ل
لؤي الخليلي الحنفي
زائر
--------------------------------------------------------------------------------
التعريف بأهم المنظومات في الفقه الحنفي :
الحمد الذي قدر فهدى ، والذي يسر لليسرى ، والصلاة والسلام على من بعث للعالمين بشرى ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم إلى يوم الدين ،
وبعد :
فقد ذكر لي أحد الأخوة أن الفقه الحنفي يفتقر إلى المنظومات الفقهية ، وهذا أمر يقدح بجهد أصحاب المذهب ، بخلاف المذاهب الأخرى التي زخرت بالمنظومات الفقهية والأصولية ، وقد وقع ذلك في نفسي مبلغا عظيما ، حيث إن الواقع ينافي ما ذكر وتحدث به ، وقد أشرت إلى أحد الأخوة بالكتابة في هذا الموضوع ، والتعريف بأهم المنظومات الفقهية ، إلا أن أمورا خارجة عن إرادته أثنته عن القيام بما طلبت اليه
فتجشمت القيام بالعمل بنفسي ، وذكرت على عجالة التعريف بأهم المنظومات الفقهية ، في الفقه الحنفي ، وقبل الشروع في المقصود لا بد من ذكر سبب عدم انتشار المنظومات الفقهية الحنفية ، هو طول هذه المنظومات مقارنة بمنظومات المذاهب الأخرى ، مما يصعب على الطالب حفظها ، بالإضافة إلى أن معظم هذه المنظومات لم يخرج إلى دائرة النور بعد، فما زالت في عداد النفائس المخطوطة ، نسأل الله أن ييسر من يقوم بتحقيقها وطباعتها واخراجها إلى النور ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، ولنبدأ بما عزمنا على ذكره ، وعلى الله التكلان .
1. منظومة الخلافيات : نجم الدين النسفي / ت 537 هـ ( مخطوط/ جامعة الإمام محمد بن سعود )
تناول المؤلف في هذه المنظومة خلاف الأئمة الفقهاء : أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد وزفر والشافعي ومالك رحمهم الله في 2669 بيتا ، ورتبها على عشرة أبواب :
الأول في قول أبي حنيفة ، والثاني في قول أبي يوسف ، والثالث في قول محمد ، والرابع فيما اختلف فيه الأولان ، والخامس فيما اختلف فيه الأول والأخير ، والسادس فيما اختلف فيه الأخيران ، والسابع فيما انفرد به كل واحد منهم ، والثامن في قول زفر ، والتاسع في قول الشافعي ، والعاشر في قول مالك . رحمهم الله .
قال المؤلف :
أبوابه على النظام عشرة – فأودعوها صحفا منشرة
أولها مقالة النعمان – ثم مقـالات الإمـام الثانـي
ثم فتاوى العالم الشيبان – ثم الذي تنازع الشيخان
وقال في عدد أبياتها :
وجملة الأبيات يا صدر الفئة – ألفان والستون والستمائـة
وتسعة ، والله يجزي ناظمه – جنات عدن وقصورا ناعمة
وقد رتب كل واحد من هذه الأبواب ترتيبا فقهيا ، ويتناول في كل باب ماكان من مسائله ولا يتعداها إلى غيرها .
وهذه المنظومة من أهم المنظومات في الفقه الحنفي لاشتمالها على أقوال أئمة المذهب وآرائهم وبيان مواطن الوفاق والخلاف بينهم بعبارات موجزة جامعة ، ولكونها أول منظومة فقهية عند الحنفية .
اعتنى بها علماء الحنفية وأقبلوا عليها ، وذكر حاجي خليفة العديد من شروحها ، قال شارحها الافشنجي ( حقائق المنظومة شرح منظومة الخلافيات / مخطوط) : إن المنظومة لعمري كتاب نفيس ، قبله الخواص والعوام ، ومن حقه ذلك ، فلم يصنف مثله في الإسلام .
2. لمعة البدر للفراهي / ت في حدود 640 هـ ( مخطوط / مكتبة مكة المكرمة بجانب الحرم المكي الشريف 94 فقه حنفي )
نظم الفراهي فيها كتاب الجامع الصغير للإمام محمد بن الحسن كما أشار اليه بقوله:
سنيت بالنظم للحفاظ في كبر – مسائل الجامع المخصوص بالصغر
وتظهر أهمية هذه المنظومة كونها نظما لأحد كتب ظاهر الرواية المعتمدة في المذهب الحنفي ، إلا أن ناظمها من المغمورين .
