شهاب الدين الإدريسي
:: عضو مؤسس ::
- إنضم
- 20 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 376
- التخصص
- التفسير وعلوم القرآن
- المدينة
- مكناس
- المذهب الفقهي
- مالكي
هذه هديتي لأعضاء الملتقى والقائمين عليه،، أحد أنذر الرسائل وأثمنها، لم تطبع -حسب علمي- إلى يومنا هذا، إنما موجودة كمخطوطات في الأمصار، والحصري في ملتقانا هو التحقيق والله ولي التوفيق .
تم تحقيقُ ألفاظها، وتصحيحُها وتنقيحُها وشرحُها وشكلُها، وتخريج أحاديثها، والتعليق عليها، وتيسيرُ الاستفادة منها للقارئ بالرجوع إلى بعض مخطوطاتها، على يد فضيلة الشيخ عبد الكريم محمد مطيع الحمداوي.
نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنِّي أكتُبُ إليكَ بكتابٍ لَمْ آلُـكَ [1] فيه رُشْداً، ولم أدَّخِرْ فيه نُصْحا، تحميداً لله وأدباً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَدَبَّرْهُ بعقلِك وَرَدِّدْ فيه بصرَك وأَرْعِهِ [2] سَمْعَك، ثُمَّ اعْقِلْهُ بقلبِك وأحْضِرْهُ فهمَك، ولا تُغَيِّبَنَّ عنه ذهنَك. فإن فيه الفَضْلَ في الدنيا وحُسْنَ ثوابِ الله تعالى في الآخِرَةِ، واللهَ أسألُ لنا وَلَكَ التوفيقَ.
اُذْكُرْ نفسَك في غَمَراتِ الموت وكَرْبِه، وما هو نازلٌ بِكَ منه، وما أنتَ مَوْقوفٌ عليه بعدَ الموتِ مِنَ العَرْضِ على الله سبحانه، ثم الحسابِ ثم الخلودِ بعد الحسابِ، وأَعِدَّ لله عز وجل ما يُسَهِّلُ به عليكَ أهوالَ تلك المَشاهِدِ وكُرَبَها؛ فإنك لو رأيتَ أهلَ سَخَطِ الله تعالى وما صاروا إليه منْ أهوالِ العذابِ وشِدَّةِ نِقْمَتِه عليهم، وسمِعتَ زفيرَهم في النارِ وشَهيقَهم مع كُلوحِ وجوهِهِم وطولِ غمِّهم، وتَقَلُّبِهم في دَرَكاتِها على وجوهِهِم لا يَسْمعون ولا يُبْصِرون، ويَدْعُون بالوَيْلِ والثُّبُورِ [3]، وأعظمُ من ذلك حسرةً وبَلِيَّةً عليهم إعراضُ الله تعالى عنهم، وانقطاعُ رَجائِهم، وإجابتُه إيَّاهُمْ بعد طولِ غَمِّهم ودوامِ حُزْنِهم بقوله : { قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [4] ، لم يَتعاظَمْ شيءٌ مِنَ الدنيا إلا طَلَبْتَ به النَّجاةَ مِنْ ذلك، وأرَدْتَ به الأمانَ مِنْ أهْوالِهِ، ولو قَدَّمْتَ في طَلَبِ النَّجاةِ مِنْ تلك الشَّدائدِ جميعَ ما مَلَكَ أهلُ الدنيا لكانَ صغيراً حقيراً.
ولو رأيتَ أهلَ طاعةِ الله تعالى، وما صاروا إليه مِنْ كَرَمِ الله عز وجل، وشريفِ مَنْـزِلتِهم عندَه، مع قُرْبِهم منه عز وجل، ونَضْرةِ وجوهِهِم ونورِ ألوانهم، وسُرورِهم بالنعيمِ المُقيمِ، والنظَرِ إليه سبحانه والمَكانَةِ منه، لتَقَلَّلَ في عينِك عظيمُ ما طَلَبْتَ به صغيرَ ما عندَ الله، ولَصَغُرَ في عينِك جَسيمُ ما طَلبْتَ به صغيرَ ذلك من الآخرة.
فاحْذَرْ على نفسِك - يرحمك الله - حَذَراً غير تَغْرير[5] ، وبادِرْ بنفسِك قبْلَ أن تُسْبَقَ إليها وما تَخافُ الحَسْرةَ منه عنْدَ نُزولِ الموتِ، وخاصِمْ نفسَك على مَهَل وأنت تَقْدِر بإذن الله عز وجل على جَرِّ المَنْفَعَةِ إليها ودَفْعِ البَلِيَّةِ عنها، قبل أن يَتَولَّى اللهُ حسابَها، ثم لا تَقدِرُ على صَرْفِ المَكْروهِ عنها ولا اكتِسابِ المَنْفَعةِ لها، ولا تجدُ لها حُجَّةً ولا عُذرا، فَتَبُوء بسوءِ كَسْبِها.
واجْعَلْ لِلَّهِ نصيباً مِنْ نفسِك بالليلِ والنهارِ : صَلِّ بالنهارِ اثنتَيْ عشرةَ ركعةً، واقرأْ في كلِّ ركعةٍ بالحمدِ وما أحْبَبْتَ من القرآن، إن شِئْتَ صَلَّيْتَهُنَّ جميعا وإن شئتَ صليْتَهُنَّ متفرقاتٍ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ صلَّى من النهار اثنَتَيْ عَشْرَةَ ركعةً بَنَى اللهُ له بيتاً في الجنة[6] ) ؛ وصَلِّ مِن اللَّيلِ ثمان ركعاتٍ بِجُزْءٍ من القرآن، وأعْطِ كلَّ ركعةٍ حَقَّها والذي يَنْبغي فيها من تَمامِ الركوعِ والسجود، وصَلِّهِنَّ مَثْنَى مَثنَى، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصَلِّي من الليل ثمان ركعاتٍ والوترَ ثلاثَ ركعات سوى ذلك، يُسَلِّم من كل اثنتين[7] .
وصُمْ ثلاثةَ أيامٍ من كلِّ شهر، الثالثَ عشرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ذلك صِيامُ الدهْرِ)[8] .
وأعْطِ زكاةَ مالِكَ طَيِّبَةً بِها نفسُك حين يَحُولُ عليه الحَوْلُ، ولا تُؤخِّرْها بَعْدَ حَلِّها [9]، وضَعْها فيمَنْ أمَرَ الله ُتعالى، ولا تضَعْها إلا في أهلِ مِلَّتِك من المسلمين، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [10] (إن الله تعالى لم يَرْضَ في الصَّدَقةِ بِحُكْم نَبِيٍّ ولا غيرِه حتى جَزَّأَها هو عز وجل على ثمانيةِ أجزاء، فقال: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ} [11] .
واحْجُجْ حجَّةَ الإسلامِ مِنْ أطْيبِ مالِكَ وأزْكاهُ عِندَك، فإن الله لا يَقْبَلُ إلا طَيِّباً[12]، وبلغني أن قوله تعالى {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [13] فإنه يُغْفَرُ للمُتَعَجِّلِ والمُتَأخِّرِ.
مُرْ بِطاعةِ الله وأَحْبِبْ عليها، وَانْهَ عن مَعاصي الله وأَبْغِضْ عليها، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مُرُوا بالمعروفِ وانْهَوْا عن المنكر، فإنه ما هَلَكَ مَنْ كان قَبْلَكم إلا بتَرْكِهِم النَّهْيَ عن المعاصي ولم يَنْهَهُم الربَّانِيُّون والأحْبارُ، فَمُرُوا بالمعروفِ وانْهَوْا عن المنكرِ قبل أن يَنْـزِلَ بكم الذي نَزَلَ بِهم، فإن الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكرِ لا يُقَدِّم أجلاً ولا يَقْطَعُ رزقا) [14].
أحْسِنْ إلى مَنْ خَوَّلَكَ الله تعالى، واشكُرْ تفْضيلَه إياكَ عليهم، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصَلِّي فانْصَرَف وقال : (أطَّتِ[15] السماءُ وحُقَّ لها أن تَئِطَّ، ما فيها موضِعُ أربعِ أصابع إلا عليه مَلَكٌ ساجدٌ، فمن كان له خَوَلٌ[16] فلْيُحْسِنْ إليهم، ومن كَرِهَ فَلْيَسْتَبْدِلْ، ولا تعذِّبوا خَلْقَ الله) [17] .
اِِلزَمِ الأدبَ فيمَنْ وُلِّيَت أمرَ أدَبِه ومَنْ يَجِبُ عليك النظرُ في أمرِه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لِلْفَضْلِ بنِ العباس: ( لا ترفَعْ عصاكَ عَنْ أهلِك، وأخِفْهُمْ في الله عز وجل) [18].
لا تَسْتَسْلِم إلى الناس واسْتَهْدِهم في طاعة الله[19]
لا تَغْمِصِ[20] الناسَ واخفِضْ لهم جناحَك، فإنه بلغَنِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ألا أُحَدِّثُكم بوصيةِ نوحٍ صلى الله عليه وسلم ابْنَه، قال: آمُرُكَ باثنتين وأنْهاك عن اثنتين، آمُرُك بقول لا إله إلا الله، فإنها لو كانت في كِفَّةٍ والسماواتُ والأرضُ في كِفةٍ وزنَتْهُمَا، ولو كانتا حَلَقةً قَصَمَتْها[21]، وآمُرُك أن تقول: سبحان الله وبحمده، فإنهما عبادةُ الخَلْقِ وبِهَا يُعْطَوْن أرزاقَهم، وإنهما يُكَثِّرَان لِمَنْ قالَهما الوُلوجَ على الله عز وجل؛ وأنْهاك عن الشِّرك والكِبْر، فإن الله مُحْتَجِبٌ منهما، فقال له بعضُ أصحابِِه : أمِنَ الكِبْر أن يكونَ لي الدابةُ النَّجيبةُ؟ [22] قال: لا، قال أمِنَ الكبر أن يكونَ لي الثوبُ الحسن؟ قال: لا، قال: أمِنَ الكبر أن يكون لي الطعامُ أجمعُ عليه الناس؟ قال : لا، إنَّما الكِبر أن تَسْفَهَ[23] الحقَّ وتَغْمَصَ[24] الخلقَ ) [25].
إياكَ والكِبْرَ والزَّهْوَ[26] فإن اللهَ عز وجل لا يُحِبُّهما، وبلغني عن بعض العلماء أنه صلى الله عليه وسلم قال يُحْشَرُ المُتَكبِّرون يوم القيامة في صور الذَّرِّ[27] تَطَؤُهم الناسُ بِتَكَبُّرِهم على الله عز وجل) [28] .
لا تَأْمَنْ على شيءٍ مِنْ أمْرِك مَنْ لا يَخَافُ اللهَ، فإنه بَلغني عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه أنه قال:
(شاوِرْ في أمرِكَ الذين يَخافون اللهَ) [29].
اِحْذَرْ بِطانةَ السوءِ وأهلَ الرَّدَى[30] على نَفْسِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما مِنْ نَبِيٍّ ولا خليفةٍ إلَّا وَلَهُ بِِطانَتانِ، بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروف وتنهَاهُ عن المُنْكرِ وبِطانةٌ لا تَأْلُوهُ خَبَالاً[31] ، وهو مَعَ التي اسْتَوْلَتْ علَيْه، فمَنْ وُقِيَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ شرّاً كثيرا[32]) ، فاسْتَبْطِنْ أهْلَ التقْوَى[33] من الناس.
أكْرِمْ ضيفَك فإنه يَحِقُّ عليك إكْرامُه، وَأَدِّ حَقَّ جارِك بِبَذْلِ المعروفِ وَكَفِّ الأذَى عنه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ كان يؤمِنُ بالله واليومِ الآخرِ فَلْيُكْرِمْ جارَه ومن كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فلْيُكْرِمْ ضيفَه) [34] .
تَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أو اصْمُتْ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَقُلْ خيراً أوْ لِيُمْسِكْ)[35]، واتَّقِ فُضولَ المَنْطِقِ[36]، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أُنْذِرُكُمْ فُضولَ المنْطِقِ) [37].
أكْرِمْ مَنْ وَادَّكَ وكافِئْهُ بِمَوَدَّتِهِ إياكَ، فإنه بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ومَنْ أتَى إليكم معروفا فكافِئوهُ فإنْ لم تَجِدوا فَادْعُوا له حَتَّى يَعْلَمَ أنْ كافَأْتُموهُ) [38].
وإياك والغَضَبَ في غَيْرِ الله، وقد بلغني أن رجلا قال يا رسولَ الله أوْصِنِي ولا تُكْثِرْ عَلَيَّ فأنْسَى فقال: لا تَغْضَبْ[39].
لا تأمرْ بخيرٍ إلا بَدَأْتَ بِفِعْلِه، ولا تَنْهَ عن سوءٍ إلا بدأتَ بِتَرْكِه.
دَعْ مِنَ الأمْرِ ما لا يَعْنيكَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مِنْ حُسْنِ إسلامِ المرءِ تركُهُ ما لا يَعْنيهِ)[40].
صِلْ من قطَعَك واعْفُ عمَّنْ ظلمك وأَعْطِ من حَرَمَك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنَّها أفْضَلُ أخلاقِ الدنيا والآخرة) [41].
اِتَّقِ كَثْرةَ الضحِكِ فإنه يَدْعُو إلى السَّفَهِ ويَذهَبُ بنورِ الوَجْهِ وبَهاءِ المؤمنِ، فإنه بلغني أن ضَحِكَ النبي صلى الله عليه وسلم كان تَبَسُّماً. [42]
لا تَمْزَحْ بما تُذَمُّ به نفسُك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إِنِّي لَأَمْزَحُ ولا أقولُ إلا حَقّاً) [43].
لا تُخالِفْ إلى ما نَهَيْتَ عنه، وإذا نَطَقْتَ فَأوْجِزْ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( وهل يكُبُّ الناسَ في نارِ جهنمَ إلا هذا) [44] – يعني اللسان-.
ولا تصَعِّرْ [45] خدَّك للناس وأَلِنْ لَهُم جَناحَك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أهْلُ الجنةِ كل هَيِّنٍ لَيِّنٍ سهْلٍ طَلْقٍ)[46].
اُتْرُكْ مِنْ أعمالِ السِّرِّ ما لا يحسُنُ أن تعمَلَه في العَلانِيةِ، وَاتَّقِ كُلَّ شَيْءٍ تخافُ فيه تُهْمَةً في دينِك ودُنْياك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ كان يُؤْمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يَقِفْ مواقفَ التُّهَمِ) . [47]
أَقْلِلْ طَلَبَ الحَوائجِ من الناس، فإن في ذلك غَضاضَةً[48]، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجلٍ: ( لا تَسْألِ الناسَ شَيْئاً)[49].
لِيَكُنْ مَجْلِسُك بيتَك أو مسجدَك، فإنه بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المساجدُ بُيوتُ المُتَّقين)[50] .
لا تُكْثِرِ الشُّخوصَ[51] من بيتِك إلا في أمرٍ لابُدَّ لك منه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثمانيةُ مجالسَ المسلمُ ضامنٌ عَلَى اللهِ: ما كان في شَيْءٍ مِنْهُنَّ في سبيلِ الله، أو في بيتِ الله، أو في عيادةِ مريض، أو شُهودِ جنازةٍ، أو جمعةٍ، أو صلاةِ فريضةٍ، أو في طَلَبِ علمٍ ، أو عِنْدَ إمامٍ مُقْسِطٍ يُعَزِّرُه[52] ويُوَقِّرُه)[53] .
