الإمام مالك بعيون مغربية

[الدكتورعزالدين المعيار]

بدعوة كريمة من فضيلة الأخ العلامة الدكتور اليزيدالراضي رئيس مؤسسة سوس للمدارس العتيقة كان لي شرف المشاركة في ملتقى المؤسسة السنوي للمدارس العتيقة بمدينة تارودانت - الدورة الأولى "دورة الإمام مالك " - بعرض بعنوان :"الإمام مالك بعيون مغربية ، ونظرا لما فتح الله به على العبد الضعيف فيه من فتوحات لم تكن في الحسبان ، أحببت أن أخص هذا الملتقى الفقهي العتيد الذي أعتز بالانخراط فيه، بهذه المشاركة المتواضع صاحبها ، سائلا الله تعالى ، أن تحظى بالرضى و القبول ... و ستأتي - بحول الله و قوته - في حلقات :

الحلقة الأولى : مقدمة :

تسعى هذه المشاركة - بعون الله و حسن توفيقه- إلى تقديم بعض الجديد المفيد ، و تجنب المكرور المعاد – قدر الإمكان - متوخية الدخول - بفضل الله و كرمه - تحت قوله عليه الصلاة والسلام : "أو علم ينتفع" " و إنما تدخل التواليف في ذلك إذا اشتملت على فائدة زائدة - كما قال أبو عبد الله ابن عرفة - و إلا فذلك تخسير للكاغد" ...
و النفوس ميالة بطبعها إلى الجديد، ضائقة غالبا بالقديم ،كما قال الشاعر الحديث : (جميل صدقي الزهاوي):
سئمت كل قديـــــمٍ * * * عرفته في حَياتي
إن كان عندك شيء* * * من الجديد فهاتِ

و كما قال الآخر حماد الباصوني (شاعر مصري كان حيا سنة 1931م):
مَيلُ النُفوسِ إِلى الجَديدِ تَرامى * * * وَالمَيلُ يوشِكُ أَن يَكونَ غَراما
***
وَالناسُ تَعتَبرُ الطَريفَ تَقَدُّماً * * * وَتَرى الجُمودَ عَلى القَديمِ حَراما
تَذَرُ القَديمَ إِلى الجَديدِ تَوَسُّماً * * * لِلخَيرِ في ظِلِّ الجَديدِ رُكاما

نسأل الله تعالى العصمة من الزلل ، و السلامة في القول و العمل



​

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

الحلقة 15
مالك و الغرب الإسلامي - 11

كانت رحلة المغاربة إلى مالك تهدف إلى السماع منه أو التفقه به أو إليهما معا ، إما في رحلة واحدة أو في أكثر من رحلة ، و قد كان - كما هو معلوم - أميرَ المومنين في الحديث و إمامَ دار الهجرة في الفقه ، و هذه بعض الأمثلة على ذلك
أولا الحديث :
قال يحيى بن عبد الله بن بكير : لما عرضنا الموطأ على مالك بن أنس رحمه الله ، قال له رجل من المغرب : يا أبا عبد الله أحدث به عنك ؟ قال : نعم ، و أقول : حدثنا مالك ؟ قال نعم ، أما رأيتني فرغت نفسي لكم وسمعت عرضكم ، و أقمت سقطه و زللـه ، فمن حدثكم غيري ؟ نعم حدثوا به عني و قولوا :حدثنا به مالك وسماع العرض على الشيخ كالعرض سواء، لا فرق بينهما في المعنى .
و من الطريف هذا المسلسل عن الإمام مالك :بـ "ليس من المروءة أن أخبرك بسني."
قال ابن بشكوال" قرأت بخط أبي الحسن بن الإلبيري المقريء قال سألت القاضي أبا زيد عن سنه فقال : لا أعرفك بسني لأني سألت أبا عبد الله محمد بن منصور التستري عن سنه فقال :ليس من المروءة أن أخبرك بسني ، فإني سألت شيخي عبد الله بن عبد الوهاب الأصبهاني عن سنه فقال : ليس من المروءة أن أخبرك بسني فإني سألت شيخي أحمد بن إبراهيم بن الصحاب عن سنه فقال :ليس من المروءة أن أخبرك بسني فإني سألت المزني عن سنه فقال : ليس من المروءة أن أخبرك بسني فإني سألت الشافعي عن سنه فقال : ليس من المروءة أن أخبرك بسني ، فإني سألت مالك بن أنس عن سنه فقال لي : ليس من المروءة أن أخبرك بسني ،إذا أخبر الرجل عن سنه ، إن كان كبيرا استهرم وإن كان صغيرا استحقر "