3. مستحسن الطرائق لابن الفصيح ت/ 755 هـ ( وهو من مخطوطات مكتبة عارف حكمة بالمدينة المنورة )
نظم ابن الفصيح فيها متن كنز الدقائق لحافظ الدين النسفي ، وقال في مقدمته :
وبعد فالأسهل حفظ النظم – والحفظ ترشيح الحجى للفهم
وإن علم الفقه خيـر كلـه – وإن شـرا فقـده وجهلـه
والكنز في فقه أبي حنيفة – مختار فتوى المذهب الشريفة
فإنه من أوجز الكـلام – مستحسـن مستجمـع المـرام
معتبـر معتمـد محـرر - مخلـص ملخـص محبـر
وتكمن أهمية المنظومة كونها نظما لأحد المتون المتداولة والمقبولة في الفقه الحنفي ، وناظمها من كبار فقهاء الحنفية ، وانتهت اليه رئاسة المذهب في زمانه .
4. قيد الشرائد ونظم الفرائد لابن وهبان ت / 768 هذه المنظومة عبارة عن قصيدة رائية ، تناول فيها ابن وهبان ما تيسر له نظمه من فروع فقهية نادرة ، انتقاها من عدد كبير من كتب الفقه الحنفي ، وأضاف إليها شيئا من المسائل غير النادرة أيضا ، إما لأن فيها رواية زائدة لا توجد في الكتب المشهورة ، أو لأنه قيدها بالإشارة إلى الراجح أو ما أشبه ذلك ، ورتبها ترتيب كتاب الهداية للمرغيناني رحمه الله .
قال رحمه الله :
وبعد ففي علم الفروع مسائل - غرائب في الكتـاب الضخـام تسفـر
على مذهب النعمان ذي العلم والحجا ال – إمام العظيم الشأن فيما يقرر
فأفردت منها ما تيسـر نظمـه – لعـي فـي نيـل العلـى أتبحـر
ولم أذكر المذكور في كل كتبنا – وما كان مـن قيـد مفيـد سأذكـر
ورب مكان زيد فيه رواية – فأوضحت أولاهـا ومـا هـو أشهـر
ورتبت ترتيب الهداية قصدها - سوى النزر منها للضـرورة يفقـر
وتكمن أهمية هذه المنظومة أنها حوت في طياتها قدرا وافرا من نوادر الفروع التي لا يتيسر الحصول عليها في كتاب واحد ، وقد أجاد ابن وهبان نظمها ، وأحسن ترتيبها وتنظيمها .
وصفها ابن حجر وحاجي خليفة ب : نظم جيد متمكن .
ونعتها شارحها ابن الشحنة بأنها : في بابها عديمة النظير ، جامعة من غرائب الفقه للجم الغفير .
وناظمها ابن وهبان من كبار علماء الحنفية في عصره ، وصف بأنه كان ماهرا في الفقه والعربية والقراءة والأدب . . .وكان مشكور السيرة حكيما أمينا عالما مكينا فقيها نبيها موصوفا بالسيرة الحسنة .
قيد الشرائد ونظم الفرائد : مطبوع بهامش عمدة الحكام لمحب الدين ، دون معلومات نشر.
وطبعة أخرى: الوقف المدني الخير -ديوبند-الهند
5. در المهتدي وذخر المقتدي للهاملي ( النظم الهاملي ) ت/ 769 هـ ( مخطوط جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض )
والهاملي هو : أبو بكر بن علي بن موسى الهاملي الزبيدي من علماء الحنفية في اليمن ، وله شرح مختصر القدوري .
نظم فيها كتاب بداية المبتدي للمرغيناني ، في أربعة آلاف ومائتين وخمسين بيتا ، وقال:
أحببت نظم نثره المشهـور – فريـد اللؤلـؤ المنثـور
إذ قد حوى مختصر القدوري – ثم كتاب الجامع الصغير
والكل مجموع صغير الحجم – مضمن فقه كبير الرسـم
أبياتها أربع آلاف غرر – وربع ألف قد نظمن كالدرر
6. الفرائد السنية للكواكبي : محمد بن حسن بن أحمد الكواكبي ت/1096 هـ
نظم فيها الكواكبي متن النقاية مختصر الوقاية ، قال الناظم رحمه الله :
وإنني كنت ببدء أمري – حال الصبا وعنفـوان العمـر
حفظت من أبي جزاه ربي – من فضله عني جنان القرب
ملخص الوقايـة النقايـة - رجـاء أن أفـوز بالهـداة
فبعد أن حفظتها بجهدي – تغيبت عنـي بطـول العهـد
. . . .