أحْسِنْ خُلُقَك مع أهْلِك ومَنِ اعْتَـزَّ بِك، فإن في ذلك رضاً لِرَبِّك ومَحَبَّةً في أهلِك ومَثْراةً[54] في مالِك ومَنْسَأَةً[55] في أجَلِكَ،[56] فإنه بلغني عن بعض العلماء من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وأمَرَ به مُعاذَ بنَ جَبل[57].
أحْسِنِ البِشْرَ إلى عامَّةِ الناس، فإنه بلغني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ طَلْقَ الوَجْهِ ويَكَْرَهُ العبوسَ)[58].
اتَّقِ شَتْمَ الناس وغِيبَتَهم، فإن الله تعالى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}[59]، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اِحْذَروا حَسَناتِكُم لا تَنْسَلَّ منكم كما يَنْسَلُّ الماء من يَدِ أحَدِكم، قالوا بماذا يا رسول الله؟ قال: بالاغتياب )[60]وقال: ( لا تَشْتُمِ الناس) [61].
اتَّقِ الفُحْشَ ومجالسةَ أهْلِ الرَّدَى[62] والفسوقِ، ومحادثةَ السَّفِلةِ[63] من الناس، فإنه بلغني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( اعْتَبِرِ الناسَ بأخْدانِهم[64] فإنما يُخادِنُ الرجلُ الرجلَ مثلَه) [65] .
أكْرِمِ اليتيمَ وارْحَمْه واعْطِفْ عليه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ كَفَل يتيما له أو لِغَيْرِه كُنْتُ أنا وَهُوَ في الجنة كَهاتَيْن، وأشارَ بإِصْبَعَيْه السَّبَّابَةِ والوُسْطَى فَضَمَّهما) [66].
اِعرِفْ لابْنِ السبيلِ حَقَّهُ واحْفَظْ وصيةَ الله تعالى فيه، فإنه بلغني أن أوَّلَ من ضَافَ الضيفَ إبراهيمُ الخليلُ عليه السلام[67].
أَعِِنِ المظلومَ وانصُرْه ما استطعتَ، وخُذْ على يَدِ الظالمِ واكْفُفْهُ عن ظُلْمِه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ مَشَى مع مظلومٍ حتى يُثَبِّتَ له حقَّه ثَبَّتَ الله قدمَه يومَ تَزولُ الأقدامُ) [68].
اتَّقِ اتِّباعَ الهَوَى في تَرْكِ الحقِّ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إني أخافُ عليكم اثنتين: اتِّباعَ الهوى وطولَ الأمَلِ[69]، فإن اتِّباعَ الهوى يَصُدُّ عن الحقِّ، وطولَ الأمَلِ يُنْسِي الآخرةَ)[70].
أنْصِفِ الناسَ مِن نفسِك ولا تَسْتَطِلْ عليهم، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أشْرَفُ الأعمالِ ثلاثةٌ: ذِكْرُ الله على كل حال، ومُوَاساةُ الأخِ في المَالِ، وإنْصافُ الناسِ مِنْ نَفْسِك) [71].
اُغْضُضْ بصرَك عن مَحارِمِ الله، فإنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لِعَلِيٍّ كرَّم الله وجهَه : ( لا تُتْبِعِ النظرةَ النظْرةَ فإنَّمَا لك النَّظْرةُ الأولى وليسَتْ لك الأخرى) [72].
اتَّقِ المَطْعَمَ السوءَ والمَلْبَسَ الوَبِئ[73] فإن ذلك كلَّه تَذْهَبُ لَذَّتُه وتَبْقَى عاقبتُه. وإن الله سبحانه أَمَرَ المؤمنين بما أدَّبَ به رُسُلَه فقال: [74]{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[75]، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ أكَلَ بأخيه المسلمِ أُكْلَةً أطْعَمَه الله مكانَها أُكْلَةً من نارٍ، ومن سَمَّع بأخيه المسلمِ سَمَّع الله به يومَ القيامة، ومن لَبِسَ بأخيه المسلم ثوباً ألْبَسَه الله مكانَهُ ثوباً من نار) [76].
ِاقْبَلْ عُذرَ مَنِ اعْتَذرَ إليك وَرَجَعَ عما كَرِهْتَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنِ اعْتَذَرَ إلى أخيه المسلمِ فلم يَعذِرْه كان عليه مِثْلُ وِزْرِ صاحبِ [77]مَكْس ) [78].
لِتَكُنْ يدُك العُلْيا على كلِّ مَنْ خالَطْتَهُ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى) [79].
اِِصْحَبِ الأخيارَ فإنَّهُم يُعينونَكَ على أمْرِ الله عز وجل، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما تَحَابَّ رَجُلان في الله إلا كان أفضلُهُما أشدَّهما حبّاً لصاحبِه)[80].
صِلْ رَحِمَك وإن قَطَعوك، ولا تُكافِئْهُم بِمِثْلِ ما أَتَوْا إليك به، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنَّ رَجُلا قال له: إن لي أقْرباءَ أَعْفُو ويَظْلِمون، وأَصِلُ ويَقطَعون، وأُحْسِنُ ويُسيئون أَفَأُكافِئُهُمْ؟ فقال صلى الله عليه وسلم:إذَنْ تُتْرَكوا جميعا، ولكن إذا أساؤوا فأحْسِنْ حتَّى يكونوا هُمْ الذين يَصْرِفون وجوهَهُم عنْك، فإنه لا يَزالُ لك عليهِمْ مِنَ الله [81]ظَهيرٌ)[82].
اِرْحَمِ المسكينَ المُضْطَرَّ، والغريبَ المحتاجَ، وأعِنْهُم على ما استَطَعْتَ مِن أمورِهم، فإنه بلغني عن ابنِ عباس أنه قالكُلُّ مَعروفٍ صَدَقَةٌ وإن اللهَ يُحِبُّ إعانةَ المَلْهوفِ )[83].
اِرْحَمِ السائلَ وارْدُدْهُ مِنْ بابِك بفضلِ معروفِك بالبَذْل منك أو قولٍ معروفٍ تقولُهُ له، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اُرْدُدْ عنك مَذَمَّةَ السائلِ ولو بِمِثْل رأسِ الطائرِ من الطعامِ)[84].
لا تَزْهَدْ في المَعْروفِ عِنْد مَنْ تَعْرفُه وعنْدَ مَنْ لا تعرفُه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تَزْهدْ في المعروفِ، ولو أنْ تَصُبَّ من دَلْوِكَ في إناء [85]المُسْتَقِي)[86].
أرِدْ اللهَ عز وجل بكلِّ ما يكونُ مِنْك مِنْ خَيْرٍ إلى أَحَدٍ، فإنه بلغني أن قوله عز وجل {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ... الآية}[87]، قال: المنافقُ الذي إنْ صَلَّى راءَى وإن فاتَتْهُ لم يبلغ إليها، {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}[88]، قال: الماعونُ الزكاةُ التي فرضها الله عز وجل.
إياك والرِّيَاءَ، فإنه بلغني أنه لا يَصْعَدُ عمَلُ المُرائي إلى الله عز وجل، ولا يَزْكو عندَه ما كان لِغَيْرِ الله، فإن استطعْتَ أن تعملَ بكُلِّ ما عمِلْتَه فيما بينك وبين الله فافْعَلْ، فقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( نَضَّرَ الله امْرَأً سمع قولي فَوَعاهُ حتى يُبَلِّغَه غيرَه، فرُبَّ غائبٍ أحْفَظَ مِنْ شاهدٍ ورُبَّ حاملِ فقهٍ إلى مَنْ هو أَفْقَهُ مِنْه، ورُبَّ حاملِ فقهٍ غيرِ فقيه)[89].
لا يغفُلْ قلبُ امْرِئٍ مسلمٍ عن ثلاثِ خِصالٍ: إخلاصِ العمل لله، والنصيحةِ للإمامِ العادلِ، والنصيحةِ لعامة المسلمين فإنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحيطُ مِنْ ورائهم[90].
إياكَ وسُوءَ الخُلُقِ فإنه يَدْعو إلى مَعاصي الله تعالى، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( خِيارُكم أحْسَنُكم أخلاقا )[91].
تَواضَعْ لله إذا خَلَوْتَ بِعَمَلِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أن مَلَكاً أتاه مع جبريل عليه السلام فقال : إن ربَّك يُقْرِئُك السلامَ ويقولُ إنْ شِئْتَ أن أجعلَكَ مَلِكاً نبياً أو عبْداً نبياً، فأشار إليه جبريل عليه السلام أنْ تَواضَعْ، فما أَكَلَ متَّكِئاً حتى مات)[92].
لا تَظْلِمِ الناسَ فيُدِيلُهُم[93] اللهُ عليك، فإنه بلغني عن بعضِ العلماء من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما ظلمتُ أحداً أشدّ عليَّ ظلما مِنْ أَحَدٍ لا يستعينُ إلا بالله تعالى)[94].
اِحْذَرِ البَغْيَ فإنه عاجِلُ العقوبةِ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ أعْجَلَ الخَيْرِ ثوابا صِلةُ الرَّحِمِ، وإن أعْجَلَ الشَّرِّ عقوبةً البغيُ، واليمينُ الغموسُ تَدَعُ الدِّيارَ[95] بَلاقِع)[96].
لا تَحْلِفْ بغير الله في شَيْء، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تحلفوا بآبائكم، لِيَحْلِفْ حالفٌ بالله أو لِيَسْكُتْ[97] )، ولا تحلِفْ بالله في كلِّ شيء، فإن الله تبارك وتعالى قال:[98]{وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ }
اِرْحَمِ الناسَ يَرحَمْك اللهُ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله)[99].
أَحْبِبْ طاعةَ الله يُحْبِبْكَ الله وَيُحَبِّبْكَ إلى خلقه[100]، قال عز وجل لنبيه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}[101]
عليك بالسُّجود الخَفِيِّ لله تعالى، فإنه بلغني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لابن عمر عليك بالسجود الخَفِيِّ لله تعالى يزيدك الله به في الآخرة هدىً وفي الدنيا عزاً)[102].
اِلْزَمِ الصلاةَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( جُعِلَتْ قُرَّةُ عيني في الصلاة)[103].
أَصْلِحْ سريرتَك يُصْلِحِ اللهُ علانيتَك، فإنه بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أَسَرَّ عبدٌ قَطُّ سريرةَ خَيْرٍ إلَّا ألْبَسَهُ الله رِداءَها، ولا أسَرَّ عبدٌ سريرةَ شَرٍّ قَطُّ إلا ألبسه الله رداءَها)[104].
ولْيَكُنْ عليكَ السكينةُ والوقارُ في مَنْطِقِك ومَجلسِك ومَرْكَبِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والناس يَزْحَفون حَوْلَه: ( عليكم بالسَّكينةِ فإنَّ البِِرَّ لَيْسَ [105]بالإيضاعِ)[106].
أَعْطِ دابَّتَك إذا ركِبْتَها حَظَّها من الأرضِ وحَظَّها من المَقْصِد عليها، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا ركِبْتُم هذه الدوابَّ العُجْمَ فأعْطوها حظَّها من الأرض )[107].
عليك بالحِلْمِ والإغْضاءِ عَمَّا كَرِهْتَ، ولا تَتَّبِعِ البلاغاتِ[108] مِنْ أحَدٍ، فإنه إذا بَلَغَك عن أحَدٍ بلاغةٌ تَكْرهُها فلا تُكافِئْه بها، فإنَّ في ذلك الفضلَ في الدنيا والآخرة ، بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الله يُحِبُّ الحليمَ الحَيِيَّ العفيفَ المتعففَ )[109].
اِدْفَعْ بالتي هي أحسنُ السَّيِّئَةَ فإن الله أمَرَ بذلك.
اِتَّقِ العقوقَ وقطيعةَ الرَّحِمِ فإن في ذلك شَيْناً[110] في الدنيا وتَبِعَةً في الآخرة، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اِشَتَكَتِ الرحمُ إلى الله عز وجل مِمَّنْ يقطعها فَرَدَّ الله عز وجل عليها أَمَا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وأقْطَعَ مَنْ قطعك؟)[111].
إذا غضِبْتَ مِن شيءٍ مِن أمرِ الدنيا فاذْكُرْ ثوابَ الله عز وجل على كَظْمِ الغَيْظِ، فإن الله تبارك وتعالى قال : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[112]، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما امْتَلَأَ رجلٌ غيظاً فَكَظَمَه لله عز وجل إلاَّ مَلَأهُ الله رِضْواناً يوم القيامة)[113].
إذا وَعَدْتَ مَوْعدا في طاعةِ الله عز وجل فلا تُخْلِفْه، وإذا قلت قولا فيه رضا اللهِ فأَوْفِ به وَدُمْ عليه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مَنْ تَكَفَّلَ لي بِسِتٍّ أتَكَفَّل له بالجنة: إذا حدَّث لم يكذب، وإذا وَعَد لم يُخْلِفْ، وإذا اؤتُمِنَ لم يَخُنْ، وغَضَّ بصرَه وحَفِظَ فَرْجَه وكَفَّ يَدَهُ )[114].
إذا حَلَفْتَ على يَمينٍ ليسَتْ مِنْ طاعةِ الله فلا تَسْتَهِنْ بِها، وكَفِّرْ عن يمينِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا نَذْرَ في معصيةِ الله عز وجل وكَفّارَتُها كفّارَةُ يَمين)[115] وقال:
( النَّذْرُ يَمينٌ وكفَّارتُه كفارةُ يَمِينٍ)[116]، وإذا حَلَفْتَ على يَمينٍ ثم رأيتَ غيرَها خيراً منها فائْتِ الذي هو خَيْرٌ، وكَفِّر عن يمينِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا حلفتَ على يَمينٍ فرأيتَ خيراً منها فكَفِّر عن يَمينِك وَائْتِ الذي هو خَيْرٌ)[117].
إيَّاك والتَـزَيُّدَ في القولِ، وأن تقولَ قولاً وأنتَ تعلمُ أنه لم يكُنْ، وأقْبَحُ ذلك للإمامِ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ثلاثة لا يَنْظُرُ اللهُ إليهم يومَ القيامة: الإمامُ الكذَّابُ والعائِلُ[118] المَزْهُوُّ[119] والشيخُ الزاني)[120].
اُبْرُرْ والديْك وخُصَّهُما منْك بالدعاء في كلِّ صلاة، وأَكْثِرْ لهما الاستغفارَ وابْدَأْ بنفسِك قَبْلَهُما، فإن إبراهيمَ ونوحاً عليهما السلام قالا: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ}[121]، فبدأ كلُّ واحدٍ منهما بِنَفْسِه قبلَ والديه، و قد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من سَرَّه أن يُنْسَأَ[122] له في عمره ويُزَادَ له في رزقه فَلْيَتَّقِ اللهَ ربَّه ولْيَبَرَّ والديه ولْيَصِلْ رحِمَه)[123].
اشكُرِ الناسَ بما أَتَوْا إليك من خيرِهم، وكافِئْهُمْ بما قَدَرْتَ عليه من خيرٍ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الناسَ لم يشكرِ اللهَ عز وجل )[124].
