البضع، وليس بتمليك شيء، والإسقاط يدخله المسامحة، فإذا رضي الزوج بأي عوض غير محرم شرعاً فله ذلك إذا كان الشيء المجهول مآله إلى العلم.
ويجوز أن يكون عوض الخلع سقوط ما على المخالع من نفقة ماضية واجبة عليه أو نفقة الحمل أو نفقة الصغير أو حضانته.
ويجوز أن يكون عوض الخلع إرضاع المختلعة ولد المخالع، ولا يجوز أن يكون عوض الخلع إسقاطها حقها في حضانة ولدها الصغير؛ لأن حضانة الأم أنفع للولد الصغير، وإن خالعها على شيء محرم يعلمان تحريمه فالخلع صحيح ولا يستحق الزوج شيئاً ويكون خلعها بلا عوض.
ولا يجوز الخلع إلا بتراضي الزوجين لكن إذا امتنع الزوج من الخلع فللقاضي إلزام الزوج بالخلع وله أن يخلع الزوجة من زوجها لو بغير رضاه دفعاً للضرر عن المرأة.

13) اختلف الفقهاء في جواز الخلع مع عدم الشقاق بين الزوجين والراجح أنه لا يجوز الخلع إلا لحاجة، فإن طلبت الزوجة الخلع بلا حاجة صح الخلع مع إثم الزوجة.
14) يشترط لوقوع الخلع النية من الزوجين فإن تخالعا هازلين فلغو، وقيل: يقع الخلع قضاء لا ديانة، فإذا وصل الأمر إلى القاضي حكم بوقوع الخلع بحسب الظاهر.
15) العوض ليس شرطاً في الخلع فيجوز الخلع بلا عوض؛ لأنه حق للزوج فله إسقاطه باختياره.
16) يجوز الخلع في الحيض والنفاس وفي الطهر الذي أصاب الزوجة فيه.
17) الأصل وقوع الخلع بإيجاب وقبول، لكن لا يشترط كون القبول في مجلس العقد، فلا بأس بالتراخي، بل وتجوز المعاطاة في الخلع بلا لفظ.
18) الخلع جائز دون إذن القاضي كالطلاق، ولا دليل على اشتراط إذن القاضي في الخلع.
19) يحرم على المرأة طلب الخلع لغير حاجة، ويكره لها أن تطلب الخلع إن كانت كارهة لزوجها مع محبته لها، وينبغي لها أن تصبر ولا تختلع منه، ويباح لها أن تطلب الخلع إذا كرهت زوجها أو لعجزه عن أداء حقوقها وخشيت أن يؤدي بها ذلك إلى تفريطها في حقه، ويستحب أن تطلب الخلع إن كان زوجها مفرطاً في حقوق الله، ويجب عليها أن تطلب الخلع إن كان زوجها مصراً على ترك الصلاة ولم يقبل النصيحة والتذكير، وكذا إذا كان متلبساً باعتقاد أو فعل يخرجه من الإسلام، ولم تستطع أن تفارقه إلا بالخلع، وكذلك إذا كان يكرهها على فعل بعض المحرمات أو يجامعها في الحيض أو في الدبر، أو طلقها ثلاثاً وهي تعلم بذلك وأنكر؛ فيحرم عليها أن تمكنه من نفسها ويجب عليه أن تفتدي منه وتؤجر على ما تبذله من مال في هذا الخلع.
20) يباح للزوج أن يطلب من زوجته المخالعة إذا رأى منها نشوزاً ولم ينفع معها الوعظ والهجر والضرب، وكذا يباح له ذلك لتركها طاعة الله كالصلاة والصوم ووقوعها في المعاصي إذا لم تنتفع بالنصح والتوجيه، ويحرم على الزوج أن يطلب منها الخلع بغير وجه حق.
21) يجب على الزوج إجابة طلب منها الخلع إذا رأى منها صدق الطلب وعزمها عليه ما لم يكن طلبها محرماً أو مكروهاً فلا يجب عليه حينئذ أن يجيبها بالخلع.
22) يصح لكل من الزوجين أو من أحدهما التوكيل في الخلع.
23) يصح خلع الأجنبي للحاجة والمصلحة للزوجين أو لأحدهما، ولا يجوز خلع الأجنبي بلا حاجة أو لمصلحة الأجنبي نفسه أو لمصلحة غيرهما.
24) اختلف الفقهاء خلافاً كبيراً في كون الخلع فسخاً أو طلاقاً، ولكل من الفريقين استدلالات كثيرة ومناقشات عديدة، والذي ظهر لي - والعلم عند الله - أنه فسخ، والترجيح في هذه المسألة الشائكة يترتب عليه أمور كثيرة؛ ولذا ينبغي رفع الأمر فيها عند التنازع إلى القضاء؛ فإن حُكم القاضي يرفع الخلاف في المسائل الاجتهادية.
25) مما يترتب على اعتبار الخلع فسخاً أو طلاقاً:
- إذا اعتبرنا الخلع فسخاً فإن للمخالع أن يعيدها بعقد جديد، ولو تكرر منه الخلع مرات عديدة، أما إذا اعتبرنا الخلع طلاقاً فإنه يُحسب من الطلقات الثلاث.
- إذا اعتبرنا الخلع فسخاً فإن الطلاق لا يقع عليها في عدتها منه، وإذا اعتبرنا الخلع طلاقاً فإنه يقع الطلاق عليها في عدتها منه، إذا كان الخلع دون الثلاث.
- معظم الذين قالوا: الخلع فسخ، قالوا: عدة المختلعة حيضة واحدة، ومعظم الذين قالوا: الخلع طلاق قالوا: عدة المختلعة ثلاثة قروء.
26) المختلعة لا يلحقها طلاق لأنها ليست بزوجة، ولا تحل له إلا بعقد جديد ومهر جديد إن رضيت بالزواج به سواء كانت في العدة أو بعد انتهاء العدة.
27) الخلع لا يترتب عليه سقوط حقوق الزوجين، وأثر الخلع يقتصر على ما سُمي من بدل الخلع، فيتراجعان بما بينهما من الحقوق كبقية الصداق وما وجب عليه من نفقة أو كسوة ماضية، وكل ديونه لها باقية في ذمته إلا إن خالعها على ما في ذمته من الديون كلها.
28) ليس للمختلعة سُكنى ولا نفقة ولا متعة طلاق.
29) إذا اختلف الزوجان في أصل الخلع فادعاه الزوج وأنكرته المرأة فإن المرأة تبين؛ لأنه أقر بالخلع، ولا يستحق عوضاً منها لأنكارها وعليه اليمين، وإذا ادعته المرأة وأنكره الزوج، فالقول قول الزوج ولا يثبت الخلع بإقرارها، ولا يستحق الزوج عوضاً لأنه لا يدعيه.
30) إن اتفق الزوجان على الخلع لكن اختلفا في مقدار العوض أو في جنسه أو صفته أو تأجيله أو حلوله، فالخلع واقع والعوض واجب، والقول قول الزوجة مع يمينها.