يتبع

 

[محمد جلال المجتبى محمد جلال]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

بالمناسبة الحديث المسلسل بالسؤال عن السن هناك من يرويه اليوم منهم : القارئ الشيخ وليد المنيسي عضو ملتقى أهل الحديث
تجده على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21485

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

بارك الله فيك أخي ، و شكرا على التجاوب مع الموضوع

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

الحلقة 16
مالك و الغرب الإسلامي - 11 تابع

شاهد الراحلون إلى مالك شيخهم و هو يحذرهم من الإكثار من الرواية
قال عبد الرحمان بن عبيدالله الأندلسي :" كنت يوما جالسا إلى جنب مالك بن أنس فنظر إلى ابن وهب وقال: "سبحان الله أيما فتى لولا الإكثار"
لقد كان مالك يحذرهم من كثرة الرواية بمثل قوله - كما في الغنية للقاضي عياض -:" ليس العلم بكثرة الرواية ، إنما العلم نور يضعه الله في القلوب "
كما كان كثيرا ما يشعرهم بمدى مسؤولية الكلمة ، و ما قد تجر إليه من مهالك، فيقول :"" من عد كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه "
و من ثم كان يسمي سعيد بن أبي هند الطليطلي الأندلسي: " الحكيم " لكلمة سمعها منه عندما قال مالك ذات مرة :"ما أحسن السكوت و أزينه بأهله " فقال له ابن أبي هند :" وكل من سكت يا أبا عبد الله " فأعجبت الإمام مالكا كلمته هذه، فكان كثيرا ما يسأل عنه بسببها .
و بهذا أخذ زياد بن عبد الرحمان شبطون في الواقعة التالية :
عن عبد الملك بن حبيب الأندلسي قال : كنت عند زياد أسمع أنا و غيري، إذ أتاه كتاب لبعض الملوك ، فقرأه ثم جاوبه ، و طبع الكتاب ، و أعطاه الرسول ، فقال لنا زياد :"أتدرون ما كتب إلينا هذا؟" كتب يسألني عن كفتي الميزان مم هي ؟ من ورق أو من ذهب ؟"
قلنا رحمك الله إذ أعلمتنا بهذا ، فأعلمنا ما جاوبته ؟
فقال زياد :" كتبت إليه : حدثني مالك بن أنس عن ابن شهاب عن علي بن حسين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :"إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" و سترد فتعلم
و في المقابل كان مالك يوجه طلبته إلى ما ينفعهم خاصة و ينفع الناس عامة
حكى محمد بن بشير قاضي قرطبة عن مالك أنه كان يقول :" انظروا في هذه الكتب ولا تخلطوها بغيرها" يعني الموطأ ،لأن الغاية من العلم بالحديث تفهم فقهه، وفي الوقت ذاته تعلم العلم والعمل ...
و لعله من هذا ما وقع ليحيى بن سلام التيمي حتى قال لولده:" يا بني رويت ستة آلاف حديث أو ثمانية آلاف حديث لم يسألني عنها أحد ، و لم أحدث بها أحدا"

---

 

[إدارة الملتقى]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

الدكتور الكريم عزالدين المعيار
​

بارك الله فيكم ونفع بكم وبعلمكم​

وشكر الله لكم على تخصيصكم الملتقى بهذا الموضوع الرائع لإمام جليل
وبالإضافة لحصول موضوعكم على وسام أفضل موضوع
فإننا نثمن جهدكم


