خواطر وتأملات عابر

[مجمول]

أثناء دراسة النصوص يخطر للدارس خواطر تفتح له أفقًا، أو تنبّهه على سؤال غاب عنه وسط زحام الأفكار،،

سأبدأ هنا بكتابة بعض خواطري في القراءة والدراسة في النصوص من الكتاب والسنة، لتنادي خواطركم الماطرة، وقرائحكم العاطرة.. وكلي أمل في تجديد النفوس واستثارة القرائح للتعود على الفهم والاستنباط والسؤال والاستشكال..

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

خاطرة (1) :

((قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين * قال ألقوا)) |الأعراف:115-116|

ألهمتْني أمرين :

1- بعكس ما يتصور كثيرٌ أن صاحب الحق يجب أن يكون دائمًا هو البادئ .. هنا طلب منهم موسى عليهم السلام أن يبدؤوا لما خيّروه.
2-أن الوقت غير المناسب للفعل يكون من مُضعِفات تأثيره، حتى ولو كان الفعلُ «معجزةً» !

 

[أم طارق]

رد: خواطر وتأملات عابر

((قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين * قال ألقوا))​

|​

الأعراف:١١٥-١١٦​

|
أما الدكتور فريد الأنصاري - رحمه الله - فقد ألهمته أمراً وهو:
أننا معشر المسلمين قرأنا هذه الآية وطبقنا نصفها فقلنا للقوم ألقوا ولم نلقِ فتركنا أعداءنا يلقون وتوقفنا عن الإلقاء حتى وصل حالنا إلى ما نحن فيه.
يقول:
​

( إن المشكلة أن الآخرين فعلا يلقون ما بأيمانهم، فقد ألقوا اليوم (عولمتهم)، لكننا نحن الذين لا نلقي ما في أيماننا! ويقف المشهد - مع الأسف – عند قوله تعالى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى. فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى!) ثم لا يكتمل السياق، وتلك مصيبتنا في هذا العصر!)

 

[عبد الحفيظ بن محمد بن احمد]

رد: خواطر وتأملات عابر

شكرا لك ام طارق والله انها الحقيقة فمتى نصحى من غفلتنا ونتطبب من سحر السحرة لنا جزاك الله كل خير

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

خاطرة (2) :

سيتوفّر كثيرٌ من الغضب والحزن .. إذا علم المرء أن الإساءةَ قد تأتيه لا لعيبٍ فيه، إن كان قد أدّى ما عليه ،،

«قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون، فإنهم لا يكذّبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون» |الأنعام : 33|

 

[محبة الفقه]

رد: خواطر وتأملات عابر

جزاك الله خير.

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

خاطرة (3) :

تأملت القرآن وهو يشير إلى أن نعرض هذا الدين قضيةً لا تتعلق بـ (أشخاص) : غالبين أو مغلوبين ..
بل هو قضية لها من ينصرُها ويختار لها..

«قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا، فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ؟! » |القلم : 28|

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

خاطرة (٤) :

مَن أيقن بقوله : «إن الله يدافع عن الذين آمنوا» |الحج : ٣٨| ،،
اطمأنّ للعمل بقوله : «خذ العفو واأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» |الأعراف : ١٩٩|

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

خاطرة (٥):

قد يقودنا الحرص إلى أن نرهق أنفسنا في إقناع ناس هم في الحقيقة لا يريدون تصديقنا ،،
رأيتُ أن الله قد عدّ ذلك من الجهل

«وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية، ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين» [الأنعام:٣٥]

 

[أم علي]

رد: خواطر وتأملات عابر


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وكما قالت الدكتورة رقية المحارب حفظها الله: أن القلب إذا لم يقبل الإصلاح فلا تنفعه الحجج والبراهين مهما قويت ..

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

خاطرة (٦):

من الاستدلالات الهزيلة -والممتد استعمالها والتمسك بها كمسلّمة من المسلّمات إلى الآن بشكل عجيب- : الاستدلال بـ(مجرّد) قرناء الإنسان وأقاربه على حكم (مطلق) عليه في التشابه السلوكي والاعتقادي .. (( قالوا إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل)) [يوسف:٧٧]

 

[أحمد بن مسفر العتيبي]

رد: خواطر وتأملات عابر

أحسنتي بنشر هذه الدُّرر البهية والثمار الجنية . وأكثر الله من أمثالكي في البرية .
عندي ملاحظات ونقدات على هذا المنهج في إيراد الخواطر القرآنية بلا ضوابط . وسوف أبعثُ بها على بريدكي الخاص إن رغبتي .

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

أحسنتي بنشر هذه الدُّرر البهية والثمار الجنية . وأكثر الله من أمثالكي في البرية .
عندي ملاحظات ونقدات على هذا المنهج في إيراد الخواطر القرآنية بلا ضوابط . وسوف أبعثُ بها على بريدكي الخاص إن رغبتي .