فأنعم الله بشرح صدري – ميسرا من فضلـه لأمـري
مسهلا لنظمـي الوقايـة – جميعهـا ومعظـم الوقايـة
وزدت نبذة من المسائل – ألفيتها فـي كتـب الأوائـل
كثيرة الوقوع والتداول – يحتاجها كـل فقيـه فاضـل
وتكمن أهمية المنظومة باحتوائها معظم مسائل النقاية والوقاية ، وصاحبها من كبار العلماء في عصره .
وقد طبعت المنظومة مع شرحها للمؤلف وبهامشها منظومته في الأصول: الفوائد السمية في شرح النظم المسمى بالفرائد السنية في الفقه: محمد بن حسن الكواكبي. بولاق ط1/ 1322.
7. خلاصة التنوير وذخيرة المحتاج والفقير : موسى بن أسعد بن يحيى المحاسني ت / 1173 هـ ( وهو من مخطوطات جامعة الملك سعود بالرياض )
أصل المنظومة متن تنوير الأبصار للتمرتاشي ، وقد أضاف الناظم بعض ما اشتمل عليه ملتقى الأبحر للحلبي ، مما عليه الاعتماد في الفتوى .
قال الناظم رحمه الله :
وبعد فالفقه رفيع القدر – ويصرف فيه نفيس العمر
وإن مما اختاره الأئمة – للفتـوى فـي الحادثـة المهمـة
تنوير الأبصار لما حوى – من غرر الأحكام عمن قد روى
فطلـب مـن الفقيـر نظمـه – ليسهـل للطالبيـن فهمـه
وبعد أن تنظمت منه الدرر –وغير ما كان فيه مـن نظـر
سميتها خلاصـة التنويـر –وذخيـرة المحتـاج والفقيـر
مع ما عليه الملتقى قد اشتمل –مما عليه الإفتاء والمعـول
وأهمية المنظومة أنها لأحد المتون الجيدة في الفقه الحنفي ، إلا أن في بعض أبياتها ركاكة .
8. تحفة الطلاب : لأبي بكر بن محمد بن عمر الملا الاحسائي . ت / 1270 هـ
لخص فيها صاحبها منظومة در المهتدي للهاملي في ألفين وخمسين بيتا ، بحذف أكثر الخلاف والمكرر وما كان نادرا ، مع تغيير بعض الألفاظ وإضافة مسائل مهمة ، ملخصا لما تعم به البلوى ، منتخبا لما عليه الفتوى .
قال الناظم :
وهذه أرجوزة فيه على – مذهب من حـاز فضـلا وعـلا
أبي حنيفة الإمـام الكامـل – ضمنتهـا جواهـر المسائـل
ملخصا لما تعـم البلـوى – منتخبـا لمـا عليـه الفتـوى
مختصرا نظم السراج الفاضل – نجل علي بن موسى الهاملي
حذفت منه ما يكون نـادرا – وأكثـر الخـلاف والمكـررا
وربما غيرت بعض اللفظ – بما هو الأضمن عنـد الحفـظ
أو زدت في أثنائه مسائلا – مهمة عن ذكرهـا قـد غفـلا
سميتها ب تحفة الطـلاب – والله يهدينـا إلـى الصـواب
وتظهر أهميتها بتركيز الناظم على ما تعم به البلوى ، وما عليه الفتوى في المذهب الحنفي من الآراء والروايات .
9. الفتاوى النظم لابن حمزة محمود بن نسيب بن حسين . ت / 1305 هـ مطبعة روضة جلق ، دمشق 1326
ـ
وهي عبارة عن أحد كتب الفتاوى في المذهب الحنفي ، نظم فيها صاحبها جملة من فتاوى : الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والنكاح والرضاع . . . . .ومسائل شتى على صورة سؤال وجواب وإليك مثالا من كلامه :
قد باع زيد حصة مجهولة س من داره هل صح ذا التبايع ؟
قالوا بأن البيع غير جائز ج إذ جهل مشتري لهذا مانع / تنقيح
دأب المؤلف بذكر السؤال في البيت الأول والجواب في البيت الثاني ، ويشير الى المرجع في الهامش .