​

ولأجل هذا صنعنا بنراً خاصاً بموضوعكم هذا للإعلان عنه بواجهة الملتقى​

وقد ثبتنا البنر بصدر موضوعكم ليبقى ما بقي هذا الموضوع ثم لعل هناك من يرغب بنشره في توقيعه هنا أو بالمنتديات الأخرى
ونحن بانتظار المزيد من عطاياكم الوفيرة ودرركم النفيسة
والله يحفظكم ويرعاكم​

 

[إدارة الملتقى]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

كذلك قمنا بالإعلان عنه على
صفحة الشبكة الفقهية على الفيس بوك
http://www.facebook.com/feqhweb2

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

بارك الله فيكم و جزاكم أحسن الجزاء ​

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

أعزكم الله أخي و جعلنا جميعا في خدمة العلم
أما فيما يتعلق ( بمغاربية الموضوع ) فهو كذلك و إنما قلنا بعيون مغربية و لم نقل ( مغاربية ) لأن العربية تقتضي النسبة إلى المفرد لا إلى الجمع كما هو معلوم

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

الحلقة 17
مالك و الغرب الإسلامي - 12

ثانيا : الموطأ
على الرغم أنه كان من الراحلين إلى مالك من المغاربة فإن الطامحين للذهاب بعيدا في الحديث قليل كعبدالله بن فروخ الفارسي - من أهل إفريقية - خرج له مسلم في صحيحه و داودبن جعفر الصغير القرطبي ، كان صاحب حديث كتب عنه مطرف بن قيس نحوا من ثلاثة آلاف حديث أو أكثر و يحيى بن سلام التيمي الآنف الذكر في الحلقة السابقة وغيرهم
و كان مالك يعرف ذلك بفراسته ، فيوجه كل واحد إلىما يناسبه
قال الحارث بن أسد من أهل قفصة : لما أردنا وداع مالك ، دخلت عليه أنا و ابن القاسم و ابن وهب ، فقال له ابن وهب: أوصني
فقال :اتق الله و انظر عمنتنقل .
و قال لابن القاسم : اتقالله و انشر ما سمعت .
و قال لي : اتق الله و عليك بتلاوة القرآن .
قال الحارث : لم يرني أهلا للعلم .
و عملا بوصية مالك :" انظروا في هذه الكتب ولا تخلطوها بغيرها" أقبل عدد منهم على سماع الموطأ وروايته على تفاوت بينهم في معرفة الحديث
و كان الكبار يقولون للصغار كما قال زيادشبطون لتلميذه يحيى بن يحيى الليثي :" إن الرجال الذين حملنا العلم عنهم باقون وعجز بك أن تروي عمن دونهم "
يحيى الذي كان من شدة حرصه على ملازمة الإمام و الانتفاع بعلمه وسمته ، أنه كان عند مالك يوما جالسا في جملة أصحابه ، إذ قال قائل قد حضر الفيل ، فخرج أصحاب مالك كلهم لينظروا إليه ، فقال له مالك : مالك لم تخرج فتراه ، إذ ليس بأرض الأندلس ؟
فقال له يحيى : إنما جئت من بلدي لأنظر إليك ، وأتعلم من هديك و علمك ، لا إلى النظر إلى الفيل ، فأعجب به مالك وسماه العاقل .
و من فاته شيء من الموطأ ، كان لا يرتاح له بال ، حتى يصل إلى مبتغاه ، مهما كان الثمن ..
قال محمد بن معاوية الحضرمي الأطرابلسي :"كان بقي علي شيء من الموطأ من كتاب الصلاة و أتيت مالكا وقد رحل الناس فقال لي : من يقرأ لك ؟ قلت حبيب ، و كنت قاطعته بخمسة دراهم ، و في الكتاب خمس و عشرون ورقة فقرأها لي حبيب في مجلس واحد ، و قال لي حبيب : لم تغنيني دراهمك يا مغربي .
و في رواية محمد بن معاوية في الموطأ جامع ،و ليس ذلك عند غيره من أصحاب الموطأ - كما قال المالكي في رياض النفوس -
​