تشرفت باهتمامكم،،
الخواطر مطروحة هنا للنقد والتقويم، والمرء بإخوانه، أتمنى أن تشرفنا جميعا بملاحظاتك هنا في مشاركات الموضوع لتحقيق هدف التدارس واستثارة القرائح وفقه السؤال والاستشكال..

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

خاطرة (٧)

يرى بعضهم أن (توسيع) دائرة الأفعال بـ(إباحة) المحرّم انفلات وجرمٌ كبير، بينما يرى أن (تضييق) دائرة الأفعال بـ(تحريم) الحلال أحْفظ للدين والناس ..

وتأملت القرآن وهو يرشدنا أن تحريم الحلال سفَهٌ، وافتراءٌ، وضلال، ​

((قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهًا بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله، قد ضلوا وما كانوا مهتدين))

​

​

[الأنعام:١٤٠]​

​

​

 

[أحمد بن مسفر العتيبي]

رد: خواطر وتأملات عابر


أحسن الله إليكم
هذا ما وعدتُ به ، وقد كانت النية أن تكون الضوابط مستقلة عن هذه الخواطر .
نسأل الله أن ينفع بما تقدَّم وبما تأخر .

1- الخواطر القرآنية مُتعلِّقة بِحُسن الفهم للنص ، لا بمجرد ما وقع في القلب من معنى . ففي صحيح البخاري عن أبي جُحفة : " سألتُ عليَّاً رضي الله عنه هل عندكم من النبي صلى الله عليه وسلم شيٌ سوى القرآن ، قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إلا فهمًا يُعطيه الله رجلًا في القرآن ". والفهم الصحيح لا يكون إلا بقيود السنة كما سيأتي .

2- الخواطر القرآنية إذا كانت مُتعلِّقة بمذهبٍ معين أو اتجاه معين ، فإنها مردودة على صاحبها ، لأن ذلك معارضة صريحة لمعنى كتاب الله تعالى ، وصرف لتأويله الذي أنزله الله له ، الذي لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم. ويستثنى من ذلك ما له أصلٌ في الشرع واللغة .

3- الخواطر القرآنية المُجملة لآي القرآن دون إدراك لتِعلُّق بعضها ببعض ، تمنع الانتفاع بها وتدبر معانيها ، وقد ذمَّ الله تعالى ذلك كما في قوله تعالى : "وقال الذين كفروا لولا نُزِّل عليه القرآن جملةً واحدة كذلك لنثبت به فؤادك " ( الفرقان: 32 ) . وقد عاتب الله نبيَّه على بعض ذلك : " ولا تعجل بالقرآنِ من قبل أن يُقضى إليك وحيه" ( طه : 114 ) .

4- ربط الخواطر القرآنية بالعمل أقرب لحضور القلب وتحريك الجوارح للفعل .لحديث حذيفة رضي الله عنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ مُترسِّلا ، إذا مرَّ بآية تسبيحٍ سبَّح ، وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل ، واذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذ " . أخرجه مسلم .

5- عزو المعاني التفسيرية في الخواطر القرآنية لكلام السلف وفهمهم، أعظم سداداً في الفهم والصواب للمعاني الدقيقة والخفية . فما أُجمل في موضعٍ فُسِّر في موضعٍ آخر ، وما ُاختصر في مكانٍ فقد بُسط في مكانٍ آخر . فتجب الإشارة إلى هذه الدلالة عند التمهيد للخاطرة القرآنية خشية الإلتباس على المتأمِّل .

6- الاستناد على الخاطرة القرآنية بدون العزو للمعنى العام في السنة النبوية ، هدر للتأويل النبوي الذي تكفَّل به الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما في قول الله تعالى : " وأنزلنا إليك الذِّكر لتُبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم " ( النحل : 44 ) .

7- من الأغلاط الشهيرة التي وقع فيها كثيرٌ من المتأمِّلين للنصوص القرآنية في خواطرهم ، اغفال القواعد الأصولية والعقدية الدقيقة التي لا تنفك عن المعاني القرآنية ، ومن ذلك ما وقع لسيد قطب رحمه الله تعالى في كتابه : " في ظلال القرآن " وجُلُّه خواطر قرآنية أدبيه ، وقد تعقبه في ذلك الشيخ / عبد الله بن محمد الدويش رحمه الله تعالى في كتابه : " المورد الزُّلال في التنبيه على أخطاء الظِلال " ، ووقع مثل ذلك للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى في تفسيره المعروف ب " تفسير الشعراوي " ، وقد تعقبه بعض الباحثين المعاصرين .

8- معرفة السِّياق القرآني يُعين على التقويم الصحيح للخاطرة القرآنية وتصحيح مبناها العام ، وعكس ذلك باب من أبواب التحريف ، وقد وقع في ذلك كثير من أهل العقائد المنحرفة والباطلة ومنهم الصوفية والباطنية قديما وحديثا . والأمثلة على ذلك لا حصر لها .