إذا ركِبْتَ دابةً فوَضَعْتَ رِجْلَك في الرِّكاب فقُـلْ بسم الله، فإذا اسْتَوَيْتَ راكبا فَقُـْل: { سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}[125]،
فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك كُلَّما ركب دابةً[126].
إذا أكلتَ وشرِبتَ فاذكرِ اسْمَ الله، فإن نَسِيتَ في أوَّلِ حالِكَ فاذْكُرْه متَى ما ذَكَرْتَه، فإنه بلغني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول تَذَكَّرِ اسْمَ الله حين تأكُلُ، فإنه يَحولُ بين الشيطان وبين أن يأكل معك، ويتقيأ ما أكل[127])، فإذا فرغت من طعامِك وشرابِك فقُـْل الحمد لله الذي أطْعَمَنا وسَقانا وجَعَلَنا مسلمين، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك إذا أكل وشرب، وإذا أكلتَ ومعك آخَرُ يأكُلُ، فكُلْ مِمَّا يَليك، وكُلْ بيمينِك ولا تأكلْ بشمالك ولا تشربْ بها، ولا تأكلْ من فوق الطعام ولا مِنْ بين يَدَيْ أَحَدٍ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجلٍ يَفْعَلُه: ( اُذْكُرِ اللهَ وكُلْ مِمَّا يَليكَ وكلْ بِيَمينِك ولا تأكلْ بشمالِك ولا تشربْ بشمالك)[128].
و بَلَغَنِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال إنها أُكْلَةُ الشيطان)[129].
لا تُسافرْ ما استطَعْتَ إلا في يوم الخميس، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يَسْتَحِبُّ يومَ الخميس لا يسافرُ إلا فيه[130].
إذا أصابك كَرْبٌ فقُـلْ "يا حَيُّ يا قَيُّومُ برحمتك أسْتَغيثُ" فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك عند الكرب[131].
اِحْتَرِسْ مِمَّنْ يَتَقَرَّب إليك بالنَّميمَةِ، ويُبَلِّغُ الكلامَ عن الناس، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مَلْعونٌ مَنْ لَعَنَ أَباهُ، ملعونٌ من لَعَنَ أمَّه، ملعونٌ مَنْ غَيـَّرَ تُخومَ الأرض[132]، ملعونٌ كل صَقَّارٍ[133]) وهو النَّمَّام.
لا تَجُرَّ ثيابَك من الخُيَلاءِ، فإن الله عز وجل لا يُحِبُّ ذلك، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ جَرَّ ثيابه من الخيلاء لم ينظرِ الله ُ إليه يوم القيامة )[134].
أَطِعِ اللهَ في مَعْصِيَةِ الناس، ولا تُطِعِ الناسَ في معصيةِ الله، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ)[135].
يتبع
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - لم أقصر في إرشادك
[2] - أرعه سمعك: أصْغِ إليه
[3] - الثبور: الهلاك والخسران
[4] - سورة "المؤمنون " 108
[5] - التغرير: حمل النفس على الغَرَر، غرر بنفسه تغريرا وتَغِرَّةً
[6] - عن عنبسة ابن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلّم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم بنى الله له بيتا في الجنة، أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين قبل العصر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين قبل الصبح.» صحيح ابن خزيمة 2/204، انظر كذلك المعجم الكبير 23/229- أحمد 6/326- المعجم الأوسط1/8- مسلم 1/502- أحكام القرآن لابن العربي سورة المزمل،
[7] - المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم2/334- صحيح ابن حبان6/367- صحيح البخاري 1/388-صحيح مسلم 1/509
[8] - صحيح مسلم 2/12، 2/818- البخاري 2/697- الترمذي 3/135
[9] - بعد حلول وقتها
[10] - سنن البيهقي الكبرى4/173- سنن الدار قطني2/237- سنن أبي داود2/117- شرح معاني الآثار2/17
[11] - التوبة 60
[12] - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" ثم "ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك" مسلم 2/703
[13] - البقرة 203
[14] - عن يحيى بن يعمر قال خطب علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:" أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار فلما تمادوا في المعاصي أخذتهم العقوبات فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقا ولا يقرب أجلا " تفسير ابن كثير 2/&5
[15] - الأطيط هو صوت الشيء إذا حن وأنقض، ومنه أطيط الباب إذا فتح أو أغلق
[16] - الخاء والواو واللام أصل واحد يدل على تعهد الشيء، خول الرجل حشمه ومتعهدو أمره، مفرده خائل وهو الراعي. يقال فلان يخول على أهله أي يرعى عليهم.
[17] - أخبرنا داود ابن أبي عاصم قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أطت السماء وحق لها أن تئط، ما في السماء موضع كف - أو قال شبر - إلا عليه ملك ساجد، فاتقوا الله وأحسنوا إلى ما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإن جاءوا بشيء من أخلاقهم يخالف شيئا من أخلاقكم فولوا شرهم غيركم ولا تعذبوا عباد الله" مصنف عبد الرزاق 9/440- سنن البيهقي 8/36-
[18] - تفسير القرطبي 11/189- مجمع الزوائد4/215-مسند أحمد 5/238
[19] - عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا" سنن الترمذي4/364-
[20] - غمَص بفتح الميم وكسرها غَمَصا، الناس استصغرهم واحتقرهم
[21] - قصمتها: كسرتها
[22] - الجيدة الكريمة
[23] - تسفه الحق: تجهله أو تتجاهله وتنكره
[24] - تحتقرهم
[25] - مجمع الزوائد10/84- الترغيب والترهيب2/269
[26] - الزهو: الفخر
[27] - الذر: صغار النمل مفرده: ذرة
[28] - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يحشر المتكبرون الجبارون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس ؛ لهوانهم على الله عز وجل» التواضع والخمول لابن أبي الدنيا, و قال النبي صلى الله عليه وسلم: يحشر المتكبرون أمثال الذر يطأهم الناس بأقدامهم, بحر الفوائد للكلاباذي , وكذلك تاريخ بغداد12/294-
[29] - الأمثال لأبي عبيد بن سلام عن عمر رضي الله عنه , وعن زيد قال قال عمر: "اعتزل ما يؤذيك وعليك بالخليل الصالح وقلما تجده وشاور في التابعين الذين يخافون الله عز وجل: شعب الإيمان 7/56، وعن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله أنه بلغه أن عمر بن الخطاب كان يقول "لا تعترض فيما لا يعنيك واعتزل من خليل إلا الأمين فإن الأمين من القوم لا يعدله شيء، ولا تصحب الفاجر ليعلمك من فجوره، ولا تفش إليه سرك، واستشر في التابعين الذين يخافون الله عز وجل: شعب الإيمان 4/257
[30] - الردى: الهلاك، ومعناه هنا الفساد
[31] - لا تقصر في إفساده
[32] - مسند الشاميين1/207- مسند أبي يعلى10/415-
[33] - اتخذهم بطانة لك
[34] - تفسير القرطبي9/64- مسلم 1/68- البخاري 5/2376- المستدرك على الصحيحين4/321
[35] - عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" البخاري 5/2240، وعن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت" مسلم1/69
[36] - الثرثرة وحشو الكلام
[37] - ورد بلفظ: حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن الحكم عن أبي وائل قال قال عبد الله: ( ألا أنذركم فضول الكلام بحسب أحدكم أن يبلغ حاجته ) معجم الطبراني الكبير 9/93
[38] - سنن أبي داود4/328- السنن الكبرى 2/43- النسائي 5/82- أحمد 2/68
[39] - البخاري 5/2267- صحيح ابن حبان1/531- معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي1/338
[40] - موطأ مالك2/903- صحيح ابن حبان1/466- سنن الترمذي4/558
[41] - عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال: "لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فبدرته فأخذت بيده أو بدأني فأخذ بيدي فقال يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا وأهل الآخرة تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك" مكارم الأخلاق 1/22
[42] - مسند أحمد 5/105- الزهد لابن المبارك1/48
[43] - مجمع الزوائد8/89-المعجم الأوسط1/298- المعجم الكبير12/391
[44] - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال ثم بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وقد أصاب الحر فتفرق القوم حتى نظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقربهم مني قال فدنوت منه فقلت يا رسول الله أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال وإن شئت أنبأتك بأبواب الجنة قلت أجل يا رسول الله قال الصوم جنة والصدقة تكفر الخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله، قال ثم قرأ هذه الآية "تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون"، قال وإن شئت أنبأتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قال قلت أجل يا رسول الله قال أما رأس الأمر فالإسلام وأما عموده فالصلاة وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله، وإن شئت أنبأتك بملاك ذلك كله (أي قوامه وما يعتمد عليه منه)، فسكت فإذا راكبان يوضعان قبلنا فخشيت أن يشغلاه عن حاجتي قال فقلت ما هو يا رسول الله قال فأهوى بإصبعه إلى فيه، قال فقلت يا رسول الله وإنا لنؤاخذ بما نقول بألسنتنا؟ قال ثكلتك أمك ابن جبل هل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم؟ " حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه/ المستدرك على الصحيحين 2/447-
[45] - الصعر: الميل في الخد خاصة، صعر خده وصاعره: أماله من الكبر
[46] - جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ أهل الجنة كل هين لين سهل قريب" المعجم الصغير , وعن أبي هريرة: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَىٰ يُحِبُّ السَّهْلَ الطَّلِقَ»جامع المسانيد والمراسيل 2/303
[47] - تفسير البحر المحيط 5/313, كشف الخفاء 2/333-
[48] - الغضاضة: الذلة والمنقصة
[49] - مسند أحمد 6/373 (عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من يتقبل لي بواحدة وأتقبل له بالجنة؟ قال قلت: أنا، قال: لا تسأل الناس شيئاً فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد ناولنيه حتى ينزل فيتناوله».
[50] - مصنف ابن أبي شيبة7/114- المعجم الأوسط 7/158،جامع المسانيد والمراسيل 2/323
[51] -الشخوص من بيتك: الخروج من بيتك، يقال: شخص من بلد إلى بلد، أي ذهب
[52] - إمام عادل ينصره
[53] - عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ستة مجالس المؤمن ضامن على الله تعالى ما كان في شيء منها في مسجد جماعة وعند مريض أو في جنازة أو في بيته أو إمام مقسط يعزره ويوقره" مجمع الزوائد 2/23- مسند عبد بن حميد1/135- الترغيب والترهيب 1/137, جامع المسانيد والمراسيل4/476
[54] - تكثيرا لمالك
-[55]نسأ الله في أجله وأنسأ أجله: أخره ومد في عمره
[56] - قال صلى الله عليه وسلم: "صلة القرابة مثراة في المال محبة في الأهل منسأة في الأجل" الموطأ2/902- المعجم الأوسط 8/14- موضح أوهام الجمع والتفريق2/454
[57] - معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي،الصحابي الجليل، الإمام المقدم في الحلال والحرام، قال عنه أبو نعيم في الحلية:"إمام الفقهاء وكنز العلماء، شهد العقبة وبدرا والمشاهد، وكان من أفضل شباب الأنصار حلما وحياء وسخاء"، روى عنه من الصحابة عمر وأبو قتادة وعبد الرحمن بن سمرة وغيرهم، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وقال له لما ودعه:"حفظك الله من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك، ودرأ عنك شرور الإنس والجن".
[58] - ومنه الحديث المرسل: عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طلق الوجه" شعب الإيمان 6/253
[59] - الحجرات 12
[60] - ورد بلفظ: : (اتقوا على حسناتكم، ولا تنسل منكم كما ينسل الماء من يد أحدكم، قالوا: بماذا يا رسول الله؟ قال: بالاغتياب) الجامع في الحديث لابن وهب
[61] - لم أجده في المراجع التي لدي, وعن أبي الدرداء أنه سمع رجلا يشتم رجلا رافعا صوته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "البذاء لؤم وسوء الملكة لؤم" رواه الطبراني وفيه عبدالله بن عرادة وثقه أبو داود وضعفه ابن معين-مجمع الزوائد8/72-
[62] - الهلاك والفساد
[63] -- لغة: السَّفِلَة بفتح السين وكسر الفاء السّقاط من الناس، يقال هو من السَّفِلة ولا يقال هو سفلة، لأنها جمع، واحد: سافل أي نذل وضيع، وقد اختلف العلماء في تعيين السفلة على أقوال فذكر ابن المبارك عن سفيان أن السفلة هم الذين يتقلسون، ويأتون أبواب القضاة والسلاطين يطلبون الشهادات. وقال ثعلب عن ابن الأعرابي: السفلة الذين يأكلون الدنيا بدينهم قيل له: فمن سفلة السفلة؟ قال: الذي يصلح دنيا غيره بفساد دينه. وسئل علي رضي الله عنه عن السفلة فقال: الذين إذا اجتمعوا غلبوا وإذا تفرقوا لم يعرفوا. وقيل لمالك بن أنس رضي الله عنه: من السفلة؟ قال: الذي يسب الصحابة. وقيل: السفلة المتسرعون إلى الشر، وهو في الأصل صغار الجراد حين يبدأ بالطيران.