وهذه المنظومة من الكتب النادرة التي نظمت فيها مسائل الفتاوى في المذهب الحنفي ، وتنبئ عن براعة صاحبها في الفقه واللغة معا .
10. حميد الآثار في نظم تنوير الأبصار للجعفري : محمد منيب بن محمود بن مصطفى ، من أهل نابلس ، درس بالأزهر . ت / 1343 هـ
وهذه الأرجوزة نظم فيها صاحبها متن تنوير الأبصار للتمرتاشي ، وقد حذف ما كان نادرا من المسائل ، وبسط القول فيما عم وقوعه .
قال الناظم :
وهاك في فروعه لي نظما – من يرتوي من بحره لا يظمـا
ضمنتـه مسائـل التنويـر – لكونـه خـلا عـن النظيـر
لكن حذفت ما وقوعه ندر – مع اختصار لفظه خوف الضجر
فجاء سهل الحفظ عذبا مختصر – إذ زها ألف وثلثيها انحصر
وتظهر أهميتها في كونها نظما لأحد المتون القيمة في الفقه الحنفي ، ونظمها يتميز بالجودة والإتقان .
حميد الآثار نظم تنوير الأبصار: محمد منيب الجعفري مفتي نابلس. المطبعة السلفية بالقاهرة/ 1343.
وللاستزادة مما سبق ذكره من منظومات ، انظر المذهب الحنفي لأحمد بن محمد النقيب ، دار الرشد الرياض ط1 / 2001
وهناك منظومات أخرى ، أذكر على سبيل المثال :
مانظمه ابن عابدين في حاشيته المشهورة لكثير من مسائلها ، وقد علمت أن أحد الأخوة يقوم بجمعها وترتيبها
المنظومة المحبية : ذكرها ابن عابدين في حاشيته 4 / 468 الكتب العلمية
نظم الزندويستي : 2 /248
نظم الفوائد : الطرسوسي 2 / 7
والحمد لله رب العالمين
وكتبه لؤي الخليلي الحنفي __________________
التعريف بأهم المنظومات في الفقه الحنفي :
الحمد الذي قدر فهدى ، والذي يسر لليسرى ، والصلاة والسلام على من بعث للعالمين بشرى ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم إلى يوم الدين ،
وبعد :
فقد ذكر لي أحد الأخوة أن الفقه الحنفي يفتقر إلى المنظومات الفقهية ، وهذا أمر يقدح بجهد أصحاب المذهب ، بخلاف المذاهب الأخرى التي زخرت بالمنظومات الفقهية والأصولية ، وقد وقع ذلك في نفسي مبلغا عظيما ، حيث إن الواقع ينافي ما ذكر وتحدث به ، وقد أشرت إلى أحد الأخوة بالكتابة في هذا الموضوع ، والتعريف بأهم المنظومات الفقهية ، إلا أن أمورا خارجة عن إرادته أثنته عن القيام بما طلبت اليه
فتجشمت القيام بالعمل بنفسي ، وذكرت على عجالة التعريف بأهم المنظومات الفقهية ، في الفقه الحنفي ، وقبل الشروع في المقصود لا بد من ذكر سبب عدم انتشار المنظومات الفقهية الحنفية ، هو طول هذه المنظومات مقارنة بمنظومات المذاهب الأخرى ، مما يصعب على الطالب حفظها ، بالإضافة إلى أن معظم هذه المنظومات لم يخرج إلى دائرة النور بعد، فما زالت في عداد النفائس المخطوطة ، نسأل الله أن ييسر من يقوم بتحقيقها وطباعتها واخراجها إلى النور ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، ولنبدأ بما عزمنا على ذكره ، وعلى الله التكلان .
1. منظومة الخلافيات : نجم الدين النسفي / ت 537 هـ ( مخطوط/ جامعة الإمام محمد بن سعود )
تناول المؤلف في هذه المنظومة خلاف الأئمة الفقهاء : أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد وزفر والشافعي ومالك رحمهم الله في 2669 بيتا ، ورتبها على عشرة أبواب :
الأول في قول أبي حنيفة ، والثاني في قول أبي يوسف ، والثالث في قول محمد ، والرابع فيما اختلف فيه الأولان ، والخامس فيما اختلف فيه الأول والأخير ، والسادس فيما اختلف فيه الأخيران ، والسابع فيما انفرد به كل واحد منهم ، والثامن في قول زفر ، والتاسع في قول الشافعي ، والعاشر في قول مالك . رحمهم الله .