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

الحلقة 17
مالك و الغرب الإسلامي - 12

ثانيا : الموطأ
على الرغم أنه كان من الراحلين إلى مالك من المغاربة فإن الطامحين للذهاب بعيدا في الحديث قليل كعبدالله بن فروخ الفارسي - من أهل إفريقية - خرج له مسلم في صحيحه و داودبن جعفر الصغير القرطبي ، كان صاحب حديث كتب عنه مطرف بن قيس نحوا من ثلاثة آلافحديث أو أكثر و يحيى بن سلام التيمي الآنف الذكر في الحلقة السابقة وغيرهم
و كان مالك يعرف ذلك بفراسته ، فيوجه كل واحد إلىما يناسبه
قال الحارث بن أسد من أهل قفصة : لما أردنا وداع مالك ، دخلت عليه أنا و ابن القاسم و ابن وهب ، فقال له ابن وهب: أوصني
فقال :اتق الله و انظر عمن تنقل .
و قال لابن القاسم : اتقالله و انشر ما سمعت .
و قال لي : اتق الله و عليك بتلاوة القرآن .
قال الحارث : لم يرني أهل اللعلم .
و عملا بوصية مالك :" انظروا في هذه الكتب ولا تخلطوها بغيرها" أقبل عدد منهم على سماع الموطأ وروايته على تفاوت بينهم في معرفة الحديث
و كان الكبار يقولون للصغار كما قال زيادشبطون لتلميذه يحيى بن يحيى الليثي :" إن الرجال الذين حملنا العلم عنهم باقون وعجز بك أن تروي عمن دونهم "
يحيى الذي كان من شدة حرصه على ملازمة الإمام و الانتفاع بعلمه وسمته ، أنه كان عند مالك يوما جالسا في جملة أصحابه ، إذ قال قائل قدحضر الفيل ، فخرج أصحاب مالك كلهم لينظروا إليه ، فقال له مالك : مالك لم تخرج فتراه ، إذ ليس بأرض الأندلس ؟
فقالله يحيى : إنما جئت من بلدي لأنظر إليك ، وأتعلم من هديك و علمك ، لا إلى النظر إلى الفيل ، فأعجب به مالك وسماه العاقل .
و من فاته شيء من الموطأ كان لا يرتاح لهبال حتى يصل إلى مبتغاه مهما كان الثمن ..
قال محمد بن معاوية الحضرمي الأطرابلسي :"كان بقي علي شيء من الموطأ من كتاب الصلاة و أتيت مالكا وقد رحل الناس فقال لي : من يقرأ لك ؟ قلت حبيب ، و كنت قاطعته بخمسة دراهم ، و في الكتاب خمس و عشرون ورقة فقرأها لي حبيب في مجلس واحد ، و قال لي حبيب : لم تغنيني دراهمك يا مغربي .
و في رواية محمد بن معاوية في الموطأ جامع ،و ليس ذلك عند غيره من أصحاب الموطأ - كما قال المالكي في رياض النفوس -
​

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

أرجو أن تصححوا لي - بارك الله فيكم - الوضعية فقد تغير علي الأمر و أصبحت لا أعرف كيف يمكنني تعديل المشاركة ، مثلا أردت أن أكتب بارك الله )فكتبت (بارة الله )و حاولت عبثا تصحيحها فلم أفلح ، و كتبت المشاركة الأخيرة ثم أردت تعديلها كما تعودت من قبل فوقعت في حرج من أمري عندما تكررت المشاركة أكثر من مرة دون أن أستطيع أن أرد الأمور إلى نصابها

 

[أم طارق]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

أرجو أن تصححوا لي - بارك الله فيكم - الوضعية فقد تغير علي الأمر و أصبحت لا أعرف كيف يمكنني تعديل المشاركة