[64] - أخدان مفرده خدن بكسر الخاء: الأصحاب، خادن يخادن: صاحب يصاحب
[65] - المعجم الكبير 9/187- مصنف عبد الرزاق4/307
[66] - مجمع الزوائد8/163- المعجم الكبير25/98-
[67] - عن أَبي هُرَيْرَة رضَي اللَّهُ عنهُ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَضَافَ الضَّيْفَ إِبْرَاهِيمُ»جامع المسانيد والمراسيل%/392 وعن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب يقول: " إبراهيم عليه السلام أول من اختتن وأول من ضاف الضيف وأول من قلم أظفاره وأول من قص الشارب وأول من شاب، فلما رأى الشيب قال: ما هذا؟ قال: وقار، قال: يا رب زدني وقارا" تفسير القرطبي 2/98- الموطأ 2/922- مصنف ابن أبي شيبة5/317
[68] - الفردوس بمأثورالخطاب 3/546- حلية الأولياء6/348- الترغيب والترهيب 3/262
[69] - طول الأمل: تعلق القلب بما يتمنى المرء تحقيقه في الحياة الدنيا
[70] - قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَشَدَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ خصْلَتَانِ: اتبَاعُ الْهَوَىٰ وَطُولُ الأَمَلِ، فَأَمَّا اتبَاعُ الْهَوَىٰ فَإنَّهُ يَعْدِلُ عَنِ الْحَق، وَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَالْحُبُّ لِلدُّنْيَا» ابن النَّجّار عن عليَ رضيَ اللَّهُ عنهُ. جامع المسانيد والمراسيل3/70، وفي مصنف ابن أبي شيبة7/100- الزهد لابن المبارك1/86- الزهد لهناد1/291 قال علي:" إنما أخاف عليكم اثنتين طول الأمل واتباع الهوى فإن طول الأمل ينسي الآخرة وإن اتباع الهوى يصد عن الحق"
[71] - روي بلقظ:عن مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما رفعه "أشد الأعمال ثلاث إنصاف الناس من نفسك ومواساة الأخ من مالك وذكر الله على كل حال" لسان الميزان 6/326- التدوين في أخبار قزوين4/70
وبلفظ: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَسَدُّ الأَعْمَالِ ثَلاَثَةٌ: إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ، وَمُوَاسَاةٌ لِلأَخِ مِنْ مَالِكَ، وَذِكْرُ اللَّهِ عَلَى كُل حَالٍ» الرافعي بسَنَدٍ جَليلٍ عن المزني عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضيَ اللَّهُ عنهُمَا. جامع المسانيد والمراسيل1/437
[72] - سنن الترمذي 5/101- المستدرك على الصحيحين2/212- سنن أبي داود 2/246
[73] - الوبئ والوبيئ :السيئ، الفاسد، من فعل وبِئ، تقول :وبئت الأرض إذا انتشرت فيها الأوبئة والطواعين
[74] - المؤمنون51
[75] -في كتاب الأدب للبيهقي: (أخبرنا أبو نعيمٍ ، ثَنَا الفضيلُ بنُ مرزوقٍ ، ثَنَا عديُّ بنُ ثابتٍ ، عنْ أبي حازمٍ ، عنْ أبي هريرةَ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَا أيُّهَا الناسَ، إنَّ اللَّهَ طيبٌ لاَ يقبَلُ إلاَّ طيباً، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بمَا أمرَ بِهِ المرسلينَ، قالَ: {يَا أيُّهَا الرسلُ كلُوا مِنَ الطيباتِ واعمَلُوا صالحاً إنّي بمَا تعملونَ عليمٌ} وقالَ: {يَا أيُّهَا الذينَ آمنوا، كلُوا منْ طيباتِ مَا رزقناكُم}، قالَ: ثُمَّ ذكرَ الرجلَ يطيلُ السفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يديهِ إلَى السماءِ يَا ربّ يَا ربّ، ومطعمُهُ حرامٌ وملبسُهُ حرامٌ ومشربُهُ حرامٌ وغُذِيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِكَ
[76] - تفسير القرطبي 16/336- المستدرك على الصحيحين4/142- الجامع لمعمر بن راشد11/458- المعجم الأوسط3/111- مسند أحمد 4/229- مسند الشاميين1/130- شعب الإيمان6/110
[77] - المكس بفتح الميم: الظلم، انتقاص الثمن في البيع، المنابذة بين المتبايعين ، الجباية
[78] - شعب الإيمان 6/322- الثقات 8/388
[79] - البخاري 2/519- مسلم 2/717
[80] - الأدب المفرد1/191- صحيح ابن حبان 2/325
[81] -ظهير: نصير
[82] - مسند أحمد 2/181،208- ابن كثير 4/180
[83] - مسلم 2/679- البخاري5/2241- شعب الإيمان7/515- الأدب المفرد 1/88
[84] - ورد بلفظ: (ردوا مذمة السائل ولو بمثل رأس الطائر من الطعام" أخرجه العقيلي في الضعفاء من حديث عائشة. تخريج أحاديث الإحياء للعراقي، وفي الموطأ 2/923 ، والاستذكار 8/343, وشعب الإيمان 3/228 بلفظ: (عن زيد بن أسلم عن بن بجيد الأنصاري عن جدته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ردوا المسكين ولو بظلف محرق)، وفي الآحاد والمثاني 6/159 بلفظ ردوا المسكين ولو بظلف شاة محرق)، وفي " العلل المتناهية"2/504: بلفظ (نبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنا محمد بن المظفر قال أنا العتيقي قال نا يوسف بن الدخيل قال نا أبو جعفر قال نا أحمد بن محمد بن عاصم قال نا نصر بن عاصم الإنطاكي قال نا عثمان بن عبد الرحمن قال أنا إسحاق بن نجيح عن عطاء عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ردوا مذمة السائل ولو بمثل راس الذباب" قال المؤلف هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به إسحق قال أحمد هو من أكذب الناس وقال يحيى كان يضع الحديث. انظر كذلك ميزان الاعتدال في نقد الرجال 1/354
[85] - المستقي: الوارد على البئر طلبا للماء
[86] - ورد في صحيح ابن حبان بلفظ: (أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي العابد بالبصرة حدثنا نصر بن علي بن نصر أخبرنا أبي عن شعبة عن قرة بن خالد عن قرة بن موسى الهجيمي عن سليم بن جابر الهجيمي قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب في بردة له وإن هدبها لعلي قدميه فقلت يا رسول الله أوصني قال عليك باتقاء الله ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، وتكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ولا يحبها الله، وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه منه، دعه يكون وباله عليه وأجره لك ،ولا تسبن شيئا، قال فما سببت بعده دابة ولا إنسانا)
[87] - الماعون 4
[88] - الماعون 7
[89] - ورد بلفظ نضر الله امرءا سمع منا حديثا فبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة) موارد الظمآن 1/47، وبلفظ : (نضر الله امرءا سمع مقالتي فحفظها فأداها كما سمعها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه) مسند البزار 8/342 , مسند أحمد
وبلفظ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً فَوَعَاهُ ، ثُمَّ بَلَّغَهُ مَنْ هُوَ أَوْعَىٰ مِنْهُ» ابن عساكر عن زيد بن خالد الْجهني رضيَ اللَّهُ عنهُ.جامع المسانيد والمراسيل 4/412
[90] - حدثني أبي ثنا أبو المغيرة عن معان بن رفاعة قال: حدثني عبد الوهاب بن بخت المكي عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «نَضَّرَ الله عَبْداً سَمِعَ مَقَالتي هذِهِ فَحَمَلَها، فَرُبَّ حامِلِ الفِقْهِ فِيهِ غَيْرُ فَقيهٍ، وربَّ حاملِ الفِقْهِ إلى مَنْ هُوَ أُفْقَهُ مِنْهُ، ثلاثٌ لا يغلُّ عَلَيْهِنَّ صَدْرُ مُسْلِمٍ: إخلاصُ العَمَلِ لله عَزَّ وَجَلَّ، وَمُناصَحَةُ أولي الأمْرِ، وَلُزُومُ جماعَةِ المُسْلِمِينَ، فإنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ». أحمد4/98
[91] - شعب الإيمان6/233 ، كشف الخفاء 2/390،البخاري 3/1305
[92] - ورد في سنن البيهقي الكبرى 7/49 بلفظ : (عن محمد بن عبد الله بن عباس قال كان ابن عباس يحدث أن الله عز وجل أرسل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ملكا من الملائكة معه جبريل عليه السلام فقال الملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا وبين أن تكون ملكا نبيا، فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام كالمستشير له، فأشار جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تواضع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أكون عبدا نبيا، قال فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتى لقي ربه عز وجل.
[93] - يديلهم: ينصرهم ويغلبهم، من الإدالة بمعنى الغلبة،يقال: اللهم أدلني على فلان وانصرني عليه
[94] - ورد بعض معناه بلفظ: حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن أبي وائل عن أبي الدرداء قال إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكني أرجو فيه الأجر، وإن أبغض الناس إلي أن أظلمه الذي لا يستعين علي إلا بالله).مصنف ابن ابي شيبة8/168,الزهد لأبي داود
[95] - بلاقع: البلاقع جمع بلقع وبلقعة وهي الأرض القفر التي لا شيء بها، يريد أن الحالف بها يفتقر ويذهب ما في بيته من الرزق
[96] - سنن البيهقي الكبرى 10/35
[97] - مسند أحمد 2/17، الترمذي 4/110
[98] - البقرة 224
[99] - صحيح مسلم 15/65, مسند أحمد 5/478
[100] - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .، قال: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللّهَ، إِذَا أَحَبَّ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبَّهُ. قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ. ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللّه يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ. قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ. وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضْهُ. قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ. ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللّهَ يُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضُوهُ. قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ. ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ». مسلم 16/157
[101] - آل عمران 31
[102] - ورد بلفظ: ( قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ سُجُودٍ خَفِيَ» ابن المبارك ، عن ضمرةَ بن حبيبٍ مُرْسَلاً - جامع المسانيد والمراسيل 6—252
[103] - كتاب الآثار 1/57، سنن البيهقي الكبرى7/78، أحمد 3/581
[104] - ورد في المعجم الأوسط 8/44 بلفظ : (عن جندب بن سفيان البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيرا فخير وإن شرا فشر)
[105] - الإيضاع: سرعة العدو والجري
[106] - - ورد بلفظ: عن ابن عباس عن أسامة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أفاض من عرفة ورديفه أسامة فجعل يكبح راحلته حتى أن ذفريها لتكاد أن تمس، ـ وربما قال حماد: أن تصيب قادمة الرجل ـ وهو يقول: يا أيها الناس، عليكم بالسكينة والوقار، فإن البر ليس في إيضاع الإبل»، مسند أحمد 6/261 .البخاري 2/601
[107] - ورد في صحيح مسلم 13/58 بلفظ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ، فَأَعْطُوا الإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الأَرْضِ. وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ، فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ. وَإِذَا عَرَّسْتُمْ بِاللَّيْلِ، فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ. فَإِنَّهَا مَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ».
وفي الموطأ 2/979 بلفظ: (مالك عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن خالد بن معدان يرفعه "إن الله تبارك وتعالى رفيق يحب الرفق ويرضى به ويعين عليه ما لا يعين على العنف فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فأنزلوها منازلها فإن كانت الأرض جدبة فانجوا عليها بنقيها وعليكم بسير الليل فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار وإياكم والتعريس على الطريق فإنها طرق الدواب ومأوى الحيات) انظر كذلك شرح الزرقاني 4/505
[108] - الوشايات
[109] - ورد بلفظ: عن عمرو بن دينار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن « الله يحب الحليم الحيي الغني المتعفف ، ويبغض الفاحش البذيء السائل الملحف » الحلم لابن أبي الدنيا, كتاب الزهد لهناد 2/627, تفسير الطبري 3/110
[110] - الشين:العيب والقبح، المشاين: المعايب والمقابح
[111] - في صحيح مسلم 4/1980 بلفظ: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اقرؤا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" وفي البخاري 5/2232: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فاقرؤوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم"
[112] - آل عمران 134
[113] - رواه الترمذي 4/327 بلفظ من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء)
[114] - ورد في كتاب الزهد لهناد 2/635 بلفظ: (عن محمد بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من تكفل لي بست تكفلت له بالجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا عاهدتم وأدوا إذا ائتمنتم وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا أيديكم)، انظر كذلك مسند الشهاب1/272، جامع المسانيد والمراسيل3/62
[115] - أحمد7/352, المستدرك على الصحيحين 4/339
[116] - ورد بلفظ" حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا كعب بن علقمة قال: سمعت عبدالرحمن بن شماسة يقول: «أتينا أبا الخير فقال: سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «إنما النذر يمين، كفارتها كفارة اليمين». أحمد 5/144, انظر المعجم الكبير17/313
[117] - مسند أحمد 5/63،سنن البيهقي الكبرى10/53
[118] - العائل: الفقير ، قال تعالى:" وإن خفتم عَيلة"
[119] - المتكبر المفتخر
[120] - شعب الإيمان6/298، وورد في مجمع الزوائد 6/255 بلفظ: (عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل المزهو، وفي السنن الكبرى 2/46 بلفظ: (عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة الشيخ الزاني والعائل المزهو والإمام الكذاب)
[121] - إبراهيم 41، نوح 28
[122] - نسأ الله في أجله وأنسأ أجله: أخره ومد في عمره
[123] - عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سره أن ينسأ له في الأجل ويبسط له في الرزق فليصل رحمه) وفي رواية من سره أن ينسأ له في عمره وأن يثرى له ماله فليبر والديه وليصل رحمه) الزهد لهناد2/490
[124] - مسند أحمد 2/258، سنن الترمذي4/339
[125] - الزخرف 12/13
[126] - ورد في صحيح مسلم 2/978 بلفظ: (قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أن عليا الأزدي أخبره أن ابن عمر علمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو لنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل، وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تأبون عابدون لربنا حامدون)، انظر كذلك سنن أبي داود 3/33
[127] - لم أجده في ما لدي من مراجع
[128] -ورد في جامع المسانيد والمراسيل 20/254 بلفظ: عن عبد الله بن بسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ـ وَجَلَسْتُ آكُلُ مَعَهُمْ ـ يَا بنيَّ اذْكُرْ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ». وفي صحيح ابن حبان4/89: (عن جابر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع ونهانا عن خمس: إذا رقدت فأغلق بابك وأوك سقاءك وخمر إناءك وأطفئ مصباحك فإن الشيطان لا يفتح بابا ولا يحل وكاء ولا يكشف غطاء، وإن الفأرة الفويسقة تحرق على أهل البيت بيتهم، ولا تأكل بشمالك ولا تشرب بشمالك ولا تمش في نعل واحدة ولا تشتمل الصماء ولا تحتب في الدار مفضيا)، وفي صحيح البخاري 5/2056: (حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان قال الوليد بن كثير أخبرني أنه سمع وهب بن كيسان أنه سمع عمر بن أبي سلمة يقول كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد)
[129] - في المعجم الكبير11/126 بلفظ: عن ابن عباس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا لبعض الأنصار فجعل يتناول من الرطب فيأكل وهو يمشي وأنا معه فالتفت إلي فقال يا ابن عباس لا تأكل بإصبعين فإنها أكلة الشيطان وكل بثلاثة أصابع)
وفي جامع المسانبد والمراسيل 17/450عن أَبي هُريرةَ رضِي اللَّهُ عنْه قَالَ: «قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لاَ تَأْكُلُ بِأُصْبُعٍ فَإِنَّها أَكْلَةُ الشَّيْطَانِ، وَلاَ تَأْكُلْ بِأُصْبُعَيْنِ ، وَكُلْ بِثَلاَثَةٍ فَإِنَّها السُّنَّةُ».
[130] - عبد الرحمن بن مالك عن أبيه أنه كان يقول لقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في سفر لجهاد وغيره إلا يوم الخميس)كتاب الأدب للبيهقي/ وعن أم سلمة قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب يوم الخميس ويحب السفر يوم الخميس" / تاريخ بغداد 14/219،انظر كذلك فتح الباري 6/113،
[131] - المستدرك على الصحيحين 1/689، سنن الترمذي5/539
[132] - تخوم الأرض: معالمها وأعلامها وحدودها
[133] -الصقر: الماء الآجن المتغير، القيادة على الحرم، ومنه الصقار ككتان : النمام، اللعان، ومنه حديث أنس" ملعون كل صقار قيل يا رسول الله وما الصقار؟ قال: نشء يكونون في آخر الزمن تحيتهم بينهم التلاعن، وحديث سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال الأمة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث: ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم الخبث، ويظهر فيهم السقارة، قالوا وما السقارة يا رسول الله؟ قال نشء يكونون في آخر الزمن تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن، روي بالسين والصاد, انظر تاج العروس3/339
[134] -ورد بلفظ: عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله: «من جرّ ثيابه من مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة» سنن النسائي الكبرى5/493، انظر كذلك المعجم الأوسط2/197، المعجم الصغير1/351، حلية الأولياء7/124
[135] - مصنف ابن أبي شيبة6/545، المعجم الكبير18/170
تم تحقيقُ ألفاظها، وتصحيحُها وتنقيحُها وشرحُها وشكلُها، وتخريج أحاديثها، والتعليق عليها، وتيسيرُ الاستفادة منها للقارئ بالرجوع إلى بعض مخطوطاتها، على يد فضيلة الشيخ عبد الكريم محمد مطيع الحمداوي.
نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنِّي أكتُبُ إليكَ بكتابٍ لَمْ آلُـكَ [1] فيه رُشْداً، ولم أدَّخِرْ فيه نُصْحا، تحميداً لله وأدباً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَدَبَّرْهُ بعقلِك وَرَدِّدْ فيه بصرَك وأَرْعِهِ [2] سَمْعَك، ثُمَّ اعْقِلْهُ بقلبِك وأحْضِرْهُ فهمَك، ولا تُغَيِّبَنَّ عنه ذهنَك. فإن فيه الفَضْلَ في الدنيا وحُسْنَ ثوابِ الله تعالى في الآخِرَةِ، واللهَ أسألُ لنا وَلَكَ التوفيقَ.
اُذْكُرْ نفسَك في غَمَراتِ الموت وكَرْبِه، وما هو نازلٌ بِكَ منه، وما أنتَ مَوْقوفٌ عليه بعدَ الموتِ مِنَ العَرْضِ على الله سبحانه، ثم الحسابِ ثم الخلودِ بعد الحسابِ، وأَعِدَّ لله عز وجل ما يُسَهِّلُ به عليكَ أهوالَ تلك المَشاهِدِ وكُرَبَها؛ فإنك لو رأيتَ أهلَ سَخَطِ الله تعالى وما صاروا إليه منْ أهوالِ العذابِ وشِدَّةِ نِقْمَتِه عليهم، وسمِعتَ زفيرَهم في النارِ وشَهيقَهم مع كُلوحِ وجوهِهِم وطولِ غمِّهم، وتَقَلُّبِهم في دَرَكاتِها على وجوهِهِم لا يَسْمعون ولا يُبْصِرون، ويَدْعُون بالوَيْلِ والثُّبُورِ [3]، وأعظمُ من ذلك حسرةً وبَلِيَّةً عليهم إعراضُ الله تعالى عنهم، وانقطاعُ رَجائِهم، وإجابتُه إيَّاهُمْ بعد طولِ غَمِّهم ودوامِ حُزْنِهم بقوله : { قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [4] ، لم يَتعاظَمْ شيءٌ مِنَ الدنيا إلا طَلَبْتَ به النَّجاةَ مِنْ ذلك، وأرَدْتَ به الأمانَ مِنْ أهْوالِهِ، ولو قَدَّمْتَ في طَلَبِ النَّجاةِ مِنْ تلك الشَّدائدِ جميعَ ما مَلَكَ أهلُ الدنيا لكانَ صغيراً حقيراً.
ولو رأيتَ أهلَ طاعةِ الله تعالى، وما صاروا إليه مِنْ كَرَمِ الله عز وجل، وشريفِ مَنْـزِلتِهم عندَه، مع قُرْبِهم منه عز وجل، ونَضْرةِ وجوهِهِم ونورِ ألوانهم، وسُرورِهم بالنعيمِ المُقيمِ، والنظَرِ إليه سبحانه والمَكانَةِ منه، لتَقَلَّلَ في عينِك عظيمُ ما طَلَبْتَ به صغيرَ ما عندَ الله، ولَصَغُرَ في عينِك جَسيمُ ما طَلبْتَ به صغيرَ ذلك من الآخرة.
فاحْذَرْ على نفسِك - يرحمك الله - حَذَراً غير تَغْرير[5] ، وبادِرْ بنفسِك قبْلَ أن تُسْبَقَ إليها وما تَخافُ الحَسْرةَ منه عنْدَ نُزولِ الموتِ، وخاصِمْ نفسَك على مَهَل وأنت تَقْدِر بإذن الله عز وجل على جَرِّ المَنْفَعَةِ إليها ودَفْعِ البَلِيَّةِ عنها، قبل أن يَتَولَّى اللهُ حسابَها، ثم لا تَقدِرُ على صَرْفِ المَكْروهِ عنها ولا اكتِسابِ المَنْفَعةِ لها، ولا تجدُ لها حُجَّةً ولا عُذرا، فَتَبُوء بسوءِ كَسْبِها.
واجْعَلْ لِلَّهِ نصيباً مِنْ نفسِك بالليلِ والنهارِ : صَلِّ بالنهارِ اثنتَيْ عشرةَ ركعةً، واقرأْ في كلِّ ركعةٍ بالحمدِ وما أحْبَبْتَ من القرآن، إن شِئْتَ صَلَّيْتَهُنَّ جميعا وإن شئتَ صليْتَهُنَّ متفرقاتٍ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ صلَّى من النهار اثنَتَيْ عَشْرَةَ ركعةً بَنَى اللهُ له بيتاً في الجنة[6] ) ؛ وصَلِّ مِن اللَّيلِ ثمان ركعاتٍ بِجُزْءٍ من القرآن، وأعْطِ كلَّ ركعةٍ حَقَّها والذي يَنْبغي فيها من تَمامِ الركوعِ والسجود، وصَلِّهِنَّ مَثْنَى مَثنَى، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصَلِّي من الليل ثمان ركعاتٍ والوترَ ثلاثَ ركعات سوى ذلك، يُسَلِّم من كل اثنتين[7] .
وصُمْ ثلاثةَ أيامٍ من كلِّ شهر، الثالثَ عشرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ذلك صِيامُ الدهْرِ)[8] .
وأعْطِ زكاةَ مالِكَ طَيِّبَةً بِها نفسُك حين يَحُولُ عليه الحَوْلُ، ولا تُؤخِّرْها بَعْدَ حَلِّها [9]، وضَعْها فيمَنْ أمَرَ الله ُتعالى، ولا تضَعْها إلا في أهلِ مِلَّتِك من المسلمين، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [10] (إن الله تعالى لم يَرْضَ في الصَّدَقةِ بِحُكْم نَبِيٍّ ولا غيرِه حتى جَزَّأَها هو عز وجل على ثمانيةِ أجزاء، فقال: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ} [11] .
واحْجُجْ حجَّةَ الإسلامِ مِنْ أطْيبِ مالِكَ وأزْكاهُ عِندَك، فإن الله لا يَقْبَلُ إلا طَيِّباً[12]، وبلغني أن قوله تعالى {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [13] فإنه يُغْفَرُ للمُتَعَجِّلِ والمُتَأخِّرِ.
مُرْ بِطاعةِ الله وأَحْبِبْ عليها، وَانْهَ عن مَعاصي الله وأَبْغِضْ عليها، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مُرُوا بالمعروفِ وانْهَوْا عن المنكر، فإنه ما هَلَكَ مَنْ كان قَبْلَكم إلا بتَرْكِهِم النَّهْيَ عن المعاصي ولم يَنْهَهُم الربَّانِيُّون والأحْبارُ، فَمُرُوا بالمعروفِ وانْهَوْا عن المنكرِ قبل أن يَنْـزِلَ بكم الذي نَزَلَ بِهم، فإن الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكرِ لا يُقَدِّم أجلاً ولا يَقْطَعُ رزقا) [14].
أحْسِنْ إلى مَنْ خَوَّلَكَ الله تعالى، واشكُرْ تفْضيلَه إياكَ عليهم، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصَلِّي فانْصَرَف وقال : (أطَّتِ[15] السماءُ وحُقَّ لها أن تَئِطَّ، ما فيها موضِعُ أربعِ أصابع إلا عليه مَلَكٌ ساجدٌ، فمن كان له خَوَلٌ[16] فلْيُحْسِنْ إليهم، ومن كَرِهَ فَلْيَسْتَبْدِلْ، ولا تعذِّبوا خَلْقَ الله) [17] .
اِِلزَمِ الأدبَ فيمَنْ وُلِّيَت أمرَ أدَبِه ومَنْ يَجِبُ عليك النظرُ في أمرِه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لِلْفَضْلِ بنِ العباس: ( لا ترفَعْ عصاكَ عَنْ أهلِك، وأخِفْهُمْ في الله عز وجل) [18].
لا تَسْتَسْلِم إلى الناس واسْتَهْدِهم في طاعة الله[19]
لا تَغْمِصِ[20] الناسَ واخفِضْ لهم جناحَك، فإنه بلغَنِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ألا أُحَدِّثُكم بوصيةِ نوحٍ صلى الله عليه وسلم ابْنَه، قال: آمُرُكَ باثنتين وأنْهاك عن اثنتين، آمُرُك بقول لا إله إلا الله، فإنها لو كانت في كِفَّةٍ والسماواتُ والأرضُ في كِفةٍ وزنَتْهُمَا، ولو كانتا حَلَقةً قَصَمَتْها[21]، وآمُرُك أن تقول: سبحان الله وبحمده، فإنهما عبادةُ الخَلْقِ وبِهَا يُعْطَوْن أرزاقَهم، وإنهما يُكَثِّرَان لِمَنْ قالَهما الوُلوجَ على الله عز وجل؛ وأنْهاك عن الشِّرك والكِبْر، فإن الله مُحْتَجِبٌ منهما، فقال له بعضُ أصحابِِه : أمِنَ الكِبْر أن يكونَ لي الدابةُ النَّجيبةُ؟ [22] قال: لا، قال أمِنَ الكبر أن يكونَ لي الثوبُ الحسن؟ قال: لا، قال: أمِنَ الكبر أن يكون لي الطعامُ أجمعُ عليه الناس؟ قال : لا، إنَّما الكِبر أن تَسْفَهَ[23] الحقَّ وتَغْمَصَ[24] الخلقَ ) [25].
إياكَ والكِبْرَ والزَّهْوَ[26] فإن اللهَ عز وجل لا يُحِبُّهما، وبلغني عن بعض العلماء أنه صلى الله عليه وسلم قال يُحْشَرُ المُتَكبِّرون يوم القيامة في صور الذَّرِّ[27] تَطَؤُهم الناسُ بِتَكَبُّرِهم على الله عز وجل) [28] .
لا تَأْمَنْ على شيءٍ مِنْ أمْرِك مَنْ لا يَخَافُ اللهَ، فإنه بَلغني عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه أنه قال:
(شاوِرْ في أمرِكَ الذين يَخافون اللهَ) [29].
اِحْذَرْ بِطانةَ السوءِ وأهلَ الرَّدَى[30] على نَفْسِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما مِنْ نَبِيٍّ ولا خليفةٍ إلَّا وَلَهُ بِِطانَتانِ، بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروف وتنهَاهُ عن المُنْكرِ وبِطانةٌ لا تَأْلُوهُ خَبَالاً[31] ، وهو مَعَ التي اسْتَوْلَتْ علَيْه، فمَنْ وُقِيَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ شرّاً كثيرا[32]) ، فاسْتَبْطِنْ أهْلَ التقْوَى[33] من الناس.
أكْرِمْ ضيفَك فإنه يَحِقُّ عليك إكْرامُه، وَأَدِّ حَقَّ جارِك بِبَذْلِ المعروفِ وَكَفِّ الأذَى عنه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ كان يؤمِنُ بالله واليومِ الآخرِ فَلْيُكْرِمْ جارَه ومن كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فلْيُكْرِمْ ضيفَه) [34] .
تَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أو اصْمُتْ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَقُلْ خيراً أوْ لِيُمْسِكْ)[35]، واتَّقِ فُضولَ المَنْطِقِ[36]، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أُنْذِرُكُمْ فُضولَ المنْطِقِ) [37].
أكْرِمْ مَنْ وَادَّكَ وكافِئْهُ بِمَوَدَّتِهِ إياكَ، فإنه بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ومَنْ أتَى إليكم معروفا فكافِئوهُ فإنْ لم تَجِدوا فَادْعُوا له حَتَّى يَعْلَمَ أنْ كافَأْتُموهُ) [38].
وإياك والغَضَبَ في غَيْرِ الله، وقد بلغني أن رجلا قال يا رسولَ الله أوْصِنِي ولا تُكْثِرْ عَلَيَّ فأنْسَى فقال: لا تَغْضَبْ[39].
لا تأمرْ بخيرٍ إلا بَدَأْتَ بِفِعْلِه، ولا تَنْهَ عن سوءٍ إلا بدأتَ بِتَرْكِه.
دَعْ مِنَ الأمْرِ ما لا يَعْنيكَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مِنْ حُسْنِ إسلامِ المرءِ تركُهُ ما لا يَعْنيهِ)[40].
صِلْ من قطَعَك واعْفُ عمَّنْ ظلمك وأَعْطِ من حَرَمَك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنَّها أفْضَلُ أخلاقِ الدنيا والآخرة) [41].
اِتَّقِ كَثْرةَ الضحِكِ فإنه يَدْعُو إلى السَّفَهِ ويَذهَبُ بنورِ الوَجْهِ وبَهاءِ المؤمنِ، فإنه بلغني أن ضَحِكَ النبي صلى الله عليه وسلم كان تَبَسُّماً. [42]
لا تَمْزَحْ بما تُذَمُّ به نفسُك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إِنِّي لَأَمْزَحُ ولا أقولُ إلا حَقّاً) [43].
لا تُخالِفْ إلى ما نَهَيْتَ عنه، وإذا نَطَقْتَ فَأوْجِزْ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( وهل يكُبُّ الناسَ في نارِ جهنمَ إلا هذا) [44] – يعني اللسان-.
ولا تصَعِّرْ [45] خدَّك للناس وأَلِنْ لَهُم جَناحَك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أهْلُ الجنةِ كل هَيِّنٍ لَيِّنٍ سهْلٍ طَلْقٍ)[46].
اُتْرُكْ مِنْ أعمالِ السِّرِّ ما لا يحسُنُ أن تعمَلَه في العَلانِيةِ، وَاتَّقِ كُلَّ شَيْءٍ تخافُ فيه تُهْمَةً في دينِك ودُنْياك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ كان يُؤْمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يَقِفْ مواقفَ التُّهَمِ) . [47]
أَقْلِلْ طَلَبَ الحَوائجِ من الناس، فإن في ذلك غَضاضَةً[48]، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجلٍ: ( لا تَسْألِ الناسَ شَيْئاً)[49].
لِيَكُنْ مَجْلِسُك بيتَك أو مسجدَك، فإنه بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المساجدُ بُيوتُ المُتَّقين)[50] .
لا تُكْثِرِ الشُّخوصَ[51] من بيتِك إلا في أمرٍ لابُدَّ لك منه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثمانيةُ مجالسَ المسلمُ ضامنٌ عَلَى اللهِ: ما كان في شَيْءٍ مِنْهُنَّ في سبيلِ الله، أو في بيتِ الله، أو في عيادةِ مريض، أو شُهودِ جنازةٍ، أو جمعةٍ، أو صلاةِ فريضةٍ، أو في طَلَبِ علمٍ ، أو عِنْدَ إمامٍ مُقْسِطٍ يُعَزِّرُه[52] ويُوَقِّرُه)[53] .
أحْسِنْ خُلُقَك مع أهْلِك ومَنِ اعْتَـزَّ بِك، فإن في ذلك رضاً لِرَبِّك ومَحَبَّةً في أهلِك ومَثْراةً[54] في مالِك ومَنْسَأَةً[55] في أجَلِكَ،[56] فإنه بلغني عن بعض العلماء من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وأمَرَ به مُعاذَ بنَ جَبل[57].