قال المؤلف :
أبوابه على النظام عشرة – فأودعوها صحفا منشرة
أولها مقالة النعمان – ثم مقـالات الإمـام الثانـي
ثم فتاوى العالم الشيبان – ثم الذي تنازع الشيخان
وقال في عدد أبياتها :
وجملة الأبيات يا صدر الفئة – ألفان والستون والستمائـة
وتسعة ، والله يجزي ناظمه – جنات عدن وقصورا ناعمة
وقد رتب كل واحد من هذه الأبواب ترتيبا فقهيا ، ويتناول في كل باب ماكان من مسائله ولا يتعداها إلى غيرها .
وهذه المنظومة من أهم المنظومات في الفقه الحنفي لاشتمالها على أقوال أئمة المذهب وآرائهم وبيان مواطن الوفاق والخلاف بينهم بعبارات موجزة جامعة ، ولكونها أول منظومة فقهية عند الحنفية .
اعتنى بها علماء الحنفية وأقبلوا عليها ، وذكر حاجي خليفة العديد من شروحها ، قال شارحها الافشنجي ( حقائق المنظومة شرح منظومة الخلافيات / مخطوط) : إن المنظومة لعمري كتاب نفيس ، قبله الخواص والعوام ، ومن حقه ذلك ، فلم يصنف مثله في الإسلام .
2. لمعة البدر للفراهي / ت في حدود 640 هـ ( مخطوط / مكتبة مكة المكرمة بجانب الحرم المكي الشريف 94 فقه حنفي )
نظم الفراهي فيها كتاب الجامع الصغير للإمام محمد بن الحسن كما أشار اليه بقوله:
سنيت بالنظم للحفاظ في كبر – مسائل الجامع المخصوص بالصغر
وتظهر أهمية هذه المنظومة كونها نظما لأحد كتب ظاهر الرواية المعتمدة في المذهب الحنفي ، إلا أن ناظمها من المغمورين .
3. مستحسن الطرائق لابن الفصيح ت/ 755 هـ ( وهو من مخطوطات مكتبة عارف حكمة بالمدينة المنورة )
نظم ابن الفصيح فيها متن كنز الدقائق لحافظ الدين النسفي ، وقال في مقدمته :
وبعد فالأسهل حفظ النظم – والحفظ ترشيح الحجى للفهم
وإن علم الفقه خيـر كلـه – وإن شـرا فقـده وجهلـه
والكنز في فقه أبي حنيفة – مختار فتوى المذهب الشريفة
فإنه من أوجز الكـلام – مستحسـن مستجمـع المـرام
معتبـر معتمـد محـرر - مخلـص ملخـص محبـر
وتكمن أهمية المنظومة كونها نظما لأحد المتون المتداولة والمقبولة في الفقه الحنفي ، وناظمها من كبار فقهاء الحنفية ، وانتهت اليه رئاسة المذهب في زمانه .
4. قيد الشرائد ونظم الفرائد لابن وهبان ت / 768 هذه المنظومة عبارة عن قصيدة رائية ، تناول فيها ابن وهبان ما تيسر له نظمه من فروع فقهية نادرة ، انتقاها من عدد كبير من كتب الفقه الحنفي ، وأضاف إليها شيئا من المسائل غير النادرة أيضا ، إما لأن فيها رواية زائدة لا توجد في الكتب المشهورة ، أو لأنه قيدها بالإشارة إلى الراجح أو ما أشبه ذلك ، ورتبها ترتيب كتاب الهداية للمرغيناني رحمه الله .
قال رحمه الله :
وبعد ففي علم الفروع مسائل - غرائب في الكتـاب الضخـام تسفـر
على مذهب النعمان ذي العلم والحجا ال – إمام العظيم الشأن فيما يقرر
فأفردت منها ما تيسـر نظمـه – لعـي فـي نيـل العلـى أتبحـر
ولم أذكر المذكور في كل كتبنا – وما كان مـن قيـد مفيـد سأذكـر
ورب مكان زيد فيه رواية – فأوضحت أولاهـا ومـا هـو أشهـر
ورتبت ترتيب الهداية قصدها - سوى النزر منها للضـرورة يفقـر
وتكمن أهمية هذه المنظومة أنها حوت في طياتها قدرا وافرا من نوادر الفروع التي لا يتيسر الحصول عليها في كتاب واحد ، وقد أجاد ابن وهبان نظمها ، وأحسن ترتيبها وتنظيمها .
