رد: حكم شهادة الولد لوالده والوالد لولده
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه. أما بعد:
1- الخلاف عندنا ليس حجة شرعية للإباحة، والصواب واحد فيما نعتقد، لكن مع إعذار المخالف الطالب للحق من أهل السنة ، وليس للواحد منا أن يجزم بصواب رأيه في كل مسألة
1-أرجو أن أعرف ما المقصود بقولك (عندنا)! فمن أنتم وما عندكم؟!
2-يرد قولك أنك ابتدأتني بهجوم لا يليق وادعيت أنني أدعي وأوهم الناس وعملت على إيغار صدري عليك دون أي ذنب ارتكبته أنا سوى أنني بينت الحق الذي لا محيد عنه ولا مناص وهو أنه لا دليل منن القرآن العظيم ولا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولا من إجماع الأصحاب الكرام على رد شهادة الولد للوالد..
هذا بالإضافة إلى تمسكك بالخلاف واحتجاجك بوجوده! فعلى أي شيء يدل ذلك إلا أنك تبيح كل شيء اختلف فيه؟! وإلا فما هو الضابط لديك؟!
إما أن يكون الضابط هو الوحي لا سواه وإما أن يكون لكل رأيه كما هو مؤدى كلامك ونتيجته.. وبذلك فكل له أن يأخذ بما أداه إليه رأيه!!
3-لم أتحدث هنا عن رأي ولم يصدر مني رأي حتى الآن بل تكلمت بحقيقة واضحة وهي أنه لا يوجد نص لا من القرآن العظيم ولا من السنة المشرفة ولا نقل إجماع عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على رد شهادة الولد للوالد.ز أما أنت فجئت بآراء محضة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان بل وتهجمت علي بسببها مع أنه لم يصدر مني أية إساءة..
نعم أنت لا تستطيع أن تجزم برأيك أما أنا فأجزم بالحقيقة التي قلتها.. فلا شك أن هناك فرقاً بين الآراء والحقائق..
4-إذا كنت تقول إن الحق واحد لا يتعدد فأرجو أن تخبرني كيف يعرف.. ثم أن تحل لي هذه الأحجية وهي أن الآراء قد يكون فيها حق!!!!!!
5-إعذار المخالف كلمة في غير محلها فأنا لم أسب ولم أشتم ولم أتهم أحداً ولم أتقول ولم أدع على أحد بل قلت كلاماً واضحاً وهو أنه لا دليل على دعوى من ادعى أن شهادة الولد لوالده ترد..
كما أن إعذار المخالف لا يعني أن لا نرد خطأه.. وهذا ما حصل فأنا لم أسب ولم اشتم ول أتدخل في نية أحد ولم أتقول على أحد ولكنني رددت الخطأ فقط..
2- دون فض الخلاف جملةً وتفصيلاً خرطُ القتاد؛ لأنه سنة كونية قدرها الله جل وعلا، والأدلة منها ما يدخله الاحتمال، وقد ظهر الخلاف بين الصحابة فلم ينكروا وجوده
نعم هذا ما يوسوس به الشيطان إلى كثيرين ليبقى المسلمون متفرقين وسبيله إلى ذلك هو الاختلافات التي تصدر من بشر غير معصومين والتي ترى أن علينا أن نعترف بها وأن نتهم من يرونها ونتقول عليهم..
لو أخلص كل إنسان لله تعالى وأسلم نفسه لله تعالى لا لهواه وعلم أنه موقوف بين يدي الله تعالى لاستطاع أن يصل إلى الحق بإخلاصه لله تعالى فالحق أبلج والباطل لجلج.. فيبدأ الإنسان بالإجماعات وما لا يعلم فيه خلافاً ثم يضل منضبطاً بالكتاب والسنة وحسب دون أي اعتبار للآراء.. وسيرى الحق أوضح من الشمس..
أما الخلاف نفسه فقد يقع ولا ينكر وجوده ولكن ننكر إقراره! وأنت تقره وتقر بوجوب بقائه وتتهجم على من يريد إنهاءه وتتهمه في نيته!
نعم سبب وجود الخلاف هو أن الناس غير معصومين فمنهم من يصل إلى الحق ومنهم من لا يصل فيعذر طالب الحق ولكن لا يعذر من يقلده وهو يعلم أنه ليس رسول الله إليه..
لننظر إلى القضية التي نتحدث عنها هنا:
فلو كان هناك إخلاص وتجرد وعدم اتباع للأهواء والظنون فإن الحق -والله الذي لا إله إلا هو- واضح أكثر من الشمس في رائعة النهار..
وإلا فمن أعطى الحق لمن رد شهادة الولد للوالد أن يردها؟! حتى لو تراكمت وساوس الدنيا في نفسه!
أليس الولد مسلماً من المسلمين؟! أليست شهادة المسلم مقبولة؟! هل يحل رد شهادة مسلم بغير حق؟!
ثم إننا بينا أن عدم الرد لا دليل عليه من القرآن أو من السنة أو من الإجماع.. فما موقع الراي هنا؟!
أما الاحتمالات فهي لا تأتي بدورها إلا من اتباع الظن (الرأي) ولولاها لما كانت هناك احتمالات..
3- التعصب مذموم بلا ريب، ولكن التمذهب ليس مذموماً، وكذلك التقليد قد يذم في حال ويحمد في حال
أحجية جديدة أرجو أن أفهمها!
وهل التمذهب إلا التعصب لقول شخص من آلاف آلاف المسلمين والتأصيل على أقواله والتخريج عليها وجعله المقياس للحق؟! أليس هذا هو التمذهب؟!
وإذا لم يكن هذا التعصب فاي شيء هو؟!
إن التمذهب بدعة مذمومة تعارض دين الله تعالى وتناقض ما أراد منا وهو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو وحده حجة الله تعالى على خلقه وما عداه فرأيه وعدمه سواء..
ومثله تقليد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مذموم كله..
4- تَطَلُّبُ الأدلة النصية القطعية في الكتاب والسنة وإبطال المفهوم منها ونبذ الأقيسة هو خلاف ما جاء به القرآن: "يستنبطونه"، وما جاء في السنة، وما عليه عمل الصحابة بما فيهم الخلفاء الراشدون
كلام خطير لا أظن أنك وزنته جيداً قبل أن تقوله!!
فلا أدري ما معنى ان قول الله تعالى حق وأن ما عدا الحق هو الضلال وكيف أن الحق لا يظهر ويستحيل أن يظهر عندك!!
أما الفهوم والأقيسة فكلها باطلة فهي آراء محضة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ومن ثم فهي باطل مهما زينها الشيطان للناس ورأوها حسناً..
وأخطر ما في الأمر هو ادعاؤك ان القرآن والسنة يدعوان إلى القول بالرأي!! ومثله ادعاؤك أن أقوال الصحابة واختلافهم دليل على جواز القول بالراي والاختلاف!
هذا ولو طلبت منك أن تأتي لي بكلمة لواحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إلى القياس في الشرائع لما حرت جواباً!! ولو قلت لك هات كلمة لواحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يؤصل لأي من الفهوم التي تتحدث عنها لما حرت جواباً.. فكل ما لديك أن هناك خلافاً وقع ولكنك لن تجد من يقول بحجية الخلاف ولو قال فقوله ليس بحجة..
كتبت هذا على عجل ولعلني أفصل لاحقاً..