أحْسِنِ البِشْرَ إلى عامَّةِ الناس، فإنه بلغني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ طَلْقَ الوَجْهِ ويَكَْرَهُ العبوسَ)[58].
اتَّقِ شَتْمَ الناس وغِيبَتَهم، فإن الله تعالى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}[59]، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اِحْذَروا حَسَناتِكُم لا تَنْسَلَّ منكم كما يَنْسَلُّ الماء من يَدِ أحَدِكم، قالوا بماذا يا رسول الله؟ قال: بالاغتياب )[60]وقال: ( لا تَشْتُمِ الناس) [61].
اتَّقِ الفُحْشَ ومجالسةَ أهْلِ الرَّدَى[62] والفسوقِ، ومحادثةَ السَّفِلةِ[63] من الناس، فإنه بلغني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( اعْتَبِرِ الناسَ بأخْدانِهم[64] فإنما يُخادِنُ الرجلُ الرجلَ مثلَه) [65] .
أكْرِمِ اليتيمَ وارْحَمْه واعْطِفْ عليه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ كَفَل يتيما له أو لِغَيْرِه كُنْتُ أنا وَهُوَ في الجنة كَهاتَيْن، وأشارَ بإِصْبَعَيْه السَّبَّابَةِ والوُسْطَى فَضَمَّهما) [66].
اِعرِفْ لابْنِ السبيلِ حَقَّهُ واحْفَظْ وصيةَ الله تعالى فيه، فإنه بلغني أن أوَّلَ من ضَافَ الضيفَ إبراهيمُ الخليلُ عليه السلام[67].
أَعِِنِ المظلومَ وانصُرْه ما استطعتَ، وخُذْ على يَدِ الظالمِ واكْفُفْهُ عن ظُلْمِه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ مَشَى مع مظلومٍ حتى يُثَبِّتَ له حقَّه ثَبَّتَ الله قدمَه يومَ تَزولُ الأقدامُ) [68].
اتَّقِ اتِّباعَ الهَوَى في تَرْكِ الحقِّ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إني أخافُ عليكم اثنتين: اتِّباعَ الهوى وطولَ الأمَلِ[69]، فإن اتِّباعَ الهوى يَصُدُّ عن الحقِّ، وطولَ الأمَلِ يُنْسِي الآخرةَ)[70].
أنْصِفِ الناسَ مِن نفسِك ولا تَسْتَطِلْ عليهم، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أشْرَفُ الأعمالِ ثلاثةٌ: ذِكْرُ الله على كل حال، ومُوَاساةُ الأخِ في المَالِ، وإنْصافُ الناسِ مِنْ نَفْسِك) [71].
اُغْضُضْ بصرَك عن مَحارِمِ الله، فإنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لِعَلِيٍّ كرَّم الله وجهَه : ( لا تُتْبِعِ النظرةَ النظْرةَ فإنَّمَا لك النَّظْرةُ الأولى وليسَتْ لك الأخرى) [72].
اتَّقِ المَطْعَمَ السوءَ والمَلْبَسَ الوَبِئ[73] فإن ذلك كلَّه تَذْهَبُ لَذَّتُه وتَبْقَى عاقبتُه. وإن الله سبحانه أَمَرَ المؤمنين بما أدَّبَ به رُسُلَه فقال: [74]{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}[75]، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ أكَلَ بأخيه المسلمِ أُكْلَةً أطْعَمَه الله مكانَها أُكْلَةً من نارٍ، ومن سَمَّع بأخيه المسلمِ سَمَّع الله به يومَ القيامة، ومن لَبِسَ بأخيه المسلم ثوباً ألْبَسَه الله مكانَهُ ثوباً من نار) [76].
ِاقْبَلْ عُذرَ مَنِ اعْتَذرَ إليك وَرَجَعَ عما كَرِهْتَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنِ اعْتَذَرَ إلى أخيه المسلمِ فلم يَعذِرْه كان عليه مِثْلُ وِزْرِ صاحبِ [77]مَكْس ) [78].
لِتَكُنْ يدُك العُلْيا على كلِّ مَنْ خالَطْتَهُ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى) [79].
اِِصْحَبِ الأخيارَ فإنَّهُم يُعينونَكَ على أمْرِ الله عز وجل، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما تَحَابَّ رَجُلان في الله إلا كان أفضلُهُما أشدَّهما حبّاً لصاحبِه)[80].
صِلْ رَحِمَك وإن قَطَعوك، ولا تُكافِئْهُم بِمِثْلِ ما أَتَوْا إليك به، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنَّ رَجُلا قال له: إن لي أقْرباءَ أَعْفُو ويَظْلِمون، وأَصِلُ ويَقطَعون، وأُحْسِنُ ويُسيئون أَفَأُكافِئُهُمْ؟ فقال صلى الله عليه وسلم:إذَنْ تُتْرَكوا جميعا، ولكن إذا أساؤوا فأحْسِنْ حتَّى يكونوا هُمْ الذين يَصْرِفون وجوهَهُم عنْك، فإنه لا يَزالُ لك عليهِمْ مِنَ الله [81]ظَهيرٌ)[82].
اِرْحَمِ المسكينَ المُضْطَرَّ، والغريبَ المحتاجَ، وأعِنْهُم على ما استَطَعْتَ مِن أمورِهم، فإنه بلغني عن ابنِ عباس أنه قالكُلُّ مَعروفٍ صَدَقَةٌ وإن اللهَ يُحِبُّ إعانةَ المَلْهوفِ )[83].
اِرْحَمِ السائلَ وارْدُدْهُ مِنْ بابِك بفضلِ معروفِك بالبَذْل منك أو قولٍ معروفٍ تقولُهُ له، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اُرْدُدْ عنك مَذَمَّةَ السائلِ ولو بِمِثْل رأسِ الطائرِ من الطعامِ)[84].
لا تَزْهَدْ في المَعْروفِ عِنْد مَنْ تَعْرفُه وعنْدَ مَنْ لا تعرفُه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تَزْهدْ في المعروفِ، ولو أنْ تَصُبَّ من دَلْوِكَ في إناء [85]المُسْتَقِي)[86].
أرِدْ اللهَ عز وجل بكلِّ ما يكونُ مِنْك مِنْ خَيْرٍ إلى أَحَدٍ، فإنه بلغني أن قوله عز وجل {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ... الآية}[87]، قال: المنافقُ الذي إنْ صَلَّى راءَى وإن فاتَتْهُ لم يبلغ إليها، {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}[88]، قال: الماعونُ الزكاةُ التي فرضها الله عز وجل.
إياك والرِّيَاءَ، فإنه بلغني أنه لا يَصْعَدُ عمَلُ المُرائي إلى الله عز وجل، ولا يَزْكو عندَه ما كان لِغَيْرِ الله، فإن استطعْتَ أن تعملَ بكُلِّ ما عمِلْتَه فيما بينك وبين الله فافْعَلْ، فقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( نَضَّرَ الله امْرَأً سمع قولي فَوَعاهُ حتى يُبَلِّغَه غيرَه، فرُبَّ غائبٍ أحْفَظَ مِنْ شاهدٍ ورُبَّ حاملِ فقهٍ إلى مَنْ هو أَفْقَهُ مِنْه، ورُبَّ حاملِ فقهٍ غيرِ فقيه)[89].
لا يغفُلْ قلبُ امْرِئٍ مسلمٍ عن ثلاثِ خِصالٍ: إخلاصِ العمل لله، والنصيحةِ للإمامِ العادلِ، والنصيحةِ لعامة المسلمين فإنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحيطُ مِنْ ورائهم[90].
إياكَ وسُوءَ الخُلُقِ فإنه يَدْعو إلى مَعاصي الله تعالى، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( خِيارُكم أحْسَنُكم أخلاقا )[91].
تَواضَعْ لله إذا خَلَوْتَ بِعَمَلِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أن مَلَكاً أتاه مع جبريل عليه السلام فقال : إن ربَّك يُقْرِئُك السلامَ ويقولُ إنْ شِئْتَ أن أجعلَكَ مَلِكاً نبياً أو عبْداً نبياً، فأشار إليه جبريل عليه السلام أنْ تَواضَعْ، فما أَكَلَ متَّكِئاً حتى مات)[92].
لا تَظْلِمِ الناسَ فيُدِيلُهُم[93] اللهُ عليك، فإنه بلغني عن بعضِ العلماء من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما ظلمتُ أحداً أشدّ عليَّ ظلما مِنْ أَحَدٍ لا يستعينُ إلا بالله تعالى)[94].
اِحْذَرِ البَغْيَ فإنه عاجِلُ العقوبةِ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ أعْجَلَ الخَيْرِ ثوابا صِلةُ الرَّحِمِ، وإن أعْجَلَ الشَّرِّ عقوبةً البغيُ، واليمينُ الغموسُ تَدَعُ الدِّيارَ[95] بَلاقِع)[96].
لا تَحْلِفْ بغير الله في شَيْء، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تحلفوا بآبائكم، لِيَحْلِفْ حالفٌ بالله أو لِيَسْكُتْ[97] )، ولا تحلِفْ بالله في كلِّ شيء، فإن الله تبارك وتعالى قال:[98]{وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ }
اِرْحَمِ الناسَ يَرحَمْك اللهُ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله)[99].
أَحْبِبْ طاعةَ الله يُحْبِبْكَ الله وَيُحَبِّبْكَ إلى خلقه[100]، قال عز وجل لنبيه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}[101]
عليك بالسُّجود الخَفِيِّ لله تعالى، فإنه بلغني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لابن عمر عليك بالسجود الخَفِيِّ لله تعالى يزيدك الله به في الآخرة هدىً وفي الدنيا عزاً)[102].
اِلْزَمِ الصلاةَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( جُعِلَتْ قُرَّةُ عيني في الصلاة)[103].
أَصْلِحْ سريرتَك يُصْلِحِ اللهُ علانيتَك، فإنه بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أَسَرَّ عبدٌ قَطُّ سريرةَ خَيْرٍ إلَّا ألْبَسَهُ الله رِداءَها، ولا أسَرَّ عبدٌ سريرةَ شَرٍّ قَطُّ إلا ألبسه الله رداءَها)[104].
ولْيَكُنْ عليكَ السكينةُ والوقارُ في مَنْطِقِك ومَجلسِك ومَرْكَبِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والناس يَزْحَفون حَوْلَه: ( عليكم بالسَّكينةِ فإنَّ البِِرَّ لَيْسَ [105]بالإيضاعِ)[106].
أَعْطِ دابَّتَك إذا ركِبْتَها حَظَّها من الأرضِ وحَظَّها من المَقْصِد عليها، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا ركِبْتُم هذه الدوابَّ العُجْمَ فأعْطوها حظَّها من الأرض )[107].
عليك بالحِلْمِ والإغْضاءِ عَمَّا كَرِهْتَ، ولا تَتَّبِعِ البلاغاتِ[108] مِنْ أحَدٍ، فإنه إذا بَلَغَك عن أحَدٍ بلاغةٌ تَكْرهُها فلا تُكافِئْه بها، فإنَّ في ذلك الفضلَ في الدنيا والآخرة ، بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الله يُحِبُّ الحليمَ الحَيِيَّ العفيفَ المتعففَ )[109].
اِدْفَعْ بالتي هي أحسنُ السَّيِّئَةَ فإن الله أمَرَ بذلك.
اِتَّقِ العقوقَ وقطيعةَ الرَّحِمِ فإن في ذلك شَيْناً[110] في الدنيا وتَبِعَةً في الآخرة، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اِشَتَكَتِ الرحمُ إلى الله عز وجل مِمَّنْ يقطعها فَرَدَّ الله عز وجل عليها أَمَا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وأقْطَعَ مَنْ قطعك؟)[111].
إذا غضِبْتَ مِن شيءٍ مِن أمرِ الدنيا فاذْكُرْ ثوابَ الله عز وجل على كَظْمِ الغَيْظِ، فإن الله تبارك وتعالى قال : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[112]، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما امْتَلَأَ رجلٌ غيظاً فَكَظَمَه لله عز وجل إلاَّ مَلَأهُ الله رِضْواناً يوم القيامة)[113].
إذا وَعَدْتَ مَوْعدا في طاعةِ الله عز وجل فلا تُخْلِفْه، وإذا قلت قولا فيه رضا اللهِ فأَوْفِ به وَدُمْ عليه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مَنْ تَكَفَّلَ لي بِسِتٍّ أتَكَفَّل له بالجنة: إذا حدَّث لم يكذب، وإذا وَعَد لم يُخْلِفْ، وإذا اؤتُمِنَ لم يَخُنْ، وغَضَّ بصرَه وحَفِظَ فَرْجَه وكَفَّ يَدَهُ )[114].
إذا حَلَفْتَ على يَمينٍ ليسَتْ مِنْ طاعةِ الله فلا تَسْتَهِنْ بِها، وكَفِّرْ عن يمينِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا نَذْرَ في معصيةِ الله عز وجل وكَفّارَتُها كفّارَةُ يَمين)[115] وقال:
( النَّذْرُ يَمينٌ وكفَّارتُه كفارةُ يَمِينٍ)[116]، وإذا حَلَفْتَ على يَمينٍ ثم رأيتَ غيرَها خيراً منها فائْتِ الذي هو خَيْرٌ، وكَفِّر عن يمينِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا حلفتَ على يَمينٍ فرأيتَ خيراً منها فكَفِّر عن يَمينِك وَائْتِ الذي هو خَيْرٌ)[117].
إيَّاك والتَـزَيُّدَ في القولِ، وأن تقولَ قولاً وأنتَ تعلمُ أنه لم يكُنْ، وأقْبَحُ ذلك للإمامِ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ثلاثة لا يَنْظُرُ اللهُ إليهم يومَ القيامة: الإمامُ الكذَّابُ والعائِلُ[118] المَزْهُوُّ[119] والشيخُ الزاني)[120].
اُبْرُرْ والديْك وخُصَّهُما منْك بالدعاء في كلِّ صلاة، وأَكْثِرْ لهما الاستغفارَ وابْدَأْ بنفسِك قَبْلَهُما، فإن إبراهيمَ ونوحاً عليهما السلام قالا: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ}[121]، فبدأ كلُّ واحدٍ منهما بِنَفْسِه قبلَ والديه، و قد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من سَرَّه أن يُنْسَأَ[122] له في عمره ويُزَادَ له في رزقه فَلْيَتَّقِ اللهَ ربَّه ولْيَبَرَّ والديه ولْيَصِلْ رحِمَه)[123].
اشكُرِ الناسَ بما أَتَوْا إليك من خيرِهم، وكافِئْهُمْ بما قَدَرْتَ عليه من خيرٍ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الناسَ لم يشكرِ اللهَ عز وجل )[124].
إذا ركِبْتَ دابةً فوَضَعْتَ رِجْلَك في الرِّكاب فقُـلْ بسم الله، فإذا اسْتَوَيْتَ راكبا فَقُـْل: { سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}[125]،
فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك كُلَّما ركب دابةً[126].