وصفها ابن حجر وحاجي خليفة ب : نظم جيد متمكن .
ونعتها شارحها ابن الشحنة بأنها : في بابها عديمة النظير ، جامعة من غرائب الفقه للجم الغفير .
وناظمها ابن وهبان من كبار علماء الحنفية في عصره ، وصف بأنه كان ماهرا في الفقه والعربية والقراءة والأدب . . .وكان مشكور السيرة حكيما أمينا عالما مكينا فقيها نبيها موصوفا بالسيرة الحسنة .
قيد الشرائد ونظم الفرائد : مطبوع بهامش عمدة الحكام لمحب الدين ، دون معلومات نشر.
وطبعة أخرى: الوقف المدني الخير -ديوبند-الهند
5. در المهتدي وذخر المقتدي للهاملي ( النظم الهاملي ) ت/ 769 هـ ( مخطوط جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض )
والهاملي هو : أبو بكر بن علي بن موسى الهاملي الزبيدي من علماء الحنفية في اليمن ، وله شرح مختصر القدوري .
نظم فيها كتاب بداية المبتدي للمرغيناني ، في أربعة آلاف ومائتين وخمسين بيتا ، وقال:
أحببت نظم نثره المشهـور – فريـد اللؤلـؤ المنثـور
إذ قد حوى مختصر القدوري – ثم كتاب الجامع الصغير
والكل مجموع صغير الحجم – مضمن فقه كبير الرسـم
أبياتها أربع آلاف غرر – وربع ألف قد نظمن كالدرر
6. الفرائد السنية للكواكبي : محمد بن حسن بن أحمد الكواكبي ت/1096 هـ
نظم فيها الكواكبي متن النقاية مختصر الوقاية ، قال الناظم رحمه الله :
وإنني كنت ببدء أمري – حال الصبا وعنفـوان العمـر
حفظت من أبي جزاه ربي – من فضله عني جنان القرب
ملخص الوقايـة النقايـة - رجـاء أن أفـوز بالهـداة
فبعد أن حفظتها بجهدي – تغيبت عنـي بطـول العهـد
. . . .
فأنعم الله بشرح صدري – ميسرا من فضلـه لأمـري
مسهلا لنظمـي الوقايـة – جميعهـا ومعظـم الوقايـة
وزدت نبذة من المسائل – ألفيتها فـي كتـب الأوائـل
كثيرة الوقوع والتداول – يحتاجها كـل فقيـه فاضـل
وتكمن أهمية المنظومة باحتوائها معظم مسائل النقاية والوقاية ، وصاحبها من كبار العلماء في عصره .
وقد طبعت المنظومة مع شرحها للمؤلف وبهامشها منظومته في الأصول: الفوائد السمية في شرح النظم المسمى بالفرائد السنية في الفقه: محمد بن حسن الكواكبي. بولاق ط1/ 1322.
7. خلاصة التنوير وذخيرة المحتاج والفقير : موسى بن أسعد بن يحيى المحاسني ت / 1173 هـ ( وهو من مخطوطات جامعة الملك سعود بالرياض )
أصل المنظومة متن تنوير الأبصار للتمرتاشي ، وقد أضاف الناظم بعض ما اشتمل عليه ملتقى الأبحر للحلبي ، مما عليه الاعتماد في الفتوى .
قال الناظم رحمه الله :
وبعد فالفقه رفيع القدر – ويصرف فيه نفيس العمر
وإن مما اختاره الأئمة – للفتـوى فـي الحادثـة المهمـة
تنوير الأبصار لما حوى – من غرر الأحكام عمن قد روى
فطلـب مـن الفقيـر نظمـه – ليسهـل للطالبيـن فهمـه
وبعد أن تنظمت منه الدرر –وغير ما كان فيه مـن نظـر
سميتها خلاصـة التنويـر –وذخيـرة المحتـاج والفقيـر
مع ما عليه الملتقى قد اشتمل –مما عليه الإفتاء والمعـول
وأهمية المنظومة أنها لأحد المتون الجيدة في الفقه الحنفي ، إلا أن في بعض أبياتها ركاكة .