التــوصـيـــات
أوصي طلاب العلم أن لا يكون همهم من الدراسة الأكاديمية مجرد النجاح والتخرج من الجامعة، بل ليحرصوا على التحصيل العلمي لنفع أنفسهم أولاً ثم نفع أمتهم ثانياً، ولتكن بحوثهم نافعة للمسلمين، وفيها تقريبٌ للعلم النافع وتسهيله على عامة المسلمين، وليحرصوا على التزود من العلم النافع بصدق ورغبة، ولا يرضى أحدهم بالقليل مع إمكان الكثير، وليكن شعار الطالب: (وقل رب زدني علما) ؛فإن طلب العلم من المهد إلى اللحد، سُئل بعض السلف: إلى متى تطلب العلم؟ فقال: مع المحبرة إلى المقبرة، فالطالب الموفق منهوم من العلم لا يشبع، ومن رضي بما عنده من العلم فقد رضي لنفسه بالجهل.
العلم بحر منتهاه يبعد

ليس له حد إليه يقصد

وليس كل العلم قد حويته

أجل ولا العُشر ولو أحصيته

وما بقي عليك منه أكثر

مما علمت والجواد يعثر


والمؤمن لايزال يزداد خيرا إلى خيره، وهدى إلى هداه، وعلما إلى علمه، وعملا صالحا إلى عمله كما قال الله سبحانه: (ويزيد الذين اهتدوا هدى) وقال تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور)، فلا يزال يخرج من ظلمة إلى نور، ومن جهل إلى علم، ومن ضلالة إلى هدى؛ ولهذا أمرنا الله أن نسأله في كل ركعة من صلاتنا أن يهدينا الصراط المستقيم، علما بالحق وعملا به، ومن لم يتقدم فإنه سيتأخر(لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر).
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علما نافعا، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
 

أم هبة الله

:: متابع ::
إنضم
30 ديسمبر 2012
المشاركات
95
الكنية
أم محمد
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مذهب أهل السنة والجماعة
رد: فقه الخلع

بارك الله فيك ونفع بكِ.

والتوصية يليق بها أن تُكتب بماء من ذهب وتعلق على أبواب الجامعات.

فما أحوجنا لرسائل تنفع الأمة ويُخلص فيها المقصد لله.

والله المستعان على كل حال.
 

ام معتز

:: مشارك ::
إنضم
26 ديسمبر 2012
المشاركات
229
الكنية
ام معتز
التخصص
علوم شرعية
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
المالكي
رد: فقه الخلع

بارك الله فيك أختي أم طارق ونفع بك ..
 

أيمن بن ميرغني

:: متابع ::
إنضم
22 ديسمبر 2007
المشاركات
14
الكنية
أبو محمد
التخصص
علوم الحديث
المدينة
الخرطوم
المذهب الفقهي
بدون
رد: فقه الخلع

بورك فيك..
 

محمد بن عبدالعزيز المبارك

:: أستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ::
إنضم
1 أغسطس 2016
المشاركات
28
الكنية
أبو عبدالعزيز
التخصص
شريعة
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: فقه الخلع

بوركتم وحفظتم
 

راية

:: متابع ::
إنضم
19 أكتوبر 2016
المشاركات
14
الكنية
راية الفقه
التخصص
قانون الاحوال الشخصية
المدينة
الجزائر
المذهب الفقهي
المالكي
رد: فقه الخلع

بارك الله فيك و فتح الله عليك
 

نهى الهذلي

:: متابع ::
إنضم
3 أكتوبر 2016
المشاركات
14
التخصص
أصول فقه
المدينة
الطائف
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: فقه الخلع

جزاك الله خيرا
 
أعلى