عدلنا لك شيخنا الفاضل ما أردت
ولعل الإدارة تصحح لكم الوضعية

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

الحلقة 14
مالك و الغرب الإسلامي - 13

حديث الموطأ بعيون المغاربة و أفئدتهم ، حديث ذو شجون ، و قد كتب الله لرواية يحيى بن يحيى الليثي الذيوع والانتشار ، ما جعلها تصبح المعنية بالموطأ عند الإطلاق
وحيثما موطأ قد أطلقا . . . لها انصرافه لديهم حققا
و قد وفق الله العبد إلى جمع مادة غزيرة في الموضوع ، نسأل الله تعالى ، أن ييسر تحريرها و يفك أسرها لترى النور ، في وقت قريب إن شاء الله ، وإلى ذلك الحين أعتذر عن هذا التأجيل ...
و أنتقل بعد هذا ،إلى الجانب الثالث من جوانب دروس الإمام مالك الغنية و مجالسه العامرة
ثالثا- المسائل :
إلى جانب الإقبال على الموطأ من عدد من طلاب مالك ، اشتهر بعضهم بالسماع عنه ، مثل عبد الله بن غانم الإفريقي ، كان له سماع عن مالك مدون... و كعلي بن زياد التونسي روى عن مالك الموطأ ، و كتب سماعه من مالك الثلاثة ، ومثلهما زياد بن عبد الرحمن شبطون الأندلسي سمع من الإمام الموطأ ، وله عنه في الفتاوى كتاب سماع معروف بسماع زياد ، و غيرهم ...
و كان كثير من هؤلاء التلامذة يكاتبون مالكا و يكاتبهم
منهم عبد الله بن غانم ، الذي كان يوجه أبا عثمان حاتم بن عثمان المعافري ،بمسائله أيام قضائه ، إلى الإمام مالك فيما ينزل به من نوازل الخصوم، فيأخذ له عليها الأجوبة ، و كان يكتب كذلك إلى ابن كنانة فيأخذ له الأجوبة من مالك
قال أبو العرب عن أبي عثمان المعافري : أتيت إلى الإمام مالك بمسائل من ابن غانم فقال لي : ماقال فيها المصفر ؟ يعني البهلول بن راشد ، و ما قال فيها الفارسي ؟ يعني ابن فروخ، ثم كتب الأجوبة و كتب في آخر الكتاب :" و دين الله يسر إذا أقيمت حدوده"
​

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

الحلقة 15
مالك و الغرب الإسلامي - 14

كان الإمام مالك رحمه الله يضيق ضيقا شديدا ، بالأسئلة عن أشياء افتراضية ، أو بالخوض في كل ما لاينفع الناس، في حياتهم المعيشة ...
ذكر أسد بن الفرات - و قد أقام عند مالك ثلاث سنين - أن الإمام" كان إذا أصبح خرج آذنه ، فأدخل أهل المدينة ، ثم أهل مصر ثم عامة الناس" و لما لاحظ مالك رغبة أسد في العلم قال لآذنه : أدخل القروي مع المصريين .
وكان ابن القاسم ومن معه يستغلون فيه جرأته ، فيجعلونه يسأل مالكا ، فإذا أجابه قالوا : قل له : "فإن كان كذا وكذا " ، فضاق عليه يوما وقال :"إن كان كذا ، كان كذا " إن أردت فعليك العراق "
وكان الإمام إذا تكلم بمسألة كتبها أصحابه، فرأى أسد ذلك أمرا يطول ، فرحل إلى العراق ، و هناك تفقه بأصحاب أبي حنيفة ، ثم جاء نعي مالك فارتجت العراق لموته .
قال أسد : فوالله ما بالعراق حلقة إلا و ذكر مالك فيها، كلهم يقول : مالك ، مالك { إنا لله و إنا إليه راجعون }
قال أسد : فلما رأيت شدة وجدهم ، واجتماعهم على ذلك، ذكرته لمحمد بن الحسن ، وهو المنظور فيهم ، وقلت له لأختبره : ما كثرة ذكركم لمالك ،على أنه يخالفكم كثيرا ؟ فالتفت إلي وقال لي : اسكت، كان والله أمير المومنين في الآثار .
فندم أسد على ما فاته منه ، وأجمع أمره على الانتقال إلى مذهبه فقدم مصر ..." وقال: إن كان فاتني لزوم مالك فلا يفوتني لزوم أصحابه "
​