8. تحفة الطلاب : لأبي بكر بن محمد بن عمر الملا الاحسائي . ت / 1270 هـ
لخص فيها صاحبها منظومة در المهتدي للهاملي في ألفين وخمسين بيتا ، بحذف أكثر الخلاف والمكرر وما كان نادرا ، مع تغيير بعض الألفاظ وإضافة مسائل مهمة ، ملخصا لما تعم به البلوى ، منتخبا لما عليه الفتوى .
قال الناظم :
وهذه أرجوزة فيه على – مذهب من حـاز فضـلا وعـلا
أبي حنيفة الإمـام الكامـل – ضمنتهـا جواهـر المسائـل
ملخصا لما تعـم البلـوى – منتخبـا لمـا عليـه الفتـوى
مختصرا نظم السراج الفاضل – نجل علي بن موسى الهاملي
حذفت منه ما يكون نـادرا – وأكثـر الخـلاف والمكـررا
وربما غيرت بعض اللفظ – بما هو الأضمن عنـد الحفـظ
أو زدت في أثنائه مسائلا – مهمة عن ذكرهـا قـد غفـلا
سميتها ب تحفة الطـلاب – والله يهدينـا إلـى الصـواب
وتظهر أهميتها بتركيز الناظم على ما تعم به البلوى ، وما عليه الفتوى في المذهب الحنفي من الآراء والروايات .
9. الفتاوى النظم لابن حمزة محمود بن نسيب بن حسين . ت / 1305 هـ مطبعة روضة جلق ، دمشق 1326
ـ
وهي عبارة عن أحد كتب الفتاوى في المذهب الحنفي ، نظم فيها صاحبها جملة من فتاوى : الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج والنكاح والرضاع . . . . .ومسائل شتى على صورة سؤال وجواب وإليك مثالا من كلامه :
قد باع زيد حصة مجهولة س من داره هل صح ذا التبايع ؟
قالوا بأن البيع غير جائز ج إذ جهل مشتري لهذا مانع / تنقيح
دأب المؤلف بذكر السؤال في البيت الأول والجواب في البيت الثاني ، ويشير الى المرجع في الهامش .
وهذه المنظومة من الكتب النادرة التي نظمت فيها مسائل الفتاوى في المذهب الحنفي ، وتنبئ عن براعة صاحبها في الفقه واللغة معا .
10. حميد الآثار في نظم تنوير الأبصار للجعفري : محمد منيب بن محمود بن مصطفى ، من أهل نابلس ، درس بالأزهر . ت / 1343 هـ
وهذه الأرجوزة نظم فيها صاحبها متن تنوير الأبصار للتمرتاشي ، وقد حذف ما كان نادرا من المسائل ، وبسط القول فيما عم وقوعه .
قال الناظم :
وهاك في فروعه لي نظما – من يرتوي من بحره لا يظمـا
ضمنتـه مسائـل التنويـر – لكونـه خـلا عـن النظيـر
لكن حذفت ما وقوعه ندر – مع اختصار لفظه خوف الضجر
فجاء سهل الحفظ عذبا مختصر – إذ زها ألف وثلثيها انحصر
وتظهر أهميتها في كونها نظما لأحد المتون القيمة في الفقه الحنفي ، ونظمها يتميز بالجودة والإتقان .
حميد الآثار نظم تنوير الأبصار: محمد منيب الجعفري مفتي نابلس. المطبعة السلفية بالقاهرة/ 1343.
وللاستزادة مما سبق ذكره من منظومات ، انظر المذهب الحنفي لأحمد بن محمد النقيب ، دار الرشد الرياض ط1 / 2001
وهناك منظومات أخرى ، أذكر على سبيل المثال :
مانظمه ابن عابدين في حاشيته المشهورة لكثير من مسائلها ، وقد علمت أن أحد الأخوة يقوم بجمعها وترتيبها
المنظومة المحبية : ذكرها ابن عابدين في حاشيته 4 / 468 الكتب العلمية
نظم الزندويستي : 2 /248
نظم الفوائد : الطرسوسي 2 / 7
والحمد لله رب العالمين
وكتبه لؤي الخليلي الحنفي __________________
التعديل الأخير بواسطة المشرف: