العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

(تعريفات ومصطلحات فقهية في لغة معاصرة)؛ تصنيف د. عبد العزيز عزت عبد الجليل حسن

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,136
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
تعريفات ومصطلحات فقهية في لغة معاصرة

تصنيف
د. عبد العزيز عزت عبد الجليل حسن
عضو لجنة الفتوى بالإزهر الشريف




-----------------------------------------------------
مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فإن الحمد لله، والشكر له تعالى وحده، فبعونه، وتوفيق منه أقدم للقارئ المسلم مجموعة من التعريفات، والمصطلحات الفقهية التي نحتاج في الكشف عنها وقتاً، وجهداً، قد لا يتيسران لكثير من الراغبين في المعرفة الفقهية.
وقد رأيت قبل ان انقل للقارئ الكريم هذه المجموعة التي اشتمل عليها هذا المصنف ان أقرر أن عملي في هذا الموضوع قاصر على الجمع والتصنيف، لأن الموضوع ليس بمحل اجتهاد، ولامجال فيه للرأى أو التأليف.
ان هذا العمل الذي ربما يبدو للقارئ لأول وهلة انه امر سهلٍ لأنه لايتعدى النقل من كتب الفقه، فإن الحقيقة غير ذلك تماماً لأن هذا العمل استتبع بالضرورة البحث في أمهات كتب الفقه، ومراجعها، لأن اختلاف آراء الفقهاء في المسائل تركب عليه أن يضعوا لكل باب من أبواب الفقه، او فصل من فصوله حداٍ جامعاً مانعاً يندرج تحته كل ما يصدق عليه التعريف، ويخرج منه ماليس داخلاً في مفهومه، وهو ما أدى الى تعدد التعريفات كما ان الفقهاء ذكروا في كتبهم كثيراً من المصطلحات في تعبيرات تتفق مع عصورهم.
ونحن المسلمين اليوم في أمس الحاجة الى الإلمام بهذه التعريفات، وتلك المصطلحات، لأنها هي التي تضبط المفاهيم الفهية، وتحدد مسارها دون خروج بها عن دائرتها نتيجة جهلٍ او تنطع، فإننا في هذا العصر الذي نعيش فيه أصبحنا نرى كثيراً من الشباب وغيرهم ممن ليس لديهم خلفية قليلة، او كثيرة، من الثقافة الدينية - نراهم يقحمون أنفسهم على الفقه ومسائله وهم لايميزون بين الفرض والواجب، ولابين الركن والشرط، ويفتون بغير علم، إن يتبعون الا الظن وما تهوى الأنفس.
ان المصطلح الفقهي عند الفقهاء له مدلول يختلف عن المعنى اللغوي وإذا أخذنا على سبيل المثال لفظ - الطهارة - فإننا نجد أن معناها في اللغة - النظافة، والنزاهة عن الأقذار، والأوساخ، سواء كانت حسية او معنوية، بينما التعريف الاصطلاحي لهذه الكلمة لدى الفقهاء كالآتي:
الحنفية قالوا: الطهارة شرعاً النظافة عن حدث او خبث، والحدث وصف شرعي يحل ببعض الأعضاء أو البدن كله فيزيل الطهارة.
المالكية قالوا: الطهارة صفة حكمية توجب لموصوفها استباحة الصلاة بثوبه الذي يلبسه، وفي المكان الذي يصلي فيه.
الشافعية قالوا: تطلق الطهارة شرعاً على معنيين:
أحدهما: فعل شيء تستباح به الصلاة من وضوء، وغُسل، وتيمم، وإزالة نجاسة او فعل ما في معناها.
وثانيهما: أنها ارتفاع الحدث أو إزالة النجاسة.
الحنابلة قالوا: الطهارة شرعاً ارتفاع الحدث وما في معناه وزوال النجس او ارتفاع حكم ذلك.
وكذلك الأمر عند تعريف أنواع المياه، الطهور، والطاهر، والمستعمل والمتنجس.
وفضلا عن هذا وذاك فقد استخدم بعض الفقهاء الرموز الحرفية في المسائل الفقهية، تسهيلاً على الدارسين، والمتعلمين، وأذكر من ذلك على سبيل المثال في أحكام موانع الرجوع في الهبة فقد رمز لها بعضهم بعبارة - دمع خزقة-
ومانع من الرجوع في الهبة *** يا صاحبي حروف دمع خزقة
فرمز بالدال للزيادة المتصلة بالموهوب كالبناء على الأرض، ورمز بالميم لموت احد المتعاقدين، ورمز بالعين للعوض المضاف اليها، ورمز بالخاء لخروج العين الموهوبة عن ملك الموهوب له، ورمز بالخاء لخروج العين الموهوبة عن ملك الموهوب له، ورمز بالزاي للزوجية، ورمز بحرف القاف للقرابة، ورمز بحرف الهاء لهلاك الموهوب.
ثم ان الفقهاء استعملوا في كتبهم - الصاع، والمُد، والوَسع والفرسخ، والبريد، والمرحلة وغير ذلك، كما استعملوا القيراط والدرهم، والدينار، وهذه المكاييل، والموازين أو المسافات هي التي كانت سائدة، وشائعة في أزمانهم، وكان الناس يتعاملون بها في عصورهم.
لذلك أعقبت هذا المصنف بجداول توضح مدلولات هذه التسميات بلغة معاصرة، حتى لايصعب على الناس معرفة قدر الكفارة، أو زكاتهم، أو مسافة السفر المبيحة للقصر أو للإفطار في رمضان، وغير ذلك.
هذا - وقد ذكرت مجموعة التعريفات، والمصطلحات التي تناولتها على ما هو متفق عليه بين الأئمة، ونبهت على ما اختلفوا فيه بإيجاز وقد أسوق بعض الأحكام الشرعية، وآراء الفقهاء فيها نظراً لحاجة كثير من الناس اليها.
أدعو الله تبارك وتعالى ان يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه تعالى، وأن يستفيد منه العامة، والخاصة، وهو وحده ولي التوفيق، ومن وراء القصد.
22/12/1416
10/5/1996
د/ عبدالعزيز عزت عبد الجليل حسن
عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف
 

المرفقات

  • تعريفات ومصطلحات فقهية في لغة معاصرة..zip
    60.4 KB · المشاهدات: 0
أعلى