 

[مصطفى رمضان أحمد]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

جزاكم الله خيرا ،،، شكــر الله لكم

 

[أم نورة]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

جزاكم الله خير الجزاء ورفع قدركم، معلومات كثيرة وجميلة أقرأها أول مرة كطالبة علم، بارك الله بجهودكم شيخنا الفاضل، ونسأل من فضيلتكم المزيد بإذن الله

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

أشكر كل الإخوة و الأخوات ، الذين تجاوبوا مع الموضوع و أسألهم صالح الدعاء ، أما إدارة الملتقى ، فأنا عاجز عن التعبير لهم عما أشعر به إزاءهم من محبة و تقدير لما غمروني به من جميل الصنيع ، بارك الله في الجميع ، و هدانا و إياهم إلى أقوم سبيل ، و الله من وراء القصد .

 

[عثمان عمر شيخ]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
وبارك الله فيكم

شافعي محب للمالكية

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

الحلقة 16
شبهات و أباطيل - 1
هذه محاولة لإثبات بعض الأمور أو دحضِها ، مما قيل عن الإمام مالك أو عن علمه و عمله ، مما أوردت بعض المصادر المغربية و غيرها جملة منه ، و رددته كتابات بعض المتأخرين ، من أبناء الملة ، أو من المستشرقين و أتباعهم مما يطول ذكره ...
و سنكتفي في هذه العجالة بالإشارة إلى بعض ذلك ، دون الإحاطة بكل شيء لتعذره ، شعارنا في ذلك : القول السائر :" ما لا يدرك كله لا يترك جله"
أولا - نسبه
قال الحافظ ابن عبد البر :"لا أعلم أن أحدا أنكر أن مالكا ومن ولده كانوا حلفاء لبني تيم بن مرة من قريش ولا خالف فيه إلا أن محمدا بن إسحاق زعم أن مالكا و أباه و جده و أعمامه موالي لبني تيم بن مرة
و هذا كان السبب لتكذيب مالك لمحمد بن إسحاق و طعنه عليه "
و قال مرة :"ربما كان تكذيب مالك لابن إسحاق في تشيعه و ما نسب إليه من القول بالقدر "
و مثل ابن إسحاق سعد بن إبراهيم قال عنه الإمام أبو الوليد الباجي : " ثقة لكن مالكا لم يرو عنه لطعنه في نسبه فيما رواه البرقي عن يحيى بن معين ..."
" ... و في الجملة إن قول ابن معين أن مالكا ترك حديثه لطعنه في نسبه على ظاهره و لو تركه مالك لذلك مع رضا أهل المدينة به لحدث عنه سائر أهل المدينة ، و قد ترك جميعهم الرواية عنه ... و رأي الجمهور أولى به و الظاهر أن أهل المدينة إنما اتفقوا عل ترك الأخذ عنه إما لأنه قد طعن في نسب مالك طعنا استحق به عندهم معه الترك"
قال القاضي عياض :"و أما من زعم أنه مولى تيم فدخل الوهم عليه إذ وجده ينتمي إليهم و يحسب في عدادهم بسبب حلفه معهم و إلا فنسبه في ذي أصبح صحيح "
وبهذا المعنى فسر قول الإمام ابن شهاب الزهري : حدثني نافع بن مالك مولى التيميين
قال الحافط ابن عبد البر :"هذا عندنا لا يصح عن ابن شهاب"
و قال القاضي عياض موضحا الأمر:" قول ابن شهاب هذا في صحيح البخاري أول كتاب الصيام ، و تصرف المولى في لسان العرب بمعنى الحليف و الناصر و غيرهما معروف ..."
فبالسب الذي تقدم لهم من الالتفاف بتيم ، إما بالحلف على الأشهر و الصحيح أو بالصهر ، انتسبوا للتيميين فظن ابن إسحاق و من لم يحقق الأمر أنهم مواليهم ، إذ لم يكن لهم نسب معروف فيهم "