إذا أكلتَ وشرِبتَ فاذكرِ اسْمَ الله، فإن نَسِيتَ في أوَّلِ حالِكَ فاذْكُرْه متَى ما ذَكَرْتَه، فإنه بلغني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول تَذَكَّرِ اسْمَ الله حين تأكُلُ، فإنه يَحولُ بين الشيطان وبين أن يأكل معك، ويتقيأ ما أكل[127])، فإذا فرغت من طعامِك وشرابِك فقُـْل الحمد لله الذي أطْعَمَنا وسَقانا وجَعَلَنا مسلمين، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك إذا أكل وشرب، وإذا أكلتَ ومعك آخَرُ يأكُلُ، فكُلْ مِمَّا يَليك، وكُلْ بيمينِك ولا تأكلْ بشمالك ولا تشربْ بها، ولا تأكلْ من فوق الطعام ولا مِنْ بين يَدَيْ أَحَدٍ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجلٍ يَفْعَلُه: ( اُذْكُرِ اللهَ وكُلْ مِمَّا يَليكَ وكلْ بِيَمينِك ولا تأكلْ بشمالِك ولا تشربْ بشمالك)[128].
و بَلَغَنِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال إنها أُكْلَةُ الشيطان)[129].
لا تُسافرْ ما استطَعْتَ إلا في يوم الخميس، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يَسْتَحِبُّ يومَ الخميس لا يسافرُ إلا فيه[130].
إذا أصابك كَرْبٌ فقُـلْ "يا حَيُّ يا قَيُّومُ برحمتك أسْتَغيثُ" فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك عند الكرب[131].
اِحْتَرِسْ مِمَّنْ يَتَقَرَّب إليك بالنَّميمَةِ، ويُبَلِّغُ الكلامَ عن الناس، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مَلْعونٌ مَنْ لَعَنَ أَباهُ، ملعونٌ من لَعَنَ أمَّه، ملعونٌ مَنْ غَيـَّرَ تُخومَ الأرض[132]، ملعونٌ كل صَقَّارٍ[133]) وهو النَّمَّام.
لا تَجُرَّ ثيابَك من الخُيَلاءِ، فإن الله عز وجل لا يُحِبُّ ذلك، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ جَرَّ ثيابه من الخيلاء لم ينظرِ الله ُ إليه يوم القيامة )[134].
أَطِعِ اللهَ في مَعْصِيَةِ الناس، ولا تُطِعِ الناسَ في معصيةِ الله، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ)[135].
يتبع
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - لم أقصر في إرشادك
[2] - أرعه سمعك: أصْغِ إليه
[3] - الثبور: الهلاك والخسران
[4] - سورة "المؤمنون " 108
[5] - التغرير: حمل النفس على الغَرَر، غرر بنفسه تغريرا وتَغِرَّةً
[6] - عن عنبسة ابن أبي سفيان عن أخته أم حبيبة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلّم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم بنى الله له بيتا في الجنة، أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين قبل العصر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين قبل الصبح.» صحيح ابن خزيمة 2/204، انظر كذلك المعجم الكبير 23/229- أحمد 6/326- المعجم الأوسط1/8- مسلم 1/502- أحكام القرآن لابن العربي سورة المزمل،
[7] - المسند المستخرج على صحيح الإمام مسلم2/334- صحيح ابن حبان6/367- صحيح البخاري 1/388-صحيح مسلم 1/509
[8] - صحيح مسلم 2/12، 2/818- البخاري 2/697- الترمذي 3/135
[9] - بعد حلول وقتها
[10] - سنن البيهقي الكبرى4/173- سنن الدار قطني2/237- سنن أبي داود2/117- شرح معاني الآثار2/17
[11] - التوبة 60
[12] - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وقال يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم" ثم "ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك" مسلم 2/703
[13] - البقرة 203
[14] - عن يحيى بن يعمر قال خطب علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:" أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار فلما تمادوا في المعاصي أخذتهم العقوبات فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقا ولا يقرب أجلا " تفسير ابن كثير 2/&5
[15] - الأطيط هو صوت الشيء إذا حن وأنقض، ومنه أطيط الباب إذا فتح أو أغلق
[16] - الخاء والواو واللام أصل واحد يدل على تعهد الشيء، خول الرجل حشمه ومتعهدو أمره، مفرده خائل وهو الراعي. يقال فلان يخول على أهله أي يرعى عليهم.
[17] - أخبرنا داود ابن أبي عاصم قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أطت السماء وحق لها أن تئط، ما في السماء موضع كف - أو قال شبر - إلا عليه ملك ساجد، فاتقوا الله وأحسنوا إلى ما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما لا يطيقون، فإن جاءوا بشيء من أخلاقهم يخالف شيئا من أخلاقكم فولوا شرهم غيركم ولا تعذبوا عباد الله" مصنف عبد الرزاق 9/440- سنن البيهقي 8/36-
[18] - تفسير القرطبي 11/189- مجمع الزوائد4/215-مسند أحمد 5/238
[19] - عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا" سنن الترمذي4/364-
[20] - غمَص بفتح الميم وكسرها غَمَصا، الناس استصغرهم واحتقرهم
[21] - قصمتها: كسرتها
[22] - الجيدة الكريمة
[23] - تسفه الحق: تجهله أو تتجاهله وتنكره
[24] - تحتقرهم
[25] - مجمع الزوائد10/84- الترغيب والترهيب2/269
[26] - الزهو: الفخر
[27] - الذر: صغار النمل مفرده: ذرة
[28] - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يحشر المتكبرون الجبارون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس ؛ لهوانهم على الله عز وجل» التواضع والخمول لابن أبي الدنيا, و قال النبي صلى الله عليه وسلم: يحشر المتكبرون أمثال الذر يطأهم الناس بأقدامهم, بحر الفوائد للكلاباذي , وكذلك تاريخ بغداد12/294-
[29] - الأمثال لأبي عبيد بن سلام عن عمر رضي الله عنه , وعن زيد قال قال عمر: "اعتزل ما يؤذيك وعليك بالخليل الصالح وقلما تجده وشاور في التابعين الذين يخافون الله عز وجل: شعب الإيمان 7/56، وعن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله أنه بلغه أن عمر بن الخطاب كان يقول "لا تعترض فيما لا يعنيك واعتزل من خليل إلا الأمين فإن الأمين من القوم لا يعدله شيء، ولا تصحب الفاجر ليعلمك من فجوره، ولا تفش إليه سرك، واستشر في التابعين الذين يخافون الله عز وجل: شعب الإيمان 4/257
[30] - الردى: الهلاك، ومعناه هنا الفساد
[31] - لا تقصر في إفساده
[32] - مسند الشاميين1/207- مسند أبي يعلى10/415-
[33] - اتخذهم بطانة لك
[34] - تفسير القرطبي9/64- مسلم 1/68- البخاري 5/2376- المستدرك على الصحيحين4/321
[35] - عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" البخاري 5/2240، وعن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت" مسلم1/69
[36] - الثرثرة وحشو الكلام
[37] - ورد بلفظ: حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن الحكم عن أبي وائل قال قال عبد الله: ( ألا أنذركم فضول الكلام بحسب أحدكم أن يبلغ حاجته ) معجم الطبراني الكبير 9/93
[38] - سنن أبي داود4/328- السنن الكبرى 2/43- النسائي 5/82- أحمد 2/68
[39] - البخاري 5/2267- صحيح ابن حبان1/531- معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي1/338
[40] - موطأ مالك2/903- صحيح ابن حبان1/466- سنن الترمذي4/558
[41] - عن أبي أمامة عن عقبة بن عامر قال: "لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فبدرته فأخذت بيده أو بدأني فأخذ بيدي فقال يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا وأهل الآخرة تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك" مكارم الأخلاق 1/22
[42] - مسند أحمد 5/105- الزهد لابن المبارك1/48
[43] - مجمع الزوائد8/89-المعجم الأوسط1/298- المعجم الكبير12/391
[44] - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال ثم بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وقد أصاب الحر فتفرق القوم حتى نظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقربهم مني قال فدنوت منه فقلت يا رسول الله أنبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال وإن شئت أنبأتك بأبواب الجنة قلت أجل يا رسول الله قال الصوم جنة والصدقة تكفر الخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله، قال ثم قرأ هذه الآية "تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون"، قال وإن شئت أنبأتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قال قلت أجل يا رسول الله قال أما رأس الأمر فالإسلام وأما عموده فالصلاة وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله، وإن شئت أنبأتك بملاك ذلك كله (أي قوامه وما يعتمد عليه منه)، فسكت فإذا راكبان يوضعان قبلنا فخشيت أن يشغلاه عن حاجتي قال فقلت ما هو يا رسول الله قال فأهوى بإصبعه إلى فيه، قال فقلت يا رسول الله وإنا لنؤاخذ بما نقول بألسنتنا؟ قال ثكلتك أمك ابن جبل هل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم؟ " حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه/ المستدرك على الصحيحين 2/447-
[45] - الصعر: الميل في الخد خاصة، صعر خده وصاعره: أماله من الكبر
[46] - جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم بأهل الجنة؟ أهل الجنة كل هين لين سهل قريب" المعجم الصغير , وعن أبي هريرة: قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَىٰ يُحِبُّ السَّهْلَ الطَّلِقَ»جامع المسانيد والمراسيل 2/303
[47] - تفسير البحر المحيط 5/313, كشف الخفاء 2/333-
[48] - الغضاضة: الذلة والمنقصة
[49] - مسند أحمد 6/373 (عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من يتقبل لي بواحدة وأتقبل له بالجنة؟ قال قلت: أنا، قال: لا تسأل الناس شيئاً فكان ثوبان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحد ناولنيه حتى ينزل فيتناوله».
[50] - مصنف ابن أبي شيبة7/114- المعجم الأوسط 7/158،جامع المسانيد والمراسيل 2/323
[51] -الشخوص من بيتك: الخروج من بيتك، يقال: شخص من بلد إلى بلد، أي ذهب
[52] - إمام عادل ينصره
[53] - عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" ستة مجالس المؤمن ضامن على الله تعالى ما كان في شيء منها في مسجد جماعة وعند مريض أو في جنازة أو في بيته أو إمام مقسط يعزره ويوقره" مجمع الزوائد 2/23- مسند عبد بن حميد1/135- الترغيب والترهيب 1/137, جامع المسانيد والمراسيل4/476
[54] - تكثيرا لمالك
-[55]نسأ الله في أجله وأنسأ أجله: أخره ومد في عمره
[56] - قال صلى الله عليه وسلم: "صلة القرابة مثراة في المال محبة في الأهل منسأة في الأجل" الموطأ2/902- المعجم الأوسط 8/14- موضح أوهام الجمع والتفريق2/454
[57] - معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي،الصحابي الجليل، الإمام المقدم في الحلال والحرام، قال عنه أبو نعيم في الحلية:"إمام الفقهاء وكنز العلماء، شهد العقبة وبدرا والمشاهد، وكان من أفضل شباب الأنصار حلما وحياء وسخاء"، روى عنه من الصحابة عمر وأبو قتادة وعبد الرحمن بن سمرة وغيرهم، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وقال له لما ودعه:"حفظك الله من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك، ودرأ عنك شرور الإنس والجن".
[58] - ومنه الحديث المرسل: عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طلق الوجه" شعب الإيمان 6/253
[59] - الحجرات 12
[60] - ورد بلفظ: : (اتقوا على حسناتكم، ولا تنسل منكم كما ينسل الماء من يد أحدكم، قالوا: بماذا يا رسول الله؟ قال: بالاغتياب) الجامع في الحديث لابن وهب
[61] - لم أجده في المراجع التي لدي, وعن أبي الدرداء أنه سمع رجلا يشتم رجلا رافعا صوته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "البذاء لؤم وسوء الملكة لؤم" رواه الطبراني وفيه عبدالله بن عرادة وثقه أبو داود وضعفه ابن معين-مجمع الزوائد8/72-
[62] - الهلاك والفساد
[63] -- لغة: السَّفِلَة بفتح السين وكسر الفاء السّقاط من الناس، يقال هو من السَّفِلة ولا يقال هو سفلة، لأنها جمع، واحد: سافل أي نذل وضيع، وقد اختلف العلماء في تعيين السفلة على أقوال فذكر ابن المبارك عن سفيان أن السفلة هم الذين يتقلسون، ويأتون أبواب القضاة والسلاطين يطلبون الشهادات. وقال ثعلب عن ابن الأعرابي: السفلة الذين يأكلون الدنيا بدينهم قيل له: فمن سفلة السفلة؟ قال: الذي يصلح دنيا غيره بفساد دينه. وسئل علي رضي الله عنه عن السفلة فقال: الذين إذا اجتمعوا غلبوا وإذا تفرقوا لم يعرفوا. وقيل لمالك بن أنس رضي الله عنه: من السفلة؟ قال: الذي يسب الصحابة. وقيل: السفلة المتسرعون إلى الشر، وهو في الأصل صغار الجراد حين يبدأ بالطيران.