9- القصص القرآنية مجالٌ رحب للخواطر القرآنية ، فالأولى الاقتصار عليه ، وعدم التعريج على النصوص العقدية وآيات الأحكام لاستلال الخواطر منها إلا اذا كان المعنى مساعداً على ذلك . وقد نهى عليٌّ رضي الله عنه ابن عباس رضي الله عنه أن ينُاظر الخوارج بالقرآن وقال إنه حَمَّال أوجه ، وأوصاه بمناظرتهم بالسنة ، والخواطر أولى بهذا القيد لتعلق العوام بها وشغفهم لها.

10- الورع الكامل في إيراد الخواطر القرآنية يكون بعزو الآثار الصحيحة في معانيها حذراً من القول على الله بغير علم وتأويل ما لا يُعلم تفسيره . وقد جاء رجلٌ الى ابن مسعود رضي الله عنه ، يخبره أنه ترك رجلاً يفسر برأيه قول الله تعالى : " فارتقب يوم تأتي السماءُ بدخانٍ مبين " ( الدخان : 10 ) ، فغضب ابن مسعود وصحَّح معنى الآية بما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم . والله الهادي .

 

[أم طارق]

رد: خواطر وتأملات عابر

خاطرة (٦):

من الاستدلالات الهزيلة -والممتد استعمالها والتمسك بها كمسلّمة من المسلّمات إلى الآن بشكل عجيب- : الاستدلال بـ(مجرّد) قرناء الإنسان وأقاربه على حكم (مطلق) عليه في التشابه السلوكي والاعتقادي .. (( قالوا إن يسرق فقد سرق أخٌ له من قبل)) [يوسف:٧٧]

ولكن ألا ترين أخيتي بأن البيئة تؤثر في الشخص عادة
فالإنسان الذي ينشأ في بيئة إجرامية سيكبر وعنده نزعة إجرام
أقصد بأن الاستدلال بالقرناء وارد في علم الاجتماع
وكل قرين بالمقارن يقتدي

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

أحسن الله إليكم
هذا ما وعدتُ به ، وقد كانت النية أن تكون الضوابط مستقلة عن هذه الخواطر .

قواعد جميلة، جزيتم خيرا

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

ولكن ألا ترين أخيتي بأن البيئة تؤثر في الشخص عادة
فالإنسان الذي ينشأ في بيئة إجرامية سيكبر وعنده نزعة إجرام
أقصد بأن الاستدلال بالقرناء وارد في علم الاجتماع
وكل قرين بالمقارن يقتدي

نعم أحسنت عزيزتي،، والخاطرة لا تنفي ذلك، وإنما تنفي أن يكون الحكم (مطلقا)= (في كل حال الإنسان) وأن يكون الداعم (الوحيد) للحكم هو (مجرد) القرناء دون النظر لباقي العوامل الأخرى

والمعنى.. ألا نستبق الحكم على أحد بأنه سيء (هكذا بصفة مطلقة) لـ (مجرد) أننا عرفنا أن قريبا له سيء، وهكذا الحكم بالخير والحسن..

هنا أثبتوا حكم السرقة على أخ يوسف عليه السلام -مع أنه لم يسرق أصلا- لمجرد أنه له أخا في اعتقادهم أنه سارق..

أرجو أن المقام قد اتضح

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

خاطرة (٧) :

البلايا والهموم (معاهدُ صناعة) الإنسان ،،
وقد تكون لـ (تأهيل) العبد لعلوٍّ كبير ،،

قال الله تعالى لموسى -عليه السلام- بعد مراحل همومه وبلاياه : ((واصطنعتُكَ لنفسي)) [طه:٤١]

 

[مجمول]

رد: خواطر وتأملات عابر

خاطرة (٨):

لحظتان من الجمال في حوارات المُحبين، يتجدد جمالها كلما مررتَ بها، وهي درس في التلطف بقلوب المحبوبين:

١- خطاب الله تعالى لكليمه -وقد أصابه رعب الموقف- ((وما تلك بيمينك يا موسى؟)) *.. سؤال عن شيء جوابه معروف للسائل قبل المسؤول، لكنه مُشعرٌ بالتقرب والعناية والحب وزيادة التشريف للاحتفاء بتكليم الله له..

٢- قسم الله تعالى لنبيه وحبيبه -وقد أخذ منه الحزن مأخذه- ((ما ودعك ربك وما قلى))**، وقد كان في مجرد الإخبار بعدم القِلى والوداع انزياح الحزن وحلول السرور، ولكن في القسم -وهو الصادق سبحانه ولو لم يقسم- مزيد تقرب وتشريف بمزيد العناية والتكريم والطمأنينة التي تقشع ظلمات الحزن ليصبح كـ (الضحى)..

-------
*طه:١٧
**الضحى:٣