 

[الدكتورعزالدين المعيار]

رد: الإمام مالك بعيون مغربية

الحلقة 17
شبهات و أباطيل - 2
دعوى زواج جعفر الصادق بأم مالك - 1
ذكر المقري في أزهار الرياض ، أنه وقف على نسخ من الشفا للقاضي عياض ، بشروح وتعاليق قيمة ، لثلة من العلماء الأجلاء ، ثم أضاف قائلا:
" و كما اعتنى الناس بذلك ، اعتنوا أيضا بتصحيحه و ضبطه وإتقانه ، ولقد وقفت من نسخه الصحاح على عدة ، ومن أصح ما وقفت عليه نسخة بخط تلميذه عبد الرحمن ابن القصير الغرناطي -{ت576هـ} - وذكر أنه نقلها من نسخة عليها خط المؤلف ، ورأيت بخطه في الطرة تنبيهات على مواضع..."
منها هذا التنبيه الذي أسوق نصه كاملا غير منقوص على أن أعلق عليه بعد ذلك ...
قال : " كان مالك - رضي الله عنه - وسط سفيان أن يكون من جملة من يسمع منه - أي من جعفر الصادق - فلما كلمه سفيان و ابن أبي ليلى قال لهما :إنكما لتعلمان أني لا أخبره ، والأمويون بالمدينة كثير ، ونكره القول علينا ، فأخبراه بسلامته و حسن مذهبه فأذن له وكان مالك وسيما أبيض أحمر ، وكان له في صدره نهدان كنهدي البكر ، فجلس مالك في مجلسه حيث انتهى به المجلس وأقام ركبته اليمنى، و ترك عيها خده الأيمن، وجعل يطرق و جعفر يحدث ، حتى حدث أربعين حديثا ، و ليس مع مالك محبرة ولا قرطاس ، فلما فرغ المجلس قال جعفر لسفيان : ذكرتما أنه يطلب العلم و الحديث ، وليس معه شيء يكتب به ، ولا كاتب يكتب له ، فقال له سفيان : سله أنت عن خبره ،فقال له : يا بني ما كتبت ولا كتب لك فما أفدت ؟ فقرأ عليه مالك المجلس من حفظه ،فأعجب به جعفر ، ثم سأل عنه سؤالا شافيا ، حتى ذكر له خبر أمه وعقلها و دينها وجمالها ، فسفر سفيان وابن أبي ليلى في خطبتها عليه ، فمشيا إليها وأخذا معها في ذلك ، فقالت : لو كان جعفر بن محمد ما أجبت ، فقالا : هو ذاك ، فأطرقت ساعة ثم قالت :أكفوني وحلمي و قد قبلت ، فأعلماه بذلك ، فأدخل يده في كيس الأثمان ، وقبض منه قبضة ، فأرسل إليها مهرها ، فكلما مالك في العقد عليها فأبى ، فقالا له : فما الحيلة ؟ فقال لهما مالك: توكل أحدكماعلى العقد ، وأكون أنا مع الشاهد الآخر ، فقالا لها : متى يكون الدخول ، فقالت : لا تصلح المرأة شأنها في أقل من شهر ،فأخبرا جعفرا فقال : وحق جدي و أبي - كذا - لا صبرت أكثر من يوم ، فإما أن تجيبني، وإما أن لا ، قالا : فدعا بالكيس و قبض قبضتين و قال : تنفق فيما تريد ، وتتهيأ الليلة ، فأعلماها بذلك فأصلحت شأنها ، ودخل عليها من ليلتها ، و حظيت عنده حظوة كبيرة، و مات و ورثت ثلث ثمنه ، وكان له زوجتان غيرها ، وعنه يكني مالك إذا قال : حدثني الثقة ، من لا أتهم ."
لم أجد فيما وقفت عليه من مصادر ومراجع ،من ذكر هذه الأمور أو ناقشها ، وهو ما يجعلنا نقف مع نص المقري وقفات ...
يتبع