[64] - أخدان مفرده خدن بكسر الخاء: الأصحاب، خادن يخادن: صاحب يصاحب
[65] - المعجم الكبير 9/187- مصنف عبد الرزاق4/307
[66] - مجمع الزوائد8/163- المعجم الكبير25/98-
[67] - عن أَبي هُرَيْرَة رضَي اللَّهُ عنهُ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَضَافَ الضَّيْفَ إِبْرَاهِيمُ»جامع المسانيد والمراسيل%/392 وعن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب يقول: " إبراهيم عليه السلام أول من اختتن وأول من ضاف الضيف وأول من قلم أظفاره وأول من قص الشارب وأول من شاب، فلما رأى الشيب قال: ما هذا؟ قال: وقار، قال: يا رب زدني وقارا" تفسير القرطبي 2/98- الموطأ 2/922- مصنف ابن أبي شيبة5/317
[68] - الفردوس بمأثورالخطاب 3/546- حلية الأولياء6/348- الترغيب والترهيب 3/262
[69] - طول الأمل: تعلق القلب بما يتمنى المرء تحقيقه في الحياة الدنيا
[70] - قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَشَدَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ خصْلَتَانِ: اتبَاعُ الْهَوَىٰ وَطُولُ الأَمَلِ، فَأَمَّا اتبَاعُ الْهَوَىٰ فَإنَّهُ يَعْدِلُ عَنِ الْحَق، وَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَالْحُبُّ لِلدُّنْيَا» ابن النَّجّار عن عليَ رضيَ اللَّهُ عنهُ. جامع المسانيد والمراسيل3/70، وفي مصنف ابن أبي شيبة7/100- الزهد لابن المبارك1/86- الزهد لهناد1/291 قال علي:" إنما أخاف عليكم اثنتين طول الأمل واتباع الهوى فإن طول الأمل ينسي الآخرة وإن اتباع الهوى يصد عن الحق"
[71] - روي بلقظ:عن مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما رفعه "أشد الأعمال ثلاث إنصاف الناس من نفسك ومواساة الأخ من مالك وذكر الله على كل حال" لسان الميزان 6/326- التدوين في أخبار قزوين4/70
وبلفظ: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَسَدُّ الأَعْمَالِ ثَلاَثَةٌ: إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ، وَمُوَاسَاةٌ لِلأَخِ مِنْ مَالِكَ، وَذِكْرُ اللَّهِ عَلَى كُل حَالٍ» الرافعي بسَنَدٍ جَليلٍ عن المزني عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضيَ اللَّهُ عنهُمَا. جامع المسانيد والمراسيل1/437
[72] - سنن الترمذي 5/101- المستدرك على الصحيحين2/212- سنن أبي داود 2/246
[73] - الوبئ والوبيئ :السيئ، الفاسد، من فعل وبِئ، تقول :وبئت الأرض إذا انتشرت فيها الأوبئة والطواعين
[74] - المؤمنون51
[75] -في كتاب الأدب للبيهقي: (أخبرنا أبو نعيمٍ ، ثَنَا الفضيلُ بنُ مرزوقٍ ، ثَنَا عديُّ بنُ ثابتٍ ، عنْ أبي حازمٍ ، عنْ أبي هريرةَ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَا أيُّهَا الناسَ، إنَّ اللَّهَ طيبٌ لاَ يقبَلُ إلاَّ طيباً، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بمَا أمرَ بِهِ المرسلينَ، قالَ: {يَا أيُّهَا الرسلُ كلُوا مِنَ الطيباتِ واعمَلُوا صالحاً إنّي بمَا تعملونَ عليمٌ} وقالَ: {يَا أيُّهَا الذينَ آمنوا، كلُوا منْ طيباتِ مَا رزقناكُم}، قالَ: ثُمَّ ذكرَ الرجلَ يطيلُ السفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يديهِ إلَى السماءِ يَا ربّ يَا ربّ، ومطعمُهُ حرامٌ وملبسُهُ حرامٌ ومشربُهُ حرامٌ وغُذِيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِكَ
[76] - تفسير القرطبي 16/336- المستدرك على الصحيحين4/142- الجامع لمعمر بن راشد11/458- المعجم الأوسط3/111- مسند أحمد 4/229- مسند الشاميين1/130- شعب الإيمان6/110
[77] - المكس بفتح الميم: الظلم، انتقاص الثمن في البيع، المنابذة بين المتبايعين ، الجباية
[78] - شعب الإيمان 6/322- الثقات 8/388
[79] - البخاري 2/519- مسلم 2/717
[80] - الأدب المفرد1/191- صحيح ابن حبان 2/325
[81] -ظهير: نصير
[82] - مسند أحمد 2/181،208- ابن كثير 4/180
[83] - مسلم 2/679- البخاري5/2241- شعب الإيمان7/515- الأدب المفرد 1/88
[84] - ورد بلفظ: (ردوا مذمة السائل ولو بمثل رأس الطائر من الطعام" أخرجه العقيلي في الضعفاء من حديث عائشة. تخريج أحاديث الإحياء للعراقي، وفي الموطأ 2/923 ، والاستذكار 8/343, وشعب الإيمان 3/228 بلفظ: (عن زيد بن أسلم عن بن بجيد الأنصاري عن جدته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ردوا المسكين ولو بظلف محرق)، وفي الآحاد والمثاني 6/159 بلفظ ردوا المسكين ولو بظلف شاة محرق)، وفي " العلل المتناهية"2/504: بلفظ (نبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال أنا محمد بن المظفر قال أنا العتيقي قال نا يوسف بن الدخيل قال نا أبو جعفر قال نا أحمد بن محمد بن عاصم قال نا نصر بن عاصم الإنطاكي قال نا عثمان بن عبد الرحمن قال أنا إسحاق بن نجيح عن عطاء عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ردوا مذمة السائل ولو بمثل راس الذباب" قال المؤلف هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به إسحق قال أحمد هو من أكذب الناس وقال يحيى كان يضع الحديث. انظر كذلك ميزان الاعتدال في نقد الرجال 1/354
[85] - المستقي: الوارد على البئر طلبا للماء
[86] - ورد في صحيح ابن حبان بلفظ: (أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي العابد بالبصرة حدثنا نصر بن علي بن نصر أخبرنا أبي عن شعبة عن قرة بن خالد عن قرة بن موسى الهجيمي عن سليم بن جابر الهجيمي قال انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب في بردة له وإن هدبها لعلي قدميه فقلت يا رسول الله أوصني قال عليك باتقاء الله ولا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، وتكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ولا يحبها الله، وإن امرؤ عيرك بشيء يعلمه فيك فلا تعيره بشيء تعلمه منه، دعه يكون وباله عليه وأجره لك ،ولا تسبن شيئا، قال فما سببت بعده دابة ولا إنسانا)
[87] - الماعون 4
[88] - الماعون 7
[89] - ورد بلفظ نضر الله امرءا سمع منا حديثا فبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة) موارد الظمآن 1/47، وبلفظ : (نضر الله امرءا سمع مقالتي فحفظها فأداها كما سمعها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه) مسند البزار 8/342 , مسند أحمد
وبلفظ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً فَوَعَاهُ ، ثُمَّ بَلَّغَهُ مَنْ هُوَ أَوْعَىٰ مِنْهُ» ابن عساكر عن زيد بن خالد الْجهني رضيَ اللَّهُ عنهُ.جامع المسانيد والمراسيل 4/412
[90] - حدثني أبي ثنا أبو المغيرة عن معان بن رفاعة قال: حدثني عبد الوهاب بن بخت المكي عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «نَضَّرَ الله عَبْداً سَمِعَ مَقَالتي هذِهِ فَحَمَلَها، فَرُبَّ حامِلِ الفِقْهِ فِيهِ غَيْرُ فَقيهٍ، وربَّ حاملِ الفِقْهِ إلى مَنْ هُوَ أُفْقَهُ مِنْهُ، ثلاثٌ لا يغلُّ عَلَيْهِنَّ صَدْرُ مُسْلِمٍ: إخلاصُ العَمَلِ لله عَزَّ وَجَلَّ، وَمُناصَحَةُ أولي الأمْرِ، وَلُزُومُ جماعَةِ المُسْلِمِينَ، فإنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ». أحمد4/98
[91] - شعب الإيمان6/233 ، كشف الخفاء 2/390،البخاري 3/1305
[92] - ورد في سنن البيهقي الكبرى 7/49 بلفظ : (عن محمد بن عبد الله بن عباس قال كان ابن عباس يحدث أن الله عز وجل أرسل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ملكا من الملائكة معه جبريل عليه السلام فقال الملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يخيرك بين أن تكون عبدا نبيا وبين أن تكون ملكا نبيا، فالتفت نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل عليه السلام كالمستشير له، فأشار جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تواضع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أكون عبدا نبيا، قال فما أكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتى لقي ربه عز وجل.
[93] - يديلهم: ينصرهم ويغلبهم، من الإدالة بمعنى الغلبة،يقال: اللهم أدلني على فلان وانصرني عليه
[94] - ورد بعض معناه بلفظ: حدّثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن أبي وائل عن أبي الدرداء قال إني لآمركم بالأمر وما أفعله ولكني أرجو فيه الأجر، وإن أبغض الناس إلي أن أظلمه الذي لا يستعين علي إلا بالله).مصنف ابن ابي شيبة8/168,الزهد لأبي داود
[95] - بلاقع: البلاقع جمع بلقع وبلقعة وهي الأرض القفر التي لا شيء بها، يريد أن الحالف بها يفتقر ويذهب ما في بيته من الرزق
[96] - سنن البيهقي الكبرى 10/35
[97] - مسند أحمد 2/17، الترمذي 4/110
[98] - البقرة 224
[99] - صحيح مسلم 15/65, مسند أحمد 5/478
[100] - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ .، قال: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللّهَ، إِذَا أَحَبَّ عَبْداً، دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبَّهُ. قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ. ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللّه يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ. قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ. وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْداً دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضْهُ. قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ. ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللّهَ يُبْغِضُ فُلاَناً فَأَبْغِضُوهُ. قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ. ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ». مسلم 16/157
[101] - آل عمران 31
[102] - ورد بلفظ: ( قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِنْ سُجُودٍ خَفِيَ» ابن المبارك ، عن ضمرةَ بن حبيبٍ مُرْسَلاً - جامع المسانيد والمراسيل 6—252
[103] - كتاب الآثار 1/57، سنن البيهقي الكبرى7/78، أحمد 3/581
[104] - ورد في المعجم الأوسط 8/44 بلفظ : (عن جندب بن سفيان البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيرا فخير وإن شرا فشر)
[105] - الإيضاع: سرعة العدو والجري
[106] - - ورد بلفظ: عن ابن عباس عن أسامة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أفاض من عرفة ورديفه أسامة فجعل يكبح راحلته حتى أن ذفريها لتكاد أن تمس، ـ وربما قال حماد: أن تصيب قادمة الرجل ـ وهو يقول: يا أيها الناس، عليكم بالسكينة والوقار، فإن البر ليس في إيضاع الإبل»، مسند أحمد 6/261 .البخاري 2/601
[107] - ورد في صحيح مسلم 13/58 بلفظ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ، فَأَعْطُوا الإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الأَرْضِ. وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ، فَأَسْرِعُوا عَلَيْهَا السَّيْرَ. وَإِذَا عَرَّسْتُمْ بِاللَّيْلِ، فَاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ. فَإِنَّهَا مَأْوَى الْهَوَامِّ بِاللَّيْلِ».
وفي الموطأ 2/979 بلفظ: (مالك عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن خالد بن معدان يرفعه "إن الله تبارك وتعالى رفيق يحب الرفق ويرضى به ويعين عليه ما لا يعين على العنف فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فأنزلوها منازلها فإن كانت الأرض جدبة فانجوا عليها بنقيها وعليكم بسير الليل فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار وإياكم والتعريس على الطريق فإنها طرق الدواب ومأوى الحيات) انظر كذلك شرح الزرقاني 4/505
[108] - الوشايات
[109] - ورد بلفظ: عن عمرو بن دينار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن « الله يحب الحليم الحيي الغني المتعفف ، ويبغض الفاحش البذيء السائل الملحف » الحلم لابن أبي الدنيا, كتاب الزهد لهناد 2/627, تفسير الطبري 3/110
[110] - الشين:العيب والقبح، المشاين: المعايب والمقابح
[111] - في صحيح مسلم 4/1980 بلفظ: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اقرؤا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" وفي البخاري 5/2232: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فاقرؤوا إن شئتم فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم"
[112] - آل عمران 134
[113] - رواه الترمذي 4/327 بلفظ من كظم غيظا وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء)
[114] - ورد في كتاب الزهد لهناد 2/635 بلفظ: (عن محمد بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من تكفل لي بست تكفلت له بالجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا عاهدتم وأدوا إذا ائتمنتم وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا أيديكم)، انظر كذلك مسند الشهاب1/272، جامع المسانيد والمراسيل3/62
[115] - أحمد7/352, المستدرك على الصحيحين 4/339
[116] - ورد بلفظ" حدثنا ابن لهيعة قال: حدثنا كعب بن علقمة قال: سمعت عبدالرحمن بن شماسة يقول: «أتينا أبا الخير فقال: سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «إنما النذر يمين، كفارتها كفارة اليمين». أحمد 5/144, انظر المعجم الكبير17/313
[117] - مسند أحمد 5/63،سنن البيهقي الكبرى10/53
[118] - العائل: الفقير ، قال تعالى:" وإن خفتم عَيلة"
[119] - المتكبر المفتخر
[120] - شعب الإيمان6/298، وورد في مجمع الزوائد 6/255 بلفظ: (عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يدخلون الجنة الشيخ الزاني والإمام الكذاب والعائل المزهو، وفي السنن الكبرى 2/46 بلفظ: (عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة الشيخ الزاني والعائل المزهو والإمام الكذاب)
[121] - إبراهيم 41، نوح 28
[122] - نسأ الله في أجله وأنسأ أجله: أخره ومد في عمره
[123] - عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سره أن ينسأ له في الأجل ويبسط له في الرزق فليصل رحمه) وفي رواية من سره أن ينسأ له في عمره وأن يثرى له ماله فليبر والديه وليصل رحمه) الزهد لهناد2/490
[124] - مسند أحمد 2/258، سنن الترمذي4/339
[125] - الزخرف 12/13
[126] - ورد في صحيح مسلم 2/978 بلفظ: (قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أن عليا الأزدي أخبره أن ابن عمر علمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو لنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل، وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تأبون عابدون لربنا حامدون)، انظر كذلك سنن أبي داود 3/33
[127] - لم أجده في ما لدي من مراجع
[128] -ورد في جامع المسانيد والمراسيل 20/254 بلفظ: عن عبد الله بن بسر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ـ وَجَلَسْتُ آكُلُ مَعَهُمْ ـ يَا بنيَّ اذْكُرْ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ». وفي صحيح ابن حبان4/89: (عن جابر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع ونهانا عن خمس: إذا رقدت فأغلق بابك وأوك سقاءك وخمر إناءك وأطفئ مصباحك فإن الشيطان لا يفتح بابا ولا يحل وكاء ولا يكشف غطاء، وإن الفأرة الفويسقة تحرق على أهل البيت بيتهم، ولا تأكل بشمالك ولا تشرب بشمالك ولا تمش في نعل واحدة ولا تشتمل الصماء ولا تحتب في الدار مفضيا)، وفي صحيح البخاري 5/2056: (حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان قال الوليد بن كثير أخبرني أنه سمع وهب بن كيسان أنه سمع عمر بن أبي سلمة يقول كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك فما زالت تلك طعمتي بعد)
[129] - في المعجم الكبير11/126 بلفظ: عن ابن عباس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا لبعض الأنصار فجعل يتناول من الرطب فيأكل وهو يمشي وأنا معه فالتفت إلي فقال يا ابن عباس لا تأكل بإصبعين فإنها أكلة الشيطان وكل بثلاثة أصابع)
وفي جامع المسانبد والمراسيل 17/450عن أَبي هُريرةَ رضِي اللَّهُ عنْه قَالَ: «قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لاَ تَأْكُلُ بِأُصْبُعٍ فَإِنَّها أَكْلَةُ الشَّيْطَانِ، وَلاَ تَأْكُلْ بِأُصْبُعَيْنِ ، وَكُلْ بِثَلاَثَةٍ فَإِنَّها السُّنَّةُ».
[130] - عبد الرحمن بن مالك عن أبيه أنه كان يقول لقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في سفر لجهاد وغيره إلا يوم الخميس)كتاب الأدب للبيهقي/ وعن أم سلمة قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب يوم الخميس ويحب السفر يوم الخميس" / تاريخ بغداد 14/219،انظر كذلك فتح الباري 6/113،
[131] - المستدرك على الصحيحين 1/689، سنن الترمذي5/539
[132] - تخوم الأرض: معالمها وأعلامها وحدودها
[133] -الصقر: الماء الآجن المتغير، القيادة على الحرم، ومنه الصقار ككتان : النمام، اللعان، ومنه حديث أنس" ملعون كل صقار قيل يا رسول الله وما الصقار؟ قال: نشء يكونون في آخر الزمن تحيتهم بينهم التلاعن، وحديث سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال الأمة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث: ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم الخبث، ويظهر فيهم السقارة، قالوا وما السقارة يا رسول الله؟ قال نشء يكونون في آخر الزمن تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن، روي بالسين والصاد, انظر تاج العروس3/339
[134] -ورد بلفظ: عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله: «من جرّ ثيابه من مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة» سنن النسائي الكبرى5/493، انظر كذلك المعجم الأوسط2/197، المعجم الصغير1/351، حلية الأولياء7/124
[135] - مصنف ابن أبي شيبة6/545، المعجم الكبير18/170